المسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
المسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
قال تعالى:(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)(110) سورة آل عمران
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ فِي الوُجُودِ،لأنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ إِيمَاناً صَادِقاً بِاللهِ،وَيَظْهَرُ أثَرُهُ فِي نُفُوسِهِمْ،فَيَنْزِعُهُمْ عَنِ الشَّرِّ،وَيَصْرِفُهُمْ إلَى الخَيْرِ،فَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ،وَيَنْهَونَ عَنِ المُنْكَرَاتِ وَمَا حَرَّمَ اللهُ مِنَ الظُّلْمِ وَالبَغْي .
وَلَوْ آمَنَ أهْلُ الكِتَابِ إِيمَاناً صَحِيحاً يَسْتَوْلي عَلَى النُّفُوسِ،وَيَمْلِكُ أَزِمَّةِ القُلُوبِ فَيَكُونُ مَصْدَرَ الفَضَائِلِ وَالأَخْلاَقِ الحَسَنَةِ،كَمَا تُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ،أَيُّها المُسْلِمُونَ،لَكَانَ ذَلِكَ خَيْراً لَهُمْ مِمَّا يَدَّعُونَهُ مِنْ إِيمَانٍ لاَ يَزَعُ النُّفُوسَ عَنِ الشُّرُورِ،وَلا يُبْعِدُهَا عَنِ الرَّذَائِلِ.وَبَيْنَ أهْلِ الكِتَابِ جَمَاعَةٌ مُؤْمِنُونَ مُخْلِصُونَ فِي إيمَانِهِمْ،وَلَكِنّ أكْثَرَهُمْ فَاسِقُونَ عَنْ دِينِهِمْ،مُتَمَرِّدُونَ فِي الكُفْرِ .( أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 403))
وقال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(104) سورة آل عمران
لِتَكُنْ مِنَ المُؤْمِنِينَ جَمَاعَةٌ مُتَخَصِّصَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ تَعْرِفُ أَسْرَارَ الأَحْكَامِ،وَحِكْمَةَ التَّشْرِيعِ وَفِقْهَهُ،تَتَولَّى القِيَامَ بِالدَّعْوَةِ إلى الدِّين،وَتَأمُرُ بِالمَعْروفِ،وَتُحَارِبُ المُنْكَرَ،وَتَنْهَى عَنْهُ،وَمِنْ وَاجِبِ كُلِّ مُسْلِمِ أنْ يُحَارِبَ المُنْكَرَ مَا اسْتَطَاعَ إلى ذَلِكَ،وَهَؤُلاءِ هُمُ الفَائِزُونَ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ . (أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 397))
وقال تعالى:(لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)) (آل عمران:113 – 115)
ليس أهل الكتاب متساوين:فمنهم جماعة مستقيمة على أمر الله مؤمنة برسوله محمد يقومون الليل مرتلين آيات القرآن الكريم،مقبلين على مناجاة الله في صلواتهم.يؤمنون بالله واليوم الآخر،ويأمرون بالخير كله،وينهون عن الشر كلِّه،ويبادرون إلى فعل الخيرات،وأولئك مِن عباد الله الصالحين.
وأيُّ عمل قلَّ أو كَثُر من أعمال الخير تعمله هذه الطائفة المؤمنة فلن يضيع عند الله،بل يُشكر لهم،ويجازون عليه. والله عليم بالمتقين الذين فعلوا الخيرات وابتعدوا عن المحرمات; ابتغاء رضوان الله،وطلبًا لثوابه.( التفسير الميسر - (1 / 412))
وقال تعالى:(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (71) سورة التوبة
المُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَيْنَهُمْ أُخُوَّةٌ،وَمَوَدَّةٌ،وَتَعَاوُنٌ،وَتَرَاحُمٌ،وَيَ تَّصِفُونَ بِالصِّفَاتِ الحَمِيدَةِ التِي يَأْمُرُهُمْ بِهَا دِينُهُمْ:فَيَتَنَاصَرُونَ وَيَتَعَاضَدُونَ وَيَفْعَلُونَ الخَيْرَ،وَيَأْمُرُونَ بِهِ،وَيَنْتَهُونَ عَنِ المُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْهُ،وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤَدُّونَهَا حَقَّ أَدَائِهَا،وَيُؤَدُّونَ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مُسْتَحِقِّيهَا،وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ فِيمَا أَمَرَ،وَيَتْرُكُونَ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ.وَالمُتَّصِفُونَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الطَّيِّبَةِ الْكَرِيمَةِ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،وَاللهُ عَزِيزُ الجَانِبِ،يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ،وَهُوَ حَكِيمٌ فِي قِسْمَتِهِ الصِّفَاتِ بَيْنَ خَلْقِهِ،فَجَعَلَ المُؤْمِنِينَ يَخْتَصُّونَ بِالصِّفَاتِ الحَمِيدَةِ،وَالمُنَافِقِينَ يَخْتَصُّونَ بِالصِّفِاتِ الذَمِيمَةِ المُنْكَرَةِ .( أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 1307))
وقال تعالى :(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) )(التوبة:111-112)
يُرَغِّبُ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ فِي الجِهَادِ،وَيُخْبِرُهُمْ بِأَنَّهُ سَيُعَوِّضُ المُؤْمِنِينَ بِالجَنَّةِ عَنْ بَذْلِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ،لِتَكُونَ كَلِمَةَ اللهِ هِيَ العُلْيَا،وِلإِحْقَاقِ الحَقِّ،وَإِقَامَةِ العَدْلِ فِي الأَرْضِ،فَهُمْ حِينَ يُجَاهِدُونَ يَقْتُلُونَ أَعْدَاءَهُمْ،وَيُقْتَلُونَ هُمْ،وَهُمْ فِي كِلاَ الحَالَيْنِ مُثَابُونَ عَلَى ذَلِكَ.وَقَدْ وَعَدَ اللهُ عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ بِهَذَا الجَزَاءِ الحَقِّ،وَجَعَلَهُ حَقّاً عَلَيهِ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآنِ .
ثُمَّ يَدْعُو اللهُ تَعَالَى مَنِ التَزَمَ مِنَ المُؤْمِنِينَ بِعَهْدِهِ للهِ إِلَى الاسْتِبْشَارِ بِذَلِكَ الفَوْزِ العَظِيمِ،وَالنَّعِيمِ المُقِيمِ،لأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ مِنَ اللهِ تَعَالَى وَفَاءً بِالْعَهْدِ،وَلاَ أَكْثَرَ مِنْهُ التِزَاماً بِالوَعْدِ الذِي يَقْطَعُهُ عَلَى نَفْسِهِ الكَرِيمَةِ،وَلَيْسَ هُنَاكَ رِبْحٌ أَكْبَرُ مِنَ الرّبِحِ الذِي يُحَقّقُهُ المُؤْمِنُونَ فِي هَذِهِ الصَّفْقَةِ .
وَهُنَا يُعَدِّدُ اللهُ تَعَالَى صِفَاتِ المُؤْمِنِينَ الذِينَ اشْتَرَى مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِالجَنَّةِ،وَهُمُ:التَّائِبُونَ مِنْ الذُّنُوبِ كُلِّها،التَّارِكُونَ لِلْفَوَاحِشِ،القَائِمُونَ بِعِبَادَةِ رَبِّهِمْ،وَالمُحَافِظُونَ عَلَيهَا،وَالحَامِدُ نَ للهِ عَلَى نِعَمِهِ وَأَفْضَالِهِ،السَّائِحُونَ فِي الأَرْضِ،لِلاعْتِبَارِ وَ الاسْتِبْصَارِ بِمَا خَلَقَ اللهُ مِنَ العِبَرِ وَ الآيَاتِ،( وَقِيلَ أَيْضاً إِنَّ مَعْنَى السَّائِحِينَ هُنَا الصَّائِمُونَ ) وَالمُصَلُّونَ.وَهُمْ مَعْ ذَلِكَ كُلِّهِ يَسْعَوْنَ فِي نَفْعِ خَلْقِ اللهِ،وَإِرْشَادِهِمْ إِلَى طَاعَتِهِ،بِأَمْرِهِمْ بِالمَعْرُوفِ،وَنَهِيهِمْ عَنِ المُنْكَرِ،مَعَ العِلْمِ بِمَا يَنْبَغِي فِعْلُهُ،وَيَجِبُ تَرْكَهُ طَاعَةً للهِ ( أَيْ إِنَّهُمْ يَحْفَظُونَ حُدُودَ اللهِ ).وَيُبَشِّرُ اللهُ المُؤْمِنِينَ المُتَّصِفِينَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ الكَرِيمَةِ بِخَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .( أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 1347))
وقال تعالى:)يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (17) سورة لقمان
وقال تعالى:(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )(90) سورة النحل
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِهِ أَنْ قَدْ حَضَرَهُ شَيْءٌ،فَتَوَضَّأَ،وَمَا كَلَّمَ أَحَدًا،ثُمَّ خَرَجَ،فَلَصِقْتُ بِالْحُجْرَةِ أَسْمَعُ مَا يَقُولُ،فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ،فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ،إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لَكُمْ:مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ،وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ،قَبْلَ أَنْ تَدْعُونِي،فَلاَ أُجِيبُكُمْ،وَتَسْأَلُونِي فَلاَ أُعْطِيكُمْ،وَتَسْتَنْصِرُونِي فَلاَ أَنْصُرُكُمْ،فَمَا زَادَ عَلَيْهِنَّ حَتَّى نَزَلَ)( صحيح ابن حبان - (1 / 526) (290) صحيح)
وعَنْ عَائِشَةَ،قَالَتْ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:(مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ،وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ،قَبْلَ أَنْ تَدْعُوا فَلاَ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)( سنن ابن ماجة- طبع مؤسسة الرسالة - (5 / 139) (4004) صحيح)
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أُدُمٍ حَمْرَاءَ فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلا،فَقَالَ:(إِنَّهُ مَفْتُوحٌ لَكُمْ،وَأَنْتُمْ مَنْصُورُونَ،مُصِيبُونَ،فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ،فَلْيَتَّقِ اللَّهَ،وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ،وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ،وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ،وَمَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ،كَمَثَلِ الْبَعِيرِ يَتَرَدَّى،فَهُوَ يَمُدُّ بِذَنَبِهِ )(المستدرك للحاكم (7275) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي)
وعَنْ عَبْدِ اللهِ،قَالَ:انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ،قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: (مِنْ أَدَمٍ،فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً،فَقَالَ:إِنَّكُمْ مَفْتُوحٌ عَلَيْكُمْ،مَنْصُورُونَ،وَمُصِيبُونَ،فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ،فَلْيَتَّقِ اللَّهَ،وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ،وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ،وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ،مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا،فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ،وَمَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ،كَمَثَلِ بَعِيرٍ رُدِّيَ فِي بِئْرٍ،فَهُوَ يَنْزِعُ مِنْهَا بِذَنَبِهِ)(مسند أحمد (عالم الكتب) - (2 / 68)(3801) حسن)
وقال أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ:أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ،فَقُلْتُ:يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(105) سورة المائدة؟
قَالَ:أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا:سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ فقَالَ: (بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ،حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا،وَهَوًى مُتَّبَعًا،وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً،وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ،فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ،وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ،فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا،الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ،لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ،قَالَ وَزَادَنِي غَيْرُهُ يَا رَسُولَ اللهِ،أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ:خَمْسِينَ مِنْكُمْ)(صحيح ابن حبان - (2 / 109) (385) حسن)
وعَنْ أَبِي حَكِيمٍ،حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حَارِثَةَ اللَّخْمِيُّ،أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ،قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ،فَقُلْتُ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ،كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: ( عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) (المائدة: 105)فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ سَأَلْتُ عَنْهَا خَبِيرًا،سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: "بَلِ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ،وَتَنَاهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ،حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا،وَهَوًى مُتَّبَعًا،وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً،وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ،فَعَلَيْكَ نَفْسَكَ وَدَعْ أَمْرَ الْعَوَامِّ،فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ،الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ،لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ "،قَالَ: وَأَخْبَرَنِي غَيْرُهُ،قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ،قَالَ:"أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ " (شعب الإيمان - (12 / 201)(9278 ) حسن)
وعَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّقَالُوا لِلنَّبِىِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ " أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِى أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ" أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِى حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِى الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ »( صحيح مسلم- المكنز - (2376 )- الدثور : جمع دثر وهو المال العظيم)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :" إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ،كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ،فَيَقُولُ:يَا هَذَا،اتَّقِ اللَّهَ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ،فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ،ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ،فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ،فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ "ثُمَّ قَالَ:(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)) [المائدة:78 - 81]ثُمَّ قَالَ:(كَلَّا وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ،وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ،وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا،وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا) "(سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ(3834 ) حسن - ولتأطرنه: أي لتردنه إلى الحق ولتعطفنه عليه.
وهو من رواية أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود ولم يسمع مِن أبيه ولكنه كَانَ أعلم بحديث أبيه مِن حنيف بن مالك ونظرائه كما قال الدارقطنى ، وأخذ أحاديث أبيه عن أمه زينب الثقفية خاصة ومسروق ، راجع التهذيب 5/75-76 وقال ابن المدينى فِى حديث يرويه أبى عبيدة عن أبيه : هو منقطع ، وهو حديث ثبت وقال يعقوب بن شيبة : إنما استجاز أصحابنا أن يدخلوا حديث أبى عبيدة عن أبيه فِى المسند - يعنى فِى الحديث المتصل - لمعرفة أبى عبيدة بحديث أبيه وصحتها ، وأنه لَمْ يأت فيها بحديث منكر 1هـ شرح العلل لابن رجب 1/298 وأنكر الألبانى فِى ضعيفته (1105) على الترمذى تحسينه لهذا الحديث ، وزعم أنه من تساهله الذى عُرف به ! ! والحق مع الترمذى كما ترى)
mermaid- عضو v i p
- رقم العضوية : 289
عدد المساهمات : 608
المهارة : 8895
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
الموسيقار- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 9753
المهارة : 50694
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
الكفاءة : 100
مواضيع مماثلة
» الفقى يأمر بايقاف برنامج ظلال و اضواء بعد مهاجمة صادق للداخلية
» احكام تهم المسلم
» 10- الكرم من أخلاق المسلم
» أخلاق المسلم * * * * *خلق الشكر
» باب تحريم سَبّ المسلم بغير حقّ
» احكام تهم المسلم
» 10- الكرم من أخلاق المسلم
» أخلاق المسلم * * * * *خلق الشكر
» باب تحريم سَبّ المسلم بغير حقّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى