من قتل الرئيس بشير الجميل

سقط "البشير" وما زال قاتله حرا في رحاب الكون... المجرم حبيب الشرتوني حرّ وبشير الجميل، رئيس جمهورية لبنان الراحل، مسجون، على الرغم من الأعوام المديدة والآمال المندثرة، في أحلام الناس الذين آمنوا برئيس حكى بصوت عال عن "أحلام الناس"، مستعملا لغة الحزم والجزم "عادة أحلامي كلها تتحقق".
أين هو قاتله حبيب الشرتوني؟ وأين هو بشير في فكر من آمن بنهجه؟ هل ما زال حقيقة حيا في ضمير اللبنانيين؟
في الرابع عشر من أيلول عام 1982، حطّ الحقد في الأشرفية وزلزل البلد بانفجار أراد مدبروه القضاء على الحلم بلبنان الدولة القوية. مات بشير وعاش القتلة، طوال عقدين ونيف، في نعيم "الدويلات" و"المزارع". حكى بشير مرارا وتكرارا عن "مزارع" البلد ونادى كثيرا ببناء دولة لا مزرعة. مات. فأين قاتله؟ أين حبيب الشرتوني، القومي السوري الاجتماعي، الذي اعترف بما فعل وهرب في ليلة لا قمر فيها؟
عائلة بشير تجيب عن السؤال بسؤال "أين هو القاتل (؟) هذا هو السؤال. فهو أخرج عنوة في تشرين الأول عام 1990، من قبل القوات السورية التي دخلت الى المناطق الشرقية لإخراج ميشال عون من قصر بعبدا، ويومها توجهت فرقة منها الى سجن رومية، حيث هو الشرتوني منذ العام 1982، وأفرجت عنه مع المتهميّن في تفجير الأشرفية، الذي أودى بالطفلة مايا بشير الجميل، وهما من آل شعيا وكازازيان".
عائلة رئيس الجمهورية الشهيد أبلغت بكتابين أرسلتهما لاحقا الى رئيس الجمهورية آنذاك الياس الهراوي "أن شهوداً عيان رأوا المجرم قاتل بشير يتبختر في ضهور الشوير والمتن الأعلى، لكن "لا جواب لمن تنادي". فقد استمر حبيب الشرتوني يتبختر والكتابان لم يلقيا جوابا".
"كان زمنا سورياً. والقاتل سبق واعترف أنه كان أداة منفذة، أمنّ له المتفجرات الهارب نبيل العلم، الذي له ارتباطات مباشرة مع المخابرات السورية والفلسطينية" وتخبر عائلة بشير "أن علم هرب بداية الى سورية، حمته المخابرات السورية، وثمة من يقول أنه سافر لاحقا الى الخارج، الى بلد بعيد، وهناك من يخبر أنه خضع الى عملية جراحية بدلت تفاصيل وجهه...".
وهكذا تكون آثار علم قد فقدت، والشرتوني قد هرب، بقرار سوري، من سجن الدولة اللبنانية!
بين توقيف الشرتوني، بعيد اغتيال بشير، بواسطة جهاز الأمن في القوات اللبنانية الذي سلمه بعد شهرين مع ملف التحقيق كاملا الى الدولة اللبنانية، وفراره منها، ثمانية أعوام، فلماذا لم يصدر حكم نهائي به خلالها؟ تجيب عائلة الرئيس الشهيد "كانت القضية متشعبة جدا وكان يهمنا أن نصل عبر المنفذ الشرتوني الى المخطط والمدبر...". هل هذا يعني أن قضية بشير أقفلت؟ العائلة تجزم أنه ما دام "بشير حي فينا" فقضيته تستمر حية، وثمة مستجدات فيها، حدثت منذ انتهاء الوصاية السورية، لم تحرك إعلاميا لدواع بحت قضائية، بدأت يوم قصد نديم بشير الجميل مدعي عام التمييز عدنان عضوم، بعيد السادس والعشرين من نيسان، لسؤاله: أين أصبح ملف رئيس جمهورية لبنان الراحل بشير بيار الجميل؟".
أتى مثل الحلم ومشى مثل الحلم. بشير الجميل كان حلما جميلا مضى. هكذا هي الأحلام، ما نكاد نفيق حتى تكون انتهت. أربعة وعشرون عاما مضت وبشير حيّ في الكثيرين، والأشرفية التي أحبها، وكانت آخر محطة في عمره، أكدت أنه يستمرّ حيا فيها وحقها في معرفة مصير قتلة بشير سيظل حقا، وهي أعلنت حقها القانوني بهذا على يافطة علقتها في ذكراه الثالثة والعشرين وستكررها اليوم "أين كنت يا ديتليف ميليس في 14 أيلول 82؟". المحكمة الدولية مطلوب أن تنظر أيضا في قضية بشير وكمال جنبلاط ورينيه معوض...
عارفو بشير يحكون عن خطه وفكره "انه إيمان لا يتزعزع بلبنان" لبنان هذا ليس وثنا للعبادة بل له وظيفة إنسانية في هذه النقطة من العالم. انه جزء من محيط وهو أصيل فيه، وعلى هذا المحيط حقوق كما لهذا المحيط على لبنان حقوق. انه ايمان بقدرة الإنسان على ابتداع واستنباط حلول قد تبدو مستحيلة لكن الإصرار عليها يقود الى إيجادها".
كانت أحلام بشير وسع ال "10452 كيلومتراً مربعاً" وأكثر، وكم استعجل انبعاث الدولة. كانت جعبته ملأى بالمشاريع الجاهزة للتنفيذ على كل المستويات... بشير الجميل، الحلم الذي مضى، كتب خطاب القسم ولم يتله. قُتل قبل أن يقف أمام نواب الشعب، في البرلمان العتيق ويقول "يكفي لبنان خراب ودمار وشهداء ومعاقون وأرامل وأيتام ومشردون ومهجرون. نريد لأولادنا غدا أفضل...".
لم يصدق الناس، يوم استشهد بشير الجميل، أنه مات. رأوه يخرج. هتفوا له. نادوه. لوحوا له كثيرا. لم يجبهم. كانت المرة الأولى لا يجيبهم فيها ولا يلوح لهم أكثر مما يلوحون له... لم يردوا أن يعترفوا أنه مات. أرادوا أن يعيشوا في "الحلم". أرادوا أن يحلموا بالدولة القوية التي حلم هو بها ووعدهم بتحقيقها جازما "أحلامي عادة تتحقق". ثمة من خاف من حلم بشير ومن الدولة القوية وهناك من لا يزال يخاف منها!!
حبيب الشرتونى اعترف انه قتل و لكن من ورائه
من المستفيد من استشهاد بشير الحلم
هذا ما سنحاول الوصول له فى هاذا البحث

ليست الاغتيالات السياسية غريبة عن تاريخ لبنان، فمن لم يقتله ولاة دمشق وعكا أيام الحكم العثماني، كانت النزاعات بين الامراء والمشايخ والاقطاعيين في إمارة جبل لبنان كفيلة بتصفيته والقضاء عليه. الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير قضى خنقا مع عائلته في البوسفور على أيدي العثمانيين. والأمير بشير الشهابي وصل الى الحكم على جثث الامراء الاخرين من آل شهاب وجنبلاط وفي مقدمهم الشيخ بشير جنبلاط والامير يوسف الشهابي واولاده، وانتهى الحال بالامير بشير الى الموت في المنفى القسري الذي اختاره له العثمانيون وحلفاؤهم في جزيرة مالطا. ولم يشأ العثمانيون الذين استمر حكمهم في الشرق نحو 400 عام، ان يغادروا لبنان من دون ان يعلقوا العشرات من الزعماء والمثقفين والصحافيين اللبنانيين على اعواد المشانق.
لم يعرف اللبنانيون اغتيال الرؤساء خلال حقبة الانتداب الفرنسي ولا خلال عهد الاستقلال. على رغم الازمات الكبيرة التي عصفت بلبنان بدءا من التجديد للرئيس بشارة الخوري والتحرك الشعبي الكبير ضده، ووصولا الى عهد الرئيس شارل حلو وما انتهى اليه، لم يتعرض اي رئيس لمحاولة اغتيال مباشرة، واقتصر الامر على هجوم مسلح شنته المعارضة المسلحة على القصر الرئاسي في القنطاري خلال عهد الرئيس كميل شمعون. ويقال ان ذلك كان السبب الرئيسي الذي حسم خيارات شمعون من حيث طلب تدخل اجنبي وتحديدا اميركي، بعدما ايقن انه يواجه اخطارا حقيقية.
الرئيس سليمان فرنجية كان الرئيس الاول الذي تعرض لمحاولة اغتيال مباشرة بواسطة القصف المدفعي العنيف الذي تولاه "جيش لبنان العربي" بقيادة الضابط المنشق عن الجيش اللبناني، احمد الخطيب، ومن مرابض مدفعية 155 ميلليمتراً الثقيلة التي نقلت عن الحدود الجنوبية المواجهة لاسرائيل ونصبت في منطقة خلدة لقصف قصر الرئاسة في بعبدا. اما الرئيس الياس سركيس فتعرض للقصف المدفعي العنيف مرات عدة واتهم الجيش السوري بقصف القصر للتأثير على الرئاسة الاولى والفوز منها بتنازلات. وعلى ذمة اللواء سامي الخطيب الذي كان القائد المفترض لـ"قوات الردع العربية" او السورية، انه قيل للرئيس الياس سركيس ان الجيش السوري قصف القصر وكان يصدق هذه الرواية، ولكن تبين للخطيب بعد معاينة مكان سقوط القذائف ان مصدرها مدفعية بشير الجميل. ويتابع الخطيب ان الرئيس سركيس كان يخشى جانب السوريين وبشير الجميل في وقت واحد.

لغز الشرتوني

القاتل حبيب الشرتونى

يروي احد الذين كانوا الى جانب رئيس جهاز الامن والاستخبارات في "القوات اللبنانية" الياس حبيقة، ان حبيقة، فور علمه بوقوع الانفجار الذي أودى بالرئيس المنتخب بشير الجميل، ضرب يده على الطاولة وصرخ بعصبية: "هيدا الشرتوني عملها". وبعد ثمانية اشهر تولى حبيقة تسليم المنفذ حبيب الشرتوني الى الدولة اللبنانية. فأعلن الاخير بكل جرأة وشجاعة: "انها طريقة شخصية للاشتراك في الحرب، هذا من الحرب والصراع في لبنان. انا لست مأجورا ولم اتقاضَ في مقابل عملي مالا او اي شيء". وعندما سئل هل قرار الاغتيال والتنفيذ حزبي قيادي، اجاب: "لا، في الحقيقة ان العملية تمت بيني وبين المدعو نبيل العلم مسؤول الاستخبارات في الحزب السوري القومي، ما كنت مقتنعا بالامر لكن المسؤول استطاع اقناعي سياسيا بعد الاجتياح الاسرائيلي، ونفذت العملية، وكان في استطاعتي تنفيذها قبل هذا الوقت لأني كنت مقيما في المبنى منذ سنوات".
بعد اعتقال الشرتوني اعلنت الشعبة الخامسة في "القوات اللبنانية"، او اعلام "القوات" ان "القومي السوري حبيب الشرتوني نفذ جريمة اغتيال بشير الجميل وعلاقته وثيقة بالمخابرات السورية". لم توجه "القوات" ولا الكتائب اصابع الاتهام الى الحزب القومي على رغم العداء الكبير بين الحزبين، ولا فعلت الدولة اللبنانية التي بقي الشرتوني في عهدتها تسع سنين مما حصر مسؤولية العملية بين منفذها حبيب الشرتوني والمسؤول عنه نبيل العلم وحدهما.
في ايلول 1992 نشرت جريدة "الحياة" تحت عنوان "التفاصيل الكاملة لاغتيال بشير الجميل" اربع حلقات عن الاغتيال تضمنت المقابلة الوحيدة لحبيب الشرتوني، وفيها ان محاولات عدة جرت لاغتيال الجميل اهمها في شباط 1980 لكنها فشلت واودت بحياة ابنته الطفلة مايا ومرافقيها. واضافت "ان المعلومات المتوافرة لديها تقول ان العلم توجه بعد التأكد من نجاح العملية الى دمشق حيث امضى يومين او ثلاثة ثم انتقل الى برلين الشرقية". وأوضح حبيب الشرتوني لـ"الحياة" انه لم يذكر اسم نبيل العلم في التحقيقات الا بعد اسبوعين من اعتقاله وهذا ما سهل عليه السفر. وبعد ذلك عاد الى بيروت وشارك في اجتماعات حزبية عدة، لكنه يقيم الان (اي عام 1992) في احدى الدول العربية في شمال افريقيا والارجح انها ليبيا".
بقي الشرتوني في السجن منذ 1982 حتى 1990 عندما تولى الحزب السوري القومي تحريره، وروت "الحياة" ان العماد ميشال عون، ومن موقعه رئيسا للحكومة العسكرية، ورث ملف اغتيال بشير الجميل. وادت الحروب التي خاضها عون الى فرض الحصار على المناطق التي يسيطر عليها، فتولى الحزب السوري القومي الاجتماعي أيصال التموين الى مناطق عون من طريق معبر ضهور الشوير-بكفيا، "كي لا يدفع المواطنون في المتن ثمن الصراع السياسي المحتدم، وترافقت هذه التحركات غير العلنية مع اتصالات سرية بين انصار عون وقيادة الحزب السوري القومي تناولت العديد من المسائل بينها طبعا اطلاق سراح الشرتوني". وتقول "الحياة" ان عون رفض هذا الطلب بداية، لكنه سمح لبعض المسؤولين في الحزب السوري القومي بزيارة الشرتوني في سجن رومية. ونسبت الى مصادرها ان عون الغى السجن الانفرادي للشرتوني وسمح بزيارته وادخال الاغذية والالبسة اليه. وعندما اجتاح الجيش السوري المناطق التي كان يسيطر عليها عون، تسللت وحدات مشتركة من الحزب القومي والقوات الخاصة السورية الى سجن روميه حيث عمدت الى تحييد الحراس واطلاق الشرتوني الذي اختفت اثاره مذذاك، الى ان نشر مذكراته في "الحياة". وضاعت جريمة اغتيال بشير الجميل في غياهب النسيان والحوادث العاصفة التي ضربت لبنان فلم يبق منها بعد 25 عاما الا قداس سنوي وذكرى تحييها "مؤسسة بشير الجميل" وحزبا الكتائب و"القوات اللبنانية". أما "لجنة اصدقاء حبيب الشرتوني" التي ارادت الدفاع عما قام به، فكان نصيب عدد من اركانها الملاحقة القضائية.

لنائبة صولانج الجميل تختصر المسألة بأن قتلة الرئيس المنتخب أرادوا منع قيامة لبنان من ازماته ومشكلاته معتبرة "ان النظام السوري هو المسؤول عن اغتياله، ولا شك لدي في هذا الامر". وعن آخر المعلومات المتوافرة لديها تقول ان نبيل العلم موجود في سوريا، اما حبيب الشرتوني فليس الا اداة التنفيذ، لمنع لبنان من ان يستعيد عافيته وقيامة الدولة الحرة والسيدة والمستقلة. "بشير الجميل رفض الهيمنة السورية على بلاده فقتلوه، اسوة بكمال جنبلاط والمفتي حسن خالد ورينه معوض وغيرهم وصولا الى رفيق الحريري الذي وصل الى قناعات بشير الجميل بعد 24 عاما، وايقن ان النظام السوري يريد اللبنانيين اذلاء لديه وعندما واجههم قتلوه".
الكاتب والمحلل السياسي سجعان القزي الذي كان مستشارا سياسيا للرئيس المنتخب بشير الجميل ومن الفريق المقرب اليه، يقول ان اغتيال بشير الجميل وقع في اوج الصراع الاميركي - السوفياتي في لبنان والشرق الاوسط، وفي مرحلة حساسة، وأخذ الغطاء الاسرائيلي يرتفع تدريجا عن الدور السوري في لبنان بعد اغتيال الرئيس المصري انور السادات واهتزاز مشروع السلام العربي-الاسرائيلي. وهكذا فإن اغتيال بشير الجميل يدخل في صلب هذه المواجهة. خصوصا انه اختار كقائد للمقاومة المسيحية اللبناية التزام ما كان يسمى استراتيجية العالم الحر القائمة على الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وتوكيداً منه على صحة مقاربته يرى القزي أن اغتيال بشير اعقبه اغتيال سياسي لعهد شقيقه الرئيس امين الجميل، مما يعني ان الهدف كان وضع حد لاصطفاف لبنان في معسكر العالم الحر عبر الحضور السياسي والاجتماعي للمسيحيين في لبنان. ويخلص الى القول: "هكذا يصبح واضحا ان الذي خطط للاغتيال ونفذه كان النظام السوري عبر احد اجنحة الحزب السوري القومي. وعلى رغم ان هناك اطرافا يعتقدون ان اسرائيل ضالعة في الاغتيال، فإنني لا اعتقد ان سوريا اعطت اسرائيل هذه الفرصة، كما ان التحليل الموضوعي لا يسمح بأستنتاج كهذا". ويقطع القزي ان بشير الجميل لم يكن في وارد ان يكون رئيسا منفذا للسياسة الاسرائيلية، مؤكداً مجموعة من الوقائع:
- الخلاف الذي وقع في نهاريا بين مناحيم بيغن وبشير الجميل.
- توجه الجميل بعد انتخابه نحو الادارة الاميركية واعلامه موفدها فيليب حبيب انه يعول على العلاقة مع الادارة الاميركية لبناء الدولة السيدة والمستقلة.
- اقدام بشير الجميل في اليوم التالي لأنتخابه على وضع مشروع انفتاح على سوريا وتفاوض معها، من اجل تصحيح العلاقات وبرمجة الانسحاب السوري سلمياً واقامة علاقات طبيعية بين الجانبين.
- ابلغ الجميل الى الاسرائيليين انه سيفاوض على السلام معهم في اطار عربي شامل، وابلغ الى المملكة العربية السعودية ومصر انه قرر تكليف رئيس الحكومة الاولى في عهده الاشراف على هذه المفاوضات كي لا يقال ان السلام مع اسرائيل مشروع فرضه المسيحيون على سائر اللبنانيين.
كذلك يعتبر العميد في الاحتياط طنوس معوض، الذي كان ايضا صديقا للرئيس بشير الجميل، ان النظام السوري هو المسؤول عن قتل بشير "ايا تكن اداة التنفيذ". ويقارن بين الرئيسين الشهيدين ويقول: "استخدم النظام السوري كل الاحزاب والقوى للوصول الى غايته، وهو لا يزال يستعمل كل هذا الخليط لتنفيذ مآربه. وعندما تبين له ان بشير الجميل يريد بناء دولة للمسيحيين والمسلمين يحميها جيش كبير وقادر ورئاسة قوية قتلوه، تماما مثلما فعلوا مع الرئيس رينه معوض الذي كان يحمل مشروعا كبيرا وحلما لبناء لبنان على قاعدة التحرك في اتجاه بناء دولة المؤسسات والقانون". ويكشف معوض ان الرئيس بشير الجميل زار النائب رينه معوض شاكرا بعد انتخابه، وتمنى عليه ان يكون وزير خارجية حكومته الاولى مؤكدا له انه سيحكم بواسطة الجيش اللبناني وان لا وجود للميليشيات بعد اليوم في مشروعه.
وفي رأي الوزير والنائب السابق ادمون رزق ان قاتل بشير الجميل معروف وقد اعترف القوميون السوريون صراحة بالعملية وفاخروا بتنفيذها. والى جانب ذلك "قب الاسرائيليون الباط"، مما سهل تنفيذ العملية في حين كان السوريون ضد انتخابه وقرر حافظ الاسد عدم عقد جلسة الانتخاب بالقوة واتصل برئيس مجلس النواب كامل الاسعد طالبا منه عدم عقد الجلسة، لكن الاسعد رفض ذلك وقرر عقدها "لأن مجلس نواب 1972 كان حرا ولبنانيا، ولم يكن يتلقى اوامر من احد".

في عام 1975 وفي بداية الحرب الأهلية اللبنانية، اُتهم بشير بأنه المسؤول عن المجازر التي سميت بالسبت الأسود حيث قامت الكتائب بقتل المئات من الفلسطينين واللبنانيين المسلمين اثر العثور على جثامين أربعة من أعضاء حزب الكتائب. في عام 1976 وبعد وفاة وليم حاوي، أصبح بشير قائد مليشيات حزب الكتائب. في نفس العام كون بشير تحالفا للميليشيات المسيحية المسلحة سميّ بالقوات اللبنانية. القوات اللبنانية كانت الذراع العسكرية للجبهة اللبنانية وهو تحالف الأحزاب المسيحية اليمينية آنذاك وهي حزب الكتائب، تيار المردة، حزب الوطنيين الأحرار، حراس الأرز والتنظيم. رغم ذلك، فقد كانت القوات اللبنانية تتألف في أغلبيتها من مقاتلين من حزب الكتائب.وفي عام 1976، دخلت القوات السورية لبنان بطلب من سليمان فرنجية، رئيس الجمهورية آنذاك ورئيس تيار المردة. قامت القوات السورية بمحاصرة وقصف مخيم تل الزعتر بمعاونة الميليشيات المسيحية. بعد حصار طويل استمر لأشهر اقتحمت الميليشيات المخيم باستخدام مدرعات تم توفيرها من قبل إسرائيل وهدمت المخيم بالكامل بالبلدوزرات. أدى حصار وقصف واقتحام مخيم تل الزعتر إلى قتل حوالي 2000 فلسطيني.وفي يونيو 1978، واثر مقتل عضو بارز في حزب الكتائب على يد قوات المردة، ارسل بشير الجميل قواته لمدينة إهدن لاختطاف توني فرنجية، قائد ميليشيات المردة وابن الرئيس سليمان فرنجية، لاجباره على تسليم المسؤولين عن مقتل العضو الكتائبي. الا أن العملية انتهت بمقتل توني فرنجية وعائلته والمقاتلين التابعين له. سميت الواقعه فيما بعد بمجزرة إهدن. انهى سليمان فرنجية ارتباط حزبه تيار المردة بالجبهة اللبنانية بعد مقتل ابنه.

ما بين يوليو وأكتوبر عام 1978 قام الجيش السوري بمحاصرة بيروت الشرقية معقل القوات اللبنانية فيما سمي بحرب المئة يوم. تم خلال تلك الفترة قصف شديد لبيروت الشرقية وحي الأشرفية ولم تنتهي الاشتباكات إلى بعد وساطة عربية ادت إلى وقف إطلاق النار. خرج بشير الجميل من تلك الحرب وهو يعتبر نفسه منتصراً. وفي عام 1980، ارسل بشير قواته إلى مدينة الصفرة لقتال داني شمعون، قائد ميليشيا نمور الأحرار الجناح العسكري لحزب الوطنيين الأحرار. تمت العملية بموافقة كميل شمعون والد داني شمعون ورئيس حزب الوطنيين الأحرار والرئيس السابق للجمهورية اللبنانية والذي كان يرى أن قوات ابنه خرجت عن السيطرة. تم القضاء تماماً على ميليشيات النمور فيما سمي بمجزرة الصفرة . لم يتم قتل داني شمعون حيث ذهب ليعيش في بيروت الغربية التي كانت ذات أغلبية مسلمة.أصبح بشير بذلك المسيطر الأوحد على القوات اللبنانية.

في عام 1981، تصادمت سورية مع ميليشيا بشير الجميل مرة أخرى بعد سيطرة القوات اللبنانية على مدينة زحلة. في تلك المعركة، استغاث بشير بإسرائيل فأرسلت طائرات حربية اسقطت مروحيتين سوريتين.

في الأول من سبتمبر 1982، قابل بشير الجميل رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيجين في إسرائيل ووعده باتخاذ الخطوات لبدء علاقات ديبلوماسية بين لبنان واسرائيل بمجرد أن يتسلم رئاسة الجمهورية اللبنانية. لكنه تم اغتيال بشير في 14 سبتمبر 1982 وقبل أيام من الموعد المحدد لتسلمه الرئاسة عندما فجر عضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي مبنى حزب الكتائب في بيروت الشرقية. بعدها بيومين قامت القوات اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة باقتحام مخيمي صبرا وشاتيلا وقتلت ما يقرب من 3500 فلسطيني بمساعدة الجيش الإسرائيلي الذي كان يحاصر المخيمين.

أسرار الاغتيال
مَن قتل الجميّل؟ هل هو «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بشخص حبيب الشرتوني؟ هل هي إسرائيل التي «اغتاظت» من تبديل الجميّل لمواقفه، كما يشاع؟ أم أطراف داخلية في حزب «الكتائب» و«القوات اللبنانية»؟ وهل للصراع الأميركي- السوفييتي المحتدم في تلك الفترة علاقة بالموضوع؟ أسئلة كثيرة لم تجد الإجابة عنها حتى اليوم، ما دفع فريق عمل برنامج «الجريمة السياسية» على قناة «الجزيرة» إلى فتح هذا الملفّ من جديد.وعرضت الفضائية القطرية حلقات «اغتيال بشير الجميّل». كما نشرت جريدة «الحياة» في سبتمبر 1992 تحت عنوان «التفاصيل الكاملة لاغتيال بشير الجميل» اربع حلقات عن الاغتيال تضمنت المقابلة الوحيدة لحبيب الشرتوني، وفيها ان محاولات عدة جرت لاغتيال الجميل اهمها في فبراير 1980 لكنها فشلت واودت بحياة ابنته الطفلة مايا ومرافقيها. واضافت «ان المعلومات المتوافرة لديها تقول ان العلم توجه بعد التأكد من نجاح العملية الى دمشق حيث امضى يومين او ثلاثة ثم انتقل الى برلين الشرقية». وأوضح حبيب الشرتوني انه لم يذكر اسم نبيل العلم في التحقيقات الا بعد اسبوعين من اعتقاله وهذا ما سهل عليه السفر. وبعد ذلك عاد الى بيروت وشارك في اجتماعات حزبية عدة، لكنه يقيم الان (اي عام 1992) في احدى الدول العربية في شمال افريقيا والارجح انها ليبيا». بقي الشرتوني في السجن منذ 1982 حتى 1990 عندما تولى الحزب السوري القومي تحريره، وروت «الحياة» ان العماد ميشال عون، ومن موقعه رئيسا للحكومة العسكرية، ورث ملف اغتيال بشير الجميل. وادت الحروب التي خاضها عون الى فرض الحصار على المناطق التي يسيطر عليها، فتولى الحزب السوري القومي الاجتماعي إيصال التموين الى مناطق عون من طريق معبر ضهور الشوير-بكفيا، «كي لا يدفع المواطنون في المتن ثمن الصراع السياسي المحتدم، وترافقت هذه التحركات غير العلنية مع اتصالات سرية بين انصار عون وقيادة الحزب السوري القومي تناولت العديد من المسائل بينها طبعا اطلاق سراح الشرتوني». وتقول «الحياة» ان عون رفض هذا الطلب بداية، لكنه سمح لبعض المسؤولين في الحزب السوري القومي بزيارة الشرتوني في سجن رومية. ونسبت الى مصادرها ان عون الغى السجن الانفرادي للشرتوني وسمح بزيارته وادخال الاغذية والالبسة اليه. وعندما اجتاح الجيش السوري المناطق التي كان يسيطر عليها عون، تسللت وحدات مشتركة من الحزب القومي والقوات الخاصة السورية الى سجن روميه حيث عمدت الى تحييد الحراس واطلاق الشرتوني الذي اختفت آثاره منذاك، الى ان نشر مذكراته في «الحياة». وضاعت جريمة اغتيال بشير الجميل في غياهب النسيان والحوادث العاصفة التي ضربت لبنان فلم يبق منها بعد 27 عاما الا قداس سنوي وذكرى تحييها «مؤسسة بشير الجميل» وحزبا الكتائب و «القوات اللبنانية». أما «لجنة اصدقاء حبيب الشرتوني» التي ارادت الدفاع عما قام به، فكان نصيب عدد من اركانها الملاحقة القضائية.

هايدا الخطاب القاه قبل استشهاده بحوالى الساعتين

احمدعبدالعليم كتب:مواضيعك دائما مميزة جدا
و اسلوبك شيق و متميز و احترافى جدا
لكن اسمحى لى ان اختلف معك فى وجهة نظرك تجاه بشير الجميل
فصاحب هذه الصورة مع المجرم الكلب شارون

لا يمكن ان نقول عليه شهيدا

و هذه صورة اكبر له مع شارون
كيف نقول على من تسبب فى هذه المجازر شهيد
هناك شيئ استغرب له جدا
ازاى بتقولى على بشير الجميل شهيد و قبل كده قلتى على ايلى حبيقة مش هو اللى عمل مجزرة صبرا و شاتيلا و انتى من التيار الوطنى الحر اعتقد ده تناقض كبير جدا

اسمحلى ان اوضح لك
الشيعة ممثلين فى حركة امل كانو مدعومين من ايران و سوريا و السنة و الفلسطينيين كانو مدعومين من مصر حتى نهاية عهد جمال عبد الناصر ثم اصبح دعمهم من سوريا لم يكن للمسيحيين فى لبنان الا اللجوء الى فرنسا و هى التى تكفلت بالتواصل بين اسرائيل و الشيخ بشير و لم يكن يجمعهما اكثر من التحالف العسكرى و لم يكن عميلا لهم بل كان هو من يتصدى لاطماعهم فى لبنان
الرئيس بشير الجميل دفع ثمن مقاومته الاطماع السورية و الاسرائيلية في لبنان
بشير اصطدم مع مناحيم بيجن على قاعدة ان السلام مع اسرائيل شأن لبناني عام وليس ملكا لقرار المسيحيين،
وبشير الجميل كان حريصا جدا على اشراك الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية وغيرهم في تفاصيل التطورات اللبنانية
1-9-1982 جلس الشيخ بشير الجميل "الرئيس اللبناني المنتخب" امام رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك مناحيم بيغن، وكان اللقاء العاصف، والحوار الاخير، قبل اغتيال الحلم واستشهاد الامل! وضياع الفرصة التاريخية لقيامة لبنان ذا اليوم سطر الشيخ بشير مواقف قلما اتخذها زعيم آخر! وامام من؟ امام مناحيم بيغن الذي يلقب "بالرجل الحديدي" لتصلب مواقفه وعناده وقوة شكيمته، حتى ان احد الصحافيين الإسرائيليين قال ان بيغن وبعد عدة لقاءات مع بشير الجميل همس لاحد مستشاريه: ان الجلوس بمواجهة ستالين او تشرشل او موسوليني لأهون بكثير من مواجهة هذا الشاب الطموح المدعو بشير الجميل
اما ما دار من نقاش حاد في ذلك اليوم، فما زال في ارشيف العديد من الصحف والاذاعات، وقد نشر في عدة كتب ومؤلفات، واهمها كتاب " اسرار الحرب اللبنانية" لمؤلفه الفرنسي آلان مينارغ، اضافة الى ما ذكره اشهر الكتاب والمحللين الاسرائيليين، امثال زئيف شيف وايهود يعاري وشيمون شيفر وغيرهم... وكلهم اجمعوا لا بل اعترفوا بمواقف بشير وجرأته وشجاعته ولباقته وسعة اطلاعه ومصداقيته وذكائه الحاد وسرعة بديهته واناقته وتهذيبه وحسن تصرفه في مختلف المواقف... وعلى سبيل المثال، وردا على سؤال طرحه بيغن بغرور وكبرياء ان لم نقل بعنجهية واستعلاء! اجابه البشير بصراحته المعهودة: نحن لم نقاتل ونقدم مئات الشهداء لنختار من سيحكمنا! انتم ام السوريين! اريد ان احكم نفسي!
وفي نفس الجلسة عندما طالب بيغن باقامة علاقات كاملة ومفتوحة، حتى تفضي الى معاهدة سلام وباسرع وقت ممكن (وهنا بدأ الخلاف) لم يرفض بشير الفكرة! لكنه اراد ان يبقي التحالف على اساس رسمي وعملي، الى ان تتهيأ الظروف لعقد اتفاقية سلام كامل وشامل، والى حين الأخذ برأي النصف الآخر من اللبنانيين!! وحينها قال ايضا: في القريب العاجل سوف ابعث برئيس حكومتي المسلم ليفاوضكم!! هذا غيض من فيض من مواقف الرجال، التي يحتاجها لبنان اليوم وكل يوم
و اذا كانت الصور هى الفيصل فانكم تقولون على الرئيس السادات شهيد و هو فعلا شهيد و لكن له مئات الصور مع جميع الرموز الاسرائيلية
و كذلك الرئيس مبارك له صور حميمية مع ذات الشخص شارون
الرئيس بشير الجميل كان سياسيا و بطلا و كان يعشق لبنان و كان يريدها مستقلة ليست تابعة لاسرائيل و لا لسوريا و لا لايران و لا لمصر

إبتسامه كتب:موضوعك جميل يا نانسى
بس الحقيقه انا كمان من راى الاستاذ لحمد
لانى قرأت فى موسوعة ويكبيديا

ان سيرة البشير تتعرض للتجميل امام الشعب البنانى وخصوصا ان كثير من الشباب لم يعاصر مراحل صعوده
واستندوا لصوره له مع الزعيم جمال عبدالناصر
رغم ان له عدة صور فى شبابه مع عدة قاده اسرائييلين
وانه كان من اكبر المساندين لإسرائيلوتعمل اجهزة الدعاية المتعاطفة مع بشير الجميل على تصوير تحالفه مع اسرائيل وكأنه كان عرضيا او أنه ما كان الا لمحاربة المقاومة الفلسطينية في لبنان، وكأن هدف محاربة الوجود الفلسطيني في لبنان هو هدف مشروع

و هل ترى حضرتك ان محاربة الوجود الفلسطينى فى لبنان غير مشروع
هل تقبلى ان يكون الفلسطينيين المتواجدين على ارض مصر يملكون سلاح اقوى من سلاح الجيش المصرى
هل تقبلى ان يكون الفلسطينية خارجين عن النظام فى مصر و يعتبرون نفسهم دولة داخل الدولة
هل ترضين ان يقوم الفلسطينيين من على ارض مصر بعمليات عسكرية ضد اسرائيل تتسبب فى ان تقوم اسرائيل بضرب مدن مصرية انتقاما لان الدولة المصرية تركتهم يضربون اسرائيل
الفلسطينية كانو لاجئين فى لبنان لكنهم حاولوا ان يكونوا دولة داخل الدولة و يخرجون على سياسات الدولة تماما و يقفون فى وجههاو يعتبرون نفسهم ند لكيان الدولة اللبنانية