الصيام دورة وقائية وعلاجية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الصيام دورة وقائية وعلاجية
إنّ الحديث عن عبادة الصيام، وما فيها من تقوى وإكرام لا يعني أن الصيام ليس له فوائد صحيّة، بل إنّ في الصيام من الفوائد الصحيّة ما يدهش العقول؛ لأنّ خالق هذا الإنسان هو الذي فَرَضَ عليه الصيام، وأمرُ الله سبحانه وتعالى أجلُّ وأعظم من أن ينصرف إلى حكمة واحدة، لذلك فللصيام حكم لا تعدّ ولا تحصى.
قال بعض العلماء: ((إنّ الصيام دورة وقائية سنوية، تقي الإنسان من الأمراض الكثيرة، فهو سلوك وقائي من أجل سلامة هذه العضوية، ودورة علاجية بالنسبة لبعض الأمراض، فالصيام يقي المسلم المتّبع لسننِه المعتدلة في تناول الطعام في أثناء الصيام من أمراض الشيخوخة)).
إنّ أمراضَ الشيخوخة تظهرُ في الكِبر، ولكن مسبِّباتها تبدأ في الشباب، يأتي الصيام ليقيم هناك توازناً بين استهلاك العضوية ووقاية الأجهزة، فلذلك معظم أمراض الشيخوخة تنجم عن الإفراط في إرهاق العضوية طوال الحياة، بالطعام والشراب، وبسائر الملذّات، وبالعمل، والتعب، وبذل الجهد، فيأتي الصيام ليريح هذه العضوية، وليصحِّح الأخطاء التي ارتكبت في بقية أشهر العام، فيعود الجسد من دورة رمضان وقد صانه صاحبه، وجدَّد نشاطه به.
رُوي عن النبي عليه الصلاة والسلام: ((صُومُوا تَصِحُّوا)).
فالصيام كما يقول العلماء: ((هو إلى الطبِّ الوقائيّ أقرب منه إلى الطبّ العلاجيّ))، بدليل أنّ المريض يرخّص له في أن يفطر، وبعض حِكمه أن الصيام يخفّفُ العبء عن جهاز الدوران، القلب والأوعية، حيثُ تهبطُ نسبة الدسم وحموضة البول في هذا الشهر إلى أدنى درجة، ومع انخفاض هذه النسبة يقي الإنسان نفسه من مرض ذي خطورة، هو تصلُّب الشرايين، الذي يسبّب إرهاق القلب، والذبحة الصدرية، ومع انخفاض نسبة حمض البول في الدم يقي الإنسان نفسه من مرض آخر هو التهاب المفاصل.
إنّ الصيام يخفّف العبء عن جهاز الدوران، ويريح الأوعية، والقلب بانخفاض نسبة الدسم في الدم، وانخفاض نسب حمض البول، وإنّ الصيام يريح الكليتين بإقلال فضلات الاستقلاب، فتحوّل الطعام إلى طاقة عملية تُسمَّى الاستقلاب، ففي شهر الصيام ينخفض الاستقلاب إلى أدنى مستوى، هذا بشرط أن يصوم الإنسان كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام، وأن يأكل باعتدال، أمّا أن يجعل الطعام في الليل مكان النهار فليس هذا بالصيام المأمور به.
يقول العلماء: ((إنّ سُكر الكبد - المخزون السكريّ - يتحرّك في الصيام، ومع تحرّك هذا المخزون يتجدّد نشاط الكبد))، والإنسان لا يستطيع أن يعيش دون كبد أكثر من ثلاث ساعات، وإنّ الصيام يدعو سُكر الكبد إلى التحرك، ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد، وتتحرك معه البروتينات، والغدد، وخلايا الكبد، وإنّ الصيام كما قال بعض الأطباء يبدِّلُ الأنسجة وينظِّفُها، وكأنه صيانة سنوية لأنسجة وأجهزة الجسم، هذا عن الناحية الوقائية، فماذا عن الناحية العلاجية؟
إنّ الصيام يُعدُّ علاجاً لبعض الأمراض، منها التهاب المعدة الحادُّ، ومنها إقياءات الحمل العنيدة، ومنها ارتفاع الضغط الشريانيِّ، ومنها الداء السكريُّ، ومنها قصور الكلية المزمن، ومنها بعضُ الأمراض الجلدية.
إنّ أمر الله مباركٌ، يطهِّرُ النفسَ، وينيرُ القلبَ، ويعطيك الرؤية الصحيحة، فتعرف الحقَّ من الباطل، والخير من الشرِ.
المصدر
كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسّنّة ((آيات الله في الإنسان)) للأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي
شارك بتعليقاتك الأن .!!
قال بعض العلماء: ((إنّ الصيام دورة وقائية سنوية، تقي الإنسان من الأمراض الكثيرة، فهو سلوك وقائي من أجل سلامة هذه العضوية، ودورة علاجية بالنسبة لبعض الأمراض، فالصيام يقي المسلم المتّبع لسننِه المعتدلة في تناول الطعام في أثناء الصيام من أمراض الشيخوخة)).
إنّ أمراضَ الشيخوخة تظهرُ في الكِبر، ولكن مسبِّباتها تبدأ في الشباب، يأتي الصيام ليقيم هناك توازناً بين استهلاك العضوية ووقاية الأجهزة، فلذلك معظم أمراض الشيخوخة تنجم عن الإفراط في إرهاق العضوية طوال الحياة، بالطعام والشراب، وبسائر الملذّات، وبالعمل، والتعب، وبذل الجهد، فيأتي الصيام ليريح هذه العضوية، وليصحِّح الأخطاء التي ارتكبت في بقية أشهر العام، فيعود الجسد من دورة رمضان وقد صانه صاحبه، وجدَّد نشاطه به.
رُوي عن النبي عليه الصلاة والسلام: ((صُومُوا تَصِحُّوا)).
فالصيام كما يقول العلماء: ((هو إلى الطبِّ الوقائيّ أقرب منه إلى الطبّ العلاجيّ))، بدليل أنّ المريض يرخّص له في أن يفطر، وبعض حِكمه أن الصيام يخفّفُ العبء عن جهاز الدوران، القلب والأوعية، حيثُ تهبطُ نسبة الدسم وحموضة البول في هذا الشهر إلى أدنى درجة، ومع انخفاض هذه النسبة يقي الإنسان نفسه من مرض ذي خطورة، هو تصلُّب الشرايين، الذي يسبّب إرهاق القلب، والذبحة الصدرية، ومع انخفاض نسبة حمض البول في الدم يقي الإنسان نفسه من مرض آخر هو التهاب المفاصل.
إنّ الصيام يخفّف العبء عن جهاز الدوران، ويريح الأوعية، والقلب بانخفاض نسبة الدسم في الدم، وانخفاض نسب حمض البول، وإنّ الصيام يريح الكليتين بإقلال فضلات الاستقلاب، فتحوّل الطعام إلى طاقة عملية تُسمَّى الاستقلاب، ففي شهر الصيام ينخفض الاستقلاب إلى أدنى مستوى، هذا بشرط أن يصوم الإنسان كما أمر النبي عليه الصلاة والسلام، وأن يأكل باعتدال، أمّا أن يجعل الطعام في الليل مكان النهار فليس هذا بالصيام المأمور به.
يقول العلماء: ((إنّ سُكر الكبد - المخزون السكريّ - يتحرّك في الصيام، ومع تحرّك هذا المخزون يتجدّد نشاط الكبد))، والإنسان لا يستطيع أن يعيش دون كبد أكثر من ثلاث ساعات، وإنّ الصيام يدعو سُكر الكبد إلى التحرك، ويتحرك معه الدهن المخزون تحت الجلد، وتتحرك معه البروتينات، والغدد، وخلايا الكبد، وإنّ الصيام كما قال بعض الأطباء يبدِّلُ الأنسجة وينظِّفُها، وكأنه صيانة سنوية لأنسجة وأجهزة الجسم، هذا عن الناحية الوقائية، فماذا عن الناحية العلاجية؟
إنّ الصيام يُعدُّ علاجاً لبعض الأمراض، منها التهاب المعدة الحادُّ، ومنها إقياءات الحمل العنيدة، ومنها ارتفاع الضغط الشريانيِّ، ومنها الداء السكريُّ، ومنها قصور الكلية المزمن، ومنها بعضُ الأمراض الجلدية.
إنّ أمر الله مباركٌ، يطهِّرُ النفسَ، وينيرُ القلبَ، ويعطيك الرؤية الصحيحة، فتعرف الحقَّ من الباطل، والخير من الشرِ.
المصدر
كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسّنّة ((آيات الله في الإنسان)) للأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي
شارك بتعليقاتك الأن .!!
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
الموسيقار- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 14
عدد المساهمات : 9753
المهارة : 50695
تاريخ التسجيل : 15/04/2010
الكفاءة : 100
مواضيع مماثلة
» الصيام دورة وقائية وعلاجية
» فوائد الصيام الصيام الصحية
» الصيام وتجدد الخلايا...
» تعلمى كيف تشجعين طفلك على الصيام ......
» فقه الصيام للشيخ السيد سابق
» فوائد الصيام الصيام الصحية
» الصيام وتجدد الخلايا...
» تعلمى كيف تشجعين طفلك على الصيام ......
» فقه الصيام للشيخ السيد سابق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى