تعزيز الطبيعة للحصول على الأداء القوي

بداية من الموضة وأعمال الديكور الداخلية وحتى الجمال، ومع سرعة الحياة وتوفر الكثير من الخصائص التكنولوجية العالية التي لم تكن متوفرة من قبل، فإن هناك شغفاً متزايداً إزاء الأشياء التي تربطنا بجمال وإمكانات العالم الطبيعي.

تعزيز الطبيعة للحصول على الأداء القوي

إننا كثيراً ما نبحث عن حلول طبيعية تكون صديقة للبيئة وقادرة أيضاً على توفير الأداء الجيد. ومع تلك المتطلبات العالية، فإنه من غير الممكن العيش في عالم عضوي بالكامل، وينعكس ذلك على المنتجات في عالم الصحة والجمال. و لكن مع انجذابنا نحو ما يمكن أن تقدمه المنتجات الطبيعية، كثيراً ما تكون النتائج مخيبة للآمال ويكمن التحدي في الطريقة التي يمكن اتباعها من أجل المزج الأمثل بين علم الأحياء من جهة و التكنولوجيا من جهة أخرى ، وذلك من أجل ابتكار جمال مستوحى من الطبيعة يكون العلم وقوده.

وتم تطبيق هذه العملية التي تتم باستخدام العلم لاستغلال القدرات الكامنة في المكونات الطبيعية منذ قرون. فقد أتى اكتشاف الدكتور ألكسندر فليمنغ للبنسلين من فطر يستخدم في الطب الصيني لعلاج التهابات الجلد. وقد اكتشف العلماء مؤخراً كيفية استخلاص المبيد الحشري القوي غير السمي “بايريثيوم” من عشبة كريسانثيموم، وكيفية حقن الأرز بفيتامين A لتقديمه للأطفال في الدول النامية مع الغذاء الطبيعي الأكثر توازناً، وكيفية تحويل المركبات في القنب والكانولا وألياف الكتاب إلى أجزاء ذاتية الحركة تنافس البلاستيك والحديد في المتانة.

و تقول الدكتوره جيني توماس، اختصاصية علم التجميل في “بروكتر أند غامبل” :”لا ينحصر هذا الالتحام بين الطبيعة والعلم على الطب فقط، فالعلم له القدرة على فتح استغلال إمكانات الطبيعة من أجل التوصل إلى حلول ثمينة لتلبية الاحتياجات اليومية”.

ويضيف الدكتور جون دوبري، أستاذ علم الفلسفة في جامعة إكستر: “من منظور ثوري، نعلم أن النباتات تطورت لتكون مواد كيميائية قوية من الناحية البيولوجية لعدة سنوات. وفي حال وجدنا تلك المواد، فما زال هناك الكثير لم يكتشف بعد، وهناك قوى هائلة كامنة في جذورها وسيقانها وورقها وزهورها”.


الالهام من الماضي

عند النظر إلى ماضي الطبيعة الغنية من أجل اختراق شيفرة دخول بانتين إلى عالم المواد النشطة عالية الأداء والمستخلصة من الطبيعة، فإن بانتين يقدم تشكيلة “نيتشر فيوجن”، وفيها تم ابتكار تركيبة الشامبو الجديد من تكنولوجيا “برو فيتامين” المتطورة الممزوجة مع تركيبة “كاسيا كومبلكس” الفريدة.

وتعد عشبة كاسيا المشتقة من النبتيين الصينيتين “كاسيا تورا” و “كاسيا أوبتوسيفوليا” مادة قديمة مقدسة استخدمت لفترات طويلة في الطب الأيوفيردي والهندي والصيني التقليدي. وفي الحقيقة، فإن تلك العشبة أدرجت في سجل “كلاسيك أوف ماتريا ميديكا” Classic of Materia Medica، وهو أول سجل صيني للأعشاب يعود تاريخه إلى العام 2700 قبل الميلاد.

يقول جيم ستوديغل، العالم في شركة “بروكتر أند غامبل”: “يمكننا أن نسمى تركيبة “بانتين برو في فيوجن” منتج بانتين الأول الذي صنع قبل خمسة آلاف سنة”.

وتنمو شجيرة كاسيا أصلاً في الصين والهند، ليصل طولها إلى 90 سنتيمتر، وتنتج زهوراً صفراء شاحبة اللون. وتعرف تلك النبتة التي تنمو بسرعة بلحائها العطري. وقد استخدمت مختلف مجالات الطب التقليدية تلك النبتة لما تتميز به من خصائص مزيلة للسموم ولأغراض التعقيم، وهو ما يوفر الحماية والقوة لجسم الإنسان.

وتخبرنا الكتب القديمة لمؤرخرين أمثال بليني وهيروديت وسافو وشين نانغ أن تلك النبتة استخدمت على مدى قرون بطرق عدة. وتدل المعلومات التي تركها المصريون واليونانيون القدماء على أن تلك العشبة كانت تدرج في بعض الوصفات لحرق النباتات العطرية بينما قال بليني إن الرومانيين كانوا يمزجونها مع الخمر.

ويتذكر الدكتور ميلر، عميد ونائب رئيس قسم العلوم في حدائق نيويورك النباتية، نبتة كاسيا من خلال رحلاته الكثيرة إلى العالم النامي طوال سنوات عديدة، حيث يقول: “من المشاهد الشائعة جداً أن ترى نبتة كاسيا في مقدمة أكواخ الأعشاب التي تزرع بشكل شائع، كمواد ملينة للجهاز الهضمي ومزيلة للسموم ومطهرة. وبالإضافة إلى بعض النباتات الأخرى، مثل الموز والصبار التي تعتبر من المواد المفيدة في الغذاء والطب، فإن الناس يزرعون تلك النباتات على مقربة من المكان الذي يعيشون فيه”.

ويضيف البروفيسور تشين جياكسو، الحاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه، ورئيس قسم علوم الطب الصيني التشخيصية في جامعة بكين: “لقد اتضح أن الجسم البشري يستطيع امتصاص المواد الطبيعية بسهولة، وهو ما يتفق مع نظرية “تكامل الطبيعية والإنسان” في الطب الصيني. واستخدام الأعشاب وفق النظريات الصينية التقليدية، يعد أكثر فاعلية في الارتقاء بصحة الإنسان”.

وتستخدم القوى العلاجية المتعددة في تلك النباتات الطبيعية، لتخفيف الألم وأمراض الجلد وضغط الدم المرتفع والتهابات العيون.

وتتفق الدكتورة ليندا لانكستر، الأخصائية في العلاج المثلي والعلاج الطبيعي، مع ذلك فتقول: “إن المزج بين عالم الطبيعة والعلم وبين الشرق والغرب، سيؤدي في النهاية إلى تحقيق التوازن. فلقد حقق العلم مزيداً من الانفتاح الأمر الذي جعله مستعداً لتقبل الإمكانات الأخرى، ويظل ينتظر الفرص لكي يحصل على فهم أوسع. وهناك مجال واحد غني بالأمثلة، حيث يتميز الطب الغربي بتطور كبير في طب الجراحة والحالات الطارئة تؤهله لمزاولة الطب الأيوفيردي”.

الإبداع العلمي يشكل الجزء الأكبر من الطبيعة

إن القوة التي يتسم بها العلماء لدى شركة “بروكتر أند غامبل” لإطلاق قدرات كاسيا لم تكن بسيطة على الإطلاق، فلقد كانت رحلة الاكتشاف عبارة عن مجهود و تعاون شارك فيه خبراء دوليون وخبراء في تصميم المنتجات وعلماء وموظفون من “بروكتر أند غامبل” من 11 دولة مختلفة.

وإدراكاً منهم لما تتمتع به نبتة كاسيا من قدرات وقائية وتعزيزية لقوة الجسم، بحث علماء الجمال في هذه الشركة عن نموذج بين تركيبة الكربوهيدرات لمادة البوليمر الطبيعية في نبتة كاسيا وبعض أنواع البوليمر الصناعي الذي يستخدم على نطاق واسع. وقد أقنعت تلك الخصائص المشتركة علماء الجمال في “بروكتر أند غامبل” بأن الإبداع العلمي سيكون قادراً على تعزيز آداء كاسيا العالي. وعلاوة على ذلك، فقد لاحظ العلماء التركيبة الجزيئية الفريدة التي تجعل مادة البوليمر في تلك النبتة مادة جديدة مثيرة، مع إمكان استخدامها في تقنيات صناعة الشامبو.

كما كشفت الخصائص التي تتمتع بها مادة البوليمر في كاسيا للعلماء أنها قد تكون المفتاح لتصميم سلسلة من أنواع الشامبو التي تساعد على تحسين المظهر والشعور والتجربة التي تبحث عنها المرأة. وتوضح الدكتورة فروكه نيوسر، العالمة في شركة “بروكتر أند غامبل” قائلة: “إن معرفة ما تحتاج إليه النساء من منتجات العناية بالشعرا كان ضرورياً في تطوير استخدام “نيتشر فيوجن” للمادة المشتقة من الطبيعة “.

وبناءً عليه، فإن المرطبات التي وضعها علماء “بانتين” مع الشامبوهات المطورة حديثاً تعمل بشكل جيد مع مبادئ التكنولوجيا التي تعتمد عليها شامبوهات “نيتشر فيوجن”. وتواصل الدكتوره نيوسر حديثها قائلة: “يتم تحقيق أفضل نتائج منتجات العناية بالشعر من خلال المزج بين تكنولوجيا الشامبو الصحيح والمرطب الصحيح، ذلك أن هذين المنتجين المختلفين صمما للتأثير معاً في الشعر”.

وبالاعتماد على أفضل تقنيات الأداء التي يعمل بها، فقد أطلق علم “بانتين” القوة الترطيبية لمستخلص بذور كاسيا من خلال عملية التحويل التي حازت على براءة اختراع، وذلك لتحويل مادة البوليمر في زيت كاسيا إلى بوليمر موجب الشحنة ذي كثافة عالية.

وتتيح التركيبة الجزيئية الفريدة في مادة البوليمر الموجودة في كاسيا توزيع مزيد من الشحنات الموجبة في كل أنحاء الجزيء. وتتصل الشحنات الموجبة في مادة البوليمر بالشحنات السالبية في المركبات النشطة على سطح الشعر لتكوٍن نظاماً مرطباً في الشامبو يعرف باسم “مجموعة من القطرات الغروية” التي تتماسك مع بعضها بفعل قوى الجذب الكهربائية، وتضمن الكمية الزائدة من الشحنات الموجبة في تركيبة “كاسيا كومبلكس” تمازج القطرات المتكونة بشكل جيد. ومن خلال ذلك، فإن مادة البوليمر التي تحتوي على قد كبير من الشحنات في كاسيا، تعمل على توفير حاجز وقائي للشعروتؤدي لحمايته بأكثر من 10 مرة حتى في الأطراف، على غرار الطريقة التي توفر بها تلك المادة الموجودة في النبات الطبيعي هذا العامل الوقائي لخلايا النبات.

ومن أجل فهم تأثير تلك العملية يمكن التفكير بمبدأ عمل “السحاب العادي”، فمادة البوليمر المشتقة من نبتة كاسيا هي مثل رباط السحاب المصنوع من الألياف من دون أسنان السحاب: وإذا كان هناك الهيكل فقط، لا يحدث تشابك. و “الأسنان” في تلك الحالة تمثل إضافة الشحنات الموجبة”، وعند إخضاعها لعملية التحويل تعطي مادة البوليمر القدرة على التشابك أو الالتصاق التي تمكنها من التأثير الإيجابي على الشعر.

يشرفنى ثنائكم على الموضوعات ولكم تحياتى