alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:27 pm

حبس عبد الله بن علي

كان عبد الله بن علي بعد هزيمته أمام أبي مسلم لحق بالبصرة ، و نزل على أخيه سليمان . ثم إن المنصور عزل سليمان سنة تسع و ثلاثين فاختفى عبد الله و أصحابه ، فكتب المنصور إلى سليمان و أخيه عيسى بأمان عبد الله و قواده و مواليه و إشخاصهم إلى المنصور منهما فشخصوا .و لما قدما عليه فأذن لهما فأعلماه بحضور عبد الله و استأذناه له فشغلهما بالحديث و أمر بحبسه في مكان قد هيئ له في القصر ، فلما خرج سليمان و عيسىلم يجدا عبد الله فعلما أنه قد حبس و أن ذمتهما قد أخفرت ، فرجعا إلى المنصور فحبسا عنه و توزع أصحاب عبد الله بين الحبس و القتل ، و بعث ببعضهم إلى أبي داود خالد ابن إبراهيم بخراسان فقتلهم بها . و لم يزل عبد الله محبوساً حتى عهد المنصور إلى المهدي سنة تسع و أربعين و أمر موسى بن عيسى فجعله بعد المهدي و دفع إليه عبد الله ، و أمره بقتله ، و خرج حاجاً و سار عيسى كاتبه يونس بن فروة في قتل عبد الله بن علي فقال : لا تفعل فإنه يقتلك به ، و إن طلبه منك فلا ترده إليه سراً فلما قفل المنصور من الحج دس على أعمامه من يحرضهم على الشفاعة في أخيهم عبد الله فشفعهم ، و قال لعيسى جئنا به فقال : قتلته كا أمرتني فأنكر المنصور و قال خذوه بأخيكم فخرجوا به ليقتلوه حتى اجتمع الناس و اشتهر الأمر فجاء به و قال : هو ذا حي سوي ، فجعله المنصور في بيت أساسه ملح و أجرى عليه الماء فسقط و مات .



وقعة الراوندية

كان هؤلاء القوم من أهل خراسان ومن أتباع أبي مسلم يقولون بالتناسخ و الحلول ، و أن روح آدم في عثمان بن نهيك و أن الله حل في المنصور و جبريل في الهيثم بن معاوية . فحبس المنصور نحواً من مائتين منهم فغضب الباقون و اجتمعوا و حملوا بينهم نعشاً كأنهم في جنازة و جاؤا إلى السجن فرموا بالنعش و أخرجوا أصحابهم و حملوا على الناس في ستمائة رجل و قصدوا قصر المنصور و خرج المنصور من القصر ما شياً و جاء معن بن زائدة الشيباني و كان مستخفياً من المنصور لقتاله مع ابن هبيرة و قد اشتد طلب المنصور له فحضر عنده هذا اليوم متلثماً و ترجل و أبلى . ثم جاء إلى المنصور ولجام بغلته في يد الربيع حاجبه و قال : تنح ذا أنا أحق بهذا اللجام في هذا الوقت و أعظم فنازل و قاتل حتى ظفر بالراوندية . ثم سأله فانتسب فأمنه و اصطنعه . و جاء أبو نصر مالك بن الهيثم و وقف على باب المنصور و قال أنا اليوم بواب . ثم قاتلهم أهل السوق و فتح باب المدينة و دخل الناس و حمل عليهم خازم بن خزيمة و الهيثم بن شعبة حتى قتلوهم عن آخرهم .و أصاب عثمان بن نهيك في الحومة سهم فمات منه بعد أيام و جعل على الحبس بعده أخاه عيسى ثم بعده أبا العباس الطوسي و ذلك كله بالهاشمية . ثم أحضر معناً و رفع منزلته و أثنى عليه بما كان منه في ذلك اليوم مع عمه عيسى ، فقال معن : و الله يا أمير المؤمنين لقد جئت إلى الحومة و جلاً حتى رأيت شدتك فحملني ذلك على ما رأيت مني .و قيل إنه كان مختفياً عند أبي الخصيب حاجب المنصور و أنه جاء يوم الراوندية فاستأذن أبو الخصيب و شاوره المنصور في أمرهم فأشار ببث المال في الناس . و أبى المنصور إلا الركوب إليهم بنفسه فخرج بين يديه و أبلى حتى قتلوا . ثم تغيب فاستدناه و أمنه و ولاه على اليمن .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:28 pm

انتقاض خراسان و مسير المهدي إليها

كان السفاح قد ولى على خراسان أبا داود خالد بن إبراهيم الدهلي بعد انتقاض بسام ابن إبراهيم و مهلكه . فلما كان سنة أربعين ثار به بعض الجند و هو بكشماهن و جاؤا إلى منزله فاشرف عليهم ليلاً من السطح فزلت قدمه فسقط و مات ليومه .و كان عصام صاحب شرطته فقام بالأمر بعده . ثم ولى المنصور على خراسان عبد الجبار بن عبد الرحمن فقدم عليها و حبس جماعة من القواد اتهمهم بالدعاء للعلوية ، منهم مجاشع ابن حريث الأنصاري عامل بخاري و أبو المعرة خالد بن كثير مولى بني تميم عامل قهستان و الحريش بن الذهلي ابن عم أبي داود في آخرين . ثم قتل هؤلاء و ألح على عمال أبي داود في استخراج المال و انتهت الشكوى إلى المنصور بذلك فقال لأبي أيوب : إنما يريد بفناء شيعتنا الخلع ، فأشار عليه أبو أيوب أن تبعث من جنود خراسان لغزو الروم فإذا فارقوه بعثت إليه من شئت و استكمن منه . فكتب إليه بذلك فأجاب بأن الترك قد جاشت و إن فرقت الجنود خشيت على خراسان فقال له أبو أيوب : أكتب إليه بأنك ممده بالجيوش و ابعث معها من شئت يستمكن منه ، فأجاب عبد الجبار بأن خراسان مغلبة في عامها و لا تحتمل زيادة العسكر فقال له أبو يوسف هذا خلع فعاجله فبعث ابنه المهدي فسار و نزل الري و قدم خازم بن خزيمة لحرب عبد الجبار فقاتلوه ، فانهزم و جاء إلى مقطنة و توارى فيها . فعبر إليه المحشد بن مزاحم من أهل مرو الروذ و جاء به إلى خازم فحمله على بعير و عليه جبة صوف ، و وجهه إلى عجز البعير و حمله إلى المنصور في ولده و أصحابه فبسط إليهم العذاب حتى استخرج الأموال ثم قطع يديه و رجليه و قتله و ذلك سنة اثنتين و أربعين و بعث بولده إلى دهلك فعزلهم بها و أقام المهدي بخراسان حتى رجع إلى العراق سنة تسع و أربعين .

و في سنة اثنتين و أربعين انتقض عيينة بن موسى بن كعب بالسند ، و كان عاملاً عليها من بعد أبيه ، و كان أبوه يستخلف المسيب بن زهير على الشرط فخشى المسيب إن حضر عيينة عند المنصور أن يوليه على الشرط ، فحذره المنصور و حرضه على الخلاف فخلع الطاعة و سار المنصور إلى البصرة و سرح من هنالك عمر بن حفص بن أبي صفوة العتكي لحرب عيينة و ولاه على السند و الهند فورد السند و غلب عليها .و في السنة انتفض الأصبهبد بطبرستان و قتل من كان في أرضه من المسلمين فبعث المنصور مولاه أبا الخطيب و خازم بن خزيمة و روح بن حاتم في العساكر فحاصروه في مدة ثم تحيلوا ففتح لهم الحصن من داخله و قتلوا المقاتلة و سبى الذرية و كان مع الإصبهبد سم فشربه فمات .



أمر بني العباسبنو هاشم حين اضطرب أمر مروان بن محمد اجتمعوا إليه و تشاوروا فيمن يعقدون له الخلافة فاتفقوا على محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن علي .و كان يقال : إن المنصور ممن بايعه تلك الليلة . و لما حج أيام أخيه السفاح سنة ست و ثلاثين تغيب عنه محمد و أخوه إبراهيم ، ولم يحضرا عنده مع بني هاشم .و سأل عنهما فقال له زياد ابن عبيد الله الحرثى أنا آتيك بهما و كان بمكة فرده المنصور إلى المدينة . ثم استخلف المنصور و طفق يسأل عن محمد و يختص بني هاشم بالسؤال سراً ، فكلهم يقول : إنك ظهرت على طلبه لهذا الأمر فخافك على نفسه ، و يحسن العذر عنه إلا الحسن ابن زيد بن الحسن بن علي . فإنه قال له : و الله ما آمن و ثوبه عليك ، فإنه لا ينام عنك ، فكان موسى بن عبد الله بن حسن يقول بعد هذا : اللهم أطلب الحسن بن زيد بدمائنا . ثم إن المنصور حج سنة و ألح على عبد الله بن حسن في أحضار ابنه محمد فاستشار عبد الله بن علي في إحضاره فقال له : لو كان عافياً عفى عن عمه ! فاستمر عبد الله على الكتمان و بث المنصور العيون بين الأعراب في طلبه بسائر بوادي الحجاز و مياهها ثم كتب كتاباً على لسان الشيعة إلى محمد بالطاعة و المسارعة و بعثه مع بعض عيونه إلى عبد الله و بعث معه بالمال و الإلطاف كأنه من عندهم .و كان للمنصور كاتب على سريره يتشيع ، فكتب إلى عبد الله بن حسن بالخبر و كان محمد بجهينة ، و ألح عليه صاحب الكتاب أمر محمد ليدفع إليه كتاب الشيعة فقال له : إذهب إلى علي بن الحسن المدعو بالأغر يوصلك إليه في جبل جهينة فذهب و أوصله إليه . ثم جاءهم حقيقة خبره من كاتب المنصور و بعثوا أبا هبار إلى محمد و علي بن حسن يحذرهما الرجل ، فجاء أبو هبار إلى علي بن حسن و أخبره ثم سار إلى محمد فوجد العين عنده جالساً مع أصحابه فخلا به و أخبره ، فقال : و ما الرأي ؟ قال : تقتله . قال : لا أقارف دم مسلم . قال : تقيده و تحمله معك . قال : لا آمن عليه لكثرة الخوف و الاعجال . قال : فتودعه عند بعض أهلك من جهينة . قال : هذه إذن . و رجع فلم يجد الرجل و لحق بالمدينة . ثم قدم على المنصور و أخبره الخبر و سمى اسم أبي هبار و كنيته ، و قال : معه وبر فطلب أبو جعفر وبراً المري فسأله عن أمر محمد فأنكره و حلف فضربه و حبسه . ثم دعا عقبة بن سالم الأزدي و بعثه منكراً بكتاب و الطاف من بعض الشيعة بخراسان إلى عبد الله بن حسن ليظهر على أمره ، فجاءه بالكتاب فانتهره و قال لا أعرف هؤلاء القوم . فلم يزل يتردد إليه حتى قبله و أنس به و سأله عقبة الجواب فقال : لا أكتب لأحد و لكن أقرئهم مني سلاماً و أعلمهم أن ابني خارجان لوقت كذا . فرجع عقبة إلى المنصور فأنشأ الحج ، فلما لقيه بنو حسن رفع مجالسهم و عبد الله إلى جنبه ثم دعا بالغداء فأصابوا منه . ثم قال لعبد الله بن حسن قد أعطيتني العهود و المواثيق أن لا تبغيني بسوء
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:30 pm

بسوء و لا تكيد لي سلطاناً فقال : و أنا على ذلك . فلحظ المنصور عقبة بن سالم فوقف بين عبد الله حتى ملأ عينه منه فبادر المنصور يسأله الإقالة فلم يفعل ، و أمر بحبسه و كان محمد يتردد في النواحي و جاء إلى البصرة فنزل في بني راهب و قيل في بني مرة بن عبيد ، بلغ الخبر إلى المنصور فجاء إلى البصرة و قد خرج عنها محمد ، قلقي المنصور عمر بن عبيد فقال له : يا أبا عثمان هل بالبصرة أحد تخافه على أمرنا ؟ فقال : لا ، فانصرف و اشتد الخوف على محمد و إبراهيم و سار إلى عدن ثم إلى السند ثم إلى الكوفة ، ثم إلى المدينة و كان الممنصور حج سنة أربعين و حج محمد و إبراهيم و عزما على اغتيال المنصور و أبي محمد من ذلك . ثم طلب المنصور عبد الله بإحضار و لديه و عنفه و هم به ، فضمنه زياد عامل المدينة .و انصرف المنصور و قدم محمد المدينة قدمة فتلطف له زياد و أعطاه الأمان له . ثم قال له : إلحق بأي بلاد شئت و سمع المنصور فبعث أبا الأزهر إلى المدينة في جمادى سنة إحدى و أربعين ليستعمل على المدينة عبد العزيز بن المطلب و يقبض زياداً و أصحابه . فسار بهم فحبسهم المنصور ، و خلف زياد ببيت المال ثمانين ألف دينار ثم استعمل على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري ، و أمره بطلب محمد و انفاق المال في ذلك فكثرت نفقته و استبطأه المنصور و استشار في عزله ، فأشار عليه يزيد بن أسيد السلمي من أصحابه باستعمال رباح بن عثمان بن حسان المزني فبعثه أميراً علىالمدينة في رمضان سنة أربع و أربعين ، و أطلق يده في محمد بن خالد القسري . فقدم المدينة و تهدد عبد الله بن حسن في إحضار ابنيه . و قال له عبد الله يومئذ : إنك لتريق المذبوح فيها كما تذبح الشاة ، فاستشعر ذلك و وجد فقال له حاجبه أبو البختري : إن هذا ما اطلع على الغيب فقال : ويلك ! و الله ما قال إلا ما سمع ، فكان كذلك . ثم حبس رباح محمد بن خالد و ضربه وجد في طلب محمد فأخبر أنه في شعبان رضوى من أعمال ينبع و هو جبل جهينة ، فبعث عامله في طلبه فأفلت منه . ثم إن رباح بن مرة حبس بني حسن و قيدهم و هم عبد الله بن حسن بن الحسن و إخوته حسن و إبراهيم و جعفر و ابنه موسى بن عبد الله ، و بنو أخيه داود و إسمعيل و إسحق بنو إبراهيم بن الحسن ، و لم يحضر معهم أخوه علي العائد . ثم حضر من الغد عند رباح و قال : جئتك لتحبسني مع قومي فحبسه ، و كتب إليه المنصور أن يحبس معهم محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان المعروف بالديباجة .و كان أخا عبد الله لأمه أمهما فاطمة بنت الحسين . و كان عامل مصر قد عثر على علي بن محمد بن عبد الله ابن حسن بعثه أبوه إلى مصر يدعو له فأخذه و بعث به إلى المنصور فلم يزل في حبسه و سمى من أصحاب أبيه عبد الرحمن بن أبي المولى و أبا جبير فضربهما المنصور و حبسهما .و قيل عبد الله حبس أولاً وحده و طال حبسه .فأشار عليه أصحابه بحبس الباقين فحبسهم . ثم حج المنصور سنة أربع و أربعين ، فلما قدم مكة بعث إليهم و هم في السجن محمد بن عمران بن إبراهيم بن طلحة و مالك بن أنس يسألهم أن يرفعوا إليه محمداً و إبراهيم ابني عبد الله ، فطلب عبد الله الإذن في لقائه فقال المنصور : لا و الله حتى يأتيني به و بابنيه ، و كان محسناً مقبولاً لا يكلم أحداً إلا أجابه إلى رأيه . ثم إن المنصور قضى حجه و خرج إلى الربذة ، و جاء رباح ليودعه فأمر بأشخاص بني حسن و من معهم إلى العراق فأخرجهم في القيود و الأغلال و أردفهم في محامل بغير وطء ، و جعفر الصادق يعاينهم من وراء ستر و يبكي . و جاء محمد إبراهيم مع أبيهما عبد الله يسايرانه مستترين بزي الأعراب و يستأذنانه في الخروج فيقول : لا تعجلا حتى يمكنكما و إن منعتما أن تعيشا كريمين تمنعا أن تموتا كريمين ، و انتهوا إلى الزيدية . و أحضر العثماني الديقا عند المنصور فضربه مائة و خمسين سوطاً بعد ملاحاة جرت بينهما أغضبت المنصور .و يقال : إن رباحاً أغرى المنصور به و قال له : إن أهل الشام شيعته و لا يتخلف عنه منهم أحد . ثم كتب أبو عون عامل خراسان إلى المنصور بأن أهل خراسان منتظرون أمر محمد بن عبد الله و احذر منهم . فأمر المنصور بقتل العثماني و بعث برأسه إلى خراسان ، و بعث من يحلف أنه رأس محمد بن عبد الله و أن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم قدم المنصور بهم الكوفة و حبسهم بقصر ابن هبيرة ، يقال : إنه قتل محمد بن إبراهيم بن حسن منهم على إسطرانة و هو حي فمات . ثم بعده عبد الله بن حسن ثم علي بن حسن ، و يقال : إن المنصور أمر بهم فقتلوا ، و لم ينج منهم إلا سليمان و عبد الله ابنا داود و إسحق و إسمعيل ابنا إبراهيم بن حسن و جعفر بن حسن و الله أعلم .





ظهور محمد المهدي و مقتلهو لما سار المنصور إلى العراق و حمل معه بني حسن رجع رباح إلى المدينة و ألح في طلب محمد و هو مختف ينتقل في اختفائه من مكان إلى مكان و قد أرهقه الطلب حتى تدلى في بئر . فتدلى فغمس في مائها و حتى سقط ابنه من جبل فتقطع و دل عليه رباح بالمداد ، فركب في طلبه فاختفى عنه ولم يره .و لما اشتد عليه الطلب أجمع الخروج و أغراه أصحابه بذلك .و جاء الخبر إلى رباح بأنه الليلة خارج فأحضر العباس بن عبد الله بن الحرث بن العباس و محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد قاضي المدينة و غيرهما ، و قال لهم : أمير المؤمنين يطلب محمداً شرق الأرض و غربها و هو بين أظهركم .و الله لئن خرج ليقتلنكم أجمعين . و أمر القاضي بإحضار عشيرة بني زهرة فجاؤا في جمع كثير و أجلسهم بالباب . ثم أحضر نفراً من العلويين فيهم جعفر بن محمد بن الحسين و حسين بن علي بن حسين بن علي و رجال من قريش فيهم إسمعيل ابن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة و ابنه خالد ، و بينما هم عنده إذ سمعوا التكبير و قيل قد خرج محمد فقال له : ابن مسلم بن عقبة أطعني و اضرب أعناق هؤلاء فأبى ، و أقبل من المداد في مائة و خمسين رجلاً و قصد السجن ، فأخرج محمد بن خالد بن عبد الله القسري و ابن أخيه النذير بن يزيد و من كان معهم و جعل على الرجالة خوات بن جبير و أتى دار الإمارة و هو ينادي بالكف عن القتل فدخلوا من باب المقصورة و قبضوا على رباح و أخيه عباس و ابن مسلم بن عقبة فحبسهم ، ثم خرج إلى المسجد و خطب الناس و ذكر المنصور بما نقمه عليه و وعد الناس و استنصر بهم و استعمل على المدينة عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير و على قضائها عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله المخزومي ،و على بيت السلاح عبد العزيز الدراوردي ، و على الشرط أبا الغلمش عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و على ديوان العطاء عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ، و أرسل إلى محمد بن عبد العزيز يلومه على القعود عنه فوعده بالبصرة و سار إلى مكة ، ولم يتخلف عن محمد من وجوه الناس إلا نفر قليل منهم : الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حرام و عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد و أبو سلمة بن عبيد الله بن عمر ، و حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير . و استفتى أهل المدينة مالكاً في الخروج مع محمد و قالوا : في أعناقنا بيعة المنصور ، فقال : إنما بايعتم مكرهين فتسارع الناس إلى محمد و لزم مالك بيته ، و أرسل محمد إلى إسمعيل بن عبد الله بن جعفر يدعوه إلى بيعته ، و كان شيخاً كبيراً فقال : أنت و الله و ابن أخي مقتول فكيف أبايعك ؟ فرجع الناس عنه قليلاً و أسرع بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر إلى محمد فجاءت جمادة أختهم إلى عمها إسمعيل و قالت : يا عم إن مقالتك ثبطت الناس عن محمد وإخوتي معه ، فأخشى أن يقتلوا فردها ، فيقال : إنها عدت عليه فقتله ثم حبس محمد بن خالد القسري بعد أن أطلقه و اتهمه بالكتاب إلى المنصور فلم يزل في حبسه . و لما استوى أمر محمد ركب رجل من آل أويس بن أبي سرح اسمه الحسين بن صخر ، و جاء إلى المنصور في تسع فخبره الخبر فقال : أنت رأيته ؟ قال : نعم . و كلمته على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم تتابع الخبر و أشفق المنصور من أمره و استشار أهل بيته و دولته .و بعث إلى عمه عبد الله و هو محبوس يستشيره فأشار عليه بأن يقصد الكوفة فإنهم شيعة لأهل البيت فيملك عليهم أمرهم و يحفها بالمسالح حتى يعرف الداخل و الخارج ، و يستدعي سالم بن قتيبة من الري فيتحشد معه كافة أهل الشام و يبعثه و أن يبعث العطاء في الناس ، فخرج المنصور إلى الكوفة و معه عبد الله بن الربيع بن عبد الله بن عبد المدان . و لما قدم الكوفة أرسل إلى يزيد يحيى و كان السفاح يشاوره فأشار عليه بأن يشحن الأهواز بالجنود و أشار عليه جعفر بن حنظلة الهراني بأن يبعث الجند إلى البصرة . فلما ظهر إبراهيم بتلك الناحية تبين وجه إشارتهما . و قال المنصور : كيف خفت البصرة ؟ قال : لأن أهل المدينة ليسوا أهل حرب
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:32 pm

حبسهم أنفسهم ، و أهل الكوفة تحت قدمك ، و أهل الشام أعداء الطالبيين ، ولم يبق إلا البصرة . ثم إن المنصور كتب إلى محمد المهدي كتاب أمان فأجابه عنه بالرد و التعريض بأمور في الأنساب و الأحوال ، فأجابه المنصور عن كتابه بمثل ذلك و انتصف كل واحد منهما لنفسه بما ينبغي الإعراض عنه مع أنهما صحيحان مرويان نقلهما الطبري في كتاب الكامل فمن أراد الوقوف فليلتمسها في أماكنها . ثم إن محمداً المهدي استعمل على مكة محمد بن الحسن بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر و على اليمن القاسم بن إسحق و على الشام موسى بن عبد الله . فسار محمد بن الحسن إلى مكة و القاسم معه و لقيهما السري بن عبد الله عامل مكة ببطن أذاخر فانهزم .و ملك محمد مكة حتى استنفره المهدي لقتال عيسى بن موسى فنفر هو و القاسم بن عبيد الله ، و بلغهما قتل محمد بنواحي قديد فلحق محمد بإبراهيم ، فكان معه بالبصرة و اختفى القاسم بالمدينة حتى أخذت له الأمان إمرأة عيسى ، و هي بنت عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر .و أما موسى بن عبد الله فسار إلى الشام فلم يقبلوا منه فرجع إلى المدينة ثم لحق بالبصرة مختفياً و عثر عليه محمد بن سليمان بن علي و على ابنه عبد الله و بعث بهما إلى المنصور فضربهما و حبسهما . ثم بعث المنصور عيسى ابن موسى إلى المدينة لقتال محمد فسار في الجنود و معه محمد بن أبي العباس بن السفاح و كثير بن حصين العبدي و حميد بن قحطبة و هوا زمرد و غيرهم ، فقال له : إن ظفرت فأغمد سيفك و ابذل الأمان و إن تغيب فخذ أهل المدينة فإنهم يعرفون مذاهبه و من لقيك من آل أبي طالب فعرفني به و من لم يلقك فاقبض ماله . و كان جعفر الصادق فيمن تغيب ، فقبض ماله . و يقال إنه طلبه من المنصور لما قدم بالمدينة بعد ذلك فقال : قبضه مهديكم . و لما وصل عيسى إلى فئته كتب إلى نفر من أهل المدينة ليستدعيهم منهم : عبد العزيز بن المطلب المخزومي و عبيد الله بن محمد بن صفوان الجمعي و عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب فخرج إليه عبد الله هو و أخوه عمر و أبو عقيل محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل . و استشار المهدي أصحابه في القيام بالمدينة ثم في الخندق عليها فأمر بذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم و حفر الخندق الذي حفره رسول الله صلى الله عليه و سلم للأحزاب . و نزل عيسى الأعراض ، و كان محمد قد منع الناس من الخروج فخيرهم ، فخرج كثير منهم بأهلهم إلى الجبال و بقي في شرذمة يسيرة . ثم تدارك رأيه و أمر أبا الغلمش بردهم فأعجزوه و نزل عيسى على أربعة أميال من المدينة و بعث عسكراً إلى طريق مكة يعترضون محمداً إن انهزم إلى مكة ، و أرسل إلى المهدي بالإمان و الدعاء إلى الكتاب و السنة و يحذره عاقبة البغي . فقال : إنما أنا رجل فررت من القتل . ثم نزل عيسى بالحرف لاثنتي عشرة من رمضان سنة خمس و أربعين ، فقام يومين ، ثم وقف على مسلم و نادى بالأمان لأهل المدينة و أن تخلوا بينه و بين صاحبه ، فشتموه فانصرف و عاد من الغد ، و قد فرق القواد من سائر جهات المدينة و برز محمد في أصحابه و رايته مع عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير و شعارهم أحد أحد . و طلب أبو الغلمش من أصحابه البراز فبرز إليه أخو أسد فقتله . ثم آخر فقتلوه و قال أنا ابن الفاروق .و أبلى محمد المهدي يومئذ بلاء عظيماً و قتل بيده سبعين رجلاً . ثم أمر عيسى بن موسى حميد بن قحطبة فتقدم في مائة من الرجال إلى حائط دون الخندق فهدمه ، و أجازوا الخندق و قاتلوا من وارئه ، و صابرهم أصحاب محمد إلى العصر . ثم أمر عيسى أصحابه فرموا الخندق بالحقائب و نصبوا عليها الأبواب و جازت الخيل و اقتتلوا و انصرف محمد فاغتسل و تحنط . ثم رجع فقال : أترك أهل المدينة و الله لا أفعل أو أقتل و أنت مني في سعة فمشى قليلاً معه ، ثم رجع و افترق عنه جل أصحابه ،و بقي في ثلثمائة أو نحوها . فقال له بعض أصحابه : نحن اليوم في عدة أهل بدر و طفق عيسى بن حصين من أصحابه يناشده في اللحاق بالبصرة أو غيرها ، فيقول و الله لا تبتلون بي مرتين . ثم جمع بين الظهر و العصر و مضى فأحرق الديوان الذي فيه أسماء من بايعهم .و جاء إلى السجن و قتل رياح بن عثمان و أخاه عباسا و ابن مسلم بن عقبة و توثق محمد بن القسري بالأبواب فلم يصلوا إليه .و رجع ابن حصين إلى محمد فقاتل معه و تقدم بن إلى بطن سلع و معه بنو شجاع من الخمس . فعرقبوا دوابهم و كسروا جفون سيوفهم و استماتوا و هزموا أصحاب عيسى مرتين أو ثلاثة . و صعد نفر من أصحابه عيسى الجبل و انحدروا منه إلى المدينة .و رفع بعض نسوة إلى العباس خماراً لها أسود على منارة المسجد . فلما رآه أصحاب محمد و هم يقاتلون هربوا ، و فتح بنو غفار طريقاً لأصحاب عيسى فجاؤا من وراء أصحاب محمد و نادى حميد بن قحطبة للبراز فأبى ، نادى ابن حصين بالأمان فلم يصغ إليه و كثرت فيه الجراح ثم قتل و قاتل محمد على شلوه فهد الناس عنه هداً حتى ضرب فسقط لركبته و طعنه ابن قحطبة في صدره ، ثم أخذ رأسه و أتى به عيسى فبعثه إلى المنصور مع محمد بن الكرام عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر ، و بالبشارة مع القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن ، و أرسل معه رؤوس بني شجاع ، و كان قتل محمد منتصف رمضان .و أرسل عيسى الألوية فنصبت بالمدينة للأمان و صلب محمد و أصحابه ما بين ثنية الوداع و المدينة ،و استأذنت زينب أخته في دفنه بالبقيع ، و قطع المنصور الميرة في البحر عن المدينة ، حتى أذن فيها المهدي بعده ، و كان مع المهدي سيف علي ذو الفقار فأعطاه يومئذ رجلاً من التجار في دين كان له عليه . فلما ولي جعفر بن سليمان المدينة أخذه منه و أعطاه من دينه ثم أخذه منه المهدي ، و كان الرشيد يتقلده و كان فيه ثمان عشرة فقرة ، و كان معه من مشاهير بني هاشم أخو موسى و حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين و حسين و علي ابنا زيد بن علي ، و كان المنصور يقول عجباً خرجا علي و نحن أخذنا بثأر أبيهما .و كان معه علي و زيد ابنا الحسن بن زيد بن الحسن و أبوهما الحسن مع المنصور و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:32 pm

الحسن و يزيد و صالح بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر ،و القاسم بن إسحق بن عبد الله بن جعفر و المرجى علي بن جعفر بن إسحق بن علي بن عبد الله بن جعفر و أبوه علي مع المنصور ، و من غير بني هاشم محمد بن عبد الله بن عمر بن سعيد بن العاص و محمد ابن عجلان و عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم ، و أبوبكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة ، و أخذ أسيراً فضرب و حبس في سجن المدينة ، فلم يزل محبوساً إلى أن نازل السودان بالمدينة على عبد الله بن الربيع الحارثي ، وفر عنها إلى بطن نخل و ملكوا المدينة و نهبوا طعام المنصور . فخرج ابن أبي سبرة مقيداً و أتى المسجد و بعث إلى محمد بن عمران و محمد بن عبد العزيز و غيرهما ، بعثوا إلى السودان و ردوهم عما كانوا فيه ، فرجعوا و لم يصل الناس يومئذ جمعة .و وقف الأصبغ بن أبي سفيان بن عاصم بن عبد العزيز لصلاة العشاء و نادى أصلي بالناس على طاعة أمير المؤمنين ، و صلى ثم أصبح ابن أبي سبرة و رد من العبيد ما نهبوه ، و رجع ابن الربيع من بطن نخل ثم و قطع رؤساء العبيد و كان مع محمد بن عبد الله أيضا عبد الواحد بن أبي عون مولى الأزد و عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة و عبد العزيز بن محمد الدراوردي و عبد الحميد بن جعفر و عبد الله بن عطاء ابن يعقوب مولى بني سباع و بنوه تسعة و عيسى و عثمان ابنا خضير و عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير قتله المنصور من بعد ذلك لما أخذ بالبصرة و عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع و علي بن المطلب بن عبد الله بن حنطب و إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير و هشام بن عمير بن الوليد بن عبد الجبار و عبد الله بن يزيد بن هرمز و غيرهم .





شأن إبراهيم بن عبد الله و ظهوره و مقتلهكان إبراهيم بن عبد الله أخو المهدي محمد قد اشتد الطلب عليه و على أخيه منذ خمس سنين ، و كان إبراهيم يتنقل في النواحي بفارس و بكرمان و الجبل و الحجاز و اليمن و الشام ،و حضر مرة مائدة المنصور بالموصل ، و جاء أخرى إلى بغداد حين خطها المنصور مع النظار على قنطرة الفرات حين شدها و طلبه فغاض في الناس فلم يوجد و وضع عليه الرصد بكل مكان و دخل بيت سفيان بن حيان العمي و كان معروفاً بصحبته فتحيل على خلاصه بأن أتى المنصور و قال : أنا آتيك بإبراهيم فأحملني و غلامي على البريد و ابعث معي الجند ففعل .و جاء بالجند إلى البيت و أركب معه إبراهيم في زي غلامه و ذهب بالجند إلى البصرة و لم يزل يفرقهم على البيوت و يدخلها موهماً أنه يفتشه حتى بقي وحده فاختفى و طلبه أمير البصرة سفيان بن معاوية فأعجزه ، و كان قدم قبل ذلك الأهواز فطلبه محمد بن حصين و اختفى منه عند الحسن بن حبيب و لقي من ذلك غياً . ثم قدم إبراهيم البصرة سنة خمس و أربعين بعد ظهور أخيه محمد بالمدينة يحيى بن زياد بن حيان النبطي و أنزله بداره في بني ليث فدعاالناس إلى بيعة أخيه و كان أول من بايعه نميلة بن مرة العبسي و عبد الله بن سفيان و عبد الواحد بن زياد و عمر بن سلمة الهجيمي و عبد الله بن حي بن حصين الرقاشي و بثوا دعوته في الناس ، و اجتمع لهم كثير من الفقهاء و أهل العلم و أحصى ديوانه أربعة آلاف .و اشتهر أمره ثم حولوه إلى وسط البصرة و نزل دار أبي مروان مولى بني سليم في مقبرة بني يشكر ليقرب من الناس و ولاه سفيان أمير البصرة على أمره ، و كتب إليه أخوه محمد يأمره بالظهور و كان المنصور بظاهر ، و أرسل من القواد مدداً لسفيان علي إبراهيم إن ظهر ، ثم إن إبراهيم خرج أول رمضان من سنة خمس و أربعين و صلى الصبح في الجامع و جاء دار الإمارة بابن سفيان و حبسه و حبس القواد معه ، و جاء جعفر و محمد ابنا سليمان بن علي في ستمائة رجل و أرسل إبراهيم إليها المعين بن القاسم الحدروري في خمسين رجلاً فهزمهما إلى باب زينب بنت سليمان بن علي و إليها ينسب الزينبيون من بني العباس فنادى بالأمان و أخذ من بيت المال ألفي ألف درهم ، و فرض لكل رجل من أصحابه خمسين . ثم أرسل المغيرة على الأهواز في مائة رجل فغلب عليها محمد بن الحصين و هو في أربعة آلاف .و أرسل عمر بن شداد إلى فارس و بها إسمعيل و عبد الصمد ابنا علي ، فتحصنا في دار بجرد و ملك نواحيها ، فأرسل هرون بن شمس العجلي في سبعة عشر ألفاً إلى واسط فغلب عليها هرون بن حميد الإيادي و ملكها .و أرسل المنصور لحربه عاكمر ابن إسمعيل في خمسة آلاف و قيل في عشرين فاقتتلوا أياماً ثم تهادنوا يروا مآل الأميرين المنصور و إبراهيم . ثم جاء نعي محمد إلى أخيه إبراهيم قبل الفطر فصلى يوم العيد و أخبرهم فازدادوا حنقاً على المنصور .و نفر في حره و عسكر من الغد و استخلف على البصرة غيلة و ابنه حسناً معه .و أشار عليه أصحابه من أهل البصرة بالمقام و إرسال الجنود و أمدادهم واحداً بعد واحد ، و أشار أهل الكوفة باللحوق إليها لأن الناس في انتظارك و لو رأوك ماتوانوا عنك ، فسار و كتب المنصور إلى عيسى بن موسى بإسراع العود و إلى مسلم بن قتيبة بالري و إلى سالم بقصد إبراهيم و ضم إليه غيرها من القواد . و كتب إلى المهدي بإنفاذ خزيمة بن خازم إلى الأهواز و فارس و المدائن و واسط و السواد و إلى جانبه أهل الكوفة في مائة ألف يتربصون به . ثم رمى كل ناحية بحجرها و أقام خمسين يوماً على مصلاه و يجلس ولم ينزع عنه جبته و لا قميصه و قد توسخا و يلبس السواد إذا ظهر للناس ، و ينزعه إذا دخل بيته . و أهديت له من المدينة إمرأتان فاطمة بنت محمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله و أمه الكريم بنت عبد الله من ولد خالد بن أسيد فلم يحفل بهما .و قال : ليست هذه أيام نساء حتى أنظر رأس إبراهيم إلي أو رأسي له .و قدم عليه عيسى بن موسى فبعثه لحرب إبراهيم في خمسة عشر
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:33 pm

ألفاً و على مقدمته حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف و سار إبراهيم من البصرة و مائة ألف حتى نزلا بازاء عيسى بن موسى على ستة عشر فرسخاً من الكوفة ، و أرسل إليه مسلم بن قتيبة بأن يخندق على نفسه أو يخالف إلى المنصور فهو في حف من الجنون .و يكون أسهل عليك فعرض ذلك إبراهيم على أصحابه فقالوا : نحن هرون و أبو جعفر في أيدينا ! فأسمع ذلك رسول سالم فرجع ، ثم تصافوا للقتال و أشار عليه بعض أصحابه أن يجعلهم كراديس ليكون أثبت و الصف إذا انهزم بعضه تداعى سائره ، فأبى إبراهيم إلا الصف صف أهل الإسلام ، و وافقه بقية أصحابه . ثم اقتتلوا و انهزم حميد بن قحطبة و انهزم معه الناس و عرض لهم عيسى يناشدهم الله و الطاعة ، فقال لهم حميد : لا طاعة في الهزيمة و لم يبق مع عيسى إلا فل قليل فثبت و استمات و بينما هو كذلك إذ قدم جعفر و محمد بن سليمان بن علي و جاء من وراء إبراهيم و أصحابه فانعطفوا و اتبعهم أصحاب عيسى و رجع المنهزمون من أصحابه بأجمعهم اعترضهم إمامهم ، فلا يطيقون و مخافة و لا و ثوبه ، فانهزم أصحاب إبراهيم و ثبت هو في ستمائة أو أربعمائة من أصحابه و حميد يقاتله . ثم أصابه سهم بنحره فأنزلوه و اجتمعوا عليه .و قال حميد شدوا على تلك الجماعة فاحصروهم عن إبراهيم و قطعوا رأسه و جاؤا به إلى عيسى فسجد و بعثه إلى المنصور ، ذلك لخمس بقين من ذي القعدة الحرام سنة خمس و أربعين ، و لما وضع رأسه بين يدي المنصور بكى ، و قال : و الله أني كنت لهذا كارهاً و لكني ابتليت بك و ابتليت بي . ثم جلس للعامة فأذن للناس فدخلوا و منهم من يثلب إبراهيم مرضاة للمنصور حتى دخل جعفر بن حنظلة النهراني فسلم ثم قال : عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمك و غفر له ما فرط فيه من حقك ، فتهلل وجه المنصور و أقبل عليه و كناه بأبي خالد و استدناه .



بناء مدينة بغداد

و ابتدأ المنصور سنة ست و أربعين في بناء مدينة بغداد و سبب ذلك ثورة الراوندية عليه بالهاشمية ، و لأنه كان يكره أهل الكوفة و لا يأمن على نفسه منهم . فتجافي عن جوارهم و سار إلى مكان بغداد اليوم و جمع من كان هناك من البطارقة فسألهم عن أحوال مواضعهم في الحر و البرد و المطر و الوحل و الهوام و استشارهم فأشاروا عليه بمكانها و قالوا تجيئك الميرة في السفن من الشام و الرقة و مصر و المغرب إلى المصرات . و من الصين و الهند و البصرة و واسط و ديار بكر و الروم و الموصل في دجلة .و من أمينية و ما اتصل بها في تامرا حتى يتصل بالزاب بين أنهار كالخنادق لا تعبر إلا على القناطى و الجسور و إذا يكن لعدوك مطمع و أنت متوسط بين البصرة و الكوفة و واسط و الموصل قريب من البر و البحر و الجبل . فشرع المنصور في عمارتها و كتب إلى الشام و الجبل و الكوفة و واسط و البصرة في الصناع و الفعلة و اختار من ذوي الفضل و العدالة و العفة و الأمانة و المعرفة بالهندسة فأحضرهم لذلك ، منهم : الحجاج بن أرطأة و أبو حنيفة الفقيه و أمر بخطها بالرماد فشكلت أبوابها و فضلانها و طاقاتها و نواحيها ، و جعل على الرماد حب القطن فاضرم ناراً ثم نظر إليها و هي تشتعل فعرف رسمها و أمر أن تحفر الأسس على ذلك الرسم .و وكل بها أربعة من القواد يتولى كل واحد منهم ناحية ، و وكل أبا حنيفة بعد الآجر و اللبن .و كان أراده على القضاء و المظالم فأبى فحلف أن لا يقلع عنه حتى يعمل له عملاً فكان هذا .و أمر المنصور أن يكون عرض أساس القصر من أسفله خمسين ذراعاً و من أعلاه عشرين و جعل في البناء القصب و الخشب و وضع بيده أول لبنة و قال : بسم الله و الحمد لله و الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين ثم قال ابنوا على بركة الله ، فلما بلغ مقدار قامة جاء الخبر بظهور محمد المهدي ، فقطع البناء و سار إلى الكوفة حتى فرغ من حرب محمد و أخيه و رجع من مدينة ابن هبيرة إلى بغداد و استمر في بنائها ، و استشار خالد بن برمك في نقض المدائن و الإيوان فقال: لا أرى ذلك لأنه من آثار الإسلام و فتوح العرب و فيه مصلى علي بن أبي طالب فاتهمه بمحبة العجم و أمر بنقض القصر الأبيض فإذا الذي ينفق في نقضه أكثر من ثمن الجديد فأقصر عنه . فقال خالد : لا أدري إقصارك عنه لئلا يقال عجزوا عن هدم ما بناه غيرهم ، فأعرض عنه و نقل الأبواب إلى بغداد من واسط و من الشام و من الكوفة ، و جعل المدينة مدورة و جعل قصره وسطها ليكون الناس منه على حد سواء .و جعل المسجد الجامع بجانب القصر و عمل لها سورين و الداخل أعلى من الخارج . و وضع الحجاج ابن ارطاة قبلة المسجد ، و كان وزن اللبنة التي يبنى بها مائة رطل و سبعة عشر رطلاً و طولها ذراع في ذراع ، و كانت جماعة من الكتاب و القواد تشرع أبوابها إلى رحبة الجامع ، و كانت الأسواق داخل المدينة فأخرجهم إلى ناحية الكرخ لما كان الغرباء يطرقونها و يبيتون فيها ، و جعل الطرق أربعين ذراعاً و كان مقدار النفقة عليها في المسجد و القصر و الأسواق و الفضلان و الخنادق و الأبواب أربعة آلاف ألف و ثمانمائة ألف و ثلاثة و ثلاثين ألف درهم .و كان الأستاذ من البنائين يعمل يومه بقيراط ، و الروز كاري بحبتين ، و حاسب القواد عند الفراغ منها فألزم كلاً بما بقي عنده و أخذه حتى أخذ من خالد بن الصلت منهم خمسة عشر درهماً بعد أن حبسه عليها .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:34 pm

العهد للمهدي و خلع عيسى بن موسى

كان السفاح قد عهد إلى عيسى بن موسى بن علي و ولاه الكوفة فلم يزل عليها ، فلما كبر المهدي أراه المنصور أبوه أن يقدمه في العهد على عيسى ، و كان يكرمه في جلوسه فيجلس عن يمينه و المهدي عن يساره فكلمه في التأخر عن المهدي في العهد فقال : يا أمير المؤمنين كيف بالإيمان التي علي و على المسلمين و أبى من ذلك ، فتغير له المنصور و باعده بعض الشيء .و صار يأذن للمهدي قبلة و لعمه عيسى بن علي و عبد الصمد . ثم يدخل عيسى فيجلس تحت المهدي و استمر المنصور على التنكر له و عزله عن المكوفة لثلاث عشرة سنة من ولايته ، و ولى مكان محمد بن سليمان بن علي ، ثم راجع عيسى نفسه فبايع المنصور للمهدي بالعهد و جعل عيسى من بعده . و يقال إنه أعطاه أحد عشر ألف ألف درهم و وضع الجند في الطرقات لأذاه و إشهاد خالد بن برمك عليه جماعة من الشيعة بالخلع تركت جميعها لأنها لا تليق بالمنصور و عدالته المقطوع بها فلا يصح من تلك الأخبار شيء .



خروج استادسيس

كان رجل إدعى النبوة في جهات خراسان فاجتمع إليه نحو ثلثمائة ألف مقاتل من أهل هراة و باذغيس و سجستان و سار إليه الأخثم عامل مرو الروذ في العساكر فقاتل الأخثم و عامة أصحابه ، و تتابع القواد في لقائه فهزمهم و بعث المنصور و هو بالبرادق خازم بن خزيمة إلى المهدي في اثني عشر ألفاً فولاه المهدي حربه فزحف إليه في عشرين ألفاً و جعل على ميمنتة الهيثم بن شعبة بن ظهير و على ميسرته نهار بن حصن السعدي و في مقدمته بكار بن مسلم العقيلي و دفع لواءه للزبرقان . ثم راوعهم في المزاحفة و جاء إلى موضع فخندق عليه و جعل له أربعة أبواب ، و أتى أصحاب أستادسيس بالفؤس و المواعيل ليطموا الخندق فبدؤا بالباب الذي يلي بكار بن مسلم فقاتلهم بكار و أصحابه حتى ردوهم عن بابهم فأقبلوا على باب خازم و تقدم منهم الحريش من أهل سجستان فأمر خازم الهيثم بن شعبة أن يخرج من باب بكار و يأتي العدو من خلفهم و كانوا متوقعين قدوم أبي عون و عمر بن مسلم بن قتيبة و خرج على الحريش و اشتد قتاله معهم .و بدت أعلام الهيثم من ورائهم فكبر أهل العسكر و حملوا عليهم فكشفوهم و لقيهم أصحاب الهيثم فاستمر فيهم القتل سبعون ألفاً و أسر أربعة عشر ، و تحصن أستادسيس على حكم أبي عون فحكم بأن يوثق هو و بنوه و يعتق الباقون ، و كتب إلى المهدي بذلك فكتب المهدي إلى المنصور و يقال إن أستادسيس أبو مراجل أم المأمون و ابنه غالب خال المأمون الذي قتل الفضل بن سهل .





ولاية هشام بن عمر الثعلبي على السند

كان على السند أيام المنصور عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة و يلقب مرامى ألف رجل و لما كان مكن امر المهدي ما قدمناه بعث ابنه عبد الله الأشت إلى البصرة ليدعو له ، فسار من هنالك إلى عمر بن حفص و كان يتشيع فأهدى له خيلاً ليتمكن بها من لقائه . ثم دعاه فأجاب و بايع له و أنزله عنده مختفياً و دعا القواد و أهل البلد فأجابوا فمزق الأعلام و هيأ لبسه من البياض يخطب فيها ، و هو في ذلك إذ فجأه الخبر بقتل المهدي فدخل على ابنه أشتر و عزاه فقال له : الله في دمي فأشار عليه باللحاق بملك من ملوك السند عظيم المملكة ، كان يعظم جهة النبي صلى الله عليه و سلم ، و كان معروفاً بالوفاء ، فأرسل إليه بعد أن عاهده عليه ، و استقر عند ذلك الملك . و تسلل إليه جماعة من الزيدية من أربعمائة ، و بلغ ذلك المنصور فغاظه و كتب إلى عمر بن حفص بعزله و أقام يفكر فيمن يوليه السند ، و عرض له يوماً هشام بن عمر الثعلبي و هو راكب ثم اتبعه إلى بيته و عرض عليه أخته ، فقال للربيع : لو كانت لي حاجة في النكاح لقبلت ، فجزاك الله خيرا ، و قد وليتك السند فتجهز لها و أمره أن يحارب ملك السند و يسلم إليه الأشتر ففعل ، و أقام المنصور يستحثه . ثم خرجت خارجة بالسند فبعث هشام أخاه سفيحاً لحسم الداء عنها ، فمر بنواحي ذلك الملك فوجد الأشتر يتنزه في شاطئ همذان في عشرة من الفراسان فجاء ليأخذه فقاتلهم حتى قتل و قتل أصحابه جميعاً .و كتب هشام بذلك إلى المنصور فشكره و أمر بمحاربة ذلك الملك فظفر به و غلب على مملكته ، و بعث بسراري عبد الله الأشتر و معه ولد منه اسمه عبد الله بعث بهم المنصور إلى المدينة و أسلمه إلى أهله و لما ولى هشام بن عمر على السند و عزل عمر بن حفص عنها ثم حدثت فتق بأفريقية بعثه إلى سده كما سيأتي في أخبارها .



بناء الرصافة للمهدي

و لما رجع المهدي من خراسان قدم عليه أهله بيته من الشام و الكوفة و البصرة فأجازهم و كساهم و جملهم و كذلك المنصور . ثم شعب عليهم الجند فأشار عليهم قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس بأن يفرق بينهم و يستكفيه في ذلك ، و أمر بعض غلمانه أن يعترضه بدار الخلافة و يسأله بحق الله و رسله و العباس و أمير المؤمنين أبي الحسين من أشرف اليمن أم مضر ؟ فقال : مضر كان منها رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيها كتاب الله و عندها بيت الله و منها خليفة الله فغضب اليمن إذ لم يذكر لها فضلاً . ثم كبح بعضهم بغلة قثم فامتنعت مضر و قطعوا الذي كبحها فتشاجر الحيان و تعصبت لليمن ربيعة و الخراسانية للدولة و أصبحوا أربع فرق ، و قال قثم للمنصور : إضرب كل واحدة بالأخرى و سير لابنك المهدي فلل أنير له بجنده فيتناظرون أهل مدينتك فقبل رأيه و أمر صالحاً صاحب المصلى ببناء الرصافة للمهدي .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:35 pm

مقتل معن بن زائدة

كان المنصور قد ولى على سجستان معن بن زائدة الشيباني و أرسل إلى رتبيل في الضريبة التي عليه فبعث بها عروضاً زائدة الثمن فغضب معن و سار الرخج على مقدمته يزيد ابن أخيه يزيد ففتحها و سبى أهلها و قتلهم و مضى رتبيل إلى عزمه و انصرف معن إلى بست فشتى بها و نكر قوم من الخوارج سيرته فهجموا عليه و فتكوا به في بيته و قام يزيد بأمر سجستان و قتل قاتليه و اشتدت على أهل البلاد وطأته فتحيل بعضهم بأن كتب المنصور على لسان كتاباً يتضجر من كتب المهدي إليه و يسأله أن يعفى من معاملته ، فأغضب ذلك المنصور و أقرأ المهدي كتابه و عزله و حبسه ثم شفع فيه شخص إلى مدينة السلام فلم يزل مجفواً حتى بعث إلى يوسف البرم بخراسان كما يذكر بعد .



العمال على النواحي أيام السفاح و المنصوركان السفاح قد ولى عند بيعته على الكوفة عمه داود بن علي و جعل على حجابته عبد الله بن بسام و على شرطته موسى بن كعب و على ديوان الخراج خالد بن برمك و بعث عمه عبد الله لقتال مروان مع أبي عون بن يزيد بن قحطبة تقدمه ، و بعث يحيى ابن جعفر ابن تمام بن العباس إلى المدائن ، و كان أحمد بن قحطبة تقدمه و بعث أبا اليقظان عثمان بن عروة بن عمار بن ياسر إلى الأهواز مدداً لبسام بن إبراهيم ، و دفع ولاية خراسان إلى أبي مسلم ، فولى أبو مسلم عليها إياداً و خالد بن إبراهيم و بعث عمه عبد الله في مقدمته لحرب مروان أخاه صالحاً و معه أبو عون بن يزيد ، فلما ظفر و انصرف ترك أبا عون يزيد بمصر و استقل عبد الله بولاية الشام و ولى السفاح أخاه أبا جعفر على الجزيرة و أرمينية و أذربيجان فولى على أرمينية يزيد بن أسد و على أذربيجان محمد بن صول و نزل الجزيرة . و كان أبو مسلم ولى على فارس محمد بن الأشعث حين قتل أبا مسلمة الخلال ، فبعث السفاح عليها عيسى فمنعه محمد بن الأشعث و استخلفه على الولاية فبعث عليها عمه إسمعيل . و ولى على الكوفة ابن أخيه موسى ، و على البصرة سفيان بن معاوية المهلبي و على السند منصور بن جمهور و نقل عمه داود إلى ولاية الحجاز و اليمن و اليمامة . ثم ولى على البصرة و أعمالها و كور دجلة و البحرين و عمان و توفي داود بن علي سنة علي سنة ثلاث و ثلاثين ، فولى مكانه على اليمن محمد بن يزيد بن عبد الله بن عبد المدان و على مكة و المدينة و الطائف و اليمامة خاله زياد ابن عبد الله بن عبد المدان الحارثي و هو عم محمد بن يزيد . و فيها بعث محمد بن الأشعث إلى أفريقية ففتحها و في سنة أربعة و ثلاثين بعث صاحب الشرطة موسى بن كعب لقتال منصور بن جمهور ، و ولاه مكانه على السند ، فاستخلف مكانه على الشرطة المسيب بن زهير .و توفي عامل اليمن محمد بن يزيد ، فولى مكانه علي بن الربيع بن عبيد الله الحارثي .و لما استخلف المنصور و انتقض عبد الله بن علي و أبو مسلم ولى على خراسان أبا داود خالد بن إبراهيم و على مصر صالح بن علي وعلى الشام عبد الله بن علي . ثم هلك خالد ابن إبراهيم سنة أربعين فولى مكانه عبد الجبار ابن عبد الرحمن فانتقض لسنة من ولايته ، فبعث المنصور ابنه المهدي على خراسان و في مقدمته خازم بن خزيمة فظفر بعبد الجبار . و توفي سليمان عامل البصرة سنة أربعين فولى مكانه سفيان بن معاوية ، و مات موسى بن كعب بالسند و ولى مكانه ابنه عيينة فانتفض ، فبعث المنصور مكانه عمر بن حفص بن أبي صفرة و ولى مصر في هذه السنة حميد بن قحطبة . و ولى على الجزيرة و الثغور و العواصم أخاه العباس ابن محمد و كان بها يزيد بن أسيد و عزل عمه إسمعيل عن الموصل ، و ولى مكانه مالك ابن الهيثم الخزاعي . و في سنة ست و أربعين عزل الهيثم بن معاوية و ولى على مكة و الطائف مكانه السري بن عبد الله بن الحرث بن العباس نقله إليها من اليمامة ، و ولى مكانه من اليمن قثم بن العباس بن عبد الله بن العباس ، و عزل حميد بن قحطبة عن مصر و ولى مكانه نوفل بن الفرات ، ثم عزله و ولى مكانه يزيد بن حاتم ابن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة .و ولى على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري ثم اتهمه في أمر ابن أبي الحسن فعزله ، و ولى مكانه رباح بن عثمان المزني و لما قتله أصحابه محمد المهدي ولى مكانه عبد الله بن الربيع الحارثي .و لما قتل إبراهيم أخو المهدي سنة خمس و أربعين ولى المنصور على البصرة سالم بن قتيبة الباهلي ، و ولى على الموصل ابنه جعفراً مكان مالك بن الهيثم و بعث معه حرب بن عبد الله من أكابر قواده . ثم عزل سالم بن قتيبة عن البصرة سنة ست و أربعين ، و ولى مكانه محمد بن سليمان ، و عزل عبد الله بن الربيع عن المدينة ، و ولى مكانه جعفر بن سليمان ، و عزل السري بن عبد الله عن مكة و ولى مكانه عمه عبد الصمد بن علي . و ولى سنة سبع و أربعين على الكوفة محمد بن سليمان مكان عيسى بن موسى لما سخطه بسبب العهد .و ولى مكانه محمد بن سليمان على البصرة محمد بن السفاح فاستعفاه و رجع إلى بغداد فمات ، و استخلف بها عقبة بن سالم فأقره .و ولى على المدينة جعفر بن سليمان ، و ولى سنةثمان و أربعين على الموصل خالد بن برمك لإفساد الأكراد في نواحيها ، عزل سنة تسع و أربعين عمه عبد الصمد عن مكة ، و ولى مكانه محمد بن إبراهيم ، و في سنة خمسين عزل جعقر بن سليمان عن المدينة ، و ولى مكانه الحسن بن زيد بن الحسن . و في سنة إحدى و خمسين عزل عمر بن حفص عن السند و ولى مكانه هشام بن عمر و الثعلبي ، و ولى عمر بن حفص على أفريقية .ثم بعث يزيد بن حاتم من مصر مدداً له ، و ولى مكانه بمصر بن سعيد .و في هذه السنة قتل معن بن زائدة بسجستان كما تقدم فقام بأمره يزيد ابن أخيه يزيد ، فأقره المنصور ثم عزله و في هذه السنة سار عقبة بن سالم من البصرة و استخلف نافع ابن عقبة فغزا البحرين و قتل ابن حكيم العدوي و استقصره المنصور بإطلاق أسراهم فعزله و ولى جابر بن مومة
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:35 pm

الكلابي ، ثم عزله و ولى مكانه عبد الملك بن طيبان النهيري . ثم عزله و ولى الهيثم بن معاوية العكي .و فيها ولى على مكة و الطائف محمد بن إبراهيم الإمام ، ثم عزله و ولى مكانه إبراهيم ابن أخيه يحيى بن محمد ، و ولى على الموصل إسمعيل بن خالد بن عبد الله القسري .و مات أسيد بن عبد الله أمير خراسان فولى مكانه حميد بن قحطبة و في سنة ثلاث و خمسين توفي عبيد الله بن بنت أبي ليلى قاضي الكوفة فاستقضى شريك بن عبد الله النخعي و كان على اليمن يزيد بن منصور و في سنة خمس و أربعين بل أربع و خمسين عزل عن الجزيرة أخاه العباس و أغرمه مالاً ، و ولى مكانه موسى بن كعب الخثعمي ، و كان سبب عزله شكاية يزيد بن أسيد منه ، ولم يزل ساخطاً على العباس حتى غضب على عمه إسمعيل ، فشفع فيه إخوته عمومة المنصور فقال عيسى بن موسى : يا أمير المؤمنين شفعوا في أخيهم و أنت ساخط على أخيك العباس منذ كذا ‍‍! و لم يكلمك فيه أحد منهم فرضي عنه .و في سنة خمس و خمسين عزل محمد بن سليمان عن الكوفة و ولى مكانه عمر بن زهير الضبي أخاه المسيب صاحب الشرطة ، و كان من أسباب عزله ، أنه حبس عبد الكريم بن أبي العوجاء خال معن بن زائدة على الزندقة ، و كتب إليه أن يتبين أمره فقتله قبل وصول الكتاب ، فغضب عليه المنصور و قال : لقد هممت أن أقيده به . و عزل عمه عيسى في أمره لأنه الذي كان أشار بولايته .و فيها عزل الحسن بن زيد عن المدينة و ولى مكانه عمه عبد الصمد بن علي ، و كان على الأهواز و فارس عمارة بن حمزة .و في سنة سبع و خمسين ولى على البحرين سعيد بن دعلج صاحب الشرطة بالبصرة ، فأنفذ إليها ابنه تميماً و مات سوار بن عبد الله قاضي البصرة فولى مكانه عبيد الله بن الحسن بن الحصين العيري .و عزل محمد بن الكاتب عن مصر و ولى مكانه مولاه مطراً و عزل هشام بن عمر عن السند و ولى مكانه معبد بن الخليل .و في سنة ثمان و خمسين عزل موسى بن كعب عن الموصل لشيء بلغه عنه فأمره ابنه المهدي أن يسير إلى الرقة مورياً بزيارة القدس و يكفل طريقة على الموصل فقبض عليه ، و كان المنصور قد ألزم خالد بن برمك ثلاثة آلاف ألف درهم و أجله في إحضارها ثلاثاً و إلا قتله ، فبعث ابنه يحيى إلى عمارة حمزة و مبارك التركي و صالح صاحب المصلى و غيرهم من القواد ليستقرض منهم ، قال يحيى : فكلهم بعث إلا أن منهم من منعني الدخول و منهم من يجيبني بالرد إلا عمارة بن حمزة فإنه أذن لي و وجهه إلى الحائط ، و لم يقبل علي ، و سلمت فرد خفيفاً ، و سأل كيف خالد فعرفته و استقرضته فقال : إن أمكنني شيء يأتيك فانصرفت عنه . ثم أنفذ المال فجمعناه في يومين و تعذرت ثلثمائة ألف . و ورد على المنصور انتقاض الموصل و الجزيرة و انتشار الأكراد بها ، و سخط موسى بن كعب فأشار عليه المسيب بن زهير بخالد بن برمك فقال : كيف يصلح بعدما فعلنا ؟ فقال : أنا ضامنه فصفح له عما بقي عليه ، و عقد له على الموصل ، و لابنه يحيى على أذربيجان .و سارا مع المهدي فعزل موسى بن كعب و ولاهما . قال يحيى : و بعثني خالد إلى عمارة بقرضه و كان مائة ألف ، فقال لي : أكنت لأبيك صديقاً ؟ قم عني لاقمت . و لم بزل خالد على الموصل إلى وفاة المنصور .و في هذه السنة عزل المنصور المسيب بن زهير عن شرطته و حبسه مقيداً لأنه ضرب أبان بن بشير الكاتب بالسياط حتى قتله ، و كان مع أخيه عمر بن زهير بالكوفة ، و ولى المنصور على فارس نصر بن حرب بن عبد الله . ثم على الشرطة ببغداد عمر بن عبد الرحمن أخا عبد الجبار ، و على قضائها عبد الله بن محمد بن صفوان . ثم شفع المهدي في المسيب و أعاده إلى شرطته .



الصوائفكان أمر الصوائف قد انقطع منذ سنة ثلاثين بما وقع من الفتن ، فلما كانت سنة ثلاث و ثلاثين أقبل قسطنطين ملك الروم إلى ملطية و نواحيها فنازل حصن بلخ ، و استنجدوا أهل ملطية فأمدوهم بثمانمائة مقاتل ، فهزمهم الروم و حاصروا ملطية و الجزيرة مفتوحة و عاملها موسى بن كعب بخراسان فسلموا البلد على الأمان لقسطنطين .و دخلوا إلى الجزيرة و خرب الروم ملطية ، ثم ساروا إلى قاليقلا ففتحوها . و في هذه السنة سار أبو داود و خالد بن إبراهيم إلى الجتن فدخلها فلم تمتنع عليه ، و تحصن منه السبيل ملكهم ، و حاصره مدة ، ثم فرض الحصن و لحق بفرغانة . ثم دخلوا بلاد الترك و انتهوا إلى بلد الصين ، و فيها بعث صالح بن علي بن فلسطين سعيد بن عبد الله لغزو الصائفة وراء الدروب .و في سنة خمس و ثلاثين غزا عبد الرحمن بن حبيب عامل أفريقية جزيرة صقلية فغنم و سبى و ظفر بمالم يظفر به أحد قبله . ثم سفل ولاة أفريقية بفتن البربر فأمن أهل صقلية و عمر الحصون و المعاقل و جعلوا الأساطيل تطوف بصقلية للحراسة ، و ربما صادفوا تجار المسلمين في البحر فأخذوهم و في سنة ثمان و ثلاثين خرج قسطنطين ملك الروم فأخذ ملطية عنوة و هدم سورها و عفا عن أهلها .فغزا العباس بن محمد الصائفة و معه عماه صالح و عيسى ، و بني ما خربه الروم من سور ملطية من سورة الروم ، ورد إليها أهلها و أنزل بها الجند و دخل دار الحرب من درب الحرث و توغل في أرضهم .و دخل جعفر بن حنظلة البهراني من درب ملطية .و في سنة تسع و ثلاثين كان الفداء بين المسلمين و الروم في أسرى قاليقلا و غيرهم . ثم غزا بالصائفة سنة أربعين عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام و معه الحسن قحطبة ، و سار إليهم قسطنطين ملك الروم في مائة ألف فبلغ جيحان و سمع كثرة المسلمين فأحجم عنهم و رجع ،و لم تكن بعدها صائفة إلى سنة ست و أربعين ، لاشتغال المنصور بفتنة بني حسن . و في سنة ست و أربعين خرج الترك و الحدر بن باب الأبواب و انتهوا إلى أرمينية و قتلوا من أهلها جماعة و رجعوا .و في سنة سبع و أربعين أغار أسترخان الخوارزمي في جمع من
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:36 pm

الترك على أرمينية فغنم و سبى و دخل تفليس فعاث فيها .و كان حرب بن عبد الله مقيماً بالموصل في ألفين من الجند لمكان الخوارزمي بالجزيرة ، فأمره المنصور بالمسير لحرب الترك مع جبريل بن يحيى ، فانهزموا و قتل حرب في كثير من المسلمين .و فيها غزا بالصائفة مالك بن عبد الله الخثعمي من أهل فلسطين ، و يقال له ملك الصوائف فغنم غنائم كثيرة و قسمها بدرب الحرث و في سنة تسع و أربعين غزا بالصائفة العباس بن محمد و معه الحسن بن قحطبة و محمد بن الأشعث ، فدخلوا أرض الروم و عاثوا و رجعوا .و مات محمد بن الأشعث في طريقه في سنة إحدى و خمسين و قتل أخوه محمد ولم يدر .ثم غزا بالصائفة سنة أربع و خمسين زفر بن عاصم الهلالي .و في سنة خمس بعدها طلب ملك الروم الصلح على أن يؤدي الجزية ، و غزا بالصائفة يزيد بن أسيد السلمي و غزا بها سنة ست و خمسين و غزا بالصائفة معيوب بن يحيى من درب الحرثى و لقي فاقتتلوا ثم تحاجزوا .



وفاة المنصور و بيعته المهدىو في سنة ثمان و خمسين توفي المنصور منصرفاً من الحج ببئر ميمون لست خلت من ذي الحجة و كان قد أوصى المهدي عند وداعه فقال : لم أدع شيئاً إلا تقدمت إليك فيه و سأوصيك بخصال و ما أظنك تفعل واحدة منها ، و له سفط فيه دفاتر علمه و عليه قفل لا يفتحه غيره ، فقال للمهدي : انظر إلى هذا السفط فاحتفظ به فإن فيه علم آبائك ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فإن أحزنك أمر فانظر في الدفتر الكبير ، فإن أصبت فيه ما تريد و إلا ففي الثاني و الثالث حتى تبلغ سبعة . فإن ثقل عليك فالكراسة الصغيرة فإنك واجد ما تريد فيها و ما أظنك تفعل . فانظر هذه المدينة و إياك أن تستبدل بها غيرها ، و قد جمعت فيها من الأموال ما أنكر عليك الخراج عشر سنين كفاك لأرزاق الجند و النفقات و الذرية و مصلحة البيوت . فاحتفظ بها فإنك لا تزال عزيزاً ما دام بيت مالك عامراً و ما أظنك تفعل . و أوصيك بأهل بيتك و أن تظهر كرامتهم و تحسن إليهم و تقدمهم و توطئ الناس أعقابهم و توليهم المنابر فإن عزك عزهم و ذكرهم لك و ما أظنك تفعل . و أوصيك بأهل خراسان خيراً فإنهم أنصارك و شيعتك الذين بذلوا أموالهم و دماءهم في دولتك و أن لا تخرج محبتك من قلوبهم ، و أن تحسن إليهم و تتجاوز عن مسيئهم و تكافئهم عما كان منهم ، و تخلف من مات منهم في أهله و ولده و ما أظنك تفعل . و إياك أن تبني مدينة الشرقية فإنك لا تتم بناءها و أظنك ستفعل . و إياك أن تستعين برجل من بين سليم و أظنك ستفعل . و إياك أن تدخل النساء في أمرك و أظنك ستفعل . و قيل قال له : إني ولدت في ذي الحجة و وليت في ذي الحجة و قد يحس في نفسي أن أموت في ذي الحجة في هذه السنة ، و إنما حد لي الحج على ذلك . فاتق الله فيما أعهد إليك من أمور المسلمين بعدي يجعل لك فيما كربك و حزنك فرجاً و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:37 pm

مخرجاً و يرزقك السلامة و حسن العاقبة من حيث لا تحتسب . يا بني إحفظ محمداً صلى الله عليه و سلم في أمته يحفظك الله و يحفظ عليك أمورك ، و إياك و الدم الحرام فإنه حوب عند الله عظيم و عار في الدنيا لازم مقيم ، و الزم الحدود فإن فيها صلاحك في الآجل و صلاحك في العاجل ، و لا تعتد فيها فتبور ، فإن الله تعالى لو علم أن شيئاً أصلح منها لدينه و أزجر عن معاصيه لأمر به في كتابه .و أعلم أن من شدة غضب الله لسلطانه أمر في كتابه بتضعيف العذاب و العقاب على من سعى في الأرض فساداً مع ما ادخر له من العذاب الأليم فقال : " إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فساداً " الآية . فالسلطان يا بني حبل الله المتين وعروته الوثقى و دينه المقيم فاحفظه و حصنه و ذب عنه ، و أوقع بالملحدين اقمع المارقين منه ، و قابل الخارجين عنه بالعقاب ، و لا تجاوز ما أمر الله به في محكم القرآن . و احكم بالعدل و لا تشطط فإن ذلك أقطع للشعث و أحسم للعدو و أنجع في الدواء ، و اعف عن الفيء فليس بك إليه حاجة مع ما أخلفه لك و افتتح بصلة الرحم و بر القرابة و إياك و الأثرة و التبديد لأموال الرعية و اشحن الثغور و اضبط الأطراف و أمن السبيل و سكن العامة ، و أدخل المرافق عليهم و ارفع المكاره عنهم و أعد الأموال و اخزنها ، و إياك و التبديد فإن النوائب غير مأمونة و هي من شيم الزمان . و أعد الأكراع و الرجال و الجند ما استطعت . و إياك و تأخير عمل اليوم لغد فتتداول الأمور و تضيع ، و خذ في أحكام الأمور و النازلات في أوقاتها أولاً أولاً ، و اجتهد و شمر فيها و أعد رجالاً بالليل لمعرفة ما يكون بالنهار ، و رجالاً بالنهار لمعرفة ما يكون بالليل . و باشر الأمور بنفسك و لا تضجر و لا تكسل ، و استعمل حسن الظن و أسيء الظن بعملك و كتابك ، و خذ نفسك بالتيقظ و تفقد من يبيت على بابك و سهل إذنك للناس و انظر في أمر النزاع إليك وكل بهم عيناً غير نائمة و نفساً غير ساهية ، و لا تنم فإن أباك لم ينم منذ ولي الخلافة و لا دخل عينه الغمض إلا و قلبه مستيقظ . هذه وصيتي إليك و الله خليفتي عليك . ثم ودعه و سار إلى الكوفة فأحرم منها قارناً ، و ساق الهدي و أشعره و قلده لأيام خلت من ذي القعدة . و لما سار منازل عرض له وجعه الذي مات به . ثم اشتد فجعل يقول للربيع و كان عديله بادربي إلى حرم ربي هارباً من ذنوبي فلما وصل بئر ميمون مات سحر السادس من ذي الحجة لم يحضر إلا خدمه و الربيع مولاه . فكتموا الأمر ثم غدا أهل بيته على عادتهم ، فدعا عيسى بن علي العم ثم عيسى بن موسى بن محمد ولي العهد ، ثم الأكابر و ذوي الأنساب ، ثم عامتهم ، فبايعهم الربيع للمهدي ثم بايع القواد و عامة الناس . و سار العباس بن محمد و محمد بن سسليمان إلى مكة فبايعا الناس للمهدي بين الركن و المقام و جهزوه إلى قبره و صلى عليه عيسى بن موسى ، قيل إبراهيم ابن يحيى ، و دفن في مقبرة المعلاة و ذلك لاثنتين و عشرين من سنة خلافته . و ذكر علي بن محمد النوفلي عن أبيه و هو من أهل البصرة و كان يختلف إلى المنصور تلك
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:37 pm

الأيام قال : جئت من مكة صبيحة موته إلى العسكر ، فإذا موسى بن المهدي عند عمود السرادق و القاسم بن منصور في ناحية فعلمت أنه قد مات . ثم أقبل الحسن بن زيد العلوي و الناس حتى ملؤا السرادق و سمعنا همس البكاء . ثم خرج ابو العنبر الخادم مشقوق الأقبية و على رأسه التراب و هو يستغيث ، و قام القاسم فشق ثيابه . ثم خرج الربيع و في يده قرطاس فقرأه على الناس و فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله المنصور أمير المؤمنين إلىمن خلف من بني هاشم و شيعة من أهل خراسان و عامة المسلمين . ثم بكى و بكى الناس ثم قال : البكاء أمامكم فانصتوا رحمكم الله : ثم قرأ : أما بعد فإني كتبت كتابي هذا و أنا حي في آخر يوم من أيام الدنيا أقرأ عليكم السلام ، و أسأل الله أن لا يفتنكم بعدي و لا يلبسكم شيعاً و لا يذيق بعضكم بأس بعض . ثم أخذ في وصيتهم للمهدي و حثهم على الوفاء بعهده . ثم تناول الحسن بن زيد و قال : قم فبايع ، فبايع موسى بن المهدي لأبيه ثم بايع الناس الأول فالأول . ثم دخل بنو هاشم و هو في أكفانه مكشوف الرأس لمكان الإحرام ، فحملوه على ثلاثة أميال من مكة فدفنوه . و كان عيسى بن موسى لما بايع الناس أبى من الشيعة فقال له علي بن عيسى بن ماهان : و الله لتبايعن و إلا ضربنا عنقك . ثم بعث موسى بن المهدي و الربيع بالخبر و البردة و القضيب و خاتم الخلافة إلى المهدي و خرجوا من مكة . و لما وصل الخبر إلى المهدي منتصف ذي الحجة إجتمع إليه أهل بغداد و بايعوه ، و كان أول ما فعله المهدي حين بويع أنه أطلق من كان في حبس المنصور إلا من كان في دم أو مال أو من يسعى بالفساد ، و كان فيمن أطلق يعقوب بن داود و كان محبوساً مع الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن الحسن . فلما أطلق ساء ظن إبراهيم و بعث إلى من يثق به بحفر سرب يفضي إلى محبسه و بلغ ذلك يعقوب بن داود فجاء إلى ابن علاثة القاضي و أوصله إلى أبي عبيد الله الوزير ليوصله إلى المهدي فأوصله و استخلاه فلم يحدثه حتى قام الوزير و القاضي و أخبره بتحقيق الحال ، فأمره بتحويل الحسن ، ثم هرب بعد ذلك ولم يظفر به . و شاور يعقوب بن داود في أمره فقال أعطه الأمان و أنا أحضره و أحضره . ثم طلب من المهدي أن يجعل له السبيل في رفع أمور الناس وراء بابه إليه فأذن له و كان يدخل كلما أراد و يرفع إليه النصائح في أمر الثغور و بناء الحصون و تقوية الغزاة و ترويح العذاب و فكاك الأسرى و المحبوسين ، و القضاء على الغارمين و الصدقة على المتعففين فحظى بذلك و تقدمت منزلته و سقطت منزلة أبي عبد الله ، و وصله المهدي بمائة ألف و كتب له التوقيع بالإخاء في الله .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:38 pm

ظهور المقنع و مهلكه

كان هذا المقنع من أهل مرو و يسمى حكيماً و هاشمياً ، و كان يقول بالتناسخ و أن الله خلق آدم فتحول في صورته ثم في صورة نوح ثم إلى أبي مسلم ثم إلى هاشم و هو المقنع . فظهر بخراسان و ادعى الإلهية و اتخذ وجهاً من ذهب فجعله على وجهه فسمي المقنع ، و أنكر قتل يحيى بن يزيد و زعم أنه يأخذ بثأره ، و تبعه خلق عظيم من الناس و كانوا يسجدون له . و تحصن بقلعة بسام من رساتيق كش و كان قد ظهر بخارى و الصغد جماعة من المبيضة فاجتمعوا معه على الخلاف ، و أعانهم كفار الأتراك و أغاروا على المسلمين من ناحيتهم ، و حاربهم أبو النعمان و الجنيد و ليث بن نصر بن سيار ، فقتلوا أخاه محمد بن نصر و حسان ابن أخيه تميم . و أنفذ المهدي إليهم جبريل بن يحيى و أخاه يزيد لقتال المبيضة فقاتلوهم أربعة أشهر في بعض حصون بخارى و ملكوه عنوة ، فقتل منهم سبعمائة و لحق فلهم بالمقنع و جبريل في اتباعهم . ثم بعث المهدي أبا عون لمحاربة المقنع فلم يبالغ في قتاله فبعث معاذ بن مسلم في جماعة القواد و العساكر و على مقدمته سعيد الحريشني ، و أتاه عقبة بن مسلم من ذم فاجتمعوا بالطواويس و أوقعوا بأصحاب المقنع فهزمزهم ، و لحق فلهم بالمقنع في بسام فتحصنوا بها . و جاء معاذ فنازلهم و فسد ما بينه و بين الحريشي ، فكتب الحريشي إلى المهدي بالسعاية في معاذ و يضمن الكفاية إن أفرد بالحرب ، فأجابه المهدي إلى ذلك و انفرد بحرب المقنع و أمده معاذ بابنه وجاؤا بآلات الحرب حتى طلب أصحاب المقنع الأمان سراً فأمنهم ، و خرج إليه ثلاثون ألفاً و بقي معه زهاء ألفين ، و ضايقوه بالحصار فأيقن بالهلاك و جمع نساءه و أهله فيقاتل سقاهم السم ، و يقال بل أحرقهم و أحرق نفسه بالنار و دخلوا القلعة و بعث الحريشي برأس المقنع إلى المهدي فوصل إليه بحلب سنة ثلاث و تسعين .



الولاة أيام المهديوعزل المهدي سنة تسع و خمسين عمه إسمعيل عن الكوفة و ولى عليها إسحق بن الصفاح الكندي ثم الأشعي ، و قتل عيسى بن لقمان بن محمد بن صاحب الجمحي و عزل سعيد بن دعلج عن أحداث البصرة و عبيد الله بن الحسن عن الصلاة ، و ولى مكانهما عبد الملك بن أيوب بن طيبان الفهيري . ثم جعل الأحداث إلى عمارة بن حمزة فولاها للسود بن عبد الله الباهلي . و عزل قثم بن العباس عن اليمامة و ولى مكانه الفضل بن صالح ، و عزل مطراً مولى المنصور عن مصر و ولى مكانه أبا ضمرة محمد بن سليمان . وعزل عبد الصمد بن علي عن المدينة و ولى مكانه محمد بن عبد الله الكثيري ثم عزله و ولى عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن صفوان ، ثم عزله وولى مكانه زفر بن عاصم الهلالي . و توفي معبد بن الخليل عامل السند فولى مكانه روح بن حاتم بإشارة وزيره أبي عبد الله ، و توفي حميد بن قحطبة بخراسان فولى عليها مكانه أبا عون عبد الملك بن يزيد ، ثم سخطه سنة ستين فعزله ، و ولى معاذ بن مسلم . و ولى على سجستان حمزة بن يحيى و على سمرقند جبريل بن يحيى فبنى سورها و حصنها و كان على اليمن رجاء بن روح و ولى على قضاء الكوفة
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:39 pm

شريك و ولى على فارس و الأهواز و دجلة قاضي البصرة عبيد الله بن الحسن ثم عزله و ولى مكانه محمد بن سليمان ، و ولى على السند بسطام بن عمر و ولى اليمامة بشر بن المنذر وفي سنة إحدى و تسعين ولى علىالسند محمد بن الأشعث و استقضى عافية القاضي مع ابن علاثة بالرصافة و عزل الفضل بن صالح عن الجزيرة ، و ولى مكانه عبد الصمد بن علي ، و ولى عيسى بن لقمان على مصر و يزيد بن منصور على سواد الكوفة و حسان السروري على الموصل وبسطام بن عمر و الثعلبي على أذربيجان ، و عزله عن السند . وتوفي نصر بن مالك بن صالح صاحب الشرطة فولى مكانه حمزة بن مالك و كان الأبان بن صدقة كاتباً للرشيد ، فصرفه و جعله مع الهادي ، و جعله هو مع هرون يحيى ابن خالد و عزل محمد بن سليمان أبا ضمرة عن مصر و ولى مكانه سليمان بن رجاء ، و كان على سواد الكوفة يزيد بن منصور و على أحداثها إسحق بن منصور. و في سنة ست و ستين عزل علي بن سليمان عن اليمن و ولى مكانه عبد الله بن سليمان ، و عزل مسلمة بن رجاء عن مصر و ولى مكانه عيسى بن لقمان ثم عزله لأشهر . و ولى مكانه مولاه واضحاً ، ثم عزله و ولى مكانه يحيى الحريشي ، و كان على طبرستان عمر بن العلاء و سعيد بن دعلج و على جرجان مهليل بن صفوان و وضع ديوان الأرمة و ولى عليها عمر بن يزيع مولاه .



العهد للهادي و خلع عيسى

كان جماعة من بني هاشم و شيعة المهدي خاضوا في خلع عيسى بن موسى من ولاية العهد و البيعة لموسى الهادي بن المهدي ، و نمي ذلك إلى المهدي فسر به و استقدم عيسى بن موسى من منزله بالرحبة من أعمال الكوفة فامتنع من القدوم . فاستعمل المهدي علىالكوفة روح بن حاتم و أوصاه بالإضرار فلم يجد سبيلاً إلى ذلك . و كان عيسى لا يدخل الكوفة إلا يوم جمعة أو عيد . و بعث إليه المهدي يتهدده فلم يجب ، ثم بعث عمه العباس يستقدمه فلم يحضر ، فبعث قائدين من الشيعة فاستحضراه إليه ، و قدم على عسكر المهدي و أقام أياماً يختلف إليه ولا يكلم بشيء . و حضر الدار يوماً و قد اجتمع رؤساء الشيعة لخلعه فثاروا به ، وأغلق الباب الذي كان خلفه فكسروه ، و أظهر المهدي النكير عليهم فلم يرجعوا إلى أن كاشفه أكابر أهل بيته و أشدهم محمد بن سليمان و اعتذر بالإيمان التي عليه . فأحضر المهدي القضاة و الفقهاء و فيهم محمد بن علاثة و مسلم بن خالد الزنجي ، فأفتوه بمخارج الإيمان و خلع نفسه و أعطاه المهدي عشرة آلاف درهم و ضياعاً بالزاب و كسكر و بايع لابنه موسى الهادي بالعهد . ثم جلس المهدي من الغد و أحضر أهل بيته و أخذ بيعتهم و خرج إلى الجامع وعيسى معه فخطب و أعلم الناس ببيعة الهادي و دعاهم إليها فبادروا و أشهد عيسى بالخلع .



فتح باربد من السند

و بعث المهدي سنة تسع و خمسين عبد الملك بن شهلب المسمعي في جمع كثير من الجند و المقطوعة إلى بلاد الهند فركبوا البحر من فارس ونزلوا بأرض الهند ، و فتحوا باربد فافتتحوا عنوة ، و لجأ أهلها إلى البد فأحرقوه عليهم فاحترق بعض و قتل الباقون ، و استشهد من المسلمين بضعة و عشرون و أقاموا بعض أيام إلى أن يطيب الريح فوقع فيهم موتان فهلك ألف فيهم إبراهيم بن صبيح . ثم ركبوا البحر إلى فارس فلما انتهوا إلى ساحل حران عصفت الريح فانكسرت عامة مراكبهم و غرق الكثير منهم .



حج المهدي

وفي سنة ستين حج المهدي و استخلف على بغداد ابنه الهادي ، و خاله يزيد بن منصور ، و استصحب ابنه هرون و جماعة من أهل بيته ،و كان معه الوزير يعقوب بن داود ، فجاء في مكة بالحسن بن إبراهيم الذي ضمنه على الأمان فوصله المهدي و أقطعه .و لما وصل إلى مكة اهتم بكسوة الكعبة فكساها بأفخر الكسوة بعد أن نزع ما كان عليها .و كانت فيها كسوة هشام بن عبد الملك من الديباج الثخين ، و قسم مالاً عظيماً هنالك في مصارف الخير فكان منه مما جاء به من العراق ثلاثون ألف درهم ، و وصل إليه من مصر ثلثمائة ألف دينار و من اليمن مائة ألف دينار ففرق ذلك كله ، و فرق مائة ألف ثوب و خمسين ألف ثوب ، و وسع المسجد ، و نقل خمسمائة من الأنصار إلى العراق جعلهم في حرسه و أقطع لهم و أجرى الأرزاق .و لما رجع أمر ببناء القصور بطريق مكة أوسع من قصور المنصور من القادسية إلى زبالة ، و أمر باتخاذ المصانع في كل منها منهل ، و بتحديد الأميال و حفر الآبار ، و ولى على ذلك بقطير بن موسى ، و أمر بالزيادة في مسجد البصرة و تصغير المنابر إلى مقدار منبر النبي صلى الله عليه و سلم . و أمر في سنة سبع و ستين بالزيادة في الحرمين على يد بقطير فدخلت فيه دور كثيرة ، و لم يزل البناء فيهما إلى وفاة المهدي .



نكبة الوزير أبي عبد اللهكان أبو عبد الله الأشعري قد اتصل بالمهدي أيام أبيه المنصور فلطفت عنده منزلته و استوزره وسار معه إلى خراسان و عظمت به بطانة المهدي فأكثروا فيه السعاية ، و كان الربيع يدرأ عنه و يعرض كتبه على المنصور و يحسن القول فيه . فكتب المنصور إلى المهدي بالوصاية به و أن لا يقبل فيه السعاية ، و لما مات المنصور قام الربيع ببيعة المهدي ، و قدموا إلى بغداد جاء الربيع إلى باب أبي عبد الله قبل المهدي و قبل أهله فعذله ابنه الفضل على ذلك ، فقال : هو صاحب الرجل و ينبغي أن نعامله بغير ما كنا نعامله ، و إياك
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:40 pm

أن تذكر ما كنا نصنع في حقه أو تمنن بذلك في نفسك . فلما وقف ببابه أمهله طويلاً من المغرب إلى العشاء ثم أذن له فدخل عليه و هو متكئ فلم يجلس و لا أقبل عليه .و شرع الربيع يذكر أمر البيعة فكفه و قال : قد بلغنا أمركم . فلما خرج استطال عليه ابنه الفضل بالعذل فيما فعل بأن لم يكن الصواب . فقال له : ليس الصواب إلا ما عملته ، و لكن و الله لأنفقن مالي و جاهي في مكروهه ، وجد في السعاية فيه فلم يجد طريقاً إليها لاحتياطه في أمر دينه و أعماله . فأتاه من قبل ابنه محمد و دس إلى المهدي بعرضه لحرمة و أنه زنديق ، حتى لا استحكمت التهمة فيه أحضره المهدي في غييبه من أبيه ، ثم قال له : إقرأ فلم يحسن فقال لأبيه : ألم تقل أن ابنك يقرأ القرآن ؟ فقال : فارقني منذ سنين و قد نسي ، فأمر به المهدي فقتل .و استوحش من أبي عبد الله و ساءت منزلته إلى أن كان من أمره ما نذكره و عزله عن ديوان الرسائل و رده إلى الربيع ، و ارتفعت منزلة يعقوب بن داود عند المهدي و عظم شأنه و أنفذ عهده إلى جميع الآفاق بوضع الأمناء ليعقوب ، و كان لا ينفذ كتاب المهدي حتى يكتب يعقوب إلى يمينه بانفاذ ذلك .



ظهور دعوة العباسية بالأندلس و انقطاعها

و في سنة إحدى و ستين أجاز عبد الرحمن بن حبيب الفهري من أفريقية إلى الأندلس داعية لبني العباس ، و نزل بساحل مرسية ، و كاتب سليمان بن يقطن عامل سرمقسطة في طاعة المهدي فلم يجبه .و قصد بلاده فيمن معه من البربر فهزمه سليمان و عاد إلى تدبير .و سار إليه عبد الرحمن صاحب الأندلس و أحرق السفن في البحر تضييقاً على ابن حبيب في النجاة فاعتصم بجبل منيع بنواحي بلنسية فبذل عبد الرحمن فيه المال فاغتاله بعض البربر وحمل رأسه إليه فأعطاه ألف دينار و ذلك سنة اثنتين و ستين .و هم عبد الرحمن صاحب الأندلس أمر ذلك لغزو الشام من الأندلس على العدوة الشمالية لأخذ ثأره فعصى عليه سليمان بن يقطن و الحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد عثمان الأنصاري في سرقسطة فشغلوه عما اعتزم عليه من ذلك .



غزو المهدي

تجهز المهدي سنة ثلاث و ستين لغزو الروم و جمع الأجناد من خراسان و من الآفاق و توفي عمه عيسى بن علي آخر جمادى الأخيرة بعسكره ، و سار من الغد و استخلف على بغداد ابنه موسى الهادي و استصحب هرون ، و مر في طريقه بالجزيرة و الموصل ، فعزل عبد الصمد بن علي و حبسه ثم أطلقه سنة ست و ستين .و لما جاز ببني مسلمة بن عبد الملك ذكره عمه العباس بما فعله مسلمة مع جدهم محمد بن علي ، و كان أعطاه مرة في اجتيازه عليه ألف دينار فأحضر المهدي ولد مسلمة و مواليه و أعطاهم عشرين ألف دينار و أجرى عليهم الأرزاق ، و عبر الفرات إلى حلب ، فأقام بها و بعث ابنه هرون للغزو و أجاز معه الدروب إلى جيحان مشيعاً ، و بعث معه عيسى بن موسى و عبد الملك بن صالح و الحسن بن قحطبة و الربيع بن يونس و يحيى بن خالد بن برمك و كان إليه أمر العسكر و النفقات ، و حاصروا حصن سمالوا أربعين يوماً فتحوه بالأمان و فتحوا بعده فتوحات كثيرة ، و عادوا إلى المهدي و قد أثخن في الزنادقة و قتل من كان في تلك الناحية منهم . ثم قفل إلى بغداد و مر ببيت المقدس و صلى في مسجده و رجع إلى بغداد .



العهد لهرون

و في سنة ست و ستين أخذ المهدي البيعة لابنه هرون بعد أخيه الهادي و لقبه الرشيد .



نكبة الوزير يعقوب بن داود

كان أبو داود بن طهمان كاتباً لنصر بن سيار هو و إخوته و كان شيعياً و على رأي الزيدية و لما خرج يحيى بن زيد بخراسان كان يكاتبه بأخبار نصر فأقصاه نصر ، فلما طلب أبو مسلم بدم يحيى جاءه داود فأمنه في نفسه و أخذ ما أكتسبه من المال أيام نصر ، و أقام بعد ذلك عاطلاً . و نشأ له ولد أهل أدب و علم و صحبوا أولاد الحسن . و كان داود يصحب إبراهيم بن عبد الله فورثوا ذلك عنه ، و لما قتل إبراهيم طلبهم المنصور و حبس يعقوب و علياً مع الحسن بن إبراهيم حتى توفي ، و أطلقهما المهدي بعده مع من أطلق . و داخله المهدي في أمر الحسن لما فر من الحبس فكان ذلك سبباً لوصلته بالمهدي حتى استوزره ، فجمع الزيدية و ولاهم شرقاً و غرباً و كثرت السعاية فيه من البطانة بذلك و بغيره و كان المهدي يقبل سعايتهم حتى يروا أنها قد تمكنت ، فإذا غدا عليه تبسم و سأله .و كان المهدي مشتهراً بالنساء فيخوض معه في ذلك و فيما يناسبه و يتغلب برضاه و سامره في بعض الليالي و جاء ليركب دابته و قد نام الغلام ، فلما ركب نفرت الدابة من قعقعة ردائه فسقط و رمحته فانكسر فانقطع عن المهدي و تمكن أعداؤه من السعاية حتى سخطه و أمر به فحبس و حبس عماله و أصحابه .و يقال بل دفع إليه علوياً ليقتله فأطلقه ، و نمي ذلك إلى المهدي فأرسل من أحضره ، و قال ليعقوب أين العلوي ؟ فقال : قتلته فأخرجه إليه حتى رآه . ثم حبس في المطبق و دلي في بئر فيه . و بقي أيام المهدي و الهادي ثم أخرج و قد عمي و سأل من الرشيد المقام بمكة فأذن له . و قيل في سبب تغيره انه كان ينهى المهدي عن شرب أصحابه النبيذ عنده و يكثر عليه في ذلك و يقول : أبعد الصلوات الخمس في المسجد الجامع يشرب عندك النبيذ لا و الله لا على هذا استوزرتني و لا عليه صحبتك !
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:40 pm

مسير الهادي إلى جرجان

و في سنة سبع و ستين عصى و تداهر من شرو بن ملكاً طبرستان من الديلم فبعث المهدي ولي عهده موسى الهادي و جعل على جنده محمد بن حميد و على حجابته نفيعاً مولى المنصور و على حرسه عيسى بن ماهان و على رسائله أبان بن صدقة و توفي أبان بن صدقة فبعث المهدي مكانه أبا خالد الأجرد . فسار المهدي و بعث الجنود في مقدمته و أمر عليهم يزيد فحاصرهما حتى استقاما و عزل المهدي يحيى الحريشي عن طبرستان و ما كان إليه و ولى مكانه عمر بن العلاء و ولى على جرجان فراشه مولاه ثم بعث سنة ثمان و ستين يحيى الحريشي في أربعين ألفاً إلى طبرستان .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:41 pm

العمال بالنواحي

و في سنة ثلاث و ستين ولي المهدي ابنه هرون على المغرب كله و أذربيجان و أرمينية و جعل كاتبه على الخراج ثابت بن موسى و على الرسائل يحيى بن خالد بن برمك و عزل زفر بن عاصم عن الجزيرة و ولى مكانه عبد الله بن صالح ، و عزل معاذ بن مسلم عن خراسان و ولى مكانه المسيب بن زهير الضبي ، و عزل يحيى الحريشي عن أصبهان و ولى مكانه الحكم بن سعيد ، و عزل سعيد بن دعلج عن طبرستان و ولى مكانه عمر بن العلاء ، و مهلهل بن صفوان عن جرجان و ولاها هشام بن سعيد . و كان على الحجاز و اليمامة جعفر بن سليمان ، و على الكوفة إسحق بن الصباح ، و على البحرين و البصرة و فارس و الأهواز محمد بن سليمان ، فعزله سنة أربع و ستين و ولى مكانه صالح بن داود .و كان على السند محمد بن الأشعث .و في سنة خمس و ستين عزل خلف بن عبد الله عن الري و ولاها عيسى مولى جعفر ، و ولى على البصرة روح بن حلتم و على البحرين و عمان و الأهواز و فارس و كرمان النعمان مولى المهدي .و عزل محمد بن الفضل عن الموصل و ولى مكانه أحمد بن إسمعيل .و في سنه ست و ستين عزل عبيد الله بن الحسن العنبري عن قضاء البصرة و استقضى مكانه خالد بن طليق ابن عمران بن حصين فاستعفى أهل البصرة منه .و ولى المهدي على قضائه أبا يوسف حين سار جرجان .و اضطربت في هذه السنة خراسان على المسيب بن زهير فولاها أبا العباس الفضل بن سليمان الطوسي ، و أضاف إليه سجستان ، فولى هو على سجستان سعيد بن دعلج . و ولى على المدينة إبراهيم ابن عمه و عزل منصور بن يزيد عن اليمن و ولى مكانه عبد الله بن سليمان الربعي .و كان على مصر إبراهيم بن صالح و توفي في هذه السنة عيسى بن موسى بالكوفة و هي سنة سبع و ستين .و عزل المهدي يحيى الحريشي عن طبرستان و الرويان و ما كان إليه و ولاه عمر بن العلاء و ولى على جرجان فراشه مولاه . و حج بالناس إبراهيم ابن عمه يحيى و هو على المدينة و مات بعد قضاء الحج ، فولى مكانه إسحق بن موسى بن علي و على اليمن سليمان بن زيد الحارثي و على اليمامة عبد الله بن مصعب الزبيرى و على البصرة محمد بن سليمان و على قضائها عمر بن عثمان التميمي و على الموصل أحمد بن إسمعيل الهاشمي . و قتل موسى بن كعب و وقع الفساد في بادية البصرة من الأعراب بين اليمامة و البحرين و قطعوا الطريق و انتهكوا المحارم و تركوا الصلاة .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:42 pm

الصوائف

و في سنة تسع و خمسين أغزى المهدي عمه العباس بالصائفة و على مقدمته الحسن الوصيف فبلغوا أهرة و فتحوا مدينة أوهرة و رجعوا سالمين و لم يصب من المسلمين أحد . و في سنة احدى و ستين غزا بالصائفة يمامة بن الوليد فنزل دابق و جاشت الروم مع ميخاييل في ثمانين ألفاً و نزل عمق مرعش فقتل و سبى و غنم ، و حاصر مرعش و قتل من المسلمين عدداً ، و انصرف إلى جيحان فكان عيسى بن علي مرابطاً بحصن مرعش فعظم ذلك على المهدي و تجهز لغزو الروم .و خرجت الروم سنة اثنتين و ستين إلى الحرث فهدموا أسوارها و غزا بالصائفة الحسن بن قحطبة في ثمانين ألفاً من المرتزقة فبلغ جهة أدرركبه و أكثر التحريق و التخريق ولم يفتح حصناً و لا لقي جمعاً و رجع بالناس سالماً . و غزا يزيد بن أسيد السلمي من ناحية قاليقلا فغنم و سبى و فتح ثلاثة حصون . ثم غزا المهدي بنفسه سنة ثلاث و ستين كما مر ثم غزا سنة أربع و ستين عبد الكبير بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب من درب الحرث فخرج إليه ميخاييل و طارد الأرمني البطريقان في تسعين ألفاً فحام عن لقائهم و رجع بالناس ، فغضب عليه المهدي و هم بقتله فشفع فيه و حبسه .و في سنة خمس و ستين بعث المهدي ابنه هرون بالصائفة و بعث معه الربيع فتوغل في بلاد الروم و لقيه عسكر نقيطا من القواميس فبارزه يزيد بن مزيد فهزمهم ، و غلب على عسكرهم و لحقوا بالدمشق صاحب المسالح ، فحمل لهم مائتي ألف دينار و اثنتين و عشرين ألف درهم ، و سار الرشيد بعساكره و كانت نحواً من مائة ألف فبلغ خليج قسطنطينية و على الروم يومئذ غسطة امرأة إليوك كافلة لابنها منه صغيراً ، فجرى الصلح على الفدية و أن تقيم له الأدلاء و الأسواق في الطريق لأن مدخله كان ضيقاً مخوفاً فأجابت لذلك ، و كان مقدار الفدية سبعين ألف دينار كل سنة و مدة الصلح ثلاث سنين و كان ما سباه المسلمون قبل الصلح خمسة آلاف رأس و ستمائة رأس و قتل من الروم في وقائع هذه الغزوات أربعة و خمسون ألفاً و من الأسرى ألفان . ثم نقض الروم هذا الصلح سنة ثمان و ستين ولم يستكملوا مدته بقي منها أربعة أشهر و كان على الجزيرة و قنسرين علي ابن سليمان فبعث يزيد بن البدر بن البطال في عسكر فغنموا و سبوا و ظفروا و رجعوا .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:43 pm

وفاة المهدي و بيعة الهادي

و في سنة تسع و ستين اعتزم المهدي على خلع ابنه موسى الهادي من العهد و البيعة للرشيد به ، و تقديمه على الهادي و كان بجرجان فبعث إليه بذلك فاستقدمه فضرب الرسول و امتنع ، فسار إليه المهدي فلما بلغ ما سبدان توفي هنالك . و يقال مسموماً من بعض جواريه ، و يقال سمت إحداهما الأخرى في كثرى فغلط و أكلها و يقال حاز صيداً فدخل وراءه إلى خربة فدق الباب ظهره و كان موته في المحرم و صلى عليه ابنه الرشيد و بويع ابنه موسى الهادي لما بلغه موت أبيه و هو مقيم بجرجان يحارب أهل طبرستان .و كان الرشيد لما توفي المهدي و العسكر بما سبدان نادى في الناس بإعطاء تسكيناً و قسم فيهم مائتين مائتين ، فلما استوفوها تنادوا بالرجوع إلى بغداد و تشايعوا إليها و استيقنوا موت المهدي ، فأتوا باب الربيع و أحرقوا و طالبوا بالأرزاق و نقبوا السجون . و قدم الرشيد بغداد في إثرهم فبعث الخيزران إلى الربيع فامتنع يحيى خوفاً من غيرة الهادي و أمرت الربيع بتسكين الجند فسكنوا و كتب الهادي إلى الربيع يتهدده فاستشاريحيى في أمره و كان يثق بوده فأشار عليه بأن يبعث ابنه الفضل يعتذر عنه و تصحبه الهدايا و التحف ففعل و رضى الهادي عنه و أخذت البيعة ببغداد للهادي .و كتب الرشيد بذلك إلى الآفاق و بعث نصيراً الوصيف إلى الهادي بجرجان فركب اليزيد إلى بغداد فقدمها في عشرين يوماً . فاستوزر الربيع و هلك لمدة قليلة من وزارته .و اشتد الهادي في طلب الزنادقة و قتلهم ، و كان منهم علي بن يعطى و يعقوب بن الفضل من ولد ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب ، كان قد أقر بالزندقة عند المهدي إلا أنه كان مقسماً أن لا يقتل هشمياً فحبسه و أوصى الهادي بقتله ولد عمهم داود بن علي فقتلهما و أما عماله فكان على المدينة عمر بن عبد العزيز بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب و على مكة و الطائف عبد الله بن قثم و على اليمن إبراهيم بن مسلم بن قتيبة و على اليمامة و البحرين سويد القائد الخراساني و على عمان الحسن بن سليم الحواري و على الكوفة موسى بن عيسى بن موسى ، و على البصرة ابن سليمان و على جرجان الحجاج مولى الهادي ، وعلى قومس زياد بن حسان و على طبرستان و الرويان صالح بن عمير مولى و على الموصل هاشم بن سعيد بن خالد ، و عزله الهادي لسوء سيرته و ولى مكانه عبد الملك و صالح بن علي و أما الصائفة فغزا بها في هذه السنة و هي سنة تسع و تسعين معيوب بن يحيى و قد كان الروم خرجوا مع بطريق لهم إلى الحرث فهرب الوالي و دخلها الروم و عاثوا فيها فدخل معيوب وراءهم من درب الراهب و بلغ مدينة استة و غنم و سبى و عاد .



ظهور الحسين المقتول بفتح

و هو الحسين بن علي بن حسن المثلث بن حسن المثنى بن الحسن السبط ، كان الهادي قد استعمل على المدينة عمر بن عبد العزيز كما مر فأخذ يوماً الحسن بن المهدي بن محمد بن عبد الله بن الحسين الملقب أبا الزفت ، و مسلم بن جندب الهذلي الشاعر ، و عمر بن سلام مولى العمريين على شراب لهم ، فضربهم و طيف بهم بالمدينة بالحبال في أعناقهم ، و جاء الحسين إليه فشفع فيهم و قال : ليس عليهم حد فإن أهل العراق لا يرون به بأساً و ليس من الحد أن نطيفهم فحبسهم . ثم جاء ثانية و معه من عمومته يحيى بن عبد الله بن الحسن صاحب الديلم بعد ذلك فكفلاه و أطلقه من الحبس . و ما زال آل أبي طالب يكفل بعضهم بعضاً و يعرضون فغاب الحسن عن العرض يومين ، فطلب به الحسين بن علي و يحيى بن عبد الله كافليه و أغلظ لهما ، فحلف يحيى أنه يأتي به من ليلته أو يدق عليه الباب يؤذنه به .و كان بين الطالبيين ميعاد للخروج في الموسم فأعجلهم ذلك عنه و خرجوا من ليلتهم .و ضرب يحيى على العمري في باب داره بالسيف و اقتحموا المسجد فصلوا الصبح و بايع الناس الحسين المرتضى من آل محمد على كتاب الله و سنة رسوله .و جاء خالد اليزيدي في مائتين من الجند و العمري و ابن إسحق الأزراق و محمد بن واقد في ناس كثيرين فقاتلهم و هزموهم من المسجد ، و اجتمع يحيى و إدريس بن عبد الله بن حسن فقتلاه و انهزم الباقون و افترق الناس . و أغلق أهل المدينة أبوابهم و انتهت القوم من بيت المال بضعه عشر ألف دينار و قيل سبعين ألفاً ، و اجتمعت شيعة بني العباس من الغد و قاتلوهم إلى الظهر و فشت الجراحات و افترقوا . ثم قدم مبارك التركي من الغد حاجاً فقاتل مع العباسية إلى منتصف النهار و افترقوا ، و واعدهم مبارك الرواح إلى القتال و استغفلهم و ركب رواحله راجعاً و اقتتل الناس المغرب ثم افترقوا .و يقال إن مباركاً دس إلى الحسين بذلك تجافياً عن أذيه أهل البيت ، و طلب أن يأخذ له عذراً في ذلك بالبيات فبيته الحسين و استطرد له راجعاً و أقام الحسين و أصحابه بالمدينة واحداً و عشرين يوماً آخر ذي القعدة ، و لما بلغها نادى في الناس بعتق من أتى إليه من العبيد فاجتمع إليه جماعة . و كان قد حج تلك السنة رجال من بني العباس منهم سليمان بن المنصور و محمد بن سليمان بن علي و العباس بن محمد بن علي و موسى و إسمعيل أبناء عيسى بن موسى . و لما بلغ خبر الحسين إلى الهادي كتب إلى محمد بن سليمان و ولاه على حربه و كان معه رجال و سلاح و قد أغذ بهم عن البصرة خوف الطريق ، فاجتمعوا بذي طوى ، و قدموا مكة فحلوا من العمرة التي كانوا أحرموا بها .و انضم إليهم من حج من شيعتهم و مواليهم و قوادهم ، و اقتتلوا يوم التروية ، فانهزم الحسين و أصحابه و قتل كثير منهم ، و انصرف محمد بن سليمان و أصحابه إلى مكة و لحقهم بذي طوى رجل من خراسان برأس الحسين ينادي من خلفهم بالبشارة ، حتى ألقى الرأس بين أيديهم مضروباً على قفاه وجبهته ، و جمعت رؤوس القتلى فكانت مائة و نيفاً و فيها رأس سليمان أخي المهدي ابن عبد الله ، و اختلط المنهزمون بالحاج .و جاء الحسن بن المهدي أبو الزفت فوقف خلف محمد بن سليمان و العباس بن محمد فأخذه موسى بن عيسى و قتله و غضب محمد بن سليمان من ذلك و غضب الهادي لغضبه و قبض أمواله و غضب على مبارك التركي و جعله سائس الدواب فبقي كذلك حتى مات الهادي . و أفلت من المنهزمين إدريس بن عبد الله أخو المهدي فأتى مصر و علي يريدها ، و أصبح مولى صالح بن المنصور و كان يتشيع لآل علي فحمله على البريد إلى المغرب و وقع بمدينة وليلة من أعمال طنجة و اجتمع البريد على دعوته و قتل الهادي و أصحابه بذلك و صلبه و كان لإدريس و ابنه إدريس و أعقابهم حروب نذكرها بعده .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:43 pm

حديث الهادي في خلع الرشيد

كان الهادي يبغض الرشيد بما كان المهدي أبوهما يؤثره ، و كان رأى في منامه أنه دفع إليهما قضيين فأورق قضيب الهادي من أعلاه قضيب الرشيد كله ، و تأول ذلك بقصر مدة الهادي و طول مدة الرشيد و حسنها . فلما ولي الهادي أجمع خلع الرشيد و البيعة لابنه جعفر مكانه ، و فاوض في ذلك قواده فأجابه يزيد بن مزيد و علي بن عيسى و عبد الله بن مالك ، و حرضوا الشيعة على الرشيد لينقصوه و يقولوا لا نرضى به ، و نهى الهادي أن يشاور بين يديه بالحرب فاجتنبه الناس ، و كان يحيى بن خالد يتولى أموره فاتهمه الهادي بمداخلته و بعث إليه و تهدده فحضر عنده مستميتاً و قال : يا أمير المؤمنين أنت أمرتني بخدمته من بعد المهدي ! فسكن غضبه و قال له في أمر الخلع فقال : يا أمير المؤمنين أنت إن حملت الناس على نكث الإيمان فيه هانت عليهم فيمن توليه ، و إن بايعت بعده كان أوثق للبيعة ، فصدقه و سكت عنه ، و عاد أولئك الذين جفلوه من القواد و الشيعة فأغروه بيحيى و أنه الذي منع الرشيد من خلع نفسه ، فحبسه الهادي فطلب الحضور للنصيحة ، و قال له يا أمير المؤمنين أتظن الناس يسلمون الخلافة لجعفر و هو صبي و يرضون به لصلاتهم و حجهم و غزوهم ، و تأمن أن يسمو إليها عند ذلك أكابر أهل بيتك فتخرج من ولد أبيك ، و الله لولم يعقد المهدي لكان ينبغي أن تعقده أنت له حذراً من ذلك ، و أني أرى أن تعقده لأخيك ، فإذا بلغ ابنك أتيتك بأخيك فخلع نفسه و بايع له فقبل الهادي قوله و أطلقه .ولم يقنع القواد ذلك لأنهم كانوا حذرين من الرشيد في ذلك و ضيق عليه و استأذنه في الصيد فمضى إلى قصر مقاتل و نكره الهادي و أظهر خفاءه و بسط الموالي و القواد فيه ألسنتهم .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:44 pm

وفاة الهادي و بيعة الرشيد

ثم خرج الهادي إلى حديقة الموصل فمرض و اشتد مرضه هناك و استقدم العمال شرقاً و غرباً .و لما ثقل تآمر القواد الذين بايعوا جعفراً في قتل يحيى بن خالد ، ثم أمسكوا خوفاً من الهادي . ثم توفي الهادي في شهر ربيع الأول سنة سبعين و مائة ، و قيل توفي بعد أن عاد من حديقة الموصل .و يقال إن أمه الخيزران وصت بعض الجوارى عليه فقتلته لأنها كانت أول خلافته تستبد عليه بالأموار فعكف الناس و اختلفت المواكب ، و وجد الهادي لذلك فكلمته يوماً في حاجة فلم يجبها فقالت : قد ضمنتها لعبد الله بن مالك . فغضب الهادي و شتمه و حلف لاقضيتها فقامت مغضبه ، فقال : مكانك و إلا انتفيت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه و سلم . لئن بلغني أن أحداً من قوادي و خاصتي و قف ببابك لأضربن عنقه و لأقبضن ماله ، ما للمواكب تغدو و تروح عليك ؟ أما لك يشغلك أو مصحف يذكرك أو بيت يصونك ؟ إياك إياك لا يفتحي بابك لمسلم و لاذمي ! فانصرفت و هي لا تعقل . ثم قال لأصحابه : إيكم يحب أن يتحدث الرجال بخبر أمه ، و يقال فعلت أم فلان و صنعت ؟ فقالوا لا نحب ذلك . قال : فما بالكم تأتون أمي فتتحدثون معها ؟ فيقال : إنه لما وجد في خلع الرشيد خافت عليه منه ، فلما ثقل مرضه وصت بعض الجواري فجلست على وجهه فمات ، و صلى عليه الرشيد .و جاء هرثمة بن أعين إلى الرشيد فأخرجه و أجلسه للخلافة ، و أحضر يحيى فاستوزره و كتب إلى الأطراف بالبيعة .و قيل : إن يحيى هو الذي جاءه و أخرجه فصلى على الهادي و دفنه إلى يحيى و أعطاه خاتمه .و كان يحيى يصدر عن رأي الخيزران أم الرشيد .و عزل لأول خلافته عمر بن عبد العزيز العمري عن المدينة و ولى مكانه إسحق بن سليمان ، وتوفي يزيد بن حاتم عامل أفريقية ، فولى مكانه روح بن حاتم ، ثم توفي فولى بنه الفضل ، ثم قتل فولى هرثمة بن أعين كما يذكر في أخبار أفريقية .و أفراد الثغور كلها عن الجزيرة و قنسرين و جعلها عمالة و سماها العواصم ، و أمره بعمارة طرسوس و نزلها الناس .و حج لأول خلافته و قسم في الحرمين مالاً كثيراً .و أغرى بالصائفة سليمان بن عبد الله البكائي ، و كان على مكة و الطائف عبد الله بن قثم و على الكوفة عيسى بن موسى و على البحرين و البصرة و اليمامة و عمان و الأهواز و فارس محمد بن سليمان بن علي ، و على خراسان أبو الفضل العباس بن سليمان الطوسي ثم عزله و ولى مكانه جعفر بن محمد بن الأشعث . فسار إلى خراسان و بعث ابنه العباس إلى كابل فاقتتحها و افتتح سابهار و غنم ما كان فيها . ثم استقدمه الرشيد فعزله و ولى مكانه ابنه العباس ، و كان على الموصل عبد الملك بن صالح فعزله و ولى مكانه إسحق بن محمد بن فروح ، فبعث إليه الرشيد أبا حنيفة حرب بن قيس فأحضره إلى بغداد و قتله ، و ولى مكانه و كان على أرمينية يزيد بن مزيد بن زائدة ابن أخي معن فعزله و ولى مكانه أخاه عبد الله بن المهدي . و ولى سنة إحدى و سبعين على صدقات بني ثعلب روح بن صالح الهمداني فوقع بينه و بين ثعلب خلاف و جمع لهم الجموع و فبيتوه و قتلوه في جماعة من أصحابه .و توفي سنة ثلاث و سبعين محمد بن سليمان والي البصرة و كان أخوه جعفر كثير السعاية فيه عند الرشيد و إنه يحدث نفسه بالخلافة ! و أن أمواله كلها فيء من أمواله المسلمين فاستضفاها الرشيد و بعث من قبضها ، و كان لا يعبر عنها من المال و المتاع و الدواب ، و احضروا من العين فيها ستين ألف ألف دينار ولم يكن إلا أخوه جعفر فاحتج عليه الرشيد بإقراره أنها فيء .و توفي سنة أربع و سبعين والي الرشيد إسحق بن سليمان على السند و مكران و استقضى يوسف بن أبي يوسف في حياة أبيه ، و في سنة خمس و سبعين عقد لابنه محمد بن زبيدة ولاية العهد و لقبه الأمين و أخذ له البيعة و عمره خمس سنين بسعاية خاله عيسى بن جعفر بن المنصور و وساطة الفضل بن يحيى ، و فيها عزل الرشيد العباس بن جعفر عن خراسان و ولاها خاله الغطريف بن عطاء الكندي .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:45 pm

خبر يحيى بن عبد الله في الديلم

و في سنة خمس و سبعين خرج يحيى بن عبد الله بن حسن أخو المهدي بالديلم و اشتدت شوكته و كثر جمعه و أتاه الناس من الأمصار فندب إليه الرشيد الفضل بن يحيى في خمسين ألفاً و ولاه جرجان و طبرستان و الري و ما إليها و وصل معه الأموال فسار و نزل بالطالقان و كاتب يحيى و حذره و بسط أمله و كتب إلى صاحب االديلم في تسهيل أمر يحيى على أن يعطيه ألف ألف درهم فأجاب يحيى على الأمان بخط الرشيد و شهادة الفقهاء و القضاء و أجله بني هاشم و مشايخهم عن عبد الصمد منهم فكتب له الرشيد بذلك و بعثه مع الهدايا و التحف و قدم يحيى مع الفضل فلقيه الرشيد بكل ما أحب و أفاض عليه العطاء و عظمت منزلته الفضل عنده ثم أن الرشيد حبس يحيى إلى أن هلك في حبسه .



ولاية جعفر بن يحيى مصر

كان موسى بن عيسى قد ولاه الرشيد مصر فبلغه أنه عازم على الخلع فرد أمرها إلى جعفر بن يحيى و أمره بإحضار عمر بن مهران و أن يوليه عليها ، و كان أحول مشوه الخلق خامل البزة يردف غلامه خلفه . فلما ذكرت له الولاية قال على شرطية أن يكون أمري إذا صلحت البلاد انصرفت فأجابه إلى ذلك .و سار مصر و أتى مجلس موسى فجلس في أخريات الناس حتى إذا افترقوا رفع الكتاب إلى موسى فقرأه و قال : متى يقدم أبو حفص ؟ فقال : أنا أبو حفص ! فقال موسى : لعن الله فرعون حيث قال : أليس لي ملك مصر ثم سلم له العمل . فتقدم عمر إلى كاتبه أن لا يقبل من الهدية إلا ما يدخل في الكيس ، فبعث الناس بهداياهم و كانوا يمطلون بالخراج . فلكا حضر النجم الأول و الثاني و شكوا الضيق في الثالث أحضر الهدايا و حسبها لأربابها و استوفى خراج مصر و رجع إلى بغداد .



الفتنة بدمشق

و في هذه السنة هاجت الفتنة بدمشق بين المضرية و اليمانية و رأس المضرية أبو الهيدام عامر بن عمارة من ولد خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري ، و كان أصل الفتنة بين القيس و بين اليمانية قتلوا منهم رجلاً فاجتمعوا لثأره ، و كان على دمشق عبد الصمد بن علي فجمع كبار العشائر ليصلحوا بينهم فأمهلتهم اليمانية و بيتوا المضرية فقتلوا ثلثمائة أو ضعفها ، فاستجاشوا بقبائل قضاعة و سليم فلم ينجدوهم و أنجدتهم قيس ، و ساروا معهم إلى البلقاء فقتلوا من اليمانية ثمانمائة و طال الحرب بينهم . و عزل عبد الصمد عن دمشق و ولى مكانه إبراهيم بن صالح بن علي . ثم اصطلحوا بعد سنين و وفد إبراهيم على الرشيد و كان هواه مع اليمانية فوقع في قيس عند الرشيد و اعتذر عنهم عبد الواحد بن بشر و استحلف إبراهيم على دمشق ابنه إسحق فحبس جماعة من قيس و ضربهم . ثم وثبت غسان برجل من ولد قيس بن العبسي فقتلوه ، و استنجد أخوه بالدواقيل من حوران فأنجدوه و قتلوا من اليمانية نفراً . ثم وثبت اليمانية بكليب بن عمر بن الجنيد بن عبد الرحمن و عنده ضيف له فقتلوهم ، فجاءت أم الغلام سابة إلى أبي الهيدام ، فقال انظريني حتى ترفع دماؤنا إلى الأمير ، فإن نظر فيها و إلا فأمير المؤمنين ينظر فيها .و بلغ ذلك إسحق و حضر عنده أبو الهيدام فلم يأذن له ثم قتل بعض الدواقيل رجلاً من اليمانية و قتلت اليمانية رجلاً من سليم و نهبوا جيران محارب ، و ركب أبو الهيدام معهم إلى إسحق فوعده بالنظر لهم ، و بعث إلى اليمانية يغريهم به فاجتمعوا و أتوا إلى باب الجابية فخرج إليهم أبو الهيدام و هزمهم و استولى على دمشق و فتح السجون . ثم اجتمعت اليمانية و استنجدوا كلباً و غيرهم فاستمدوهم ، و استجاش أبو الهيدام المضرية فجاؤه و هو يقاتل اليمانية عند باب توما فهزمهم أربع مرات . ثم أمره إسحق بالكف و بعث إلى اليمانية يخبرهم بغرته ، و جاء الخبر و ركب و قاتلهم فهزمهم ، ثم هزمهم أخرى على باب توما . ثم جمعت اليمانية أهل الأردن و الجولان من كلب و غيرهم فأرسل من يأتيه بالخبر فأبطؤا و دخل المدينة فأرسل إسحق من دلهم على مكمنه و أمرهم بالعبور إلى المدينة ، فبعث من أصحابه من يأتيهم من ورائهم فانهزموا .و لما كان مستهل صفر جمع إسحق الجنود عند قصر الحجاج و جاء أصحاب الهيدام من أراد نهب القرى التي لهم بنواحي دمشق . ثم سألوا الأمان من أبي الهيدام فأمنهم و سكن الناس . و فرق أبو الهيدام أصحابه و بقي في نفر يسير من أهل دمشق ، فطمع فيه إسحق و سلط عليه العذافر السكسكي مع الجنود فقاتلهم العذافر و بقي الجند يحاربونه ثلاثاً . ثم إن إسحق قاتله في الثالثة و الجند في اثنتي عشر ألفاً و معهم اليمانية ، فخرج أبو الهيدام من المدينة و قاتلهم على باب الجابية حتى أزلهم عنه . ثم أغار جمع من أهل حمص على قرية لأبي الهيدام فقاتلهم أصحابه و هزموهم و قتلوا منهم خلقاً و أحرقوا قرى و دياراً لليمانية في الغوطة ، ثم توادعوا سبعين يوماً أو نحوها و قدم السندي في الجنود من قبل الرشيد و أغزته اليمانية بأبي الهيدام فبعث هو إليه بالطاعة فأقبل السندي إلى دمشق و إسحق بدار الحجاج ، و بعث قائده في ثلاثة آلاف و أخرج إليهم أبو الهيدام ألفاً و أحجم القائد عنهم و رجع إلى السندي فصالح أبا الهيدام و أمن أهل دمشق .و سار أبو الهيدام إلى حوران و أقام السندي بدمشق ثلاثاً و قدم موسى بن عيسى والياً عليها فبعث الجند يأتونه بأبي الهيدام فكسبوا داره و قاتلهم هو و ابنه و عبده فانهزموا و جاء أصحابه من كل جهة و قصد بصرى . ثم بعث إليه موسى فسار إليه في رمضان سنة سبع و سبعين و قيل إن سبب الفتنة بدمشق أن عامل الرشيد بسجستان قتل أخا الهيدام فخرج هو بالشام و جمع الجموع . ثم بعث الرشيد أخاً له ليأتيه به فتحيل حتى قبض عليه و شده وثاقاً و أتى به إلى الرشيد فمن عليه و أطلقه . و بعث جعفر ابن يحيى سنة ثمانين إلى الشام من أجل هذه الفتن و العصبية فسكن الثائرة و أمن البلاد و عاد .



فتنة الموصل ومصرو في سنة سبع و ثمانين تغلب العطاف بن سفيان الأزدي على خراسان و أهل الموصل على العامل بها محمد بن العباس الهاشمي و قيل عبد الملك بن صالح فاجتمع عليه أربعة آلاف رجل و جبى الخراج و بقي العامل معه مغلباً إلى أن سار الرشيد إلى الموصل و هدم سورها و لحق العطاف بأرمينية ثم بالرقم فاتخذها وطناً . و في سنة ثمان و سبعين ثارت الحوفية بمصر و هم من قيس و قضاعة على عاملها إسحق بن سليمان و قاتلوه . و كتب الرشيد إلى هرثمة بن أعين و كان بفلسطين فسار إليهم و أذعنوا بالطاعة ، و ولي على مصر ثم عزله لشهر و ولى عبد الملك بن صالح عليها .و كان خراسان أيام المهدي و الهادي أبو الفضل العباس بن سليمان الطوسي فعزله الرشيد ، و ولى على خراسان جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي فأبوه من النقباء من أهل مصر و مقدم ابنه العباس سنة ثلاث و سبعين ، ثم قدم فغزا طخارستان و بعث ابنه العباس إلى كابل في الجنود و افتتح سابهار و رجع إلى مرو . ثم سار إلى العراق سنة ثلاث في رمضان و كان الأمين في حجره قبل أن يجعله في حجر الفضل بن يحيى . ثم ولى الرشيد ابنه العباس بن جعفر ثم عزله عنها فولى خالداً الغطريف بن عطاء الكندي سنة خمس و سبعين على خراسان و سجستان و جرجان فقدم خليفة داود بن يزيد و بعث عامل سجستان ، و خرج في أيامه حصن الخارجي من موالي قيس بن ثعلبة من أهل أوق و بعث عامل سجستان عثمان بن عمارة الجيوش إليه فهزمهم حصين و قتل منهم و سار إلى باذغيس و بوشنخ و هراة فبعث إليه الغطريف اثني عشر ألفاً من الجند فهزمهم حصين و قتل منهم خلقاً ، و لم يزل في نواحي خراسان إلى أن قتل سنة سبع و سبعين .و سار الفضل إلى خراسان سنة ثمان و سبعين و غزا ما وراء النهر سنة ثمان ثم ولي الرشيد على خراسان علي بن عيسى بن ماهان و قدم إليه يحيى فأقام بها عشرين سنة و خرج عليه في ولايته حمزة بن أترك و قصد بوشنج و كان على هراة عمروية بن يزيد الأزدي فنهض إليه في ستة آلاف فارس فهزمهم حمزة و قتل جماعة منهم و مات عمروية في الزحام ، فبعث علي بن عيسى ابنه الحسن في عشرة آلاف ففض حربه فعزله ، و بعث ابنه الآخر عيسى فهزمه حمزة فأمده بالعساكر و رده فهزمهم حمزة و قتل أصحابه ، و نجا إلى قهستان في أربعين و أثخن عيسى في الخوارج بارق و جوين و فيمن كان يعينهم من أهل القرى حتى قتل ثلاثين ألفاً . و خلف عبد الله بن العباس النسيقي بزرنج فجبى الأموال و سار بها و معه الصفة و لقيه حمزة فهزموه و قتلوا عامة أصحابه .و سار حمزة في القرى فقتل و سبى و كان علي قد استعمل طاهر بن الحسين على بوشنج فخرج إلى حمزة و قصد قرية ففر الخوارج و هم الذين يرون التحكيم و لا يقاتلون و المحكمة هم الذين يقاتلون و شعارهم لا حكم إلالله فكتب العقد إلى حمزة بالكف و واعدهم ، ثم انتقض و عاث في البلاد و كانت بينه و بين أصحاب علي حروب كثيرة . ثم ولى الرشيد سنة اثنتين و ثمانين ابنه عبد الله العهد بعد الأمين و لقبه المأمون و ولاه على خراسان و ما يتصل بها إلى همذان و استقدم عيسى ابن علي من خراسان و ردها إليه من قبل المأمون و خرج عليه بنسا أبو الخصيب و هب ابن عبد الله النسائي و عاث في نواحي خراسان ثم طلبه الأمان فأمنه . ثم بلغه أن حمزة الخارجي عاث بنواحي باذغيس فقصده و قتل من أصحابه نحوا من عشرة آلاف و بلغ كل من وراء غزنة . ثم غدر أبو الخصيب ثانية و غلب أبيورد و نسا وطوس و نيسابور ، و حاصر مرو و انهزم عنها و عاد إلى سرخس ، ثم نهض إليه ابن ماهان سنة ست و ثمانين فقتله في نسا و سبى أهله . ثم نمي إلى الرشيد سنة تسع و ثمانين أن علي بن عيسى مجمع على الخلاف و أنه قد أساء السيرة في خراسان و عنفهم ، و كتب إليه كبراء أهلها يشكون بذلك ، فسار الرشيد إلى الري فأهدى له الهدايا و الكثيرة و الأموال و لجمع من معه من أهل بيته و ولده و كتابه و قواده و تبين للرشيد من مناصحته خلاف ما أنهى إليه فرده إلى خراسان و ولى على الري و طبرستان و دنباوند و قومس و همذان و بعث علي ابنه عيسى لحرب خاقان سنة ثمان وثماني فهزمه و أسر إخوته ، انتقض على علي بن عيسى رافع بن الليث بن نصر بن سيار بسمرقند و طالت حروبه معه و هلك في بعضها ابنه عيسى . ثم إن الرشيد نقم على علي بن عيسى أموراً منها استخفافه بالناس و إهانته أعيانهم ، و دخل عليه يوماً الحسين بن مصعب والد طاهر فأغلظ له في القول و أفحش في السب و التهديد و فعل يوماً مثل ذلك
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:46 pm

بهشام بن فأما الحسين فلحق بالرشيد شاكياً و مستجيراً و أما هشام فلزم بيته و ادعى أنه بعله الفالج حتى عزل علي ، و كان ممانقم عليه أيضاً أنه لم قتل ابنه عيسى في حرب رافع بن الليث أخبر بعض جواريه أنه دفن في بستانه ببلخ ثلاثين ألف دينار . و تحدث الجواري بذلك فشاع في الناس ، و دخلوا البستان و نهبوا المال ، و كان يشكو إلى الرشيد بقلة المال و يزعم أنه باع حلي نسائه . فلما سمع الرشيد هذا المال استدعى هرثمة بن أعين و قال له : وليتك خراسان ، و كتب له بخطه و قال له : اكتم أمرك و امض كأنك مدد .و بعث معه رجاء الخادم . فسار إلى نيسابور و ولى أصحابه فيها ثم سار إلى مرو و لقيه علي بن عيسى فقبض عليه و على أهله و أتباعه و أخذ أمواله فبلغت ثمانين ألف ألف ، و بعث إلى الرشيد من المتاع و قر خمسمائة بعير و بعث إليه بعلي بن عيسى على بعير من غير غطاء و لا وطاء ، و خرج هرثمة إلى ما وراء النهر و حاصر رافع بن الليث بسمرقند إلى أن استأمن فأمنه ، و أقام هرثمة بسمرقند و كان قدم مرو سنة ثلاث و تسعين .



إيداع كتاب العهد

و في سنة ست و ثمانين حج الرشيد و سار من الأنبار و معه أولاده الثالثة محمد الأمين و عبد الله المأمون و القاسم ، و كان قد ولي الأمين العهد و ولاه العراق و الشام إلى آخر الغرب .و ولى المأمون العهد بعده و ضم إليه من همذان إلى آخر المشرق و بايع لابنه القاسم من بعد المأمون و لقبه المؤتمن و جعل خلعه و إثباته للمأمون . و جعل في حجر عبد الملك صالح و ضم إليه الجزيرة و الثغور و العواصم .و مر بالمدينة فأعطاه فيها ثلاثة أعطية عطاء منه و من الأمين و من الأامون فبلغ ألف ألف دينار و خمسمائة ألف دينار . ثم سار مكة فأعطى مثلها ، و أحضر الفقهاء و القضاة و القواد و كتب كتاباً أشهد فيه على الأمين بالوفاء للمأمون و آخر على المأمون بالوفاء للأمين و علق الكتابين في الكعبة و جدد عليها العهود هنالك .و لما شخص إلى طبرستان سنة تسع و ثمانين و أقام بها أشهد من حضره أن جميع ما في عسكره من الأموال و الخزائن و السلاح و الكراع للمأمون و جدد له البيعة عليهم و أرسل إلى بغداد فجدد له البيعة على الأمين .



أخبار البرامكة و نكبتهمقد تقدم لنا أن خالد بن برمك كان من كبار الشيعة و كان له قدم راسخ في الدولة و كان يلي الولايات العظام و ولاه المنصور على الموصل ، و على أذربيجان ، و ولى ابنه يحيى على أرمينية و وكله المهدي بكفالة الرشيد فأحسن تربيته و دفع عنه أخاه الهادي أراده على الخلع و تولية العهد ابنه و حبسه الهادي لذلك . فلما ولي الرشيد إستوزر يحيى و فوض إليه أمور ملكه و كان أولاً يصدر عن رأي الخيزران أم الرشيد ، ثم استبد بالدولة . و لما ماتت بيتهم مشهوراً بالرجال من العمومة و القرابة ، و كان بنوه جعفر و الفضل و محمد قد شابهوا آباءهم في عمل الدولة و استولوا على حظ من تقريب السلطان و استخلاصه .و كان الفضل أخاه من الرضاع أرضعت أمه الرشيد و أرضعته الخيزران و كان يخاطب يحيى يا أبت و استوزر الفضل و جعفراً و ولى جعفراً على مصر و على خراسان و بعثه إلى الشام عندها وقعت الفتنة بين المضرية و اليمانية ، فسكن الأمور و رجع .و ولى الفضل أيضاً على مصر و على خراسان و بعثه لاستنزال يحيى بن عبد الله العلوي من الديلم و دفع المأمون لما ولاه العهد إلى كفالة جعفر بن يحيى فحسنت آثارهم في ذلك كله . ثم عظم سلطانهم و استيلاؤهم على الدولة و كثرت السعاية فيهم و عظم حقد الرشيد على جعفر منهم ، يقال بسبب أنه دفع إليه يحيى بن عبد الله لما استنزله أخوه الفضل من الديلم ، و جعل حبسه عنده فأطلقه استبدادا على السلطان و دالة و أنهى الفضل بن الربيع ذلك إلى الرشيد فسأله فصدقه الخبر فأظهر له التصويب و حقدها عليه ، و كثرت السعاية فيهم فتنكر لهم الرشيد .و دخل عليه يوماً يحيى بن خالد بغير إذن فنكر ذلك منه ، و خاطب به طبيبه جبريل بن بختيشوع منصرفاً به مواجهته و كان حاضراً فقال يحيى : هو عادتي يا أمير المؤمنين ، و إذ قد نكرت مني فسأكون في الطبقة التي تجعلني فيها ! فاستحيى هرون و قال : ما أردت ما يكره .و كان الغلمان يقومون بباب الرشيد ليحيى إذا دخل ، فتقدم لهم مسرور الخادم بالنهي عن ذلك فصادروا يعرضون عنه إذا أقبل ، و أقاموا على ذلك زماناً . فلما حج الرشيد سنة سبعة و ثمانين و رجع من حجه و نزل الأنبار أرسل مسروراً الخادم في جماعة من الجند ليلاً فأحضر جعفراً بباب الفسطاط و أعلم الرشيد فقال : إئتني برأسه فطفق جعفر يتذلل و يسأله المراجعة في أمره حتى قذفه الرشيد بعصى كانت في يده و تهدده فخرج و أتاه برأسه و حبس الفضل من ليلته و بعث من احتاط على منازل يحيى و ولده و جميع موجودهم و حبسه في منزله و كتب من ليلته إلى سائر النواحي بقبض أموالهم و رقيقهم ، و بعث من الغد بشلو جعفر و أمر أن يقسم قطعتين .. و بنصبان على الجسر ، و أعفى محمد بن خالد من النكبة و لم يضيق على يحيى و لابنيه الفضل و محمد و موسى ثم تجردت عنه التهمة بعبد الملك بن صالح بن علي ، و كانوا أصدقاء له ، فسعى فيه ابنه عبد الرحمن بأنه يطلب الخلافة فحبسه عنه الفضل بن الربيع ، ثم أحضره من الغداة و قرعه و وبخه فأنكر و حلف و اعترف لحقوق الرشيد و سلفه عليه ، فأحضر كاتبه شاهداً عليه فكذبه عبد الملك ، فأحضر ابنه عبد الرحمن فقال هو مأمور معذور أو عاق فاخر ، فنهض الرشيد من مجلسه و هو يقول سأصبر حتى أعلم ما يرضي الله فيك ، فأنه الحكم بيني و بينك ، فقال عبد الملك : رضيت بالله حكماً و بأمير المؤمنين حاكماً فإنه لا يؤثر هواه على رضا ربه . ثم أحضره الرشيد يوماً آخر فأرعد له و أبرق و جعل عبد
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:47 pm

الملك يعدد وسائله و مقاماته في طاعته و منا صحته فقال له الرشيد : لولا إبقائي على بني هاشم لقتلتك و رده إلى محبسه .و كلمه عبد الله بن مالك فيه ، و شهد له بنصحه فقال : أطلقه إذاً ، قال : أما في هذا القرب فلا و لكن سهل حبسه ففعل .و أجرى عليه مؤنه حتى مات الرشيد و أطلقه الأمين .و عظم حقده على البرامكة بسبب ذلك ، فضيق عليهم و بعث إلى يحيى يلومه فيما ستر عنه من أمر عبد الملك . فقال : يا أمير المؤمنين كيف يطلعني عبد الملك على ذلك و أنا كنت صاحب الدولة ، و هل إذا فعلت ذلك يجازيني بأكثر من فعلك ؟ أعيذك بالله أن تظن هذا الظن إلا أنه كان رجلاً متجملاً يسرني أن يكون في بيتك مثله ، فوليته و لا خصصته . فعاد إليه الرسول يقول : إن لم تقر قتلت الفضل ابنك . فقال : أنت مسلط علينا فافعل ما أردت .و جذب الرسول الفضل و أخرجه فودع أباه و سأله في الرضا عنه فقال : رضي الله عنك ، و فرق بينهما ثلاثة أيام ولم يجد عندهما شيئاً فجمعهما و احتفظ إبراهيم بن عثمان بن نهيك لقتل جعفر فكان يبكيه و يبكي قومه حزناً عليهم . ثم انتهى به إلى طلب الثأر بهم فكان يشرب النبيذ مع جواريه و يأخذ سيفه و ينادي و اجعفراه و اسيداه و الله لأثأرن بك و لأقتلن قاتلك ، فجاء ابنه و حفص كان مولاه إلى الرشيد فأطلعاه على أمره ، فأحضر إبراهيم و أظهر له الندم على قتله جعفراً و الأسف عليه ، فبكى إبراهيم و قال : و الله ياسيدي لقد أخطأت في قتله فانتهزه الرشيد و أقامه . ثم دخل عليه ابنه بعد ليال قلائل فقتله يقال بأمر الرشيد . و كان يحيى بن خالد محبوساً بالكوفة ولم يزل بها ذلك إلى أن مات سنة تسعين و مائة و مات بعده ابنه الفضل سنة ثلاث و تسعين .و كانت البرامكة من محاسن العالم و دولتهم من أعظم الدول و هم كانوا نكتة محاسن الملة و عنوان دولتها .



الصوائف و فتوحاتهاكان الرشيد على ما نقله الطبري و غيره يغزو عاماً و يحج عاماً ، و يصلي كل يوم مائة ركعة و يتصدق بألف درهم ، و إذا حج حمل معه مائة من الفقهاء ينفق عليهم ، و إذا لم يحج أنفق على ثلثمائة حاج نفقة شائعة . و كان يتحذى بآثار المنصور إلا في بذل المال فلم ير خليفة قبله أبذل منه للمال .و كان إذا لم يغزو غزا بالصائفة كبار أهل بيته و قواده ، فغزا بالصائفة سنة سبعين سليمان بن عبد الله البكائي ، و قيل غزا بنفسه .و غزا بالصائفة سنة اثنتين و سبعين إسحق بن سليمان بن علي فأثخن في بلاد الروم و غنم و سبى . و غزا في سنة أربع و سبعين بالصائفة عبد الملك بن صالح و قيل أبوه عبد الملك فبلغ في نكاية الروم ما شاء ، و أصحابهم برد سديد سقطت منه أيدي الجند . ثم غزا بالصائفة سنة سبع و سبعين عبد الرزاق بن عبد الحميد الثعلبي .و في سنة ثمان و سبعين زفر بن عاصم و غزا سنة إحدى و ثمانين بنفسه فافتتح حصن الصفصاف و أغزى عبد الملك بن صالح فبلغ أنقرة و افتتح مطمورة . و كان الفداء بين المسلمين و الروم و هو أول فداء في دولة بني العباس ، و تولاه القاسم بن الرشيد و أخرج له من طرسوس الخادم الوالي عليها ، و هو أبو سليمان فرج المدامس على اثني عشر فرسخاً ، و حضر العلماء و الأعيان و خلق من أهل الثغور و ثلاثون ألفاً من الجند المرتزقة فحضروا هناك و جاء الروم بالأسرى ففودي بهم من كان لهم من الأسرى ، و كان أسرى المسلمين ثلاثة آلاف و سبعمائة . و غزا بالصائفة سنة اثنتين و ثمانين عبد الرحمن ابن عبد الملك بن صالح دقشوسوس مدينة أصحاب الكهف .و بلغهم أن الروم سلوا ملكهم قسطنطين بن أليون و ملكوا أمه ربى و تلقب عطشة ، فأثخنوا في البلاد و رجعوا . و في سنة ثلاث و ثمانين حملت ابنة خاقان ملك الخزر إلى الفضل ابن يحيى فماتت ببردعة ، و رجع من كان معه فأخبروا أباها أنها قتلت غيلة ، و فتجهز إلى بلاد الإسلام ، و خرج من باب الأبواب و سبى أكثر من مائة ألف فارس و فعلوا ما لم يسمع بمثله . فولى الرشيد يزيد بن مزيد أمر أرمينية مضافة إلى أذربيجان و أمره بالنهوض إليهم و أنزل خزيمة بن خازم بنصيبين ردءاً لهم . و قيل إن سبب خروجهم أن سعيد بن مسلم قتل الهجيم السلمى فدخل ابنه إلى الخزر مستجيشاً بهم على سعيد ، و دخلوا أرمينية و هرب سعيد و الخزر و رجعوا .و في سنة سبع و ثمانين غزا بالصائفة القاسم بن الرشيد و جعله قرباناً لله و ولاه العواصم ، فأناخ على قرة و ضيق عليها و بعث عليها ابن جعفر بن الأشعث فحاصر حصن سنان حتى جهد أهله و فادى الروم بثلثمائة و عشرين أسيراً من المسلمين على أن يرحل عنهم ، فأجابهم و تم بينهم الصلح و رحل عنهم ، و كان ملك الروم يومئذ ابن زيني و قد تقدم ذكره فخلعه الروم و ملكوا يقفور و كان على ديوان خراجهم و مات زيني بعد خمسة أشهر . و لما ملك يقفور كتب الرشيد بما استفزه فسار إلى بلاد الروم غازياً ، و نزل هرقل و أثخن في بلادهم حتى سأل يقفور الصلح ، ثم نقض العهد و كان البرد شديد الكلب و ظن يقفور أن ذلك يمنعه من الرجوع ، فلم يمنعه و رجع حتى أثخن في بلاده ثم خرج من أرضهم . و غزا بالصائفة سنة ثمان و ثمانين إبراهيم بن جبريل و دخل من درب الصفصاف فخرج إليه يقفور ملك الروم و انهزم و قتل من عسكره نحواً أربعين ألفاً . و في هذه السنة رابط القاسم بن الرشيد أبق و في سنة تسع و ثمانين كتب الرشيد و هو بالري كتب الأمان لشروين أبي قارن ، و نداهرمز جدمازيار ، مرزبان خستان صاحب الديلم . و بعث بالكتب مع حسين الخادم إلى طبرستان فقدم خستان و ونداهرمز فأكرمهما الرشيد و أحسن إليهما و ضمن و نداهرمز و شروين صاحبي طبرستان و ذكرا كيف توجه الهادي لهما و حاصرهما . و في سنة ست ثمانين كان فداء بين المسلمين حتى لم يبق بأرض الروم مسلم إلا فودي . و في سنة تسعين سار الرشيد إلى بلاد الروم بسبب ما قدمناه من غدر يقفور في مائة و خمسة و ثلاثين ألفاً من المرتزقة ، سوى الأتباع و المتطوعة و من ليس له ذكر في الديوان ، و استخلف المأمون
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 - صفحة 2 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يوليو 27, 2010 8:48 pm

بالرقة و فوض إليه الأمور ، و كتب إلى الآفاق بذلك ،فنزل على هرقل فحاصرها ثلاثين يوماً و افتتحها و سبى أهلها و غنم ما فيها . و بعث داود بن عيسى بن موسى في سبعين ألفاً غازياً في أرضهم ففتح الله عليه و خرب و نهب ما شاء . و فتح شراحيل بن معن بن زائدة حصن الصقالبة و ديسة و افتتح يزيد بن مخلد حصن الصفصاف و قونية ، و أناخ عبد الله بن مالك على حصن ذي الكلاع و استعمل الرشيد حميد بن معيوب على الأساطيل ممن بسواحل الشام و مصر إلى قبرس ، فهزم و حرق و سبى من أهلها نحواً من سبعة ألفاً و جاء بهم إلى الواقعة فبايعوا بها و بلغ فداء أسقف قبرس ألفي دينار . ثم سار الرشيد إلى حلوانة فنزل بها و حاصرها ، ثم رحل عنها و خلف عليها عقبة بن جعفر و بعث يقفور بالخراج و الجزية عن رأسه أربعة دنانير ، و عن ابنه دينارين و عن بطارقته كذلك ، و بعث يقفور في جارية من بني هرقلة و كان خطبها ابنه فبعث بها إليه . و نقض في هذه السنة قبرس فغزاهم معيوب بن يحيى فأثخن فيهم و سباهم و لما رجع الرشيد من غزاتة خرجت الروم إلى عين زربة و الكنيسة السوداء و أغاروا و رجعوا فاستنفد أهل المصيصة ما حملوه من الغنائم . و فيها غزا يزيد بن مخلد الهبيري أرض الروم في عشرة آلاف فأخذت الروم عليه المضايق فانهزم ، و قتل في خمسين من أصحابه على مرحلتين من طرسوس . و استعمل الرشيد على الصائفة هرثمة بن أعين قبل أن يوليه خراسان و ضم إليه ثلاثين ألفاً من أهل خراسان ، و أخرجه إلى الصائفة و سار بالعساكر الإسلامية في أثره و رتب بدرب الحرث عبد الله بن مالك و بمرعش سعيد بن مسلم بن قتيبة ، و أغارت الروم عليه فأصابوا من المسلمين و انصرفوا و لم يتحرك من مكانه . و بعث الرشيد محمد بن زيد بن مزيد إلى طرسوس و أقام هو بدرب الحرث و أمر قواده بهدم الكنائس في جميع الثغور و أخذ أهل الذمة بمخالفة زي المسلمين في ملبوسهم و أمر هرثمة ببناء هرطوس و تولى ذلك ، فخرج الخادم بأمر الرشيد و بعث إليها جنداً من خراسان ثلاثة أيام ، و أشخص ألفاً من أهل المصيصة و ألفاً من أنطاكية فتم بناؤها سنة اثنتين و تسعين . و في هذه السنة تحركت الخرمية بناحية أذربيجان فبعث إليهم عبد الله بن مالك في عشرة آلاف فقتل و سبى و أسر ، و وافاه بقرملين فأمره بقتل الأسرى و بيع السبي . و فيها استعمل الرشيد على الثغور ثابت بن مالك الخزاعي فافتتح مطمورة و كان الفداء على يدية بالبرذون . ثم كان الفداء الثاني و كان عدة أسرى المسلمين فيه ألفين و خمسمائة .



الولاية على النواحي

كان على أفريقية مزيد بن حاتم كما قدمناه و مات سنة احدى و سبعين بعد أن استخلف ابنه داود فبعث الرشيد على أفريقية أخاه روح بن حاتم فاستقدمه من فلسطين و بعثه إلى أفريقية . و عزل أبا هريرة محمد بن فروج عن الجزيرة و قتله و ولى مكانه و في سنة ست و سبعين ولى الرشيد على الموصل الحكم بن سليمان ، و قد كان خرج الفضل الخارجي بنواحي نصيبين و غنم و سار إلى داريا و آمدوا رزق و خلاط فقفل لذلك و رجع إلى نصيبين ، فأتى الموصل و خرج إليه الفضل في عساكرها فهزهم على الزاب . ثم عادوا لقتاله فقتل الفضل و أصحابه . و في سنة ست و سبعين مات روح بن حاتم بأفريقية و استخلف حبيب بن نصر المهلبي فسار الفضل إلى الرشيد فولاه على أفريقية ، و عاد إليها فاضطرب عليه الخراسانية من جند أفريقية و لم يرضوه ، فولى مكانه هرثمة بن أعين و بعث في العساكر فسكن الاضطراب ، و رأى ما بأفريقية من الاختلاف فاستعفى االرشيد من ولايتها فأعفاه ، و قدم إلى العراق بعد سنتين و نصف من مغيبه . و في هذه ولى الفضل بن يحيى على مصر مكان أخيه جعفر مضافاً إلى ما بيده من الري و سجستان و غيرهما . ثم عزله عن مصر و ولى عليها إسحق بن سليمان فثارت به الجوقية من مصر و هم جموع من قيس و قضاعة فأمده بهرثمة بن أعين فأذعنوا و ولاه عليهم شهراً ، ثم عزله و ولى عبد الملك بن صالح مكانه ، و فيها أمر دولته إلى يحيى بن خالد . و في سنة ثمانين بعث جعفر ابن يحيى إلى الشام في القواد و العساكر و معه السلاح و الأموال و العصبية التي كانت بها فسكنت الفتنة و رجع ، فولاه خراسان و سجستان فاستعمل عليها عيسى بن جعفر ، و ولى جعفر بن يحيى المريس و قدم هرثمة بن أعين من أفريقية فاستخلفه جعفر على الحرد و عزل الفضل بن يحيى عن طبرستان و الرويان و ولاها عبد الله بن حازم ، و ولى على الجزيرة سعيد بن مسلم و ولى على الموصل يحيى بن سعيد الحريشي فأساء السيرة و طالبهم بخراج سنين ماضية ، فانجلا أكثر أهل البلد ، و عزله الرشيد و ولى عليها يحيى بن خالد . و في سنة إحدى و ثمانين ولى على أفريقية محمد بن مقاتل بن حكيم العكي و كان أبوه من قواد الشيعة و محمد رضيع الرشيد و تلاده فلما استعفى هرثمة ولاه مكانه ، و اضطربت عليه أفريقية ، و كان إبراهيم بن الأغلب بها والياً على الزاب ، و كان جند أفريقية يرجعون إليه فأعانه و حمل الناس على طاعته بعد أن أخرجوه فكرهوا ولاية محمد بن مقاتل و حملوا إبراهيم بن الأغلب على أن كتب إلى الرشيد يطلب ولاية أفريقية على أن يترك المائة ألف دينار التي كانت تحمل من مصر معونة إلى والي أفريقية و يحمل هو كل سنة أربعين ألف دينار فاستشار الرشيد بطانته فأشار هرثمة بإبراهيم بن الأغلب ، و ولاه الرشيد في محرم سنة أربعة و ثمانين ، فضبط الأمور و قبض على المؤمنين و بعث بهم إلى الرشيد فسكنت البلاد . و ابتنى مدينة بقرب القيروان و سماها العباسية و انتقل إليها بأهله و خاصته و حشمه ، و صار ملك أفريقية في عقبة كما يذكر في أخبارها إلى أن غلبهم عليها الشيعة العبيديون . و كان يزيد بن مزيد على أذزبيجان فولاه الرشيد سنة ثمان و ثمانين على أرمينية مضافة إليها ، و ولى خزيمة بن خازم على نصيبين . و ولى الرشيد سنة أربع و ثمانين على اليمن و مكة حماداً البربري و على السند داود بن يزيد حاتم و على الجبل يحيى الحريشي ، و على طبرستان مهروية الزاي ، و قتله أهل طبرستان سنة خمس و ثمانين ، فولى مكانه عبد الله بن سعيد الحريشي . و فيها مكانه ابنه أسد بن يزيد بن حاتم . و في سنة تسع و ثمانين سار الرشيد إلى الري و ولى على طبرستان و الري و دنباوند و قوس و همذان عبد الملك بن مالك . و في سنة تسعين ولى على الموصل خالد بن يزيد بن حاتم و قد تقدم لنا ولاية هرثمة على سليمان و نكبة علي بن عيسى . في سنة احدى و تسعين ظفر حماد البربري بهيصيم اليماني و جاء به إلى الرشيد فقتله ، و ولى في هذه السنة على الموصل محمد بن الفضل ابن سليمان و كان على مكة الفضل بن العباس أخي المنصور و السفاح .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45235
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 3 الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى