نساء النبي و بناته قدوة للمؤمنات

قال تعالى بسورة الأحزاب : ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {59} “
لأن الرجل حين يجد المرأة تستر مفاتنها يعرف انها ليست ممن يعرضن جمال أجسامهن على الرجال فلا يتجرأ على أن يكلمها أو يغازلها و يعرف أنها ملتزمة .
و قال بعض الحكماء : إذا رأيت امرأة تظهر محاسنها لغير محارمها فقل : إلحاح المرأة فى كشفها إلحاح فى عرضها على الرجل .
إذن قول الله تعالى : ” ذَلِكَ أَدْنَى “
أى قرب إلى أن يعرفن بأنهن لا يعرضن مفاتهن فلايتعرضن لمعاكسة البذئ أو المستهتر و هذا ليس طعنا فى المرأة أو فى نساء النبي صلي الله عليه وسلم و لكن من يراهن من الناس لا نضمن إيمانه أو تقواه .
قال تعالى بسورة الحزاب : ” وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {33} “
أى : استقروا فى البيوت .. لماذا ؟ لأن المرأة لو أدت مطلوبها فى البيت لم اتسع زمن الليل و النهار لها ، بديل أن المرأة التى تنشغل بمصالح بيتها و مصالح زوجها و أولادها لا يكفيها النهار كله ، و تجدها دائما مشغولة بمصالح البيت و الأولاد
و لذلك نقول للمرأة : ابحثى عن المصارف للمصالح التى يتطلبها البيت و اصنعيها خارج بيتك عند أهل الصنعة و انظرى إليها كم تتكلف ؟
فلو أنك فى كل أسبوع اتقنت عملا واحدا منها لكنت فى سنة واحدة لا تحتاجين لأى عامل فى البيت .
و معنى قوله تعالى بسورة الحزاب : ” وَلَا تَبَرَّجْنَ {33} “البرج هو الحصن و تبرج من الحصن أى برز منه
فمعنى قوله تعالى بسورة الحزاب : ” وَلَا تَبَرَّجْنَ {33} أى : لا تخرجن من حصن التستر .
و معنى : قوله تعالى بسورة الحزاب : ” تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {33} “
هو ظهور العورة دون أن يجد الناس في ذلك غضاضة و خاصة إذا كان هؤلاء النساء عبيدا أو إماء أو جوارى … و يقصد بالجاهلية الأولى الفترة التى سبقت الإسلام و مع ذلك فإن من كانوا فى الجاهلية كانت لهن من الكرامة ما يفرق بين الحرة و الأمة .

و لذلك فى بيعة النساء أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد على المؤمنات : ” بألا يزنين ولا يسرقن “
فقالت هند زوجة أبي سفيان : أو تزنى الحرة يا رسول الله !! فكأنه حتى فى فترة الجاهلية لا تزنى الحرة لأنها تستنكف أن تنحدر إلى هذا الخلق .
و إذا كان الحق سبحانه قال هنا ” وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {33} “
فإنه قال سبحانه و تعالى فى آية أخرى بسورة النور : ” وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ {60} “
فكأنه سبحانه و تعالى يريد أن يرفع الحرج عنهن بشرط ألا يتبرجن بزينة لأنك فى زمننا هذا ترى احيانا امرأة قد بلغت من الكبر عتيا و مع ذلك تجدها تضع المساحيق و الألوان على وجهها ! و كان المفروض عليها أن تحترم سنها و شيخوختها و تطيع أمر ربها .
و بعض العلماء قالوا إن البرج هو الاتساع فى الشئ كأنه يقول لها : لا توسعي أماكن ظهور الجسد و يكفيك الوجه و الكفان .
المصدر
كتاب نساء النبي صلي الله عليه وسلم لفضيلة الشيخ الإمام محمد متولى الشعراوى
شارك بتعليقاتك الأن .!!

موضوع اكثر من رائع جعله الله فى ميزان حسناتك