alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:35 pm

ملكه قدم دنوشيوش بطركا بالإسكندرية و هو رابع عشر البطاركة بها فلبث تسع عشرة سنة ، و لعهد فيلفش هذا قدم غرديانوس أسقفا على بيت المقدس بعد هروب مركيوس ثم عاد من هروبه فأقام شريكاً معه سنة واحدة ، و مات غرديانوس فانفرد مركيوش أسقفاً ببيت المقدس عشر سنين ، قال : و قتل فيلفش قيصر قائد من قواده يقال له دافيس و ملك مكانه خمس سنين . و قال عن المسبحي و ابن الراهب سنةً ، و عن ابن بطريق سنتين . قال : و كان يعبد الأصنام و لقي النصارى منه شدة ، و كان من أولاد الملوك ، و قتل بطرك رومة و أجاز من مدينة قرطاجنة إلى مدينة أفسس و بنى بها هيكلاً و حمل النصارى على السجود له ، قال : و في أيامه كانت قصة فتية أهل الكهف و ظهروا بعده في أيام تاودوسيوس . و أما هروشيوش فسماه داجية بن مخشميان ، و قال : ملك سنة واحدة ، و كانت على النصارى في أيامه الشدة السابعة ، و قتل بطرك رومة منهم .

و ولي من بعده غالش قيصر سنتين و استباح في قتل النصارى وباء عظيم أقفلت له المدن . و قال هروشيوش : هو غالش بن يولياش ، و قال ابن بطريق : إن يولياش كان شريكا له في ملكه و مات قبله . و قال ابن العميد : إحدى عشرة سنة لسبعين و خمسمائة من ملك الإسكندر . و قال هروشيوش و ابن بطريق : ملك خمس عشرة سنة و اسمه غاليوش ، و قال المسبحي : خمس عشرة سنة ، و سماه داقيوس و غاليوش ابنه . و قال آخرون : اسمه أورليوش و ملك خمس سنين . و قال أبوفانيوس : اسمه غليوس و ملك أربع عشرة سنة . و قال الصعيديون ملك كذلك و اسمه أوراليونوس .



قال ابن العميد : و كان يعبد الأصنام و لقي النصارى منه شدة في أول سنة من ملكه قدم مكتميوش بطركا بالإسكندرية و هو الخامس عشر من بطاركتها فلبث اثنتي عشرة سنة و مات ، و في خامسة ملكه قدم إسكندروس أسقفا ببيت المقدس ثم قتله بعد سبع سنين و بعث ابنه في عساكر الروم لغزو الفرس ، فانهزم و حمل أسيراً إلى كسرى بهرام فقتله . و قال هرشيوش : ولي غالينوس خمسة عشر سنة فاشتد على النصارى الأمر و قتلهم معهم بطرك بيت المقدس ، و كانت له حروب مع الفرس أسره في بعضها ملكهم سابور ثم من عليه و أطلقه ، و وقع في أيامه برومة وباء عظيم فرفع طلبه عن النصارى بسببه ، و في أيامه خرج القوط من بلادهم و تغلبوا على بلاد الغريقيين و مقدونية و بلاد النبط ، وكان هؤلاء القوط يعرفون بالسنسبين و كانت مواطنهم في ناحية بلاد السريانيين ، فخرجوا لعهد غلنوش هذا و غلبوا كما قلناه على بلاد الغريقيين و مقدونية و على مرية .

و هلك غلينوش قتيلاً على يد قواد رومة ، ثم ملك أقاويدوش قيصر سنة واحدة ، و قال ابن العميد عن المسبحي سنة و تسعة أشهر لثمانين و خمسمائة للإسكندر . و في أول سنة من ملكه قدم يونس السميصاني بطركا بأنطاكية فلبث ثمان سنين و كان يقول بالوحدانية و يجحد الكلمة بالروح ، و لما مات اجتمع الأساقفة بأنطاكية و ردوا مقالته . و قال هروشيوش : و لي بعد غلينوش فلدويش بن يلاريان بن موكله فنسبه هكذا ، و قال فيه من عظماء القواد . و لم يكن من بيت الملك و دفع القوط المتغلبين عن مقدونية من منذ خمس عشرة سنة عليها ، و مات لسنتين من ملكه و هذا كما قال المسبحي .

و قال هروشيوش : و لي بعده أخوه نطيل سبع عشرة يوماً و قتله بعض القواد ، و لم يذكر ذلك ابن العميد . ثم ملك بعده أوريليانس ست سنين و سماه ابن بطريق أواليوس و المسبحي أرينوس و أبوفانيوس أوليوس و هروشيوش أوليان بن بلنسيان . و قال : ملك خمس سنين ، قال ابن العميد : و في الرابعة من ملكه قدم تاوناً بطركاً بالإسكندرية سادس عشر البطاركة فلبث عشر سنين . و كان النصارى يقيمون الدين خفية ، فلما صار بطركاً قابل الروم ولاطفهم بالهدايا فأذنوا له في بناء كنيسة مريم و أعلنوا فيها بالصلاة ، قال : و في سادسة ملكه ولد قسطنطين . و قال هروشيوش : إن أوليان بن بلنسيان هذا حارب القوط فظفر بهم و جدد بناء رومة و اشتد على النصارى تاسعة بعد نيرون ثم قتل . فولي بعده طانيش بن إلياس و ملك قريباً من السنة . و قال ابن العميد : اسمه طافسوس و ملك ستة أشهر . و قال ابن بطريق : اسمه طافساس و ملك تسعة أشهر .

ثم ملك فروفش قيصر خمس سنين ، و قال أبوفانيوس : اسمه فروش ، و قال ابن بطريق و اين الراهب و الصعيديون ست سنين ، و قال المسبحي سبع سنين و سماه ألاكيوس و أرفيون ، و سماه ابن بطريق بروش ، و سماه هروشيوش فاروش بن أنطويش . قال : و تغلب على كثير من بلاد الفرس ، و قال ابن العميد : كان ملكه لسابعة من ملك سابور ذي الأكتاف و لخمسمائة و اثنتين و تسعين من ملك الإسكندر ، و كان شديداً على النصارى و قتل منهم خلقاً كثيراً و هلك هو و إبناه في الحرب . و قال هروشيوش : و لما هلك فاروش ولي من بعده ابنه مناربان و قتل لحينه ، و لم يذكره ابن العميد . ثم ملك بقلاديانوش إحدى و عشرين سنة ، و قال المسبحي : عشرين سنة ، و قال غيره : ثماني عشرة سنة ، و ملك لخمسمائة و خمس و تسعين للإسكندر ، قال غيرهم : كان اسمه عربيطاً و ارتقى في أطوار الخدمة عند القياصرة إلى أن استخلصه فاريوش و جعله على خيله و كان حسن المزمار . و يقال أن الخيل كانت ترقص طرباً لمزاميره ، و عشقته بنت فاريوش الملك ، و لما مات أبوها و إخوتها ملكها الروم عليهم فتزوجته و سلمت له في الملك ، فاستولى على جميع ممالك الروم و ما والاها ، و قسطنطش ابن عمه على بلاد أشيا و بيزنطية ، و أقام هو بأنطاكية و له الشام و مصر إلى أقصى المغرب . و في تاسعة عشر من ملكه انتقض أهل مصر و الإسكندرية فقتل منهم خلقاً و رجع إلى عبادة الأصنام و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45223
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:38 pm

أمر بغلق الكنائس ، و لقي النصارى منه شدة و قتل القيسس مارجرس و كان من أكابر أبناء البطارقة ، و قتل ملقوس منهم أيضاً . و في عاشرة ملكه قدم ماربطرس بطركا بالإسكندرية فلبث عشر سنين و قتله ، و جعل مكانه تلميذه إسكندروس ، و كان كبير تلامذته أريوش كثيراً لمخالفة له فسخطه و طرده ، و لما مات ماربطرس رجع أريوش عن المخالفة فأدخله إسكندروس إلى الكنيسة و صيره قساً .

قال ابن العميد : و في أيام دقلاديانوس خرج قسطنطش ابن عمه و نائبه على بيرنطيا و أشيا و رأى هلانة ، و كانت تنصرت على يد أسقف الرها ، فأعجبته و تزوجها و ولدت له قسطنطين ، و حضر المنجمون لولادته فأخبروا بمكه ، فأجمع ديقلاديانوس على قتله فهرب إلى الرها . و ثم جاء بعد موت ديقلاديانوس فوجد أباه قسطنطش قد ملك على الروم فتسلم الملك من يده على ما نذكر ، و هلك ديقلاديانوس لعشرين سنة من ملكه و لستمائة و ستة عشرة سنة من ملك الإسكندر و ملك من بعده ابنه مقسيمانوس قال ابن بطريق : سبع سنين ، و قال المسبحي و اين الراهب : سنة واحدة . قالوا و كان شريكه في الملك مقطوس ، و كان أشد كفراً من ديقلاديانوس ، و لقي النصارى منهما شدة و قتلاً منهم خلقاً كثيراً ، و في أول سنة من ملكه قدم الإسكندروس تلميذ مار بطرس الشهير بطركا بالإسكندرية ، فلبث فيهم ثلاثاً و عشرين سنة .

و على عهد مقسيمانوس تذكر تلك الخرافة بين المؤرخين من أن سابور ملك الفرس دخل أرض الروم متنكراً ، و حضر مكان مقسيمانوس و سجنه في جلد بقرة و سار إلى مملكة فارس و سابور في ذلك الجلد و هرب منه ، و لحق بفارس و هزم الروم ، في حكاية مستحيلة و كلها أحاديث خرافة . و الصحيح منه أن سابور سار إلى مملكة الروم فخرج إليه مقسيمانوس و استولى على ملكه كما نذكر بعد . و أما هروشيوش فلما ذكر مناربان قيصر بن قاريوس و انه ملك بعد أبيه و قتل لحينه ، ثم قال و قام بملكهم ديوقاريان و ثأر من قاتله ، خرج عليه أقرير بن قاريوس فقتله ، ديوقاريان بعد حروب طويلة ، ثم انتقض عليه أهل ممالكه و ثار الثوار ببلاد الإفرنجة و الأندلس و أفريقية و مصر ، و سار إليه سابور ذو الأكتاف فدفع ديوقاريان إلى هذه الحروب كلها مخشميان هركوريش و صيره قيصر ، فبدأ أولاً ببلاد الإفرنجة فغلب الثوار بها و أصلحها و كان الثائر الذي بالأندلس قد ملك سبع سنين فقتله بعض أصحابه و رجعت برطانية إلى ملك ديوقاريان ، ثم استعمل مخشميان خليفة ديوقاريان صهره قسطنطش و أخاه مخشمس ابني وليتنوس ، فمضى مخشمس إلى أفريقية و قهر الثوار بها و ردها إلى طاعة الرومانيين ، و زحف ديوقاريان قيصر الأعظم إلى مصر و الإسكندرية فحصر الثائر بها إلى أن ظفر به و قتله ، و مضى قسطنطش إلى اللمانيين في ناحية بلاد الإفرنج فظفر بهم بعد حروب طويلة . و زحف مخشميان خليفة ديوقاريان إلى سابور ملك الفرس فكانت حروبه معه سجالاً حتى غلبه و أصاب منه ، و استأصل مدينة غورة و الكوفة من بلاده سبياً و قتلاً و رجع إلى رومة . ثم سرحه ديوقاريان قيصر إلى حروب أهل غالش من الإفرنجة ، فأثخن فيهم قتلاً و سبياً ، ثم اشتد ديوقاريان على النصارى الشدة العاشرة بعد نيرون و أثخن فيهم بالقتل و دام ذلك عليهم عشر سنين .

ثم اعتزل ديوقاريان و خليفته مخشميان الملك و رفضاه و دفعاه إلى قسطنطش بن و ليتنوش و أخيه مخشمس و يسمى غلاريس ، فاقتسما ملك الرومانيين ، فكان لمخشمس غلاريس ناحية الشرق و كان لقسطنطش ناحية المغرب و كانت أفريقية و بلاد الأندلس و بلاد الإفرنج في ملكته . و هلك ديوقاريان و مخشميان معتزلين عن الملك بناحية الشام و أقام قسطنطش في الملك ، ثم هلك ببرطانية و أقام بملك اللطينيين من بعده ابنه قسطنطين . انتهى كلام هروشيوش .

و يظهر أن هذا الملك الذي سماه ابن العميد ديقلاديانوس هو الذي سماه هروشيوش ديوقاريان ، و الخبر من بعد ذلك متشابه و الأسماء مختلفة و لا يخفى عليك وضع كل اسم في مكانه من الآخر و الله سبحانه و تعالى أعلم .



الخبر عن القياصرة المنتصرة من اللطينيين و هم الكيتم و استفعال ملكهم بقسطنطينية ثم بالشام بعدها إلى حين الفتح الإسلامي ثم بعد إلى انقراض أمرهم

هؤلاء الملوك القياصرة المتنصرة من أعظم ملوك العالم و أشهرهم و كان الاستيلاء على جانب البحر الرومي من الأندلس إلى رومة إلى القسطنطينية إلى الشام إلى مصر و الإسكندرية إلى أفريقية و المغرب ، و حاربوا الترك و الفرس بالمشرق و السودان بالمغرب من النوبة فمن وراءهم . و كانوا أولاً على دين المجوسية ، ثم بعد ظهور الحواريين و نشر دين النصرانية بأرضهم و تسلطهم عليهم بأرضهم مرة بعد أخرى أخذوا بدينهم . و كان أول من أخذ به قسطنطين بن قسطنطش بن وليتنوس و أمه هلانة بنت مخشميان قيصر خليفة ديوقاريان قيصر الثالث و الثلاثون من القياصرة ، وقد مر ذكره آنفاً . و إنما سعى هذا الدين دين النصرانية نسبة إلى ناصرة القرية التي كان فيها مسكن عيسى عليه السلام عندما رجع من مصر مع أمه . و أما نسبه إلى نصران فهو من أبنية المبالغة و معناه أن هذا الدين في غير أهل عصابة فهو دين من ينصره من أتباعه . و يعرف هؤلاء القياصرة ببني الأصفر و بعض الناس ينسبهم إلى عيصو بن إسحق وقد أنكر ذلك المحققون و أبوه . و قال أبو محمد بن حزم عند ذكر إسرائيل عليه السلام كان لإسحق عليه السلام ابن آخر غير يعقوب و اسمه عيصاب ، و كان بنوه يسكنون جبال السراة من الشام إلى الحجاز ، وقد بادوا جملة إلا أن قوماً يذكرون أن الروم من ولده و هو خطأ و إنما
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45223
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:40 pm

وقع لهم هذا الغلط لأن موضعهم كان يقال له أروم فظنوا أن الروم من ذلك الموضع و ليس كذلك ، لأن الروم إنما نسبوا إلى روملس باني رومة و ربما يحتجون بأن النبي صلى الله عليه و سلم قال في غزوة تبوك للحرث بن قيس : هل لك في جلاد بني الأصفر ؟ و لا حجة فيه لاحتمال أن يريد بني عيصاب على الحقيقة لأن قصده كان إلى ناحية السراة و هو مسكن بني عيصو قلت : مسكن عيصو هؤلاء كان يقال له أيذوم ، بالذال المعجمة إلى الظاء أقرب فعربتها العرب راء ، و من هنا جاء الغلط و الله تعالى أعلم . و هذا الموضع يقال له يسعون أيضاً و الاسمان في التوراة .

قال ابن العميد : خرج قسطنطين المؤمن على مقسيمانوس فهزمه ، و رجع إلى رومة و ازدحم العسكر على الجسر فوقع بهم في البحر و غرق مقسمانوس مع من غرق ، و دخل قسطنطين رومة و ملكها بعد أن أقام ملكاً على بيزنطية من بعد أبيه ستاً و عشرين سنة ، فبسط العدل و رفع الجور . و خرج قائده يسكن ناحية قسطنطينية ، و ولاه على رومة و أعمالها و ألزمه بإكرام النصارى ، ثم انتقض عليه و قتل النصارى و عبد الأصنام ، و كان فيمن قتل ماريادس بطرك بطارقة ، فبعث قسطنطين العساكر إلى رومة لحربه فساقوه أسيراً و قتله .

ثم تنصر قسطنطين في مدينة نيقيا لإثنتي عشر من ملكه و هدم بيوت الأصنام و بنى الكنائس ، و لتاسع عشرة من ملكه كان مجمع الأساقفة بمدينة و نفى أريوس ، كما ذكرنا ذلك كله من قبل و أن رئيس هذا المجمع كان إسكندروس بطرك الإسكندرية ، و في الخامسة عشر من رياسته توفي بعد المجمع بخمسة أشهر . و قال ابن بطريق كانت ولاية إسكندروس في الخامسة من ملك قسطنطين و بقي ست عشرة سنة و قتل في السادسة و العشرين من ملك ديقلاديانوس و أنه كان على عهد أوسانيوس أسقف قيسارية . قال المسبحي : مكث بطركا ثلاثاً و عشرين و كسر صنم النحاس الذي هو هيكل زحل بإسكندرية ، و جعل مكانه كنيسة فهدمها العبيديون عند ملكهم إسكندرية . و قال ابن الراهب : إن إسكندروس البطرك ولي أول سنة من ملك قسطنطين فمكث إثنتين و عشرين سنة و على عهده جاءت جاءت هلانة أم قسطنطين لزيارة بيت المقدس و بنت الكنائس و سألت عن موضع الصليب فأخبرها مقاريوس الأسقف : إن اليهود أهالوا عليه التراب و الزبل فأحضرت الكهنونية و سألتهم عن موضع الصليب و سألتهم رفع ما هنالك من الزبل ثم استخرجت ثلاثة من الخشب و سألت أيتها خشبة المسيح ، فقال لها الأسقف : علامتها أن الميت يحيا بمسيسها ، فصدقت ذلك بتجربتها ، و اتخذوا ذلك اليوم عيداً لوجود الصليب ، و بنت على الموضع كنيسة القمامة ، و أمرت مقاريوس الأسقف ببناء الكنائس و كان ذلك لثلمائة و ثمان و عشرين من مولد المسيح عليه السلام .

و في حادية و عشرين من ملك قسطنطين كان مهلك إسكندروس البطرك ، و ولي مكانه تلميذه أثناسيوس كانت أمه تنصرت على يده فربى ابنها عنده و علمه و ولي بطركا مكانه و سعى به أصحاب أريوش إلى الملك بعده مرتين بقي فيهما على كرسيه ثم رجع . و حمل قسطنطين اليهود بالقدس على النصرانية فأظهروها و افتتحوا في الامتناع من أكل الخنزير ، فقتل منهم خلقاً و تنصر بعضهم ، فزعموا أن أخبار اليهود نقصوا من سني مواليد الآباء نحوا من ألف و خمسمائة سنة ليبطلوا مجيء المسيح في السوابيع التي ذكر دانيال أن المسيح يظهر عندها ، و أنها لم يحن وقتها و أن التوراة الصحيحة هي التي فسرها السبعون من أحبار اليهود ملك مصر . و زعم ابن العميد أن قسطنطين أحضرها و اطلع منها على النقص الذي قاله ، قال : و هي التوراة التي بيد النصارى الآن .

قال ثم أمر قسطنطين بتجديد مدينة بيزنطية و سماها قسطنطينية باسمه و قسم ممالكه بين أولاده ، فجعل لقسطنطين قسطنطينية و ما والاها ، لقسطنطين الآخر بلاد الشام إلى أقصى المشرق ، و لقسطوس الثالث رومة و ما والاها . قال و ملك خمسين سنة منها ست و عشرون بيزنطية قبل غلبة مقسميانوس و منها أربع و عشرون بعد استيلائه على الروم ، و تنصر في اثنتي عشرة من آخر ملكه ، و هلك لستمائة و خمسين للإسكندر . قال هروشيوش : كان قسطنطين بن قسنطش على دين المجوسية ، و كان شديداً على النصارى ، و نفى بطرك رومة فدعا عليه و ابتلى بالجذام ، و وصف له في مداواته أن ينغمس في دماء الأطفال ، فجمع منهم لذلك عدداً ثم أدركته الرقة عليهم فأطلقهم ، فرأى في منامه من يحضه على الاقتداء بالبطرك فرده إلى رومة و برئ من الجذام . و جنح من حينئذ إلى دين النصرانية ، ثم خشي خلاف قومه في ذاك ، فارتحل إلى القسطنطينية و نزلها و شيد بناءها و أظهر ديانة المسيح ، و خالف أهل رومة فرجع إليهم و غلبهم على أمرهم و أظهر دين النصرانية ، ثم جاهد الفرس حتى غلبهم على كثير من ممالكهم . و لعشرين سنة من ملكه خرجت طائفة من القوط إلى بلاده فأغاروا و سبوا فزحف إليهم و أخرجهم من بلاده . ثم رأى في منامه عرباً و بنوداً على تمثال الصلبان و قائلاً يقول هذه علامة الظفر لك ، فخرجت أمه هلانة إلى بيت المقدس لطلب آثار المسيح و بنت الكنائس في البلدان و رجعت ثم هلك قسطنطين لإحدى و ثلاثين سنةمن ملكه اهـ . كلام هروشيوش .ثم ولي قسطنطين الصغير بن قسطنطين و سماه هروشيوش قسنطش . قال ابن العميد : ملك أربعاً و عشرين سنة و كان أخوه قسطوس برومية بولاية أبيهما ففي خامسة من ملك قسطنطين بعث العساكر فقتل مقنيطوس و أتباعه و ولى على رومة من جهته فكانت له صاغية إلى أريوش فأخذ بمذهبه ، و غلبت تلك المقالة على أهل قسطنطينية و إنطاكية و مصر و الإسكندرية ، و غلب أتباع أريوش على الكنائس و وثبوا على بطرك إسكندرية
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45223
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى