alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:22 pm

ثم أوحى الله إلى إبراهيم أن هذه الأرض أرض الكنعانيين التي أنت بها ، ملكتها لك و لذريتك و أكثرهم مثل حصى الأرض ، و أن ذريتك يسكنون في أرض ليست لهم أربعمائة سنة و يرجع الحقب إلى هنا .

ثم إن سارة وهبت مملوكتها هاجر القبطية لإبراهيم عليه السلام لعشر سنين من مجيئهم من مصر ، و قالت لعل الله يرزقك منها ولدا . و كان إبراهيم قد سأل الله أن يهب له ولداً فوعده به . و كانت سارة قد كبرت و عقمت عن الولد ، فولدت هاجر لإبراهيم إسمعيل عليهما السلام لست و ثمانين من عمره ، و أوحى الله إليه أني قد باركت عليه و كثرته و يولد له اثنا عشر ولدا ، و يكون رئيساً لشعب عظيم . و أدركت سارة الغيرة من هاجر و طلبت منه إخراجها ، و أمره الله أن يطيع سارة في أمرها ، فهاجر بها إلى مكة و وضعها و ابنها بمكان زمزم عند دوحة هنالك و انطلق . فقالت له هاجر : آلله أمرك ؟ قال : نعم . فقالت : إذاً لا يضيعنا . و انطلق إبراهيم و عطش إسمعيل بعد ذلك عطشاً شديداً ، و أقامت هاجر تتردد بين الصفا و المروة ، إلى أن صعدت عليها سبع مرات لعلها تجد شيئاً ، ثم أتته و هو يفحص برجليه فنبعت زمزم .



و عن السدي : أنه تركه في مكان الحجر ، و اتخذ فيه عريشاً ، و أن جبريل هو الذي همز له الماء بعقبه ، و أخبر هاجر أنها عين يشرب بها ضيفان الله ، و أن أبا هذا الغلام سيجيء و يبنيان بيتاً لله هذا مكانه . ثم مرت رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم أقبلوا من كداء ، و نزلوا أسفل مكة ، فرأوا الطير حائمة ، فقالوا : لا نعلم بهذا الوادي ماء ، ثم أشرفوا فرأوا المرأة و نزلوا معها هنالك .

و عن ابن عباس : كانت أحياؤها قريبا من ذلك المكان ، فلما رأوا الطير تحوم عليه أقبلوا إليه فوجدوهما ، فنزلوا معهما حتى كان بها أهل أبيات منهم ، و شب إسمعيل بينهم ، و تعلم اللغة العربية منهم ، و أعجبهم و زوجوه امرأة منهم ، و ماتت أمه هاجر فدفنها في الحجر . و لما رجع إبراهيم و أقام في أهله بالشام ، و بالغ أهل المؤتفكة في العصيان و الفاحشة ، و دعاهم لوط فكذبوه و أقام على ذلك . قال الطبري : فأرسل الله رسولا من الملائكة لإهلاكهم ، و مروا بإبراهيم فأضافهم و خدمهم ، و كان من ضحك سارة و بشارة الملائكة لها باسحق و ابنه يعقوب ما قصه القرآن ، و كانت البشارة بإسحق و إبراهيم ابنا مائة سنة و سارة بنت تسعين . و في التوراة إنه أمر أن يحرر ولده إسمعيل لثلاث عشرة سنة من عمره ، و كل من في بيته من الأحرار فكان ذلك لتسع و تسعين من عمر إبراهيم ، و قال له ذلك عهد بيني و بينك و ذريتك . ثم أهلك الله المؤتكفة و نجى لوطاً إلى أرض الشام ، فكان بها مع عمه إبراهيم صلوات الله عليهما . و ولدت سارة إسحق ، و أمر الله إبراهيم بعد ولادة اسمعيل و إسحق ببناء بيت يعبد فيه و يذكر ، و لم يعرف مكانه فجعل له علامة تسير معه حتى وقفت به على الموضع ، يقال أنها ريح لينة لها رأسان تسير معه حتى تكون بالموضع ، و يقال بل بعث معه جبريل لذلك حتى أراه الموضع . و كان إبراهيم يعتاد إسمعيل لزيارته ، و يقال إنه كان يستأذن سارة في ذلك ، و أنها شرطت عليه أن لا يقيم عندهم ، و أن إبراهيم وجد امرأة لإسمعيل في غيبة منه و كانت من العماليق ، و هي عمارة بنت سعيد بن أسامة بن أكيل ، فرآها فظة غليظة فأوصاها لإسمعيل بأن يحول عتبة بابه ، فلما قصت عليه الخبر و الوصية قال ذلك أبي يأمرني أن أطلقك فطلقها . و تزوج بعدها السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي ، و خالفه إبراهيم إلى بيته فتسهلت له بالإذن و أحسنت التحية و قربت الوضوء و الطعام ، فأوصاها لإسمعيل بأني قد رضيت عتبة بابك ، و لما قصت عليه الوصية قال ذلك أبي يأمرني بإمساكك فأمسكها . ثم جاء إبراهيم مرة ثالثة و قد أمره الله ببناء البيت و أمر اسمعيل بإعانته ، فرفعوها من القواعد و تم بناؤها ، و أذن في الناس بالحج .

ثم زوج لوط ابنته من مدين بن إبراهيم عليهما السلام ، و جعل الله في نسلها البركة ، فكان منه أهل مدين الأمة المعروفة .ثم ابتلى الله إبراهيم بذبح ابنه في رؤيا رآها و هي وحي ، و كانت الفدية و نجى الله ذلك الولد كما قص في القرآن . و اختلف في ذلك الذبيح من ولديه فقيل إسمعيل و قيل إسحق ، و ذهب إلى كلا القولين جماعة من الصحابة و التابعين ، فالقول بإسمعيل لابن عباس و ابن عمر و الشعبي و مجاهد و الحسن و محمد بن كعب القرظي و قد يحتجون له بقوله صلى
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:27 pm

الله عليه و سلم : " أنا ابن الذبيحين " ، و لا تقوى الحجة به لأن عم الرجل قد يجعل أباه يضرب من التجوز لا سيما في مثل هذا الفخر . يحتجون أيضا بقوله تعالى : " فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب " ، و لو كان ذبيحا في زمن الصبا ، لم تصح البشارة بابن يكون له لأن الذبح في الصبا ينافي وجود الولد ، و لا تقوم من ذلك حجة ، لأن البشارة إنما وقعت على وفق العلم بأنه لا يذبح و إنما كان ابتلاء لابراهيم ، و القول بإسحق للعباس و عمرو و علي و ابن مسعود و كعب الأحبار و زيد بن أسلم و مسروق و عكرمة و سعيد بن جبير و عطا و الزهري و مكحول و السدي و قتادة .

و قال الطبري : و الراجح أنه إسحق لأن نص القرآن يقتضي أن الذبيح هو المبشر به ، و لم يبشر إبراهيم بولد إلا من زوجته سارة مع أن البشارة وقعت إجابة لدعائه عند مهاجره من أرض بابل . و قوله إني ذاهب إلى ربي سيهدين ، ثم قال عقبة : رب هب لي من الصالحين ، ثم قال عقبة فبشرناه بغلام حليم . و ذلك كله كان قبل هاجر ، لأن هاجر إنما ملكتها سارة بمصر ، و ملكتها لإبراهيم بعد ذلك بعشر سنين ، فالمبشر به قبل ذلك كله إنما هو ابن سارة ، فهو الذبيح بهذه الدلالة القاطعة . و بشارة الملائكة لسارة بعد ذلك حين كانوا ضيوفا عند إبراهيم في مسيرهم لإهلاك سدوم ، إنما كان تجديداً للبشارة المتقدمة .

ثم توفيت سارة لمائة و سبع و عشرين من عمرها ، و ذلك في قرية جيرون من بلاد بني حبيب الكنعانيين ، فطلب إبراهيم منهم مقبرة لها ، فوهبه عفرون بن صخر مغارة كانت في مزرعته ، فامتنع من قبولها إلا بالثمن ، فأجاب إلى ذلك ، و أعطاه إبراهيم أربعمائة مثقال فضة و دفن فيها سارة . و تزوج إبراهيم من بعدها قطورا بنت يقطان من الكنعانيين . و قال السهيلي قنطورا بزيادة نون بين القاف و الطاء ، و هذا الاسم أعجمي و طاؤه قريبة من التاء ، فولدت له كما هو مذكور في التوراة ستة من الولد و هم : زمران يقشان مدان مدين أشبق شوخ . ثم وقع في التوراة ذكر أولادهم فولد يقشان سبا ودذان ، وولد دذان أشور ثم ولطوسيح و لاميم . و ولد مدين عيفا و عيفين و حنوخ و أفيداع و ألزاعا هذا آخر ولده من قنطورا في التوراة . و قال السهيلي : كان لإبراهيم عليه السلام أولاد آخرون خمسة من امرأة اسمها حجين أو حجون بنت أهيب ، وهم كبسان و فروخ و أميم و لوطان و نافس . و لما ذكر الطبري بني قنطورا الستة و سمى منهم يقشان ، قال بعده : و سائرهم من الأخرى و هي رعوة . ثم قال : و من يقشان جبل البربر . فولد إبراهيم على هذا ثلاثة عشر : فإسمعيل من هاجر ، و إسحق من سارة ، و ستة من قنطورا كما ذكر في التوراة ، و الخمسة بنو حجين عند السهيلي ، أو رعوة عند الطبري .

و كان إبراهيم عليه السلام قد عهد لابنه إسحق أن لا يتزوج في الكنعانيين ، و أكد العهد و الوصية بذلك لمولاه القائم على أموره ، ثم بعثه إلى حران مهاجرهم الأول ، فخطب من ابن أخيه بتويل بن ناحور بن آزر بنته رفقا فزوجها أبوها و احتملها و من معها من الجواري و جاء بها إلى إسحق في حياة أبيه و عمره يومئذ أربعون سنة فتزوجها ، و ولدت له يعقوب و عيصو توأمين و سنذكر خبرهما . ثم قبض الله نبيه إبراهيم صلوات الله عليه بمكان هجرته من أرض كنعان و هو ابن مائة و خمس و سبعين سنة ، و دفن مع مغارة عفرون الحبيبي ، و عرف بالخليل لهذا العهد ، ثم جعل الله في ذريته النبوة و الكتاب آخر الدهر .

فإسمعيل سكن مع جرهم بمكة و تزوج فيهم و تعلم لغتهم و تكلم بها و صار أبا لمن بعده من أجيال العرب ، و بعثه الله إلى جرهم و العمالقة الذين كانوا بمكة ، و إلى أهل اليمن فآمن بعض و كفر بعض . ثم قبضه الله إليه و خلف ولده بين جرهم ، و كانوا على ما ذكر في التوراة اثنتي عشر أكبرهم بنايوت و هو الذي تقوله العرب نابت و نبت ، ثم قيذار و أدبيل و بسام و مشمع و ذوما و مسار و حراه و قيما وبطور و نافس و قدما . قال ابن إسحق : و عاش فيما ذكر مائة و ثلاثين سنة ، و دفن في الحجر مع أمه هاجر ، و يقال آجر . و في التوراة أنه قبض ابن مائة و سبع و ثلاثين سنة ، و أن شيعته سكنوا من حويلا إلى شور قبالة مصر من مدخل أثور ، و سكنوا على حذر شيع إخوته . و حويلا عند أهل التوراة هي جنوب برقة و الواو منها قريبة من الياء ، و شور هي أرض الحجاز ، و أثور بلاد الموصل و الجزيرة . ثم ولي أمر البيت من بعد إسمعيل ابنه نابت ، و أقام ولده بمكة مع أخوالهم جرهم حتى تشعبوا و كثر نسلهم و تعددت بطونهم من عدنان في عداد معد ، ثم بطون معد في ربيعة و مضر و إياد و أنمار بني نزار بن معد ، فضاقت بهم مكة ، على ما نذكره عند ذكر قريش و اخبار ملكهم بمكة ، فكانت بطون عدنان هذه كلها من ولد إسمعيل لابنه نابت ، و قيل لقيذار ، و لم يذكر النسابون نسلاً من ولده الآخرين ، و تشعبت من إسمعيل أيضاً عند جماعة من أهل العلم بالنسب بطون قحطان كلها فيكون على هذا أبا لجميع العرب بعده .و أما إسحق فأقام بمكانه في فلسطين ، و عمر و عمي بعد الكثير من عمره و بارك على ولده يعقوب فغضب بذلك أخوه عيصو ، و هم بقتله فأشارت عليه رفقا بنت بتويل بالسير إلى حران عند خاله لابان بن بتويل ، فأقام عنده و زوجه بنتيه ، فزوجه أولا الكبرى و اسمها ليا و أخدمها جاريتها زلفة ، ثم من بعدها أختها الصغرى و اسمها راحيل و أخدمها جاريتها بلها . و أول من ولد منهن ليا ولدت له روبيل ، ثم شمعون ، ثم لاوي ، ثم يهوذا . و كانت راحيل لا تحبل فوهبت جاريتها بلها ليعقوب لتلد منه ، فولدت له دان ثم نفتالي . و لما فعلت ذلك الرحيل و هبت أختها ليا ليعقوب عليه السلام جاريتها زلفة فولدت له كادو و آشر ، ثم ولدت ليا من بعد ذلك يساخر ، ثم زبولون ، فكمل له بذلك عشرة من الولد . ثم دعت راحيل الله عز و جل أن يهب لها ولدا من يعقوب فولدت يوسف ، و قد كملت له بحران عشرون سنة ، ثم أمر بالرحيل إلى أرض كنعان التي وعدوا بملكها . فارتحل و خرج لابان في اتباعه و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:30 pm

عزم له في المقام عنده ، فأبى فودعه و انصرف إلى حران و سار يعقوب لوجهه حتى إذا قرب من بلد عيصو ، و هو جبل يسعين بأرض الكرك و الشوبك لهذا العهد ، اعترضه عيصو لتلقيه و كرامته ، فأهدى إليه يعقوب من ماشيته هدية احتفل و تودد إليه بالخضوع و التضرع ، فذهب ما كان عند عيصو و أوحى الله إليه بأن يكون اسمه إسرائيل ، و مر على أرشاليم و هي بيت فاشترى هنالك مزرعة ضرب فيها فسطاطه و أمر ببناء مرجح سماه إيل في مكان الصخرة . ثم حملت راحيل هنالك فولدت له بنيامين ، و ماتت من نفاسه و دفنها في بيت لحم . ثم جاء إلى أبيه إسحق بقرية جيرون من أرض كنعان فأقام عنده .

و مات إسحق عليه السلام لمائة و ثمانين سنة من عمره و دفن مع أبيه في المغارة ، و أقام يعقوب بمكانه و ولده عنده ، و شب يوسف عليه السلام على غير حالهم من كرامة الله به ، و قص عليهم رؤياه التي بشر الله فيها بأمره فغصوا به و خرجوا معه إلى الصيد ، فألقوه في الجب و استخرجه السيارة الذين مروا به بعد ذلك و باعوه للعرب بعشرين مثقالا ، و يقال إن الذي تولى بيعه هو مالك بن دعر بن واين بن عيفا بن مدين . و اشتراه من العرب عزيز مصر و هو وزيرها أو صاحب شرطتها . قال ابن إسحق و اسمه أطفير بن رجيب و قيل قوطفير . و كان ملكها يومئذ من العماليق ، الريان بن الوليد بن دومغ ، و ربي يوسف عليه السلام في بيت العزيز فكان من شأنه مع امرأته زليخا ، و مكثه في السجن ، و تعبيره الرؤيا للمحبوسين من أصحاب الملك ما هو مذكور في الكتاب الكريم . ثم استعمله ملك مصر عندما خشي السنة و الغلاء على خزائن الزرع في سائر مملكته يقدر جمعها و تصريف الأرزاق منها و أطلق يده بذلك في جميع أعماله ، و ألبسه خاتمه و حمله على مركبه ، و يوسف لذلك العهد ابن ثلاثين سنة . فقيل عزل أطفير العزيز و ولاه ، و قيل بل مات أطفير فتزوج زليخا و تولى عمله و كان ذلك سبباً لانتظام شمله بأبيه و إخوته لما أصابتهم السنة بأرض كنعان و جاء بعضهم للميرة ، و كان لهم يوسف عليه السلام ، و رد عليهم بضاعتهم و طالبهم بحضور أخيهم فكان ذلك كله سببا لاجتماعه بأبيه يعقوب بعد أن كبر و عمي .

قال ابن اسحق : كان ذلك لعشرين سنة من مغيبه ، و لما وصل يعقوب إلى بلبيس قريبا من مصر ، خرج يوسف ليلقاه ، و يقال خرج فرعون معه ، و أطلق لهم أرض بلبيس يسكنون بها و ينتفعون . و كان وصول يعقوب صلوات الله عليه في سبعين راكباً من بنيه ، و معه أيوب النبي من بني عيصو ، و هو أيوب بن برحما بن زبرج بن رعويل بن عيصو ، و استقروا جميعا بمصر ثم قبض يعقوب صلوات الله عليه لسبع عشرة سنة من مقدمه و لمائة و أربعين من عمره ، و حمله يوسف صلوات الله عليه إلى أرض فلسطين ، و خرج معه أكابر مصر و شيوخها بإذن من فرعون . و اعترضهم بعض الكنعانيين في طريقهم ، فأوقعوا بهم ، و انتهوا إلى مدفن إبراهيم و إسحق عليهما السلام فدفنوه في المغارة عندهما ، و انتقلوا إلى مصر ، و أقام يوسف صلوات الله عليه بعد موت أبيه و معه إخوته إلى أن أدركته الوفاة فقبض لمائة و عشرين سنة من عمره ، و أدرج في تابوت و ختم عليه ، و دفن في بعض مجاري النيل . و كان يوسف أوصى أن يحمل عند خروج بني إسرائيل إلى أرض البقاع ، فيدفن هنالك و لم تزل وصيته محفوظة عندهم إلى أن حمله موسى صلوات الله عليه عند خروجه ببني اسرائيل من مصر .و لما قبض يوسف صلوات الله عليه ، و بقي من بقي من الأسباط إخوته و بنيه تحت سلطان الفراعنة بمصر ، تشعب نسلهم ، و تعددوا إلى أن كاثروا أهل الدولة و ارتابوا بهم فاستعبدوهم . قال المسعودي : دخل يعقوب إلى مصر مع ولده الأسباط و أولادهم حين أتوا إلى يوسف في سبعين راكبا ، و كان مقامهم بمصر إلى أن خرجوا مع موسى صلوات الله عليه نحوا من مائتين و عشر سنين ، فتداولهم ملوك القبط و العمالقة بمصر ، ثم أحصاهم موسى في التيه ، و عد من يطيق حمل السلاح من ابن عشرين فما فوقها ، فكانوا ستمائة ألف و يزيدون . و قد ذكرنا ما في هذا العدد من الوهم و الغلو في مقدمة الكتاب ، فلا نطول به . و وقوعه في نص التوراة لا يقضي بتحقيق هذا العدد لأن المقام للمبالغة ، فلا تكون إعداده نصوصا . و كان ليوسف صلوات الله عليه من الولد كثير ، إلا أن المعروف منهم اثنان أفراثيم و منشى و هما معدودان في الأسباط ، لأن يعقوب صلوات الله عليه أدركهما و بارك عليهما و جعلهما من جملة ولده ، و قد يزعم بعض من لا تحقيق عنده أن يوسف صلوات الله عليه استقل آخرا بملك مصر . و ينسب لبعض ضعفة المفسرين و معتمدهم في ذلك قول يوسف عليه السلام في دعائه : رب قد آتيتني من الملك . و لا دليل لهم في ذلك لأن كل من ملك شيئاً و لو في خاصة نفسه فاستيلاؤه يسمى ملكاً حتى البيت و الفرس و الخادم ، فكيف من ملك التصرف و لو كان في شعب واحد منها فهو ملك و قد كان العرب يسمون أهل القرى و المدائن ملوكا ، مثل هجر و معان و دومة الجندل ، فما ظنك بوزير مصر لذلك العهد و في تلك الدولة ، و قد كان في الخلافة العباسية تسمى الولاة الأطراف و عمالها ملوكا ، فلا استدلال لهم في هذه الصيغة . و أخرى أيضا فيما يستدلون به من قوله تعالى : " و كذلك مكنا ليوسف في الأرض " أن لا يكون فيه مستند لأن التمكين يكون بغير الملك . و نص القرآن إنما هو بولايته على أمور الزرع في جمعه و تفريقه كما قال تعالى : " اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم " . و مساق القصة كلها أنه مرؤوس في تلك الدولة بقرائن الحال كلها لا ما يتوهم من تلك اللفظة الواقعة في دعائه ، فلا نعدل عن النص المحفوف بالقرائن إلى هذا المتوهم الضعيف . و أيضاً فالقصة في التوراة قد وقعت صريحة في أنه لم يكن ملكا و لا صار إليه ملك . و أيضا فالأمر الطبيعي من الشوكة و القطامة له يدفع أن
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:36 pm

يكون حصل له ملك ، لأنه إنما كان في تلك الدولة قبل أن يأتي إليه إخوته منفرداً لا يملك إلا نفسه و لا يتأتى الملك في هذا الحال و قد تقدم ذلك في مقدمة الكتاب و الله أعلم .

و أما عيصو بن إسحق فسكن جبال بني يسعين من بني جوي ، إحدى شعوب كنعان ، و هي جبال الشراة بين تبوك و فلسطين و تعرف اليوم ببلاد كرك و الشوبك ، و كان من شعوبهم هناك على ما في التوراة بنو لوطان و بنو شوبال و بنو صمقون و بنو عنا و بنو ديشوق و بنو يصد و بنو ديسان سبعة شعوب . و من بني ديشون الأشبان ، فسكن عيصو بينهم بتلك البلاد ، و تزوج منهم من بنات عنا بن يسعين من جوى ، و هي أهليقاما ، و تزوج أيضا من بنات حي من الكنعانيين عاذا بنت أيلول ، و باسمت بنت إسمعيل عليه السلام . و كان له من الولد خمسة مذكورون في التوراة و أكبرهم أليفاز ، بالفاء المفخمة و إشباع حركتها و زاي معجمة من بعدها ، من عاذا بنت أيلول ، ثم رعويل من باسمت بنت إسمعيل ، ثم يعوش و يعلام و قورح من أهليقاما بنت عنا. و ولد أليفاز ستة من الولد ثمال و أومار و صفو و كعتام و قتال و عمالق السادس ، لسرية اسمها تمتاع و هي شقيقة لوطان بن يسعين . و ولد رعويل بن عيصو أربعة من الولد ، ناحة و زيدم و شتما و مرا . هكذا وقع ذكر ولد العيص و ولدهم في التوراة ، و فيها أن العيص اسمه أروم ، فلذلك قبل لهم بنو أروم ، و لبعض الاسرائيلين أن أروم اسم لذلك الجبل و معناه بالعبرانية الجبل الأحمر الذي لا نبات به . و قد يقع لبعض المؤرخين أن القياصرة ملوك الروم من ولد عيصو ، و قال الطبري : أن الروم و فارس من ولد رعويل ابن باسمت . و ليس ذلك كله بصحيح و رأيته في كتاب يوسف بن كرمون مؤرخ العمارة الثانية ببيت المقدس قبيل الجلوة الكبرى ، و كان من كهنوتينا اليهود و هو قريب من الغلط .

قال ابن حزم في كتاب الجمهرة : و كأن لإسحق عليه السلام ابن آخر غير يعقوب اسمه عيصاب أو عيصو ، كان بنوه يسكنون جبال الشراة بين الشام و الحجاز ، و قد بادوا جملة ، إلا أن قوما يذكرون أن الروم من ولده و هذا خطأ . و إنما وقع لهم هذا الغلط لأن موضعهم كان يقال له أروم فظنوا أن الروم من ذلك الموضع ، و ليس كذلك لأن الروم إنما نسبوا إلى رومس باني رومة ، فإن ظن ظان أن قول النبي صلى الله عليه و سلم للحر بن قيس هل لك في بلاد بني الأصفر العام ، و ذلك في غزوة تبوك ، يدل على أن الروم من بني الأصفر و هو عيصاب المذكور فليس كما ظن . و قول النبي صلى الله عليه و سلم حق ، و إنما عنى عليه السلام بني عيصاب على الحقيقة لا الروم ، لأن مغزاه عليه الصلاة و السلام في تلك الغزوة كان إلى ناحية الشراة مسكن القوم المذكورين كلام ابن حزم .

و زعيم أهروشيوش مؤرخ الروم أن أم الفينان و هاؤا و عالوم و قدوم الأربعة من بنات كاتيم بن ياوان بن يافث ، و الأول أصح لأنه نص التوراة . ثم كثر نسل بني عيصو بأرض يسعين و غلبوا الجويين على تلك البلاد و غلبوا بني مدين أيضاً على بلادهم إلى أبلة . و تداول فيهم ملوك و عظماء كان منهم فالغ بن ساعور ، و بعده يودب بن زيدح ، ثم كان منهم هداد بن مداد الذي أخرج بني مدين عن مواطنهم ، ثم كان فيهم بعده ملوك إلى أن زحف يوشع إلى الشام و فتح أريحاء و ما بعدما و انتزع الملك من جميع الأمم الذين كانوا هنالك ، ثم استلحمهم بختنصر عندما ملك أرض القدس ، و لحق بعضهم بأرض يونان ، و بعضهم بأفريقية . و أما عمالق بن أليفاز فمن عقبه عند الإسرائيلين عمالقة الشام ، و في قول فراعنة مصر من القبط و نساب العرب ، يأبون من ذلك و نسبوهم إلى عملاق بن لاوذ كما مر . ثم بنو يروم و كنعان و لم يبق منهم عين تطرف و الله الباقي بعد فناء خلقه .

و أما مدين بن إبراهيم فتزوج بابنة لوط و جعل الله في نسلها البركة ، و كان له من الولد خمسة عيفا و عيفين و خنوخ و أنيداغ و ألزاعا . و قد تقدم ذكرهم في ولد إبراهيم من قنطورا ، فكان منهم مدين أمة كبيرة ذات بطون و شعوب ، و كانوا من أكبر قبائل الشام و أكثرهم عددا ، و كانت مواطنهم تجاور معان من أطراف الشام مما يلي الحجاز قريبا من بحيرة قوم لوط ، و كان لهم تغلب بتلك الأرض ، فعتوا و بغوا و عبدوا الآلهة ، و كانوا يقطعون السبل و يبخسون في المكيال . و بعث الله فيهم شعيبا نبيا منهم ، و هو ابن نويل بن رعويل بن عيا بن مدين . قال المسعودي : مدين هؤلاء من ولد المحضر بن جندل بن يعصب بن مدين ، و أن شعيبا أخوهم في النسب ، و كانوا ملوكا عدة يسمون بكلمات أبجد إلى آخرها و فيه نظر . و قال ابن حبيب في كتاب البدء : هو شعيب بن نويب بن أحزم بن مدين . و قال السهيلي : شعيب بن عيفا ، و يقال ابن صيفون ، و شعيب هذا هو شعيب موسى الذي هاجر إليه من مصر أيام القبط و استأجره على إنكاح ابنته أياه على أن يخدمه ثماني سنين ، و أخذ عند آداب الكتاب و النبوة حسما يأتي عند ذكر موسى صلوات الله عليهما و أخبار بني إسرائيل . و قال الصيمري الذي استأجر موسى و زوجه : هو بثر بن رعويل ، و وقع في التوارة أن اسمه يبثر و أن رعويل أباه أو عمه هو الذي تولى عقد النكاح . و كان لمدين هؤلاء مع بني إسرائيل حروب بالشام ، ثم تغلب عليهم بنو إسرائيل و انقرضوا جميعا .و أما لوط بن هارون أخي إبراهيم عليهما السلام فقد تقدم من خبره مع قومه ما ذكرناه هنالك ، و لما نجا بعد هلاكهم لحق بأرض فلسطين ، فكان بها مع إبراهيم إلى أن قبضه الله ، و كان له من الولد على ما ذكر في التوراة عمون بتشديد الميم و إشباع حركتها بالضم و نون بعدها ، و موآيي بإشباع ضمة الميم و إشباع فتحة الهمزة بعدها و ياء تحيتة و بعدها ياء ساكنة هوائية ، و جعل الله في نسلهما البركة ، حتى كانوا من أكثر قبائل الشام ، و كانت مساكنهم بأرض البلقاء و مدائنها في بلد موآيي و معان و ما والاهما ، و كانت لهم مع بني إسرائيل
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:38 pm

حروب نذكرهم في أخبارهم ، و كان منهم بلعام بن باعورا بن رسيوم بن برسيم بن موآيي ، و قصته مع ملك كنعان حين طلبه في الدعاء على بني إسرائيل أيام موسى صلوات الله عليه و أن دعاءه صرف إلى الكنعانيين ، مذكورة في التوراة و نودرها في موضعها .

و أما ناحور إبراهيم عليه السلام فقد تقدم ذكره أنه هاجر مع إبراهيم عليه السلام من بابل إلى حران ، ثم إلى الأرض المقدسة ، فكان معه هنالك ، و كانت زوجته ملكا بنت أخيه هاران ، و ملكا هذه هي أخت سارة زوج إبراهيم عليه السلام و أم إسحق ، و كان لناحور من ملكا على ما وقع في نص التوراة ثمانية من الولد عوص و بوص و قمويل و هو أبو الأرمن ، و كاس و منه الكلدانيون الذين كان منه بختنصر و ملوك بابل ، و حذر و بلداس و بلداف و يثويل . و كان له من سرية اسمها أدوما أربعة من الولد و هم طالج و كاحم و تاخش و ماعخا . هؤلاء ولد ناحور أخي إبراهيم كلهم مذكورون في التوراة و هم اثنا عشر ولدا ، و هؤلاء كلهم بادوا و انقرضوا ، و لم يبق منهم إلا الأرمن من قمويل بن ناحورا أخي إبراهيم عليه السلام ابن آزر و هم لهذا العهد على دين النصرانية و مواطنهم في أرمينية شرقي القسطنطينية ، و الله وارث الأرض و من عليها و هم خبر الوارثين . و هذا آخر الكلام في الطبقة الأولى من العرب و من عاصرهم من الأمم ، و لنرجع إلى أهل الطبقة الثانية و هم العرب المستعربة ، و الله سبحانه و تعالى الكفيل بالإعانة .



الطبقة الثانية من العرب و هم العرب المستعربة و ذكر أنسابهم و أيامهم و ملوكهم و الإلمام ببعض الدول التي كانت على عهدهم

و إنما سمي أهل هذه الطبقة بهذا الاسم لأن السمات و الشعائر العربية و لما انتقلت إليهم ممن قبلهم ، اعتبرت فيها الصيرورة ، بمعنى أنهم صاروا إلى حال لم يكن عليها أهل نسبهم ، و هي اللغة العربية التي تكلموا بها ، و فهو من استفعل بمعنى الصيرورة من قولهم : استنوق الجمل ، و استحجر الطين . و أهل الطبقة الأولى لما كانوا أقدم الأمم فيما يعلم جيلا ، كانت اللغة العربية لهم بالأصالة و قيل العاربة .

و اعلم أن أهل هذا الجيل من العرب يعرقون باليمينة و السبائية ، و قد تقدم أن نسابة بني إسرائيل يزعمون أن أباهم سبا من ولد كوش بن كنعان ، و نسابة العرب يأبون ذلك و يدفعونه ، و الصحيح الذي عليه كافتهم أنهم من قحطان ، و أن سبا هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان . و قال ابن إسحق يعرب بن يشجب فقدم و أخر . و قال ابن ماكولا على ما نقل عنه السهيلي اسم قحطان مهزم . و بين النسابة خلاف في نسب قحطان فقيل هو ابن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام أخو فالغ ، و يقطن و لم يقع له ذكر في التوراة ، و إنما ذكر فالغ و يقطن . و قيل هو معرب يقطن لأنه اسم أعجمي و العرب تتصرف في الأسماء الأعجمية بتبديل حروفها و تغييرها و تقديم بعضها على بعض . و قيل إن قحطان بن يمن بن قيدار ، و قيل إن قحطان من ولد إسمعيل . و أصح ما قيل في هذا إنه قحطان بن يمن بن قيدر ، و يقال الهميسع بن يمن بن قيدار ، و أن يمن هذا سميت به اليمن . و قال ابن هشام أن يعرب ابن قحطان كان يسمى يمنا و به سميت اليمن . فعلى القول بأن قحطان من ولد إسمعيل تكون العرب كلهم من ولده لأن عدنان و قحطان يستوعبان شعوب العرب كلها .

و قد احتج لذلك من ذهب إليه بأن النبي صلى الله عليه و سلم قال لرماة الأنصار : " ارموا يا بني إسمعيل فإن أباكم كان راميا " . و الأنصار من ولد سبا و هو ابن قحطان ، و قيل إنما قال ذلك لقوم من أسلم من أقصى أخوة خزاعة بن حارثة بناء على أن نسبهم في سبا . و قال السهيلي و لا حجة في شيء منهما لأنه إذا كانت العرب كلها من ولد إسمعيل ، فهذا من السهيلي جنوح إلى القول بمفهوم اللقب و هو ضعيف . ثم قال : و الصحيح أن هذا القول إنما كان منه صلى الله عليه و سلم لأسلم كما قدمناه و إنما أراد أن خزاعة من معد بن إلياس بن مضر و ليسوا من سبا ، و لا من قحطان كما هو الصحيح في نسبهم على ما يأتي . و احتجوا أيضا لذلك بأن قحطان لم يقع له ذكر في التوراة كما تقدم ، فدل على أنه ليس من ولد عابر فترجح القول بأنه من إسماعيل ، و هذا مردود بما تقدم أن قحطان معرب يقطن و هو الصحيح ، و ليس بين الناس خلاف في أن قحطان أبو اليمن كلهم . و يقال إنه أول من تكلم بالعربية و معناه من أهل هذا الجيل الذين هم العرب المستعربة من اليمنية ، و إلا فقد كان للعرب جيل آخر و هم العرب العاربة ، و منهم تعلم قحطان تلك اللغة العربية ضرورة و لا يمكن أن يتكلم بها من ذات نفسه . و كان بنو قحطان هؤلاء معاصرين لإخوانهم من العرب العاربة و مظاهرين لهم على أمورهم ، و لم يزالوا مجتمعين في مجالات البادية مبعدين عن رتبة الملك و ترفه الذي كان لأولئك فأصبحوا بمنجاة من الهرم الذي يسوق إليه الترف و النضارة ، فتشعبت في أرض الفضا فصائلهم ، و تعدد في جو القفر أفخاذهم و عشائرهم و نما عددهم ، و كثر إخوانهم من العمالقة في آخر ذلك الجيل ، و زاحموهم بمناكبهم ، و استجدوا خلق الدولة بما استأنفوه من عزهم .و كانت الدولة لبني قحطان متصلة فيهم ، و كان يعرب بن قحطان من أعاظم ملوك العرب . يقال إنه أول من حياة قومه بتحية الملك . قال ابن سعيد : و هو الذي ملك بلاد اليمن و غلب عليها قوم عاد ، و غلب العمالقة على الحجاز ، و ولى إخوته على جميع أعمالهم ، فولى جرهما على الحجاز ، و عاد بن قحطان على الشحر ، و حضرموت بن قحطان على جبال الشحر ، و عمان بن قحطان على بلاد عمان هكذا ذكر البيهقي . و قال ابن حزم : وعد لقحطان عشرة من الولد و أنه لم يعقب منهم أحد ، ثم ذكر ابنين منهم دخلوا في حمير ، ثم ذكر الحرث بن قحطان ، و قال فولد فيما يقال له لاسور ، و هم رهط حنظلة بن صفوان
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى