الموت حق ولكن...
صفحة 1 من اصل 1
الموت حق ولكن...
والاعتبار يكون بالخضوع، الخشوع، وقلة الكلام، وليس بالهرج والمرج والصياح وأصوات الهواتف النقالة المتعاقبة التي كثيرا ما تُصدِر رنات موسيقية مختلفة ومتنوعة، سواء في بيت الشعب أو وقت المشي وراء الجنازة، أو وقت الصلاة على الجنازة وأيضا وقت الحديث عن مناقب الميت عملا بالحديث النبوي الشريف "أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم" (أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه). يوجد في هذا الحديث أمر ونهي، فالفعل "أذكروا" فيه معنى الأمر والحث. الحث على إظهار الأعمال الحسنة التي قام بها الميت قبل مماته وتبيينها للملأ، الأمر الذي قد يشجّع الآخرين على القيام بنفس الأعمال وهذا في صالح المجتمع. كذلك هذا يفيد المؤرخين والباحثين في كتابة التاريخ والبحث العلمي وخصوصا إذا كان رجلا مشهورا في خدمة الدين والبلاد. هذا الأمر أيضا ضروري لتقسيم الإرث إذا كان لديه. أما الفعل "كفوا"، ففيه معنى النهي، الردع والزجر عن ذكر مساوئ الميت، ويشمل ذلك عيوبه ونواقصه، وكذلك أمراضه وسيئاته. إضافة إلى ذلك، يجب على كل منا مراعاة حرمة الميت فيستر كل ما يراه منه عند غسْله وتكفينه، وكذلك كل ما يراه منه لحظة الوفاة، فلا يقوم بنشر ما شاهده في المجالس والدواوين والمؤسسات العامة وإن كان غير قصْد وانتباه، وهي ظاهرة متفشية في مجتمعنا. وقد ورد في الحديث: "مَن غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعين مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من السندس واستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبرا فأجنه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة" (أخرجه الحاكم النيسابوري في مستدركه). ومَن يلتزم ذلك، سيُغفر له أربعين مرة، والعدد "أربعون" ليس مقصودا لذاته, وإنما لتبيين الكثرة. زد على ذلك، يشهد مجتمعنا ظاهرة غير مقبولة قد تقلل من هيبة الموقف، وهي ظاهرة الثرثرة بين الجالسين جنبًا إلى جنْب في بيت العزاء.
أيها القارئ الكريم، إن الحياة والموت توأمان لا يُمكن فصْل أحدهما عن الآخر، وكما أنه واجب علينا احترام الإنسان في حياته ومراعاة حُرُماته والمواقف التي يمرّ فيها، فيا حبّذا لو وسّعنا الدائرة واحترمنا موقف مماته وراعيْنا حرْمته، إذ أن هذه المراعاة ما هي إلا تتويج لحياة قد عاشها وعايشها، وبذلك نكون قد وافينا الإنسان- الذي خلقه لخالق بأحسن صورة وكرّمه أحسن تكريم- حقّه على خير وجه.
أيها القارئ الكريم، إن الحياة والموت توأمان لا يُمكن فصْل أحدهما عن الآخر، وكما أنه واجب علينا احترام الإنسان في حياته ومراعاة حُرُماته والمواقف التي يمرّ فيها، فيا حبّذا لو وسّعنا الدائرة واحترمنا موقف مماته وراعيْنا حرْمته، إذ أن هذه المراعاة ما هي إلا تتويج لحياة قد عاشها وعايشها، وبذلك نكون قد وافينا الإنسان- الذي خلقه لخالق بأحسن صورة وكرّمه أحسن تكريم- حقّه على خير وجه.
فوكس- عضو ممتاز
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21457
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13
مواضيع مماثلة
» اريد ان اتوب ..ولكن..؟
» مجرد راى ولكن يهم الجميع
» قصة ملك الموت و نبي الله سليمان لشيخ كشك
» المرأه التي ابكت ملك الموت
» القصة التى ابكت ملك الموت
» مجرد راى ولكن يهم الجميع
» قصة ملك الموت و نبي الله سليمان لشيخ كشك
» المرأه التي ابكت ملك الموت
» القصة التى ابكت ملك الموت
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى