alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:00 pm

ذكرهم . و أما جذام و إسمه عمرو بن عدي أخو لخم بن عدي فبطن متسع له شعوب كثيرة مثل غطفان و أمصى و بنو حرام بن جزام و بنو ضبيب و بنو مخرمة و بنو بعجة بنو نفاثة و ديارهم حوالي أيلة من أول أعمال الحجاز إلى الينبع من أطراف يثرب ، و كانت لهم رياسة في معان و ما حولها من أرض الشام لبني النافرة من نفاثة ثم لفروة بن عمرو بن النافرة منهم ، و كان عاملاً للروم على قومه و على من كان حوالي معان من العرب ، و هو الذي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بإسلامه و أهدى له بغلة بيضاء . و سمع بذلك قيصر فأغرى بع الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان فأخذه و صلبه بفلسطين ، و بقيتهم اليوم في مواطنهم الأولى في شعبين من شعوبهم يعرف أحدهما بنو عائد و هم ما بين بلبيس من أعمال مصر إلى عقبة أيلة إلى الكرك من ناحية فلسطين ، و تعرف الثانية بنو عقبة و هم من الكرك إلى الأزلم من برية الحجاز . و ضمان السابلة ما بين مصر و المدينة النبوية إلى حدود غزة من الشام عليهم ، و غزة من مواطن جرم إحدى بطون قضاعة كما مر ، و بأفريقية لهذا العهد منهم

وبرية كبيرة ينتجعون مع ذياب بن سليم بنواحي طرابلس . و أما عامله و اسمه الحرث بن عدي و هم إخوة لخم و جذام و إنما سمي الحرث عاملة بأمه القضاعية و هم بطن متسع و مواطنهم ببرية الشام . و أما كندة و إسمه ثور بن عفير بن عدي و عفير أخو لخم و جذام ، و تعرف كندة الملوك لأن الملك كان لهم على بادية الحجاز من بني عدنان كما نذكر ، و بلادهم بجبال اليمن مما يلي حضرموت و منها دمون التي ذكرها امرؤ القيس في شعره ، و بطونهم العظيمة ثلاثة : معاوية بن كندة و منه الملوك بنو الحرث بن معاوية الأصغر ابن ثور بن مرتع بن معاوية و السكون و سكسك و ابنهما أشرش بن كندة ، و من السكون بطن تجيب و هم بنو عدي و بنو سعد بن أشرش بن شبيب بن السكون و تجيب إسم أمهما . و كان للسكون ملك بدومة الجندل و كان عليها عبد المغيث بن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحق بن أعمى بن معاوية ابن حلاوة بن أمامة بن شكامة بن شبيب بن السكون بعث إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك خالد بن الوليد فجاء به أسيراً ، و حقن صلى الله عليه و سلم دمه و صالحه على الجزية و رده إلى موضعه . و من معاوية بن كندة بنو حجر ابن الحرث الأصغر ابن معاوية بن كندة منهم حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية و هو حجر أبو الملوك ابن كندة الذين يأتي ذكرهم ، و الحرث الولادة أخو حجر و كان من عقبه الخارجين باليمن المسلمين طالب الحق و كان أباضياً و سيأتي ذكره ، و منهم الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية و جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحرث الأكبر جاهلي إسلامي ، و ابنه محمد بن الأشعث و ابنه عبد الرحمن بن الأشعث القائم على عبد الملك و الحجاج و هو مشهور ، و ابن عمهم أيضاً ابن عدي و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:02 pm

هو الأدمر بن عدي بن جبلة له صحبة فيما يقال ، و هو الذي قتله معاوية على الثورة بأخيه زياد و خبره معروف .

هذه قبائل اليمن من قحطان استوفينا ذكر بطونهم و أنسابهم و نرجع الآن إلى ذكر من كان الملك منهم بالشام و الحجاز و العراق حسبما نقصه ، و الله تعالى المعين بكرمه و منه لا رب غيره و لا خير إلا خيره .



الخبر عن ملوك الحيرة من آل المنذر من هذه الطبقة و كيف انساق الملك إليهم ممن قبلهم و كيف صار إلى طيء من بعدهمأما أخبار العرب بالعراق في الجبل الأول و هم العرب العاربة فلم يصل إلينا تفاصيلها و شرح حالها ، إلا أن قوم عاد و العمالقة ملكوا العراق ، و المسند في بعض الأقوال أن الضحاك بن سنان منهم كما مر . و أما في الجبل الثاني و هم العرب المستعربة فلم يكن لهم به مستبد و إنما كان ملكهم به بدوياً و رياستهم في أهل الظواعن . و كان ملك العرب كما مر في التبابعة من أهل اليمن ، و كانت بينهم و بين فارس حروب و ربما غلبوهم على العراق و ملكوه أو بعضه كما مر ، لكن اليمن لم يغلبوا ثانياً على ملكوا منه ، وقد مر إيقاع بختنصر و إثخنانه فيهم ما تقدم . و كان في سواد العراق و أطراف الشام و الجزيرة الأمارنيون من بني إرم بن سام ، و من كان من بقية عساكر ابن تبع من جعفر طيء و كلب و تميم و غيرهم من جرهم ، و من نزل معهم بعد ذلك من تنوخ و نمارة بن لخم و قنص بن معد و من إليهم كما قدمناه ذكر ذلك . و كان ما ما بين الحيرة و الفرات إلى ناحية الأنبار مواطن لهم و كانوا يسمون عرب الضاحية ، و كان أول من ملك منهم في زمن الطوائف مالك بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن قضاعة ، و كان منزله مما يلي الأنبار . و ملك من بعده أخوه عمرو بن فهم . ثم ملك من بعدهما جديمة الأبرش إثنتي عشرة سنة ، وقد تقدم أنه صهرهما و أن مالك بن زهير بن عمرو بن فهم زوجه أخته و صاروا حلفاء مع الأزد من قوم جذيمة و نسب جذيمة في الأزد إلى بني زهران ، ثم إلى دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران ، و هو جذيمة بن ملك بن فهم بن غنم بن دوس هكذا قال ابن الكلبي و يقال : إنه من وبار بن أميم بن لاوذ بن سام ، و كان بنو زهران من الأزد خرجوا قبل خروج مزيقيا من اليمن و نزلوا بالعراق و قيل ساروا من اليمن مع أولاد جفنة بن مزيقيا ، فلما تفرق الأزد على الموطن نزل بنو زهران هؤلاء بالشراة و عمان و صار لهم مع الطوائف ملك ، و كان مالك بن فهم هذا من ملوكهم . و كان بشاطئ الفرات من الجانب الشرقي عمرو بن الظرب بن حسان بن أدينة من ولد السميدع بن هوثر من بقايا العمالقة ، فكان عمرو بن الظرب على مشارف الشام و الجزيرة ، و كان منزله بالمضيق بين الخابور و قرقيسا فكانت بينه و بين
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:05 pm

مالك بن فهم حروب هلك عمرو في بعضها ، و قامت بملكه من بعده ابنته الزباء بنت عمرو و اسمها نائلة عند الطبري و ميسون عند ابن دريد .

قال السهيلي : و يقال إن الزباء الملكة كانت من ذرية السميدع بن هوثر من بني قطورا أهل مكة ، و هو السميدع بن مرثد بالثاء المثلثة ابن لاي بن قطور بن كركي بن عملاق ، و هي بنت عمرو بن أدينة بن الظرب بن حسان . و بين حسان هذا و السميدع آباء كثيرة ليست بصحيحة لبعد زمن الزباء من زمن السميدع انتهى كلام السهيلي .

و لم تزل الحرب بين مالك بن فهم و بين الزباء بنت عمرو إلى أن ألجاها إلى أطراف مملكتها ، و كان يغير على ملوك الطوائف حتى غلبهم على كثير مما في أيديهم . قال أبو عبيدة : و هو أول ملك كان بالعراق من العرب و أول من نصب المجانيق و أوقد الشموع و ملك ستين سنة . و لما هلك قام بأمره من بعده جذيمة الوضاح و يقال له الأبرش ، و كان يكنى بأبي مالك و هو منادم الفرقدين . قال أبو عبيدة : كان جذيمة بعد عيسى بثلاثين سنة فملك أزمان الطوائف خمساً و سبعين سنة و أيام أردشير كلها خمسة عشر سنة و ثماني سنين من أيام سابور ، و كان بينه و بين الزباء سلم و حرب ، و لم تزل تحاول الثأر منه بأبيها حتى تحيلت عليه و أطمعته في نفسها فخطبها و أجابته ، و أجمع المسير إليها و أبى عليه و زيره قيصر بن سعد ، فعصاه و دخل إليها و لقيه بالجنود و أحس بالشر ، فنجا قصير و دخل جذيمة إلى قصرها فقطعت رواهشه و أجرت دمه إلى أن هلك في حكاية منقولة في كتب الأخباريين . قال الطبري : و كان جذيمة من أفضل ملوك العرب رأياً و أبعدهم مغاراً و أشدهم حزماً و أول من استجمع له الملك بأرض العراق و سرى بالجيوش ، و كان به برص فكنوا عنه بالوضاح إجلالاً له ، و كانت منازله بين الحيرة و الأنبار و هيت و نواحيها و عين التمر و أطراف البر العمق و القطقطانية و جفنة ، و كانت تجبى إليه الأموال و تفد إليه الوفود ، و غزا في بعض الأيام طسما و جديساً في منازلهم باليمامة ، و وجد حسان بن تبع قد أغار عليهم فانفكأ هو راجعاً بمن معه ، و أتت خيول حسان على سرايا فأجاحوها . و كان أكثر غزو جذيمة للعرب العاربة ، و كان قد تكهن و ادعى النبوة ، و كانت منازل إياد بعين أباغ سميت باسم رجل من العمالقة نزل بها و كان جذيمة كثيرا ما يغزوهم حتى طلبوا مسالمته ، و كان بينهم غلام من لخم من بني أختهم و كانوا أخوالاً له و هو عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحرث بن مسعود بن مالك بن عمرو بن نمارة بن لخم ، و كان له جمال و ضرب و طلبه منهم جذيمة فامتنعوا من تسليمه إليه ، فألح عليهم بالغزو و بعثت إياد من سرق لهم صنمين كانا عند جذيمة يدعو بهما و يستسقى بهما و عرفوه أن الصنمين عندهم و أنهم يردونهما بشريطة رفع الغزو عنهم ، فأجابهم إلى ذلك بشريطة أن يبعثوا مع الصنمين عدي
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:07 pm

بن نصر فكان ذلك . و لما جاءه عدي بن نصر استخلصه لنفسه و ولاه شرابه ، و هويته رقاش أخته فراسلته فدافعها بالخشية من جذيمة ، فقالت له اخطبني منه إذا أخذت الخمر منه و أشهد عليه القوم ففعل ، و أعرس بها من ليلته ، و أصبح مضرجاً بالخلوق . و ارب جذيمة شأنه ثم أعلم بما كان منه فعض على يديه أسفاً ، و هرب عدي فلم يظهر له أثر ، ثم سألها في أبيات شعر معروفه فأخبرته بما كان منه فعرف عذرها و كف ، و أقام عدي في أخواله إياد إلى أن هلك ، و ولدت رقاش منه و سمته عمراً و ربي عند خاله جذيمة و كان يستظرفه ثم استهوته الجن فغاب و ضرب له جذيمة في الآفاق إلى أن رده عليه وافدان من العتقا ، ثم من قضاعة و هما مالك و عقيل ابنا فارج بن مالك بن العنس أهديا له طرفاً و متاعاً ، و لقيا عمرا بطريقهما وقد ساءت حاله و سألاه فأخبرهما باسمه و نسبه فأصلحا من شأنه و جاءا به إلى جذيمة بالحيرة فسر به و سرت أمه . و حكم الرجلين فطلبا منادمته فأسعفهما و كانا ينادمانه حتى ضرب المثل بهما و قيل ندماني جذيمة ، و القصة مبسوطة في كتاب الأخباريين بأكثر من هذا . قال الطبري : و كان ملك العرب بأرض الحيرة و مشارف الشام عمرو بن ظرب بن حسان بن أدينة بن السميدع بن هوثر العملاقي ، فكانت بينه و بين جذيمة حرب قتل فيها عمرو بن الظرب وفضت جموعه . و ملكت بعده ابنته الزباء و اسمها نائلة و جنودها بقايا العمالقة من عاد الأولى و من نهد و سليح ابني حلوان و من كان معهم من قبائل قضاعة ، و كانت تسكن على شاطئ الفرات وقد بنت هنالك قصراً و تربع عند بطن المجاز و تصيف بتدمر . و لما استحكم لها الملك أجمعت أخذ الثأر من جذيمة بأبيها فبعثت إليه توهمه الخطبة و أنها إمرأة لا يليق بها الملك فيجمع ملكها إلى ملكه ، فطمع في ذلك و وافقه قومه ، و أبى عليه منهم قصير بن سعد بن عمرو بن جذيمة بن قيس بن أربى بن نمارة بن لخم و كان حازماً ناصحاً ، و حذره عاقبة ذلك ، فعصاه و استشار ابن أخته عمرو بن عدي فوافقه فاستخلفه على قومه ، و جعل على خيوله عمرو بن عبد الجن ، و سار هو على غربي الفرات إلى أن نزل رحبة مالك بن طوق و أتته الرسل منها بالألطاف و الهدايا ، ثم استقبلته الخيول فقال له قصير : إن أحاطت بك الخيول فهو الغدر فاركب فرسك العصا و كانت لا تجارى . فأحاطت به الخيول و دخل جذيمة على الزباء فقطعت رواهشه فسال دمه حتى نزف و مات ، و قدم قصير على عمرو بن عدي وقد اختلف عليه قومه و مال جماعة منهم إلى عمرو بن عبد الجن فأصلح أمرهم حتى انقادوا جميعاً لعمرو بن عدي ، و أشار عليه يطلب الثأر من الزباء بخاله جذيمة . و كانت الكاهنة قد عرفتها بملكها و أعطتها علامات عمرو فحذرته و بعثت رجلاً مصوراً يصور لها عمراً في جميع حالاته ، فسار إليه متنكراً و اختلط بحشمه و جاء إليها بصورته فاستثبتته و تيقنت أن مهلكها منه ، و اتخذت نفقاً في الأرض من مجلسها إلى حصن داخل
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:09 pm

مدينتها . و عمد عمرو إلى قصير فجذع أنفه بمواطأة منه على ذلك فلحق بالزباء يشكو ما أصابه من عمرو و أنه اتهمه بمداخلة الزباء في أمر خاله جذيمة ، و ما رأيت بعد ما فعل بي أنكى له من أن أكون معك . فأكرمته و قربته حتى إذا رضي منها من الوثوق به أشار عليها بالتجارة في طرف العراق و أمتعته فأعطته مالاص وعيراً ، و ذهب إلى العراق و لقي عمرو بن عدي بالحيرة فجهزه بالطرف و الأمتعة كما يرضيها ، و أتاها بذلك فازدادت به وثوقاً و جهزته بأكثر من الأولى ، ثم عاد الثالثة و حمل بغاة الجند من أصحابه عمرو في الغرائر على الجمال و عمرو فيهم ، و تقدم فبشرها بالعيرة و بكثرة ما حمل إليها من الطرف ، فخرجت تنظر فأنكرت ما رأته في الجمال من التكارد ، ثم دخلت العيرة المدينة فلما توسطت أنيخت و خرج الرجال ، و بادر عمرو إلى النفق فوقف عنده ، و وضع الرجال سيوفهم في أهل البلد . و بادرت الزباء إلى النفق فوجدت عمراً قائماً عنده فلحمها بالسيف و ماتت ، و أصاب ما أصاب من المدينة و انكفأ راجعاً .

قال الطبري : و عمرو بن عدي أول من اتخذ الحيرة منزلاً من ملوك العرب ، و أول من تجده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق ، و إليه ينسبون و هم ملوك آل نصر . و لم يزل عمرو بن عدي ملكاً حتى مات و هو ابن مائة و عشرين سنة مستبداً منفرداً يغزوهم و يغنم ، و تفد عليه الوفود و لا يدين لملوك الطوائف و لا يدينون له حتى قدم أردشير بن بابك في أهل فارس .

قال الطبري :و إنما ذكرنا في هذا الموضع أمر جذيمة و ابن أخته عمرو بن عدي لما قدمناه عند ذكر ملوك اليمن ، و أنهم لم يكن لهم ملك مستفحل و إنما كانوا طوائف على المخاليف يغير كل واحد على صاحبه إذا استغفله ، و يرجع خوف الطلب حتى كان عمرو بن عدي فاتصل له و لعقبه الملك على من كان بنواحي العراق و بادية الحجاز بالعرب ، فاستعمله ملوك فارس على ذلك إلى آخرهم أمرهم . و كان أمر آل نصر هؤلاء و من كان من ولاة الفرس و عمالهم على العرب معروفاً مثبتاً عندهم في كنائسهم و أشعارهم . و قال هشام بن الكلبي : كنت أستخرج أخبار العرب و أنسابهم و أنساب آل نصر بن ربيعة و مبالغ أعمار من ولي منهم لآل كسرى و تاريخ نسبهم من كتبهم بالحيرة . و أما ابن إسحق فذكر في آل نصر و مصيرهم إلى العراق أن ذلك بسبب الرؤيا التي رآها ربيعة بن نصر و عبرها الكاهنان شق و سطيح ، و فيها أن الحبشة يغلبون على ملكهم باليمن ، قال : فجهز بنيه و أهل بيته إلى العراق بما يصلحهم و كتب لهم إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرزاذ فأسكنهم الحيرة ، و من بقية ربيعة بن نصر كان النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر . وقد يقال إن المنذر من أعقاب ساطرون ملك الحضر من تنوخ قضاعة ، رواه ابن إسحق من علماء الكوفة و رواه عن جبير بن مطعم قال : لما أتى عمر رضي الله
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:11 pm

عنه بسيف النعمان دعا بجبير بن مطعم ، و كان أنسب قريش لقريش و العرب ، تعلمه من أبي بكر رضي الله عنه فسلمه إياه ، ثم قال : ممن كان النعمان يا جبير ؟ قال : كان من أسلاف قنص بن معد . قال السهيلي : كان ولد قنص بن معد انتشروا بالحجاز فوقعت بينهم و بين بني أبيهم حرب و تضايق بالبلاد و أجدبت الأرض ، فساروا نحو سواد العراق و ذلك في أيام ملوك الطوائف قاتلهم الأردوانيون و بعض ملوك الطوائف و أجلوهم عن السواد و قتلوهم ، إلا أشلاء لحقت بقبائل العرب و دخلوا فيهم فانتسبوا إليهم . قال الطبري : حين سأله عمر عن النعمان قال : كانت العرب تقول من أشلاء قنص بن معد و هم من ولد عجم بن قنص إلا أن الناس صحفوا عجم و جعلوا مكانه لخم . قال ابن إسحق : و أما سائر العرب فيقولون النعمان بن المنذر رجل من لخم ربي بين ولد ربيعة بن نصر أهـ .

و لما هلك عمرو بن عدي ولي بعده على العرب و سائر من ببادية العراق و الحجاز و الجزيرة امرؤ القيس بن عمرو بن عدي ، و يقال له البدء ، و هو أول من تنصر من ملوك آل نصر و عمال الفرس ، و عاش فيما ذكر هشام بن الكلبي مائة و أربعة عشر سنة ، منها أيام سابور ثلاثاً و عشرين سنة ، و أيام هرمز بن سابور سنة واحدة ، و أيام بهرام بن هرمز ثلاث سنين ، و أيام بهرام بن بهرام ثماني عشرة سنة ، و من أيام سابور سبعون سنة . و هلك لعهده فولي مكانه ابنه عمرو بن امرئ القيس البدء ، فأقام في ملكه ثلاثين سنة بقية أيام سابور بن سابور ، ثم ولي مكانه أوس بن قلام العمليقي فيما قال هشام بن محمد ، و هو من بني عمرو بن عملاق ، فأقام في ولايته خمس سنين ثم سار به جحجبا بن عتيك بن لخم فقتله و ولي مكانه . ثم هلك في عهد بهرام بن سابور . و ولى من بعده امرؤ القيس بن عمرو خمساً و عشرين سنة و هلك أيام يزدجرد الأثيم ، فولي مكانه ابنه النعمان بن امرئ القيس و أمه شقيقة بنت ربيعة بن ذهب بن شيبان و هو صاحب الخورنق ، و يقال إن سبب بنائه إياه إن يزجرد الأثيم دفع إليه إبنه بهرام جور ليربيه و أمره ببناء هذا الخورنق مسكناً له و أسكنه إياه ، و يقال : إن الصانع الذي بناه كان اسمه سنمار و إنه فرغ من بنائه ألقاه من أعلاه فمات من أجل محاورة وقعت اختلف الناس في نقلها و الله اعلم بصحتها ، و ذهب ذلك مثلاً بين العرب في قبح الجزاء و وقع في أشعارهم منه كثير . و كان النعمان هذا من أفحل ملوك آل نصر و كانت له سنانان إحداهما للعرب و الأخرى للفرس ، و كان يغزو بهما بلاد العرب بالشام و يدوخها ، و أقام في ملكه ثلاثين سنة زهد و ترك الملك و لبس المسوح و ذهب فلم يوجد له أثر .قال الطبري : و أما العلماء بأخبار الفرس فيقولون إن الذي تولى تربية بهرام هو المنذر بن النعمان بن امرئ القيس ، دفعه إليه يزدجرد الأثيم لإشارة كانت عنده فيه من المنجمين ، فأحسن تربيته و تأديبه و جاءه بمن يلقنه الخلال من العلوم و الآداب و الفروسية و النقابة
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:13 pm

حتى اشتمل على ذلك كله بما رضيه ، ثم رده إلى أبيه فأقام عنده قليلاً و لم يرض بحاله ، و وفد على أبيه وافد قيصر و هو أخوه قياودس ، فقصده بهرام أن يسأل له من أبيه الرجوع إلى بلاد العرب فرجع ، و نزل على المنذر . ثم هلك يزدجرد فاجتمع أهل فارس و ولوا عليهم شخصا من ولد أردشير و عدلوا عن بهرام لمرباه بين العرب و خلوه عن آداب العجم ، و جهز المنذر العساكر لبهرام لطلب ملكه ، و قدم ابنه النعمان فحاصر مدينة الملك ثم جاء على أثره بعساكر العرب و بهرام معه فأذعن له فارس و أطاعوه ، و استوهب المنذر ذنوبهم من بهرام فعفا عنهم و اجتمع أمره . و رجع المنذر إلى بلاده و شغل باللهو و طمع فيه الملوك حوله ، و غزاه خاقان ملك الترك في خمسين ألفاً من العساكر ، و سار إليه بهرام فانتهى إلى أذربيجان ثم إلى أرمينية . ثم ذهب يتصيد و خلف أخوه نرسي على العساكر فرماه أهل فارس بالجبن و أنه خار عن لقاء الترك ، فراسلوا خاقان في الصلح على ما يرضاه فرجع عنهم . و انتهى الخبر بذلك إلى بهرام فسار في اتباعه و بيته فانفض بعسكره و قتله بيده ، و استولى بهرام على ما في العساكر من الأثقال و الذراري و ظفر بتاج خاقان و أكليله و سيفه بما كان فيه من الجواهر و اليواقيت ، و أسر زوجته ، و غلب على ناحية من بلاده فولى عليها بعض مرازبته و أذن له في الجلوس على سرير الفضة و أغزى ما وراء النهر فدانوا بالجزية ، و انصرف إلى أذربيجان فجعل سيف خاقان و أكليله معلقاً ببيت النار و أخدمه خاتون إمرأة خاقان ، و رفع الخراج عن الناس ثلاث سنين شكراً لله تعالى على النصر ، و تصدق بعشرين ألف ألف درهم مكررة مرتين ، و كتب بالخبر إلى النواحي و ولى أخاه نرسي على خراسان و استوزر له بهر نرسي بن بدارة بن فرخزاد ، و وصل الطبري نسبه من هنا بعد فكان رابعهم أشك بن دارا و أغزى بهرام أرض الروم في أربعين ألفاً فانتهى إلى القسطنطينية و رجع .

قال هشام بن الكلبي : ثم جاء الحرث بن عمرو بن حجر الكندي في جيش إلى بلاد معد و الحيرة وقد ولاه تبع بن حسان بن تبع ، فسار إليه النعمان بن امرئ القيس بن الشقيقة و قاتله فقتل النعمان و عدة من أهل بيته و انهزم أصحابه ، و أفلت المنذر بن النعمان الأكبر و أمه ماء السماء امرأة من اليمن ، و تشتت ملك آل النعمان ، و ملك الحرث بن عمرو ما كانوا يملكونه . و قال غير هشام بن الكلبي : إن النعمان الذي قتله الحرث هو ابن المنذر بن النعمان و أمه هند بنت زيد مناة بن زيد الله بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن شيبان ، و هو الذي أسرته فارس ، ملك عشرين سنة منها في أيام فيروز بن يزدجرد عشر سنين و أيام يلاوش بن يزدجرد أربع سنين و في أيام قباذ بن فيروز ست سنين . قال هشام بن محمد الكلبي : و لما ملك الحرث بن عمرو ملك آل النعمان بعث إليه قباذ يطلب لقاءه و كان مضعفاً فجاءه الحرث و صالحه على أن لا يتجاوز بالعرب الفرات ، ثم
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:16 pm

استضعفه فأطلق العرب للغارة في نواحي السواد وراء الفرات فسأله اللقاء بابنه ، و اعتذر إليه أشظاظ العرب و أنه لا يضبطهم إلا المال فأقطعه جانباً من السواد ، فبعث الحرث إلى ملك اليمن تبع يستنهضه بغزو فارس في بلادهم و يخبره بضعف ملكهم ، فجمع و سار حتى نزل الحيرة و بعث ابن أخيه شمرا ذا الجناح إلى قباذ فقاتله و اتبع إلى الري فقتله ، ثم سار شمر إلى خراسان و بعث تبع ابنه حسان إلى الصغد و أمرهما معاً أن يدوخا أرض الصين ، و بعث ابن أخيه يعفر إلى الروم فحاصر القسطنطينية حتى أعطوا الطاعة و الأتاوة ، و تقدم إلى رومة فحاصرها . ثم أصابهم الطاعون و وهنوا له فوثب عليهم فقتلوهم جميعاً . و تقدم شمر إلى سمرقند فحاصرها و استعمل الحيلة فيها فملكها ، ثم سار إلى الصين و هزم الترك و وجد أخاه حسان قد سبقه إلى الصين منذ ثلاث سنين فأقاما هنالك إحدى و عشرين سنة إلى أن هلك قال : و الصحيح المتفق عليه أنهما رجعا إلى بلادهما بما غنماه من الأموال و الذخائر و صنوف الجواهر و الطيوب . و سار تبع حتى قدم مكة و نزل شعب حجاز و كانت وفاته باليمن بعد أن ملك مائة و عشرين سنة ، و لم يخرج أحد بعده من ملوك اليمن غازياً . و يقال : إنه دخل في دين اليهود للأحبار الذين خرجوا معه من يثرب . و أما ابن إسحق فعنده أن الذي سار إلى المشرق من التبابعة تبع الأخير و هو تبان أسعد أبو كرب .

قال هشام بن محمد : و و لى أنوشروان بعد الحرث بن عمرو المنذر بن النعمان الذي أفلت يوم قتل أبوه و نزل الحيرة و أبوه النعمان الأكبر ، فلما قوي سلطان أنوشروان و اشتد أمره بعث إلى المنذر فملكه الحيرة و ما كان يليه الحرث بن عمرو آكل المرار فلم يزل كذلك حتى هلك . قال : و ملك العرب من قبل الفرس بعد الأسود بن المنذر أخوه المنذر بن المنذر و أمه ماوية بنت النعمان سبع سنين ، ثم ملك بعده النعمان بن الأسود ابن المنذر و أمه أم الملك أخت الحرث بن عمرو أربع سنين ، ثم استخلف أبو يعفر بن علقمة بن مالك بن عدي بن الذميل بن ثور بن أسد بن أربى بن نمارة بن لخم ثلاث سنين ، ثم ملك المنذر بن امرئ القيس و هو ذو القرنين لضفيرتين كانتا له من شعره و أمه ماء السماء بنت عوف بن جثم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر بن الضبيب بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط فملك تسعاً و أربعين سنة ، ثم ملك ابنه عمرو بن المنذر و أمه هند بنت الحرث بن عمرو بن حجر آكل المرار ست عشرة سنة و لثمان سنين من ملكه كان عام الفيل الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم ولى عمرو بن هند شقيقه قابوس أربع سنين : سنة منها أيام أنوشروان و ثلاثة أيام ابنه هرمز .ثم ولى بعده أخوهما المنذر أربع سنين ، ثم بعده النعمان بن المنذر و هو أبو قابوس اثنتين و عشرين سنة منها ثمان سنين أيام هرمز و أربع عشرة أيام أبروبز ، و في أيام النعمان هذا اضحمل ملك آل نصر بالجزيرة و عليه انقرض ، و هو الذي قتله كسرى أبرويز و أبدل منه
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:20 pm

المال، وصاحب الفضول بعرَض فساد، وعلى شفا إضَاعة، مع تمام الحنكَة، واجتماع القوَّة، فما ظنُّكم بها مع غرارة الحداثة، وسوء الاعتبار، وقلة التجربة.
وكانوا يقولون: خير ميراثٍ ما أكسبك الأركان الأَربعة، وأحاط بأصول المنفعة، وعجَّل لك حلاوة المحبة، وبقّى لك الأحدوثة الحسنة، وأعطاك عاجل الخير وآجله، وظاهره وباطنه.
وليس يجمع ذلك إلاّ كرامُ الكتب النفيسة، المشتملة على ينابيع العلم، والجامعة لكنوز الأَدب، ومعرفِة الصناعات، وفوائدِ الأَرفاق، وحجج الدين الذي بصحته، وعند وضوح برهانه، تسكن النفوس، وتثلج الصدور، ويعود القلب معموراً، والعزُّ راسخاً، والأَصل فسيحاً.
وهذه الكتب هي التي تزيد في العقل وتشحذه، وتداويه وتصلحه، وتهذبه، وتنفي الخَبَث عنه، وتفيدك العلم ، وتصادق بينك وبين الحجَّة،
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:23 pm

في الولاية على الحيرة و العرب باياس بن قبيصة الطائي ، ثم رد رياسة الحيرة لمرازبة فارس إلى أن جاء الإسلام و ذهب ملك فارس . و كان الذي دعا أبروبز إلى قتله سعاية زيد بن عدي العبادي فيه عند أبرويز بسبب أن النعمان قتل أباه عدي بن زيد ، و سياقه الخبر عن ذلك ان عدي بن زيد كان من تراجمة أبرويز و كان سبب قتل النعمان أن أباه و هو زيد بن حماد بن أيوب بن محروب بن عامر بن قبيصة بن امرئ القيس بن زيد مناة والد عدي هذا كان جميلاً شاعراً خطيباً و قارئاً كتاب العرب و الفرس ، و كانوا أهل بيت يكونون مع الأكاسرة و يقطعونهم القطائع على أن يترجموا عندهم عن العرب ، و كان المنذر بن المنذر لما ملك جعل ابنه النعمان في حجر عدي فأرضعه أهل بيته و رباه قوم من أشراف الحيرة ينسبون إلى لخم و يقال لهم بنو مرسي ، و كان للمنذر بن المنذر عشرة سوى النعمان يقال لهم الأشاهب لجمالهم ، و كان النعمان من بينهم أحمر أبرش قصيراً أمه سلمى بنت وائل بن عطية من أهل فدك كانت أمة للحرث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن كلب ، و كان قابوس بن المنذر الأكبر عم النعمان بعث إلى أنوشروان بعدي بن زيد و إخوته فكانوا في كتابه يترجمون له ، فلما مات المنذر أوصى على ولده إياس بن قبيصة الطائي و جعل أمره كله بيده فأقام على ذلك شهراً ، و نظر أنوشروان فيمن يملكه على العرب و شاور عدي بن زيد و استنصحه في بني المنذر فقال بقيتهم في بني المنذر بن المنذر ، فاستقدمهم كسرى و أنزلهم على عدي ، و كان هواه مع النعمان ، فجعل يرعى إخوته تفضيلهم عليه ، و يقول لهم : إن أشار عليكم كسرى بالملك و بمن يكفوه أمر العرب تكفلوا بشأن ابن أخيكم النعمان ، و يسر للنعمان إن سأله كسرى عن شأن إخوته أن يتكفله و يقول : إن عجزت عنهم فأنا عن سواهم أعجز . و كان مع أخيه الأسود بن المنذر رجل من بني مرسي الذين ربوهم اسمه عدي بن أوس بن مرسي فنصحه في عدي و أعلمه أنه يغشه فلم يقبل . و وقف كسرى على مقالاتهم ، فمال إلى النعمان و ملكه و توجه بقيمة ستين ألف دينار و رجع إلى الحيرة ملكاً على العرب ، و عدي بن أوس في خدمته ، وقد أضمر السعاية بعدي بن زيد فكان يظهر الثناء عليه و يتواصى به مع أصحابه و أن يقولوا مثل قوله ، إلا أنه يستصغر النعمان و يزعم أنه ملكه و أنه عامله حتى آسفوه بذلك ، و بعث في الزيارة فأتاه و حبسه ثم ندم و خشي عاقبة إطلاقه فجعل يمنيه . ثم خرج النعمان إلى البحرين و خالفه جفنة ملك غسان إلى الحيرة و غار عليها و نال منها ، و كان عدي بن زيد كتب إلى أخيه عند كسرى يشعره بطلب الشفاعة من كسرى إلى النعمان ، فجاء الشفيع إلى الحيرة و بها خليفة النعمان ، و جاء إلى عدي فقال له : أعطني الكتاب أبعثه أنا و لازمني أنت هنا لئلا أقتل . و بعث أعداؤه من بني بقيلة إلى النعمان بأن رسول كسرى دخل عنده فبعث من قتله . فلما وفد وافد كسرى في الشفاعة أظهر له الإجابة و أحسن له بأربعة آلاف دينار و جارية و أذن له أن يخرجه من
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:26 pm

محبسه فوجده قد مات منذ ليال ، فجاء إلى النعمان مثربا فقال : و الله لقد تركته حياً . فقال : و كيف تدخل إليه و أنت رسول إلي ؟ فطرده فرجع إلى كسرى و أخبره بموته و طوى عنه ما كان من دخوله إليه .

ثم ندم النعمان على قتله ، و لقي يوماً و هو يتصيد ابنه زيداً فاعتذر إليه من أمر أبيه ، و جهزه إلى كسرى ليكون خليفة أبيه على ترجمة العرب . فأعجب به كسرى و قربه و كان أثيراً عنده ، ثم إن كسرى أراد خطبة بنات العرب فأشار عليه عدي بالخطبة في بني منذر فقال له كسرى : اذهب إليهم في ذلك ، فقال : إنهم لا ينكحون العجم و يستريبون في ذلك فابعث معي من يفقه العربية فلعلي آتيك بغرضك . فلما جاء إلى النعمان قال لزيد : أما في عير السواد و فارس ما يغنيكم عن بناتنا ؟ و سأل الرسول عن العير فقال له زيد : هي البقر . ثم رجعا إلى كسرى بالخيبة ، و أغراه زيد فغضب كسرى و حقد على النعمان . ثم استقدمه بعد حين لبعض حاجاته و قال له : لا بد من المشافهة لأن الكتاب لا يسعها . ففطن فذهب إلى طيء و غيرهم من قبائل العرب ليمنعوه ، فأبوا و فرقوا من معاداة كسرى ، إلا بني رواحة بن سعد من بني عبس ، فإنهم أجابوه لو كانوا يغنون عنه فعذرهم ، و انصرف عنهم إلى بني شيبان بذي قار و الرياسة فيهم لهانئ بن مسعود بن عامر بن الخطيب بن عمرو المزدلف ابن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان ، و لقيس بن خالد بن ذي الخدين . و علم أن هانئاً يمنعه و كان كسرى قد أقطعه ، فرجع إليه النعمان ماله و نعمه و حلقته و هي سلاح ألف فارس شاكة ، و سار إلى كسرى ، فلقيه زيد بن عدي بساباط و تبين الغدر ، فلما بلغ إلى كسرى قيده و أودعه السجن إلى أن هلك فيه بالطاعون و دعا ذلك إلى واقعة ذي قار بين العرب و فارس . و ذلك أن كسرى لما قتل النعمان استعمل إياس بن قبيصة الطائي على الحيرة مكان النعمان ليده التي أسلفها طيء عند كسرى يوم واقعة بهرام على أبرويز ، و طلب من النعمان فرسه ينجو عليها فأبى و اعترضه حسان بن حنظلة بن جنة الطائي و هو ابن عم إياس بن قبيصة فأركبه فرسه و نجا عليه ، و مر في طريقه بإياس فأهدى له فرساً و جزوراً ، فرعى له أبرويز هذه الوسائل و قدم إياساً مكان النعمان . و هو إياس بن قبيصة بن أبي عفر بن النعمان بن جنة ، فلما هلك النعمان بعث إياس إلى هانيء بن مسعود في حلقة النعمان ، و يقال كانت أربعمائة درع و قيل ثمانمائة ، فمنعها هانيء و غضب كسرى و أراد استئصال بكر بن وائل ، و أشار عليه النعمان بن زرعة من بني تغلب أن يمهل إلى فصل القيظ عند ورودهم مياه ذي قار . فلما قاظوا و نزلوا تلك المياه جاءهم النعمان بن زرعة يخيرهم في الحرب و إعطاء اليد فاختاروا الحرب ، اختاره حنظلة بن سنان العجلي و كانوا قد ولوه أمرهم و قال لهم إنما هو الموت قتلاً إن أعطيتم باليد أو عطشاً إن هربتم و ربما لقيكم بنو تميم فقتلوكم . ثم بعث كسرى إلى إياس بن قبيصة أن يسير إلى حربهم و يأخذه معه مسالح
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 9:28 pm

فارس و هم الجند الذين كانوا معه بالقطقطانية و بارق و تغلب ، و بعث إلى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الخدين و كان على طيف شقران أن يوافي إياساً ، فجاءت الفرس معها الجنود و الأفيال عليها الأساورة ، و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ بالمدينة فقال : " اليوم انتصف العرب من العجم و نصروا " ، و حفظ ذلك اليوم فإذا يوم الوقعة .

و لما توافق الفريقان جاء قيس بن مسعود إلى هانيء و أشار عليه أن يفرق سلاح النعمان على أصحابه ففعل ، و اختلف هانيء بن مسعود و حنظلة بن ثعلبة بن سنان ، فأشار هانيء بركوب الفلاة و قطع حنظلة حزم الرجال و ضرب على نفسه و آلى أن لا يفر . ثم استقوا الماء لنصف شهر ، و اقتتلوا و هرب العجم من العطش و اتبعهم بكر و عجل ، فاصطف العجم و قاتلوا و صبروا و راسلت إياد بكر بن وائل إنا نفر عند اللقاء فصحبوهم ، و اشتد القتال و قطعوا الآمال حتى سقطت الرجال إلى الأرض ثم حملوا عليهم ، و اعترضهم يزيد بن حماد السكوني في قومه كان كميناً أمامهم فشدوا على إياس بن قبيصة و من معه من العرب فولت إياد منهزمة ، و انهزمت الفرس و جاوزوا الماء في حر الظهيرة في يوم قائظ فهلكوا أجمعين قتلاً و عطشاً . و أقام إياس في ولاية الحيرة مكان النعمان و معه الهمرجان من مرازبة فارس تسع سنين و في الثامنة منها كانت البعثة و ولي بعده على الحيرة آخر من المرازبة اسمه زاذويه بن ماهان الهمذاني سبع عشرة سنة إلى أيام بوران بنت كسرى . ثم ولي المنذر بن النعمان بن المنذر و تسميه العرب الغرور الذي قتل بالبحرين يوم أجداث .

و لما زحف المسلمون إلى العراق و نزل خالد بن الوليد الحيرة حاصرهم بقصورها فلما أشرفوا على الهلكة خرج إليهم إياس بن قبيصة في أشراف أهل الحيرة و أتقى من خالد و المسلمين بالجزية ، فقبلوا منه و صالحهم على مائة و ستين ألف درهم ، و كتب لهم خالد بالعهد و الأمان و كانت أول جزية بالعراق . و كان فيهم هانيء بن قبيصة أخو إياس بن قبيصة بالقصر الأبيض ، و عدي بن عدي العبادي ابن عبد القيس ، و زيد بن عدي بقصر العدسيين ، و أهل نصر بن عدس من قصور الحيرة و هو بنو عوان بن عبد المسيح بن كلب بن وبرة و أهل قصر بني بقيلة لأنه خرج على قومه في بردين أخضرين فقالوا : يا حارث ما أنت إلا بقيلة خضراء و عبد المسيح هذا هو المعمر و هو الذي بعثه كسرى أبرويز إلى سطيح في شأن رؤيا المرزبان . و لما صالح إياس بن قبيصة المسلمين و عقد لهم الجزية سخطت عليه الأكاسرة و عزلوه ، فكان ملكه تسع سنين و لسنة منها و ثمانية أشهر كانت البعوث ، و ولي حينئذ الخلافة عمر بن الخطاب و عقد لسعد بن أبي وقاص على حرب فارس ، فكان من أول عمل يزدجرد أن أمر مرزبان الحيرة أن يبعث قابوس بن قابوس بن المنذر و أغراه بالعرب و وعده بملك آبائه ، و قال له : ادع العرب و أنت على من أجابك منهم كما كان آباؤك ، فنهض قابوس إلى
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى