alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:24 pm

جاشر للشعر و زعموا أن يولش ولد شعره نام يبلغ عينيه ، و يقال أيضاً للمشقوق جاشر ، و زعموا أن قيصر ماتت أمه و هي مقرب فبقر بطنها و استخرج يولس ، و الأول أصح و أقرب إلى الصواب .

و كانت مدة يولس قيصر خمس سنين ، و لما ولى قيصر أكتبيان ابن أخته انفرد بملك الناحية الشمالية من الأرض ، و وفد عليه رسل الملوك بالمشرق يرغبون في ولايته و يضرعون إليه في السلم فاسعفهم ، و دانت له أقطار الأرض ، و ضرب الأتاوة على أهل الآفاق من الصغر . و كان العامل على اليهود بالشام من قبله هيردوس بن أنظفنر ، و على مصر ابنه غايش . و ولد المسيح لإثنتين و أربعين سنة خلت من ملكه . و هلك قيصر أكتبيان لست و خمسين من ملكه بعد و خمسين سنة لبناء رومة و خمسة آلاف و مائتين لمبدأ الخليفة انتهى كلام هروشيوش .

و أما ابن العميد مؤرخ النصارى فذكر عن مبدأ هؤلاء القياصرة أن أمر رومة كان راجعاً إلى الشيوخ الذين يدبرون أمرهم ، و كانوا ثلثمائة و عشرين رجلاً لأنهم كانوا حلفوا أن لا يولون عليهم ملكاً ، فكان تدبيرهم يرجع إلى هؤلاء و كانوا يقدمون واحداً منهم و يسمونه الشيخ ، و انتهى تدبيرهم في ذلك الزمان إلى أغانيوس فدبرهم أربع سنين ، و هو الذي سمي قيصر لأن أمة ماتت و هو جنين في بطنها فبقروا بطنها و أخرجوه ، و لما كبر انتهت إليه رياسة هؤلاء الشيوخ برومة أربع سنين ، ثم ولي من بعده يوليوس قيصر ثلاث سنين ، ثم ولي من بعده أوغسطس قيصر بن مرنوخس ، قال : و يقال إن أوغسطس قيصر كان أحد قواد الشيخ مدبر رومة ، و توجه بالعساكر لفتح المغرب و الأندلس ففتحهما و عاد إلى رومة فملك عليهم ، و طرد الشيخ من رياسته بها و تدبيره و وافقته الناس على ذلك . و كان للشيخ نائقب بناحية المشرق يقال له فمقيوس ، فلما بلغه ذلك زحف بعساكره إلى رومة فخرج إليه أوغسطس فهزمه و قتله و استولى على ناحية المشرق . و سير عساكره إلى فتح مصر مع قائدين من قواده هما أنطونيوس و مترادب ملك الأرمن بدمشق ، فتوجها إلى مصر و بها يومئذ كلابطره الملكة من بقية البطالسة ملوك يونان بالإسكندرية و مصر ، فحصنت بلادها و بنت بعدوتي النيل حائطين مبدؤهما من النوبة إلى الإسكندرية غرباً و إلى الفرما شرقاً و هو حائط العجوز لهذا العهد . ثم داخلت القائد أنطونيوس و خادعته بالتزويج فتزوجها و قتل رفيقه مترداب و عصي على أوغسطس ، فزحف إليه و قتله و ملك مصر و قتل كلابطره و ولديها و كانا يسميان الشمس و القمر ، و ملك مصر و الإسكندرية و ذلك لإثنتي عشرة سنة من ملكه .

قال و لإثنتين وأربعين سنة من ملك أوغسطس ولد المسيح بعد مولد يحيى بثلاثة أشهر . و ذلك لتمام خمسة آلاف و خمسمائة سنة من سني العالم و لإثنتين و ثلاثين من ملك هيردوس بالقدس ، و قيل لخمس و ثلاثين من مملكته ، و الكل متفقون على أنها لإثنتين و أربعين من ملك أوغسطس . قال : و سياقه التاريخ تقتضي أنها خمسة آلاف و خمسمائة شمسية من مبدأ العالم لأن من آدم إلى نوح ألفاً و ستمائة ، و من نوح إلى الطوفان ستمائة ، و من الطوفان إلى إبراهيم ألفاً و اثنتين و سبعين سنة ، و من إبراهيم إلى موسى أربعمائة و خمساً و عشرين ، و من موسى إلى داود عليهما السلام سبعمائة و ستين ، من داود إلى الاسكندر سبعمائة و ستين سنة ، و من الاسكندر إلى مولد المسيح ثلثمائة و تسع عشرة سنة . و هكذا ذكر ابن العميد و أنها تواريخ النصارى و فيها نظر ، و يظهر من كلامه أن قيصر الذي سماه أوغسطس ، و ذكر أن المسيح ولد لإثنتين و أربعين من ملكه هو الذي سماه هيردوس قيصر أكتبيان و جعل مهلكه لخمسة آلاف و مائتين من مبدأ الخليفة . و عند ابن العميد أن ملكه لخمسة آلاف و خمسمائة و خمس عشرة و الله أعلم بالحق من ذلك .

ثم ولي من بعد طباريش قيصر و كان وادعا و استولى على النواحي ، و على عهده كان شأن المسيح و بغى اليهود عليه و رفعه الله من الأرض ، و أقام الحواريون من بعده و اليهود يضطهدونهم و يحبسونهم على إظهار أمرهم ، و كان بلاطس النبطي الذي كان قائدا على اليهود يسعى إلى طباريش بأخبار المسيح و بغى اليهود عليه و على يوحنا المعمدان ، ، و تبعتهم الحواريون من بعده بالأذية ، و أراه انهم على حق فأمر بتخلية سبيلهم ، و هم بالأخذ بدينهم فمنعنه من ذلك قومه . ثم قبض على هيردوس و أحضره إلى رومة ثم نفاه إلى الأندلس فمات بها ، ثم ولي مكانته أغرباس ابن أخيه ، و افترق الحواريون في الآفاق لإقامة الدين و حمل الأمم على عبادة الله . ثم قتل طباريش قيصر أغرباس مملك اليهود إلى أشر من حالهم و قتلوا أتباع الحواريين من الروم .

و مات طباريش لثلاث و عشرين من ملكه بعد أن جدد مدينة طبرية ، فيما قال ابن العميد ، و اشتق اسمها من اسمه و ملك من بعده غاينس قيصر . و قال هيروشيوش : هو أخو طباريش و سماه غاينس فليفة من أكتبيان ، و قال : هو رابع القياصرة و أشدهم و أراد اليهود على نصب و ثنه ببيت المقدس فمنعوه . و قال ابن العميد : و وقعت في أيامه شدة على النصارى و قتل يعقوب أخاه من الحواريين و حبس بطرس رئيسهم ثم هرب إلى انطاكية فأقام بها ، و قدم هراديوس بطركا عليها و هو أول البطاركة فيها . ثم توجه إلى رومة لسنتين من ملك غانيس فدبرها خمساً و عشرين سنة و نصب فيها الأساقفة شدائد من اليهود و كان الأسقف عليهم يومئذ يعقوب بن يوسف الخطيب . و ق ابن العيمد عن المسبحي : إن فيلقس ملك مصر غزا اليهود لأول سنة من ملك غانيس و استعبدهم سبع سنين ، قال و في الرابعة من ملكه أمر عامله على اليهود بسورية و هي
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45224
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:27 pm

أورشاليم . و هي بيت المقدس ـ أن ينصب الأصنام في محاريب اليهود ، و وثب عليه بعض قواده فقتله .

و ملك من بعده قلوديش قيصر ، قال هروشيوش : هو ابن طباريش و على عهده كتب متى الحواري إنجيله في بيت المقدس بالعبرانية ، قال ابن العميد : و نقله يوحنا ابن زبدي إلى الرومية ، قال : و في أيامه كتب بطرس رأس الحواريين إنجيله بالرومية و نسبه إلى مرقص تلميذه ، و كتب لوقا من الحواريين إنجيله بالرومية و بعث به إلى بعض الأكابر من الروم و كان لوقا طيباً . ثم عظم الفساد بين اليهود و لحق ملكهم أغرباش برومة فبعث معه أقلوديش عساكر الروم فقتلوا من اليهود خلقاً ، و حملوا إلى انطاكية و رومة منهم سبياً عظيماً و خربت القدس و انجلى أهلها فلم يول عليهم القياصرة أحدا لخرابها ، و افترقت اليهود على فرق كثيرة أعظمها سبعة . قال و لسبع من ملك أقلوديش دخلت بطريقة من الروم في دين النصارى على يد شمعون الصفا ، و سمعت منه بالصليب ، فجاءت إلى القدس لإظهاره ، و رجعت إلى رومة .

و هلك أقلوديش قيصر لأربع عشرة سنة من ملكه و ملك من بعده ابنه نيرون . قال هروشيوش : هو سادس القياصرة ، و كان غشوما فاسقا ، و بلغه أن كثيراً من أهل رومة أخذوا بدين المسيح فنكر ذلك و قتلهم حيث وجدوا ، و قتل بطرس رأس الحواريين ، و أقام أريوس بطركا برومة مكان بطرس متن بعد خمس و عشرين سنة مضت لبطرس في كرسيها و هو رأس الحواريين و رسول المسيح إلى رومة ، و قتل مرقص الإنجيلي بالإسكندرية لاثنتي عشرة من ملكه و كان هنالك منذ سبع سنين بها مساعدا إلى النصرانية بالاسكندرية و مصر و برقة و المغرب ، و ولي مكانه حنانيا و يسمى بالقبطية جنبار و هو أول البطارقة بها و اتخذ معه الأقسة الاثني عشر .

قال ابن العميد عن المسبحي : و في الثانية من ملك نيرون عزل بلخس القاضي ، كان على اليهود من جهة الروم ، و ولى مكانه قسطس القاضي ، و قتل بوثار رئيس الكهنونية بالمقدس ، و مات القاضي قسطس فثار اليهود على من كان بالمقدس من النصارى و قتلوا أسقفهم هنالك و هو يعقوب بن يوسف النجار ، و هدموا البيعة و أخذوا الصليب و الخشبتين و دفنوها إلى أن استخرجتها هلانة أم قسطنطين كما نذكر بعد . و ولي مكان يعقوب النجار ابن عمه شمعون بن كنابا ، ثم ثار بهم اليهود و أخرجوهم من المقدس لعشر من ملك نيرون فأجازوا الأردن و أقاموا هنالك . و بعث نيرون قائده أسباشيانس ، و أمر بقتل اليهود و خراب القدس و تحصن اليهود منه و بنوا عليهم ثلاثة حصون ، و حاصرهم أسباشيانس و أمر بقتل اليهود و خراب القدس و تحصن اليهود منه و بنوا عليهم ثلاثة حصون ، و حاصرهم و خرب جميع حصونهم و أحرقها و أقام عليهم سنة كاملة . و قال هروشيوش : إن نيرون قيصر انتقض عليه أهل مملكته فخرج عن طاعته أهل برطانية من أرض الجوف ، و رجع أهل أرمينية و الشام إلى طاعة الفرس . فبعث صهره على أخته و هو يشبشيان بن لوجيه فسار إليهم في العساكر و غلبهم على أمرهم . ثم زحف إلى اليهود بالشام و كانوا قد انتقضوا فحاصرهم بالقدس ، و بينما هو في حصاره إذ بلغه موت نيرون لأربع عشرة سنة من ملكه ، ثار به جماعة من قواده فقتلوه ، و كان قد بعث قائدا إلى جهة الجوف و الأندلس ، فافتتح برطانية و رجع إلى رومة بعد مهلك نيرون قيصر فملكه الروم عليهم ، و أنه قتل أخاه يشبشيان فأشار عليه أصحابه بالانصراف إلى رومة . و بشره رئيس اليهود و كان أسيراً عنده بالملك ، و يظهر أنه يوسف بن كريون الذي مر ذكره ، فانطلق إلى رومة و خلف ابنه طيطش على حصار القدس فافتتحها و خرب مسجدها و عمرانها كما مر ذكره . و قال : و قتل منهم نحوا من ستمائة ألف ألف مرتين و هلك في حصارها جوعاً نحو هذا العدد ، و بيع من سراريهم في الآفاق نحو من تسعين ألفاً ، و حمل منهم إلى رومة نحوا من مائة ألف استبقاهم لفتيان الروم يتعلمون المقاتلة فيهم ضرباً بالسيوف و طعنا بالرماح . و هي الجلوة الكبرى كانت لليهود بعد ألف و مائة و ستين سنة من بناء بيت المقدس و لخمسة آلاف و مائتين و ثلاثين من مبدأ الخليفة و لثمانمائة و عشرين من بناء رومة . فكان معه إلى أن افتتحها و كان المستبد بها بعد مهلك نيرون قيصر ، و انقطع ملك آل يولس قيصر لمائة و ست عشرة سنة من مبدأ دولتهم ، و استقام ملك يشبشيان في جميع ممالك الروم و تسمى قيصر كما كان من قبل . كلام هروشيوش .

و قال ابن العميد : و إن أسباشيانس لما بلغه و هو محاصر للقدس أن نيرون هلك ، ذهب بالعساكر الذين معه ، و بشره يوسف بن كريون كهنون طبرية من اليهود بأن مصير ملك القياصرة إليه ، ثم بلغه أن الروم بعد مهلك نيرون ملكوا غليان بن قيصر فأقام عليهم تسعة أشهر ، و كان رديء السيرة ، و قتله بعض خدمه غيلة ، و قدموا عوضه أنون ثلاثة أشهر ثم خلعوه ، و ملكوا أبطالس ثمانية أشهر ، فبعث أسباشيانس و هو الذي سماه هروشيوش يشبشيان قائدين إلى رومة فحابوا أبطانش و قتلوه . و سار أسباشيانس إلى رومة و بعث إليه طيطش المحاصر للقدس بالأموال و الغنائم و السبي ، قال و كانت عدة القتلى ألف ألف و السبي تسعمائة ألف ، و احتمل الخوارج الذين كانوا في نواحي القدس مع الأسرى ، و كان يلقي منهم كل يوم للسباع فرائس إلى أن فنوا . قال : و لما ملك طيطش بيت المقدس رجع النصارى الذين كانوا عبروا إلى الأردن فبنوا كنيسة بالمقدس و سكنوا ، و كان الأسقف فيهم سمعان بن كلوبا ابن عم يوسف النجار و هو الثاني من أساقفة المقدس . ثم هلك أسباشيانس و هو يشبشيان لتسع سنين من ملكه و ملك بعده ابنه طيطش قيصر سنتين و قيل ثلاثاً . قال ابن العميد : لأربعمائة من ملك الاسكندر . و قال هروشيوش : كان متفننا
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45224
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:29 pm

في العلوم ملتزماً للخير عارفاً باللسان الغريقي و اللطيني ، و ولي بعده أخوه دومريان خمس عشرة سنة ، قال هروشيوش : و هو ابن أخت نيرون قيصر ، قال : وكان غشوماً كافراً و أمر بقتل النصارى فعل خاله نيرون ، و حبس يوحنا الحواري ، و أمر بقتل اليهود من نسل داود حذرا أن يملكوا ، و هلك في حروب الإفرنج و سماه ابن العميد دانسطيانوس ، و قال : ملك ست عشرة سنة و قيل تسعاً ، و كان شديدا على اليهود و قتل أبناء ملوكهم ، و قيل له إن النصارى يزعمون أن المسيح يأتي و يملك فأمر بقتلهم ، و بعث عن أولاد يهوذا بن يوسف من الحواريين و حملهم إلى رومة مقيدين ، و سألهم عن شأن المسيح ، فقالوا إنما يأتي عند انقضاء العلم فخلى سبيلهم . و في الثالثة من دولته طرد بطرك اسكندرية لسبع و ثمانين سنة للمسيح ، و قدم مكانه ملموا فأقام ثلاث عشرة سنة و مات فولى مكانه كرماهو .

قال ابن العميد عن المسبحي : و لعهده كان أمر ليونيوس صاحب الطلسمات برومة ، فنفى ذوسطيالوس جميع الفلاسفة و المتنجمين من رومة و أمر أن لا يغرس بها كرم ، هلك ذوسطيالوس ، و هو الذي سماه هروشيوش دومريان ، و قال : هلك في حروب الإفرنج ، و ملك بعده برما ابن أخيه طيطش نحوا من سنتين و سماه ابن العميد تاوداس ، و قال : إن المسبحي سماه قارون ، قال : و يسمى أيضاً برسطوس ، قال ملك على الروم سنة أو سنة و نصفا و أحن السيرة و أمر برد من كان منفياً من النصارى و خلاهم و دينهم و رجع يوحنا الإنجيلي إلى أفسس بعد ست سنين . و قال هروشيوش : أطلقه من السجن . و قال : و لم يكون له ولد فعهد بالملك إلى طريانس من عظماء قواده و كان من أهل مالقة فولي بعده وتسمى قيصر . و قال ابن العميد : واسمه أنديانوس ، و سماه المسبحي طرينوس و ملك على الروم باتفاق المؤرخين سبع عشرة سنة ، و قتل سمعان بن كلاويا أسقف بيت المقدس و أغناطيوس بطرك أنطاكية . و لقي النصارى في أيامه شدة و تتبع أئمتهم بالقتل و استعبد عامتهم ، و هو ثالث القياصرة بعد نيرون في هذه الدولة . و لعهده كتب يوحنا إنجيله برومة في بعض الجزائر السادسة من ملكه و كان قد رجع اليهود إلى بيت المقدس فكثروا بها و عزموا على الانتقاض ، فبعث عساكره و قتل منهم خلقاً كثيراً . و قال هروشيوش : إن الحرب طالت بينه و بين اليهود ، فخرجوا كثيراً من المدن إلى عسقلان ثم إلى مصر و الإسكندرية فانهزم هنالك و قتلوا و زحفوا بعدها إلى الكوفة ، فأثخن فيهم بالقتل و خضد من شوكتهم .

قال ابن العميد : و في تاسعة من ملكه مات كوثبانوبطرك الإسكندرية لإحدى عشرة سنة من ولايته ، و ولي مكانه أمرغو اثنتي عشرة سنة أخرى . و قال بطليموس صاحب كتاب المجسطي : إن شيلوش الحكيم رصد برومة في السنة الأولى من ملك طرنيوس و هو أندريانوس لأربعمائة و إحدى و عشرين للإسكندر و لثمانمائة و خمس و أربعين لبختنصر . و قال ابن العميد : خرج عليه خارجي ببابل فهلك في حروبه لتسع عشرة سنة من ولايته كما قلناه ، فولي من بعد أندريانوس إحدى و عشرين سنة ، و قال ابن العميد عن ابن بطريق عشرين سنة . و قال هروشيوش : إنه أثخن في اليهود ، ثم بنى مدينة المقدس و سماها إيلياء . و قال ابن العميد : كان شديداً على النصارى و قتل منهم خلقاً ، و أخذ الناس بعبادة الأوثان ، و في ثامنة ملكه خرب بيت المقدس و قتل عامة أهلها و بنى على باب المدينة عمودا و عليه لوح نقش فيه مدينة إيلياء . ثم زحف إلى الخارجي الذي خرج على طرنيوس قبله فهزمه إلى مصر و ألزم أهل مصر حفر خليج من مجرى النيل إلى مجرى القلزم و أجرى فيه الحلو ، ثم أرتد بعد ذلك ، و جاء الفتح و الدولة الإسلامية فألزمهم عمرو بن العاص حفره حتى جرى فيه الماء ثم انسد لهذا العهد .

و كان أندريانوس هذا قد بنى مدينة القدس و رجع إليها اليهود و بلغه أنهم يرومون الانتقاض ، و أنهم ملكوا عليهم زكريا من أبناء الملوك ، فبعث إليهم العساكر و تتبعهم بالقتل و خرب المدينة حتى عادت صحراء ، و أمر أن لا يسكنها يهودي ، و أسكن اليونان بيت المقدس ، و كان هذا الخراب لثلاث و خمسين سنة من خراب طيطش الذي هو الحلوة الكبرى . و امتلأ القدس من اليونان و كانت النصارى يترددون إلى موضع القبر و الصليب يصلون فيه ، و كانت اليهود يرمون عليه الزبل و الكناسات ، فمنعهم اليونان من الصلاة فيه و بنوا هنالك هيكلاً على اسم الزهرة .

و قال ابن العميد عن المسبحي : و في الرابعة من ملك أندريانوس بطل الملك من الرها و تداولتها القضاة من قبل الروم ، و بنى أندريانوس بمدينة أثينوس بيتا و رتب فيه جماعة من الحكماء لمدارسة العلوم ، قال : و في خامسة ملكة قدم نسطس بطركا على إسكندرية وكان حكيماً فاضلاً فلبث إحدى عشرة سنة ثم مات ، و قدم مكانه أمانيق في سادسة عشر من ملك أندريانوس فلبث إحدى عشرة سنة و هو سابع البطارقة . ثم مات أندريانوس لإحدى و عشرين من ملكه كما مر ، و ولي ابنه أنطونيش . قال هروشيوش : و يسمى قيصر الرحيم . و قال ابن العميد : ملك اثنتين و عشرين . و قال الصعيديون إحدى و عشرين . قال : و في خامسة ملكه قدم مرتيانو بطركاً بإسكندرية و هو الثامن منهم ، فلبث تسع سنين و مات ، و كان فاضل السيرة . و قدم بعده كلوتيانو فلبث أربع عشرة سنة ، و مات في سابعة ملكه أوراليانوس بعده و كان محبوباً . و قال بطليموس صاحب المجسطي : إنه رصد الإعتدال الخريفي في ثالثة ملك أنطونيوس ، فكان لأربعمائة و ثلاث و ستين بعد الإسكندر . ثم هلك أنطونيوس لاثنتين و عشرين كما مر ، فملك من بعده أوراليانس . و قال هروشيوش : و هو أخو أنطونيوس و سماه أورالش و أنطونيوس الأصغر ، و قال : كانت له حروب مع أهل فارس و بعد أن غلبوا على أرمينية و سورية من ممالكه فدفعهم عنهما و غلبهم في
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45224
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:31 pm

حروب طويلة ، و أصاب الأرض على عهده وباء عظيم ، و قحط الناس سنتين ، و استسقى لهم النصارى فأمطروا و ارتفع الوباء و القحط بعد أن كان اشتد على النصارى و قتل منهم خلقاً ، و هي الشدة الرابعة من بعد نيرون :

قال ابن العميد : و في السابعة من ملكه قدم على الإسكندرية البطرك أغريبوس ، فلبث اثني عشر سنة و مات في تاسعة عشر من ملك أنطونيوس الأصغر ، قال و في أيامه ظهرت مبتدعة من النصارى و اختلفت أقوالهم و كان منهم ابن ديصان و غيره ، فجاهدهم أهل الحق من الأساقفة و أبطلوا بدعتهم .

و هلك أنطونيوس هذا لتسع عشرة من ملكه . و في عاشرة ملكه ظهر أردشير بن بابك أول ملوك الساسانية و استولى على ملك الفرس ، و كان صاحب الحضر متملكاً على السواد فغلبه وملك السواد و قتله و قصته معروفة . و كان لعهده جالينوس المشهور بالطب و كان ربي معه ، فلما بلغه أنه ملك على الروم قدم عليه من بلاد اليونان و أقام عنده ، و كان لعهده أيضاً ديمقراطس الحكيم ، و لأول سنة من ملكه قدم بليانس بطركا على إسكندرية و هو الحادي عشر من بطاركتها فلبث عشر سنين و مات .

و ولي مكانه ديمتريوس فلبث فيهم ثلاثاً و ثلاثين سنة و مات كمودة قيصر لثلاثة عشر كما قلناه . فولي من بعده ورمتيلوس ثلاثة أشهر . قال ابن العميد : و سماه ابن بطريق فرطنوش . و قال : و ملك ثلاثة أشهر و سماه غيره فرطيخوس . و سماه الصعيديون برطانوس و مدة مالكه باتفاقهم شهران . و قال هروشيوش : اسمه اللبيس بن طيجليس و هو عم كمودة قيصر ، قال و ولي سنة واحدة و قتله بعض قواده و أقام في الملك ستة أشهر و قتل .

قال ابن العميد : و ملك بعده يوليانس قيصر شهرين و مات ، ثم ولي سوريانوس قيصر و سماه بعضهم سورس و سماه هروشيوش طباريش بن أرنت بن أنطونيش ، و اختلفوا في مدته ، فقال ابن العميد عن ابن بطريق : سبع عشرة سنة ، و قال المسبحي : ثمان عشرة ، و عن أبي فانيوس ستة عشرة ، و عن ابن الراهب ثلاث عشرة ، و عن الصعيديين سنتين . قال و ملك في رابعة من ملك أردشير و اشتد على النصارى و فتك فيهم و سار إلى مصر و الإسكندرية فقتلهم و هدم كنائسهم و شردهم كل مشرد ، و بنى بالإسكندرية هيكلاً سماه هيكل الآله . قال هروشيوش : و هي الشدة الخامسة من بعد شدة نيرون . و قال : ثم انتقض عليه اللطينيون و لم يزل محصورا إلى أن هلك . و ملك من بعده أقطونيش . قال ابن العميد عن ابن بطريق : ست سنين ، و عن المسبحي : سبع سنين . و سماه أنطونيش قسطس . قال : و كان ابتداء ملكه عندهم لخمس و عشرين و خمسمائة من ملك الإسكندر ، و لعهده سار أردشير ملك الفرس إلى نصيبين فحاصرها و بنى عليها حصناً ، ثم بلغه أن خارجاً خرج عليه بخراسان ، فأجفل عنهم بعد المصالحة على أن لا يتعرضوا لحصنه ، فلما رحل بنوا من وراء الحصن و أدخلوه في مدينتهم ، و رجع أردشير فنازلهم و امتنعوا عليه ، فأشار بعض الحكماء بأن يجمع أهل العلم فيدعون الله دعوة رجل واحد ، ففعلوا فملك الحصن لوقته . و قال هرشيوش : لما ولي أنطونيوش ضعف عن مقاومة الفرس فغلبوا على أكثر مدن الشام و نواحي أرمينية و هلك في حروبهم و ولي بعده مفريق بن مركة و قتله قواد رومة لسنة من ملكه و كذا قال ابن العميد ، و سماه ابن بطريق بقرونشوش ، و المسبحي هرقليانوس . قالوا جميعاً : و ملك من بعده أنطونيش . قال ابن العميد عن ابن بطريق و ابن الراهب : ثلاث سنين ، و عن المسبحي و الصعيديين : أربع سنين ، قال : و في أول سنة من ملكه بنيت مدينة عمان بأرض فلسطين ، و ملك سابور بن أردشير مدنا كثيرة من الشام . و مات أنطونيش فملك من بعده إسكندروس لثلاث و عشرين من ملك سابور بن أردشير فملك على الروم ثلاث عشرة سنة و كانت أمة محبة في النصارى . و قال هروشيوش : ملك عشرين سنة و كانت أمة نصرانية و كانت النصارى معه في سعة من أمرهم . قال ابن العميد : و في سابعة ملكه قدم تاوكلا بطركا بالإسكندرية و هو الثالث عشر من البطاركة فلبث ست عشر سنة و مات . قال هروشيوش : و لعشر من ملكه غزا فقتل سابور بن أردشير و انصرف ظافراً فثار عليه أهل رومة و قتلوه . و ملك من بعده مخشميان بن لوجية ثلاث سنين ، و لم يكن من بيت الملك و إنما ولوه لأجل حرب الإفرنج و اشتد على النصارى الشدة السادسة من بعد نيرون . و أما ابن العميد فسماه فقيموس و وافق على الثلاث سنين في مدته و على ما لقي النصارى منه ، و أنه قتل سرحبوس في سلمية و واجوس في بالس على الفرات ، و قتل بطرك إنطاكية فسمع أسقف بيت المقدس بقتله فهرب و ترك الكرسي . قال : و في ثالثة ملكه ملك سابور بن أردشير خلاف ما زعم هروشيوش من أنه قتله . ثم هلك فقيموس أرمشميان و ولي من بعده يونيوس ثلاثة أشهر و قتل فيما قال ابن العميد ، و قال : سماه أبو فانيوس لوكس قيصر و ابن بطريق بلينايوس و لم يذكره هروشيوش . ثم ملك عرديانوس قيصر ، قال ابن العميد عن ابن بطرق و اين الراهب : أربع سنين ، و عن المسبحي و الصعيديين : ست سنين ، و سماه أبوفانيوس فودينوس و الصعيديون قرطانوس . قال : كان ملكه لإحدى و خمسين و خمسمائة من ملك الإسكندر . و قال هروشيوش : غرديار بن بليسان . قال : و ملك سبع سنين و طالت حروبه مع الفرس و كان ظافرا عليهم و قتله أصحابه على نهر الفرات ، قال و ولي بعده فلفش بن أولياق بن أنطنيش سبع سنين و هو ابن عم الإسكندر الملك قبله و أول من تنصر من ملوك الروم . و قال ابن العميد عن الصعيديين : ملك ست سنين و قيل تسع سنين ، و كان ملكه لخمس و خمسين و خمسمائة من ملك الإسكندر و آمن بالمسيح . و في أول سنة من
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45224
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى