احمد اسماعيل يكتب فى اليوم السابع : من السبب فى أزمة عزبة الهجانة؟

لقد طفت على الساحة خلال الأيام الأخيرة مأساة أهالى عزبة الهجانة بمدينة نصر، وقرار إزالة العمارات المخالفة بهذه العزبة ثم العدول عنه ثم تردد أنه ستتم إزالتها مرة أخرى.
ولقد شاهدنا جميعاً برنامج البيت بيتك منذ أيام قليلة والصورة التى عرضها البرنامج لمبنى سكنى يخترقه سلك كهربائى للضغط العالى.
وما جرى بعزبة الهجانة يدل على تضارب القرارات وتناقضها من حيث إزالة العقارات أو عدم إزالتها واختلف أعضاء الحكومة وأعضاء مجلس الشعب فى اتخاذ قرار تجاه هذه الأزمة التى لا تعد الأولى من نوعها بل يوجد مثلها العشرات بلا أى حل.
وهذه الأزمة تؤكد وجود فساد استشرى فى المحليات- الذى ليس للركب كما قال الدكتور زكريا عزمى– بل وصل للأعين وأصبحنا نتعايش ونتكيف معه وهذه هى طبيعتنا كشعب نتكيف مع الظروف والأوضاع وهذه ميزة تميز ذلك الشعب عن غيره من الشعوب.
فبدلاً من إزالة كل هذه العقارات المخالفة كان يجب أولاً محاسبة من غض بصره عمداً عند إنشائها بهذه الصورة، فأعتقد أن عقارات بهذه الأحجام لا يعقل أن تبنى بين عشية وضحاها، وهنا يأتى دور الأجهزة الرقابية التى يجب عليها محاسبة المتسبب فى ما وصلنا إليه.
أما بالنسبة للعقار الذى يخترقه سلك الضغط العالى فهذه مصيبة وكارثة لا أجد ما أقوله عنها سوى أن المواطن بعد أن تعايش وتكيف مع الفساد والأمراض والأوبئة ومياه المجارى والظروف التى تحيط به أصبح الآن يتعايش مع أبراج الضغط العالى!!! وكأنه انتحار مشروع يرتكبه المواطن فى حق نفسه، هنا لن ألوم الحكومة و لكنى ألوم المواطن الذى سمح لنفسه بناء مثل هذا العقار المميت، فإن كنا فى بعض الأحيان نجد أعذارا ومبررات للمبانى المخالفة بحجة أن المواطن يرغب فى توفير مأوى له، فهنا لن أجد مبررا أو عذر لمواطن يسمح لنفسه أن يبنى عقارا يخترقه سلك الضغط العالى الذى سيؤدى إلى كارثة حتماً وبعدها نبدأ فى الصراخ والعويل دون الوصول لحل لهذه المشكلة.
و فى النهاية لن أطلب من المسئول عن هذه الأزمة أن يتقى الله أو يراعى ضميره فى عمله، مثلما أطلب كل مرة، و لكن أطلب من الجهات الرقابية إعمال شئونها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه من سمح ببناء هذه العقارات المخالفة، وتسبب فى هذه الأزمة، أما المواطن فأرجوه أن يتقى الله فى أبنائه الذين يتسبب فى موتهم ببطء.

احمد اسماعيل احمد
المحامى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]