ياسر أيوب يكتب : الملائكة ترحل عن الجبلاية

من طرف فوكس الأربعاء أكتوبر 20, 2010 8:45 am

ونحن أطفال صغار.. كان يعلموننا أن الملائكة هم الذين أبداً لا يكذبون.. لا يطمعون ولا يسرقون ولا يخطئون الفعل أو الكلام.. وكبرنا نكتشف يوماً بعد يوم أنه لا ينبغى أن يبقى الملائكة على الأرض.. وإنما يجب رحيلهم طول الوقت إلى السماء.. وبعقائد الصغار وبساطة وبراءة وتلقائية أحكامهم.. يمكن تصور كل مكان على الأرض رحلت عنه الملائكة ومعرفته دون أى إشارة أو كلام.. يكفى جدا أن نرى مكانا بات مليئا بالكذب والأخطاء والسرقة لنعرف أنه مكان بات خاليا تماما من كل الملائكة.. وأظن أن اتحاد الكرة بات خاليا من هؤلاء الملائكة.. فلم يعد هناك أى شىء حقيقى فى الجبلاية.. ولا عاد هناك صدق أو وضوح أيضا.. القرارات والوعود يتم التراجع عنها.. الاتفاقات والعقود يتم إلغاؤها جريا وراء المصلحة الخاصة.. وإذا كان مجلس إدارة اتحاد الكرة سيجتمع غدا بالفعل لمناقشة كل القضايا المعلقة داخل الجبلاية.. فأنا أتوقع تأجيل هذا الاجتماع للمرة الثانية لأنهم فى الجبلاية باتوا لا يريدون مواجهة أى واقع أو حقيقة.. أو أتخيل أنهم سيجتمعون لمناقشة كل الأمور الثانوية هربا من مواجهة وحسم أى قضية حقيقية.. فلن يقولوا مثلا لماذا ألغوا المزايدة الأولى لبيع حقوق ورعاية اتحاد الكرة، ولماذا لم يعلنوا حتى الآن عن تفاصيل وكراسة شروط المزايدة الثانية.. وما الذى قاموا به وقدموه من جهد وفكر لزيادة دخل الاتحاد وموارده وليس تقليلها من أجل مجاملات ومصالح خاصة على حساب الكرة المصرية؟.. وإذا كانوا قد ضحكوا علينا فى أول الأمر وزعموا أنهم ألغوا مزايدة محمود طاهر الأولى لأنه شابها بعض الأخطاء.. فلماذا عجزوا عن إصلاح تلك الأخطاء بسرعة ووضوح ليعلنوا عن المزايدة الثانية التى تحمل اسم اللواء صفى بسيونى.. أيضا لن يجرؤ أحد من مسؤولى الجبلاية أن يعلن أن هناك قراراً سابقاً.. حاسما وواضحا وقويا ومؤكدا ورائعا بعدم جواز الجمع بين العمل الفنى أو الإدارى داخل اتحاد الكرة وبين العمل الإعلامى.. وقت صدور القرار خرج علينا مسؤولو الجبلاية منتفخى الأوداج يحملون المصاحف ليقسموا عليها بأنهم سيموتون ولا يتراجعون عن هذا القرار، لأن عدم الجمع هو المناخ الصحيح اللازم للجبلاية ولأنه كفانا كلنا تلاعبا بالأدوار والواجبات.. ونحن كلنا للأسف صدقنا مسؤولى الجبلاية واحترمنا قرارهم ووعدهم بالالتزام.. ثم يفاجئنا إعلان بأنه تم استثناء مصطفى يونس، المدير الفنى لمنتخب الشباب، من هذا القرار والسماح له بالجمع بين العمل الفنى والإعلام.. فهل كان هذا جزءاً من الصفقة التى بمقتضاها تقرر فجأة أن يلعب منتخب الشباب مباراته الفاصلة مع السنغال فى بورسعيد لأنه قيل إن هانى أبوريدة، نائب رئيس اتحاد الكرة، يحتاج مزيدا من الدعم والدعاية والأضواء وهو يخوض انتخابات مجلس الشعب فى بورسعيد هناك.. فهل استثناء مصطفى يونس هو بداية استثناء كل المدربين الآخرين من المنتخب الأول إلى منتخبات الأطفال.. مجرد استثناءات لأن القرار باق ودائم ومستمر ومحترم من الجميع.. فوجئنا أيضا بمدير الإعلام الجديد فى الجبلاية.. عزمى مجاهد.. يعلن أنه بدأ استعداداته الأخيرة لتقديم برنامج تليفزيونى جديد بعد أن نال موافقة الجبلاية على استثنائه من قرار عدم الجمع بين العمل فى الاتحاد والإعلام.. مع أن مجاهد فور توليه منصبه الجديد أعلن أنه يحترم هذا القرار وأنه يشجعه أيضا إيمانا واقتناعا.. ولكن لا شىء فى الجبلاية يبقى أو يدوم.. يتغير ويتبدل كل أحد وكل شىء وكل مقعد وكل قرار ولا يدوم إلا وجه الله سبحانه وتعالى.. وبالطبع.. فى مكان مثل الجبلاية.. يصبح ممكنا كل شىء.. تغيير جدول الدورى الذى أقسموا أنه لن يتغير وإلغاء اللعب مع الأردن فى آخر لحظة لتأكيد عدم احترامنا للآخرين.