أمراه العزيز
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أمراه العزيز
ان المرأة هي المرأة أينما وجدت وجد الاغراء معها، ولا فرق بين ان تكون امرأة الغني أو امرأة الفقير. وان زليخا امرأة عزيز مصر “قوطينار” الذي كان على خزائن مصر في عهد احد ملوك الهكسوس، أو كان رئيس شرطة مصر في ذلك الوقت. كانت تتمتع بالأسباب الثلاثة التي عناها الشاعر بقوله: ان الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة نعم كانت هي امرأة العزيز أي سيدة النساء، وكان الفراغ يقتلها، وهي في ريعان الشباب وزوجها لم يفطن الى ما يترتب على القرار الذي اتخذه، حيث أدخل شابا جميلا عمره 17 سنة على زوجته ولم يكتف بذلك بل قال لها: اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا. بالطبع تعاملت المرأة مع هذا الأمر أو هذه الوصية بطبعها الانثوي الذي يقول لها: عرفت هواها قبل ان اعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا فذهبت تزداد به ولعا وشغفا، فيوسف شاب جميل يعيش معها في القصر، وزوجها مشغول عنها، فالفرصة مواتية وما عليها إلا ان تهيئ وسائل الاغراء، ولا شيء اكبر عند المرأة من ابداء مفاتنها، فراحت تبديها له ظنا منها انه سوف يقع في شباكها ولم تدر انه في عناية الله والشاعر يقول: وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان هذا ومن يقرأ في سورة يوسف التي أوردت قصة افتتان زليخا بيوسف كاملة يلاحظ ان: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء * عندما اغلقت الأبواب وقالت: هيت لك. * عندما تذكر هو أنه في بيت رجل احسن اليه فما ينبغي ان يخونه في عرضه فقال: معاذ الله إنه ربي احسن مثواي. * عندما هددته بالسجن فقال: “رب السجن احب الي مما يدعونني اليه” ولم يكن سهلا ان يسجن لسنوات عدة بسبب اتخاذه هذا القرار. * صبره على الشدائد ابتداء بإيداعه في الجب ثم بيعه ثم تعرضه للاغراءات من قبل امرأة العزيز. * بعده عن ابويه في حين أنه في حاجة اليهما وقد كان احب اخوته اليهما. * رفضه الخروج من السجن إلا بعد بيان براءته على الناس، واقرار زليخا على نفسها بأنها كانت هي المحرضة. أقول: ونلحظ شجاعة امرأة العزيز ايضا، فهي وان كانت في البداية اغرته واختلقت اكاذيب في لصق التهمة به، وكانت هي السبب ايضا في دخول يوسف السجن، إلا انها في النهاية اعترفت. ونرى حكمة عزيز مصر حيث لم يتسرع في الحكم ولم يندفع بناء على ما لفقته زوجته من تهم. بل استمع الى شهادة الشاهد الذي كان حاضرا آنذاك. منقول 1 كان الخطأ خطأ عزيز مصر الذي وفر لهما جو الاختلاط، فكل فتنة بين الرجل والمرأة سببها كما قال الشاعر: 2 استغلت المرأة غفلة الزوج واغراها جمال يوسف ايضا، فيوسف كما ورد في الحديث اعطي شطر الحسن والجمال الموجودين في الدنيا، واعطي محمد صلى الله عليه وسلم الحسن كله. 3 فشلت الخطة لأن العملية كانت من طرف واحد، فيوسف لم يبادلها الحب ولم تخدعه اساليبها الاغرائية التي صورها القرآن بقوله: “وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك، قال معاذ الله إنه ربي احسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون” (سورة يوسف الآية: 23). 4 لم تكن شجاعة يوسف على رفض هذا العرض المغري شجاعة عادية، فهو مهما يكن فإنه بشر، لكن الله نجاه من هذا الموقف غير اللائق بمن يريده الله نبيا في المستقبل، فأراه من مراقبته له ما هو كاف لأن يرد اغواءات امرأة العزيز. 5 هناك أكثر من رأي وتفسير وتأويل حول قوله تعالى: “ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه”، لكن غاية الأمر ان وقوع المعصية من يوسف كان مستحيلا فيوسف وصفه الله بأنه من المخلصين، وقد ظهر سمو همته في اكثر من موقف: |
بالفعل ما مضى تم نقله كما أبدع فيه كاتبه وإن جاز لي أن أعلق فأقول هي حقبة من تاريخ مصر
وقصة حدثت على أرض مصر وأبطالها من أبناء مصر ونحن بين واحدة من إثنين حق وضلال فالحق أن نعترف بالحق ونفتخر بما يجب أن يفتخر به ونتبرأ مما يجب التبرأ منه ... فنحن لا نرضى بالنساء اللاتي خرجن عن حد الوقار ولا نلتمس لهم إعتذار ولا نرضى بالرجل الذي لا يغار ... فيسجن مظلوم أبى أن يعود عليه بالعار
وقابل كرم المعاملة بالحفظ على الشرف والعرض فكان كرم يوسف عليه السلام أبلغ من كرم عزيز مصر ... هذا هو الحق أن نبرأ من أفعال شيطانية إرتكبت في غياب الوازع الديني ... أما أن نركب موجة التعصب الأعمى وتأخذنا حمية الجاهليه .... فهذا لا أقبله بحال من الأحوال ...
لكن إمرأة العزيز (زليخا) التي فعلت ذالك أليست هي التي تزوجت يوسف عليه السلام بعد ذالك ... وكانت تقضي ليلها في عبادة ربها ... ولما سألها يوسف عليه السلام متعجباً قالت {قبل أن أعرف الله شغف قلبي بحبك ... فلما عرفت الله إمتلئ قلبي بحب الله فلم يعد فيه مكان لأحد سواه} ... حكمنا عليها حكمنا قاسياً في حقبة جهلها .... فكيف حكمنا عليها بعد حسن إيمانها ...
لماذا وصلت نساء مصر في هذه الحقبة إلى هذه الدرجة من التبجح .... ولماذ وصل رجال مصر في هذه الحقبة من الغزي والعار حتى تبرأ من صنيعهم الأبناء ... الإجابة لغياب الدين ... فإذا ضاع الدين ضاعت النخوة وضاعت الكرامة وضاع الشرف ... ضاع كل غالٍ ونفيس ...
فهل من متعظ ...
فهل من معتبر ...
فهل من مدكر ...
فوكس- عضو ممتاز
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21460
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13
البرنس المصرى- زائر
- رقم العضوية : 57
عدد المساهمات : 1364
المهارة : 14213
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
الكفاءة : 45
رد: أمراه العزيز
موضوع رائع
دريم- عضو جديد
- رقم العضوية : 4
عدد المساهمات : 73
المهارة : 5933
تاريخ التسجيل : 03/04/2010
الكفاءة : 0
احمدعبدالعليم- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 5479
المهارة : 28606
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 31
مواضيع مماثلة
» عيد ميلاد سعيد احمد اسماعيل
» عمر بن عبد العزيز
» الملك عبد العزيز آل سعود
» أرشيف قسم :فتاوى عبد العزيز بن عبد الله بن الباز
» احمد بدوى على كرسى الاعتراف
» عمر بن عبد العزيز
» الملك عبد العزيز آل سعود
» أرشيف قسم :فتاوى عبد العزيز بن عبد الله بن الباز
» احمد بدوى على كرسى الاعتراف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى