قصيدة مصر القصيدة لعبد الرحمن يوسف
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة مصر القصيدة لعبد الرحمن يوسف
مِصْـــرُ القَصِيدَةْ ... !
طَبيعَةُ الشِّعْرِ جُزْءٌ مِنْ غَرَائِبـِهِ
ولَذَّةُ الشِّعْرِ جُزْءٌ مِنْ مَتَاعِبـِهِ
يُعْطِي ويَمْنَعُ لا قَانُونَ يَحْكُمُهُ
كَالبَحْرِ يُمْعِنُ فـي إذْلالِ رَاكِبـِهِ !
مَا زلتُ أسْألُ نَفْسِي حينَ أنـْظِمُهُ
وَحْيٌ مِنَ اللهِ ؟ أمْ أوْهَامُ كَاتِبـِهِ ؟
أعْطَيْتُ للشِّعْرِ عُمْري دُونَمَا نَدَمٍ
وذاكَ جُزْءٌ يَسِيرٌ مِنْ مَطَالِبـِهِ
الشِّعْرُ لي وَطَنٌ يُخْفِي خَرَائِطَهُ
كَيْ أقطَعَ العُمْرَ سَعْيًا فـي مَنَاكِبـِهِ
مَا زالَ يَكْتُمُ عَنِّي سِرَّ لَذَّتِهِ
كَيْ يَمْنَحَ الرُّوحَ بَوْحًا مِنْ تَجَارِبـِهِ
قَالوا : « الأصَالَةُ عَيْبٌ فـي مَشَاعِرِنَا »
فَقُلْتُ : « ذَلكَ ذَمٌّ فـي مَنَاقِبـِهِ ! »
قَالوا : « الحَدَاثـَةُ تُغْنِي عَنْ أصَالَتِهِ »
فَقُلْتُ : « ذَلكَ مَدْحٌ فـي مَثـَالِبـِهِ ! »
قَالوا : « الأصَالَة تَسْهيلٌ » .. ومَا عَلِمُوا
أنَّ السُّهُولَةَ فَخٌّ مِنْ مَصَاعِبـِهِ !
مَذَاهِبُ النَّقْدِ لا تُعْطيكَ جَوْهَرَهُ
ولا تُصَنِّفُ حَقًّا فـي مَرَاتِبـِهِ !
هَلْ يَمْلِكُ النَّقْدُ تَصْنِيفًا يُفَهِّمُنَا
مَعْنَى اخْتِيَالِ غَزَالٍ فـي تَوَاثُبـِهِ !؟
الشِّعْرُ صَقْرٌ وأحْلامِي فَريسَتُهُ
أنَا المُقِيمُ سَعِيدًا فـي مخالبـِهِ !
مَا زَالَ يَغْمُضُ أو يَنْسَابُ مُتَّضِحًا
كَالليْلِ والصُّبْحُ يَبْدُو فـي تَعَاقُبـِهِ
مَا زَالَ صَعْبًا وسَهْلاً طَيِّعًا نَزِقًا
فَيُصْبـِغُ الرُّوحَ شَيْئًا مِنْ تَضَارُبـِهِ
كَالنَّهْرِ ... بالرَّغْمِ مِنْ إشْهَارِ زُرْقَتِهِ
تَرَاهُ يَخْضَرُّ حينًا مِنْ طَحَالبـِهِ !
مَا زلتُ أخْسَرُ خِلانِي لأُرْضِيَهُ
ومَا حَظِيتُ بشَيءٍ مِنْ مَكَاسِبـِهِ !
مَا زلتُ أبْعُدُ عَنْ لَذَّاتِ عَالَمِهِمْ
حَتَّى أنَالَ نَصِيبًا مِنْ تَقَارُبـِهِ
لي مَوْطِنٌ تَخْلُقُ الأشْعَارَ طَلْعَتُهُ
يَزُورُنِي بجَمِيلِ الوَجْهِ شَاحِبـِهِ
أجْتَازُ عُمْري وحُلْمِي فـي مُخُيِّلَتِي
يَلْهُو كَطِفْلٍ بَريءٍ فـي مَلاعِبـِهِ
أجْتَازُ مَعْرَكَتِي والشِّعْرُ يَرْأسُنِي
أنَا المُجَنَّدُ طَوْعًا فـي كَتَائِبـِهِ
يَا مِصْرُ يَا مَرْكَزَ الأشْعَارِ قَد غَرِقَتْ
قَوَارِبُ الشِّعْرِ مِنْ سُقْيَا سَحَائِبـِهِ
لَكِنَّنِي لَمْ أزَلْ فـي عُرْضِ لُجَّتِهِ
أطْفُو عَلَى ظَهْرِ لَوْحٍ مِنْ قَوارِبـِهِ !
٭ ٭ ٭
أسْتَغْرِبُ اسْتِغْرَابَ بَعْضِ النَّاسِ مِنِّي شَاعِرًا يَتَعَالى ...
سُبْحَانَ مَنْ مَنَحَ القَصِيدَةَ رِفْعَةً وتَعَالى ...
رِفْقًا بقَافِيَتِي ...
فَلَسْتُ مُهَيَّأً للنَّثـْرِ ...
إنَّ النَّثـْرَ يَثـْلَمُ شَفْرَتي الشِّعْرِيَّةَ المَسْنُونَةَ الجَاثي لَهَا
فِرَقُ الفَوَارِسِ فـي اسْتِكَانَةِ خُصْلَةٍ مِنْ شَعْرِ جَاريَةٍ
كَغُصْنٍ بالنَّسَائِمِ مَالا ... !
النَّثـْرُ سِلْسِلَةٌ تُقَيِّدُني
وغَيْري شِعْرُهُ يَبْدو لِوَثـْبَةِ فِكْرِهِ أغْلالا !
الشِّعْرُ قَاعِدَةٌ وقَدْ أدْمَنْتُهَا ...
والنَّثـْرُ كَاسْتِثـْنَاءِ قَاعِدَةٍ ليُثـْبـِتَهَا
فَيَنْتَصِرُ القَريضُ مُظَفَّرًا مُخْتَالا ... !
شَكْلُ القَصِيدَةِ حِينَ يَرْسُمُهَا فَمِي
شَكْلٌ يَفُوقُ الصَّوتَ والأشكَالا ... !
أشْدُو الفَصَاحَةَ مُوجِزًا وسِوَايَ يَهْذِرُ كَاتِبًا أزْجَالا ... !
شِعْري إذا مَا اسْتُحْسِنَ الإيجَازُ يَخْرُج مُوجَزًا
وإذا بَدَا اسْتِرْسَالُهُ حَسَنًا تَرَاهُ تَحَوَّلَ اسْتِرْسَالا ... !
فَتَرى الجَمَالَ بـِرَكْبـِهِ فـي يَمْنَةٍ
وإذا مَضَى نَحْوَ الشِّمَالِ تَرَى الجَمَالَ شِمَالا ... !
عِنْدي الأصَالَةُ دُونَ أيِّ تَكَلُّفٍ ...
وسِوَايَ يَنْتَحِلُ الأصَالَةَ بَاكِيًا أطْلالا ...
عِنْدي الحَدَاثـَةُ جَوْهَرًا لا مَظْهَرًا
وسِوَايَ يَظْهَرُ بالحَدَاثـَةِ سَارِقًا مُحْتَالا ...
شِعْري تَرَاكِيبٌ مُبَسَّطَةٌ مُرَكَّبَةٌ
كَخَيْلٍ رَاكِضَاتٍ فـي الفَلا تَتَوالى ...
يَنْسَابُ مِثـْلَ النِّيلِ فـي مَجْرَى الهُدُوءِ
وإنْ تَحَوَّلَ غَاضِبًا ألْفَيْتَهُ مِثـْلَ الجَوَارِحِ سَاقِطًا شَلالا ...
مَا زَالَ يَخْتَارُ الطَّريقَ الصَّعْبَ
يَنْطِقُ بالحَقَائِقِ جَامِعًا ثـُوَّارَنَا مِنْ حَوْلِ مِدْفَأةِ الهَوى ...
وسِوَايَ يَجْمَعُ بالسُّكُوتِ أو المَدِيحِ
جَوَائِزَ السُّلْطَانِ والأمْوَالا ... !
مِصْرُ القَصِيدَةُ ...
شَعْبُهَا مُتَوَضِّئٌ بالشِّعْرِ والقَطَرَاتُ فَوَقَ جَبينِهِ تَتَلالا ... !
طَبيعَةُ الشِّعْرِ جُزْءٌ مِنْ غَرَائِبـِهِ
ولَذَّةُ الشِّعْرِ جُزْءٌ مِنْ مَتَاعِبـِهِ
يُعْطِي ويَمْنَعُ لا قَانُونَ يَحْكُمُهُ
كَالبَحْرِ يُمْعِنُ فـي إذْلالِ رَاكِبـِهِ !
مَا زلتُ أسْألُ نَفْسِي حينَ أنـْظِمُهُ
وَحْيٌ مِنَ اللهِ ؟ أمْ أوْهَامُ كَاتِبـِهِ ؟
أعْطَيْتُ للشِّعْرِ عُمْري دُونَمَا نَدَمٍ
وذاكَ جُزْءٌ يَسِيرٌ مِنْ مَطَالِبـِهِ
الشِّعْرُ لي وَطَنٌ يُخْفِي خَرَائِطَهُ
كَيْ أقطَعَ العُمْرَ سَعْيًا فـي مَنَاكِبـِهِ
مَا زالَ يَكْتُمُ عَنِّي سِرَّ لَذَّتِهِ
كَيْ يَمْنَحَ الرُّوحَ بَوْحًا مِنْ تَجَارِبـِهِ
قَالوا : « الأصَالَةُ عَيْبٌ فـي مَشَاعِرِنَا »
فَقُلْتُ : « ذَلكَ ذَمٌّ فـي مَنَاقِبـِهِ ! »
قَالوا : « الحَدَاثـَةُ تُغْنِي عَنْ أصَالَتِهِ »
فَقُلْتُ : « ذَلكَ مَدْحٌ فـي مَثـَالِبـِهِ ! »
قَالوا : « الأصَالَة تَسْهيلٌ » .. ومَا عَلِمُوا
أنَّ السُّهُولَةَ فَخٌّ مِنْ مَصَاعِبـِهِ !
مَذَاهِبُ النَّقْدِ لا تُعْطيكَ جَوْهَرَهُ
ولا تُصَنِّفُ حَقًّا فـي مَرَاتِبـِهِ !
هَلْ يَمْلِكُ النَّقْدُ تَصْنِيفًا يُفَهِّمُنَا
مَعْنَى اخْتِيَالِ غَزَالٍ فـي تَوَاثُبـِهِ !؟
الشِّعْرُ صَقْرٌ وأحْلامِي فَريسَتُهُ
أنَا المُقِيمُ سَعِيدًا فـي مخالبـِهِ !
مَا زَالَ يَغْمُضُ أو يَنْسَابُ مُتَّضِحًا
كَالليْلِ والصُّبْحُ يَبْدُو فـي تَعَاقُبـِهِ
مَا زَالَ صَعْبًا وسَهْلاً طَيِّعًا نَزِقًا
فَيُصْبـِغُ الرُّوحَ شَيْئًا مِنْ تَضَارُبـِهِ
كَالنَّهْرِ ... بالرَّغْمِ مِنْ إشْهَارِ زُرْقَتِهِ
تَرَاهُ يَخْضَرُّ حينًا مِنْ طَحَالبـِهِ !
مَا زلتُ أخْسَرُ خِلانِي لأُرْضِيَهُ
ومَا حَظِيتُ بشَيءٍ مِنْ مَكَاسِبـِهِ !
مَا زلتُ أبْعُدُ عَنْ لَذَّاتِ عَالَمِهِمْ
حَتَّى أنَالَ نَصِيبًا مِنْ تَقَارُبـِهِ
لي مَوْطِنٌ تَخْلُقُ الأشْعَارَ طَلْعَتُهُ
يَزُورُنِي بجَمِيلِ الوَجْهِ شَاحِبـِهِ
أجْتَازُ عُمْري وحُلْمِي فـي مُخُيِّلَتِي
يَلْهُو كَطِفْلٍ بَريءٍ فـي مَلاعِبـِهِ
أجْتَازُ مَعْرَكَتِي والشِّعْرُ يَرْأسُنِي
أنَا المُجَنَّدُ طَوْعًا فـي كَتَائِبـِهِ
يَا مِصْرُ يَا مَرْكَزَ الأشْعَارِ قَد غَرِقَتْ
قَوَارِبُ الشِّعْرِ مِنْ سُقْيَا سَحَائِبـِهِ
لَكِنَّنِي لَمْ أزَلْ فـي عُرْضِ لُجَّتِهِ
أطْفُو عَلَى ظَهْرِ لَوْحٍ مِنْ قَوارِبـِهِ !
٭ ٭ ٭
أسْتَغْرِبُ اسْتِغْرَابَ بَعْضِ النَّاسِ مِنِّي شَاعِرًا يَتَعَالى ...
سُبْحَانَ مَنْ مَنَحَ القَصِيدَةَ رِفْعَةً وتَعَالى ...
رِفْقًا بقَافِيَتِي ...
فَلَسْتُ مُهَيَّأً للنَّثـْرِ ...
إنَّ النَّثـْرَ يَثـْلَمُ شَفْرَتي الشِّعْرِيَّةَ المَسْنُونَةَ الجَاثي لَهَا
فِرَقُ الفَوَارِسِ فـي اسْتِكَانَةِ خُصْلَةٍ مِنْ شَعْرِ جَاريَةٍ
كَغُصْنٍ بالنَّسَائِمِ مَالا ... !
النَّثـْرُ سِلْسِلَةٌ تُقَيِّدُني
وغَيْري شِعْرُهُ يَبْدو لِوَثـْبَةِ فِكْرِهِ أغْلالا !
الشِّعْرُ قَاعِدَةٌ وقَدْ أدْمَنْتُهَا ...
والنَّثـْرُ كَاسْتِثـْنَاءِ قَاعِدَةٍ ليُثـْبـِتَهَا
فَيَنْتَصِرُ القَريضُ مُظَفَّرًا مُخْتَالا ... !
شَكْلُ القَصِيدَةِ حِينَ يَرْسُمُهَا فَمِي
شَكْلٌ يَفُوقُ الصَّوتَ والأشكَالا ... !
أشْدُو الفَصَاحَةَ مُوجِزًا وسِوَايَ يَهْذِرُ كَاتِبًا أزْجَالا ... !
شِعْري إذا مَا اسْتُحْسِنَ الإيجَازُ يَخْرُج مُوجَزًا
وإذا بَدَا اسْتِرْسَالُهُ حَسَنًا تَرَاهُ تَحَوَّلَ اسْتِرْسَالا ... !
فَتَرى الجَمَالَ بـِرَكْبـِهِ فـي يَمْنَةٍ
وإذا مَضَى نَحْوَ الشِّمَالِ تَرَى الجَمَالَ شِمَالا ... !
عِنْدي الأصَالَةُ دُونَ أيِّ تَكَلُّفٍ ...
وسِوَايَ يَنْتَحِلُ الأصَالَةَ بَاكِيًا أطْلالا ...
عِنْدي الحَدَاثـَةُ جَوْهَرًا لا مَظْهَرًا
وسِوَايَ يَظْهَرُ بالحَدَاثـَةِ سَارِقًا مُحْتَالا ...
شِعْري تَرَاكِيبٌ مُبَسَّطَةٌ مُرَكَّبَةٌ
كَخَيْلٍ رَاكِضَاتٍ فـي الفَلا تَتَوالى ...
يَنْسَابُ مِثـْلَ النِّيلِ فـي مَجْرَى الهُدُوءِ
وإنْ تَحَوَّلَ غَاضِبًا ألْفَيْتَهُ مِثـْلَ الجَوَارِحِ سَاقِطًا شَلالا ...
مَا زَالَ يَخْتَارُ الطَّريقَ الصَّعْبَ
يَنْطِقُ بالحَقَائِقِ جَامِعًا ثـُوَّارَنَا مِنْ حَوْلِ مِدْفَأةِ الهَوى ...
وسِوَايَ يَجْمَعُ بالسُّكُوتِ أو المَدِيحِ
جَوَائِزَ السُّلْطَانِ والأمْوَالا ... !
مِصْرُ القَصِيدَةُ ...
شَعْبُهَا مُتَوَضِّئٌ بالشِّعْرِ والقَطَرَاتُ فَوَقَ جَبينِهِ تَتَلالا ... !
حمدى السنوسى- عضو جديد
- رقم العضوية : 64
عدد المساهمات : 22
المهارة : 5364
تاريخ التسجيل : 13/05/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» قصيدة عاطل لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة فى صحة الوطن لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة قبل الشرب لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة هى الخيانة لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة تفاؤل لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة فى صحة الوطن لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة قبل الشرب لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة هى الخيانة لعبد الرحمن يوسف
» قصيدة تفاؤل لعبد الرحمن يوسف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى