نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
صفحة 1 من اصل 1
نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
نسك طوائف من الناس
ولرجالِ كلِّ فَنٍّ وضربٍ من الناس، ضربٌ من النسك، إذْ لا بدَّ لأحدِهم من النزوع، ومن تركِ طريقته الأولى: فنسك الخصيِّ غزْو الروم، لِمَا أَنْ كانوا هم الذين خَصَوهم، ولُزُومُ أَذَنة والرِّباطُ بطَرَسُوسَ وأَشباهِها، فظنَّ عند ذلك أهلُ الفِراسة أنَّ سببَ ذلك إنّما كان لأنَّ الرُّوم لِما كانوا هم الذين خَصَوهم، كانوا مغتاظين عليهم، وكانت متطلِّبةً إلى التشفِّي منهم، فأخرج لهم حبُّ التشفِّي شدَّةَ الاعتزامِ على قتلهم، وعلى الإنفاقِ في كلِّ شيء يَبلُغ منهم، ونُسكُ الخراسانيِّ أن يُحجَّ: ونسكُ البنوي أن يَدَع الديوان، ونسكُ المغنِّي: أن يُكثر التسبيحُ وهو يشربُ النبيذ، والصلاةَ على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة في جماعة، ونسك الرافضيِّ: إظهارُ ترْك النبيذ، ونسك السَّواديِّ ترْكُ شرب المطبوخ فقط، ونسكُ اليهوديِّ: إقامة السبت، ونسك المتكلِّم: التسرُّع إلى إكفارِ أهل المعاصي، وأنْ يرمَي الناسَ بالجبْر، أو بالتعطيلِ، أو بالزندقة، يريد أن يوهم أموراً: منها أنَّ ذلك ليس إلاّ من تعظيمه للدِّين، والإغراق فيه، ومنها أن يقال: لو كان نَطِفاً، أو مرتاباً، أو مجتنحاً على بليَّة، لما رمى الناسَ، ولرضي منهم بالسلامة، وما كان ليرميَهم إلاّ للعزِّ الذي في قلبه، ولو كان هناك من ذُلِّ الرِّيبة شيء لقطَعَه ذلك عن التعرُّض لهم، أو التنبيه على ما عسى إنْ حرَّكهم له أنْ يتحرَّكوا، ولم نجدْ في المتكلِّمين أنْطفَ ولا أكثرَ عيوباً، ممَّن يرمي خصومَه بالكفر.
الجماز وجارية آل جعفر وكان أبو عبد اللّه الجمَّاز، وهو محمد بن عمرو، يتعشَّق جاريةً لآلِ جعفر
ولرجالِ كلِّ فَنٍّ وضربٍ من الناس، ضربٌ من النسك، إذْ لا بدَّ لأحدِهم من النزوع، ومن تركِ طريقته الأولى: فنسك الخصيِّ غزْو الروم، لِمَا أَنْ كانوا هم الذين خَصَوهم، ولُزُومُ أَذَنة والرِّباطُ بطَرَسُوسَ وأَشباهِها، فظنَّ عند ذلك أهلُ الفِراسة أنَّ سببَ ذلك إنّما كان لأنَّ الرُّوم لِما كانوا هم الذين خَصَوهم، كانوا مغتاظين عليهم، وكانت متطلِّبةً إلى التشفِّي منهم، فأخرج لهم حبُّ التشفِّي شدَّةَ الاعتزامِ على قتلهم، وعلى الإنفاقِ في كلِّ شيء يَبلُغ منهم، ونُسكُ الخراسانيِّ أن يُحجَّ: ونسكُ البنوي أن يَدَع الديوان، ونسكُ المغنِّي: أن يُكثر التسبيحُ وهو يشربُ النبيذ، والصلاةَ على النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة في جماعة، ونسك الرافضيِّ: إظهارُ ترْك النبيذ، ونسك السَّواديِّ ترْكُ شرب المطبوخ فقط، ونسكُ اليهوديِّ: إقامة السبت، ونسك المتكلِّم: التسرُّع إلى إكفارِ أهل المعاصي، وأنْ يرمَي الناسَ بالجبْر، أو بالتعطيلِ، أو بالزندقة، يريد أن يوهم أموراً: منها أنَّ ذلك ليس إلاّ من تعظيمه للدِّين، والإغراق فيه، ومنها أن يقال: لو كان نَطِفاً، أو مرتاباً، أو مجتنحاً على بليَّة، لما رمى الناسَ، ولرضي منهم بالسلامة، وما كان ليرميَهم إلاّ للعزِّ الذي في قلبه، ولو كان هناك من ذُلِّ الرِّيبة شيء لقطَعَه ذلك عن التعرُّض لهم، أو التنبيه على ما عسى إنْ حرَّكهم له أنْ يتحرَّكوا، ولم نجدْ في المتكلِّمين أنْطفَ ولا أكثرَ عيوباً، ممَّن يرمي خصومَه بالكفر.
الجماز وجارية آل جعفر وكان أبو عبد اللّه الجمَّاز، وهو محمد بن عمرو، يتعشَّق جاريةً لآلِ جعفر
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
يقال لها طُغْيان، وكان لهم خصِيٌّ يحفظُها إذا أرادتْ بيوتَ المغنِّين، وكان الخصيُّ أشدَّ عشقاً لها من الجمَّاز، وكان قد حال بينَه وبينَ كلامِها، والدنوِّ منها، فقال الجماز وكان اسم الخادم سناناً:
ولِلظِّباءِ المِلاحِ ما للمَقِيتِ سِنانٍ
غازٍ بغير سلاحِ لَبِئْسَ زانٍ خَصِيٌّ
وقال فيه أيضاً وفيها:
يحبُّني وأُحـبُّـهْ نَفْسِي الفداءُ لظبيٍ
إذا رآني يَسُبُّـهْ ن أجلِ ذاكَ سِنانٌ
يَنيكهُ أين زُبُّـه َبْهُ أجابَ سِنـانـاً
وقال أيضاً فيهما:
فيه فبئسَ الشرِيكُ ظبيٌ سنانُ شريكي
ولا يَدَعْنا نـنـيكُ ا يَنِـيكُ سِـنـانٌ
ما قيل من الشعر في الخصاء وقال الباخَرزيّ يذكرُ محاسِنَ خِصال الخِصيان:
ورجال إن كانت الأسفارُ ونساء لمطمـئنِّ مُـقـيمٍ
ولِلظِّباءِ المِلاحِ ما للمَقِيتِ سِنانٍ
غازٍ بغير سلاحِ لَبِئْسَ زانٍ خَصِيٌّ
وقال فيه أيضاً وفيها:
يحبُّني وأُحـبُّـهْ نَفْسِي الفداءُ لظبيٍ
إذا رآني يَسُبُّـهْ ن أجلِ ذاكَ سِنانٌ
يَنيكهُ أين زُبُّـه َبْهُ أجابَ سِنـانـاً
وقال أيضاً فيهما:
فيه فبئسَ الشرِيكُ ظبيٌ سنانُ شريكي
ولا يَدَعْنا نـنـيكُ ا يَنِـيكُ سِـنـانٌ
ما قيل من الشعر في الخصاء وقال الباخَرزيّ يذكرُ محاسِنَ خِصال الخِصيان:
ورجال إن كانت الأسفارُ ونساء لمطمـئنِّ مُـقـيمٍ
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
وقال حميد بن ثور يهجو امرأته:
بفِي من بغَى خيراً إليها الجلامدُ جُلُبَّانةٌ ورهاء تخصي حمارهـا
وقال مزرِّد بن ضِرار:
ولا جَاجَةٌ منها تلُوحُ علـى وَشْـمِ فجاءتْ كخاصي العَيرِ لم تَحْلَ عَاجةً
وقال عمرو الخارَكى:
نصيحٌ زادَني حـرصـا إذا لامَ علـى الـمـرد
لع ما عمِّرت أو أُخْصى ولا والـلّـه مـــا أقْ
وقال آخر:
ولا عافاكَ من جَهْد البَـلاءِ رَمَاك اللّهُ من أيْرٍ بأفـعَـى
إذا بلغت بي رَكَبَ النسـاء جَزَاكَ اللّهُ شَرّاً من رفـيقٍ
وما تنفكُّ تُنعِظ في الخَـلاَءِ أجُبْناً في الكريهة حين نلقى
ولولا البولُ عُوجِل بالخصاء فلا واللّه ما أمسَى رفيقـي
بفِي من بغَى خيراً إليها الجلامدُ جُلُبَّانةٌ ورهاء تخصي حمارهـا
وقال مزرِّد بن ضِرار:
ولا جَاجَةٌ منها تلُوحُ علـى وَشْـمِ فجاءتْ كخاصي العَيرِ لم تَحْلَ عَاجةً
وقال عمرو الخارَكى:
نصيحٌ زادَني حـرصـا إذا لامَ علـى الـمـرد
لع ما عمِّرت أو أُخْصى ولا والـلّـه مـــا أقْ
وقال آخر:
ولا عافاكَ من جَهْد البَـلاءِ رَمَاك اللّهُ من أيْرٍ بأفـعَـى
إذا بلغت بي رَكَبَ النسـاء جَزَاكَ اللّهُ شَرّاً من رفـيقٍ
وما تنفكُّ تُنعِظ في الخَـلاَءِ أجُبْناً في الكريهة حين نلقى
ولولا البولُ عُوجِل بالخصاء فلا واللّه ما أمسَى رفيقـي
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
وقال بعض عبد القيس:
يرجو المناكحَ في بني الجـارودِ ما كان قَحذَمٌ ابنُ واهِصَة الْخُصى
ولكلِّ دهرٍ عَـثـرةٌ بـجُـدُود ومِن انتكاس الدهرِ أن زُوِّجتَهـا
حيّاً لكان خَصَاكَ بالمـغـمـود لو كان منذرُ إذ خطبت إلـيهـم
وقال أبو عبيدة: حدَّثني أبو الخطاب قال: كان عندنا رجلٌ أحدبُ فسقَط في بئرٍ فذهبت حَدَبته وصار آدَر فقيل له: كيف تجِدك? فقال: الذي جاءَ شرٌّ من الَّذِي ذهب.
وأبو الحسن عن بعض رجاله قال: خرج معاويةُ ذاتَ يومٍ يمشي ومَعه خَصِيٌّ له، إذ دخلَ على ميسونَ ابنة بحدل وهي أمُّ يزيد، فاستترت منه فقال: أتستترين منه، وإنَّما هو مثلُ المرأَة? قالت: أتُرَى أنَّ المثلة به تُحِلُّ ما حرَّم اللّه تعالى.
ذكر ما جاء في خصاءِ الدوابّ ذكر آدمُ بن سليمان عن الشعبيّ قال: قرأت كتابَ عمر رضي اللّه تعالى عنه إلى سعد، يَنْهَى عن حذْف أذناب الخيل وأعرافها، وعن خصائها، ويأمره أن يُجْرِيَ من رأس
يرجو المناكحَ في بني الجـارودِ ما كان قَحذَمٌ ابنُ واهِصَة الْخُصى
ولكلِّ دهرٍ عَـثـرةٌ بـجُـدُود ومِن انتكاس الدهرِ أن زُوِّجتَهـا
حيّاً لكان خَصَاكَ بالمـغـمـود لو كان منذرُ إذ خطبت إلـيهـم
وقال أبو عبيدة: حدَّثني أبو الخطاب قال: كان عندنا رجلٌ أحدبُ فسقَط في بئرٍ فذهبت حَدَبته وصار آدَر فقيل له: كيف تجِدك? فقال: الذي جاءَ شرٌّ من الَّذِي ذهب.
وأبو الحسن عن بعض رجاله قال: خرج معاويةُ ذاتَ يومٍ يمشي ومَعه خَصِيٌّ له، إذ دخلَ على ميسونَ ابنة بحدل وهي أمُّ يزيد، فاستترت منه فقال: أتستترين منه، وإنَّما هو مثلُ المرأَة? قالت: أتُرَى أنَّ المثلة به تُحِلُّ ما حرَّم اللّه تعالى.
ذكر ما جاء في خصاءِ الدوابّ ذكر آدمُ بن سليمان عن الشعبيّ قال: قرأت كتابَ عمر رضي اللّه تعالى عنه إلى سعد، يَنْهَى عن حذْف أذناب الخيل وأعرافها، وعن خصائها، ويأمره أن يُجْرِيَ من رأس
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
المائتين، وهو أربعة فراسخ.
وسُفيان الثَّوري عن عاصم بن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنه كان ينهى عن خِصَاء البهائم ويقول: هل الإنماء إلاّ في الذكور.
وشَريك بن عبد اللّه، قال: أخبرني إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم النَّخَعي أنّ عمرَ رضي اللّه تعالى عنه نَهَى عن خصاءِ الخيل.
وسفيان الثوري عن إبراهيم بن المهاجر قال: كتب عمرُ بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه لبعض عماله: لا تُجرِيَنَّ فرساً إلاَّ من المائتين، ولا تخْصِينَّ فرساً.
وقال: وسمعتُ نافعاً يقول: كان عبد اللّه بن عمر يكرَه خِصاءَ الذكورِ من الإبل، والبقر، والغنم.
وعبيد اللّه بن عمر عن نافع: أنَّ ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما كان يكره الخصاء ويقول: لا تقطعوا
وسُفيان الثَّوري عن عاصم بن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه تعالى عنه كان ينهى عن خِصَاء البهائم ويقول: هل الإنماء إلاّ في الذكور.
وشَريك بن عبد اللّه، قال: أخبرني إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم النَّخَعي أنّ عمرَ رضي اللّه تعالى عنه نَهَى عن خصاءِ الخيل.
وسفيان الثوري عن إبراهيم بن المهاجر قال: كتب عمرُ بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه لبعض عماله: لا تُجرِيَنَّ فرساً إلاَّ من المائتين، ولا تخْصِينَّ فرساً.
وقال: وسمعتُ نافعاً يقول: كان عبد اللّه بن عمر يكرَه خِصاءَ الذكورِ من الإبل، والبقر، والغنم.
وعبيد اللّه بن عمر عن نافع: أنَّ ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما كان يكره الخصاء ويقول: لا تقطعوا
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
ناميةَ خَلْقِ اللّهِ تعالى.
وعبد اللّه وأبو بكر ابنا نافع عن نافع قال: نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن أن تُخصَى ذكورُ الخيلِ، والإبلِ، والبقر، والغنم، يقول: فيها نشأة الخلق، ولا تصلح الإناث إلاَّ بالذكور.
ومحمد بن أبي ذئب قال: سألت الزُّهريَّ: هل بخِصاء البهائم بأس? قال: أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عُتبة بن مسعود، أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهِرين، نهى عن صَبْرِ الروح، قَالَ الزُّهريُّ: والخِصاءُ صبرٌ شديد.
وأبو جعفَر الرَّازيّ قال: حدَّثنا الرَّبيعُ بن أنس، عن أنس بن مالك في قوله تعالى: "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه" قال: هو الخِصاء.
وأبو جرير عن قتادة عن عِكرِمة عن ابن عبَّاس نحوه.
أبو بكر الهذليّ قال: سألتُ الحسنَ عن خِصاء الدواب فقال: تسألني عَن هذا? لعن اللّه من خَصَى الرجال.
وعبد اللّه وأبو بكر ابنا نافع عن نافع قال: نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن أن تُخصَى ذكورُ الخيلِ، والإبلِ، والبقر، والغنم، يقول: فيها نشأة الخلق، ولا تصلح الإناث إلاَّ بالذكور.
ومحمد بن أبي ذئب قال: سألت الزُّهريَّ: هل بخِصاء البهائم بأس? قال: أخبرني عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عُتبة بن مسعود، أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطاهِرين، نهى عن صَبْرِ الروح، قَالَ الزُّهريُّ: والخِصاءُ صبرٌ شديد.
وأبو جعفَر الرَّازيّ قال: حدَّثنا الرَّبيعُ بن أنس، عن أنس بن مالك في قوله تعالى: "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّه" قال: هو الخِصاء.
وأبو جرير عن قتادة عن عِكرِمة عن ابن عبَّاس نحوه.
أبو بكر الهذليّ قال: سألتُ الحسنَ عن خِصاء الدواب فقال: تسألني عَن هذا? لعن اللّه من خَصَى الرجال.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
أبو بكر الهذليُّ عن عِكرِمة في قوله تعالى: "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرَنَّ خَلْقَ اللّهِ" قال: خصاء الدواب، قال: وقال سعيد بن جبير: أخطأ عكرمة، هو دين اللّه.
نَصر بن طريف قال: حدَّثنا قَتادة عن عِكرمة في قوله تعالى: "فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ" قال: خصاء البهائم، فبلغ مجاهداً فقال: كذَبَ هو دين اللّه. فمن العجب أن الذي قال عكرمة هو الصواب، ولو كان هو الخطأ لما جاز لأحد أن يقول له: كذبت، والناسُ لا يضعون هذه الكلمةَ في موضِع خطأ الرأي ممَّن يُظَنُّ به الاجتهاد، وكان ممَّن له أن يقول، ولو أنَّ إنساناً سمِع قولَ اللّه تبارك وتعالى: "فَلَيُغَيِّرُنََّ خَلْقَ اللّهِ" قال: إنَّما يعني الخِصاء، لم يقبل ذلك منه؛ لأنَّ اللفظ ليست فيه دلالةٌ على شيءٍ دونَ شيء، وإذا كان اللفظُ عامّاً لم يكن لأحدٍ أن يقصِد به إلى شيءٍ بعينه إلاَّ أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك مع تلاوةِ الآية، أو يكونَ جبريلُ عليهِ السلام قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ اللّه تبارك وتعالى لا يضمر ولا ينوي، ولا يخصُّ ولا يعمُّ بالقصد؛ وإنَّما الدلالةُ في بِنيةِ الكلام نفسِه، فصورة الكلام هو الإرادة وهو القصد، وليس بينه وبين اللّه تعالى عملٌ آخر كالذي يكون من الناس، تعالى اللّهُ عن قول المشبِّهة علوّاً كبيراً.
أبو جرير عن عمار بن أبي عمار أَنَّ ابنَ عباسٍ قَالَ في قوله تعالى: "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ" قَالَ: هو الخصاء.
وأبو جرير عن قَتادة عن عِكرمة عن ابن عبَّاسٍ مثله.
أبو داود النَّخَعِيّ، عن محمَّدِ بن سعيدٍ عن عبادة بن نسيّ، عن إبراهيم بن محيريز قال: كان أحبَّ
نَصر بن طريف قال: حدَّثنا قَتادة عن عِكرمة في قوله تعالى: "فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ" قال: خصاء البهائم، فبلغ مجاهداً فقال: كذَبَ هو دين اللّه. فمن العجب أن الذي قال عكرمة هو الصواب، ولو كان هو الخطأ لما جاز لأحد أن يقول له: كذبت، والناسُ لا يضعون هذه الكلمةَ في موضِع خطأ الرأي ممَّن يُظَنُّ به الاجتهاد، وكان ممَّن له أن يقول، ولو أنَّ إنساناً سمِع قولَ اللّه تبارك وتعالى: "فَلَيُغَيِّرُنََّ خَلْقَ اللّهِ" قال: إنَّما يعني الخِصاء، لم يقبل ذلك منه؛ لأنَّ اللفظ ليست فيه دلالةٌ على شيءٍ دونَ شيء، وإذا كان اللفظُ عامّاً لم يكن لأحدٍ أن يقصِد به إلى شيءٍ بعينه إلاَّ أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك مع تلاوةِ الآية، أو يكونَ جبريلُ عليهِ السلام قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ اللّه تبارك وتعالى لا يضمر ولا ينوي، ولا يخصُّ ولا يعمُّ بالقصد؛ وإنَّما الدلالةُ في بِنيةِ الكلام نفسِه، فصورة الكلام هو الإرادة وهو القصد، وليس بينه وبين اللّه تعالى عملٌ آخر كالذي يكون من الناس، تعالى اللّهُ عن قول المشبِّهة علوّاً كبيراً.
أبو جرير عن عمار بن أبي عمار أَنَّ ابنَ عباسٍ قَالَ في قوله تعالى: "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ" قَالَ: هو الخصاء.
وأبو جرير عن قَتادة عن عِكرمة عن ابن عبَّاسٍ مثله.
أبو داود النَّخَعِيّ، عن محمَّدِ بن سعيدٍ عن عبادة بن نسيّ، عن إبراهيم بن محيريز قال: كان أحبَّ
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
الخيلِ إلى سَلَفِ المسلمين، في عهد عمر، وعثمان، ومعاوية، رضي اللّه تعالى عنهم، الخِصْيان؛ فَإنَّها أخفى للكَمينِ والطلائع، وأبقَى على الجَهْدِ.
أبو جرير قال: أخبرني ابن جُريج عن عطاء أنَّه لم يَرَ بأساً بخصاء الدواب.
وأبو جرير عن أيُّوبَ عن ابن سيرين، أنَّه لم يكن يرى بأساً بالخصاء، ويقول: لو تُرِكت الفحولةُ لأكل بعضُها بعضاً.
وعمر ويونس عن الحسن: أنّه لم يكن يرى بأساً بخصاءِ الدواب.
سفيان بن عُيينة عن ابن طاوس عن أبيه: أنّه خَصى بعيراً.
وسفيان بن عيينة عن مالك بن مِغوَل عن عطاء، أنه سئل عن خصاء البغل فقال: إذا خفت عِضاضه.
أبو جرير قال: أخبرني ابن جُريج عن عطاء أنَّه لم يَرَ بأساً بخصاء الدواب.
وأبو جرير عن أيُّوبَ عن ابن سيرين، أنَّه لم يكن يرى بأساً بالخصاء، ويقول: لو تُرِكت الفحولةُ لأكل بعضُها بعضاً.
وعمر ويونس عن الحسن: أنّه لم يكن يرى بأساً بخصاءِ الدواب.
سفيان بن عُيينة عن ابن طاوس عن أبيه: أنّه خَصى بعيراً.
وسفيان بن عيينة عن مالك بن مِغوَل عن عطاء، أنه سئل عن خصاء البغل فقال: إذا خفت عِضاضه.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
أقوال في النتاج المركب
ولْنَصِلْ هذا الكلام بالكلام الذي قبل هذا في الخلق المَركب وفي تلاقح الأجناس المختلفة، زعموا أن العِسبارَ ولد الضبع من الذئب، وجمعه عسابر، وقال الكميت:
نَ من الفَراعِل العَسابِرْ وتجمَّع المـتـفـرِّقُـو
يرميهم بأنَّهم أخلاطٌ وَمُعَلْهَجُونَ.
السمع ولد الذئب من الضبع وزعموا أنّ السِّمع ولد الذئب من الضبع، ويزعمون أنّ السِّمع كالحيَّةِ لا تعرف العِلَل، ولا تموتُ حَتْفَ أنفِها، ولا تموت إلاّ بِعَرَض يَعْرِض لها، ويَزْعمون أنّه لا يَعدو شيءٌ كعدو السِّمع، وأنّه أسرعُ مِنَ الريح والطَّير.
وقال سهم بن حنظلة يصف فرسه:
بذي شبيبٍ يُقاسِي لـيْلَـهُ خَـبَـبَـا فاعْصِ العواذل وارْمِ اللَّيلَ في عرضٍ
ولم يَدِجْه ولم يَغمِز لـه عَـصَـبَـا كالسِّمع لم يَنقب البَـيْطَـار سـرّتـه
ولْنَصِلْ هذا الكلام بالكلام الذي قبل هذا في الخلق المَركب وفي تلاقح الأجناس المختلفة، زعموا أن العِسبارَ ولد الضبع من الذئب، وجمعه عسابر، وقال الكميت:
نَ من الفَراعِل العَسابِرْ وتجمَّع المـتـفـرِّقُـو
يرميهم بأنَّهم أخلاطٌ وَمُعَلْهَجُونَ.
السمع ولد الذئب من الضبع وزعموا أنّ السِّمع ولد الذئب من الضبع، ويزعمون أنّ السِّمع كالحيَّةِ لا تعرف العِلَل، ولا تموتُ حَتْفَ أنفِها، ولا تموت إلاّ بِعَرَض يَعْرِض لها، ويَزْعمون أنّه لا يَعدو شيءٌ كعدو السِّمع، وأنّه أسرعُ مِنَ الريح والطَّير.
وقال سهم بن حنظلة يصف فرسه:
بذي شبيبٍ يُقاسِي لـيْلَـهُ خَـبَـبَـا فاعْصِ العواذل وارْمِ اللَّيلَ في عرضٍ
ولم يَدِجْه ولم يَغمِز لـه عَـصَـبَـا كالسِّمع لم يَنقب البَـيْطَـار سـرّتـه
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
وقَالَ ابن كُناسة يصف فرساً:
لُّ وقد صَوَّبَتْ على عِسبـار كالعقاب الطلوب يَضْرِبُها الطّ
وقال سؤر الذئب:
وعُقابٌ يحثُّها عِسْبـارُ هو سِمْعٌ إذا تمطَّرَ شيئاً
يقول: إذا اشتدَّ هربُ المطلوبِ الهاربِ من الطالب الجادّ، فهو أحث للطالب، وإذا صار كذلك صار المطلوبُ حينئذٍ في معنى من يحثٌّ الطلب، إذ صار إفراط سرعَتِه سبباً لإفراط طلبِ العُقاب.
وقال تأبط شرّاً، أو أبو محرز خلف بن حيَّان الأحمر:
وإذا يَعْدُو فسِمْـعٌ أَزَلُّ مُسْبِلٌ بالحيِّ أحوى رِفَلُّ
وإنَّما قال أَزَلّ وجعَلَه عادياً ووصفهُ بذلك، لأنَّه ابن الذئب، وقال الأصمعي:
يدير عيني لمظةٍ عِسبارَه
وقال في موضع آخر:
كأن منها طرفه استعارَه
وقال آخر:
تَلقى بها السِّمْعَ الأَزَلَّ الأطلَسَا
وزعموا أنَّ ولدَ الذئب من الكلبة الدَّيْسَم، ورووا لبشَّارِ بنِ بُرْد في دَيْسَمٍ العَنزِيّ أنّه قال:
أَتَرْوِي هِجائِي سادراً غَيْرَ مُقْصِرِ أدَيْسَمُ يا ابنَ الذئبِ مِنْ نسلِ زارعٍ
وزارع: اسم الكلب، يقال للكلاب أولاد زارعٍ.
زعم لأرسطو في النتاج المركب وزعم صاحب المنطق أنّ أصنافاً أُخَرَ من السباع المتزاوِجات المتلاقِحات مع اختلاف الجنس والصورة، معروفة النتاج مثل الذئاب التي تسفَد الكلابَ في أرض رُومِيَة: قال: وتتولَّد أَيضاً كلابٌ سَلوقيةٌ من ثعالبَ وكلاب، قال: وبين الحيوان الذي يسمَّى باليونانيَّة
لُّ وقد صَوَّبَتْ على عِسبـار كالعقاب الطلوب يَضْرِبُها الطّ
وقال سؤر الذئب:
وعُقابٌ يحثُّها عِسْبـارُ هو سِمْعٌ إذا تمطَّرَ شيئاً
يقول: إذا اشتدَّ هربُ المطلوبِ الهاربِ من الطالب الجادّ، فهو أحث للطالب، وإذا صار كذلك صار المطلوبُ حينئذٍ في معنى من يحثٌّ الطلب، إذ صار إفراط سرعَتِه سبباً لإفراط طلبِ العُقاب.
وقال تأبط شرّاً، أو أبو محرز خلف بن حيَّان الأحمر:
وإذا يَعْدُو فسِمْـعٌ أَزَلُّ مُسْبِلٌ بالحيِّ أحوى رِفَلُّ
وإنَّما قال أَزَلّ وجعَلَه عادياً ووصفهُ بذلك، لأنَّه ابن الذئب، وقال الأصمعي:
يدير عيني لمظةٍ عِسبارَه
وقال في موضع آخر:
كأن منها طرفه استعارَه
وقال آخر:
تَلقى بها السِّمْعَ الأَزَلَّ الأطلَسَا
وزعموا أنَّ ولدَ الذئب من الكلبة الدَّيْسَم، ورووا لبشَّارِ بنِ بُرْد في دَيْسَمٍ العَنزِيّ أنّه قال:
أَتَرْوِي هِجائِي سادراً غَيْرَ مُقْصِرِ أدَيْسَمُ يا ابنَ الذئبِ مِنْ نسلِ زارعٍ
وزارع: اسم الكلب، يقال للكلاب أولاد زارعٍ.
زعم لأرسطو في النتاج المركب وزعم صاحب المنطق أنّ أصنافاً أُخَرَ من السباع المتزاوِجات المتلاقِحات مع اختلاف الجنس والصورة، معروفة النتاج مثل الذئاب التي تسفَد الكلابَ في أرض رُومِيَة: قال: وتتولَّد أَيضاً كلابٌ سَلوقيةٌ من ثعالبَ وكلاب، قال: وبين الحيوان الذي يسمَّى باليونانيَّة
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
طاغريس وبين الكلب، تحدث هذه الكلابُ الهندية، قال: وليس يكون ذلك من الولادة الأولى.
قال أبو عثمان: عن بعض البصريين عن أصحابه قال: وزعموا أنَّ نِتاجَ الأولَى يخرجُ صعباً وحشيّاً لا يلقَّن ولا يؤلَّف.
تلاقح السبع والكلبة وزعم لي بعضهم عن رجلٍ من أهل الكوفة من بني تميم أنَّ الكلبةَ تعرِض لهذا السبع حتَّى تلقَح، ثم تعرَض لمثله مراراً حتى يكون جرو البطن الثالث قليلَ الصعوبة يقبلُ التلقين، وأنَّهم يأخذون إناثَ الكلاب، ويربِطونها في تلك البراريّ، فتجيءُ هذه السباعُ وتسفَدُها، وليس في الأرض أنثى يُجتَمَع على حبِّ سفادها، ولا ذكرٌ يجتمع له من النزوع إلى سفاد الأجناسِ المختلفة، أكثرَ في ذلك من الكلب والكلبة.
قال: وإذا رَبَطوا هذه الكلابَ الإناثَ في تلك البراري، فإن كانت هذه السباع هائجةً سفِدَتها، وإن لم يكن السبع هائجاً فالكلبة مأكولة، وقال أبو عدنان:
تَرُودُ بها عينُ المَهَا والجـآذرُ أيا باكيَ الأطلالِ في رَسْمِ دمنةٍ
وسنداوة فضفاضة وحَضَاجِرُ وعاناتُ جَوَّال وهَيْق سَفَـنَّـجٌ
وثُرْمَلَةٌ تعتادها وعَـسـابـرُ وسِمْعٌ خَفِيُّ الرِّزِّ ثِلْبٌ ودَوْبَـلٌ
وقد سمعنا ما قال صاحبُ المنطق من قبل، وما نظنُّ بمثله أن يخلِّد على نفسه في الكتب شهاداتٍ لا يحقِّقُها الامتحان، ولا يعرِف صدقَها أشباهُه من العلماء، وما عندَنا في معرفةِ ما ادَّعى إلاّ هذا القول.
وأمَّا الذين ذَكروا في أشعارهم السِّمْع والعِسبار، فليس في ظاهر كلامهم دليلٌ على ما ادَّعى عليهم النّاسُ من هذا التركيب المختلف، فأدَّينا الذي قالوا وأمسكْنا عن الشهادة، إذ لم نجد عليها بُرهاناً.
ولاد السعلاة وللنَّاس في هذا الضَّرْب ضروبٌ من الدعوى، وعلماءُ السوء يُظهرون تجويزَها وتحقيقَها، كالذي يدَّعون من أولاد السَّعَالِي من الناس، كما ذكروا عن عمرو بن يربوع، وكما يروي أبو زيدٍ النحويُّ
قال أبو عثمان: عن بعض البصريين عن أصحابه قال: وزعموا أنَّ نِتاجَ الأولَى يخرجُ صعباً وحشيّاً لا يلقَّن ولا يؤلَّف.
تلاقح السبع والكلبة وزعم لي بعضهم عن رجلٍ من أهل الكوفة من بني تميم أنَّ الكلبةَ تعرِض لهذا السبع حتَّى تلقَح، ثم تعرَض لمثله مراراً حتى يكون جرو البطن الثالث قليلَ الصعوبة يقبلُ التلقين، وأنَّهم يأخذون إناثَ الكلاب، ويربِطونها في تلك البراريّ، فتجيءُ هذه السباعُ وتسفَدُها، وليس في الأرض أنثى يُجتَمَع على حبِّ سفادها، ولا ذكرٌ يجتمع له من النزوع إلى سفاد الأجناسِ المختلفة، أكثرَ في ذلك من الكلب والكلبة.
قال: وإذا رَبَطوا هذه الكلابَ الإناثَ في تلك البراري، فإن كانت هذه السباع هائجةً سفِدَتها، وإن لم يكن السبع هائجاً فالكلبة مأكولة، وقال أبو عدنان:
تَرُودُ بها عينُ المَهَا والجـآذرُ أيا باكيَ الأطلالِ في رَسْمِ دمنةٍ
وسنداوة فضفاضة وحَضَاجِرُ وعاناتُ جَوَّال وهَيْق سَفَـنَّـجٌ
وثُرْمَلَةٌ تعتادها وعَـسـابـرُ وسِمْعٌ خَفِيُّ الرِّزِّ ثِلْبٌ ودَوْبَـلٌ
وقد سمعنا ما قال صاحبُ المنطق من قبل، وما نظنُّ بمثله أن يخلِّد على نفسه في الكتب شهاداتٍ لا يحقِّقُها الامتحان، ولا يعرِف صدقَها أشباهُه من العلماء، وما عندَنا في معرفةِ ما ادَّعى إلاّ هذا القول.
وأمَّا الذين ذَكروا في أشعارهم السِّمْع والعِسبار، فليس في ظاهر كلامهم دليلٌ على ما ادَّعى عليهم النّاسُ من هذا التركيب المختلف، فأدَّينا الذي قالوا وأمسكْنا عن الشهادة، إذ لم نجد عليها بُرهاناً.
ولاد السعلاة وللنَّاس في هذا الضَّرْب ضروبٌ من الدعوى، وعلماءُ السوء يُظهرون تجويزَها وتحقيقَها، كالذي يدَّعون من أولاد السَّعَالِي من الناس، كما ذكروا عن عمرو بن يربوع، وكما يروي أبو زيدٍ النحويُّ
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
عن السِّعلاة التي أقامت في بني تميم حتى وَلَدت فيهم، فلمَّا رأتْ برقاً يلمَعُ من شقِّ بلاد السَّعالِي، حنَّت وطارت إليهم، فقال شاعرهم:
فَلاَ بِكِ ما أسَالَ وما أغاما رأى بَرْقاً فأوْضَعَ فَوْقَ بَكْرٍ
وأنشدني أن الجنَّ طرقوا بعضَهم فقال:
فقالوا الجِنُّ قلتُ عِموا ظَلامَا أتَوا ناري فَقُلْتُ مَنُونَ أنـتـمْ
زعيمٌ نَحْسُدُ الإنسَ الطَّعامـا فقلتُ إلى الطَّعام فقال منهـم
ولم أعِب الرواية، وإنَّما عبتُ الإيمانَ بها، والتوكيدَ لمعانيها، فما أكثَرَ من يَروي هذا الضربَ على التعجُّبِ منه، وعلى أن يجعَلَ الرواية له سبباً لتعريفِ النَّاس حقَّ ذلك من باطِلِه، وأبو زيدٍ وأشباهُه مأمونون على النَّاس؛ إلاَّ أنَّ كلَّ من لم يكن متكلِّماً حاذقاً، وكان عند العلماء قدوةً وإماماً، فما أقرَبَ إفسادَه لهم من إفسادِ المتعمِّد لإفسادهم وأنشدوا في تثبيتِ أولاد السعلاة:
وحَسَنٌ أَنْ كَلَّفَتْنِي مَـا أجِـد تقول جمع من بُـوان ووَتِـدْ
أو ولدِ السِّعلاةِ أو جِروِ الأسَدْ وَلَمْ تقل جِيء بأبَـان ٍأو أُحُـدْ
أو ملكِ الأعجام مأسوراً بقِدّ
وقال آخر:
يا قاتَلَ اللّه بَنِي السِّعلاةِ عمراً وقابوساً شِرَارَ الناتِ
ما زعموا في جرهم وذكروا أَنَّ جُرهُماً كان من نِتاج ما بين الملائكة وبنات آدم، وكان الملَكُ من الملائكة إذا عصى ربَّه في السماء أهبَطَه إلى الأرض في صورة رجل، وفي طبيعته، كما صنع بهاروت وماروت حين كان من شأنهما وشأنِ الزُّهَرة، وهي أناهيد ما كان، فلَّما عصى اللّهَ تعالى بعضُ الملائكة وأهبطَه إلى الأرض في صورةِ رجل، تزوَّج أمَّ جُرهمٍ فولدتْ له جُرهماً، ولذلك قال شاعرهم:
الناس طِرْفٌ وهُمُ تِلادُكا لا هُمَّ إنَّ جُرهُماً عِبادُكا
ما زعموا في بلقيس وذي القرنين ومن هذا النسل ومن هذا التركيب والنجل كانت بِلْقِيسُ ملكةُ سَبأ، وكذلك كان ذو القرنين كانت أمُّه فيرى آدميَّة وأبوه عبرى من الملائكة، ولذلك لما سمِع عمرُ بن
فَلاَ بِكِ ما أسَالَ وما أغاما رأى بَرْقاً فأوْضَعَ فَوْقَ بَكْرٍ
وأنشدني أن الجنَّ طرقوا بعضَهم فقال:
فقالوا الجِنُّ قلتُ عِموا ظَلامَا أتَوا ناري فَقُلْتُ مَنُونَ أنـتـمْ
زعيمٌ نَحْسُدُ الإنسَ الطَّعامـا فقلتُ إلى الطَّعام فقال منهـم
ولم أعِب الرواية، وإنَّما عبتُ الإيمانَ بها، والتوكيدَ لمعانيها، فما أكثَرَ من يَروي هذا الضربَ على التعجُّبِ منه، وعلى أن يجعَلَ الرواية له سبباً لتعريفِ النَّاس حقَّ ذلك من باطِلِه، وأبو زيدٍ وأشباهُه مأمونون على النَّاس؛ إلاَّ أنَّ كلَّ من لم يكن متكلِّماً حاذقاً، وكان عند العلماء قدوةً وإماماً، فما أقرَبَ إفسادَه لهم من إفسادِ المتعمِّد لإفسادهم وأنشدوا في تثبيتِ أولاد السعلاة:
وحَسَنٌ أَنْ كَلَّفَتْنِي مَـا أجِـد تقول جمع من بُـوان ووَتِـدْ
أو ولدِ السِّعلاةِ أو جِروِ الأسَدْ وَلَمْ تقل جِيء بأبَـان ٍأو أُحُـدْ
أو ملكِ الأعجام مأسوراً بقِدّ
وقال آخر:
يا قاتَلَ اللّه بَنِي السِّعلاةِ عمراً وقابوساً شِرَارَ الناتِ
ما زعموا في جرهم وذكروا أَنَّ جُرهُماً كان من نِتاج ما بين الملائكة وبنات آدم، وكان الملَكُ من الملائكة إذا عصى ربَّه في السماء أهبَطَه إلى الأرض في صورة رجل، وفي طبيعته، كما صنع بهاروت وماروت حين كان من شأنهما وشأنِ الزُّهَرة، وهي أناهيد ما كان، فلَّما عصى اللّهَ تعالى بعضُ الملائكة وأهبطَه إلى الأرض في صورةِ رجل، تزوَّج أمَّ جُرهمٍ فولدتْ له جُرهماً، ولذلك قال شاعرهم:
الناس طِرْفٌ وهُمُ تِلادُكا لا هُمَّ إنَّ جُرهُماً عِبادُكا
ما زعموا في بلقيس وذي القرنين ومن هذا النسل ومن هذا التركيب والنجل كانت بِلْقِيسُ ملكةُ سَبأ، وكذلك كان ذو القرنين كانت أمُّه فيرى آدميَّة وأبوه عبرى من الملائكة، ولذلك لما سمِع عمرُ بن
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
الخطَّاب رضي اللّه تعالى عنه رجلاً ينادي: يا ذا القرنين، فقال: أفَرَغْتُمْ من أسماءِ الأنبياء فارتفعتم إلى أسماءِ الملائكة?.
وروى المختارُ بن أبي عبيد أَنَّ عليّاً كان إذا ذَكَر ذا القرنين قال: ذلك المَلكُ الأمرط.
ما زعموا من تلاقح الجن والإنس وزعموا أنَّ التناكُح والتلاقُح قد يقع بين الجنِّ والإنس، لقوله تعالى: "وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ"، وذلك أن الجِنِّيَّاتِ إنَّما تعرِض لصَرْع رجالِ الإنس على جهة التعشُّق وطلبِ السِّفاد، وكذلك رجال الجنِّ لنساء بني آدم، ولولا ذلك لعرض الرِّجالُ للرِّجال، والنساءُ للنساء، ونساؤهم للرجال والنساء.
ومن زعَم أن الصَّرْعَ من المِرَّة، ردَّ قوله تعالى: "الَّذِينَ يَأْكُلُون الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ" وقال تعالى: "لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ"، فلو كان الجانُّ لا يفتضُّ الآدَمِيَّاتِ، ولم يكنْ ذلك قطُّ، وليس ذلك في تركيبِه، لَما قال اللّه تعالى هذا القول.
ما زعموا في النسناس وغيره وزعموا أنّ النَّسْنَاسَ تركيبُ ما بين الشِّق والإنسان، ويزعمون أنَّ خلقاً من وراء السدِّ تركيبٌ من النَّسْنَاسِ، والناس، والشقِّ، ويأجوج ومَأجوج، وذكروا عن الوَاق واق والدوَال باي أنهُمْ نِتاجُ ما بينَ بعض النَّباتِ والحيوان، وذكروا أنَّ أمَّةً كانت في الأرض، فأمرَ اللّه تعالى الملائكة فأجلوَهم؛ وإيَّاهم عَنَوا بقولهم: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"، ولذلك قال اللّه عزَّ وجلَّ لآدم وحواء: "وَلاَ تَقْرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمينَ"،فهذا يدلُّ على أن ظالماً وظُلماً قد كان في الأرض.
قال الأصمَعيُّ - أو خلَفٌ - في أرجوزة مشهورة، ذكرَ فيها طُوْلَ عمر الحَيَّة:
حَسِبْتَ وَرْساً خالَطَ اليَرَنَّا أرْقَشُ إنْ أسبَطَ أو تَثَنَّـى
إذا تراءَاهُ الحواةُ استَنَّـا خالَطَهُ مِنْ هَاهُنَا وَهَنَّـا
وروى المختارُ بن أبي عبيد أَنَّ عليّاً كان إذا ذَكَر ذا القرنين قال: ذلك المَلكُ الأمرط.
ما زعموا من تلاقح الجن والإنس وزعموا أنَّ التناكُح والتلاقُح قد يقع بين الجنِّ والإنس، لقوله تعالى: "وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ"، وذلك أن الجِنِّيَّاتِ إنَّما تعرِض لصَرْع رجالِ الإنس على جهة التعشُّق وطلبِ السِّفاد، وكذلك رجال الجنِّ لنساء بني آدم، ولولا ذلك لعرض الرِّجالُ للرِّجال، والنساءُ للنساء، ونساؤهم للرجال والنساء.
ومن زعَم أن الصَّرْعَ من المِرَّة، ردَّ قوله تعالى: "الَّذِينَ يَأْكُلُون الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ" وقال تعالى: "لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ"، فلو كان الجانُّ لا يفتضُّ الآدَمِيَّاتِ، ولم يكنْ ذلك قطُّ، وليس ذلك في تركيبِه، لَما قال اللّه تعالى هذا القول.
ما زعموا في النسناس وغيره وزعموا أنّ النَّسْنَاسَ تركيبُ ما بين الشِّق والإنسان، ويزعمون أنَّ خلقاً من وراء السدِّ تركيبٌ من النَّسْنَاسِ، والناس، والشقِّ، ويأجوج ومَأجوج، وذكروا عن الوَاق واق والدوَال باي أنهُمْ نِتاجُ ما بينَ بعض النَّباتِ والحيوان، وذكروا أنَّ أمَّةً كانت في الأرض، فأمرَ اللّه تعالى الملائكة فأجلوَهم؛ وإيَّاهم عَنَوا بقولهم: "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"، ولذلك قال اللّه عزَّ وجلَّ لآدم وحواء: "وَلاَ تَقْرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمينَ"،فهذا يدلُّ على أن ظالماً وظُلماً قد كان في الأرض.
قال الأصمَعيُّ - أو خلَفٌ - في أرجوزة مشهورة، ذكرَ فيها طُوْلَ عمر الحَيَّة:
حَسِبْتَ وَرْساً خالَطَ اليَرَنَّا أرْقَشُ إنْ أسبَطَ أو تَثَنَّـى
إذا تراءَاهُ الحواةُ استَنَّـا خالَطَهُ مِنْ هَاهُنَا وَهَنَّـا
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: نسك طوائف من الناس - للجـــــــــــــــــــــــاح
قال: وكان يقال لتلك الأمَّة مهنا.
قول المجوس في بدء الخلق وزعم المجوس أنَّ الناسَ من ولد مهنة ومهنينة، وأنَّهما تولدا فيما بينَ أرحام الأرَضين، ونطفتين ابتدرتا من عينَي ابن هُرمُز حين قتله هرمر، وحماقات أصحابِ الاثنَين كثيرةٌ فِي هذا الباب، ولولا أنِّي أحببْتُ أن تسمَعَ نوعاً من الكلام، ومبلغَ الرأي، لتُحدِثَ للّه تعالى شكراً على السلامة، لما ذكرتُ كثيراً من هذا الجنس.
عبد الله بن هلال صديق إبليس وختنه وزعم ابن هيثم أنَّه رأى بالكوفة فتًى من ولد عبد اللّه بن هلال الحميري، صديق إبليس وخَتَنِهِ، وأنَّهم كانوا لا يشكُّون أنَّ إبليسَ جَدُّه من قِبَل أمَّهاتِه، وسنقولُ في ذلك بالذي يجبُ إن شاء اللّه تعالى، وصِلَة هذا الكلام تجيءُ بعد هذا إن شاء اللّه تعالى.
قول المجوس في بدء الخلق وزعم المجوس أنَّ الناسَ من ولد مهنة ومهنينة، وأنَّهما تولدا فيما بينَ أرحام الأرَضين، ونطفتين ابتدرتا من عينَي ابن هُرمُز حين قتله هرمر، وحماقات أصحابِ الاثنَين كثيرةٌ فِي هذا الباب، ولولا أنِّي أحببْتُ أن تسمَعَ نوعاً من الكلام، ومبلغَ الرأي، لتُحدِثَ للّه تعالى شكراً على السلامة، لما ذكرتُ كثيراً من هذا الجنس.
عبد الله بن هلال صديق إبليس وختنه وزعم ابن هيثم أنَّه رأى بالكوفة فتًى من ولد عبد اللّه بن هلال الحميري، صديق إبليس وخَتَنِهِ، وأنَّهم كانوا لا يشكُّون أنَّ إبليسَ جَدُّه من قِبَل أمَّهاتِه، وسنقولُ في ذلك بالذي يجبُ إن شاء اللّه تعالى، وصِلَة هذا الكلام تجيءُ بعد هذا إن شاء اللّه تعالى.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» خصاء الناس - للجـــــــــــــــــاحظ
» ازى الناس تحبك ???????????
» تابع @ أسعد الناس هو ............
» تابع 000 أسعد الناس هو ............
» لاتنصح الناس وتنسى نفسك
» ازى الناس تحبك ???????????
» تابع @ أسعد الناس هو ............
» تابع 000 أسعد الناس هو ............
» لاتنصح الناس وتنسى نفسك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى