alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:03 pm

جهاد شعب مسلم


بقلم: الدكتور عبد الله عزام

الطبعة: الثانية

نشر وتوزيع
مركز شهيد عزام الإعلامي
بيشاور-باكستان


مسيرة شعب الإيمان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
يكاد المؤرخون يجمعون أن أكثر شعب في القرون الثلاثة الأخيرة- إن لم يكن أكثر شعب في البشرية- ضحى لصون كرامته وحفظ عزته وحماية شرفه، هو الشعب الأفغاني المسلم.
فقد قدم هذا الشعب العزيز الكثير من التضحيات وبذل ضرائب غالية للإحتفاظ بإبائه، حتى لا يحني هامته لمعتد ولا يطأطئ عنقه لعاصفة.
فأضحت العزة جزء من كينونته والكرامة تجري في عروقه طبعا لا تطبعا ، وأصبح الجهاد طينته والقتال فطرته والفروسية سداه والشجاعة لجته..
ورثو الكرامة كابرا عن كابر إن الكرام هم بنو الإكرام
ولذا فعندما تحتك بالشعب الأفغاني المسلم تتبدى لك أصالة معدنه وكرم محتده (أصله) ونبل أخلاقه وسمو آفاقه.
يبدو لك شعب -مع بساطته- يطوي جوانحه على أخلاق رفيعة وعلو اهتمامات ورفعة آمال وتطلعات.
فهو يجمع بين الرجولة والإباء والكرم والحياء والترفع والوفاء والشرف والسخاء، يحب الشجاعة ويعشق العلياء ويكره الدنية ويمقت الإستخذاء (الذل).
لا يسلم قياده إلا لخالقه، ولا يذل جبهته إلا لمولاه، قوم أخلصوا لمبادئهم فخطوها بدمائهم، وكتبوا قصة مسيرتهم بعرقهم ونجيعهم، اعتنقوا البوذية أولا فنشروها في أواسط آسيا وشرقها، ثم شرفهم الله بالإسلام فبذلوا له الغالي والرخيص والنفس والنفيس.
قوم تفرست المنايا فيكم فرأت لكم في الحرب صبر كرام
تالله ما علم امروء لولاكم كيف السخاء وكيف ضرب الهام
وتنظر إليهم فتراهم حول علمائهم وأبطالهم ويكرمون ضيوفهم ويحترمونهم ولو ببذل دمائهم، يجلون العالم ويحترمون الكبير.
وأذكر أننا جئنا بامرأة كبيرة مع زوجها وسكنوا في ملحق تابع للبيت لتساعدنا المرأة في المطبخ، ثم سافر أهلي في إجازة فأخذت الرجل إلى أحد إخواني يعمل في وظيفة مرموقة ودخله أكثر من دخلي من أجل أن يعملوا في بيته فرفض الرجل بإباء وقال: نحن خدمناك لأنك عالم، قال هذا مع أنه في حاجة لثمن الرغيف.
ومرة أخرى: كان أحد المجاهدين في بيتي فذهبت لأحضر له الفطور، فرجعت إلى الغرفة فوجدته قد غادر المنزل، فسألته فيما بعد فقال: استحييت على نفسي أن يحمل لي عالم فطوري.
فما رآنا الهدى إلا كواكبه وما رآنا الندى إلا عناوينا
وما رآنا العدى إلا جبابرة وما رآنا العذى إلا قرابينا
نفوسنا السلسل الصافي فإن غضبت للحق ثارت على الباغي براكينا
عشنا أبيين أحرارا فإن هلكت في الحق أنفسنا متنا أبيينا
إجماع:
ويجمع المراقبون أن الجهاد الأفغاني خارقة من خوارق العصر، أذهلت المؤرخين أن يفسروها، وحارت عقول المراقبين في فهمها، وكما قال الصحفي الكندي عندما رأى انتصار المجاهدين على الروس: إنها حقائق ولكني لا أستطيع تفسيرها.
والحق أن هذا الثبات العجيب الذي دونه ثبوت الشم الرواسي وهذا الصمود الذي يشبه الأساطير، والذي يحسبه القارئ من بعيد ضربا من الخيال، تدركه الأشواق وتقصر دونه الأفعال، هذا الصبر والثبات محل إجماع من أولي الأحلام والنهى أنها فريدة العصر وخريدة الدهر.
وقد كنت أتحدث مع فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز عن الجهاد فقال: ما كنا نظن أن هذا الشعب يصمد أمام الروس سبعة أيام فضلا عن أن يصير سبع سنوات.
ويقف المرأ مذهولا أمام هذه الظاهرة الفريدة وينظر باعتزاز وإجلال مع الإغضاء والحياء أمام هذا الشعب الصامد المسلم، ويحسها هذه هي المرة الوحيدة في تاريخ هذا الشعب، ولا يعلم الكثيرون أن هذه هي المرة السابعة التي يهب هذا الشعب فيها للذود عن حياضه وللدفاع عن دينه ومبادئه، خلال قرنين من الزمان منذ بداية مسيرة أفغانستان الحديثة -التي بدأت خطوطها مع ظهور أحمد شاه بابا (دوراني)- فكيف حصل النفير العام في هذه المرات السبع؟
فذلكة تاريخية:
كان الفرس والمغول يتنازعان حكم أفغانستان، فقد كان المغول يحكمون الهند ثم يمدون أذرعهم من خلال منطقة بلوشستان فيضمون إليهم قندهار، وكان الفرس من خلال الدولة الصفوية يصولون على هرات فيبتلعونها، ولكنهم لا يستطيعون هضمها، فتصبح غصة في صدورهم لا يستريحون حتى يخرجوها من بطونهم.
وبقي الأمر كذلك حتى بداية القرن الثامن عشر، حتى ضعف المغول بموت الملك الصالح (أورنك زيب عالمكير) سنة (1707م) واضمحل أمر الفرس الصفويين بموت الشاه حسين سنة (1722م).
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:04 pm

وبدأت قبائل البشتون القاطنة في سفوح الهندوكوش تسيح في السهول، بعد أن ضاقت بها الجبال، فانسابت قبائل منها نحو حوض نهر هلمند، وامتدت القبائل الأخرى نحو الحدود الشمالية الغربية من الهند حيث تشكل هذه القبائل الآن الأغلبية الساحقة لسكان منطقة سرحد الباكستانية (NWFP).
وبدأ البشتون يحسون بكيانهم الذاتي الذي أيقظه فيهم بعض الزعماء والشعراء مثل بايزيد آنسر (الزعيم الكبير) و (خان خاتان).
قبائل الغلزائي والأبدالي:
تعتبر قبائل الغلزائي أقوى القبائل في منطقة قندهار، ويقابلها في هرات قبائل الأبدالي، فثارت قبائل الغلزائي تحت قيادة زعيمها (مير فايز) على الحاكم الفارسي (جورجن) ممثل الدولة الصفوية في قندهار سنة (1709م) وثارت قبائل الأبدالي ضد الحاكم الفارسي (أسد الله خان) مندوب الدولة الصفوية في هرات سنة (1716م).
ثم مات (مير فايز) فتربع ابنه شاه محمد على عرش قندهار ومد بصره نحو الغرب حيث صمم على الإطاحة بملك الصفويين، فاحتل أصفهان ثم سقطت بيده كرمان سنة (1720م)، ثم قوض الدولة الصفوية في فترة وجيزة وأراح المسلمين من هذا الكابوس الثقيل المظلم الذي أحال الأرض إلى صحراء مقفرة لا ترى فيها سوى الدماء والأشلاء.
ونقل شاه محمد عاصمته إلى كابل سنة (1722م) وتوفي سنة (1725م) وخلفه ابنه (أشرف)، الذي قاد البلاد بشجاعة نادرة وكفاءة عالية واستطاع أن يهزم الروس سنة (1726م) في (درينب: باب الأبواب) ويوقف تقدم العثمانيين.
ولكن ثار على أشرف أحد قطاع الطرق من فارس اسمه (نادر قولي بك) والتقى مع أشرف في معركة دامغان سنة (1729م) وهزم أشرف.
واستلم حكم البلاد نادر قولي وتوج نفسه ملكا على أفغانستان سنة (1737م)، ثم انطلق نحو الهند والتقى مع المغول في معركة (كارنال)، وهزمهم وسلبهم التاج الماسي المسمى (كوهي نور) وأخذ عرش المغول إلى فارس، وهذا الذي يتربع فوقه ملوك إيران ويسمى (عرش الطاؤوس) وكان آخرهم رضا شاه بهلوي الذي غادر إيران سنة (1779م) إثر الثورة الإيرانية.
بروز أحمد شاه دوراني (1747-1773):
اغتيل نادر شاه سنة (1747) فبرز أحد أبناء قبائل الأبدالي وهو أحمد شاه وأعلن نفسه وصيا على حفيد نادر شاه المسمى (شاه رخ)، وبدأ أحمد شاه يقود الأفغان ويحرر المدن، فحرر قندهار بأربعة آلاف والتقت القبائل ونصبته أميرا ، وسمى نفسه (دره دوريان أي درة الدرر) ولذلك سمي الدوراني.
وانطلق أحمد شاه يوسع حدود مملكته، فانطلق نحو الغرب (نحو خرسان) وأطاح ببقايا حكم الفرس القاجاري، ثم توسع نحو الشرق ووصل دلهي وأطاح بحكم المغول والهندوس، فأصبحت مملكته تمتد من نهر جيحون شمالا إلى بحر العرب جنوبا ، ومن كشمير ودلهي شرقا إلى مشهد غربا ، وسماه الشعب الأفغاني بالأب (بابا).
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:05 pm

الإنتفاضات التاريخية السبعة:
لقد كان القتال ضد الروس سابع الإنتفاضات التاريخية العريقة التي هب فيها الشعب المسلم الأفغاني للجهاد.
وكانت هذه المسيرات مرتبة زمنيا حسب التفصيل:
1- الإنتفاضة الأولى: الجهاد ضد الهندوس.
على إثر ضعف الإمبراطورية المغولية برز رجل هندوسي اسمه (سي وجيه) وهو أحد كهنتهم الروحيين، وأعلن عن مخطط إرهابي يتضمن نقاطا بارزة على رأسها:
أ- أن كل المسلمين في الهند لا بد أن يعودوا إلى دينهم الأصلي وهو الهندوسية.
ب- لا بد أن تعود الإمبراطورية الهندوسية إلى حدودها الأصلية (جبال الهندوكوش).
ج- أن أفغانستان يجب أن تمسح من الوجود لأنها تربي القادة الذين يطيحون بممالك الهند.
واتحد الهندوس مع السيخ تحت قيادة (سي وجيه) ودخلوا دلهي وأعملوا السفك والنهب في المسلمين وأقاموا المجازر لهم.
استغاثة ولي الله:
وهنا كتب العالم الرباني (شاه ولي الله الدهلوي) إلى أحمد شاه دوراني أنك بإذن الله المرشح الوحيد لإنقاذ الهند من المجازر وتخليص المسلمين من الإبادة، وهب أحمد شاه دوراني كالليث الهزبر لحماية المسلمين في الهند واستنفر الناس، وجمع سبعين ألفا من قندهار وافتتح بيشاور ثم توجه إلى لاهور ورضخت له، ثم انطلق إلى دلهي (دهلي) والتقى بالهندوس في (باني بات) (14كم) عن دلهي وعدد الكفار ثلاثمائة ألف، ودارت رحى معركة طاحنة وحرب ضروس أسفرت بعد ثلاثة أيام عن هزيمة الهندوس، بعد أن خلفوا وراءهم جثث مائة وعشرين ألفا مجندلين بدمائهم بضربات الأيدي المتوضئة.
فأتتهم خوارق الأرض ما تحمل إلا الحديد، والأبطال خافيات الألوان قد نسج النقع عليها براقعا وجلالا ، وسقط خمسة عشر ألف شهيد ضمخوا الثرى الطيب بدمائهم وأضحى (تيمورلنك) ابن أحمد شاه بابا أمير لاهور.
2- الإنتفاضة الثانية على يد دوست محمد ضد السيخ سنة (1836م).
قد ذكرنا فيما تقدم انتصار أحمد شاه على جيش المهراجا الهندي الإنتصار الساحق سنة (1761م) وبقي يحكم هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف حتى توفي سنة (1773م).
وتولى الحكم بعده ابنه (تيمورلنك) الذي حكم عشرين عاما من (1773م-1739م) وقد نقل العاصمة إلى كابل، فأصبحت العاصمة الصيفية، وصارت بيشاور العاصمة الشتوية، وبعد وفاة تيمورلنك سنة (1739م) بدأت دولته المترامية الأطراف تتفتت بسبب الخلافات التي دبت بين أبنائه.
وتفرقوا شيعا فكل محلة فيها أمير المؤمنين ومنبر
ولم تنته الخلافات إلا بعد أن أودت بمعظم الأمراء أبناء تيمورلنك، فسقطوا قتلى في المعارك الداخلية، وانتهى حكم الأسرة الدورانية وانتقل الحكم إلى عائلة جديدة هي (البركزاي: محمد زاي).
وبدأ الأعداء من كل جانب يتناوشون دولة تيمورلنك الواسعة، فتقدم حاكم بخارى واحتل مدينة بلخ واحتل السيخ تحت قيادة (رانجي سنغ) مقاطعات الحدود وكشمير، وسقطت بيشاور بأيديهم سنة (1834م) واستقلت السند وبلوشستان من حكم أفغانستان.
وكان أبرز أبناء العائلة الجديدة المالكة (البركزاي) دوست محمد الذي لم يبق بيده سوى كابل وغزني وجلال أباد.
فعندما سقطت بيشاور بيد السيخ بدأ يفكر باسترجاعها وأعلن النفير العام ضد السيخ ورفع راية الجهاد وتقدم حتى وصل بيشاور، ولكن (رانجي سنغ) زعيم السيخ استطاع أن يبث بذور الفتنة داخل صفوف الجيش الأفغاني المتقدم ورجع الجيش دون أن يعمل شيئا .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:05 pm

3- النفير العام الثالث سنة (1836م).
عاد دست محمد عن أبواب بيشاور خائبا ، ولكنه بعد عام نظم جيشه، وتحت ضغط الشعب الأفغاني الذي قام بسبب المذابح التي جرت للمسلمين في بيشاور، وسار الجيش الأفغاني تحت قيادة (وزير محمد أكبر خان) الإبن الأكبر لدوست محمد، والتقى الجيشان في (جمرود-بيشاور) وكان قائد السيخ ابن (رانجي سنغ) واستطاع (وزير محمد أكبر خان) أن يقتل قائد السيخ ولاذ السيخ بالفرار وانتصر المسلمون.
4- الإنتفاضة الرابعة: الحرب ضد بريطانيا سنة (1838-1842م).
كانت بريطانيا تخشى من اتصالات نابليون مع الكسندر الأول (قيصر روسيا) محاولة منهما لدخول الهند التي تحكمها بريطانيا عن طريق أفغانستان وإيران، ووصلت أول بعثة بريطانية إلى بيشاور سنة (1809م) بقيادة (لفنجستون) وعقد معاهدة دفاع مع (شاه شجاع) أحد أبناء تيمورلنك ثم فقد شاه شجاع ملكه فلجأ إلى البريطانيين في الهند، وفي سنة (1839م) احتل الجيش البريطاني كابل وقندهار وأوعز المعتمد البريطاني في الهند (أوكلاند) بإعادة شاه شجاع ملكا على أفغانستان.
وجاءوا به من الهند عن طريق (كويتا) وتوجوه ملكا في مسجد أحمد شاه في قندهار، واحتلت بريطانيا (غزنه وكابل) ونقلوا عاصمة شاه إلى كابل، وفر دوست محمد من كابل.
وأبى الشعب المسلم الأفغاني الإحتلال ورفض أن يفرض عليه ملك من قبل الإنجليز.
بئس الحياة إذا الطاغوت عب دنا نجر أيامها صفرا مرائينا
وانتفض الشعب وقاموا على ملكهم العميل وقتلوه -في عملية جريئة في شوارع كابل والجنود يحملونه على أكتافهم-، فقتله أحد المجاهدين واسمه (شجاع دولة) وأعلن (أختر خان) الجهاد ضد بريطانيا وعاد دوست محمد مع ابنه (وزير محمد أكبر خان) يقاتلان ضد الإنجليز مع الشعب المسلم، ووقعت معركة (بافاندارامن) في (2) تشرين الثاني سنة (1840م) وانتصر دوست محمد في اليوم الأول، ثم هزم في اليوم الثاني، فأسرته بريطانيا وأخذته إلى (كلكته) وبقي ابنه أكبر خان يقاتل، وجرت مفاوضات بين أكبر خان وبين (ماكنتون) ممثل بريطانيا، فقطع أكبر خان رأس ماكنتون بالسيف أثناء المفاوضات.
وعلى إثر ذلك قررت بريطانيا الإنسحاب في (6/1/1842م) وكان عددهم (4) آلاف بريطاني وهندي ومعهم (12) من الجنود التابعين، وسلك البريطانيون طريق وادي (جك دلك) -بين كابل وجلال أباد- وأعمل المجاهدون فيهم السيف، حتى إذا وصلوا (جن دوماك) كان قد بقي آخر جندي من الجيش وهو (الدكتور برايدون) الذي كان الناجي الوحيد ليخبر قومه مغبة الإصطدام بجنود الإسلام.
وكان القائد العسكري للجيش البريطاني (لفنجستون) الذي هزم نابليون في معركة (واترلو) سنة (1815م)، فأسره أكبر خان وسجنه في غرفة في (جك دلك) ومات في السجن رهن القيود، وكذلك قتل من الإنجليز (الكسندر بورنر)
وكان أبرز قادة الجهاد في هذه الحرب (وزير محمد أكبر خان) و (سردار أحمد خان) و (مير مسجدي خان) و (نواب محمد زمان خان) و (نائب أمين الله لوكري) و (عبد الله خان) و (أختر خان).
5- النفير الخامس.
وكان هذا يمثل الفترة الثانية في الجهاد ضد الإنجليز، فقد حاول الإنجليز أن يرجعوا إلى كابل في صيف نفس العام سنة (1842م)، إلا أن المعتمد في الهند (إيلينبورغ) أمر بسحب الجيش البريطاني، وأمر بإعادة (دوست محمد) ليكون ملك أفغانستان بعد أن أملوا عليه السياسة التي ينهج.
عاد دوست محمد سنة (1843م) إلى كابل وامتد حكمه حتى سنة (1863م)، وخلال هذه الفترة أعاد قندهار وهرات وبلخ إلى قبضته وتحت سيطرته، وبعد عودة دوست محمد قتل ابنه (وزير أكبر خان) المجاهد بطريقة غامضة، وتشير كثير من أصابع المؤرخين بأصابع الإتهام إلى أبيه أنه قد قتله بالسم.
ثم جاء بعد دوست محمد ابنه (شير علي خان) وحكم أفغانستان سنة (1863-1866م)، ثم أقصي عن الحكم، ثم عاد وحكم البلاد من سنة (1869م-1879م).
وكان سبب هذه الحرب مع الإنجليز أن بريطانيا هلعت وهي ترى روسيا تحتل طشقند وخوارزم وتصل إلى نهر جيحون، وأرسلت روسيا بعثة عسكرية برئاسة الجنرال (ليتوفر) الذي وصل إلى كابل وعقد معاهدة مع شير علي.
وهنا أرسلت بريطانيا بعثة لتقابل شير علي فمنعت من دخول أفغانستان، وهنا اقتحم اللورد روبرتس أفغانستان ودخلها من الممرات الثلاثة الشهيرة في كانون الأول سنة (1879م)، وأعلن العالم الرباني (مسك عالم دين محمد) من غزني الجهاد ضد بريطانيا، وكان القادة العسكريون (محمد جان) -من وردك- وكان في جبهة كابل وجنرال (محمد كريم خان) و (مير بجا خان) في بجرام و (عصمت الله خان) في لغمان وتجاب.
وعندما دخل الإنجليز هرب (شير علي خان) إلى مزار شريف وطلب النجدة من روسيا فرفضت، وخلف وراءه ابنه (يعقوب خان) في كابل.
ووقعت بريطانيا في (26) مايو (1879م) معاهدة مع أفغانستان وأرسلت بعثة دائمة إلى كابل تشرف على السياسة الخارجية في أفغانستان.
وفي (3) سبتمبر سنة (1879م) أباد الشعب الأفغاني جميع أفراد البعثة في قلعة (بالاحصار)، ولكن بريطانيا أرسلت قوات أخرى واحتلت كابل وألقت القبض على يعقوب خان وأرسلته إلى الهند ومات فيها سنة (1923م).
ومكثت بريطانيا في كابل (1879م-1880م) ثم اضطرت للدخول في مفاوضات مع الأمير عبد الرحمن -حفيد دوست محمد-، ثم بدأت بالإستعداد للإنسحاب فجاءتها الأخبار أن أيوب خان (آغا يعقوب خان) قد أباد حامية بريطانية في (ميوند) بالقرب من قندهار فأرسلت عشرة آلاف جندي إلى قندهار وهزموا أيوب خان.
وفي أيام عبد الرحمن خان سنة (1893م) جاء (ديوراند) البريطاني على رأس بعثة بريطانية وخطط الحدود الشرقية والجنوبية -التي تفصل أفغانستان عن الهند- وسمى خط الحدود بخط (ديوراند).
6- الإنتفاضة السادسة على يد أمان الله خان ضد بريطانيا.
إذ أن أمان الله خان بعد اعتلائه العرش سنة (1919م) أرسل رسالة إلى المعتمد البريطاني في الهند، يخبره فيها استقلال أفغانستان داخليا وخارجيا ، فتجاهلت بريطانيا الرسالة وردت بضرورة استمرار الوضع بين بريطانيا وأفغانستان كما هو، فأعلن أمان الله النفير العام ضد بريطانيا وسلم قيادة الجيش لنادر شاه، وقد كانت هنالك ثلاث جبهات:
أ- جبهة قندهار قائدها سردار عبد القدوس.
ب- جبهة جلال أباد قائدها جنرال صالح محمد خان.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:06 pm

ج- جبهة بكتيا قائدها جنرال محمد نادر شاه.
وكان قائد المدفعية مع عبد القيوم البغماني واستطاعوا بعون الله هزيمة بريطانيا، ودخل نادر شاه مع عبد القيوم الحدود الهندية واحتلوا مدينة تل، وخشيت بريطانيا أن يثير الأفغان الجهاد العام ضد بريطانيا، وبدأت ترتعد أن يقوم الشعب الهندي المسلم بانتفاضة إسلامية ضدها.
وهنا أعلن تشرتشل من لندن استقلال أفغانستان، وفي (Cool أغسطس سنة (1919م) وقعت إتفاقية روالبندي التي اعترفت فيها إنجلترا باستقلال أفغانستان التام.
7- وكانت الإنتفاضة السابعة يوم أن أعلنت الحركة الإسلامية جهادها المسلح ضد داوود سنة (1975م) وكان على رأس الحركة آنذاك (رباني وسياف وحكمتيار)، ثم كان الجهاد العام والنفير الكبير بعد الإنقلاب الشيوعي البواح الذي جاء بتراقي إلى الحكم في (27) نيسان سنة (1978م)، وقد أعلنه العلماء وانضموا وراء ركب الحركة الإسلامية الذي سبقهم إلى الميدان بثلاث سنوات.
8- وهنالك الإنتفاضات المباركة ضد الملوك الذين حاولوا سلخ أفغانستان عن دينها وتمييع الولاء والبراء في عقيدتها واجتثاث العقيدة الإسلامية تدريجيا من أعماق الشعب المسلم، باسم حركات الإصلاح والتحرير والتقدم والتغيير والتنوير.
وقد حاول الملك حبيب الله خان سنة (1901م-1919م) أن يمسح القيم ويروض الشعب بقبول الكفر تدريجيا ، ولكن موجة السخط العام لدى الشعب أدت إلى تململه، مما حدا بأحد المسلمين أن يردي الملك قتيلا بالرصاص في (20) فبراير سنة (1919م).
وبعد قتل حبيب الله تولى ابنه أمان الله حكم أفغانستان من (1919م-1929م) ولم يكن له في قصة أبيه عبرة ولم يتعظ بما جرى لأبيه، وكان رجلا علمانيا يريد أن يجر أفغانستان إلى مهاوي الردى وشعاب الهلاك باسم التطوير، كذلك وكان متعجلا يريد أن يقلبها دولة غربية دون مراعاة لدين أو تقاليد أو أوضاع اجتماعية وتاريخية، وأخذ الملك يسخر برجال الدين، ويزري بهم ويستخف بتمسكهم ولا يعبأ بهم، ويطلق النكات في مجالسه العامة عليهم، وهذا أثار حفيظة العلماء عليه فأوغروا صدور القبائل، فثارت قبائل البشتون وتقدمت نحو كابل سنة (1924م) ولكنه استعمل الطيران ضدهم فأوقفهم.
وفي سنة (1928م) قام الملك مع حاشيته برحلة طويلة، زار فيها الهند ومصر وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وروسيا وفي طريق عودته عرج على تركيا وإيران.
ورجع الملك متحمسا جدا لسلخ أفغانستان عن دينها، فكتب القرارات الملكية التي تقضي بوجوب ارتداء الزي الغربي (للنساء والرجال) وعلقت المنشورات بهذا في الأماكن العامة.
وهنا أعلن العلماء كفر الملك ووجوب الجهاد ضده، فثارت عليه قبيلة (شنواري)، واحتلت جلال أباد واندلعت الثورة ضد الملك في (28) نوفمبر سنة (1928م)، وما هدأت إلا في (14) يناير سنة (1929م) بتنازل أمان الله عن العرش.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:07 pm

والآن:
مضى على الشرارة الأولى التي انطلقت ضد داوود سنة (1975م)، واستمرت المعركة إلى أيام تراقي حيث اندلع الجهاد في كل أفغانستان إلى يومنا هذا، ثلاثة عشر عاما والحمد لله فالمجاهدون منتصرون وصامدون.
فهل يكون الجهاد الأفغاني بداية التحول التاريخي للإسلام؟ أم هل يكون الجهاد الأفغاني بداية تحول تاريخ العالم أجمع؟!!.
نحن نرجو من الله هذا ونحسب أن ذلك كائن -والله أعلم-.
(ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا)
(الإسراء: 51)

الجزء الثاني
للتاريخ شهادة ومنهاج(1)

(1)- ألقى الشهيد هذا الموضوع في خطبة وذكر كثيرا مما ورد هنا نصا في هذه الخطبة -أنظر سلسلة (في الجهاد فقه واجتهاد (ج1/2)].
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باللهلله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
يقول الله عزوجل مخاطبا رسوله ص:
(فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا)
(النساء: 84)
هذه الآية الكريمة تخاطب المصطفى ص بالقتال ولو كان وحيدا في المعركة، وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم الآية على ظاهرها، فقد روى الإمام أحمد حديثا صحيحا عن أبي إسحاق قال: قلت للبراء بن عازب رضي الله عنه: الرجل يحمل على المشركين أهو يلقي بيده إلى التهلكة؟ قال: لا لأن الله بعث رسوله ص فقال: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) إنما ذاك في النفقة .(1) [رواه أحمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي أنظر الفتح الرباني (41-Cool].
وعن أسلم أبو عمران قال: حمل رجل من المهاجرين -بالقسطنطينية- على صف العدو حتى خرقه ومعنا أبو أيوب الأنصاري، فقال: ناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب: نحن أعلم بهذه الآية إنما نزلت فينا، صحبنا رسول الله ص وشهدنا معه المشاهد ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار تحببا : فقلنا أكرمنا الله بصحبة نبيه ص ونصره حتى فشا الإسلام وكثر أهله وكنا قد آثرناه على الأهلين والأموال والأولاد وقد وضعت الحرب أوزاره، أفنرجع إلى أهلنا وأولادنا فنقيم فيهما فنزلت فينا:
(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
(البقرة: 195)
فكانت التهلكة بالإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد.(2) [رواه أبو داوود والترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (2-572)].
والآية الكريمة تبين أن السبيل الوحيد لكسر شوكة الكفار ورد كيدهم في نحورهم هو القتال، لأن (عسى) من الله للتحقيق لا للتشكيك والترجي كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، والآية تتضمن أمرين متلازمين لا ينفكان في فريضة الجهاد وهما: القتال والحث عليه، لأن القتال قائم على الحماس واستثارة العاطفة وتحريك العزائم واستنهاض الهمم وغليان الدم.

أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:07 pm

وقد ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة تحت رقم (1613): عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه سأل رسول الله ص فيما أنزل الله في الشعراء فقال ص: إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل .(3) [رواه أحمد وهو صحيح على شرط الشيخين].
وقد وردت عدة روايات في الصحيح أن رسول الله ص قال لحسان بن ثابت رضي الله عنه: أهج قريشا فإن روح القدس معك .(4) [متفق عليه].
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أهج قريشا فإنه أشد عليهم من رشق النبل .(5)[صحيح الجامع (0252)].
وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال عندما توجه الجيش إلى القادسية: لا ت د عوا شاعرا ولا خطيبا إلا وأخذتموه.
ولذا قد حرم الله اصطحاب المخذلين والمثبطين والمرجفين والمعوقين إلى المعركة، جاء في نهاية المحتاج للرملي الشافعي (8-60): ويسن للإمام أو نائبه منع المخذل والمرجف من الخروج وحضور الصف وإخراجه منه مالم يخش فتنة، بل يتجه وجوب ذلك عليه حيث غلب ظنه حصول ذلك منه لأن بقائه مضر بغيره.
وجاء في الإنصاف للبهوتي الحنبلي (4-142): ويلزم الإمام منع المخذل والمرجف ومن يكاتب بأخبار المسلمين، ومن يرمي بينهم بالفتن، ومن هو معروف بالنفاق والزندقة.
وإن خرج معه أحد هؤلاء فلا يسهم له كالمجاهدين من الغنائم ولا يرضخ له منها كالأطفال والنساء.
نظرتنا إلى الجهاد الأفغاني:
1- إنه جهاد إسلامي بدأت به الحركة الإسلامية مع بعض العلماء، والحركة الإسلامية قادها ابتداء -ولا زال- أناس معروفون بصفاء العقيدة ووضوح الجادة والتزام النهج السليم، وفي مقدمة هؤلاء القادة الأربعة الذين يشكلون مركز الثقل في الجهاد الأفغاني، بل إن ما لا يقل عن (85%) من قوة الجهاد معهم وهم (رباني وسياف وحكمتيار وخالص)، وقد تربى هؤلاء على كتب الأستاذ المودودي وسيد قطب وابن تيمية وغيرهما، وحاربتهم الصوفية منذ البداية حربا شعواء يعرفها العامة والخاصة، وقد قام الجهاد منذ أول يوم لإقامة دين الله في الأرض وتأسيس دولة إسلامية.
2- إن الجهاد الإسلامي في أفغانستان قد زلزل الأرض تحت أقدام الصوفية، وهز وجودها وحطم أركانها، لأن الذين أخذوا بزمام المبادرة في أفغانستان ممن رضعوا كراهية الصوفية السلبية الإنعزالية القائمة على (أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله)، وقام الجهاد على قاعدة أن ما لقيصر لله..
(وله من في السموات والأرض كل له قانتون).
(الروم: 26)
3- إن الجهاد الآن في أفغانستان وفلسطين وفي كل أرض وطئها الكفار، فرض عين بالنفس والمال، وهذا ما أفتى به الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني، والمطيعي -رحمه الله-، وحسن أيوب، وسعيد حوى، وصلاح أبو إسماعيل، وعبد المعز عبد الستار، وعدد كبير لا أحصيه عدا في هذا الوقت.
4- إن الجهاد في أفغانستان فرض عين بالنفس والمال، ولا يحتاج إذن أحد، وهذا محل إجماع المفسرين والمحدثين والفقهاء، ولم -أر فيما أعلم- كتابا تكلم في الفقه أو التفسير أو الحديث إلا ونص على أن المرأة تخرج من غير إذن زوجها -مع محرم- والولد دون إذن والده والمدين دون إذن دائنه والعبد دون إذن سيده، يقول ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (4-607): فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلافة وجه، فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعا .
فلا حاجة لإذن أمير المؤمنين -ولو كان موجودا -.
يقول ابن رشد: طاعة الإمام لازمة -وإن كان غير عدل- ما لم يأمر بمعصية، ومن المعصية النهي عن الجهاد المتعين.(1) [(فتح العلي المالك (1-390)].
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:08 pm

فإن لم يكن للأمة أمير المؤمنين فلا يفوت الجهاد ولا يؤخر، يقول ابن قدامة في المغني (8-253): فإن عدم الإمام لم يؤخر الجهاد لأن مصلحته تفوت بتأخيره.
فمن كان عليه دين فلا يحق له أن يتعذر بالدين وليس له عذر أمام الله- لأن الدين متعلق بالذمة والجهاد متعلق بالنفس -بالعين-.
5- إن جهاد الشعب الأفغاني إسلامي واضح الغاية بين الجادة، ضد إلحاد سافر وكفر بواح، والجهاد في أفغانستان حق على كل مسلم قادر حتى تندحر الشيوعية، حكم الجهاد الأفغاني فرض عين كالصلاة والصوم لا يسع مسلم تركه كما نص على هذا علماء المذاهب، وإن كان بعض الحنابلة يرون تقديم الصلاة، لأن تركها كفر وترك الجهاد ليس كفرا .
يقول ابن عابدين الحنفي في حاشيته (3-238): وفرض عين إن هجم العدو على ثغر من ثغور الإسلام كالصلاة والصوم لا يسعهم تركه وث م وث م إلى أن يفترض على جميع أهل الإسلام شرقا وغربا .
ونص الفقهاء أن الجهاد يفترض عينا أولا على أبناء القطر المحتل ثم يتوسع تدريجيا ، أيام أن كانت المعارك لا تدور أكثر من يوم أو يومين، فالقادسية التي أنهت وجود الإمبراطورية الفارسية (الساسانية) قد انتهت في ثلاثة أيام، وكذلك كانت وسائل التنقل الحصان والجمل، أما اليوم وقد طوت الطائرات المسافات في الأرض، لم يعد أي مبرر لهذا النص بالتوسع التدريجي، فالمسلمون في الأرض كلها اليوم سواء أمام الحكم الشرعي، فالعربي مخاطب بالنفير للجهاد في أفغانستان كالأفغاني، لأن بإمكان العربي أن يصل إلى أرض أفغانستان في يوم واحد وأرض الإسلام كلها واحدة، بل إن العلماء يقدمون الجهاد على الصوم والحج، أما الصوم فهو معلوم لدى كل من لديه أدنى معرفة في العلم أن الإفطار في رمضان أفضل لمن يخوض معركة (إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا) وعندما بلغه ص أن بعض الصحابة بقي صائما قال: أولئك العصاة .
ونقل ابن رشد الإجماع على الجهاد إذا تعين مقدم على حج الفريضة، ويقول ابن تيمية: فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه.(1) [(الفتاوي الكبرى 4/806)].
أي أن أوجب الواجبات وآكد الفرائض على المسلمين بعد التوحيد والإيمان، هو دفع العدو الذي يستولي على الأعراض والأموال والدماء بالقوة.
6- لا فرق بين تارك الجهاد بالنفس -وهو قادر- وبين تارك الصلاة وهو قادر، وكما أن إثم الثاني لا يكفره إنفاق مال ولا إطعام طعام وكذلك إثم الأول وهو تارك الجهاد.
7- إن الكرامات التي نزلت على الجهاد الإسلامي في أفغانستان، علامات تبشر بأن هذا الجهاد إسلامي، كما قال الشيخ عبد العزيز بن باز عندما قصصت عليه بعض الكرامات (بشرى خير تبشر بنصرهم إن شاء الله) وهو تفسير لقوله عزوجل:
(وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم)
(الأنفال: 10)
يقول الشاطبي في الموافقات (4-85): تفيد الكرامات والخوارق لأصحابها يقينا وعلما بأن الله تعالى معهم فيما هم عليه.
وكل ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي كما قرر أهل السنة والجماعة.
وإن الكرامات كثرت في العصور المتأخرة عنها في العصور المتقدمة -كعصر الصحابة-، وذلك لأن الكرامات لتثبيت الناس على الطريق الذي يسلكونه، ولكن ما للمتأخرين كرامة إلا وللمتقدمين خير منها.
سئل الإمام أحمد ما بال الصحابة لم ينقل عنهم من الكرامات ما نقل عما بعدهم؟ فقال: لقوة إيمانهم.
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوي (11-235): وخوارق العادات إنما تكون لأمة محمد ص المتبعين له ظاهرا وباطنا بحجة أو حاجة، فما كان لحجة فهو لإقامة دين الله، والحاجة لما لا بد منه من النصر والرزق الذي يقوم به دين الله، ولذا لما كان الصحابة -رضوان الله عليهم- مستغنين في علمهم بدينهم وعملهم به عن الآيات -بما رأوه من حال الرسول ص ونالوه من العلم- صار آمل من كان عنهم أبعد -مع صحة طريقته- محتاج إلى ما عندهم في علم دينه وعمله، فيظهر مع الأفراد في أوقات الفترات (بعد الناس عن دينهم) ما لا يظهر ولا لغيرهم من حال ظهور النبوة والدعوة.
والكرامات لا ينكرها إلا جاحد أو جاهل، ومن شهدائنا العرب المسلمين أخيرا في جاجي شوال (1407هـ) ظهرت كرامات رائحة الدم الطيبة لخمسة منهم وهم: حسين وعلي الليبيين، ونور الحق المغربي، وأبي خالد الجزائري، وسبع الليل اليماني، وكرامة عدم التصلب أو التغيير ولين الجثة وتثنيها كالنائم لثلاثة منهم وهم: أبو الفضل المصري، وأبو حفص الفلسطيني، وعبد الله المصري، أما عبد الله فقد استشهد في يوم عيد الفطر الأول من شوال، ووجدنا جثته في اليوم الثاني من ذي القعدة، دون صديد أو عفن أو انتفاخ أو تصلب، ولا زال دمه لزجا على الجرح، أما أبو حفص الفلسطيني فقد استنار وجهه كالبدر عند الشهادة، ويقسم الأفغان الآن أنهم يرون النور يخرج من مكان استشهاده بعد فترة.
8- إن نصرة الشعب الأفغاني المسلم واجب على كل مسلم في الأرض بالنفس والمال حتى يتم دحر الكافر الشيوعي لقوله تعالى:
(وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
(الأنفال: 72)
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:09 pm

يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (28-358): فأما إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإنه يصير واجبا على المقصودين كلهم وعلى غير المقصودين، كما قال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) كما أمر النبي ص بنصر المسلم سواء كان رجل من المرتزقة للقتال أو لم يكن هذا، يجب بحسب الإمكان على كل أحد بنفسه وماله مع القلة والكثرة والمشي والركوب.
9- إن جهاد الشعوب غير جهاد الفئات وأصحاب الدعوات، لأن أصحاب الدعوات يكونون في الغالب صفوة منتقاة مختارة وقد نالوا قسطا وافرا من التربية والتوجيه، ولكنهم لا يستطيعون مواصلة حرب طويلة أمام القوى الكبرى بدون التفاف الشعب حولهم. فالدعوة تكون كالصاعق الصغير الذي يفجر الكميات الضخمة من العبوات المتفجرة، وعامة الشعب تجد فيه جهلا وأمي ة وغثاء وصفات، ولكن لا بد منه ليتحمل أعباء الحرب المستعرة المستمرة وليواصل وقود المعركة، فيكون في الشعب المجاهد الزاني وشارب الخمر والسارق والغال والفاسق والفاجر والمنافق، ولا يمكن أن يخلو شعب من الشعوب من هذه، ويكون في الشعب كذلك من يزاول الشرك الأصغر، وبعضهم الشرك الأكبر عن جهل، ومع هذا كله فيجب نصرهم -ما داموا مسلمين-، ويجب القتال بجانبهم ما دام قتالهم لرفع راية (لا إله إلا الله) أو لدفع الظلم عنهم.
ولو راجعت التاريخ الإسلامي لوجدت القبائل التي ارتدت في زمن الصديق وأرجعها سيف الله المسلول خالد بن الوليد وحزم الصديق إلى الإسلام -بإذن ربهم-، قد سيرها أبو بكر مباشرة لقتال الفرس والروم، وقد كان المتنبئ -طليحة الأسدي- أحد العناصر الباسلة التي برز دورها في القادسية، ولا يخفى عليك أن أبا محجن كان سجينا رهن القيود في سجن سعد بن أبي وقاص، إبان احتدام أوار المعركة في القادسية، وكان يبث أشجانه قائلا :
كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا
وقد كتب خالد ذات مرة إلى الصديق عن انتشار بعض المعاصي في الجيش الإسلامي، ولكن الصديق ذا النظرة البعيدة لم يعر اهتماما لهذه الرسالة، يقول الشوكاني: ويجوز الإستعانة بالفساق ضد الكفار إجماعا .
يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوي (28/506-508): ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة الغزو مع كل بر وفاجر، فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم، كما أخبر النبي ص بذلك، بأنه إذا لم يتفق الغزو إلا مع الأمراء الفجار أو مع معسكر كثيري الفجور فإنه لا بد من أحد أمرين: إما ترك الغزو معهم فيلزم من ذلك استيلاء الآخرين الذين هم أعظم ضررا في الدين والدنيا وإما الغزو مع الأمير الفاجر فيحصل بذلك دفع الأفجرين وإقامة أكثر شرائع الإسلام -وإن لم يمكن إقامة جميعها-، فهذا هو الواجب في هذه الصورة وكل ما أشبهها بل كثير من الغزو الحاصل بعد الخلفاء الراشدين لم يقع إلا على هذا الوجه، وثبت عن النبي ص الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم فهذا الحديث صحيح يدل على معنى ما رواه أبو داوود في سننه من قوله ص: الغزو ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل .
وما استفاض عنه ص أنه قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة إلى غير ذلك من النصوص التي اتفق أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف على العمل بها في جهاد من يستحق الجهاد، مع الأمراء أبرارهم وفجارهم، بخلاف الرافضة والخوارج الخارجين عن السنة والجماعة، هذا مع إخباره ص بأنه سيلي أمراء ظلمة خونة فجرة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم فليس مني ولست منه ولا يرد على الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض ، فإذا أحاط المرء علما بما أمر به النبي ص من الجهاد الذي يقوم به الأمراء إلى يوم القيامة، وبما فهم عنه من إعانة الظلمة على ظلمهم، علم أن الطريقة الوسطى التي هي دين الإسلام المحض جهاد من يستحق الجهاد كهؤلاء القوم المسؤول عنهم مع كل أمير وطائفة هي أولى بالإسلام منهم إذا لم يكن جهادهم إلا كذلك واجتناب إعانة الطائفة التي يغزو معها على شيء من معاصي الله، بل يطيعهم في طاعة الله ولا يطيعهم في معصية الله، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وهذه طريقة خيار هذه الأمة قديما وحديثا وهي واجبة على كل مكلف وهي متوسطة بين طريق الحرورية وأمثالهم ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشئ عن قلة العلم، وبين طريقة المرجئية وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقا وإن لم يكونوا أبرارا .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:09 pm

- إن بعض الجهال يزاولون أعمال الشرك الأصغر، كالحروز بغير المأثور والتمائم، وأعمال الشرك الأكبر كالإستعانة بأصحاب القبور من الأنبياء والأولياء، والجهل في هذه الأمور عذر خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الصحاري وبعيدا عن المدن، وكذلك إذا انقطع العلماء وقلت حركة التعليم أو منعت بتاتا كالذين يعيشون في الدول الشيوعية والدليل على هذا قوله تعالى:
(قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون)
(الأعراف: 138)
قال قتادة: كان أولئك القوم من لخم وكانوا نزولا (بالرقة) وقيل كانت أصنامهم تماثيل بقر، -ولهذا أخرج السامري لهم عجلا -، نظيره قول جهال الأعراب وقد رأوا شجرة خضراء للكفار يعظمونها كل سنة يوما ، يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال عليه السلام: قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى (اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة حتى أنهم لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه .(1) [القرطبي (7-372)].
وفي البخاري قصة ذلك الرجل الذي قال لأهله لإن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فإذا مت فحرقوني وذروني، فغفر الله له بسبب خشيته، فهذا الرجل لم يعلم بأن الله قادر على جمع ذراته ومع ذلك غفر له.
وفي الصحيح كذلك حديث حذيفة: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب لا يدري ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وي سري على كتاب الله في ليلة فلا يبقي في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة يقولون لا إله إلا الله فنحن نقولها .(1) [الضياء وابن ماجة والحاكم عن حذيفة].
قال صلة بن زفر: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟! فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثة كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثة .(2) [وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الؤهبي والى هذا ذهب أهل السنة والجماعة].
1،2- (الضياء وابن ماجة والحاكم عن حذيفة)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وإلى هذا ذهب علماء أهل السنة والجماعة.
فقد قال ابن تيمية للجهمية: لو قلت بقولكم لكفرت ولكني لا أكفركم لأنكم تجهلون.
وقال ابن القيم عن الذين يستغيثون بالقبور: لا نكفرهم لجهلهم.
وسئل محمد بن عبد الوهاب عن الذين يعبدون قبة الكواز فقال: لا نكفرهم لقلة من يعلمهم.
11- بناء على ما تقدم فإنا نرى وجوب مساعدة الشعب الأفغاني، وفي الصحيحين عن أبي هريرة بينما كلب يطيف بركي ه كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فغفر لها .(3) [صحيح الجامع (3782)].
فكيف بإنسان يموت جوعا أو عريا أو ألما لقلة الغذاء أو الكساء أو الدواء؟ بل فكيف بمن يساعد مجاهدا يدفع عن أعراض المسلمين؟ وفي الصحيحين عن أبي هريرة وقد سئل عن إطعام الحيوانات وإسقائها وفي كل كبد رطبة أجر .
ولذا وجب حماية عرض المجوسية والكتابية والهندوسية إذا أراد إنسان أن يصول عليه، ومن ترك كتابيا يموت جوعا وهو قادر على إنقاذه بلقمة خبز فإنه يدفع ديته، فكيف بدفع الصائل الروسي عن أعراض المسلمات الأفغانيات؟!!.
إن رفع الظلم عن الناس أصل من أصول هذا الدين، بل هدف عظيم من أهدافه ومعلم بارز في غاياته، وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف قال ص عن حلف الفضول الذي شهده في دار عبد الله بن جدعان: شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين فما سرني أن لي حمر النعم وأني أنكثه ..(4) [صحيح الجامع (1163)].
وهذا الحلف لرفع الظلمات عن المظلومين.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:11 pm

21- إن سد الذرائع باب كبير في هذا الدين.
(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)
(الأنفال: 108)
فحرم القرآن سب الأصنام حتى لا يسب الله.
(يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا)
(البقرة: 104)
وفي صحيح الجامع (5203) الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة مرفوعا : لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها من الحجر .
قال الألباني عند هذا الحديث في السلسلة الصحيحة رقم (43): إن القيام بالإصلاح إذا ترتب عليه مفسدة أكبر منه وجب تأجيله ومنه أخذ الفقهاء قاعدتهم المشهورة (دفع المفسدة قبل جلب المصلحة).
وهناك قاعدة (اختيار أهون الشرين) (ودفع أعظم الضررين)، ولذا رأينا أن نترك بعض الهيئات والسنن المستحبة في الصلاة التي تخالف المذهب الحنفي حتى لا تؤدي إلى نفور الشعب الأفغاني، الذين يسمعون من أعداء الله أن العرب جاءوا لينشروا الوهابية ويريدون هذم مذهبكم، ونحن إذ نترك هذه الهيئات كرفع اليدين عند الركوع والرفع منه، إنما نريد أن لا يفوتنا فرض، وبترك رفع اليدين والجهر بتأمين وشدة حركة الإصبع إنما نريد أن نصل إلى قلوب الأفغان، فإذا أحبونا قبلوا منا كل شيء، وعندها نستطيع أن نعلمهم الدين الحنيف صافيا من كل بدعة، وبهذا تكلم الشاطبي في الموافقات: إن ترك السنة واجب إذا أدى فعلها إلى تضييع واجب، لأن الواجب مقدم على السنة (المندوب) قطعا ، ونحن نقول: هذه الهيئات قد تمنعنا من أداء الفرض وهو الجهاد ولا يشك عاقل أنه إذا لم يبق من وقت صلاة الصبح مثلا إلا ما يسع السنة أو الفرض فلا بد من ترك السنة، وهذا ما نص عليه ابن تيمية وأحمد بن حنبل، فقد نقل ابن تيمية في رسائله (اختلاف الأمة في العبادة)، المجتهد المخطئ لا يجوز ذمه بإجماع المسلمين، ولا يجوز التفرق بذلك بين الأمة، ولا أن يعطى الم ستحب فوق حقه، فإنه يكون من أتى بغير ذلك المستحب من أمور أخرى واجبة ومستحبة أفضل بكثير، ولا يجوز أن تجعل المستحبات بمنزلة الواجبات، بحيث يمتنع الرجل من تركها، ويرى أنه قد خرج من دينه أو عصى الله ورسوله، بل قد يكون ترك المستحبات لمعارض راجح أفضل من فعلها، بل الواجبات كذلك، ومعلوم أن ائتلاف قلوب الأمة أعظم في الدين من بعض هذه المستحبات. فلو تركها المرء لائتلاف القلوب كان ذلك حسنا ، وذلك أفضل إذا كان مصلحة ائتلاف القلوب دون مصلحة ذلك المستحب.
وقد أخرجا في الصحيحين عن عائشة أن النبي ص قال لها: لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لنقضت الكعبة ولألصقتها بالأرض ولجعلت لها بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه وقد احتج بهذا الحديث البخاري وغيره على أن الإمام قد يترك بعض الأمور المختارة لأجل تأليف القلوب ودفعا لنفرتها، ولهذا نص الإمام أحمد على أنه يجهر بالبسملة عند المعارض الراجح فقال: يجهر بها إذا كان بالمدينة، قال القاضي: لأن أهلها إذ ذاك كانوا يجهرون فيجهر بها للتأليف وليعلمهم أنه يقرأ بها.
31- إن الجهاد الآن فرض عين على كل مسلم، ويبقى فرض عين حتى يسترد المسلمون كل بقعة كانت إسلامية وسقطت في أيدي الكفار، فالجهاد فرض عين منذ سقوط الأندلس ويبقى فرض عين حتى نسترد فلسطين وبخارى والأندلس.
41- إن الجهاد في سبيل الله -إذا أطلق- إنما يعني عند فقهاء المذاهب الأربعة (القتال)، يقول ابن رشد في مقدماته (1-369): إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
وكلمة (في سبيل الله) تعني الجهاد عند إطلاقها، يقول ابن حجر في فتح الباري (6-39): والمتبادر من لفظ (في سبيل الله) الجهاد.
متطلباتنا:
1- على الدعوات الإسلامية أن تفرغ مجموعات من أبنائها الناضجين -وعلى حسابها الخاص- تكفل أسرهم وتحفظ ماء وجوههم.
والشاب المسلم الداعية يعدل في عمله (20-50) شابا من الشباب المسلم العادي الذي لم يح ظ بالتربية ولم ي ن ل قسطا من التوجيه والعناية.
والتقصير في هذا المجال -والله أعلم- لا يجبره اعتذار، والسؤال شديد بين يدي الله عزوجل، والحساب عسير إلا أن يشاء الله.
2- على المراكز الإسلامية في أمريكا وأوروبا أن تفرغ على حسابها دعاة يعملون في الجبهات، وحبذا لو فرغ كل مركز إسلامي اثنين من الشباب على حسابه، والشاب العربي الذي له أسرة يكلف (6-Cool آلاف دولار سنويا -بالإضافة إلى التذكرة- وهذا المبلغ يعتبر جد ضئيل بجانب الأثر الجليل الذي يخلفه في الجبهات والتغيير العميق الذي يحدثه الله على يديه في أعماق القلوب وفي واقع الجبهات.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:12 pm

ورغم أننا أعلنا منذ سنتين عن هذا، إلا أنه لم يصلنا متفرغون سوى متفرغين اثنين من مركز شيكاغو الإسلامي بأمريكا جزاهم الله خيرا .
3- بدأنا مشروع إنشاء المراكز التعليمية والصحية في داخل أفغانستان، والمركز التعليمي يكلف حوالي (27) ألف دولار ووظيفته جمع خمسين مجاهدا في المنطقة، ولمدة ستة أشهر بدورة مرك زة تعلم القرآن والتجويد والتفسير (الأنفال والتوبة) والعقيدة وفقه الجهاد وفقه العبادات بالإضافة إلى التدريب العسكري، ونرجو الله أن يتم المشروع على خير، ويعتبر توفر الداعية الناضج العربي لاستلام المركز أهم من توفر المبلغ نفسه.
وأما المركز الصحي فيكلف ضعف المبلغ (54) ألف دولار.
4- إنشاء معاهد في بيشاور، ولكن لا يدخلها المهاجرون بل يدخلها المجاهدون فقط الذين يقطن أهلهم في أفغانستان.
5- ندعو الله -عزوجل أن يعين في استقرار مجلات الجهاد جميعا من أجل القيام ببعض الواجب الإعلامي الكبير، الذي يجب أن يتحمله الصحفيون العرب، ولا بد من التنويه أن تكاليف المجلة أكثر بكثير من العائد المادي الذي يعود من ورائها، ولكن أثرها المعنوي لا يمكن أن يقدر بثمن، فنأمل من أنصار الجهاد أن لا ينسوها من تبرعاتهم.
6- نأمل من التجار وأرباب الأموال أن يفطنوا إلى كفالة الغزاة -خاصة العرب-، ونريد المتزوجين الناضجين الذين يستقرون بأسرهم في بيشاور ويعيشون بين المجاهدين، ورغم أن المتزوج يكلف بقدر خمسة شباب من الع ز ب إلا أن المتزوجين يعتبرون حجر الرحى ومركز الثقل بالنسبة للجهاد بما يتميزون به من الإستقرار والنضج وبعد النظر.
وكما قلت تكاليف المتزوج (6-Cool آلاف دولار سنويا بالإضافة إلى تذكرته، والأعزب حوالي ألفي دولار بالإضافة إلى تذكرته.
7- نحاول جاهدين أن نسد باب الهجرة ما استطعنا وذلك:
أ- بكفالة القادة، وكفالة القائد مائتي ريال شهريا (ألف روبية باكستانية شهريا ) أي بمعدل (2400 ريال) سنويا .
ب- كفالة العلماء، وكفالة العالم الأفغاني تكلف مائتي ريال شهريا (ألف روبية) أي بما يساوي (2400 ريال) سنويا .
ج- بإدخال أكبر قدر نستطيعه من المساعدات إلى داخل أفغانستان، بحيث يستطيع المجاهدون أن يتجاوزوا محن الفاقة والفقر والجوع والقفر.
د- استنفار أكبر عدد ممكن من الأخوة العرب الذين يرفعون المعنويات ويقللون الهجرة، ويحاولون أن يسدوا منافذ الشيطان إلى النفس -بإذن الله-.
ه- فتح المراكز التعليمية والصحية في داخل أفغانستان، من أجل حقن المجاهدين بجرعات من الثقافة الإسلامية ومحاولة البناء الروحي التدريجي، مع التضرع إلى الله أن يهبهم التصفية النفسية والشفافية الروحية من خلال برامج مدروسة ومناهج عملية ومعدة.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:15 pm

الجزء الثالث
تحطيم القيود

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد: فإننا عندما رفعنا راية الجهاد في سبيل الله فإنما نبتغي إرضاء الله، ونرمي إلى أن تكون كلمة الله هي العليا، ومن إعلاء كلمة الله التي شرع من أجلها الجهاد، رفع الظلم عن الناس.
فنحن إذ تحركنا في ميادين القتال في ساحة النزال الأفغانية، فإنما نهدف إلى إماطة الظلم عن أنفسنا ومسح الظلم عن إخواننا المسلمين الأفغان، إعذارا إلى الله و(عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا).
إزالة الظلم:
إن أهم غرض للجهاد في سبيل الله هو رفع الظلم عن الناس، بل ما تنزلت الشرائع كلها إلا لإقامة القسط في الأرض ورفع الظلم عنهم، فقد قال جل شأنه:
(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)
(الحديد: 25)
والميزان هو العدل كما قال مجاهد وقتادة والسدي.
يقول قتادة: إعدل يا ابن آدم كما تحب أن يعدل لك، وأوف كما تحب أن يوفى لك، فإن العدل صلاح الناس.
وعندما أرسل رسول الله ص عبد الله بن رواحة لجمع خراج خيبر، أهداه اليهود كمية من التمر الفاخر لعله يخفف عنهم، فقال عبد الله رضي الله عنه: لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ص وأنتم أبغض خلق الله إلي، ولكن والله ما حبي له وبغضي لكم ليجعلني أن أبخسكم حقكم، فقال اليهود: بمثل هذا قامت السماوات والأرض.
ولذا فليس عجيبا أن ينزل رب العزة عشر آيات من السماء لتبرئة يهودي من سرقة اتهم بها، وإثباتها عند رجل يصلي ويصوم من المدينة وهو (طعمة بن أبيرق أو بشير بن أبيرق) والآيات التي خل دت هذه الحادثة في سورة النساء..
(إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما)
(النساء: 105)
وهذه القصة لا تعرف لها البشرية نظيرا ولم تعرف لها الأرض مثيلا ، وتشهد وحدها بأن هذا القرآن تنزل من حكيم حميد، لا يمكن للبشر أن يكون لهم يد فيه، لأن البشر مهما ارتفعت تصوراتهم ومهما صفت أرواحهم ومهما استقامت طبائعهم، لا يمكن أن يرتفعوا -بأنفسهم- إلى هذا المستوى الفذ الذي يرسم على الأفق خطا لا يمكن أن ترتقي إليه البشرية، ولا يمكن أن تصعد إليه الإنسانية إلا في ظل هذا الدين وإلا على هدي من هذا المنهج.
وخلاصة القصة في سبب نزول هذه الآيات أن نفرا من الأنصار -قتادة بن النعمان وعمه رفاعه- غزوا مع رسول الله ص في بعض غزواته فسرقت درع لأحدهم (رفاعه)، فحامت الشبهة حول رجل من الأنصار من أهل بيت يقال لهم -بنو أبيرق-، فأتى صاحب الدرع رسول الله ص فقال: إن طعمة بن أبيرق سرق درعي (وفي رواية: أنه بشير بن أبيرق) فلما رأى السارق ذلك عمد إلى الدرع فألقاها في بيت رجل يهودي اسمه (زيد بن السمين)، وقال لنفر من عشيرته: إني غيبت الدرع وألقيتها في بيت فلان وستوجد عنده، فانطلقوا إلى رسول الله ص، فقالوا: يا نبي الله إن صاحبنا يرى أن الذي سرق الدرع فلان وقد أحطنا بذلك علما فأعذر صاحبنا على رؤوس الناس وجادل عنه، فإنه إن لم يعصمه الله بك يهلك، ولما عرف رسول الله ص أن الدرع وجدت في بيت اليهودي قام فبرأ ابن أبيرق وعذره على رؤوس الناس، وكان أهله قد قالوا للنبي ص قبل ظهور الدرع في بيت اليهودي أن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت.
قال قتادة: فأتيت رسول الله ص فكلمته فقال ص: عمدت إلى أهل بيت يذكر منهم إسلام وصلاح وترميهم بالسرقة على غير ثبت ولا بينة ، قال: فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله ص في ذلك.
فأتاني عمي رفاعه فقال: يا ابن أخي ما صنعت، فأخبرته بما قال لي رسول الله ص فقال: الله المستعان، فلم نلبث أن نزلت: (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق... ) لقد نزلت هذه الآيات في أحرج أوقات الجماعة المسلمة وأدقها، حيث لم يدع اليهود سهما مسموما إلا صوبوه تجاه هذا الدين، ولم يدعوا خنجرا إلا حاولوا أن يطعنوا به القيادة الربانية التي تمثل هذا النهج واقعا وسلوكا وأخلاقا .
نزلت الآيات وقد نصب اليهود معاليهم (مصائدهم)، وأقاموا شباكهم وفرغوا سهامهم تجاه الجماعة المسلمة يبغونها الفتنة يودون تمزيقها ويريدون تشتيتها.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:16 pm

وقد كان اليهود العقل المفكر والرأس المدبر والأيادي الخبيثة التي تدير المنافقين من وراء ستار، حيث يكون الذين في قلوبهم مرض المخالب الخبيثة والقفازات النجسة التي يضرب بها اليهود.
وفي هذا الوقت تتنزل هذه الآيات لتنصف يهوديا اتهم ظلما بسرقة وت دين بها بيتا من بيوت الأنصار، الذين كانوا عيبة (محل نصحه) رسول الله ص، والذين قدموا الغالي والرخيص والنفس والنفيس من أجل نصرة هذا الدين وحماية نبتته، نزلت لتثبت سرقة في بيت أنصاري، فتعطي بهذا سيفا جديدا مسلولا يستعمله اليهود للتشهير بأنصار هذا الدين.
لقد كانت المصلحة في موازين البشر تقتضي أن لا تثار هذه القضية وأن لا تنبش هذه المسألة -سيما في هذا الوقت ومع هؤلاء الأقوام-، وقد كانت الكياسة والسياسة تقتضي أن لا يفضح رجل من الجماعة المسلمة ومن أجل من؟ لأجل يهودي يواصل كيد الليل بالنهار للإساءة لهذا الدين وأهله.
لقد كانت اللباقة في عرف الناس توجب أن لا يفضح رجل من أبناء الجماعة المسلمة وعلى ملأ من أهل المدينة لا بل على مر العصور وكر الدهور ينزل به قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، إن ظروف الجماعة المسلمة ومصلحتها في تلك الحقبة العصيبة تستلزم في النظرة البشرية القصيرة أن يضرب صفحا عن مثل هذا الحادث، وأن لا يجعله حديث السامر وحداء المسافر.
ولكن المسألة لم تكن مجرد تبرئة بريء اتهم -وإن كانت تبرئة المتهم وإنصاف المظلوم شيئا ثقيلا في ميزان الرحمن-، ولكن القضية أكبر من هذا بكثير، إن القضية هي إقرار منهج رباني قائم على العدل تطبقه الجماعة المسلمة على نفسها قبل أن تطبقه على غيرها، وتنتصف المجموعة المؤمنة للحق من مالها ودمها قبل أن ينتصف الحق من غيرها، لا بد من إقرار منهج لا يتأرجح مع الهوى ولا يتزعزع مع الشهوات ولا يتأثر بالمصالح القريبة والأنساب والعصبيات.
يقول الأستاذ سيد قطب في الظلال (2-753): وينظر الإنسان من هذه القمة السامقة على السفوح الهابطة في جميع الأمم على مدار الأزمان فيراها هنالك... هنالك في السفوح ويرى بين تلك القمة السامقة والسفوح الهابطة صخورا متردية، هنا وهنالك من الدهاء والمراء والسياسة والكياسة والبراعة والمهارة ومصلحة الدولة والوطن ومصلحة الجماعة إلى آخر الأسماء والعنوانات، فإذا دقق الإنسان فيها النظر رأى تحتها الدود!!.
وينظر الإنسان مرة أخرى فيرى نماذج الأمة المسلمة -وحدها- صاعدة من السطح إلى القمة تتناثر على مدار التاريخ وهي تتطلع إلى القمة التي وجهها إليها المنهج الفريد.
أما العفن الذي يسمونه (العدالة) في أمم الجاهلية الغابرة والحاضرة فلا يستحق أن نرفع عنه الغطاء في مثل هذا الجو النظيف الكريم.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:16 pm

إن رفع الظلم عن الناس هي مهمة الأنبياء التي من أجلها تنزل الروح الأمين من السماء ، وله نزلت الشرائع وأوحى الله بالكتب، واستمراء الظلم وقبول الهوان والإستنامة تحت نير العبودية قرين الكفر، وقديما قال الشافعي:
أنا إن عشت فلست أعدم قوتا ولئن مت فلست أعدم قبرا
همتي همت الملوك ونفسي نفس حر ترى المذلة كفرا
وإن المستضعفين في الأرض الذين يعيشون تحت أقدام الجبابرة ليستحقون الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة..
(إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا، إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، فأولئك عسى الله أن يعفوعنهم وكان الله عفوا غفورا)
(النساء: 97-99)
فالذين لا يهاجرون من تحت نير الظالمين ويرضون العيش بين قطعان السوائم جزاؤهم جهنم يصلونها كلما خبت زادها رب العزة سعيرا، فإذا علمت سبب نزول هذه الآية، فإنك ستقف أمامها مشدوها حائرا، فقد روى البخاري بإسناده عن عكرمة: أخبرني ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد رسول الله ص يأتي السهم فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله تعالى (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم...).
هذا شأن المؤمنين في مكة القابضين على دينهم كالقابض على الجمر، فما بالك بالذين يعيشون في بلادهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، لا يشغله إلا لقمة الطعام وقطعة الكساء والعلاوة والوظيفة والدرجة والراتب وموديل السيارة ودهان العمارة؟!.
والذين لا يتحركون لرفع الظلم وإنصاف المظلومين هؤلاء تجأر إلى الله عليهم دعوات المستضعفين..
(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا).
(النساء: 75)
فهم الظالمون لأنفسهم لا يتحرقون ولا يتحركون لإزالة الظلم عن المظلومين.
ولذا كانت أول آية نزلت لإباحة القتال تشير إلى العلة الحقيقية والسبب الرئيسي له وهو إزالة الظلم:
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز)
(الحج: 39-40)
فهؤلاء ظلموا بأن طردوا من ديارهم اجحافا وافتئاثا (تعديا ) على حقهم، وكان السبب الحقيقي لطردهم هو التوحيد الذي حملوه في أعماقهم وضحوا من أجله وما أسائوا إلى قومهم، ولا كان لهم ذنب إلا أنهم وحدوا الله، وهذا عند المشركين أكبر الذنوب، فالتوحيد في نظر أعداء الله جريمة يستحق صاحبها الطرد من مسقط رأسه ومرتع شبابه.
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما خرج النبي ص من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن، قال ابن عباس فأنزل الله عزوجل: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)، قال أبو بكر رضي الله عنه: فعرفت أنه سيكون قتال..(1) [(تفسير ابن كثير 3/522)].
(وإن الله على نصرهم لقدير) أي قادر على نصر عباده المؤمنين من غير قتال ولكنه سبحانه يريد من عباده أن يبذلوا جهدهم في طاعته.
ونحن نقول:
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:17 pm

1- إن فريضة الجهاد من أهم الفرائض التي افترضها الله علينا من فوق السبع الطباق، وأوجب علينا أداءها كالصلاة والصوم والزكاة سواء بسواء.
2- إن مزاولة الفرائض الإسلامية وأداءها أمر إلهي وتكليف رباني لكل إنسان، عدا أنه حق طبيعي وأمر منطقي لا يجادل فيه إلا مماحك أو مماحل.
3- لقد ظلمنا في كثير من البلدان الإسلامية وحرمنا من أدنى الحقوق التي تتمتع بها الحيوانات، فالدجاجة إن اقتربت من أفراخها الناشئة تهجم عليك، والكلب يعضك إن وطئت ذنبه أو اقتربت من البيت الذي يحرسه، ولا تستطيع قوة في الأرض أن تمنع أطراف الشاة أن تتحرك وهي تلفظ أنفاسها وتجود ببقية دمائها.
ونحن حرمنا أن نمسك اليد التي تشهر علينا الح راب لذبحنا، ومنعنا أن نرفع أصواتنا ونحن نلفظ أرواحنا، وقد وصل اللص إلى داخل حجرة النوم فك بتنا وحرمنا من إزعاجه وهو ينتهك أعراضنا ويسلب أموالنا ويسفك دماءنا.
4- وبعد أن سلمت أوطاننا لأعدائنا وحرمونا أن ندافع عن مقدساتنا وأن نحمي أعراضنا، وسقط المسجد الأقصى دون أن يسقط حوله -ويا للعار والشنار- عشرة من المسلمين دفاعا عنه.
بعد هذا كله حاولنا أن نجمع من بقي في قلوبهم غيرة أو ممن يحمل في نفسه بقية من رجولة أو شهامة نحاول إزعاج اليهود الذين دخلوا المسجد الأقصى آمنين مطمئنين، فأبوا علينا وتكالبوا بقواتهم يحولون بيننا وبين أعدائنا بخيلهم ورجلهم، وهذا ظلم ليس بعده ظلم وتعسف ليس دونه تعسف وتجبر لا نعلم دونه خسف!!
5- وبعد أن أبو علينا الجهاد وحرموا علينا فريضة الإعداد، وأصبح السلاح في العالم العربي جريمة ي ؤخذ عليها بالنواصي والأقدام، ومن ألقي القبض عليه متلبسا بجريمة حمل السلاح شكلت له المحاكم العسكرية وصفد بالأغلال والقيود ووضع رهن التحقيق في غياهب الزنازين، لا يرى شمسا ولا يراه النور ولا يعلم عنه والد ولا ولد ولا صديق وفي ولا خل صفي ، وعندما أبينا أن نموت مستضعفين في الأرض تحت أقدام الطغاة ونفضنا الذل عن عواتقنا، وخجلنا أن نرفع الشعارات البراقة والآمال العريضة ونحن في ذل العبيد، قررنا أن نهجر الأرض التي ي حر م فيها الجهاد ويعتبر جريمة وموبقة رعناء.
وكما قال أبو الطيب:
إذا كنت ترضى أن تعيش بذلة فلا تستعدن الحسام اليمانيا
ولا تستطيلن الرماح لغارة ولا تستجيدن العتاق المذاكيا
فما ينفع الأسد الحياء من الطوى ولا تتقي حتى تكون ضواريا
وإذا كان رب العزة سمى النسيء زيادة في الكفر -النسيء تأخير حرمة شهر إلى شهر آخر- فماذا نسمي الذين يسمون الجهاد جريمة قانونية يعلن عن عقوبات مرتكبيها في أجهزة الإعلام دون خشية ولا خجل ولا حياء ولا وجل؟
أليس الحكم الشرعي لهؤلاء أشد بكثير وأعظم جرما من أولئك الذين كانوا يراعون قداسة الأشهر الحرم ويراعون عدتها فلا يحلون في العدد، ولكن العرب ولشدة حماسهم للحرب وعدم صبرهم عن القتال والنزال كانوا يؤخرون حرمة محرم إلى صفر، إذ كان يقف كل عام في موسم الحج رجل من كنانة يقال له القلمس أو آخر اسمه أبو ثمامة (جنادة بن عوض بن أمية) فيقول: ألا إن أبا ثمامة لا يجاب ولا يعاب، ثم يقول: إني أخ رت حرمة محرم إلى صفر..(1) [(ابن كثير 2/653)].
إن تحريم الجهاد كفر يخرج من الملة، وإن محاربة أولياء الله ومطاردتهم في بلادهم وإحصاء أنفاسهم وعد نبضاتهم وتكميم أفواههم عمل عظيم عند الله يؤدي إلى خراب البلاد وهلاك العباد.
ألم تر إلى قول أبي بكر رضي الله عنه: أخرجوا نبيهم -إنا لله وإنا إليه راجعون- ليهلكن؟!
وهذا شأن الذين يخرجون أولياء الله والدعاة في سبيله، من عادى لي وليا فقد آذنته أو بارزته بالحرب ..(2) [البخاري].
فماذا تحكم الشريعة الإسلامية على الذين يحرمون الجهاد، ويسمون الزنا فنا والربا فائدة والإسلام رجعية والتمسك بدين الله تطرفا وانحرافا ؟!
اللهم ثبت اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم لولاك ما اهتدينا ولا تصدقنا ولاصلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأ لي قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا، اللهم إنك تعلم أن الألى قد بغوا علينا ونحن نأبى أن نعطي الدنية في ديننا، ولن نرض الفتنة والكفر الذي يحاولون فرضه علينا.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:18 pm

الجزء الرابع
التصميم على الموت

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره وبعد: فإنه لم يكن يدور في خلدنا حينما فكرنا في الدخول إلى أفغانستان أن الحاجة ماسة للعرب كما اكتشفنا بعد دخولنا.
إن الذي كان يدور في أذهاننا من مقاصد الدخول ثلاثة أسباب رئيسية:
أولهما: معرفة واقع الجهاد الأفغاني على حقيقته فوق أرض الواقع، ولنرى فعلا مدى مطابقة الصورة المرتسمة في عقولنا للواقع الفعلي، فأحببنا أن ندخل مجموعات من الشباب العرب تنقل لنا صدقا وحقا واقع الجهاد الأفغاني، وحال المجاهدين وصلتهم بربهم ومعرفتهم بدينهم والتزامهم بالنوافل وصفاء عقائدهم من البدع، ومدى حاجة كل جبهة للطعام واللباس والدواء.
ثانيا : تسليم المساعدات الضئيلة القليلة يدا بيد للمجاهدين الذين لم يغادروا خنادقهم منذ احتدام القتال أيام تراقي سنة (1978م).
ثالثا : إرواء ظمأ الشباب المتعطش للقتال والمتشوقين للشهادة.
وسرنا على بركة الله وبدأت مجموعات الأخوة العرب تفد إلى داخل أفغانستان، ثم اكتشفنا بعد أمة (مدة) أن هنالك أهدافا أكبر تنتظر الأخوة العرب قد لمسناها من خلال المعايشة مع الجهاد الأفغاني والإختلاط بالمجاهدين أشهرا وسنوات أدركنا أن هنالك قضايا أخطر يحلها دخول العرب ومشاكل أكبر مفتاح حلها -بإذن الله- بيد الناطقين بالضاد المتحمسين للجهاد.
ومن هذه القضايا الرئيسية:
1- نقل الجهاد من قتال قوم ضد روسيا إلى جهاد إسلامي عالمي، وأن الجهاد ينتقل إلى صراع شديد بين العقيدة الإسلامية والعقيدة الشيوعية، وعندها يصبح الكفاح بين الأمة المسلمة وبين الأمة الشيوعية وحلف وارسو.
2- رفع معنويات المجاهدين الأفغان التي تأثرت بطول الطريق وكثرة التضحيات، إذ أن مرور ثماني سنوات مع استمرار القصف فوق رؤوسهم، وسقوط الأب والأخ والعم شهداء، وأصبحت البنت مشوهة الوجه وقطعت أرجل الأولاد وندت أعين الأخوات، كل هذا مع العوز الشديد والفقر المدقع بحيث لا يجد المجاهد لقمة غذاء ولا قطعة كساء، كل هذا أثر على أعصاب المجاهدين وعلى معنوياتهم.
فكان لا بد من أياد حانية تمسح على جراحاتهم، وتسري على آلامهم، وتواسيهم في مآسيهم، وتشاركهم أفراحهم، وتعيش مشاكلهم.
3- تعليم المجاهدين: وهذا أهم دور يمكن أن يقوم به العرب، إذ أن أماكن الدعاة في هذا المجال شاغرة ولا يسدها غيرهم، فقد استشهد معظم الدعاة الأوائل الذين ابتدأوا مسيرة الجهاد، وسقط كثير من العلماء شهداء أو هاجروا، ونشأ جيل من المجاهدين لا يعرف عن دينه -إلا القليل-، لأن المدرسة قد هدمت والمسجد قد قصف وغاب الوالد ولم يعد يسمع عن الإسلام شيئا ، فتح الجيل عينيه فوجد أفغانستان غارقة في بركة من الدم، لا يسمع إلا أزيز الرصاص ودوي المدافع وقصف الطائرات، ولا يرى إلا جثث الشهداء وأشلاء الأبرياء وأنهار الدماء، ولذا فليس عجيبا أن بعض الجبهات تنقل ميتها مسافة بعيدة للصلاة عليه، لأنه ليس في الجبهة واحد يتقن صلاة الجنازة.
إن حاجة الجهاد الآن إلى الرجال الدعاة الحكماء أشد من حاجتهم إلى السلاح وإلى الأطباء والمهندسين والعسكريين وغيرهم من أصحاب الإختصاصات.
إن الجهاد الأفغاني بحاجة شديدة إلى المال ولكن حاجتهم للرجال أشد.
4- إيقاف سيل الهجرة المتدفق، لقد أصبحت الهجرة خطرا كبيرا يتهدد الجهاد الأفغاني، وللهجرة أسباب على رأسها الفقر والخوف على الأعراض وتدني المعنويات.
فوجود العربي في داخل الخندق مع المجاهد الأفغاني يجعل الأفغاني يستبعد فكرة الهجرة من ذهنه، لأن أقصى ما يمكن أن يحلم به الأفغاني العادي أن يعمل سائقا أو حارسا في إحدى المؤسسات في إحدى دول البترول، فعندما يجد ابن صاحب المؤسسة أو الشركة أو مدير الدائرة مرابطا معه في داخل الخندق، فإنه يستحيي أن يغادر بلاده ويترك العربي يحميها.
وكم من القادة الكبار قد منعهم من الهجرة وجود شاب عربي غض الإهاب بجانبه!!!.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:18 pm

5- تحريك القتال باستمرار ضد الروس، فإن العربي يأتي إلى أفغانستان متعطشا لدخول المعارك ورؤية اللهيب ومشاهدة النيران وسماع صليل السلاح، فعندما يدخل الجبهة فإنه لا يعير عن مكابدة أهوال المعركة وولوج نيرانها، ولذا يبقى م لحا على قائد الجبهة بوجوب القيام بعمليات وي صر عليه ويراجعه، ولا يفتأ صباح مساء يبدي ويعيد قضية المعارك حتى يدخل الأفغاني في معركة -ولو اضطرارا -، وهذا مهم جدا لبقاء الكفار في قلق دائم وارتباك واضطراب لا يتوقف، مما ينهك قواهم ويضاعف نفقاتهم وجنودهم وخسائرهم، ولذا فلو استطعنا أن نستدرج روسيا ونضطرها إلى زيادة قواتها في داخل أفغانستان إلى نصف مليون جندي -وهذا نفس الرقم الذي استعملته أمريكا في فيتنام-، فهذا يعني أن نفقات روسيا يوميا في أفغانستان ستصل إلى مائتين وخمسين مليون دولار، وهذا يعني كذلك أن روسيا ستدفع في أفغانستان بكل جنودها الإحتياطيين المعد ين لآسيا، وهذا الرقم لا يتحمله الإتحاد السوفياتي، وليس من المتوقع أن ترتكب روسيا هذا الخطأ، ولكننا يجب علينا أن نخطط لعمليات عسكرية قاصمة تضطر روسيا لمضاعفة قواتها وخسائرها ولإضعاف إرادتها القتالية، وإقناع الولايات الإسلامية في بخارى وطشقند بضعف روسيا أمام حرب العصابات الطويلة الأمد.
6- مشاركة الطاقات الإسلامية في المعركة، وصب جميع هذه الطاقات في بوتقة الجهاد المبارك الإسلامي في أفغانستان، وعلى رأسها الطاقات العسكرية والهندسية والإعلامية والطبية.
7- تقليل الإختلافات بين الجبهات، والتنسيق بينها في العمل، ثم توحيدها في النهاية.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:19 pm

مخاوف اليهود:
تركنا الأرض التي عشنا فيها والمرابع التي درجنا عليها، وجئنا على بعد آلاف الأميال تلبية لنداء الله عزوجل، وأداء لشعيرة الجهاد، أتينا هنا إلى أفغانستان لنؤدي الفريضة التي ما استطعنا أن نؤديها في مكان آخر، فتابعنا سدنة الكفر وأئمة الشرك والظلم الذين يديرون الأرض بإشاراتهم، ويحركون كثيرا من أرجاء المعمورة بأناملهم، وصاروا يوغرون صدور الذين يدورون في فلكهم علينا.
انتفض اليهود هلعا وارتجفوا جزعا وهم يرون تجمعا جديدا للشباب المسلم العربي فوق أرض أفغانستان، وأخذ اليهود في أمريكا وفلسطين يحذرون من مغبة هذا التجمع، وصاروا يؤلبون علينا القاصي والداني ويوغرون صدور الذين يمثلون مسرحية مطاردة المسلمين، وخنق الشباب الصادقين فوق أرض رواها خيرة الصحابة بدمائهم، خاصة في المناطق المحيطة بفلسطين والمسجد الأقصى، وصار التشديد ووضعت الحبال في أعناق الفتية النافرين في سبيل الله -أداء للجهاد- وكل يوم يشدون عقدة يضيقون الخناق.
صارت التأشيرة إلى باكستان أصعب من تأشيرة الدول البترولية، وقد كانت من قبل تعطى التأشيرة لأي قادم إليها في المطار، وما عهد من قبل لأي امرئ وصل مطار باكستان ورد خائبا ، بل هنالك تأشيرة سياحية لأي قادم مهما كانت ملته ومهما اختلفت جهته التي أقبل منها، وعلى الطريق إلى أفغانستان أعطيت التعليمات بعدم السماح لأي عربي أن يمر عبر بعض النقاط البوليسية، وصار الشباب يمتطون صهوات الجبال ويمشون ليتخطوا نقطة بوليسية فيها ضابط شديد أو عتل جبار عنيد.
مصارحة اليهود وأذنابهم:
إن اليهود يؤلبون العالم اليوم علينا، وبعد معركة جاجي الأخيرة وانتصار الأفغان نصرا مؤزرا في صد القوة الروسية، وكان للنصر الذي من الله به على المؤمنين أسباب على رأسها وجود تجمع عربي صد خمس هجمات للكومندوز الروسي، فبدأت إذاعة صوت بريطانيا (بي بي سي) تبدي وتعيد بوجود تجمع عربي من المتطرفين دينيا ، وقد كان لهم أثر في صد الروس.
والآن نحن نصارح اليهود وأذنابهم والأمريكان وأشياعهم على أنه:
1- لا يستطيع أحد في الأرض أن ينتزع حب الجهاد من أعماقنا، ولا أن يمنعنا حقنا في أداء هذه الفريضة، ولن يستطيع أحد أن يجتث حب الله ورسوله.
2- إن وجودنا في أفغانستان الآن -والذي هو أداء لفريضة الجهاد وعبادة القتال- لا يعني أننا نسينا فلسطين، ففلسطين قلبنا النابض، وهي مقدمة على أفغانستان في أذهاننا وقلوبنا وفي مشاعرنا وعقيدتنا، هي الأرض المباركة التي ذكرها رب العزة في كتابه الكريم أربع مرات، وهي مهبط الوحي وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، هي مسرى نبينا ص، ولئن حيل بيننا وبين الجهاد في فلسطين بسبب القيود وح راس الحدود، ولئن منعنا من مزاولة عبادة القتال في أرض المسجد الأقصى إلى أمة (مدة) معدودة، فهذا لا يعني أن أذهاننا قد انصرفت عن التفكير في فلسطين.
لن يهدأ لنا بال ولن يقر لنا قرار حتى نعود للجهاد في فلسطين.
إن أشباحنا في أفغانستان -وهذا فرض علينا- ولكن أرواحنا تحوم فوق بيت المقدس، وإن أجسادنا في كابل -وهذا واجب علينا- ولكن أفئدتنا معلقة بالديار المباركة التي دنسها أحط خلق الله في دنيانا.
وأقصانا تدنسه يهود ويرتع في مرابعه حثالة
مؤامرة يدبرها يهود ويرعاها عميل لا أبا له
لقد آلينا على أنفسنا أن لا نتراجع ولا نتزعزع عن هذا الطريق الرباني الواصل بين كابل والقدس، وبإذن الله نحن قادمون مهما بعدت الشقة وطال الزمن وامتدت الطريق.
نحن نصارح اليهود وأعوانهم أن الطريق واحدة وأن الجهاد ممتد وأن الشباب عزم عزمة أن لا يلين ولا يخضع بإذن رب العالمين.
نحن يا قدس رجعنا لإله العالمين
ومن الدين صنعنا عدة الفتح المبين
3- هذه الفئة المؤمنة صممت على المسيرة مهما اعترضها من أشواك ومهما واجهها من عراقيل، وهذه الفئة وقد عاهدت ربها على اختيار هذا الطريق المفروش بالأشلاء والمروي بالدماء، وهي تتضرع إلى الله عزوجل أن يثبت قلوبها وأقدامها وأن ينزل السكينة عليها.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:20 pm

التصميم على الموت:
هذه الفئة المؤمنة المجاهدة وط نت نفسها على الموت، وهي تعلم شرعا وعقلا أن القتل برصاصة غادرة فوق أرض باكستان -من يد منافق أو من أنامل مشاقق- حكمه كحكم الموت برصاصة من يد روسي في أرض كابل وعلى ذرى الهندوكوش، وهو نفس الحكم الشرعي للقتل برصاصة يهودي في فلسطين، ولا فرق بين رصاصة شيوعي في باكستان ورصاصة شيوعي في أفغانستان، ورصاصة عميل لليهود أو للأمريكان، الكل قتل في سبيل الله والكل شهادة، والكل رفعة ومجد وسؤدد في دنيا الناس -وإن شاء الله في الملأ الأعلى-، ما دامت النية خالصة والعزيمة منعقدة على بقاء راية الجهاد مرفوعة وعلى مواصلة السير على هذا النهج الواضح والجادة المستقيمة.
وفي الحديث الصحيح: من وضع رجله في الركاب فاصلا فوقصته دابته فمات أو لدغته هامة فمات أو مات بأي حتف مات فهو شهيد ، وفي رواية أبي داوود وإن له الجنة فمهما كانت الميتة بعد الهجرة في سبيل الله فهي شهادة.
وقد سوى رب العزة بين القتل والموت في سبيله فقال عزوجل:
(والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين، ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم)
(الحج: 58-59)
وقد حضر فضالة بن عبيد في البحر مع جنازتي أحدهما أصيب بمنجنيق والآخر توفي، فجلس فضالة عند قبر المتوفي فقيل له: تركت الشهيد فلم تجلس عنده فقال: ما أبالي من أي الحفرتين بعثت، ثم تلى الآية (والذين هاجروا....).
ولم نر كرامة أنصع ولا تشريفا أرفع من كرامة الأخ يجيى سنيور، الذي قتل برصاص غادر على يد شيوعي باكستاني على حدود أفغانستان، وقد بقي دم يحيى شهرين كاملين يعبق الشذى الطيب من الكتاب الذي ضمخه أثناء الشهادة.
وإذا قتلنا برصاص عملاء روسيا وأمريكا فلسنا بأفضل من -ذي النورين- ثالث الخلفاء الراشدين، الذي استشهد في الشهر الحرام في البلد الحرام -مدينة المصطفى ص-، وهو يتلو القرآن الذي شرفه الله بجمعه.
ولسنا بأشرف من ختن رسول الله ص ورابع الخلفاء الراشدين، الذي كان مع الرسول ص بمنزلة هارون من موسى، واغتالته يد عبد الرحمن بن ملجم الآثمة أثناء صلاته.
لقد اخترنا الموت طريقا للحياة:
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)
(آل عمران: 69)
نفى الهم عني همة وعزيمة وقلب على ما شئت منه مظاهر
وأسمر مما ينبت الخط ذابل وأبيض مما تطبع الهند باتر
ونفس لها في كل أرض لبانة وفي كل حي أسرة ومعاشر
وقلب يقر الحرب وهو محارب وعزم يقيم الجسم وهو مسافر
إذا لم أجد في كل فج عشيرة فإن الكرامة للكرام عشائر
4- لن يستطيع أحد أن يمنعنا من دفع الصائل على أعراضنا، ولن تحرمنا قوة من الذود عن دمائنا.
فدفع الصائل (الذي يتسلط بالقوة على النفوس والأعراض) حق مشروع لكل إنسان، ودفع الصائل على العرض فرض عين بإجماع الفقهاء، فقد أجمع الفقهاء على أن المرأة التي تخاف على عرضها يجب أن تدافع عن نفسها حتى تموت، ولا يجوز لها الإستسلام للأسر لحال من الأحوال.
ووجوب دفع الصائل على النفس فرض عين عند جمهور الفقهاء.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:20 pm

وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية جواز قتل الصائل على مال ك ، ولو كان يبغي ثلاثة دراهم -إذا لم تستطع دفعه إلا بالقتل-، ولو كان الصائل مسلما مصليا صائما ، فما بالك إذا كان الصائل روسيا أو يهوديا .
سنزاول حقنا الطبيعي، وسنؤدي فرضنا الرباني، مهما كانت الظروف -إن شاء الله-.
وكيف ينال المجد والجسم وادع وكيف يحاز الحمد والوفر وافر
ولذا فإننا أخذنا على أنفسنا أن نواصل تحريضنا للشباب العربي بالقدوم إلى أرض الجهاد، وأن لا نتوقف في مسيرتنا، نحمل أقصى ما يمكن نحتمله من أعباء الجهاد الأفغاني، وأن نبذل قصارى جهدنا في محاولة إعادة العلماء إلى داخل المعركة بكفالة أسرهم، وكذلك حفظ ماء وجوه القادة الذين يرابطون في الميدان منذ عشر سنوات نخلفهم في أسرهم بخير.
فقررنا أن نكفل القائد والعالم الأفغاني بمائتي ريال شهريا (ألف روبية باكستانية)، ونهيب بالمؤسسات الإسلامية والدعوات الربانية والمراكز الإسلامية في الغرب أن تفرغ مجموعة من أبنائها مع كفالتهم ليعملوا في أرض المعركة ويقوموا بدورهم الكبير المنتظر.
إن الدور كبير والهمم قاصرة عن حمل التبعات، وليس لها إلا تأييد رب العالمين الذي يقوي العزائم ويشد الهمم.
فيا أبنا العالم الإسلامي أفيقوا....
ويا شباب الحركات الإسلامية تنبهوا....
ويا أصحاب الدعوات الربانية استيقظوا....
ويا موجهي المراكز الإسلامية اعملوا....
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)
(التوبة: 105)
(هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليتذكر أولو الألباب)
(إبراهيم: 52)
وسبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:21 pm

الجزء الخامس
انتصار الإسلام

المبشرات النصية في الكتاب والسنة:
هنالك نصوص كثيرة تطمئن النفس وتؤذن أن الإسلام سيتقدم لإنقاذ البشرية كلها -إن شاء الله-.
أ- ففي الكتاب العزيز:
1. (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسول بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
(التوبة: 32-33)
قال الشافعي: ليظهرن الله دينه على الأديان حتى لا يدان الله إلا به، وذلك متى شاء الله.
لا بد -إن شاء الله- أن يعم هذا الدين الأرض ليظهر على الدين كله، لا بد أن يبدد هذا النور ظلمات الجاهلية التي عمت الأرض، لا لشيء إلا لأنه دين الله الذي يشبع الروح وينسجم مع الفطرة وترتاح له النفس، ويستقر به الضمير، وكما بين الله عزوجل في مبررات سيادته وانتشاره: إنه الهدى ودين الحق، ولذا لا جرم أن الحق ثابت والباطل زاهق.
(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)
(الأنبياء: 18)
2. والحق أصيل في الأرض والنفس، والباطل دخيل لصيق في الأرض والنفس كذلك.
(ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار)
(إبراهيم: 24-25)
3. والحق نافع يبقى والباطل زبد زائل.
(أنز ل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال)
(الرعد: 16-17)
ب- أما بشارات النبوة فهي كثيرة جدا وإليك بعضها:
1. روى توبان رضي الله عنه قال: قال ص: إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها (1) [رواه مسلم ورواه الترمذي وقال حسن صحيح]. أنظر عارضة الأحوذي بشرح الترمذي (9-22) [وكذلك رواه مسلم، أنظر مختصر صحيح مسلم رقم (0002) الجزء (2-192)].
2. قال ص: ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله دين الإسلام وذلا يذل به الكفر (2) [2-رواه أحمد (4-301) والطبراني الكبير (1-621) وابن منده في الإيمان (1-201) وعبد الغني المقدسي (في ذكر الإسلام 1/661) وقال حسن صحيح، ورواه الحاكم وقال صحيح مع شرط الشيخين ووافقه الذهبي (4-034) والسنن الكبرى (9-971)، وقد أخذت هذا التخريج جميعه من كتاب الشيخ الألباني تحذير صفحة (121) وهذا الحديث والحديثان اللذان بعده أخذتهما من كتاب الحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب وقد أخرج الأحاديث الثلاثة الألباني في كتابه القيم سلسلة الأحاديث الصحيحة الجزء الأول]. المدر: البناء، والوبر: الخيام.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:22 pm

3. عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص وسئل أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية فدعا عبد الله بصندوق له حلق قال: فأخرج منه كتابا قال: فقال عبد الله بينما نحن حول رسول الله ص نكتب إذ سئل رسول الله ص أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله ص: مدينة هرقل تفتح أولا يعني القسطنطينية(3)[ رواه أحمد والدارمي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، ومن المعروف أن القسطنطينية فتحت سنة (758هـ) على يد محمد الفاتح أي بعد البشارة بثمانية قرون ونصف وستفتح روما بإذن الله].
4. قال ص: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها، الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم فتكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت .(1) [ذكره حذيفة مرفوعا ورواه العراقي عن طريق أحمد قال: هذا حديث صحيح].
هذه الأحاديث تطمئن القلب أن هذا الدين سيعود لينقذ الإنسان المعذب ويأخذ بيده من الهوة السحيقة إلى المرتقى السامق، سيطهره ويريحه، يقدم إليه إنسانيته التي فقدها، سيجد الإنسان أنه ولد من جديد، سيتذوق السعادة والطمأنينة ويشعر أنه مخلوق كريم إن شاء الله.
وهناك حديث رواه البزار بسند صحيح (وهو قريب في لفظه من الحديث الرابع): إن أول دينكم نبوة ورحمة تكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله، ثم يكون ملكا عاضا فيكون فيكم ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض، يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدرارا ولا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته .
وهناك أحاديث صحيحة تشير أن نهاية اليهود ستكون في فلسطين وأن الجيش الذي سيقاتلهم جيش مسلم، حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله .
وفي رواية البزار ورجالها ثقات رجال الصحيح كما جاء في مجمع الزوائد للهيثمي في المجلد السابع: أنتم شرقي النهر وهم غربيه وي عق ب راوي الحديث فيقول: ولم نكن نعرف أين الأردن من الأرض يومذاك.
فهذا يعني أن المنطقة قبل المعركة الفاصلة لا بد أن تكون محكومة بالإسلام ويهيمن الإسلام على الجندي والقائد والحاكم والمحكوم، بدليل أن الشجر والحجر سينادي: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله.
وقد جاءت روايات تشير إلى أن رجوع المسلمين إلى الله واستسلامهم لشرعه وجهادهم في سبيله عندما تكون الفتن تبدأ في الأرض المباركة، حيث تكون الجماعة المسلمة، وحيث يقوم فسطاط المسلمين.
ففي رواية الإمام أحمد وأبي داوود: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جابههم ولا ما أصابهم من لأوائه حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس .
والحديث قسم منه في الصحيحين وبقية الحديث جاء من روايات عديدة في غير الصحيحين(4) [مختصر سنن أبي داوود مع معالم السنن لخطابي (6-731)].
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:23 pm

وقد عقد البهيقي بابا في سننه عنوانه (باب إظهار دين النبي ص على سائر الأديان، ج9ص771).
والحديث بلغ مبلغ التواتر، فهل يبدأ التغيير من فلسطين والأرض المباركة بلاد الشام، أم يبدأ من خراسان (أفغانستان)؟ إنه في علم العليم الحكيم.
إن هذا الدين سينتصر ولا بد أن ينطلق من فوق أرض صلبة يتمثل فوقها هذا الدين حيا واقعيا ، وهذه الأرض التي تمثل شمال أفغانستان مع تركستان الشرقية والغربية اسمها أرض (طوران)، وقد أخرجت الأتراك الذين حكموا العالم خمسة قرون بالإسلام.
ومن أرض أفغانستان خرج محمود الغزنوي الذي حكم الهند وحطم صنم (ساموناتا)، ومنها خرج أحمد شاه بابا الذي حكم شرق إيران وأفغانستان والهند.
فهل ينتصر الجهاد الأفغاني وتقام دولة الإسلام في الأرض ويبدأ الخط البياني للإسلام بالصعود ويتغير تاريخ العالم؟.
إنه ليس ببعيد، وما ذلك على الله بعزيز.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام Empty رد: جهاد شعب مسلم - بقلم: الدكتور عبد الله عزام

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:23 pm

هذا الكتاب

لا يستطيع أحد أن ينكر الواقع الأفغاني في دنيا البشر.
ولا يجرؤ مسلم ولا كافر أن يغمض عينه عن أن الشعب الأفغاني فريد في عزته، فذ في إبائه، مذهل في تضحياته وصبره.
ولكن الشعب الأفغاني كبقية الشعوب يحمل في طياته هفوات الشعوب، ولكنه تفرد من بينها أنه رفض أن يعطي الدنية في دينه.
لقد كان الجهاد الأفغاني الحاضر سابع انتفاضة وقفها هذا الشعب خلال قرنين.
إن وجودنا الآن في أفغانستان هو أداء لفريضة القتال وعبادة الجهاد، ولكن هذا لا يعني أننا نسينا فلسطين والمسجد الأقصى مهبط الوحي وأولى القبلتين.
إن طريقنا الواسع اللاحب يمتد بين كابل والقدس، ولا محيد عن هذا الطريق -بإذن الله-.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45226
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى