لحج قبل الإسلام

هل كان الحج موجودا قبل الإسلام و هل كان بصورته التى نؤديها الآن ؟
أجاب عن هذا السؤال الشيخ محمد متولى الشعراوى بكتابه الفتاوى
بدا واضحا أن قصة إبراهيم مع البيت في
قوله تعالى بسورة الحج” وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( 27) “
فالأمر لإبراهيم واضح من ان الحج إذن فيه فعلا و إبراهيم بدأ فعلا و هذا كلام صادق إلا أن قول الله إذا أردنا أن نفهمه بعمق فقد أمره الله
أن يرفع القواعد و معنى رفع القواعد أن البيت كان موجودا و قد طلب منه الله رفع هذه القواعد و الرفع يتعلق بالبعد الثالث الذي يعطى حجما لا مساحة و مادام الله قد قال في البيت كلاما عاما في غير إبراهيم في
قوله تعالى بسورة آل عمران ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ( 96 ) “
و ما دام وضع للناس من بداية وجود الناس و ما دام كان له بيت كان له حج و الذى يقول الحج من أول إبراهيم فكلام غير دقيق فيكون المفهوم الصحيح وجود البيت من زمن قديم وحجه كذلك من زمن قديم .
و لماذا ؟ لأنه يجوز أن البيت قد انطمر بأى عامل من العوامل فأراد الله سبحانه و تعالى أن يجلي هذا الأمر من جديد و يكون الإذن برفع القواعد تجديدا لما إنطمر و انطمس كأن الانطماس للبيت انطماسا ماديا و انطماسا منهجيا فأراد الله أن يعيد معالم البيت برفعه ليحجه الناس بدليل أن إبراهيم ساعده ابنه اسماعيل لرفع القواعد
يقول تعالى بسورة البقرة :
” وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) ”

و يفهم من هذا أن إسماعيل كان قد بلغ من السن ما يسمح له بمساعدة أبيه فى رفع قواعد البيت .
و القرىن يقص علينا أن إبراهيم أسكن إسماعيل و أمه عند البيت المحرم فهذا يدلنا على ان البيت كان موجودا و إبراهيم لم يصل بعد فى
قوله تعالى بسورة الحج :
” وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ( 26 ) ”

فيكون البيت موجودا آنذاك و إنما التحديد لم يكن موجودا عند الإسكان
المصدر
كتاب الفتاوى كل ما يهم المسلم فى حياته و يومه و غده لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى الجزء الرابع ص 16

موضوع قيم شكرا لك
جزاك الله خير