لماذا الإسماعيلية حولت خريطة الصراع بين نظام مبارك والثوار؟

كان يوم الأربعاء 26 يناير 2011 في نقابة الصحفيين .. كنا خارجين لتونا من معركة مع الأمن المركزي .. جرح من جرح .. وسحل من سحل .. على أية حال كنا نرى الفجر قريباً في جمعة الغضب .. لكننا لم نكن نراهن فقط على القاهرة بل كنا نتوق شوقاً لانتفاضة المحافظات ولذا كم كانت سعادتنا بانتفاضة الإسكندرية والسويس .. جلسنا حول فيس بووك والفضائيات نسترق الأخبار .. فجاء خبر أفجعنا للغاية وهو سحب 6 سيارات تابعة للأمن المركزي بعتادها وقوتها من الإسماعيلية للسويس .. الكل نظر ليّ .. على اعتبار أنني من الإسماعيلية ففهمت الرسالة .. لكني كنت شديد الثقة أن الإسماعيلية ستغير المعادلة .. فكرت في السفر إلى الإسماعيلية لكن كانت لدي مهام في جمعة الغضب .. من الأربعاء حتى الخميس صباحا كنت أهاتف الأصدقاء وأقول لهم يجب عودة ال 6 سيارات بأي ثمن وكنت أرى الترتيبات والهمة عالية لمفاجأة الأمن يوم الخميس .. وانشغلت جميع الهواتف صباح الخميس حتى إنني كنت مرعوباً .. هاتف مدحت منير لا يرد .. فحاولت مع بعض الأصدقاء حتى رد عليا محمد حلمي وقال لي إنهم في الممر الآن وأمامهم جحافل من قوات الأمن المركزي وكأنهم في حرب ستعود ال6 سيارات لا تقلق .. سألته على الأصدقاء فقال إن بجانبه مدحت تحدث معه أنت .. تحدثت مع مدحت حتى قال لي إن الهجوم بدأ وسمعت صوت الرصاص .. أغلق الهاتف .. فزاد رعبي رعباً .. وغبت في نوبة قلق عميقة .. أين أصدقائي الآن مدحت وحلمي ومحمد عبد الوهاب .. هل هم الآن يعذبون ؟ .. في الرابعة عصرا جاءني الخبر السعيد ال 6 سيارات وقوات الأمن المركزي عادت من السويس إلى الإسماعيلية .. بل طلب لها تعزيزات .. رجال صحيح .. أبطال .. قال أصدقاؤنا السوايسة الجيش نزل إلى الشارع لكي يحمي مقراته .. الأمن على وشك الانهيار .. وصارت السويس يوم الخميس مركز احتجاج قوي .. ومع انتفاضة الإسماعيلية زاد صعوبة الأمر على النظام .. بالفعل غيرت الإسماعيلية المعادلة .. وغيرت خطط الداخلية في إرسال تعزيزات إلى البلاد المنتفضة .. حتى إن الأمن المركزي بعد انهياره في القاهرة في جمعة الغضب .. كان شديد البأس في الوادي الجديد وفي مناطق بسيناء .. المنصورة أيضا انتفضت والمحلة الكبرى .. هاتفت أصدقائي في الإسماعيلية ليلة الخميس واطمأنيت عليهم جميعا .. وبدأت ليلة جديدة من التفكير في كيفية التحرك لجمعة الغضب