alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ياسر أيوب يكتب : القضية إسبانية والوجع مصرى

اذهب الى الأسفل

ياسر أيوب يكتب : القضية إسبانية والوجع مصرى Empty ياسر أيوب يكتب : القضية إسبانية والوجع مصرى

مُساهمة من طرف فوكس الثلاثاء يناير 04, 2011 9:50 am

٤/ ١/ ٢٠١١

أيهما كان أحق بالاهتمام والمتابعة.. الخلاف الموجع وحالة العداء دون تفسير، والكراهية دون تبرير مفهوم، بين بعض جماهير الأهلى وشيكابالا نجم الزمالك.. أم تهديد لاعبى الإسماعيلى بعدم اللعب، وإعلان الإضراب احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم ورواتبهم؟!.. الطبيعى والمنطقى أن يهتم معظم الناس بالخلاف بين الجمهور وشيكابالا.. وبالتالى يصبح هذا الخلاف هو القضية الأولى بالمتابعة لدى الإعلام الرياضى المصرى.. فالإسماعيلى ولاعبوه لا يضمنون لأى صحيفة أو برنامج الرواج أو الأضواء، التى يأتى بها الهجوم على شيكابالا وانفلات أعصابه أو الدفاع عنه ضد إهانات حقيقية وسافلة وجهها له بعض المتعصبين المنتمين للأهلى..
إلا أن هذا الاهتمام الإعلامى، للأسف الشديد، تحول إلى ما يشبه الحرب اليومية بين من هم مع شيكابالا ومن هم ضده.. دون محاولة واحدة للفهم أو لوقف نزيف الكراهية والحقد المتبادل.. وكأننا أصبحنا نستمتع بهذه الكراهية المتبادلة ووجبة الشتائم اليومية، التى لم تعد تخص أصحاب القضية وحدهم، وإنما باتت تطال الجميع.. حتى انضمام شيكابالا، مساء أمس الأول، لمعسكر المنتخب واحتضان حسن شحاتة له وإعلان اللاعب أنه يريد فتح صفحة جديدة مع الجميع.. لم يلق آذانا مصغية ممن لا يحبون الهدوء أو الاحترام أو الالتفات لأى قضية كروية حقيقية، أو الذين كانوا على استعداد لمسايرة ذلك كله، لكن وجع قلوبهم وعيونهم، بعد الذى جرى فى الإسكندرية ليلة رأس السنة، جعلهم يتوقفون ويراجعون أنفسهم وينفضون أيديهم من هذا العبث..
ومن المؤكد أن قضية تهديد لاعبى الإسماعيلى بالإضراب احتجاجا على عدم صرف رواتبهم ليست من القضايا العبثية أو التافهة.. وهى أيضا قضية لا تخص الإسماعيلى فقط.. إنما تخص الكثير جدا من أندية الدرجتين الثانية والثالثة.. حيث تتعاقد الأندية مع لاعبين بأرقام لن تتحملها القدرات المالية لتلك الأندية.. أو لأن اللاعبين فى تلك الأندية ليسوا نجوما ولا قيمة لهم أو خوفاً منهم ولن يساندهم أحد أو إعلام ليس مشغولا إلا بالأهلى والزمالك.. وهو ليس الحال فى إسبانيا، على سبيل المثال، التى شهدت منذ أيام إضرابا حقيقيا أعلنته جمعية اتحاد لاعبى إسبانيا قبل اللجوء للقضاء.. وكاد الدورى الإسبانى يتوقف بكل درجاته، لأن اللاعبين لم يعودوا يريدون اللعب.. لكن القضاء الإسبانى تدخل وألزم الجميع بالعودة للملاعب على أن ينال اللاعبون حقوقهم الكاملة.. وأن تلتزم كل الأندية فى إسبانيا بتعاقداتها.. وأن يبقى الاتحاد الإسبانى أيضا وطول الوقت يحترم حقوق اللاعبين، فلا يعلن عن أى مباريات رسمية فى عطلة عيد الميلاد أو إجازات رأس السنة..
وأنا هنا لا أتحدث عن خبر قديم كان منذ خمسة أيام كاملة، وإنما ألتفت إلى دلالات الحكاية ودروسها ومعانيها.. فالدرس الأول، أن النجوم الكبار فى الأندية الإسبانية الشهيرة لم يتعاملوا مع إضراب زملائهم فى أندية الظل الصغيرة وكأنه أمر لا يعنيهم.. وإنما كان هناك التضامن الحقيقى بين الجميع.. فالذى يتقاضى الملايين بقى قادرا على تفهم مشاعر من يتقاضى الآلاف ويطالب بها..
ثم إن هناك اتحادا حقيقيا وليس صوريا يجمع بين كل اللاعبين ويدافع عن حقوقهم سواء ضد أنديتهم أو ضد اتحاد الكرة أو أى أحد، دفاعا عن أى لاعب أيا كان اسمه أو صورته أو النادى الذى يلعب.. والإعلام الإسبانى تعامل مع هذه الأندية الصغيرة ولاعبيها، الذين ليسوا نجوما بنفس القدر والحرص والاهتمام المخصصين للنجوم الكبار فى برشلونة وريال مدريد.. والأهم من ذلك كله، أن اللاعبين واتحادهم، والإعلام الرياضى بأوراقه وأقلامه وشاشاته وكاميراته، ليسوا على استعداد لفهم أو قبول مباريات للكرة فى عيد الميلاد.. يقولون إنه ليس هناك مبرر واحد لمنع اللاعبين والمدربين والمسؤولين والعاملين فى مجال كرة القدم من الاحتفال بالعيد مع عائلاتهم.. يؤكدون أن لهذا العيد معانى دينية وإنسانية لابد من احترامها..
أما نحن.. فليست لدينا جهة واحدة على استعداد للدفاع عن أى لاعب صغير أو مجهول.. كما أنه لا أحد من مسؤولينا على استعداد لاحترام عيد فطر أو أضحى أو عيد ميلاد يخص الأقباط فى بلادنا.. بل إننا نستمتع بمباريات الكرة فى الأعياد.. ربما لأننا لا نحترم تلك الأعياد ومعانيها مثلما يحترمون هناك كل شىء وكل أحد.. وكل عيد أيضا.

فوكس
عضو ممتاز

رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21272
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى