مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
الحمدُ للهِ ثم الحمدُ لله، الحمدُ لله الواحدِ الأحدِ الفردِ الصمدِ الذي لم يلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كفواً أحد. الحمدُ لك رَبَّنَا على ما أنعمتَ عَلينا، الحمدُ للهِ الذي هدانا لِهذا وما كنَّا لنهتديَ لَوْلا أنْ هدانا اللهُ والصلاةُ والسلامُ على سَيدِنَا وحبِيبِنَا وعَظيمِنَا وقائدِنا وقرةِ أعينِنَا محمد، أرسلَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ سراجاً وهاجاً وقمراً منيراً فَهَدَى اللهُ به الأمَّةَ وكشفَ بِهِ عنها الغُمَّة وبلَّغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ فجزاهُ اللهُ عنا خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائِهِ، وأشهدُ أن لا إلهَ الا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ تنزَّهَ عن الأينِ والزمانِ والمكانِ، تنزّهَ عن مُشابَهَةِ المخلوقينَ ومماثَلَةِ المصنوعينَ حيٌّ قيّومٌ لا ينامُ لا يفنى ولا يبيدُ ولا يكونُ إلا ما يريدُ فعّالٌ لما يريدُ.
والصَّلاةُ والسلامُ على سيدِنا وحبيبِنا وعظيمِنا وقرةِ أعينِنَا أحمدْ، من جَعَلَهُ رَبُّهُ خاتماً للأنبياءِ والمرسلينَ سَبَقَتْ ولادَتَه البشائِرُ، عُرِفَ بالنبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سُكانِ السماءِ الملائكةِ قبل أن تكتمِلَ خلقةُ ءادمَ عليه السلامُ. الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ، الصلاةُ والسلامُ عليكَ.
يَا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ في القاعِ أَعْظُمُهُ وطابَ مِنْ طيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ
نفسي الفداءُ لِقَبرٍ أنتَ سَاكِنُهُ فيهِ العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ
أنتَ الشفيعُ الذي تُرجى شَفَاعَتُهُ عندَ الصِراطِ إذا ما زَلَّتِ القَدَمُ
وَصَاحِبَاكَ فَلا أنسَاهُما أبداً مِني السَّلامُ عَلَيكُمْ ما جَرى القَلَمُ
أما بعدُ أيُها الأحبةُ المسلمونَ، نحنُ اليومَ في اوائلِ شهرِ ربيعٍ الأولِ الذي ولِدَ فيهِ سيدُ العالمينَ محمدٌ، نحنُ اليومَ نستقبلُ مناسبةً عظيمةً وذكرىً طيبةً عطرةً، ذكرى ولادَةِ فخرِ الكائناتِ سيدِنا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ.
اللهُ عظّمَ قدرَ جَاهِ محمــدٍ وَأَنَالَهُ فَضلاً لديهِ عَظِيما
في مُحكَمِ التنزيلِ قَالَ لِخَلقِهِ صَلُّوا عليهِ وَسَلِمُوا تَسْلِيما
بَعدَ أن رُفِعَ عيسى بنُ مريمَ عليهِ السلامُ إلى السَّماءِ إلى محلِ كرامَةِ اللهِ بأقلَ من ستِمائةِ سنةٍ ولدَ مُحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ الهاشميِ القرشيِ في مكَّةَ المكرمةِ وَسَبقَتْ ولادَتَهُ البشائرُ في الكتبِ السَّماويةِ وعلى لِسانِ الأنبياءِ كما روى غيرُ واحدٍ من المحدثينَ رواياتٍ تدعَمُ ثبوتَ هذه البَشائرِ.
ومِنها ما رواهُ الحاكِمُ النيسابوريُّ في المستدرَكِ من أنَّه لمّا اقترفَ آدمُ الخطيئةَ أي أكلَ من الشجرةِ وقد نهاهُ اللهُ عن أن يأكلَ منها قال: يا ربِ اسألُكَ بحقِ محمدٍ إلا غَفَرتَ لي، وهذا قبلَ أن يولدَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقالَ الله الذي لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عن علمه شئ: وكيفَ عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ بعدُ، قالَ: رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجدتُ مكتوباً لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعرفتُ أنكَ لم تُضِفْ إلى اسمِكَ إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ.
الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ بشّرَ بك ءادمُ عليهِ السلامُ وَعَرِفَتِ الملائكةُ بِنُبُوتِكَ وبِعْثَتِكَ قَبلَ أن تَكْتَمِلَ خِلْقَةُ ءادمَ عليهِ السلامُ وهذا معنى كلامِ النبيِ صلى الله عليه وسلم كنتُ نبياً وءادمُ بينَ الروحِ والجسدِ، أي عُرِفتُ بِوصفِ النبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سكانِ السماءِ الملائكةِ ولم تَكتَمِلْ خِلْقَةُ ءادمَ عليه السلامُ وكذلك بَشَّرَ به نبيُ اللهِ إبراهيمُ كما أخبرَنَا اللهُ تَعَالى في القرءانِ الكريمِ عن ابراهيمَ أنَّهُ قالَ: {ربَّنَا وابعَثْ فيهم رَسُولاً منهم يَتلُو عليهم ءاياتِكَ وَيُعلِمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ ويزكِيهم إنك أنتَ العزيزُ الحكيمُ} وفي هذا روى الإمامُ أحمدُ عن أبي أمامةَ قُلتُ يا رسولَ اللهِ ما كانَ بدءُ أمرِكَ قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دعوةُ أبي إبراهيم" أَلَيسَ قالَ اللهُ تعالى إخباراً عن عيسى بنِ مريمَ عليه السلامُ {ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمد} أَلَيسَ قالَ رسول الله: "ورأت أمّي انه يخرُجُ منها نُورٌ أضاءت لَهُ قُصورُ الشامِ".
هَذا النبيُ العظيمُ الذي سَبَقَتْ ولادتَهُ البشائرُ وُلِدَ يتيماً قد كانَ ماتَ أبوهُ قبلَ ذلك ولما كانَ ابنَ سِتِ سنين مَاتَتْ أُمُه بالأبواءِ بين مكةَ والمدينةِ المنّورةِ ولما صارَ عُمرُهُ ثَماني سنين مَاتَ جدُهُ عبدُ المطلبِ وشبَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونشأَ صلى الله عليه وسلم حتى بلغَ أن كانَ رجلاً أفضلَ قَومِهِ مُروءةً وأحْسَنَهُم خُلُقاً وأكرمَهُم مخالطَةً وأحسَنَهُمْ مُجاورةً وأعظَمَهُمْ حِلماً وأمانةً وأبعَدَهُمْ عن الفحشاءِ والأذى والرذائِلِ. لَمْ يُعرَفْ عليه رذيلةٌ واحدةٌ لا قبلَ النبوةِ ولا بعدَهَا، تَزوجَ وكانَ أولَ ما تزوجَ وكانَ ابنَ خمسٍ وعشرينَ تزوجَ امرأةً شريفةً في قومِهَا عَفيفةً، خديجةَ بِنتَ خويلِدْ، كانتْ تاجرةً وهُنَا يُردُّ على الذينَ يكيلُونَ التُّهَمَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأنَّهُ كانَ ولُوعَ القلبِ بالنساءِ، فإنَّ أصغرَ نسائِهِ سناً عائشةَ رضي الله عنها لما كانَ دورُ المبيتِ عِندَهَا في بيتها كَانَ النبيُ صلى الله عليه وسلم يستأذِنُهَا ويذهبُ ليلاً إلى البقيعِ مدفَنِ المسلمين يَدعُو اللهَ تعالى للمسلمينَ ويتركُ أصغرَ زوجاتِهِ وأجملهنَّ وما عدَّدَ النساءَ إلا لِحِكَمٍ منها أنَّه صلى الله عليه وسلم تزوجَ من قبائِلَ مُتعددةٍ وفي هذا تأليفٌ لما بينَ قبائلِ العربِ، ثمَّ إنَّ تعليمَ أحكامِ الإسلامِ المتعلقةِ بالنساءِ أسرعُ انتشاراً من النساءِ إلى النساءِ ولم يكن صلى الله عليه وسلم ولوعَ القلبِ بالنساءِ بل كان عليه الصلاة والسلام شديدَ الخشيةِ من اللهِ تعالى يبكي جوفَ الليلِ.
يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى: {الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرسولَ النبيَ الامّيَ الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ في التَّوراةِ والإنجِيلِ يَأمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُ لَهُمُ الطيِبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ التي كانَتْ عَلَيْهِم، فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ} ألا فاسْمَعُوا أيُّها المُؤمِنُونَ وَأَسْمِعُوا الوَهابيةَ عُمْيَ القُلُوبِ أَسْمِعُوهُمْ قَولَ اللهِ تَعَالى: {فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}. عَزَّرُوهُ أيْ عَظَّمُوهُ، اللهُ عَظَّمَ جَاهَ مُحمدٍ صَلى الله عليه وسلم، {واتَّبَعُوا النُورَ الذي أُنْزِلَ مَعَهُ أولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}.
فَأيُّ بَأْسٍ في تَعْظِيمِ النبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ بالاحْتِفالِ بِمَوْلِدِهِ عليه الصلاةُ والسلامُ وقد كانَ هذا بينَ المسلمينَ قبلَ ثمانِمِائةِ سَنةٍ إلى يومِنَا هذا وافَقَ عَلَيهِ المسلمونَ عُلماؤُهُم وعامَّتُهُم المحدِثُونَ والفُقَهاءُ والصُّوفِيَّةُ والمفَسِرونَ وكان الملِكُ المظفَّرُ مَلِكُ إربل أولَ من أحدثَ عَمَلَ المَوْلِدِ وكانَ تَقِياً صالحاً وكانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ عَلى حُبِ النبيِ صلى الله عليه وسلم وأقرَّهُ على ذلك الحفَّاظُ والمحدثُونَ، فلماذا يُنكِرُ الوهابيةُ المجسمةُ نُفاةُ التَّوسلِ الاحتفالَ بِمَولِدِ خَيرِ الانبِياءِ أَفْضَلِ الخلقِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى وها هي صُحُفُ الوهابيةِ (عكاظ وجريدة الجامعة) تُثْبِتُ عليهم أنهم يحتفلونَ بيومِ الشجرةِ، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيل، يحتفلونَ بيومِ الشجرةِ وَيُكفِرُونَ عَامةَ المسلمينَ الذينَ يُصلونَ على النبيِ جهرةً بعدَ الأذانِ ويكفرونَ المسلمينَ وَيُحرِمونَ عليهم عَمَلَ المولدِ ويقولُونَ: هذه بدعةٌ محرمةٌ وها هو بيتُ محمدَ بنِ عبدِ الوهابِ في نجدِ الرياضِ الذي كان قبل مائتين وخمسين سنةً، بيتُهُ إلى الآن قائمٌ يدعونَ الناسَ والزوارَ والسواحَ لِدُخُولِهِ وأما بيتُ النبيِ صلى الله عليه وسلم الذي ولدَ فيه بمكةَ المكرمةِ هَدَمُوهُ وجرفوهُ ولم يبقَ له أيُ أثرٍ هَؤلاءِ هم الوهابيةُ مَعْشَرَ المُسلِمينَ،
اللهُ عظّمَ قدرَ جاهِ محمدٍ وأنالَهُ فضلاً لديهِ عَظيماً
أمَّا هؤلاءِ ففي الزرقاءِ في الأردنِ في مدرسةِ الليثِ بنِ سعدٍ كانَ أحدُ أحبابِنَا طالباً في المدرسةِ ومعه أُستاذٌ وهابيٌ يدرّسُ اللغةَ العربيةَ وينكِرُ على المسلمينَ التبركَ بقبرِ النبيِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فقالَ له هذا الطالبُ المنزّهُ الموحدُ السنيُ قالَ للأستاذِ الوهابيِ: أبو أيوبٍ الانصاريُ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جاء إلى قبرِ النبيِ عليه الصلاة والسلام ووضعَ خدَهُ على القبرِ الشريفِ تبركاً، قال له: هذا إشراكٌ، قالَ له: يا أستاذُ اقولُ لك أبُو أيوبٍ الانصاريُ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وضعَ خَدَّهُ على قبرِ النبيِ تبركاً وتقولُ لي هذا إشراكٌ، فما كانَ من الوهابيِ مدرّسِ اللغةِ العربيةِ في الزرقاءِ في الاردنِ في مدرسةِ الليثِ بنِ سعدٍ إلا أن قالَ لهذا السنيِ: لو فعل محمد مثل هذا لكان مشركا، ألا فَلَعنَةُ اللهِ على ابنِ تيميةَ ومحمدَ بنِ عبدِ الوهابِ ومن ساعَدَ على نشرِ العقيدةِ الوهابيةِ وأخذَ بيدِ هؤلاءِ اليهودِ لنشرِ معتقدِهِم.
هؤلاءِ يبغضونَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يحتفلونَ بيومِ الخشبِ ولا يحتفلونَ بمولِدِ النبيِ عليه الصلاة والسلام، يمنعونَ حُجاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ مِنَ التمسُكِ بِشباكِ قبرِ النبيِ تبركاً ويضعونَ العلاماتِ للزوارِ إلى بيتِ محمدَ بنِ عبدِ الوهابِ.
واللهُ تَعَالى أخذَ العهدَ والميثاقَ على جميعِ النبيينَ أن يؤمنوا بنبيِ ءاخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
قال اللهُ تعالى: {وإذْ أخذَ اللهُ ميثاقَ النبيين لمَا آتيتُكُم من كتابٍ وحكمةٍ ثم جاءَكُم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتُؤمِنُنَّ به ولَتَنصُرنَّه قال أأقررتم وأخذتم على ذالكمْ إصري قالوا أقررنا قالَ فاشهدوا وأَنَا معكم من الشاهدين} مَا من نبيٍ إلا واخذَ اللهُ عليهِ العهدَ والميثاقَ أنْ يؤمنَ بنبيِ آخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما من نبيٍ إلا وبلّغَ قَومَهُ "من أدرَكَ منكم محمداً صلى الله عليه وسلم فَليُؤمِنْ بِهِ وليناصِرْهُ وليؤازِرْه".
اليمنُ كانَ حكامُهَا يُسمَّوْنَ التبابعةَ، وَتبَّعُ الأوسَطُ أسعدُ الحميريُ كان أحدَ حكامِ اليمنِ قبل ستِمائةِ عامٍ وشىءٍ من بِعثَةِ ومولِدِ النبيِ عليهِ الصلاة والسلام ما بينَ موسى وعيسى، صُفَّتْ له الجيادُ من بلادِ اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، تَوجَّهَ اليها ليكسِرَهَا وليجعَلَهَا تحتَ سلطانِهِ فَمرَّ وهو بطريقِهِ من اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، مَرَّ بالمدينةِ المنورةِ يثربَ فالتقى بِحَبرينِ من أحبارِ اليهودِ المسلمينَ الذينَ كانوا على دينِ موسى عليه السلام وقد قَرَأا في التوراةِ البشرى بِبعثةِ نبيِ آخِرِ الزمانِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام فقالا لأسعدَ الحميريِ تبَّعَ الاوسطِ الذي ذكَرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ في سورةِ الدخانِ بقوله :{أهُمْ خيرٌ أم قومُ تُبَّع}، أسعدُ الحميريُ هذا قالا له هذهِ المدينةُ أي يثربُ أي التي صارت فيما بعدُ المدينةَ المنورةَ مُهَاجَرُ نبيِ آخِرِ الزمانِ أحمد، أي سيهاجر اليها نبيُ آخرِ الزمانِ أحمدٌ صلى الله عليه وسلم كما قرأ كلاهُمَا في التوراةِ فأنشدَ يَقُولُ:
شَهدتُ على أحمدٍ أنَّه رسولٌ من اللهِ باري النَّسمْ
ولو مُدَّ عُمري إلى عُمْرِهِ لكُنْتُ وزيراً له وابنَ عَمْ
وَجَاهَدتُ بالسيفِ أعداءَهُ وفرّجتُ عن صَدرِهِ كُلَّ غَمْ
فَصارَ أهلُ المدينةِ المنورةِ منذ ذلك الحينِ يحفظونَ هذه الأبياتِ التي قالَهَا أسعدُ الحميريُ تبَّعُ الاوسطُ حتى صاروا يحفظونَهَا خلفاً عن سلفٍ وكان مِمَّنْ حَفِظَهَا أبو أيوبٍ الأنصاريُ الذي نزلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أوَّلَ ما نزلَ يومَ وصلَ المدينةَ مُهاجِراً، نَزلَ في بيتِ أبي أيوبٍ الأنصاريِ وكانَ يُسَمَّى خالدَ بن زيدٍ.
هكذا البشائرُ على لسانِ الأنبياءِ وفي الكتبِ السماويةِ المطهَّرةِ ببعثةِ خيرِ الأنبياءِ وأفضلِ العالمينَ محمدٍ وأحمدٍ والماحي والعاقبِ والحاشِرِ، لَهُ صلى الله عليه وسلم خمسةُ أسماءٍ: محمدٌ واحمدٌ والماحي أي الذي يمحو اللهُ به الذنوبَ والخطايا والعاقِبُ أي الذي لا نبيَ بَعدَهُ والحاشِرُ أي الذي يُحشرُ الناسُ عندَ قدمِهِ يومَ القيامةِ.
هذه بعضٌ من أخبارِ البشائرِ ببعثةِ ومولدِ خيرِ الانبياءِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام وفي الصحيحِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ بنبراسِ اليهودِ فقالَ لهم: "يا مَعْشَرَ اليهودِ، أسلِمُوا فوالذي نفسي بيدِهِ إنكم لَتَجدونَ صِفتي في كُتُبِكُم" ولكنهم حرّفوا التوراة.
والصَّلاةُ والسلامُ على سيدِنا وحبيبِنا وعظيمِنا وقرةِ أعينِنَا أحمدْ، من جَعَلَهُ رَبُّهُ خاتماً للأنبياءِ والمرسلينَ سَبَقَتْ ولادَتَه البشائِرُ، عُرِفَ بالنبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سُكانِ السماءِ الملائكةِ قبل أن تكتمِلَ خلقةُ ءادمَ عليه السلامُ. الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ، الصلاةُ والسلامُ عليكَ.
يَا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ في القاعِ أَعْظُمُهُ وطابَ مِنْ طيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ
نفسي الفداءُ لِقَبرٍ أنتَ سَاكِنُهُ فيهِ العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ
أنتَ الشفيعُ الذي تُرجى شَفَاعَتُهُ عندَ الصِراطِ إذا ما زَلَّتِ القَدَمُ
وَصَاحِبَاكَ فَلا أنسَاهُما أبداً مِني السَّلامُ عَلَيكُمْ ما جَرى القَلَمُ
أما بعدُ أيُها الأحبةُ المسلمونَ، نحنُ اليومَ في اوائلِ شهرِ ربيعٍ الأولِ الذي ولِدَ فيهِ سيدُ العالمينَ محمدٌ، نحنُ اليومَ نستقبلُ مناسبةً عظيمةً وذكرىً طيبةً عطرةً، ذكرى ولادَةِ فخرِ الكائناتِ سيدِنا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ.
اللهُ عظّمَ قدرَ جَاهِ محمــدٍ وَأَنَالَهُ فَضلاً لديهِ عَظِيما
في مُحكَمِ التنزيلِ قَالَ لِخَلقِهِ صَلُّوا عليهِ وَسَلِمُوا تَسْلِيما
بَعدَ أن رُفِعَ عيسى بنُ مريمَ عليهِ السلامُ إلى السَّماءِ إلى محلِ كرامَةِ اللهِ بأقلَ من ستِمائةِ سنةٍ ولدَ مُحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ الهاشميِ القرشيِ في مكَّةَ المكرمةِ وَسَبقَتْ ولادَتَهُ البشائرُ في الكتبِ السَّماويةِ وعلى لِسانِ الأنبياءِ كما روى غيرُ واحدٍ من المحدثينَ رواياتٍ تدعَمُ ثبوتَ هذه البَشائرِ.
ومِنها ما رواهُ الحاكِمُ النيسابوريُّ في المستدرَكِ من أنَّه لمّا اقترفَ آدمُ الخطيئةَ أي أكلَ من الشجرةِ وقد نهاهُ اللهُ عن أن يأكلَ منها قال: يا ربِ اسألُكَ بحقِ محمدٍ إلا غَفَرتَ لي، وهذا قبلَ أن يولدَ محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقالَ الله الذي لا تخفى عليه خافية ولا يغيب عن علمه شئ: وكيفَ عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ بعدُ، قالَ: رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجدتُ مكتوباً لا إلهَ إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعرفتُ أنكَ لم تُضِفْ إلى اسمِكَ إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ.
الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ بشّرَ بك ءادمُ عليهِ السلامُ وَعَرِفَتِ الملائكةُ بِنُبُوتِكَ وبِعْثَتِكَ قَبلَ أن تَكْتَمِلَ خِلْقَةُ ءادمَ عليهِ السلامُ وهذا معنى كلامِ النبيِ صلى الله عليه وسلم كنتُ نبياً وءادمُ بينَ الروحِ والجسدِ، أي عُرِفتُ بِوصفِ النبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سكانِ السماءِ الملائكةِ ولم تَكتَمِلْ خِلْقَةُ ءادمَ عليه السلامُ وكذلك بَشَّرَ به نبيُ اللهِ إبراهيمُ كما أخبرَنَا اللهُ تَعَالى في القرءانِ الكريمِ عن ابراهيمَ أنَّهُ قالَ: {ربَّنَا وابعَثْ فيهم رَسُولاً منهم يَتلُو عليهم ءاياتِكَ وَيُعلِمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ ويزكِيهم إنك أنتَ العزيزُ الحكيمُ} وفي هذا روى الإمامُ أحمدُ عن أبي أمامةَ قُلتُ يا رسولَ اللهِ ما كانَ بدءُ أمرِكَ قَالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "دعوةُ أبي إبراهيم" أَلَيسَ قالَ اللهُ تعالى إخباراً عن عيسى بنِ مريمَ عليه السلامُ {ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمد} أَلَيسَ قالَ رسول الله: "ورأت أمّي انه يخرُجُ منها نُورٌ أضاءت لَهُ قُصورُ الشامِ".
هَذا النبيُ العظيمُ الذي سَبَقَتْ ولادتَهُ البشائرُ وُلِدَ يتيماً قد كانَ ماتَ أبوهُ قبلَ ذلك ولما كانَ ابنَ سِتِ سنين مَاتَتْ أُمُه بالأبواءِ بين مكةَ والمدينةِ المنّورةِ ولما صارَ عُمرُهُ ثَماني سنين مَاتَ جدُهُ عبدُ المطلبِ وشبَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ونشأَ صلى الله عليه وسلم حتى بلغَ أن كانَ رجلاً أفضلَ قَومِهِ مُروءةً وأحْسَنَهُم خُلُقاً وأكرمَهُم مخالطَةً وأحسَنَهُمْ مُجاورةً وأعظَمَهُمْ حِلماً وأمانةً وأبعَدَهُمْ عن الفحشاءِ والأذى والرذائِلِ. لَمْ يُعرَفْ عليه رذيلةٌ واحدةٌ لا قبلَ النبوةِ ولا بعدَهَا، تَزوجَ وكانَ أولَ ما تزوجَ وكانَ ابنَ خمسٍ وعشرينَ تزوجَ امرأةً شريفةً في قومِهَا عَفيفةً، خديجةَ بِنتَ خويلِدْ، كانتْ تاجرةً وهُنَا يُردُّ على الذينَ يكيلُونَ التُّهَمَ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأنَّهُ كانَ ولُوعَ القلبِ بالنساءِ، فإنَّ أصغرَ نسائِهِ سناً عائشةَ رضي الله عنها لما كانَ دورُ المبيتِ عِندَهَا في بيتها كَانَ النبيُ صلى الله عليه وسلم يستأذِنُهَا ويذهبُ ليلاً إلى البقيعِ مدفَنِ المسلمين يَدعُو اللهَ تعالى للمسلمينَ ويتركُ أصغرَ زوجاتِهِ وأجملهنَّ وما عدَّدَ النساءَ إلا لِحِكَمٍ منها أنَّه صلى الله عليه وسلم تزوجَ من قبائِلَ مُتعددةٍ وفي هذا تأليفٌ لما بينَ قبائلِ العربِ، ثمَّ إنَّ تعليمَ أحكامِ الإسلامِ المتعلقةِ بالنساءِ أسرعُ انتشاراً من النساءِ إلى النساءِ ولم يكن صلى الله عليه وسلم ولوعَ القلبِ بالنساءِ بل كان عليه الصلاة والسلام شديدَ الخشيةِ من اللهِ تعالى يبكي جوفَ الليلِ.
يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى: {الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرسولَ النبيَ الامّيَ الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ في التَّوراةِ والإنجِيلِ يَأمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُ لَهُمُ الطيِبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ والأغْلالَ التي كانَتْ عَلَيْهِم، فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ} ألا فاسْمَعُوا أيُّها المُؤمِنُونَ وَأَسْمِعُوا الوَهابيةَ عُمْيَ القُلُوبِ أَسْمِعُوهُمْ قَولَ اللهِ تَعَالى: {فَالذينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}. عَزَّرُوهُ أيْ عَظَّمُوهُ، اللهُ عَظَّمَ جَاهَ مُحمدٍ صَلى الله عليه وسلم، {واتَّبَعُوا النُورَ الذي أُنْزِلَ مَعَهُ أولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ}.
فَأيُّ بَأْسٍ في تَعْظِيمِ النبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ بالاحْتِفالِ بِمَوْلِدِهِ عليه الصلاةُ والسلامُ وقد كانَ هذا بينَ المسلمينَ قبلَ ثمانِمِائةِ سَنةٍ إلى يومِنَا هذا وافَقَ عَلَيهِ المسلمونَ عُلماؤُهُم وعامَّتُهُم المحدِثُونَ والفُقَهاءُ والصُّوفِيَّةُ والمفَسِرونَ وكان الملِكُ المظفَّرُ مَلِكُ إربل أولَ من أحدثَ عَمَلَ المَوْلِدِ وكانَ تَقِياً صالحاً وكانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ عَلى حُبِ النبيِ صلى الله عليه وسلم وأقرَّهُ على ذلك الحفَّاظُ والمحدثُونَ، فلماذا يُنكِرُ الوهابيةُ المجسمةُ نُفاةُ التَّوسلِ الاحتفالَ بِمَولِدِ خَيرِ الانبِياءِ أَفْضَلِ الخلقِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى وها هي صُحُفُ الوهابيةِ (عكاظ وجريدة الجامعة) تُثْبِتُ عليهم أنهم يحتفلونَ بيومِ الشجرةِ، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيل، يحتفلونَ بيومِ الشجرةِ وَيُكفِرُونَ عَامةَ المسلمينَ الذينَ يُصلونَ على النبيِ جهرةً بعدَ الأذانِ ويكفرونَ المسلمينَ وَيُحرِمونَ عليهم عَمَلَ المولدِ ويقولُونَ: هذه بدعةٌ محرمةٌ وها هو بيتُ محمدَ بنِ عبدِ الوهابِ في نجدِ الرياضِ الذي كان قبل مائتين وخمسين سنةً، بيتُهُ إلى الآن قائمٌ يدعونَ الناسَ والزوارَ والسواحَ لِدُخُولِهِ وأما بيتُ النبيِ صلى الله عليه وسلم الذي ولدَ فيه بمكةَ المكرمةِ هَدَمُوهُ وجرفوهُ ولم يبقَ له أيُ أثرٍ هَؤلاءِ هم الوهابيةُ مَعْشَرَ المُسلِمينَ،
اللهُ عظّمَ قدرَ جاهِ محمدٍ وأنالَهُ فضلاً لديهِ عَظيماً
أمَّا هؤلاءِ ففي الزرقاءِ في الأردنِ في مدرسةِ الليثِ بنِ سعدٍ كانَ أحدُ أحبابِنَا طالباً في المدرسةِ ومعه أُستاذٌ وهابيٌ يدرّسُ اللغةَ العربيةَ وينكِرُ على المسلمينَ التبركَ بقبرِ النبيِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فقالَ له هذا الطالبُ المنزّهُ الموحدُ السنيُ قالَ للأستاذِ الوهابيِ: أبو أيوبٍ الانصاريُ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جاء إلى قبرِ النبيِ عليه الصلاة والسلام ووضعَ خدَهُ على القبرِ الشريفِ تبركاً، قال له: هذا إشراكٌ، قالَ له: يا أستاذُ اقولُ لك أبُو أيوبٍ الانصاريُ صاحبُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وضعَ خَدَّهُ على قبرِ النبيِ تبركاً وتقولُ لي هذا إشراكٌ، فما كانَ من الوهابيِ مدرّسِ اللغةِ العربيةِ في الزرقاءِ في الاردنِ في مدرسةِ الليثِ بنِ سعدٍ إلا أن قالَ لهذا السنيِ: لو فعل محمد مثل هذا لكان مشركا، ألا فَلَعنَةُ اللهِ على ابنِ تيميةَ ومحمدَ بنِ عبدِ الوهابِ ومن ساعَدَ على نشرِ العقيدةِ الوهابيةِ وأخذَ بيدِ هؤلاءِ اليهودِ لنشرِ معتقدِهِم.
هؤلاءِ يبغضونَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يحتفلونَ بيومِ الخشبِ ولا يحتفلونَ بمولِدِ النبيِ عليه الصلاة والسلام، يمنعونَ حُجاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ مِنَ التمسُكِ بِشباكِ قبرِ النبيِ تبركاً ويضعونَ العلاماتِ للزوارِ إلى بيتِ محمدَ بنِ عبدِ الوهابِ.
واللهُ تَعَالى أخذَ العهدَ والميثاقَ على جميعِ النبيينَ أن يؤمنوا بنبيِ ءاخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
قال اللهُ تعالى: {وإذْ أخذَ اللهُ ميثاقَ النبيين لمَا آتيتُكُم من كتابٍ وحكمةٍ ثم جاءَكُم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتُؤمِنُنَّ به ولَتَنصُرنَّه قال أأقررتم وأخذتم على ذالكمْ إصري قالوا أقررنا قالَ فاشهدوا وأَنَا معكم من الشاهدين} مَا من نبيٍ إلا واخذَ اللهُ عليهِ العهدَ والميثاقَ أنْ يؤمنَ بنبيِ آخرِ الزمانِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما من نبيٍ إلا وبلّغَ قَومَهُ "من أدرَكَ منكم محمداً صلى الله عليه وسلم فَليُؤمِنْ بِهِ وليناصِرْهُ وليؤازِرْه".
اليمنُ كانَ حكامُهَا يُسمَّوْنَ التبابعةَ، وَتبَّعُ الأوسَطُ أسعدُ الحميريُ كان أحدَ حكامِ اليمنِ قبل ستِمائةِ عامٍ وشىءٍ من بِعثَةِ ومولِدِ النبيِ عليهِ الصلاة والسلام ما بينَ موسى وعيسى، صُفَّتْ له الجيادُ من بلادِ اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، تَوجَّهَ اليها ليكسِرَهَا وليجعَلَهَا تحتَ سلطانِهِ فَمرَّ وهو بطريقِهِ من اليمنِ إلى بلادِ الشامِ، مَرَّ بالمدينةِ المنورةِ يثربَ فالتقى بِحَبرينِ من أحبارِ اليهودِ المسلمينَ الذينَ كانوا على دينِ موسى عليه السلام وقد قَرَأا في التوراةِ البشرى بِبعثةِ نبيِ آخِرِ الزمانِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام فقالا لأسعدَ الحميريِ تبَّعَ الاوسطِ الذي ذكَرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ في سورةِ الدخانِ بقوله :{أهُمْ خيرٌ أم قومُ تُبَّع}، أسعدُ الحميريُ هذا قالا له هذهِ المدينةُ أي يثربُ أي التي صارت فيما بعدُ المدينةَ المنورةَ مُهَاجَرُ نبيِ آخِرِ الزمانِ أحمد، أي سيهاجر اليها نبيُ آخرِ الزمانِ أحمدٌ صلى الله عليه وسلم كما قرأ كلاهُمَا في التوراةِ فأنشدَ يَقُولُ:
شَهدتُ على أحمدٍ أنَّه رسولٌ من اللهِ باري النَّسمْ
ولو مُدَّ عُمري إلى عُمْرِهِ لكُنْتُ وزيراً له وابنَ عَمْ
وَجَاهَدتُ بالسيفِ أعداءَهُ وفرّجتُ عن صَدرِهِ كُلَّ غَمْ
فَصارَ أهلُ المدينةِ المنورةِ منذ ذلك الحينِ يحفظونَ هذه الأبياتِ التي قالَهَا أسعدُ الحميريُ تبَّعُ الاوسطُ حتى صاروا يحفظونَهَا خلفاً عن سلفٍ وكان مِمَّنْ حَفِظَهَا أبو أيوبٍ الأنصاريُ الذي نزلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أوَّلَ ما نزلَ يومَ وصلَ المدينةَ مُهاجِراً، نَزلَ في بيتِ أبي أيوبٍ الأنصاريِ وكانَ يُسَمَّى خالدَ بن زيدٍ.
هكذا البشائرُ على لسانِ الأنبياءِ وفي الكتبِ السماويةِ المطهَّرةِ ببعثةِ خيرِ الأنبياءِ وأفضلِ العالمينَ محمدٍ وأحمدٍ والماحي والعاقبِ والحاشِرِ، لَهُ صلى الله عليه وسلم خمسةُ أسماءٍ: محمدٌ واحمدٌ والماحي أي الذي يمحو اللهُ به الذنوبَ والخطايا والعاقِبُ أي الذي لا نبيَ بَعدَهُ والحاشِرُ أي الذي يُحشرُ الناسُ عندَ قدمِهِ يومَ القيامةِ.
هذه بعضٌ من أخبارِ البشائرِ ببعثةِ ومولدِ خيرِ الانبياءِ محمدٍ عليه الصلاة والسلام وفي الصحيحِ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ بنبراسِ اليهودِ فقالَ لهم: "يا مَعْشَرَ اليهودِ، أسلِمُوا فوالذي نفسي بيدِهِ إنكم لَتَجدونَ صِفتي في كُتُبِكُم" ولكنهم حرّفوا التوراة.
فوكس- عضو ممتاز
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21457
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13
رد: مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
نزول الوحي على محمد r وإسلام زينب {رضي الله عنها}:
عندما نقول أنه ليس من الغريب أن يكون محمد r نبي الأمة فأننا نعني ذلك لعدة أسباب، فالرسول r كان يتمتع بأنبل الصفات وأحسن الأخلاق؛ فقد عٌرف بصدقه وأمانته؛ ومساعدته للضعيف والفقير؛ وبتلك المحاسن التي أشتهر بها كان هو الرجل الأعظم والأكمل بين سادات قريش في مكة.
تبدأ قصة نزول الوحي عندما بدأ الرسول r ينشغل في التأمل في خلق الله وهو في غار حراء. وكان يقضي أوقاتاً طويلة في تأمله وتدبره ، وفي الجانب الآخر كانت زوجته السيدة خديجة {رضي الله عنها} تسأل عنه دائماً وترسل من يأتي بأخباره إليها، وكانت هي أكثر من يهيئ له الراحة والسعادة. وبعد نزول الوحي على رسول الله r ، أسرعت خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل تروي له كل ما حصل مع زوجها في غار حراء، فبشرها بأنه سيكون نبي الأمة المنتظر ولكن وفي الوقت نفسه فإنه سيتعرض للتعذيب والاضطهاد من قريش. سرت خديجة ببشارة النبي وحزنت بعد معرفتها بأن قريش لن تتبع زوجها بالدين الذي سيدعو له وعلى الرغم من ذلك كانت السيدة خديجة {رضي الله عنها} أول من آمن بما جاء به الرسول r وأول من اتبعه. وفي يوم نزول الوحي على سيدنا محمد r كان أبو العاص في سفر تجارة ، فخرجت السيدة زينب {رضي الله عنها} إلى بيت والدها تطمئن على أحوالهم فإذا بها ترى أمها خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن نوفل. سألت زينب أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلى أن اجتمعت خديجة {رضي الله عنها}ببناتها الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وأخبرتهن بنزول الوحي على والدهم r وبالرسالة التي يحملها للناس كافة. لم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة محمد r فهو أبوهن والصادق الأمين قبل كل شي، فأسلم دون تردد وشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وقررت الوقوف إلى جانبه ومساندته، وهذا أقل ما يمكن فعله. أسلم عدد قليل من رجال مكة من أمثال أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام {رضي الله عنهم }وهم من الذين أيدوه وتقاسموا معه ظلم قريش وبطشهم. وعاد أبو العاص من سفره، وكان قد سمع من المشركين بأمر الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد r.
دخل على زوجته فأخبرها بكل ما سمعه، وأخذ يردد أقوال المشركين في الرسول r ودينه، في تلك اللحظة وقفت السيدة زينب {رضي الله عنها}موقف الصمود وأخبرت زوجها بأنها أسلمت وآمنت بكل ما جاء به محمد r ودعته إلى الإسلام فلم ينطق بشيء وخرج من بيته تاركاً السيدة زينب بذهولها لموقفه غير المتوقع. وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته {رضي الله عنها} جالسة بانتظاره فإذا به يخبرها بأن والدها محمد r دعاه إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم، لكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت فعاد الحزن ليغطي ملامح وجهها الطاهر من جديد. بالرغم من عدم إسلام أبي العاص ألا أنه أحب محمد r حباً شديدا،ً ولم يشك في صدقه لحظة واحدة، وكان مما قال لزوجته السيدة زينب {رضي الله عنها} في أحد الأيام عندما دعته إلى الإسلام :
" والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "[2]
من هذه المواقف نجد أن السيدة زينب {رضي الله عنها} على الرغم من عدم إسلام زوجها فقد بقيت معه تدعوه إلى الإسلام، وتقنعه بأن ما جاء به الرسول r هو من عند الله وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه. ومن ذلك نجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته على تكذيب والدها r أو الرجوع إلى دين آبائهِ وعبادة الأصنام ِ وحتى وإن أجبرها فلم تكن هي، لتكذب أباها إرضاء لزوجها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نقول أنه ليس من الغريب أن يكون محمد r نبي الأمة فأننا نعني ذلك لعدة أسباب، فالرسول r كان يتمتع بأنبل الصفات وأحسن الأخلاق؛ فقد عٌرف بصدقه وأمانته؛ ومساعدته للضعيف والفقير؛ وبتلك المحاسن التي أشتهر بها كان هو الرجل الأعظم والأكمل بين سادات قريش في مكة.
تبدأ قصة نزول الوحي عندما بدأ الرسول r ينشغل في التأمل في خلق الله وهو في غار حراء. وكان يقضي أوقاتاً طويلة في تأمله وتدبره ، وفي الجانب الآخر كانت زوجته السيدة خديجة {رضي الله عنها} تسأل عنه دائماً وترسل من يأتي بأخباره إليها، وكانت هي أكثر من يهيئ له الراحة والسعادة. وبعد نزول الوحي على رسول الله r ، أسرعت خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل تروي له كل ما حصل مع زوجها في غار حراء، فبشرها بأنه سيكون نبي الأمة المنتظر ولكن وفي الوقت نفسه فإنه سيتعرض للتعذيب والاضطهاد من قريش. سرت خديجة ببشارة النبي وحزنت بعد معرفتها بأن قريش لن تتبع زوجها بالدين الذي سيدعو له وعلى الرغم من ذلك كانت السيدة خديجة {رضي الله عنها} أول من آمن بما جاء به الرسول r وأول من اتبعه. وفي يوم نزول الوحي على سيدنا محمد r كان أبو العاص في سفر تجارة ، فخرجت السيدة زينب {رضي الله عنها} إلى بيت والدها تطمئن على أحوالهم فإذا بها ترى أمها خديجة في حال غريب بعد عودتها من عند ورقة بن نوفل. سألت زينب أمها عن سبب هذا الانشغال فلم تجبها إلى أن اجتمعت خديجة {رضي الله عنها}ببناتها الأربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة {رضي الله عنهن} وأخبرتهن بنزول الوحي على والدهم r وبالرسالة التي يحملها للناس كافة. لم يكن غريباً أن تؤمن البنات الأربع برسالة محمد r فهو أبوهن والصادق الأمين قبل كل شي، فأسلم دون تردد وشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وقررت الوقوف إلى جانبه ومساندته، وهذا أقل ما يمكن فعله. أسلم عدد قليل من رجال مكة من أمثال أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام {رضي الله عنهم }وهم من الذين أيدوه وتقاسموا معه ظلم قريش وبطشهم. وعاد أبو العاص من سفره، وكان قد سمع من المشركين بأمر الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد r.
دخل على زوجته فأخبرها بكل ما سمعه، وأخذ يردد أقوال المشركين في الرسول r ودينه، في تلك اللحظة وقفت السيدة زينب {رضي الله عنها}موقف الصمود وأخبرت زوجها بأنها أسلمت وآمنت بكل ما جاء به محمد r ودعته إلى الإسلام فلم ينطق بشيء وخرج من بيته تاركاً السيدة زينب بذهولها لموقفه غير المتوقع. وعندما عاد أبو العاص إلى بيته وجد زوجته {رضي الله عنها} جالسة بانتظاره فإذا به يخبرها بأن والدها محمد r دعاه إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام ودين أجداده ، فرحت زينب ظناً منها أن زوجها قد أسلم، لكنه لم يكمل ولم يبشرها بإسلامه كما ظنت فعاد الحزن ليغطي ملامح وجهها الطاهر من جديد. بالرغم من عدم إسلام أبي العاص ألا أنه أحب محمد r حباً شديدا،ً ولم يشك في صدقه لحظة واحدة، وكان مما قال لزوجته السيدة زينب {رضي الله عنها} في أحد الأيام عندما دعته إلى الإسلام :
" والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إليّ من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكني أكره لك أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاء لامرأته "[2]
من هذه المواقف نجد أن السيدة زينب {رضي الله عنها} على الرغم من عدم إسلام زوجها فقد بقيت معه تدعوه إلى الإسلام، وتقنعه بأن ما جاء به الرسول r هو من عند الله وليس هناك أحق من هذا الدين لاعتناقه. ومن ذلك نجد أيضاً أن أبا العاص لم يجبر زوجته على تكذيب والدها r أو الرجوع إلى دين آبائهِ وعبادة الأصنام ِ وحتى وإن أجبرها فلم تكن هي، لتكذب أباها إرضاء لزوجها، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوكس- عضو ممتاز
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21457
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13
رد: مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
http://www.rasoulallah.net/
موقع نصره رسول الله المرجع الكامل لسيره سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم)
موقع نصره رسول الله المرجع الكامل لسيره سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم)
فوكس- عضو ممتاز
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21457
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13
رد: مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
اللهم صلى وسلم على سيدنامحمدوعلى أله وصحبه وسلم.........بارك الله فيك ياأستاذفوكس
omr- عضو v i p
- رقم العضوية : 247
عدد المساهمات : 765
المهارة : 8106
تاريخ التسجيل : 19/07/2010
الكفاءة : 0
رد: مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
اشكر لك مرورك الكريم وصلى الله على خير خلق الله
فوكس- عضو ممتاز
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21457
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13
رد: مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
اللهم صلى على سيد الخلق و حبيب الحق
احمدعبدالعليم- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 5479
المهارة : 28603
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 31
vibration- عضو جديد
- رقم العضوية : 286
عدد المساهمات : 62
المهارة : 5420
تاريخ التسجيل : 10/09/2010
الكفاءة : 0
فوكس- عضو ممتاز
- رقم العضوية : 2
عدد المساهمات : 2792
المهارة : 21457
تاريخ التسجيل : 02/04/2010
الكفاءة : 13
مواضيع مماثلة
» غزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم)
» من شعراء الرسول {صلى الله عليه وسلم }
» من صفات الرسول صل الله عليه وسلم
» من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
» غزوات قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم
» من شعراء الرسول {صلى الله عليه وسلم }
» من صفات الرسول صل الله عليه وسلم
» من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم
» غزوات قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى