alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سعادة البشرية

اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:02 pm

سعادة البشرية

للإمام الشهيد عبد الله عزام

نشر واعداد:
مركــز الــــشهيد عــــزام الإعــلامــي
هاتف (840480)
ص.ب (1395) بيشاور - باكستان

حقوق النشر محفوظة



سعادة البشرية في ظل المنهج الرباني

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عن المسلمين خيرا وبعد.
فهذه القضية ليست رأيا خاصا لي، فالأمر أكبر من أن يفتي فيه البشر، إنها سنن الله في الحياة، شهدت بها الآيات البينات، وأيدتها الأحاديث الشريفة، وعاشتها النفوس الصادقة واقعا حيا نظيفا ، وذاقته البشرية الشاردة عن منهج الله مرارة وألما وشقاء .
لقد قرر رب العزة هذه الحقيقة في كتابه العزيز فقال:
(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيمة أعمى)
(طه: 123 - 124)
فهي معادلة ربانية لا تتخلف خلاصتها:
طاعة الله -عزوجل- تساوي السعادة في الدارين.
عصيان الله -عزوجل- يساوي الشقاء في الدارين.
هذه المعادلة الربانية، والقاعدة الإلهية للحياة البشرية تعيش في ظلها البشرية في الأولى، ولا يتوقف عمل القاعدة عند هذه الحياة بل تواصل إنطباقها فيما وراء هذه الدنيا، ولئن اعتاد البشر أن يروا السنن الالهية الكونية التي تخص المخلوقات لا تنطبق في عالم البرزخ، فإن السنة الربانية للحياة البشرية متصلة أولاها بأخراها.
فدوران الكواكب، وإضاءة الشموس، وإنارة الأقمار، وبزوع الشمس من مشرقها، كل هذه السنن الالهية في الكون تتوقف، ويضطرب نظام الكون عند القيامة، وتبزغ الشمس من مفربها، و تنطفئ شعلتها، ويظلم قرصها.
(إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سيرت، وإذا العشار عطلت، وإذا الوحوش حشرت، وإذا البحار سجرت)(1)
(التكوير: 1 - 6)
1- كورت: ذهب نورها، انكدرت: تساقطت، العشار: النوق الحوامل مفردها عشراء أي مر على أشهر حملها عشرة، عطلت: تركت بلا راع وبلا حلب، سجرت: أوقدت فصارت نارا أو صارت بحرا واحدا ، انفطرت: انشقت (انظر تفسير الجلالين، نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن للسجستاني.
(إذا السماء انفطرت، واذا الكواكب انتثرت، وإذا البحار فجرت، وإذا القبور بعثرت)
(الإنفطار: 1 - 4)
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:03 pm

وقبل أن نبدأ بعرض تفاصيل القاعدة وشواهدها لا بدلنا أن نتذكر حقائق كبرى كثيرا ما يغفل الانسان عنها في زحمة الحياة.
الحقيقة الأولى: أن المخلوقات جميعا صدرت من بين يدي رب العالمين.
(الله خالق كل شئ وهو على كل شيء وكيل)
(الزمر: 62)
الحقيقة الثانية: لكل مخلوق قانون يسير عليه، لا يستطيع أن يند عنه، ولا يملك الخروج عليه.
(إنا كل شيء خلقناه بقدر)
(القمر: 49)
(... وكل شيء عنده بمقدار)
(الرعد: Cool
(سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون، وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون، والشمس تجري لمستقرلها ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)
(يس: 36 - 40)
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:04 pm

فالشمس والقمر والنجوم وجميع المخلوقات تحكمها قوانين لا تتخلف لحظة في الدنيا، و تسيرها سنن ربانية لو خرجت عنها لحطمت وتحطمت وانتهى دورها.
الحقيقة الثالثة: الإنسان كمخلوق من مخلوقات الله تحكم جسده قوانين، وتس ير أجهزته سنن ربانية، فالعين تبصر ولا تسمع والاذن تسمع ولا تبصر، والقلب ينبض الدم ولا يملك أن يغير وظيفته لهظم الطعام أو للأبصار.
ومن الناحية الأخرى: أنزل الله له قوانين تحكم سيره في الحياة، وتنظم علاقته بما حوله من المخلوقات، وهذه القوانين ترك له الحرية في انتهاجها أو تنكبها، فإن اتبعها فقد وازن بين القوانين التي تحكم فطرته وبين القوانين التي طبقها في حياته وتعامله، وكذلك نسق بين قوانين حياته وبن قوانين الله التي تحكم الكون.
الحقيقة الرابعة: وهي منبثقة من الثالثة: القوانين التي تحكم الأفلاك والمجرات والحياة من عند رب العالمين، والقوانين التي نزلت للانسان من عند رب العالمين كذلك، ولذا فهي لا تصطدم، وهنا تنشأ السعادة لأن التناسق والتوافق بين النفس البشرية بجزئيها (الإرادي واللإرادي)، بين النفس البشرية والكون حولها ينشأ من اتباع قوانين واحدة، مصدرها واحد، وهدفها واحد هو طاعة رب العالمين واتباع منهاجه.
(ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض، والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس، وكثير حق عليه العذاب، ومن يهن الله فماله من مكرم، إن الله يفعل ما يشاء)
(الحج: 18)
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:05 pm

الحقيقة الخامسة: أن الله أعلم بما خلق، ويحب الخير لها، ولذا فهو يرسم لها طريق السعاده، (ألا يعلم من خلق؟ وهو اللطيف الخبير) بلى، يعلم.
والله -عزوجل- بالناس رؤوف رحيم، غني عن مخلوقاته ولكنه يرعاها وهو أرحم بها من امهاتها ففي الحديث المتفق عليه عن عمر رضي الله عنه في قصة المرأة التي فقدت ابنها في السبي ثم لقيته فقال ص أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا، فقال الله أرحم بعباده من هذه بولدها . متفق عليه (رياض الصالحين) باب الرجاء.
فكما أن البشرية قد اعتادت أن ترد الآلات إلى مهندسها. لأنهم يعلمون أن أكثر الناس بها خبرة، وأقدرهم على تشغيلها، فلله المثل الأعلى هو الذي يجب أن ترد إليه -سبحانه- مشاكل البشر ليحلها.
فمهندس الثلاجة أو السيارة يضع إرشادات لطريقة أعمالها، ولا تسير السيارة بحالة إن لم نضع فيها الوقود التي اشار إليها المهندس، ولابد أن نضغط على نفس الأزرار التي بينها، وإن خالفنا تعليمات المهندس فإننا سنحرق الآلة أو نحاول عبثا إدارتها.
وهذا الإنسان لا يعمل إلا بالطريقة التي رسمها رب العالمين في كتابه، أو من خلال الوحي الذي انطلق ألفاظا شريفة على لسان نبيه ص، وكل محاولة لمخالفة صانع الأنسان وفاطره فهي محاولة لتعطيله أو إفساد فطرته.
الحقيقة السادسة: القلوب صناعة علام الغيوب وبيده مفاتحها، يفتحها متى شاء ويدخل إليها السعادة، فإن اقفلها فلا فاتح لها.
(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم)
(فاطر: 2)
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:07 pm

الحقيقة السابعة: اتباع دين الله هو الحياة والبعد عنه هو الموت .
(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)
(الأنفال: 24)
(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا...)
(الشورى: 25)
أي حياة للقلوب والنفوس.
(ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده)
(النحل: 2)
فدين الله روح وحياة، وبدونه الإنسان لا حياة فيه .
(أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها
(الأنعام :122)
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:08 pm

أي ليس الكافر الذي مات قلبه كالمؤمن الذي احياه الله بالهدى.
الحقيقة الثامنة: من وجد الله وجد كل شئ ومن فقد الله فقد كل شئ، من عرف الله ذاق سعادة الدارين، ومن نسي الله أنساه نفسه.
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)
(الحشر: 19)
الحقيقة التاسعة: قانون الذنوب والمصائب مصائب الناس قسمان: مصائب الأنبياء -وهم معصومون من الذنوب- لرفع الدرجات، ومصائب غير الانبياء -غير المعصومين- لتكفير السيئات ثم رفع الدرجات .
القانون يقول: الذنوب تؤدي إلى مصائب.
مصائب زائد صبر يساوي مغفرة الذنوب.
وهذا القانون مسطر في كتاب رب العالمين:
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)
(الشورى: 30)
وهذا القانون لخصة سيدنا على رضي الله عنه بقوله ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة .
وقال الحسن: بلغنا انه ليس أحد يصيبه خدش عود ولا نكبه قدم ولا خلجان عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر(1) قال القرطبي قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال النبي ص وذكر الحديث(2).
وفي الحديث الصحيح: والذي نفسي بيده مايصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن إلا كفر الله عنه بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:09 pm

وفي الصحيحين عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي ص قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه (3).
قال ابن خيرة(4): -من أصحاب علي رضي الله عنه- جزاء المعصية: الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعسر في اللذة، قيل وما التعسر في اللذة؟ قال لا يصادف لذة حلال إلا جاءه من ينغصه إياها .
يقول مالك بن دينار(5): إذا رأىت قساوة في قلبك ووهنا في بدنك، وحرمانا في رزقك، فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك .
وهذا القانون يعم كل جوانب الحياة من أمراض بدنية ونفسية، ومن ضيق في الرزق وضنك في العيش، وشدة في الحياة، وانحباس في المطر، وم ح ل في الأرض وقحط في الزرع، كل هذا بسبب الذنوب.
جاء في الحديث الصحيح(6) الذي رواه ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر مرفوعا : كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله ص فاقبل علينا رسول الله ص بوجهه فقال: يا معشر المهاجرين: خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن:
1- ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا.
2- وما نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان.
3- وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا.
4- ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم.
5- وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل بأسهم بينهم شديدا .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:09 pm

قال الض ح اك(7): ما تعلم رجل القرآن ونسيه إلا بذنب
وقال مرة الهمداني(7): رأيت على ظهر كف شريح قرحة، فقلت: يا أبا أمية، ما هذا، قال: هذا بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير.
وقال ابن عون(7): إن محمد بن سيرين لماركبه الدين اغتم لذلك، فقال: إني لأعرف هذا الغم هذا بذنب أحبته منذ أربعين سنة .
وقال عكرمة(7): ما من نكبة اصابت عبدا فما فوقها إلا بذنب لم يكن الله ليغفره له إلا بها، أو لينال درجة لم يكن يوصله إليها إلا بها .
وكلام عكرمة هذا هو خلاصة قانون المصائب: أنها اما بذنب فجاءت البلية لتكفره، أو لأن الله يحب المرء فيريد رفع درجته عنده فيصيبه البلاء. ولكن لا ينزل البلاء كذلك بالصالحين الذين يريد الله أن يرفع درجاتهم إلا بسبب ذنوبهم وهفواتهم.
وقد فهم الصحابة رضي الله عنهم هذا القانون فتراهم يفسرون الأحداث من خلاله، قال الحسن(Cool: دخلنا على عمران بن الحصين فقال رجل: لا بد أن أسألك عما أرى بك من الوجع، فقال عمران: يا أخي لا تفعل، فو الله إني لأحب الوجع ومن أحبه كان أحب الناس إلى الله، قال الله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) فهذا فما كسبت يدي، وعفو ربي عما بقي اكثر
وقال أحمد بن أبي الحواري لأبي سليمان الداراني(Cool ما بال العقلاء أزالوا اللوم عمن أساء إليهم، فقال: لأنهم علموا أن الله تعالى إنما ابتلاهم بذنوبهم.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:10 pm

وهذا القانون (الذنوب سبب المصائب) ورد في كثير من الآيات والأحاديث وعلى لسان الصحب الكرام والسلف الصالح كما أوردنا آنفا قبسات من مشكاتهم ففي الكتاب العزيز:
(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)
(الروم: 30)
وأنت تلمح من خلال النظم الكريم رحمة الله الواسعة بأن الفساد كان عقوبة لبعض ذنوب الناس، ولكن لو حاسب الله المخلوقات على جميع ذنوبهم ما ترك على ظهرها من دابة.
(ولو يؤخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)
(النحل:16)
وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب(9): (توشك القرى أن تخرب وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجارها علي أبرارها، وساد القبيلة منا فقوها).
وذكر الإمام أحمد عن صفية(01) قالت: (زلزت المدينة على عهد عمر فقال: يا أىها الناس ما هذا: ما أسرع ما أحدثتم، لئن عادت لا تجدوني فيها ففسر عمر سبب الزلزلة بالمعاصي التي أحدثت في المدينة.
وقد يقول قائل: ان سبب الزلزلة أمر جيولوجي أرضي من تقلص في قشرة الأرض أو غير ذلك، ونحن نؤمن معه على هذا السبب الظاهري، ولكن ما السبب الحقيقي الذي كانت نتيجتة أن يأمر الله بالزلزلة، أنه الذنوب والذنوب فقط.
وروى الإمام أحمد(11) بإسناده عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ص يقول: إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعو بالعينة واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، أنزل الله بهم بلاء، فلايرفعه حتى يراجعوا دينهم ورواه أبو داود بإسناد صحيح.
قال ابن القيم(21) وإن الذنوب لتعم مصائبها الحيوانات والحشرات والجعلان في جحورها، يقول الله عزوجل:
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)
(البقرة: 159-160)
قال ص: اللاعنون: دواب الأرض (31) رواه ابن ماجة بإسناد حسن
قال مجاهد وعكرمة(41): هي الحشرات والبهائم يصيبها الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم
قال ابن مسعود(41): كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:11 pm

قال أبو هريرة(41): والذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها لظلم الظالم.
قال عكرمة(51): دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون: منعنا القطر بذنوب بني آدم.
لقد كان إهلاك الأمم السابقة، ودمار عمرانها، وبوار إنتاجها، وسحق أبنائها بسبب الإنحراف عن منهج الله وتنكرها له.
(ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا)
(يونس: 13)
(بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد)
(سبأ: Cool
فالذين انطمست بصائرهم، وجحدوا فطرتهم، وأنكروا آخرتهم في عذاب واصب، وشقاء دائب، وتيه مستمر وجحيم مستقر في هذه الدنيا وفي الآخرة وإلا فاخبرني بربك ما الذي أغرق الأرض بأحيائها وأشجارها وأناسيها زمن نوح عليه الصلاة والسلام إلا الإعراض عن منهج الله.
وما الذي أهلك عادا إرم ذات العماد، فاحالها كاعجاز نخل منقعر، سوى البعد عن دين الله، وما الذي أرسل الصيحة على ثمود فاصبحت كهشيم المحتظر سوى التنكب لطريق الله أيكفيك هذا؟ أم لا بد أن تمر بخرائب مدين، وخرائب أصحاب الأيكة لتدرك أن مغبة الإعراض عن دين الله عاقبته وخيمة، ونهايته خطيرة. وسنرى بالتفصيل من خلال الصفحات القادمة كيف تسبب الذنوب ضيقا في الرزق وهزيمة في المعركة ونسيانا للعلم.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:11 pm

ففي الرزق: (ان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه(61) ولفظ ابن ماجة عن ثوبان قال: قال رسول الله ص: لا يزيد في العمر الا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وفي الزوائد: إسناده حسن.
وقد جاء في الحديث الذي رواه الحاكم(71) وقال صحيح الإسناد عن أبي هريرة عن النبي ص: خرج نبي من الأنبياء يستسقي فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال ارجعوا فقد استجيب لكم من شأن النملة . وجاء في بعض رواياته اللهم نحن خلق من خلقك فلا تؤاخذنا بذنوب بني آدم .
وأما هزيمة المعركة فقول الله تعالى:
(إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم)
(آل عمران: 159)
فهزيمة المعركة كانت نتيجة لبعض الذنوب وأما العلم فعن ابن مسعود مرفوعا (81): إن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به الشئ من الرزق، وأنه ليذنب الذنب فينسى به الباب من العلم كان قد علمه، وإنه ليذنب الذنب فيمنع قيام الليل .
وكل هذا سنراه تفصيلا ونحن نطرق أبواب السعادة البشرية بابا بابا ، وندرك أثر طاعة الله في السعادة، ونتيجة الذنوب حدوث المصائب والمحن والشقاء والبوار، والحق أن هذه القاعدة هي جماع الأمر كله في هذا الدين، بل خلاصة دين الله هي هذه القاعدة، ولذا لا يستطيع الإنسان أن يوفيه حقا ولو كان من كبار العلماء واساطينهم فكيف بعبد صغير جاهل مثلي؟
واذا ضربنا أمثلة فإنما هي علي سبيل توضيح القاعدة لا على سبيل الحصر فإن الأمثلة كثيرة من الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية ودعنا نرى بعض الأمثلة الشاهدة لهذه القاعدة الكبرى.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:12 pm

ونبدأ الآن بذكر بعض أبواب السعادة البشرية:
1- السعادة النفسية والراحة القلبية:
لا يختلف اثنان أن غاية ما يصبو إليه الإنسان هو إدراك السعادة في أعماق فؤاده، والشعور بلذة العيش وطيب الحياة، فكده واجتهاده، ونصبه ووصيه كله من أجل تحقيق الراحة النفسية والطمأنينة في كيانه، ومفتاح هذا الباب خارج عن إرادة البشر، وليس بمقدور الانسان، لأن القلب الذي هو مستقر السعادة بين أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء، ولذا فليس من سبيل إلى راحة الروح ورو ح القلب الا باستمطار رحمة الله ليفتح هذا الفؤاد بمفاتحه وينعم عليه بالسعادة، ولا مفر للإنسان -إن شاء أن يسعد- إلا أن يسلك هذا الطريق الوحيد للسعادة النفسية. وإلا فليعش في الشقاء كيف يشاء.
لأن الروح التي هي من أمر الله، وهي صبغة الله، وفطرته لا يمكن أن تجد الراحة الا أن تشبع، وتشبع بنظام رباني، شأنها شأن المعدة الجائعة التي لا تهدأ إلا بالطعام والغذاء ولا يسد جوعتها ولا يؤمن راحتها رؤية المال ولا ضجيح الإعلام، ولا هتاف المجد من أفواه الملايين، انما يريح الممعدة الجائعة قطعة خبز تدخلها فتوقف اعتصارها بالألم عنه.
وكذلك الروح لا يريحها قناطير الذهب، ولا وسائل الترفيه ولا ادوات الراحة المادية، انما يشبعها صلة بربها فتهدأ، وتفيض السعادة منها على النفس البشرية ولعلنا بحاجة أن نرى بعضه النصوص الشاهدة على هذا.
ففي الذكر الحكيم:
(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون)
(النحل: 97)
والآية تشير بوضوح أن العمل الصالح يثمر الحياة الهانئه الوادعة المباركة الطيبة ويقول جل شأنه:
(وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله)
(هود: 3)
والمتاع الحسن كما قال ابن كثير(91) في الدنيا ومعناه سعة الرزق ورغد العيش كما ذكره القرطبي(02).
وجاء في محكم التنزيل:
(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)
(طه: 123)
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة الأعمى)
(طه 124)
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:13 pm

قال بعضهم(12) لا يعرض أحد عن ذكر الله إلا أظلم عليه وقته، وتشوش عليه رزقه وكان عيشه في ضنك.
روى خالد بن يزيد عن السفيانين عن التيمي عن خيثمة عن ابن مسعود (22) مرفوعا : لا ترضي ن أحدا بسخط الله، ولا تحمدن أحدا على فضل الله، ولا تذمن أحدا على ما لم يؤتك الله، فآت رزق الله لا يسوقه حرص حريص ولا يرده عنك كراهيه كاره، وأن الله بعدله وقسطه جعل الرو ح والفرح في الرضى واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
والسعادة النفسية ثمرة طبعية ونتيجة منطقيه مباركة لعقيدة القدر التي تشيع جو الطمأنينة في أرجاء النفس.
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور)
(الحديد 22 - 23)
فالمسلم هادىء النفس، مستقر الضمير، هانئ السريرة، منشرح الصدر، لا يستخفه متاع قليل فيبطر ويأشر، ولا يفجعه عرض زائل فيكفر، قال جعفر الصادق(32): (يا ابن آدم مالك تأس على مفقود لا يرده عليك الفوت، أو تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت).
وقال الفضيل بن عياض(32): (الدنيا مبيد ومفيد، فما أباد فلا رجعة له، وما أقاد آذن بالرحيل).
ولو عشت حياة السلف الصالح ساعة لاستصغرت حياتك كلها، بل أدركت أنك عشت فقط تلك الساعة، لو رأيتهم وهم يصفون ساعات حياتهم، ويعبرون عن مقدار صفو عيشهم، وهناء قلوبهم، فقد كانوا يتعاملون مع الله المسير للقدر بنفسية راضية مطمئنة، أن ما يتنزل عليهم من أمور الدنيا هو الخير لأنفسهم، لأن الله يعلم ما لا يعلمون، فإذا أصابتهم بلية أبصروا ببصائرهم مصدر المصيبة فصبروا، واذا اسبغ الله عليهم نعمة نظروا إلى يد المنعم فشكروا.
قال الربيع بن صالح(32): (لماذا أخذ سعيد بن جبير رضي الله عنه بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: أبكي لما أرى بك، ولما تذهب إليه، قال، فلا تبك، فإنه كان في علم الله أن يكون. ألم تسمع قوله تعال:
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير)
(الحديد: 22)
بل إن بعضهم ليستريح ويفرح إذا أصابه البلاء لما ينتظره من الثواب.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:14 pm

فعن أبي سعيد(42): (قلت يا رسول الله! أي الناس أشد بلاء ؟ قال: (الأنبياء) :قلت يا رسول الله! ثم من؟ قال: ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتي ما يجد أحدهم الآ العباءه يحويها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء) قال أبو مسلم الخولاني: (ليس الزهادة في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، إنما الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يديك وإذا أصبت بمصيبة كنت أشد رجاء لأجرها من إياها لوبقيت لك(52) وقد عبر بعضهم عن هذه السعادة قائلا (62): لو علم الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف وقال آخر(62): إنه يمر بالقلب أوقات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش طيب.
وقال ابن تيمية(72): إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة وقد أشار النبي ص(82) إلى هذه الجنة بقوله: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر .
يقول ابن القيم(92) قال لي الشيخ ابن تيمية مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، اين رحت فهي معي لاتفارقني. إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وقال لي في السجن: المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه، وليس يعني هذا الآ أن الأمور عندهم كلها خير، وهم مطمئنون لقضاء الله، لا تهزهم أعراض الدنيا التي يموت أهلها كمدا إذا فاتتهم، وينتحرون إذا أملوا ببعض متاعها فأخطأهم. أما السلف، والخلف الذين ساروا على نهج السلف، فإنهم يجعلون الفرح شكرا ، والحزن صبرا كما قال عكرمة(03) -تلميذ ابن عباس-.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:14 pm

يقول ابن مسعود(13): لأن أمس جمرة أحرقت وما أ حرقت وأبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشئ لم يكن ليته كان.
وما أجمل كلام ابن القيم في هذا:
وإذا اعتـرتك بليـة فاصبر لهـا صبـر الكـريم فـإنه بك أكـرم
وإذا شكـوت الـى ابـن آدم إنمـا تشـكـو الرحيـم إلـى الذي لا يـرحم
قال قتيبة بن سعيد: دخلت على بعض أحياء العرب فإذا أنا بفضاء مملوء من الأبل الميتة بحيث لا تحصى، و رأيت شخصا على تل يعزل صوفا فسألته، فقال: كانت باسمي فارتجعها من أعطاها ثم أنشأ يقول:
لا والذي أنـا عبـد مـن خلائقـه والمرء في الدهر نصب الرزء والمحن
ما سـرني أن أبلي في مبـاركهـا وما جرى من قضاء الله لـم يكـن
ولذلك فحال المؤمن يتدرج بين الصبر والشكر، بل بعضهم يرتقي من منزلة الصبر على المصيبة إلى الرضا وكان أحدهم يعبر عن الرضا فيقول:
حسبي من الحب أني لمـا تحـب أحـب
أي أني أحب ما تحبه يا رب.
هذه النفوس العالية كيف تهزها الأحداث؟! هذه الصدور الكبيرة كيف تقلقها النوازل؟! هذه القلوب المطمئنة كيف تزلزها المحن؟! هذه الأقدام الثابته كيف يزعزها سراب الدنيا ومتاعها الرخيص؟!.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:16 pm

إنها قمم سامقة لا تتسلقها النفوس الصفيقة، ولاتصعدها الأقدام الواهنة، ولا تقوى عليها القلوب المريضة السقيمة.
وما أجمل قول الرسول ص: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له (رواه مسلم، أنظر رياض الصالحين (29)).
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد أسباب انشراح الصدر وذكر منها:
1- التوحيد:
(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون)
(الأنعام: 125)
وتأمل في النص القرآني الذي يصف قلب المؤمن بالسعة والراحة، وأي لذة وأى نعيم في الدنيا يعدل راحة القلب وسكينته وسعة الصدر وسلامته، وكيف أن قلب الكافر ضيق فهو متوتر الأعصاب، حرج: والحرج اضيق الضيق كما قال الزجاج(23): كأنما تحمله في مركبة فضائية، وتطلقه في السماء فيكاد يختنق لضيق التنفس، بل قد ينفجر مالم توفر له جو ا يعادل الضغط الداخلي، إنها معجزة القرآن الذي نزل من عند رب العالمين في وقت لم يكن أحد في الأرض قد صعد الآفاق العليا، وجرب ضيق التنفس، وحرج الصدر، والنزيف الداخلي، ثم يعقب رب العزة قائلا (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) والرجس: هو العذاب كما قال ابن زيد(23) وأصل الرجس في اللغة: هو النتن، فحياة الكافر في العذاب والنجس والنتن.
قال ابن مسعود(23) يا رسول الله! وهل ينشرح الصدر؟ فقال: نعم يدخل القلب نور، فقال: وهل لذلك علامة؟ فقال ص: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإستعداد للموت قبل نزول الموت .
2- العلم النافع: فإنه يشرح الصدر، ويسر القلب، وأما الجهل فيورث الضيق والحصر والحبس.
3- المحبة فإنها نعيم القلب وسعادة الروح وسرور النفس، ومحبة غير الله سجن للقلب وعذاب للروح بالشئ الذي تعلق به وهو عذاب الروح وضيق الصدر.
4- الإحسان: فإن المحسن أطيب الناس نفسا وأشرحهم صدرا وأنعمهم قلبا .
الشجاعة: فهي سرور النفس ولذتها ونعيمها وابتهاجها، وهذه كلها محرمة على كل جبان.
5- ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم، فإن هذه الفضول تورث الإما وهموما وغموما في القلب تحصره وتحبسه ويتأذى بها.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:17 pm

- تفسير ابن كثير (4 / 314).
2- تفسير القرطبي (16 / 31).
3- رياض الصالحين باب الصبر ص(33).
4- تفسير ابن كثير (3 / 533).
5- سمير المؤمنين ص(20).
6- سنن ابن ماجة كتاب الفتن (2 / 1332)، جاء في الزوائد: هذا حديث صالح للعمل به وقد اختلفوا في ابن أبي مالك.
7- تفسير القرطبي (ج 16ص30-31).
8- تفسير القرطبي (16 / 31).
9- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء لشافي لابن القيم ص(45).
01- الجواب الكافي (43).
11- الجواب الكافي (43). ومعنى ضن: بخل. العينة: أن يبيع شيئا لغيره بثمن مؤجل ويسلمه للمشتري ثم يشتريه منه قبل قبض الثمن بنقد أقل تحايلا على الربا، اتبعوا أذناب البقر: اشتغلوا بالزرع والحرث في زمن يفرض فيه الجهاد.
21- تهذيب الإمام ابن القيم على مختصر أبي داود للمنذري (ج104/Cool يقول ابن القيم ربعة أحاديث تحرم الينه: فهذا اسناده حسنان يشد أحدهما الآخر.
31- أنظر تفسير القرطبي (2/187).
41- أنظر تفسير القرطبي (14/361)، وتفسير ابن كثير (3/ 562)، وتفسير الطبري (176/14)، وفتح القدير للشوكاني (172/3) ومفاتيح الغيب (التفسير الكبير للرازي (321/5)، الحبارى: طير صغير، هزلا : ضعفا ، الوكر: العش.
51- الجواب الكافي لابن القيم (53).
61- رواه أحمد عن ثوبان مرفوعا أنظر كشف الخفا ومزيل الألباس (280/1)، وانظر سنن ابن ماجه (1334/2).
71- أنظر المجموع شرح المهذب (67/5)، وانظر تلخيص الحبير لابن حجر في تخريخ أحاديث الرافعي الكبير مع المجموع (94/5).
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سعادة البشرية Empty رد: سعادة البشرية

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الأحد سبتمبر 12, 2010 7:18 pm

81- أنظر كشف الخفاء ومزيل الألباس (280/1).
91- تفسير ابن كثير (435/2).
02- تفسير القرطبي (4/9).
12- تفسير القرطبي (259/11).
22- جامع بيان العلم وفضله (204/1).
32- تفسير القرطبي (258/17).
42- رواه ابن ماجة رقم (4024) (ج 1335/2)، وفي الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات.
52- أنظر جامع العلوم والحكم لابن رجب ص(472).
62- أنظر الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم (701).
72- الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن القيم ص(81)، وانظر ابن تيمية للأستاذ أبي الحسن الندوي ص(165).
82- الحديث أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس، أنظر عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن العربي المالكي (ج44/13).
92- الوابل الصيب ص(81)، وابن تيمية للندوي ص(165).
03- أنظر تفسير ابن كثير (314/4)، وتفسير المراعي (181/27).
13- تفسير روح البيان لاسماعيل حقي (375/9).
23- تفسير القرطبي (82/7).
33- القرطبي (80/7)، وقد روي الحديث الترمذي، أنظر زاد المعاد (152/1).
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45424
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى