alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:08 pm

العرب التابعة للعرب . ثم انقرض أولئك الشعوب في أحقاب طويلة و انقرض ما كان لهم من الدولة في الإسلام . و خالطوا العجم بما كان لهم من التغلب عليهم ففسدت لغة أعقابهم في آماد متطاولة و بقي خلفهم أحياء بادين في القفار و الرمال و الخلاء من الأرض تارة و العمران تارة . و قبائل بالمشرق و المغرب و الحجاز و اليمن و بلاد الصعيد و النوبة و الحبشة و بلاد الشام و العراق و البحرين و بلاد فارس و السند و كرمان و خراسان ، أمم لا يأخذها الحصر و الضبط ، قد كاثروا أمم الأرض لهذا العهد شرقاً و غرباً ، و اعتزوا عليهم فهم اليوم أكثر أهل العالم و أملك لأمرهم من جميع الأمم . و لما كانت لغتهم مستعجمة على اللسان المضري الذي نزل به القرآن ، و هو لسان سلفهم ، سميناهم لذلك العرب المستعجمة فهذه أجيال العرب منذ مبدأ الخليفة و لهذا العهد في أربع طبقات متعاقبة ، كان لكل طبقة منها عصور و أجيال و دول و أحياء وقعت العناية بها دون من سواهم من الأمم لكثرة أجيالهم و اتساع النطاق من ملكهم . فلنذكر لكل طبقة أحوال جيلها و بعض أيامهم و دولهم ، و من كان عهدهم من ملوك الأمم و دولهم ، ليتبين لك بذلك مراتب الأجيال في الخليقة كيف تعاقبت و الله سبحانه و تعالى و لي العون .



برنامج بما تضمنه الكتاب من الدول في هذه الطبقات الأربع على ترتيبها و الدول المعاصرين من العجم في كل طبقة منها

فنبدأ أولاً بذكر الطبقة الأولى و هم العرب العاربة و نذكر أنسابهم و مواطنهم و ما كان لهم من الملك و الدولة . ثم الطبقة الثانية و هم العرب المستعربة من بني حمير بن سبا و نذكر أنسابهم و ما كان لهم من الملك باليمن في التبابعة و أعقابهم . ثم نرجع إلى ذكر معاصرهم من العجم و هم ملوك بابل من السريانيين ثم ملوك الموصل و نينوى من الجرامقة ثم القيط و ملوكهم بمصر ، ثم بني إسرائيل و دولهم ببيت المقدس قبل تخريب بختنصر و بعده و بالصابئة ، ثم الفرس و دولهم الأولى و الثانية ، ثم يونان و دولهم الإسكندر و قومه ، ثم الروم و دولهم في القياصرة و غيرهم .

ثم نرجع إلى ذكر الطبقة الثالثة و هم العرب التابعة للعرب من قضاعة و قحطان و عدنان و شعبيها العظيمين ربيعة و مضر . فنبدأ بقضاعة و أنسابهم و ما كان لهم من الملك البدوي في آل النعمان بالحيرة و العراق و من زاحمهم فيها من ملوك كندة بني حجر آكل المرار . ثم ما كان لهم أيضاً من الملك البدوي بالشام في بني جفنة بالبلقاء و الأوس و الخزرج بالمدينة النبوية . ثم عدنان و أنسابهم و ما كان لهم من الملك بمكة في قريش ثم ما شرفهم الله به و جيل الآدميين أجمع من النبوة ، و ذكر الهجرة و السير النبوية ، ثم نذكر ما أكرمهم الله به من الخلافة و الملك فنترجم للخلفاء الأربعة و ما كان على عصرهم من الردة و الفتوحات و الفتن . ثم نذكر خلفاء الإسلام من بني أمية و ما كان لعهدهم من أمر الخوارج . ثم نذكر خلفاء الشيعة و ما كان لهم من الدول في الإسلام . فالأولى الدولة العظيمة لبني العباس التي انتشرت في أكثر ممالك الإسلام ، ثم دول العلوية المزاحمين لها بعد صدر منها دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى ، ثم دولة العبيدية من الإسماعيلية بالقيروان و مصر ، ثم القرامطة بالبحرين ، ثم دعاة طبرستان و الديلم ثم ما كان من هؤلاء العلوية بالحجاز ثم نذكر بني أمية المنازعين لبني العباس بالأندلس و ما كان لهم من الدولة هنالك و الطوائف من بعدهم ، ثم نرجع إلى ذكر المستبدين بالدعوة العباسية بالمغرب و النواحي و هم بنو الأغلب بأفريقية و بنو حمدان بالشام و بنو المقلد بالموصل و بنو صالح بن كلاب بحلب و بنو مروان بديار بكر و بنو أسد بالحلة و بنو زياد باليمين و بنو هود بالأندلس .

ثم نرجع إلى القائمين بالدعوة العبيدية بالنواحي و هم الصليحيون باليمن و بنو أبي الحسن الكلبي بصقلية و صنهاجة بالمغرب . ثم نرجع إلى المستبدين بالدعوة العباسية من العجم في النواحي و هم بنو طولون بمصر ، و من بعدهم بنو طغج و بنو الصفار بفارس و سجستان ، و بنو سامان فيما وراء النهر ، و بنو سبكتكين في غزنة و خراسان ، و غورية في غزنة و الهند ، و بنو حسنويه من الكرد في خراسان . ثم نرجع إلى ذكر المستبدين على الخلفاء ببغداذ من العجم و هم أهل الدولتين العظيمتين القائمتين بملك الإسلام من بعد العرب و هم بنو بويه من الديلم و السلجوقية من الترك . ثم نرجع إلى ملوك السلجوقية المستبدين بالنواحي و هم بنو طغتكين بالشام ، و بنو قطلمش ببلاد الروم ، و بنو خوارزم شاه ببلاد العجم ما وراء النهر ، و بنو سقمان بخلاط و أرمينية ، و بنو أرتق بماردين ، و بنو زنكي بالشام ، و بنو أيوب بمصر و الشام . ثم الترك الذي ورثوا ملكهم هنالك ، و بنو رسول باليمن ثم نرجع إلى ذكر التتر من الترك القائمين على دولة الإسلام و الماحين للخلافة العباسية ثم ما كان من دخلوهم في دين الإسلام و قيامهم بالملك بالنواحي و هم بنو هولاكو بالعراق ، و بنو ذوشيخان بالشمال ، و بنو أرتنا ببلاد الروم ، و من بعد بني هولاكو بنو الشبخ حسن ببغداذ و توريز ، و بنو المظفر بأصبهان و شيراز و كرمان ، و بعد بني أرتنا ملوك بني عثمان من التركمان ببلاد الروم و ما وراءها .

ثم نرجع إلى الطبقة الرابعة من المغرب و هم المستعجمة و من له ملك بدوي منهم بالمغرب و المشرق . ثم نخرج بعد ذكر ذلك إلى ذكر البرير و دولهم بالمغرب لأنهم كانوا من شرط كتابنا . و هنالك نذكر برنامج دولهم و الله سبحانه أعلم .



الطبقة الأولى من العرب و هم العرب العاربة و ذكر نسبهم و الإلمام بملكهم و دولهم على الجملة
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:09 pm

هذه الأمة أقدم الأمم من بعد قوم نوح ، و أعظمهم قدرة ، و أشدهم قوة و آثاراً في الأرض ، و أول أجيال العرب من الخليقة فيما سمعناه . لأن أخبار القرون الماضية في قبلهم ، يمتنع اطلاعنا عليها التطاول الأحقاب و دروسها إلا ما يقصه علينا الكتاب و يؤثر عن الأنبياء بوحي الله إليهم ، و ما سوى ذلك من الأخبار الأزلية فمنقطع الإسناد . و لذلك كان المعتمد عند الإثبات في أخبارهم ، ما تنطق به آية القرآن في قصص بالأنبياء الأقدمين ، أو ما ينقله زعماء المفسرين في تفسيرها من أخبارهم و ذكر دولهم و حروبهم ينقلون ذلك عن السلف من التابعين الذين أخذوا عن الصحابة أو سمعوه ممن هاجر إلى الإسلام من أحبار اليهود و علمائهم أهل التوراة أقدم الصحف المنزلة فيما علمناه ، و ما سوى ذلك من حطام المفسرين و أساطير القصص و كتب بدء الخليقة فلا نعول على شيء منه . و إن وجد لمشاهير العلماء تأليف مثل كتاب الياقوتية للطبري ، و البدء للكسائي ، فإنما نحوا فيها منحى القصاص ، و جروا على أساليبهم ، و لم يلتزموا فيها الصحة ، و لا ضمنوا لنا الوثوق بها فلا ينبغي التعويل عليها ، و تترك و شأنها . و أخبار هذا الجيل من العرب و إن لم يقع لها ذكر في التوراة ، إلا أن بني إسرائيل من بين أهل الكتاب أقرب إليهم عصراً ، و أوعى لأخبارهم ، فلذلك يعتمد نقل المهاجرة منهم لأخبار هذا الجيل ، ثم إن هذه الأمم على ما نقل كان لهم ملوك و دول .

فملوك جزيرة العرب و هي الأرض التي أحاط بها بحر الهند من جنوبها ، و خليج الحبشة من غربها ، و خليج فارس من شرقها ، و فيها اليمن و الحجاز و الشحر و حضرموت ، و امتد ملكهم فيها إلى الشام و مصر في شعوب منهم على ما يذكر . و يقال :إنهم انتقلوا إلى جزيرة العرب من بابل لما زاحمهم فيها بنو حام ، فسكنوا جزيرة العرب بادية مخيمين ، ثم كان لكل فرقة منهم ملوك و آطام و قصور حسبما نذكره ، إلى أن غلب عليهم بنو يعرب بن قحطان . و هؤلاء العرب العاربة شعوب كثيرة . و هم عاد و ثمود و طسم و جديس و أميم و عبيل و عبد ضخم و جرهم و حضرمون و حضورا و السلفات .

و سمي أهل هذا الجبل العرب العاربة ، إما بمعنى الرساخة في العروبية كما يقال : ليل أليل ، و صوم صائم . أو بمعنى الفاعلة للعروبية و المبتدعة لها بما كانت أول أجيالها و قد تسمى البائدة أيضا بمعنى الهالكة ، لأنه لم يبق على وجه الأرض أحد من نسلهم . فأما عاد و هم بنو عاد بن عوص بن إرم بن سام فكانت مواطنهم الأولى بأحقاف الرمل بين اليمن و عمان إلى حضرموت و الشحر . و كان أبوهم عاد فيما يقال أول من ملك من العرب ، و طال عمره و كثر ولده ، و في التواريخ ولد له أربعة آلاف ولد ذكر لصلبه ، و تزوج ألف امرأة و عاش ألف سنة و مائتي سنة . و قال البيهقي : إنه عاش ثلثمائة سنة ، و ملك بعده بنوه الثلاثة شديد و بعده شداد و بعده إرم . و ذكر المسعودي : إن الذي ملك من بعد عاد و شداد منهم هو الذي سار في الممالك و استولى على كثير من بلاد ملك من بعد عاد و شداد منهم هو الذي سار في الممالك و استولى على كثير من بلاد الشام و الهند و العراق . و قال الزمخشري : إن شداد هو الذي بنى مدينة إرم صحارى عدن ، و شيدها بصخور الذهب و أساطين الياقوت و الزبرجد ، يحاكي بها الجنة لما سمع وصفها طغياناً منه و عتوا . و يقال : إن باني إرم هذه هو إرم بن عاد . و ذكر ابن سعيد عن البيهقي : أن باني ارم هو ارم بن شداد بن عاد الأكبر ، و الصحيح أنه ليس هناك مدينة اسمها إرم و إنما هذا من خرافات القصاص و إنما ينقله ضعفاء المفسرين . و إرم المذكورة في قوله تعالى : " إرم ذات العماد " القبيلة لا البلد .

و ذكر المسعودي أن ملك عوص كان ثلثمائة و أن الذي ملك من بعده ابنه عاد بن عوص ، و أن جيرون بن سعد بن عاد كان من ملوكهم ، و أنه الذي اختط مدينة دمشق و مصرها ، و جمع عمد الرخام و المرمر إليها و سماها إرم . و من أبواب مدينة دمشق إلى هذا العهد باب جيرون ، و ذكره الشعراء في معاهدها قال الشاعر :

النخل فالقصر فالحماء بينهما أشهى إلى القلب من أبواب جيرون

و هذا البيت في الصوت الأول من كتاب الأغاني . و ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق جيرون و يزيد أخوان هما ابنا سعد بن لقمان بن عاد ، و بهما عرف باب جيرون و نهر يزيد . و الصحيح أن باب جيرون إنما سمي باسم مولى من موالي سليمان عليه السلام في دولة بني إسرائيل ، جيرون كان ظاهراً في دولتهم .

و ذكر ابن سعيد في أخبار القبط : أن شداد بن بداد بن هداد بن شداد بن عاد حارب بعضها من القبط ، و غلب على أسافل مصر و نزل الإسكندرية و بنى بها حينئذ مدينة مذكورة في التوراة يقال لها أون ، ثم هلك في حروبهم ، و جمع القبط إخوتهم من البربر و السودان و أخرجوا العرب من ملك مصر .ثم لما اتصل ملك عاد و عظم طغيانهم و عتوهم انتحلوا عبادة الصنام والأوثان من الحجارة و الخشب و يقال : إن ذلك لانتحالهم دين الصابئة ، فبعث الله إليهم أخاهم هوداً ، و هو فيما ذكر المسعودي و الطبري هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد ، و في كتاب البدء لابن حبيب رباح بن حرب بن عاد ، و بعضهم يقول هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ . فوعظهم و كان ملوكهم لعهده : الخلجان ، و لقمان بن عاد بن عاديا بن صدا بن عادفا ، آمن به لقمان و قومه ، و كفر الخلجان ، و امتنع هود بعشيرته من عاد . و حبس الله عنهم المطر ثلاث سنين و بعثوا الوفود من قومهم إلى مكة يستسقون لهم ، كان في الوفد على ما قاله الطبري نعيم بن هزال بن هزيل بن عبيل بن صدا بن عاد . و قيل ابن عنز منهم ، و حلقمة بن الخسري ، و مرثد بن سعد بن عنز . و كان ممن آمن بهود و اتبعه و كان بمكة من عاد
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:10 pm

هؤلاء : معاوية بن بكر و قومه ، و كانت هزيلة أخت معاوية عند نعيم بن هزال و ولدت له عبيداً و عمراً و عامراً ، فلما وصل الوفد إلى مكة مروا بمعاوية بن بكر و ابنه بكر و نزل الوفد عليه . ثم تبعهم لقمان بن عاد ، و أقاموا عند معاوية و قومه شهراً لما بينهم من الخؤلة ، و مكثوا يشربون و تغنيهم الجرادتان قينتان لمعاوية بن بكر و ابنه بكر . ثم غنتاهم شعراً تذكرهم بأمرهم فانبعثوا و مضوا إلى الاستقساء ، و تخلف عنهم لقمان بن عاد و مرثد بن سعد ، فدعوا في استسقائهم و تضرعوا و أنشأ الله السحب و نودي بهم أن اختاروا فاختاروا سوداء من السحب ، و أنذروا بعذابها فمضت إلى قومهم و هلكوا كما قصه القرآن .

و في خبر الطبري أن الوفد لما رجعوا إلى معاوية بن بكر ، لقيهم خبر مهلك قومهم هنالك ، و أن هوداً بساحل البحر ، و أن الخلجان ملكهم قد هلك بالريح فيمن هلك ، و أن الريح كانت تدخل تحت الرجل فتحمله حتى تقطعوا في الجبال و تقلع الشجر و ترفع البيوت ، حتى هلكوا أجمعون انتهى كلام الطبري .

ثم ملك لقمان و رهطه من قوم عاد و اتصل لهم الملك فيما يقال ألف سنة أو يزيد و انتقل ملكه إلى ولده لقمان ، و ذكر البخاري في تاريخه أن الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً هو هدد بن بدد بن الخلجان بن عاد بن رقيم بن عابر بن عاد الأكبر ، و أن المدينة بساحل برقة و لم يزل ملكهم متصلاً إلى أن غلبهم عليه يعرب بن قحطان ، و اعتصموا بجبال حضرموت إلى أن انقرضوا . و قال صاحب زجار أن ملكهم عاد بن رقيم بن عابر بن عاد الأكبر هو الذي حارب يعرب بن قحطان ، و كان كافراً يعبد القمر ، و أنه كان على عهد نوح ، و هذا بعيد لأن بعثة هود كانت عند استفحال دولتهم أو عند مبتدئها ، و غلب يعرب كان عند انقراضها ، و كذلك هدد الذي ذكر البخاري أنه ملك برقة إنما هو حافد الخلجان الذي اعتصم آخرهم بجبل حضرموت ، و خبر

البخاري مقدم .

و قال علي بن العزيز الجرجاني : و كان من ملوك عاد يعمر بن شداد ، و عبد أبهر بن معد يكرب بن شمد بن شداد بن عاد ، و حناد بن مياد بن شمد بن شداد ، و ملوك آخرون أبادهم الله و البقاء لله وحده . فأما عبيل و هم إخوان عاد بن عوص فيما قاله الكلبي ، و إخوان عوص بن إرم فيما قاله الطبري ، و كانت ديارهم بالحجفة بين مكة و المدينة و أهلكهم السيل . و كان الذي اختط يثرب منهم هكذا قال المسعودي ، و قال هو يثرب بن ابائلة بن مهلهل بن عبيل . و قال السهيلي إن الذي اختط يثرب من العماليق ، و هو يثرب بن مهلايل بن عوص بن عمليق . و أما عبد ضخم بن إرم فقال الطبري كانوا يسكنون الطائف و هلكوا فيمن هلك من ذلك الجيل . و قال غيره إنهم أول من كتب بالخط العربي .

و أما ثمود بنو ثمود بن إرم فكانت ديارهم بالحجر و وادي القرى فيما بين الحجاز و الشام ، و كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال ، و يقال لأن أعمارهم كان تطول فيأتي البلاء و الخراب على بيوتهم ، فنحتوها لذلك في الصخر ، و هي لهذا العهد ، و قد مر بها النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و نهى عن دخولها كما في الصحيح ، و فيه إشارة إلى أنها بيوت ثمود أهل ذلك الجيل . و يشهد ذلك ببطلان ما يذهب إليه القصاص ، و وقع مثله للمسعودي من أن أهل تلك الأجيال كانت أجسامهم مفرطة في الطول و العظم ، و هذه البيوت المشاهدة المنسوبة إليهم بكلام الصادق صلوات الله عليه ، و يشهد بأنهم في طولهم و عظم حجراتهم مثلنا سواء فلا أقدم من عاد و أجيالهم فيما بلغنا .

و يقال إن أول ملوكهم كان عابر بن إرم بن ثمود ملك عليهم مائتي سنة . ثم كان من بعده جندع بن الدبيل بن إرم بن ثمود . و يقال ملك نحواً من ثلثمائة سنة ، و في أيامه كانت بعثة صالح عليه السلام ، و هو صالح بن عبيل بن أسف بن شالخ بن عبيل بن كاثر بن ثمود ، و كانوا أهل كفر و بغي و عبادة أوثان ، فدعاهم صالح إلى الدين و التوحيد . قال الطبري : فلما جاءهم بذلك كفروا و طلبوا الآيات ، فخرج بهم إلى هضبة من الأرض ، فتمخضت عن الناقة و نهاهم أن يعترضوا لها بعقر أو هلكة ، و أخبرهم مع ذلك أنهم عاقروها و لا بد ، و رأس عليهم قدار بن سالف ، و كان صالح وصف لهم عاقر الناقة بصفة قدار هذا ، و لما طال النذير عليهم من صالح سئموه و هموا بقتله ، و كان يأوي إلى مسجد خارج ملائهم ، فكمن له رهط منهم تحت صخرة في طريقه ليقتلوه فانطبقت عليهم و هلكوا . و حنقوا ومضوا إلى الناقة و رماها قدار بسهم في ضرعها و قتلها ، و لجأ فصيلها إلى الجبل فلم يدركوه ، و أقبل صالح و قد تخوف عليهم العذاب ، فلما رآه الفصيل أقبل إليه و رغا ثلاث رغاآت ، فأنذرهم صالح ثلاثا ، و في صبح الرابعة صعقوا بصيحة من السماء تقطعت بها قلوبهم فأصبحوا جاثمين ، و هلك جميعهم حيث كانوا من الأرض ، إلا رجلاً كان في الحرم منعه الله من العذاب . قيل من هو يا رسول الله ؟ قال : أبو رغال . و يقال إن صالحاً أقام عشرين سنة ينذرهم و توفي ابن ثمان و خمسين سنة ، و في الصحيح " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر في غزوة تبوك بقرى ثمود فنهى عن استعمال مياههم و قال : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا و أنتم باكون أن يصيبكم ما أصابهم . " كلام الطبري .و قال الجرجاني : كان من ملوكهم دوبان بن يمنع ملك الإسكندرية ، و موهب بن مرة بن رحيب و كان عظيم الملك و أخوه هوبيل بن مرة كذلك . و فيما ذكره المفسرون أنهم أول من نحت الجبال و الصخور ، و أنهم بنو ألفا و سبعمائة مدينة و في هذا ما فيه . ثم ذهبوا بما كسبوا و درجوا في الغابرين و هلكوا . و يقال إن من بقاياهم أهل الرس الذين كان نبيهم حنظلة بن صفوان ، و ليس ذلك بصحيح . و أهل الرس هم حضور و يأتي ذكرهم في بني
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:11 pm

فالغ بن عابر ، و كذلك يزعم بعض النسابة أن ثقيفاً من بقايا ثمود هؤلاء و هو مردود . و كان الحجاج بن يوسف إذا سمع ذلك يقول كذبوا . و قال و الله جل من قائل يقول و ثمود فما أبقى أي أهلكهم فما أبقى أحداً منهم . و أهل التوراة لا يعرفون شيئاً من أخبار عاد و لا ثمود لأنهم لم يقع لهم ذكر في التوراة و لا لهود و لا لصالح عليهما السلام ، بل و لا لأحد من العرب العاربة ، لأن سياق الأخبار في التوراة عن أولئك الأمم إنما هو لمن كان في عمود النسب ما بين موسى و آدم صلوات الله عليهم ، و ليس لأحد من آباء هؤلاء الأجيال ذكر في عمود ذلك النسب فلم يذكروا فيها .

و أما جديس و طسم فعند ابن الكلبي أن جديسا لإرم بن سام و ديارهم اليمامة و هم إخوان لثمود بن كاثر ، و لذلك ذكرهم بعدهم و أن طسماً للاوذ بن سام و ديارهم بالبحرين . و عند الطبري أنهما معاً للاوذ و ديارهم باليمامة . و لهذين الاثنين خبر مشهور ينبغي سياقه عند ذكرهم . قال الطبري عن هشام بن محمد الكلبي بسنده إلى ابن اسحق و غيره من علماء العرب : أن طسماً و جديسا كانوا من ساكني اليمامة ، و هي إذ ذاك من أخصب البلاد و أعمرها ، و أكثرها خيراً و ثماراً و حدائق و قصورا ، و كان ملك طسم غشوماً لا ينهاه شيء عن هواه ، و يقال له : عملوق و كان مضراً لجديس مستذلاً لهم ، حتى كانت البكر من جديس لا تهدى إلى زوجها حتى تدخل عليه فيفترعها . و كان السبب في ذلك أن امرأة منهم كان اسمها هزيلة طلقها زوجها و أخذ ولده منها ، فأمر عملوق ببيعها و أخذ زوجها الخمس من ثمنها ، فقالت شعراً تتظلم منه ، فأمر أن لا تزوج منهم امرأة حتى يفترعها فقاقوا كذلك حتى تزوجت الشموس ، و هي عفيرة ابنة غفار بن جديس أخت الأسود ، فافتضها عملوق ، فقال الأسود بن غفار لرؤساء جديس : قد ترون ما نحن فيه من الذل و العار الذي ينبغي للكلاب أن تعافه فأطيعوني أدعوكم إلى عز الدهر ، فقالوا و ما ذاك ، قال : أصنع للملك و قومه دعوة فإذا جاؤوا ، يعني طسماً ، نهضنا إليهم بأسيافنا فنقتلهم . فأجمعوا على ذلك و دفنوا سيوفهم في الرمل ، و دعوا عملوقاً و قومه فلما حضروا قتلوهم ، فأفنوهم ، و قتل الأسود عملوقا ، و أفلت رباح بن مرة بن طسم فأتى حسان بن تبع مستغيثاً ، فنهض حسان في حمير لإغاثته حتى كان من اليمامة على ثلاث مراحل . قال لهم رباح إن لي أختا مزوجة في جديس اسمها اليمامة ، ليس على وجه الأرض أبصر منها و إنها لتبصر الراكب على ثلاث مراحل ، و أخاف أن تنظر القوم . فأمر كل رجل أن يقع شجرة فيجعلها في يديه و يسير كأنه خلفها ، ففعلوا و بصرت بهم اليمامة فقالت لجديس : لقد سارت إليكم حمير و إني أرى رجلاً من وراء شجرة بيده كتف يتعرقها ، أو نعل يخصفها ، فاستبعدوا ذلك و لم يحفلوا به . و صبحهم حسان و جنوده من حمير فأبادهم و خرب حصونهم و بلادهم و هرب الأسود بن غفار إلى جبلي طيء ، فأقام بهما ، و دعا تبع باليمامة أخت رباح التي أبصرتهم فقلع عينها . و يقال إنه وجد بها عروقا سودا زعمت أن ذلك من اكتحالها بالإثمد ، و كانت تلك البلد تسمى جو فسميت باليمامة اسم تلك المرأة .

قال أبو الفرج الأصبهاني : و كانت طيء تسكن الجرف من أرض اليمن و هي اليوم محلة مراد و همدان ، و سيدهم يومئذ سامة بن لؤي بن الغوث بن طيء ، و كان الوادي مسبعة و هم قليل عددهم ، و كان يجتاز بهم بعير في زمن الخريف و يذهب في زمن الخريف و يذهب ثم يجيء من قابل و لا يعرفون مقره ، و كان الأزد قد خرجت أيام سيل العرم و استوحشت طيء فظغنوا على أثرهم ، و قالوا لسامة هذا البعير إنما يأتي من الريف و الخصب لأن في بعره النوى ، فلما جاءهم زمن الخريف أتبعوه يسيرون لسيره حتى هبط عن الجبلين ، و هجموا على النخل في الشعاب و على المواشي و إذا هم بالأسود بن غفار ، في بعض تلك الشعاب فهالهم خلقه و تخوفوه ، و نزلوا ناحية و نفضوا الطريق فلم يروا أحداً ، فأمر سامة ابنه الغوث بقتل الأسود ، فجاء إليه فعجب من صغر خلقه ، و قال : من أين أقبلتم ؟ قال : من اليمن و أخبره خبر البعير ثم رماه فقتله و أقامت طيء بالجبلين بعده .

و ذكر الطبري عن غير ابن اسحق أن تبع الذي أوقع بجديس هو والد حسان هذا ، و هو ثبان أسعد أبو كرب بن ملكي كرب و يأتي ذكره في ملوك اليمن إن شاء الله تعالى انتهى كلام الطبري .

و قال غيره إن حسان بن تبع لما سار بحمير إلى طسم بعث على مقدمته إليه عبد كلال بن منوب بن حجر بن ذي رعين من أقيال حمير فسلك بهم رباح بن مرة الرمل و كانت الزرقاء أخت رباح ناكحاً في طسم و تسمى عنزة و اليمامة ، و كانت تبصر على البعد فأنذرتهم فلم يقبلوا و صبح عبد بن كلال جديسا إلى آخر القصة ، و بقيت اليمامة بعد طسم يبابا لا يأكل ثمرها إلا عوافي الطير و السباع حتى نزلها بنو حنيفة ، و كانوا بعثوا رائدهم عبيد بن ثعلبة الحنفي يرتاد لهم في البلاد ، فلما أكل من ذلك الثمر قال إن هذا الطعام ! و حجر بعصاه على موضع قصبة اليمامة ، فسميت حجراً و استوطنها بنو حنيفة و بها صبحهم الإسلام كما يأتي في أخبارهم إن شاء الله تعالى . و أما العمالقة فهم بنو عمليق بن لاوذ و بهم بضرب المثل في الطول و الجثمان . قال الطبري : عمليق أبو العمالقة كلهم أمم تفرقت في البلاد ، فكان أهل المشرق و أهل عمان و البحرين و أهل الحجاز منهم ، و كانت الفراعنة بمصر منهم ، و كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون منهم . و كان الذين بالبحرين و عمان و المدينة يسمون جاسم ، و كان بالمدينة من جاسم هؤلاء بنو لف و بنو سعد بن هزال و بنو مطر و بنو الأرزق ، و كان بنجد منهم بديل و راحل و غفار بالحجاز منهم إلى تيما بنو الأرقم و يسكنون مع ذلك نجداً و كان ملكهم يسمى الأرقم ، قال : و كان بالطائف بنو عبد ضخم بن عاد الأول انتهى .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:12 pm

و قال ابن سعيد فيما نقله عن كتب التواريخ التي اطلع عليها في خزانة الكتب بدار الخلافة من بغداد قال : كانت موطن العمالقة تهامة من أرض الحجاز فنزلوها أيام خروجهم من العراق أمام النمادرة من بني حام ، و لم يزالوا كذلك إلى أن جاء إسمعيل صلوات الله عليه و آمن به من آمن منهم . و تطرد لهم الملك إلى أن كان منهم السميدع بن لاوذ بن عمليق و في أيامه خرجت العمالقة من الحرم ، أخرجتهم جرهم من قبائل قحطان فتفرقوا و نزل بمكان المدينة منهم بنو عبيل بن مهلايل بن عوص بن عمليق فعرفت به ، و نزل أرض أيلة ابن هومر بن عمليق ، و اتصل ملكها في ولده و كان السميدع سمة لمن ملك منهم إلى أن كان آخرهم السميدع بن هومر الذي قتله يوشع لما زحف بنو إسرائيل إلى الشام بعد موسى صلوات الله عليه ، فكان معظم حروبهم مع هؤلاء العمالقة هنالك ، فغلبه يوشع و أسره و ملك أريحا قاعدة الشام و هي قرب بيت المقدس و مكانها معروف لهذا العهد . ثم بعث من بني إسرائيل بعثا إلى الحجاز فملكوه و انتزعوا من أيدي العمالقة ملوكه و نزعوا يثرب و بلادها و خبير . و من بقاياهم يهود قريظة و بنو النضير و بنو قينقاع و سائر يهود الحجاز على ما نذكره . ثم كان لهم ملك بعد ذلك في دولة الروم و ملكوا أذينة بن السميدع على مشارف الشام و الجزيرة من ثغورهم و أنزلوهم في التخوم ما بينهم و بين فارس ، و هذا الملك أذينة ابن السميدع هو الذي ذكره الشارع في قوله :

أزال أذينة عن ملكه و أخرج عن أهله ذا يزن

و كان من بعده حسان بن أذينة ، و من بعده طرف بن حسان بن بدياه نسبة إلى أمه ، و بعده عمرو بن مطرف ، و كان بينه و بين جذيمة الأبرش حروب ، و قتله جذيمة و استولى على ملكهم و كان آخراً من العمالقة كما نذكر ذلك في موضعه .

و من هؤلاء العمالقة فيما يزعمون عمالقة مصر و أن بعض ملوك القبط استنصر بملك العمالقة بالشام لعهده و اسمه الوليد بن دومغ ، و يقال ثوران بن أراشة بن فادان بن عمرو بن عملاق فجاء معه ملك مصر و استعبد القبط . قال الجرجاني و من ثم ملك العماليق مصر و يقال أن منهم فرعون إبراهيم و هو سنان بن الأشل بن عبيد بن عولج بن عمليق ، و فرعون يوسف أيضا منهم و هو الريان بن الوليد بن فوران ، و فرعون موسى كذلك و هو الوليد بن مصعب بن أبي أهوان بن الهلوان ، و يقال أنه قابوس بن مصعب بن معاوية بن نمير بن السلواس بن فاران ، و كان الذي ملك مصر بعد الريان بن الوليد طاشم بن معدان كلام الجرجاني و قال غيره : الريان فرعون يوسف و هو الذي تسميه القبط نقراوش و أن وزيره كان أطفير و هو العزيز و أنه آمن بيوسف ، و أن أرض الفيوم كانت مغايض للماء فدبرها يوسف بالوحي و الحكمة حتى صارت أعز الديار المصرية و ملك بعده ابنه دارم بن الريان ، و بعده ابنه معدانوس فاستعبد بني إسرائيل . قال الكلبي : و يذكر القبط أنه فرعون موسى ، و ذكر أهل الأثر أنه الوليد بن مصعب و أنه كان نجاراً من غير بيت الملك فاستولى إلى أن ولي حرس السلطان ثم غلب عليه ثم استبد بعده و عليه انقرض أمر العمالقة . و لما غرق في اتباع موسى صلوات الله عليه رجع الملك إلى القبط فولوا من بيت ملكهم دلوكة العجوز كما نذكره في أخبارهم إن شاء الله تعالى ، و أما بنو إسرائيل فليس عندهم ذكر لعمالقة الحجاز و عندهم أن عمالقة الشام من ولد عملاق بن أليفاذ ـ بتفخيم الفاء ـ ابن عيصو أو عيصاب أو العيص بن إسحق بن إبراهيم عليه السلام و فراعنة مصر منهم على الرأيين و أما الكنعانيون الذين ذكر الطبري أنهم العمالقة ، فهم عند الإسرائيلين من كنعان ابن حام ، و كانوا قد انتشروا ببلاد الشام و ملكوها ، و كان معهم فيها بنو عيصو المذكورون و يقال لهم بنو يدوم ، و من أيديهم جميعاً ابتزها بنو اسرائيل عند المجي أيام يوشع بن نون ، و لذلك تزعم زناتة المغرب أنهم من هؤلاء العمالقة و ليس بصحيح . و أما أميم فهم إخوان عملاق بن لاوذ قال السهيلي : يقال بفتح الهمزة و كسر الميم و بضم الهمزة و فتح الميم و هو أكثر و وجدت بخط بعض المشاهير أميم بتشديد الميم . و يذكر أنهم أول من بنى البنيان ، و اتخذ البيوت و الأطام من الحجارة ، و سقفوا بالخشب و كان ديارهم فيما يقال أرض فارس ، و لذلك زعم بعض نسابة الفرس أنهم من أميم ، و أن كيومرث الذين ينسبون إليه هو ابن أميم بن لاوذ و ليس بصحيح و كان من شعوبهم و بار بن أميم نزلوا رمل عالج بين اليمامة و الشحر و سالت عليهم الريح فهلكوا .

و أما العرب البايدة من بني أرفخشذ بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ فهم جرهم و عبادة أوثان ، و بعث إليهم نبي منهم إسمه شعيب بن ذي مهرع فكذبوه و هلكوا كما هلك غيرهم من الأمم و أما جرهم فكانت ديارهم باليمن و كانوا يتكلمون بالعبرانية ، و قال البيهقي : إن يعرب بن قحطان لما غلب عادا على اليمن و ملكه من أيديهم ولى إخوته على الأقاليم ، و ولى جرهم على الحجاز ، و ولى بلاد عاد الأولى و هي الشحر عاد بن قحطان ، فعرفت به ، و ولى جرهم على الحجاز ، و ولى بلاد عاد الأولى و هي الشحر ، عاد بن قحطان ، فعرفت به ، و ولى عمان يقطن بن قحطان انتهى كلام البيهقي ، و قيل إنما نزلت جرهم الحجاز ، ثم بني قطور بن كركر بن عملاق لقحط أصاب اليمن ، فلم يزالوا بمكة إلى أن كان شأن إسمعيل عليه السلام و نبوته فآمنوا به و قاموا بأمره و ورثوا ولاية البيت عنه حتى غلبتهم عليه خزاعة و كنانة فخرجت جرهم من مكة و رجعوا إلى ديارهم باليمن إلى أن هلكوا .و أما حضرموت فمعدودون في العرب العاربة لقرب أزمانهم و ليسوا من العرب البايدة لأنهم باقون في الأجيال المتأخرة ، إلا أن يقال أن جمهورهم قد ذهب من بعد عصورهم الأولى و اندرجوا في كندة ، و صاروا من عدادهم ، فهم بهذا الاعتبار قد هلكوا و بادوا و الله أعلم . و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:15 pm

قال علي بن عبد العزيز إنه كان فيهم ملوك التبابعة في علو الصيت و نهاية الذكر . قال و ذكر جماعة من العلماء أن أول من انبسط ملكه منهم ، و ارتفع ذكره عمرو الأشنب بن ربيعة بن يرام بن حضرموت ثم خلفه ابنه نمر الأزج ، فملك مائة سنة و قاتل العمالقة ، ثم ملك كريب ذوكراب ، ثم نمر الأزج مائة و ثلاثاً و ثلاثين سنة ، و هلك إخوته في ملكه . ثم ملك مرثد ذو مروان بن كريب مائة و أربعين سنة و كان يسكن مأرب ثم تحول إلى حضرموت ، ثم ملك علقمة ذو قيعان ابن مرثد ذي مروان بحضرموت ثلاث سنة ، ثم ملك ذو عيل بن ذي قيعان عشر سنين و سكن صنعاء و غزا الصين فقتل ملكها و أخذ سيفه ذا النور ، ثم ملك ذو عيل بن ذي عيل بحضرموت عشر سنين ، و لما شخص سنان ذو ألم لغزو الصين تحول ذو عيل إلى صنعاء و اشتدت وطأته ، و كان أول من غزا الروم من ملوك اليمن ، و أول من أدخل و الديباج إلى اليمن . ثم ملك بدعات بن ذي عيل بحضرموت أربع سنين ، ثم ملك بدعيل بن بدعات و بني حصونا و خلف آثاراً ، ثم ملك بديع ذو عيل ، ثم ملك حماد بن بدعيل بحضرموت فأنشأ حصنه المعقرب و غزا فارس في عهد سابور ذي الأكتاف و خرب و سبى و دام ملكه ثمانين سنة و كان أول من اتخذ الحجاب من ملوكهم . ثم ملك يشرح ذو الملك بن ودب بن ذي حماد بن عاد من بلاد حضرموت مائة سنة و كان أول من رتب الرواتب و أقام الحرس و الروابط . ثم ملك منعم بن ذي الملك دثار بن جذيمة بن منعم ، ثم يشرح بن جذيمة بن منعم ، ثم نمر بن بشرح ، ثم ساجن المسمى ابن نمر و في أيامه تغلبت الحبشة على اليمن .

هذه قبائل هذا الجيل من العرب العاربة و ما كانوا عليه من الكثرة و الملك إلى أن انقرضوا و أزال الله من أمرهم بالقحطانية كما نحن ذاكروه . و لم نغفل منهم إلا من لم يصلنا ذمره من خيره و الله وارث الأرض و من عليها .

و أما جرهم فقال له ابن سعيد : إنهم أمتان أمة على عهد عاد و أمة من ولد جرهم بن قحطان ، و لما ملك يعرب بن قحطان اليمن ملك أخوه جرهم الحجاز . ثم ملك من بعده ابنه عبد يا ليل ، ثم بعده ابنه عبد المدان بن جرهم ، ثم ابنه نفيلة بن عبد المدان ثم ابنة عبد المسيح بن نفيلة ، ثم ابنه مضاض بن عبد المسيح ، ثم ابنه الحرس . ثم ملك من بعده جرهم بن عبد يا ليل ، ثم بعده ابنه عمرو بن الحرث ، ثم أخوه يشير بن الحرث ، ثم مضاض بن عمرو بن مضاض . قال و هذه الأمة الثانية هم الذين بعث إليهم إسمعيل عليه السلام و تزوج فيهم ، انتهى .

و أما بنو سبا بن يقطن فلم يبيدوا ، و كان لهم بعد تلك الأجيال البائدة أجيال باليمن منهم حمير و كهلان و ملوك التبابعة و هم أهل الطبقة الثانية . و في مسند الإمام أحمد : أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم قيل هو فروة بن مسيك المرادي عن سبا أرجل هو أو امرأة أم أرض ؟ فقال به رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة و الشام أربعة . فأما اليمانيون فمذ حج و كندة و الأزد و الأشعر و أنمار و حمير . و أما الشاميون فلخم و جذام و عاملة و غسان . و ثبت أن أباهم قحطان كان يتكلم بالعربية و لقنها عن الأجيال قبله فكانت لغة بينه و لذلك سموا العرب المستعربة و لم يكن في آباء قحطان من لدن نوح عليه السلام إليه من يتكلم بالعربية ، و كذلك كان أخوه فالغ ، و بنوه إنما يتكلمون بالعجمية ، إلى أن جاء اسمعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما فتعلم العربية من جرهم فكانت لغة نبيه و هم أهل الطبقة الثالثة المسلمون بالعرب التابعة للعرب . فلنذكر هذا النسب لينتظم أجياله مع الأجيال السابقة و اللاحقة و نستوفي أنساب الأمم منها .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:18 pm

الخبر عن ابراهيم أبي الأنبياء عليهم السلام و نسبه إلى فالغ بن عابر و ذكر أولاده صلوات الله عليهم و أحوالهم

و لنذكر الآن أهل هذا النسب ما بين إسمعيل و نوح عليهما السلام و من كان منهم ، أو من إخوانهم أو أبنائهم من الأنبياء و الشعوب و الملوك و ما كان لإسمعيل صلوات الله عليه من الولد . و نختم هذه الطبقة الأولى بذكرهم ، و إن كانوا عجما في لغاتهم ، إلا أنهم أصون الخليقة في أنسابهم ، و كل البشر على بعض الآراء من أعقابهم ، و هم مع ذلك معاصرون لهذه الطبقة ، فيتسق الكلام فيهم على شرط كتابنا ، و يتميز يذكر أخبارهم أحوال الطبقات التي بعدهم على الوفاء و الكمال .

فنبدأ أولاً بذكر عمود هذا النسب على التوالي ، ثم نرجع إلى أخبارهم . و إسمعيل صلوات الله عليه هو ابن إبراهيم بن آزر و هو تارح و آزر اسم لصنمه لقب به ابن ناحور بن ساروخ بالخاء أو بالغين ابن عابر أو عنبر بن شالح أو شليخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح . و هذه الأسماء الأعجمية كلها منقولة من التوراة ، و لغتها عبرانية و مخارج حروفها في الغالب مغايرة لمخارج الحروف العربية . و قد يجيء الحرف منها بين حرفين من العربية ، فترده العرب إلى أحد ذينك الحرفين و في مخرجه ، فيتغير عن أصله ، و لذلك تكون فيها إمالة مستوطة أو محضة ، فيصير إلى حرف العلة الذي بعده من ياء أو واو ، فلذلك تنقل الكلمة منها على اختلاف ، و إلا فشأن الأعلام أن لا تختلف . و قال الطبري : إن بين شالخ و أرفخشذ أبا آخر اسمه قنين ، و سقط ذكره من التوراة لأنه كان ساحراً و ادعى الألوهية . و قال ابن حزم : في كتب النصارى أن بين فالغ و عابر أبا آخر اسمه ملكيصدق و هو أبو فالغ .

و اعلم أن نوحا صلوات الله عليه بلغ عمره يوم الطوفان ستمائة سنة ، و عاش بعد الطوفان ثلثمائة و خمسين سنة ، فكانت جملة ذلك تسعمائة و خمسين سنة ، ألف سنة إلا خمسين و هذا نص المصحف الكريم ، و كذا وقع في التوراة بعينه . و من الغريب الواقع في التوارة أن عمر إبراهيم كان يوم وفاة نوح ثلاثا و خمسين سنة ، لأنه قال إن أرفخشذ ولد لسام بعد سنتين من الطوفان ، و لما بلغ خمسا و ثلاثين سنة ولد له ابنه شالخ ، و بعد ثلاثين سنة ولد ابنه عابر ، و بلغ عابر أربعا و ثلاثين سنة فولد ابنه فالغ ، و بلغ فالغ ثلاثين سنة فولد له أرغو ، و بلغ أرغو اثنتين و ثلاثين سنة فولد شاروغ ، و بلغ شاروغ ثلاثين سنة فولد ناحور ، و بلغ ناحور تسعاً و عشرين سنة فولد تارح ، و بلغ تارح خمساً و سبعين فولد إبراهيم ، و جملة هذه السنين من الطوفان إلى ولادة إبراهيم مائتان و سبع تسعون سنة ، و عمر نوح بعد الطوفان ثلثمائة و خمسون سنة ، فيكون إبراهيم بعد وفاة نوح ابن نوح ابن ثلاث و خمسين سنة ، فيكون لقي نوحا صلوات الله عليهما و خالطه و أخذ عنه ، و هو على بعضهم أب لجميع الشعوب من بعده ، فلذلك كان الأب الثالث للخليقة من بعد آدم و نوح صلوات الله عليهم أجمعين .

و في كتاب البدء و نقله ابن سعيد : أن أول من ملك الأرض ولد نوح ، كنعان بن كوش بن حام ، فسار من أرض كنعان بالشام إلى أرض بابل ، فبنى مدينة بابل اثني عشر فرسخا في مثلها ، و ورث ملكه ابنه النمرود بن كنعان ، و عظم سلطانه في الأرض ، و طال عمره ، و غلب على أكثر المعمور ، و أخذ بدين الصابئة ، و خالفه الكلدانيون منهم في التوحيد و أسمائه ، و مال معهم بنو سام ، و كان سام قد نزل بشرقي الدجلة ، و كان وصي أبيه في الدين و التوحيد ، و ورث ذلك ابنه أرفشخذ ، و معنى أرفخشذ مصباح مضيء ، فاشتغل بالعبادة و دعاه الكلدانيون إلى القيام بالتوحيد فامتنع . ثم قام من بعده ابنه شالخ و عاش طويلاً و قام من بعده ابنه عابر كذلك و خرج مع الكلدانيين على النمروذ منكراً لعبادة الهياكل ، فغلبه نمروذ و أخرجه من كوثا ، فلحق هو و من معه من الخلفاء بالجزيرة و هي مدينة المجدل بين الفرات و دجلة . و عابر هذا هو أبو العبرانيين الذين تكلموا بالعبرانية ، و استفحل ملكه بالمجدل . قال ابن سعيد و ورث من بعده ابنه فالغ و هو الذي قسم الأرض بين ولد نوح ، و في زمانه بنى النمروذ الصرح ببابل و كان من أمره ما نصه القرآن ، و قام بأمر فالغ من بعده ابنه ملكان فيما زعموا و غلبه الجرامقة و النبط على ملكه ، و قام بالمجدل في ملكهم إلى أن هلك و خلف ابنه أتيا و يقال له الخضر . و أما أرغو بن فالغ فعبر إلى كلواذا و دخل في دين النبط ، و هي بدعة الصائبة و ولد منهم ابنه شاروخ ، ثم بعده ناحور بن شاروخ ، ثم بعد تارح بن ناحور الذي سمي آزر ، و استخلص النمروذ آزر و قدمه على بيت الأصنام ، و النمروذ من ملوك الجرامقة و اسمه هاصد بن كوش انتهى كلام ابن سعيد .

و ولد لتارح و هو آزر على ما وقع في التوراة ثلاثة من الولد إبراهيم و ناحور و هاران ، و مات هاران في حياة أبيه تارح ، و ترك ابنه لوطا فهو ابن أخي إبراهيم . قال الطبري : ولد إبراهيم الخليل قيل بناحية كوثا من السواد و هو قول ابن إسحق ، و قيل بحران ، قيل ببابل . و عامة السلف أنه ولد على عهد نمروذ بن كنعان بن كوش بن سام . و كان الكهان يتحدثون بولادة رجل يخالف الدين ، و يكسر الأصنام و الأوثان ، و رأى في الكواكب ما رآه ، و كملت نبوته ، فأحضرته إلى أبيه و دعاه إلى التوحيد ، فامتنع و كسر إبراهيم الأصنام ، و أحضر عند نمروذ و قذفه في النار ، فصارت برداً و سلاماً ، و خرج منها و لم تعد عليه كما نص ذلك القرآن . ثم تدبر النمروذ في أمره ، و طلب من إبراهيم أن يقرب قربانا يفتدي مما دعاه إليه ، فقال له إبراهيم : لن يقبل منك إلا الإيمان ، فقال : لا أستطيع ، و ترك إبراهيم و شأنه .

ثم أمر الله إبراهيم بالخروج من أرض الكلدانيين ببابل فخرج به أبوه تارح و معهما على ما في التوراة ابنه ناحور بن تارح ، و زوجته ملكا بنت أخيه هاران ، و حافده لوط بن هاران ، قال في التوراة و كنته سارة يعني زوج ابراهيم ، فقيل إنها أخت ملكا بنت هاران بن تارح ، و قيل بنت ملك حران ، طعنت على قومها في الدين ، فتزوجها إبراهيم على أن لا يضرها . و يرد هذا ما في التوراة إنها خرجت معهم من أرض الكلدانيين إلى حران . فتزوجها ، و قيل إنها بنت هاران بن ناحور و هاران عم إبراهيم ، قال السهيلي ، فأقاموا بحران و مات بها أبوه تارح و عمره مائتا سنة و خمس سنين ، ثم أمر بالخروج إلى أرض الكنعانيين ، و وعده الله بأن تكون أثراً لبنيه ، و أنهم يكثرون مثل حصى الأرض . فنزل بمكان بيت المقدس و هو ابن خمس و سبعين سنة ، ثم أصاب بلد الكنعانيين مجاعة ، فخرج إبراهيم في أهل بيته و قدم مصر و وصف لفرعون ملك القبط جمال امرأته سارة فأحضرها عنده ، و لما هم بها يبست يده على صدره ، فطلب منها الإقالة فدعت له الله فانطلقت يده . و يقال عاود ذلك ثلاثا يصاب في كلها و تدعو له فردها إلى إبراهيم ، و استخدمها هاجر . قال الطبري و الملك الذي أراد سارة و هو سنان بن علوان و هو أخو الضحاك ، و الظاهر أنه من ملوك القبط .

ثم ساروا إلى أرض كنعان بالشام ، و يقال أن هاجر أهداها ملك الأردن لسارة ، و كان اسمه فيما قال الضبي صلاوق ، و أنه انتزع سارة من إبراهيم ، و لما هم بها صرع مكانه و سألها في الدعاء ، فدعت له فأفاق فردها إلى إبراهيم ، و أخدمها هاجر أمة كانت لبعض ملوك القبط . و لما عاد إبراهيم إلى أرض كنعان ، نزل جيرون و هو مدفنه المسمى بالخليل ، و كانت معظمة تعظمها الصائبة ، و تسكب عليها الزيت للقربان و تزعم أنها هيكل المشتري و الزهرة ، فسماها العبرانيون إيليا و معناه بيت الله .

ثم أن لوطا فارق إبراهيم عليه السلام لكثرة مواشيهما و تابعهما و ضيق المرعى ، فنزل المؤتكفة بناحية فلسطين و هي بلاد العدور المعروف بعدور صقر ، وكانت هناك على ما نقله المحققون خمس قرى سدوم . و وجدهم على ارتكاب الفواحش ، فدعاهم إلى الدين ، و نهاهم عن المخالفة ، فكذبوه و عتوا ، و أقام فيها داعيا إلى الله إلى أن هلكوا كما قصه القرآن . و خرج لوط مع عساكر كنعان و فلسطين للقاء ملوك الشرق حين زحفوا إلى أرض الشام ، و كانوا أربعة ملوك ملك الأهواز من بني غليم بن سام و اسمه كرزلا عامر ، و ملك بابل و اسمه في التوراة شنعا و اسمه و يقال هو نمروذ ، و ملك الأستار و ما أدري معنى هذه اللفظة و اسمه أريوح ، و ملك كوتم معنى ملك أمم أو جماعة و اسمه تزعال . و كان ملوك كنعان الذين خرجوا إليهم خرجوا إليهم خمسة على عدد القرى الخمسة ، و ذلك أن ملك الأهواز كان استعبدهم اثنتي عشرة سنة ، ثم عصوا فزحف إليهم و استجاش بالملوك المذكورين معه ، فأصابوا من أهل جبال يسعين إلى فاران التي في البرية و كان بها يومئذ الجويون من شعوب كنعان أيضاً . و خرج ملك سدوم و أصحابه لمدافعتهم فانهزم هو و الملوك الذين معه من أهل سدوم ، و سباهم ملك الأهواز و من معه من الملوك ، و أسروا لوطا و سبوا أهله و غنموا ماشيته . و بلغ الخبر إبراهيم عليه السلام فاتبعهم في ولده و مواليه نحوا من ثلثمائة وثمانية عشر ، و لحقهم بظاهر دمشق فدهمهم ، فانفضوا و خلص لوطا في تلك الوقعة ، و جاء بأهله و مواشيه و تلقاهم ملك سدوم و استعظم فعلتهم .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى