انجيل برنابا الصحيح
3 مشترك
صفحة 5 من اصل 9
صفحة 5 من اصل 9 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الخامس
عشر بعد المائة
عشر بعد المائة
ليقل لي الإنسان بماذا أتى
إلى العالم الذي بسببه يعيش بالكسل ، فمن المؤكد أنه ولد عريانا وغير قادر على شيء
فهو ليس صاحب كل ما يجد بل المتصرف به ، وعليه أن يقدم حسابا عنه في ذلك اليوم
الرهيب ، ويجب أن يخشى كثيرا من الشهوة الممقوتة التي تصير الإنسان شبيها
بالحيوانات غير الناطقة ، لأن عدو المرء من أهل بيته حتى أنه لا يمكن الذهاب إلى
محل ما لا يطرقه العدو ، وما أكثر الذين هلكوا بسبب الشهوة ، فبسبب الشهوة أتى
الطوفان حتى أن العالم هلك أمام رحمة الله ولم ينج إلا نوح وثلاثة وثمانون شخصا
بشريا فقط ، وبسبب الشهوة أهلك الله ثلاث مدن شريرة لم ينج منها سوى لوط وولديه ،
بسبب الشهوة كاد سبط بنيامين يفنى ، وإني أقول لكم الحق أني لو عددت لكم الذين
هلكوا بسبب الشهوة لما كفتني مدة خمسة أيام ، أجاب يعقوب : يا سيد ما معنى الشهوة ؟
، فأجاب يسوع : إن الشهوة هي عشق غير مكبوح الجماح إذا لم يرشده العقل تجاوز حدود
البصيرة والعواطف ، حتى أن الإنسان لما لم يكن يعرف نفسه أحب ما يجب عليه بغضه ،
صدقوني متى أحب الإنسان شيئا لا من حيث أن الله أعطاه هذا الشيء فهو زان ، لأنه
جعل النفس متحدة بالمخلوق وهي التي يجب أن تبقى متحدة بالله خالقها ، ولهذا قال
الله نادبا على لسان إشعيا النبي: ( إنك
قد زنيت بعشاق كثيرين لكن ارجعي إلي أقبلك ) ،
لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لو لم تكن في قلب الإنسان شهوة داخلية لما سقط
في الخارجية لأنه إذا اقتلع الجذر ماتت الشجرة سريعا ، فليقنع الرجل إذاً بالمرأة
التي أعطاه إياها خالقه ولينس كل امرأة أخرى ، أجاب اندراوس : كيف ينسى الإنسان
النساء إذا عاش في المدينة حيث يوجد كثيرات منهن فيها ؟ ، أجاب يسوع : يا اندراوس
حقا إن السكنى في المدينة تضر لأن المدينة كالإسفنجة تمتص كل إثم .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل السادس
عشر بعد المائة
عشر بعد المائة
يجب على الإنسان أن يعيش في
المدينة كما يعيش الجندي إذا كان حوله أعداء يحيطون بالحصن دافعا عن نفسه كل هجوم
خائفا على الدوام خيانة الأهلين ، أقول هكذا يجب عليه أن يدفع كل إغراء خارجي من
الخطيئة وأن يخشى الحس لأن له شغفا مفرطا بالأشياء الدنسة ، ولكن كيف يدافع عن
نفسه إذا لم يكبح جماح العين التي هي أصل كل خطيئة جسدية ، لعمر الله الذي تقف
نفسي في حضرته أن من ليست له عينان جسديتان يأمن من العقاب إلا ما كان إلى الدركة
الثالثة على أن من له عينان يحل به القصاص حتى الدركة السابعة ، حدث في زمن النبي إيليا
أن إيليا رأى رجلا ضريرا حسن السيرة يبكي ، فسأله قائلا : ( لماذا تبكي أيها الأخ ؟ ) ، أجاب الضرير : أبكي لأني
لا أقدر أن أبصر إيليا النبي قدوس الله ) ،
فوبخه إيليا قـائلا : ( كف عن البكاء أيها الرجل
لأنك ببكائك تخطئ ) ، أجاب الضرير : ( ألا فقل لي أرؤية نبي الله الذي يقيم الموتى
وينزل نارا من السمـاء خطيئة ؟ ) ، أجـاب إيليا : ( إنك لا تقول الصدق لأن إيليا
لا يقدر أن يأتي شيئا مما قلت على الإطلاق فإنه رجل نظيرك لأن أهل العالم بأسرهم
لا يقدرون أن يخلقوا ذبابة واحدة ) .
فقال الضرير : ( إنك تقول هذا أيها الرجل لأنه
لابد أن يكون قد وبخك إيليا على بعض خطاياك فلذلك تكرهه ) ، أجـاب إيليا : ( عسى أن تكون قد نطقت بالحق
لأني لو أبغضت إيليا أيها الأخ لأحببت الله وكلما زدت بغضا لإيليا زدت حبا في الله
) ، فاغتاظ الضرير لذلك غيظا
شديدا وقال : ( لعمر الله أنك لفاجر أيمكن
لأحد أن يحب الله وهو يكره نبي الله انصرف من هنا لأني لست بمصغ إليك فيما بعد ) ، أجاب إيليا : ( أيها الأخ إنك لترى الآن
بعقلك شدة شر البصر الجسدي لأنك تتمنى بصرا لتبصر إيليا وأنت تبغض إيليا بنفسك ) ، فأجاب الضرير : ( ألا فانصرف لأنك أنت
الشيطان الذي يريد أن يجعلني أخطئ إلى قدوس الله ) ،
فتنهد حينئذ إيليا وقال بدموع : ( إنك لقد قلت الصدق أيها الأخ
لأن جسدي الذي تود أن تراه يفصلني عن الله ) ،
فقال الضرير : ( إني لا أود أن أراك بل لو
كان لي عينان لأغمضتهما لكي لا أراك ) ،
حينئذ قال إيليا : ( اعلم أيها الأخ أني أنا إيليا
) ، أجاب الضرير : ( إنك لا تقول الصدق ) ، حينئذ قال تلاميذ إيليا : ( أيها الأخ إنه إيليا نبي
الله بعينه ) ، فقال الضرير : ( إذا كان النبي فليقل لي من
أي ذرية أنا وكيف صرت ضريرا ؟ ) .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل السابع
عشر بعد المائة
عشر بعد المائة
أجاب إيليا : ( إنك من سبط لاوي ولأنك نظرت
وأنت داخل هيكل لله إلى امرأة بشهوة على مقربة من المقدس أزال إلهنا بصرك ) ، فقال حينئذ الضرير باكيا :
( أغفر لي يا نبي الله الطاهر
لأني قد أخطأت إليك في الكلام وإني لو أبصرتك لما كنت أخطأت ) ، فأجاب إيليا : ( ليغفر لك إلهنا أيها الأخ ،
لأني أعلم أنك فيما يخصني قد قلت الصدق ، لأني كلما ازددت بغضا لنفسي ازددت محبة
لله ، لو رأيتني لخمدت رغبتك التي ليست مرضية لله ، لان إيليا ليس هو خالقك بل
الله ) ، ثم قال إيليا باكيا : ( إني أنا الشيطان فيما يختص
بك لأني أحولك عن خالقك ، فابك أيها الأخ إذ لم يكن لك نور يريك الحق من الباطل
لأنه لو كان لك ذلك لما احتقرت تعليمي ، لذلك أقول لك أن كثيرين يتمنون أن يروني
ويأتون من بعيد ليروني وهم يحتقرون كلامي ، لذلك كان خيرا لهم لخلاصهم أن لا يكون
لهم عيون ، لأن كل من يجد لذة في المخلوق أيا كان ولا يطلب أن يجد لذة في الله فقد
صنع صنما في قلبه وترك الله ) ، ثم قال يسوع متنهدا :
أفهمتم كل ما قاله إيليا ؟ ، أجاب التلاميذ : حقا لقد فهمنا وإننا لحيارى من العلم
بأنه لا يوجد هنا على الأرض إلا قليلون من الذين لا يعبدون الأصنام .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثامن
عشر بعد المائة
عشر بعد المائة
فقال حينئذ يسوع : إنكم تقولون الحق لأن إسرائيل كان الآن
راغبا في إقامة عبادة الأصنام التي في قلوبهم إذ حسبوني إلها ، وكثيرون منهم قد
احتقروا الآن تعليمي قائلين أنه يمكنني أن أجعل نفسي سيد اليهودية كلها إذا اعترفت
بأنني إله ، وأني مجنون إذ رضيت أن أعيش في الفاقة في أنحاء البرية دون أن أقيم
على الدوام بين الرؤساء في عيش رغيد ، ما أتعسك أيها الإنسان الذي تحترم النور
الذي يشترك فيه الذباب والنمل وتحتقر النور الذي تشترك فيه الملائكة والأنبياء
وأخلاء الله الأطهار خاصة ، فإذا لم تحفظ العين يا أندراوس فإني أقول لك أن عدم
الانغماس في الشهوة حينئذ من المحال ، لذلك قال إرميا النبي باكيا بشدة : ( عين لص يسرق نفسي ) ، ولذلك صلى داود أبونا
بأعظم شوق لله أبينا أن يحول عينيه لكي لا يرى الباطل ، لأن كل ما له نهاية إنما
هو باطل قطعا ، قل لي إذاً إذا كان لأحد فلسان يشتري بهما خبزا أفيصرفهما مشتريا
دخانا ؟ ، لا البتة لأن الدخان يضر العينين ولا يقيت الجسم ، فعلى الإنسان أن يفعل
هكذا لأنه يجب عليه ببصر عينيه الخارجي وبصر عقله الداخلي أن يطلب ليعرف الله
خالقه ومرضاة مشيئته وأن لا يجعل غرضه المخلوق الذي يجعله يخسر الخالق .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل التاسع
عشر بعد المائة
عشر بعد المائة
لأنه حقا كلما نظر الإنسان
شيئا ونسي الله الذي خلقه للإنسان فقد أخطأ ، إذ لو وهبك صديق شيئا تحفظه ذكرى له
فبعته ونسيت صديقك فقد أغظت صديقك ، فهذا ما يفعل الإنسان ، لأنه عندما ينظر إلى
المخلوق ولا يذكر الخالق الذي خلقه إكراما للإنسان يخطئ إلى الله خالقه بالكفران
بالنعمة ، فمن ينظر إذاً إلى النساء وينسى الله الذي خلق المرأة لأجل خير الإنسان
يكون قد أحبها واشتهاها ، وتبلغ منه شهوته هذه مبلغا يحب معه كل شيء شبيه بالشيء
المحبوب فتنشأ عن ذلك الخطيئة التي يخجل من ذكرها ، فإذا وضع الإنسان لجاما لعينيه
يصير سيد الحس الذي لا يشتهي ما لا يقدم له وهكذا يكون الجسد تحت حكم الروح ، فكما
أن السفينة لا تتحرك بدون ريح لا يقدر الجسد أن يخطئ بدون الحس ، أما ما يجب على
التائب عمله بعد ذلك من تحويل الثرثرة إلى صلاة فهو ما يقول به العقل حتى لو لم
يكن وصية من الله ، لأن الإنسان يخطئ في كل كلمة قبيحة ويمحو إلى إلهنا خطيئته
بالصلاة ، لأن الصلاة هي شفيع النفس ، الصلاة هي دواء النفس ، الصلاة هي صيانة
القلب ، الصلاة هي سلاح الإيمان ، الصلاة هي لجام الحس ، الصلاة هي ملح الجسد الذي
لا يسمح بفساده بالخطيئة ، أقول لكم أن الصلاة هي يدا حياتنا اللتان يدافع بهما
المصلي عن نفسه في يوم الدين ، فإنه يحفظ نفسه من الخطيئة هنا على الأرض ويحفظ
قلبه حتى لا تمسه الأماني الشريرة مغضبا للشيطان لأنه يحفظ حسه ضمن شريعة الله
ويسلك جسده في البر نائلا من الله كل ما يطلب .
لعمر الله الذي نحن في حضرته
أن الإنسان بدون صلاة لا يقدر أن يكون رجلا ذا أعمال صالحة أكثر مما يقدر أخرس على
الاحتجاج عن نفسه أمام ضرير أو أكثر من إمكان برء ناسور بدون مرهم أو مدافعة رجل
عن نفسه بدون حركة أو مهاجمة آخر بدون سلاح أو إقلاع في سفينة بدون دفة أو حفظ اللحوم
الميتة بدون ملح ، فإن من المؤكد أن من ليس له يدان لا يقدر أن يأخذ ، فإذا تمكن
المرء من تحويل السرقين إلى ذهب أو الطين إلى سكر فماذا يفعل ؟ ، فلما سكت يسوع
أجاب التلاميذ : لا يتعاطى أحد عملا آخر سوى صنع الذهب والسكر ، حينئذ قال يسوع : ألا
فلماذا لا يحول المرء الثرثرة إلى صلاة ؟ ، أأعطاه الله الوقت لكي يغضب الله ؟ ،
أي متبوع يهب تابعه مدينة لكي يثير هذا عليه حربا ، لعمر الله لو علم المرء إلى أية
صورة تتحول النفس بالكلام الباطل لفضل عض لسانه بأسنانه على التكلم ، ما أتعس
العالم لأن الناس لا يجتمعون اليوم للصلاة بل إن الشيطان في أروقة الهيكل بل في
الهيكل نفسه ذبيحة الكلام الباطل بل ما هو شر من ذلك من الأمور التي لا يمكن
التكلم عنها بدون خجل .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل العشرون
بعد المائة
بعد المائة
أما ثمر الكلام الباطل فهو
هذا : أنه يوهن البصيرة إلى حد لا يمكنها معه أن تكون مستعدة لقبول الحق ، فهي
كفرس اعتاد أن يحمل رطلا من القطن فلم يعد قادرا أن يحمل مائة رطل من الحجر ، ولكن
شر من ذلك الرجل الذي يصرف وقته في المزاح ، فمتى أراد أن يصلي ذكّره الشيطان بنفس
تلك الفكاهات المزحية حتى أنه عندما يجب عليه أن يبكي على خطاياه لكي يستمنح الله
الرحمة ولينال غفران خطاياه يثير بالضحك غضب الله الذي سيؤدبه ويطرحه خارجا ، ويل إذا
للمازحين والمتكلمين بالباطل ! ، ولكن إذا كان يمقت إلهنا المازحين والمتكلمين
بالباطل فكيف يعتبر الذين يتذمرون ويغتابون جيرانهم وفي أي ورطة يكون الذين يتخذون
ارتكاب الخطايا ضربا من التجارة على غاية الضرورة ؟ ، أيها العالم الدنس لا أقدر أن
أتصور بأي صرامة يقتص منك الله ، فعلى من يجاهد نفسه أن يعطي كلامه بثمن الذهب ،
أجاب تلاميذه : ولكن من يشتري كلام امرئ بثمن الذهب ؟ ، لا أحد قط ، وكيف يجاهد
نفسه ؟ من المؤكد أنه يصير طماعا ؟ ، أجاب يسوع : إن قلبكم ثقيل جدا حتى أني لا
اقدر على رفعه ، لذلك لزم أن أفيدكم معنى كل كلمة ، ولكن اشكروا الله الذي وهبكم
نعمة لتعرفوا أسرار الله ، لا أقول أن على التائب أن يبيع كلامه بل أقول أنه متى
تكلم وجب عليه أن يحسب أنه يلفظ ذهبا ، حقا إنه إذا فعل ذلك فإنه يتكلم متى كان
الكلام ضروريا فقط كما يصرف الذهب على الأشياء الضرورية ، فكما لا يصرف أحد ذهبا
على شيء يكون من ورائه ضرر بجسده كذلك لا ينبغي له أن يتكلم عن شيء قد يضر نفسه .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الحادي
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
إذا سجن حاكم مسجونا يمتحنه
والمسجل يسجل قولوا لي كيف يتكلم رجل كهذا ، أجاب التلاميذ : إنه يتكلم بخوف وفي
الموضوع حتى لا يجعل نفسه مظنة للتهمة ويكون على حذر من أن يقول شيئا يكدر الحاكم
بل يحاول أن يقول شيئا يكون باعثا على إطلاقه ، حينئذ أجاب يسوع : هذا ما يجب إذاً
على التائب عمله لكي لا يخسر نفسه ، لأن الله أعطى لكل إنسان ملاكين مسجلين أحدهما
لتدوين الخير الذي يعمله الإنسان والآخر لتدوين الشر، فإذا أحب الإنسان أن ينال
رحمة أن يقيس كلامه بأدق مما يقاس به الذهب .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثاني
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
أما البخل فيجب تحويله إلى
تصدق ، الحق أقول لكم أنه كما أن غاية الشاقول المركز كذلك الجحيم غاية البخيل ،
لأنه من المحال أن ينال البخيل خيرا في الجنة ، أتعلمون لماذا ؟ ، إني مخبركم ،
لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن البخيل وإن كان لسانه صامتا ليقول بأعماله : (( لا إله غيري )) ، لأنه يصرف كل ماله على
ملذته الخاصة غير ناظر إلى بدايته أو نهايته فإنه ولد عريا ومتى مات ترك كل شيء ، ألا
فقولوا لي إذا أعطاكم هيرودس بستانا لتحفظوه وأحببتم أن تتصرفوا فيه كأنكم أصحاب
الملك فلا ترسلون ثمرا منه لهيرودس ومتى أرسل هيرودس يطلب ثمرا طردتم رسله قولوا
لي ألا تكونون بذلك قد جعلتم أنفسكم ملوكا على البستان ؟ ، بلى البتة ، فأقول لكم
أنه هكذا يجعل البخيل نفسه إلها على الثروة التي وهبه إياها الله ، البخل هو عطش
الحس الذي لما فقد الله بالخطيئة لأنه يعيش بالملذة ولما لم يعد قادرا على
الابتهاج بالله المتحجب عنه أحاط نفسه بالأشياء العالمية التي يحسبها خيره ، وكلما
رأى نفسه محروما من الله ازداد قوة ، وهكذا فإن تجدد الخاطئ إنما هو من الله الذي
ينعم عليه فيتوب كما قال أبونا داود هذا التغير يأتي من يمين الله ، ومن الضروري
أن أفيدكم من أي نوع هو الإنسان إذا كنتم تريدون أن تعلموا كيف يجب فعل التوبة ،
ولنشكر اليوم الله الذي وهبنا نعمة لأبلغ إرادته بكلمتي ، ثم رفع يديه وصلى قائلا :
أيها الرب الإله القدير الرحيم الذي خلقتنا نحن عبيدك برحمة ومنحتنا مرتبة البشر
ودين رسولك الحقيقي ، إننا نشكرك على كل إنعاماتك ، ونود أن نعبدك وحدك كل أيام
حياتنا ، نادبين خطايانا ، مصلين ومتصدقين ، صائمين ومطالعين كلمتك ، مثقفين الذين
يجهلون مشيئتك ، مكابدين الآلام من العالم حبا فيك ، وباذلين نفسنا للموت خدمة لك ،
فنجنا أنت يا رب من الشيطان ومن الجسد ومن العالم ، كما نجيت مصطفاك إكراما لنفسك
وإكراما لرسولك الذي لأجله خلقتنا وإكراما لكل قديسيك وأنبيائك فكان يجيب التلاميذ
دائما : ليكن كذلك ليكن كذلك يا رب ليكن كذلك أيها الإله الرحيم .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثالث
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
فلما كان صباح الجمعة جمع
يسوع تلاميذه باكرا بعد الصلاة ، وقال لهم : لنجلس لأنه كما أنه في مثل هذا اليوم
خلق الله الإنسان من طين الأرض هكذا أفيدكم أي شيء هو الإنسان إن شاء الله ، فلما
جلسوا عاد يسوع فقال : إن إلهنا لأجل أن يظهر لخلائقه جوده ورحمته وقدرته على كل
شيء مع كرمه وعدله صنع مركبا من أربعة أشياء متضاربة ووحدها في شبح واحد نهائي هو
الإنسان وهي التراب والهواء والماء والنار ليعدل كل منهما ضده ، وصنع من هذه
الأشياء الأربعة إناء وهو جسد الإنسان من لحم وعظام ودم ونخاع وجلد مع أعصاب
وأوردة وسائر أجزائه الباطنية ، ووضع الله فيه النفس والحس بمثابة يدين لهذه
الحياة ، وجعل مثوى الحس في كل جزء من الجسد لأنه انتشر هناك كالزيت ، وجعل مثوى
النفس القلب حيث تتحد مع الحس فتتسلط على الحياة كلها ، فبعد أن خلق الله الإنسان
هكذا وضع فيه نورا يسمى العقل ليوحد الجسد والحس والنفس لمقصد واحد وهو العمل
لخدمة الله ، فلما وضع هذه الصنيعة في الجنة وأغرى الحس العقل بعمل الشيطان فقد
الجسد راحته وفقد الحس المسرة التي يحيا بها وفقدت النفس جمالها ، فلما وقع
الإنسان في هذه الورطة وكان الحس الذي لا يطمئن في العمل بل يطلب المسرة غير
مكبوحة الجماح بالعقل اتبع النور الذي تظهره له العينان ، ولما كانت العينان لا
تبصران شيئا غير الباطل خدع نفسه واختار الأشياء الأرضية فأخطأ ، لذلك وجب برحمة
الله أن ينور عقل الإنسان من جديد ليعرف الخير من الشر والمسرة الحقيقية ، فمتى
عرف الخاطئ ذلك تحول إلى التوبة ، لذلك أقول لكم حقا أنه إذا لم ينور الله ربنا
قلب الإنسان فإن تعقل البشر لا يجدي ، أجاب يوحنا : إذاً ما هي الجدوى من كلام
الإنسان ؟ ، فأجاب يسوع : الإنسان من حيث هو إنسان لا يفلح في تحويل إنسان إلى
التوبة ، أما الإنسان من حيث هو وسيلة يستعملها الله فهو يجدد الإنسان ، ولما كان
الله يعمل في الإنسان بطريقة خفية لخلاص البشر وجب على المرء أن يصغي لكل إنسان
حتى يقبل من بين الجميع ذلك الذي يكلمنا به الله ، أجاب يعقوب : يا معلم لو فرضنا
أن أتى نبي دعي ومعلم كذاب مدعيا أنه يهذبنا فماذا يجب أن نفعل ؟ .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الرابع
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
أجاب يسوع بمثل : يذهب رجل
ليصطاد بشبكة فيمسك فيها سمكا كثيرا والرديء منه يطرحه ، ذهب رجل ليزرع وإنما
الحبة التي تقع على أرض صالحة هي التي تحمل بذورا ، فهكذا يجب عليكم أن تفعلوا
مصغين إلى الجميع وقابلين الحق فقط لأن الحق وحده يحمل ثمرا للحياة الأبدية ،
فأجاب حينئذ أندراوس : ولكن كيف يعرف الحق ؟ ، أجاب يسوع : كل ما ينطبق على كتاب
موسى فهو حق فاقبلوه ، لأنه لما كان الله واحدا كان الحق واحدا ، فينتج من ذلك أن
التعليم واحد وأن معنى التعليم واحد فالإيمان إذا واحد ، الحق أقول لكم أنه لو لم
يمح الحق من كتاب موسى لما أعطى الله داود أبانا الكتاب الثاني ، ولو لم يفسد كتاب
داود لم يعهد الله بإنجيله إلي لأن إلهنا غير متغير ولقد نطق رسالة واحدة لكل
البشر ، فمتى جاء رسول الله يجيء ليطهر كل ما أفسد الفجار من كتابي ، حينئذ أجاب
من يكتب : يا معلم ماذا يجب على المرء فعله متى فسدت الشريعة وتكلم النبي المدعي ؟
، أجاب يسوع : إن سؤالك لعظيم يا برنابا ، لذلك أفيدك أن الذين يخلصون في مثل ذلك
الوقت قليلون لأن الناس لا يفكرون في غايتهم التي هي الله ، لعمر الله الذي تقف
نفسي في حضرته أن كل تعليم يحول الإنسان عن غايته التي هي الله لشر تعليم ، لذلك
يجب عليك ملاحظة ثلاثة أمور في التعليم أي المحبة لله وعطف المرء على قريبه وبغضك
لنفسك التي أغضبت الله وتغضبه كل يوم ، فتجنب كل تعليم مضاد لهذه الرؤوس الثلاثة لأنه
شرير جدا ؟ .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الخامس
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
وإني لأعود الآن إلى البخل ،
فأفيدكم أنه متى أراد الحس الحصول على شيء أو حرص عليه يجب أن يقول العقل : لا بد
من نهاية لهذا الشيء ، ومن المؤكد أنه إذا كان له نهاية فمن الجنون أن يحب ، لذلك
وجب على الإنسان أن يحب ويحرص على ما لانهاية له ، فليتحول بخل الإنسان إذا إلى
صدقة موزعاً بالعدل ما أخذه بالظلم ، وليكن على انتباه حتى لا تعرف اليد اليسرى ما
تفعله اليد اليمنى ، لأن المرائين إذا تصدقوا يحبون أن ينظرهم ويمدحهم العالم ولكن
الحق أنهم مغرورون لأن من يشتغل لإنسان فمنه يأخذ أجره ، فإذا نال إنسان شيئا من
الله وجب عليه أن يخدم الله ، وتوخُّوا متى تصدقتم أن تحسوا أنكم تعطون الله كل
شيء حبا في الله ، فلا تبطئون في العطاء وأعطوا خير ما عندكم حبا في الله ، قولوا
لي أتريدون أن تنالوا شيئا رديئا من الله ؟ لا البتة أيها التراب والرماد ، فكيف
يكون عندكم إيمان إذا أعطيتم شيئا رديئا حبا في الله ؟ ، ألا تعطوا شيئا خير من أن
تعطوا شيئا رديئا ، لأن لكم في عدم العطاء شيئا من المعذرة في عرف العالم ، ولكن
ما تكون معذرتكم في إعطاء شيء لا قيمة له وإبقاء الأفضل لأنفسكم ؟ ، وهذا كل ما
أملك أن أقول لكم في شأن التوبة ، أجاب برنابا : كم يجب أن تدوم التوبة ، أجاب
يسوع : يجب على الإنسان ما دام في حال الخطيئة أن يتوب ويقوم بجهاد نفسه ، فكما أن
الحياة البشرية تخطئ على الدوام وجب عليها أن تقوم بجهاد النفس على الدوام ، إلا
إذا كنتم تحسبون أحذيتكم أكرم من نفسكم لأنه كلما انفتق حذاؤكم أصلحتموه .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل السادس
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
وبعد أن جمع يسوع تلاميذه أرسلهم مثنى مثنى إلى مقاطعة إسرائيل
قائلا : اذهبوا وبشروا كما سمعتم ، فحينئذ انحنوا فوضع يده على رأسهم قائلا : باسم
الله أبرؤا المرضى أخرجوا الشياطين وأزيلوا ضلال إسرائيل في شأني مخبريهم ما قلت
أمام رئيس الكهنة ، فانصرفوا جميعهم خلا من يكتب ويعقوب ويوحنا ، فذهبوا في اليهودية
مبشرين بالتوبة كما أمرهم يسوع مبرئين كل نوع من المرض ، حتى ثبت في إسرائيل كلام
يسوع أن الله أحد وأن يسوع نبي الله إذ رأوا هذا الجم يفعل ما فعل يسوع من حيث
شفاء المرضى ، ولكن أبناء الشيطان وجدوا طريقة أخرى لاضطهاد يسوع وهؤلاء هم الكهنة
والكتبة ، فشرعوا من ثم يقولون أن يسوع طمح إلى ملكية إسرائيل ، ولكنهم خافوا
العامة فلذلك ائتمروا عليه سرا ، وبعد أن جاب التلاميذ اليهودية عادوا إلى يسوع
فاستقبلهم كما يستقبل الأب أبناءه قائلا : أخبروني كيف فعل الرب إلهنا ؟ حقا إني
لقد رأيت الشيطان يسقط تحت أقدامكم وأنتم تدوسونه كما يدوس الكرام العنب ، فأجاب
التلاميذ : يا معلم لقد أبرأنا عددا لا يحصى من المرضى وأخرجنا شياطين كثيرين
كانوا يعذبون الناس ، فقال يسوع : ليغفر الله لكم أيها الإخوة لأنكم أخطأتم إذ
قلتم (( أبرأنا )) وإنما الله هو الذي فعل ذلك
كله ، حينئذ قالوا لقد تكلمنا بغبـاوة فعلمنا كيف نتكلم ، أجـاب يسوع : في كل عمل
صالح قـولوا : (( الرب صنع )) وفي كل عمل رديء قولوا : (( أخطأت )) ، فقال التلاميذ : إنا
لفاعلون هكذا ، ثم قال يسوع : ماذا يقول إسرائيل وقد رأى الله يصنع على أيدي جمهور
من الناس ما صنع الله على يدي ؟ ، أجاب التلاميذ : يقولون أنه يوجد إله أحد وأنك
نبي الله ، فأجاب يسوع بوجه متهلل : تبارك اسم الله القدوس الذي لم يحتقر رغبة
عبده هذا ولما قال ذلك انصرفوا للراحـة .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل السابع
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
وانصرف يسوع من البرية ودخل
أورشليم ، فأسرع من ثم الشعب كله إلى الهيكل ليراه ، فبعد قراءة المزامير ارتقى
يسوع الدكة التي كان يرتقيها الكتبة ، وبعد أن أشار بيده إيماءً للصمت قال : أيها
الإخوة تبارك اسم الله القدوس الذي خلقنا من طين الأرض لا من روح ملتهب ، لأنه متى
أخطأنا وجدنا رحمة عند الله لن يجدها الشيطان أبدا ، لأنه لا يمكن إصلاحه بسبب
كبريائه إذ يقول أنه شريف دوما لأنه روح ملتهب ، هل سمعتم أيها الإخوة ما يقول
أبونا داود عن إلهنا إنه يذكر أننا تراب وأن روحنا تمضي فلا تعود أيضا فلذلك رحمنا
؟ ، طوبى للذين يعرفون هذه الكلمات لأنهم لا يخطئون إلى ربهم إلى الأبد فإنهم بعد
أن يخطئوا يتوبون فلذلك لا تدوم خطيئتهم ، ويل للمتغطرسين لأنهم سيذلون في جمرات
الجحيم ، قولوا لي أيها الإخوة ما هو سبب الغطرسة ؟، أيتفق أن يوجد صلاح على الأرض
؟ ، لا البتة لأنه كما يقول سليمان نبي الله : ( إن
كل ما تحت الشمس لباطل ) ، ولكن إذا كانت أشياء
العالم لا تسوغ لنا الغطرسة بقلبنا فبالأحرى ألا تسوغه حياتنا ، لأنها مثقلة بشقاء
كثير لأن كل الحيوانات التي هي دون الإنسان تقاتلنا ، ما أكثر الذين قتلهم حر
الصيف المحرق ! ، ما أكثر الذين قتلهم الصقيع وبرد الشتـاء ! ، ما أكثر الذين قتلتهم
الصواعق والبرد ! ، ما أكثر الذين غرقوا في البحر بعصف الرياح ! ، ما أكثر الذين
ماتوا من الوباء والجوع أو لأن الوحوش الضارية قد افترستهم أو نهشتهم الأفاعي أو
خنقهم الطعام ! ، ما أتعس الإنسان المتغطرس إذ أنه يرزح تحت أحمال ثقيلة وتقف له
في كل موضع جميع الخلائق بالمرصاد ، ولكن ماذا أقول عن الجسد والحس اللذين لا
يطلبان إلا الإثم ، وعن العالم الذي لا يقدم إلا الخطيئة ، وعن الشرير الذي لما
كان يخدم الشيطان يضطهد كل من يعيش بحسب شريعة الله ؟ ، ومن المؤكد أيها الإخوة أن
الإنسان كما يقول داود : ( لو تأمل الأبدية بعينه لما
أخطأ )، ليس تغطرس الإنسان بقلبه
سوى إقفال رأفة الله ورحمته حتى لا يعود يصفح ، لأن أبانا داود يقول : ( إن إلهنا يذكر أننا لسنا
سوى تراب وأن روحنا تمضي ولا تعود أيضا )، فمن
تغطرس إذاً أنكر أنه تراب وعليه فلما كان لا يعرف حاجته فهو لا يطلب عونا فيغضب
الله معينه ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن الله يعفو عن الشيطان لو عرف
الشيطان شقاءه وطلب رحمة من خالقه المبارك إلى الأبد .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثامن
والعشرون بعد المائة
والعشرون بعد المائة
لذلك أقول لكم أيها الإخوة أنني
أنا الذي هو إنسان تراب وطين يسير على الأرض أقول لكم جاهدوا أنفسكم واعرفوا
خطاياكم ، أقول أيها الإخوة أن الشيطان ضللكم بواسطة الجنود الرومانية عندما قلتم
أنني أنا الله ، فاحذروا من أن تصدقوهم لأنهم واقعون تحت لعنة الله وعابدون الآلهة
الباطلة الكاذبة كما استنـزل أبونا داود لعنةً عليهم قائلا : ( إن آلهة الأمم فضة وذهب عمل
أيديهم لها أعين ولا تبصر لها آذان ولا تسمع لها مناخر ولا تشم لها فم ولا تأكل
لها لسان ولا تنطق لها أيدي ولا تلمس لها أرجل ولا تمشي ) ، لذلك قال داود أبونا ضارعا
إلى إلهنا الحي : ( مثلها يكون صانعوها بل كل
من يتكل عليها ) ، يا لكبرياء لم يسمع بمثلها
، كبرياء الإنسان الذي ينسى حاله ويود أن يصنع إلها بحسب هواه مع أن الله خلقه من
تراب ، وهو بذلك يستهزئ بالله بهدوء كأنه يقول : (( لا
فائدة من عبادة الله )) لأن هذه ما تظهره أعمالهم ،
إلى هذا أراد الشيطان أن يوصلكم أيها الإخوة إذ حملكم على التصديق بأنني أنا الله ،
فإني وأنا لا طاقة لي أن أخلق ذبابة بل إني زائل وفان لا أقدر أن أعطيكم شيئا
نافعا لأني أنا نفسي في حاجة إلى كل شيء ، فكيف أقدر إذاً أن أعينكم في كل شيء كما
هو شأن الله أن يفعل ، أفنستهزئ إذاً وإلهنا هو الإله العظيم الذي خلق بكلمته الكـون
بالأمم وآلهتهم ؟ ، صعد رجلان إلى الهيكل هنا ليصليا أحدهما فريسي والآخر عشار ،
فاقترب الفريسي من المقدس وصلى رافعا وجهه قائلا : ( أشكرك أيها الرب إلهي لأني
لست كباقي الناس الخطاة الذين يرتكبون كل آثم ، ولا مثل هذه العشار خصوصا لأني
أصوم مرتين في الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه ) ، أما
العشار فلبث واقفا على بعد منحنيا إلى الأرض ، وقال مطرقا برأسه قارعا صدره : ( يا رب إنني لست أهلا أن
أتطلع إلى السماء ولا إلى مقدسك لأني أخطأت كثيرا فارحمني ) ، الحق أقول لكم أن العشار
نزل الهيكل أفضل من الفريسي لأن إلهنا برره غافرا له خطاياه كلها أما الفريسي فنزل
وهو على حال أردء من العشار ، لأن إلهنا رفضه ماقتا أعماله .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل التاسع
والعشرين بعد المائة
والعشرين بعد المائة
أتفتخر الفأس مثلا لأنها
قطعت حرجة حيث صنع إنسان بستانا ؟ ، لا البتة لأن الإنسان صنع كل شيء بيديه حتى
الفأس ، وأنت أيها الإنسان أتفتخر أنك فعلت شيئا حسنا وأنت قد خلقك إلهنا من طين
ويعمل فيك كل ما تأتيه من صلاح ، ولماذا تحتقر قريبك ؟ ، ألا تعلم أنه لولا حفظ
الله إياك من الشيطان لكنت شرا من الشيطان ؟ ، ألا تعلم أن خطيئة واحدة مسخت أجمل
ملاك شر شيطان مكروه ؟ ، وأنها حولت أكمل إنسان جاء إلى العالم وهو آدم مخلوقا
شقيا وجعلته عرضة لما نكابد نحن وسائر ذريته ؟ ، فأي إذنٍ لك يخولك حق المعيشة
بحسب هواك دون أدنى خوف ، ويل لك أيتها الطينة لأنك بتغطرسك على الله الذي خلقك
ستحتقرين تحت قدمي الشيطان الذي هو واقف لك بالمرصاد .
وبعد أن قال يسوع هذا وصلى
رافعا يديه إلى الرب ، وقال الشعب : (( ليكن
كذلك ليكن كذلك )) ، ولما أكمل صلاته نزل من
الدكة ، فأحضروا إليه جمهورا كثيرا من مرضى فأبرأهم وانصرف من الهيكل ، فدعا يسوع
ليأكل خبزا سمعان الذي كان أبرص فشفاه يسوع ، أما الكهنة والكتبة الذين كانوا
يبغضون يسوع فأخبروا الجنود الرومانية بما قاله يسوع في آلهتهم ، لأن الحقيقة هي
أنهم كانوا يلتمسون فرصة ليقتلوه فلم يجدوها لأنهم خافوا الشعب ، ولما دخل يسوع
بيت سمعان جلس إلى المائدة ، وبينما كان يأكل إذا بامرأة اسمها مريم وهي مومسة
دخلت البيت وطرحت نفسها على الأرض وراء قدمي يسوع وغسلتهما بدموعها ودهنتهما
بالطيب ومسحتهما بشعر رأسها ، فخجل سمعان وكل الذين كانوا على الطعـام ، وقالوا في
قلوبهم : (( لو كان هذا الرجل نبيا لعرف
من هذه المرأة ومن أي طبقة هي ولما سمح لها أن تمسه )) ، فقال حينئذ يسوع : يا
سمعان إن عندي شيئا أقوله لك ، أجاب سمعان : تكلم يا معلم لأني أحب كلمتك .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثلاثون
بعد المائة
بعد المائة
قال يسوع : كان لرجل مدينان
أحدهما مدين لدائنه بخمسين فلسا والآخر بخمس مائة ، فلما لم يكن عند أحد منهما ما
يدفعه تحنن الدائن وعفا عن دين كليهما ، فأيهما يحب دائنه أكثر ؟ أجاب سمعان :
صاحب الدين الأكبر الذي عفا عنه ، فقال يسوع : لقد قلت صوابا ، إني أقول لك إذاً
انظر هذه المرأة ونفسك ، لأنكما كنتما كلاكما مدينين لله أحدكما ببرص الجسم والآخر
ببرص النفس الذي هو الخطيئة ، فتحنن الله ربنا بسبب صلواتي وأراد شفاء جسدك ونفسها
، فأنت إذاًَ تحبني قليلا لأنك نلت هبة صغيرة ، وهكذا لما دخلت بيتك لم تقبلني ولم
تدهن رأسي ، أما هذه المرأة فلما دخلت بيتك جاءت توا ووضعت نفسها عند قدمي اللتين
غسلتهما بدموعها ودهنتهما بالطيب ، لذلك أقول لك الحق أنه قد غفرت لها خطايا كثيرة
لأنها أحبت كثيرا ، ثم التفت إلى المرأة وقال : اذهبي في طريقك لأن الرب إلهنا قد
غفر خطاياك ، ولكن انظري أن لا تخطئي فيما بعد ، إيمانك خلصك .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الحادي
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
وبعد صلاة الليل اقترب
التلاميذ من يسوع وقالوا : يا معلم ماذا يجب أن نفعل لكي نتخلص من الكبرياء ،
فأجاب يسوع : هل رأيتم فقيرا مدعوا إلى بيت عظيم ليأكل خبزا ؟ ، أجاب يوحنا : إني
أكلت خبزا في بيت هيرودس ، لأني قبل أن عرفتك كنت أذهب لصيد السمك وأبيعه لبيت
هيرودس ، فجئتهم يوما إلى هناك وهو في وليمة بسمكة نفيسة فأمرني بأن أبقى وآكل هناك
، فقال حينئذ يسوع : كيف أكلت خبزا مع الكفار ؟ ليغفر لك الله يا يوحنا ، ولكن قل
لي كيف تصرفت على المائدة ؟ ، أطلبت أن يكون لك المحل الأرفع ، أطلبت أشهى الطعام ؟
، أتكلمت على المائدة وأنت لم تسأل ؟ أحسبت نفسك أكثر أهلية للجلوس إلى المائدة من
الآخرين ؟ ، أجاب يوحنا لعمر الله أني لم أجسر أن أرفع عيني لأني صياد سمك فقير
ومرتد ثيابا رثة جالس مع حاشية الملك ، فكنت متى ناولني الملك قطعة صغيرة أخال
العالم هبط على رأسي لعظم المنة التي أحسن بها الملك إلي ، والحق أقول أنه لو كان
الملك من شريعتنا لخدمته طول أيام حياتي فأجاب يسوع : صه يا يوحنا لأني أخشى أن
يطرحنا الله في الهاوية لكبريائنا كأبيرام ، فارتعد التلاميذ خوفا من كلام يسوع
فعاد وقال : لنخش الله لكي لا يطرحنا في الهاوية لكبريائنا .
أسمعتم أيها الإخوة من يوحنا
ما صنع في بيت أمير ، ويل للبشر الذين أتوا إلى العالم لأنهم كما يعيشون في
الكبرياء سيموتون في المهانة وسيذهبون إلى الاضطراب ، فإن هذا العالم بيت يولم
الله فيه للبشر حيث أكل كل الأطهار وأنبياء الله ، والحق أقول لكم أن كل ما ينال
الإنسان إنما يناله من الله ، لذلك يجب على الإنسان أن يتصرف بأعظم ضعة عارفا
حقارته وعظمة الله مع كرمه العظيم الذي يغذينا به ، لذلك لا يجوز للمرء أن يقول :
لماذا فعل هذا أو قيل هذا في العالم ؟ بل يجب عليه أن يحسن نفسه كما هو في الحقيقة
غير أهل أن يقف في العالم على مائدة الله ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أنه
مهما كان الشيء الذي يناله الإنسان من الله في العالم صغيرا فإنه يجب عليه في
مقابلته أن يصرف حياته حبا في الله ، لعمر الله أنك لم تخطئ يا يوحنا لأنك واكلت
هيرودس فإنك فعلت ذلك بتدبير الله لتكون معلمنا نحن وكل من يخشى الله ثم قال يسوع
لتلاميذه : هكذا افعلوا لتعيشوا في العالم كما عاش يوحنا في بيت هيرودس عندما أكل
خبزا معه ، لأنكم هكذا تكونون بالحق خالين من كل كبرياء .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثاني
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
ولما كان يسوع ماشيا على
شاطئ بحر الجليل أحاط به جمهور غفير من الناس فركب سفينة صغيرة منفردة كانت على
بعد قليل من الشاطئ فرست على مقربة من البر بحيث يمكن سماع صوت يسوع ، فاقتربوا
جميعا من البحر وجلسوا ينتظرون كلمته ففتح حينئذ فاه وقال : ها هو ذا قد خرج الزارع
ليزرع ، فبينما كان يزرع سقط بعض البذور على الطريق فداسته أقدام الناس وأكلته
الطيور ، وسقط بعض على الحجارة فلما نبت أحرقته الشمس إذ لم يكن فيه رطوبة ، وسقط
بعض على السياج فلما طلع الشوك خنق البذور ، وسقط بعض على الأرض الجيدة فأثمر
ثلاثين وستين ومائة ضعف ، وقال يسوع أيضا : هاهو ذا أب أسرة زرع بذورا جيدة في حقله
، وبينا خدم الرجل الصالح نيام جاء عدو الرجل سيدهم وزرع زوانا فوق البذور الجيدة ،
فلما نبتت الحنطة رؤي كثير من الزوان نابتا بينها ، فجاء الخدم إلى سيدهم وقالوا :
يا سيد ألم نزرع بذورا جيدة في حقلك ؟ فمن أين إذاً طلع فيه مقدار وافر من الزوان ؟
، أجاب السيد : إني زرعت بذورا جيدة ولكن بينا الناس نيام جاء عدو الإنسان وزرع
زوانا فوق الحنطة ، فقال الخدم : أتريد أن نذهب ونقتلع الزوان من بين الحنطة ؟ ،
أجاب السيد : لا تفعلوا هكذا لأنكم تقلعون الحنطة معه ، ولكن تمهلوا حتى يأتي زمن
الحصاد وحينئذ تذهبون وتقتلعون الزوان من بين الحنطة وتطرحونه في النار ليحرق وأما
الحنطة فتضعونها في مخزني ، وقال يسوع أيضا : خرج أناس كثيرون ليبيعوا تينا فلما
بلغوا السوق إذا بالناس لا يطلبون تينا جيدا بل ورقا جميلا ، فلم يتمكن القوم من
بيع تينهم ، فلما رأى ذلك أحد الأهالي الأشرار قال إني لقادر على أن أصير غنيا ،
فدعا ابنيه وقال : (( اذهبا إلى واجمعا مقدارا
كبيرا من الورق مع تين رديء )) ، فباعوها بزنتها ذهبا لأن
الناس سروا كثيرا بالورق ، فلما أكل الناس التين مرضوا مرضا خطيرا ، وقال أيضا
يسوع : ها هو ذا ينبوع لأحد الأهالي يأخذ منه الجيران ماء ليزيلوا به وسخهم ، ولكن
صاحب الماء يترك ثيابه تنتن ، وقال يسوع أيضا : ذهب رجلان ليبيعا تفاحا فأراد أحدهما
أن يبيع قشر التفاح بزنته ذهبا غير مبال بجوهر التفاح ، أما الآخر فأحب أن يهب
التفاح ويأخذ قليلا من الخبز لسفره فقط ، ولكن الناس اشتروا قشر التفاح بزنته ذهبا
ولم يبالوا بالذي أحب أن يهبهم بل احتقروه ، وهكذا كلم يسوع الجمع في ذلك اليوم
بالأمثال ، وبعد أن صرفهم ذهب مع تلاميذه إلى نايين حيث أقام ابن الأرملة الذي قبله
وأمه إلى بيته وخدمه .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثالث
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
فاقترب تلاميذ يسوع منه
وسألوه قائلين : يا معلم قل لنا معنى الأمثال التي كلمت بها الشعب ، أجاب يسوع :
اقتربت ساعة الصلاة فمتى انتهت صلاة المساء أفيدكم معنى الأمثال ، فلما انتهت
الصلاة اقترب التلاميذ من يسوع فقال لهم : إن الرجل الذي يزرع البذور على الطريق
أو على الحجارة أو على الشوك أو على الأرض الجيدة هو من يعلم كلمة الله التي تسقط
على عدد غفير من الناس ، تقع على الطريق متى جاءت إلى آذان البحارة والتجار الذين
أزال الشيطان كلمة الله من ذاكرتهم بسبب الأسفار الشاسعة التي يزمعونها وتعدد الأمم
التي يتجرون معها ، وتقع على الحجارة متى جاءت إلى آذان رجال البلاط لأنه بسبب
شغفهم بخدمة شخص حاكم لا تنفذ إليهم كلمة الله ، على أنهم وإن كان لهم شيء من
تذكرها فحالما تصيبهم شدة تخرج كلمة الله من ذاكرتهم ، لأنهم وهم لم يخدموا الله
لا يقدرون أن يرجوا معونة من الله ، وتقع على الشوك متى جاءت إلى آذان الذين يحبون
حياتهم ، لأنهم ـ وإن نمت كلمة الله فيهم ـ إذا نمت الأهواء الجسدية خنقت البذور
الجيدة من كلمة الله ، لأن رغد العيش الجسدي يبعث على هجران كلمة الله ، أما التي
تقع على الأرض الجيدة فهو ما جاء من كلمة الله إلى أذني من يخاف الله حيث تثمر ثمر
الحياة الأبدية .
الحق أقول لكم أن كلمة الله
تثمر في كل حال متى خاف الإنسان الله ، أما ما يختص بأبي الأسرة فالحق أقول لكم أنه
الله ربنا أب كل الأشياء لأنه خلق الأشياء كلها ، ولكنه ليس أباً على طريقة
الطبيعة لأنه غير قادر على الحركة التي لا يمكن التناسل بدونها ، فهو إذاً إلهنا
الذي يخصه هذا العالم ، والحقل الذي يزرع فيه هو الجنس البشري ، والبذار هو كلمة
الله ، فمتى أهمل المعلمون التبشير بكلمة الله لانشغالهم بتشاغل العالم زرع
الشيطان ضلالا في قلب البشر ينشأ عنه شفيع لا تحصى من التعليم الشري ، فيصرخ الأطهار
والأنبياء : (( يا سيد ألم تعط تعليما
صالحا للبشر فمن أين إذاً الأضاليل الكثيرة ؟ )) ،
فيجيب الله : (( إني أعطيت البشر تعليما
صالحا ولكن بينما كان البشر منقطعين إلى الباطل زرع الشيطان ضلالا يبطل شريعتي ،
فيقول الأطهار : (( يا سيد إننا نبدد هذه الأضاليل
بإهلاك البشر )) ، فيجيب الله : (( لا تفعلوا هذا لأن المؤمنين
يهلكون مع الكافرين ، ولكن تمهلوا إلى الدينونة ، لأنه في ذلك الوقت ستجمع ملائكتي
الكفار فيقعون مع الشيطان في الجحيم والمؤمنون يأتون إلى مملكتي )) ، ومما لا ريب فيه أن كثيرين
من الآباء الكفار يلدون أبناء مؤمنين لأجلهم أمهل الله العالم ليتوب .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الرابع
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
أما الذين يثمرون تينا حسنا
فهم المعلمون الحقيقيون الذين يبشرون بالتعليم الصالح ، ولكن العالم الذي يسر
بالكذب يطلب من المعلمين أوراقا من الكلام والمداهنة المزوقين ، فمتى رأى الشيطان
ذلك أضاف نفسه مع الجسد والحس وأتى بمقدار وافر من الأوراق أي مقدار من الأشياء
الأرضية التي يعطي بها الخطيئة ، فمتى أخذها الإنسان اعتل وأمسى على وشك الموت
الأبدي ، أما أحد الأهالي الذي عنده ماء ويعطي ماءه للآخرين ليغسلوا وسخهم ويترك
ثيابه تنتن فهو المعلم الذي يبشر الآخرين بالتوبة أما هو نفسه فيلبث في الخطيئة ،
ما أتعس هذا الإنسان لأن لسانه نفسه يخط في الهواء القصاص الذي هو أهل له لا
الملائكة ، لو كان لأحد لسان فيل وكان سائر جسده صغيرا بقدر نملة أفلا يكون هذا
الشيء من خوارق الطبيعة ؟ ، بلى البتة ، فالحق أقول لكم أن من يبشر الآخرين
بالتوبة ولا يتوب هو عن خطاياه لأشد غرابة من ذاك ، أما الرجلان بائعا التفاح
فأحدهما من يبشر لأجل محبة الله، فهو لذلك لا يداهن أحدا بل يبشر بالحق طالبا
معيشة فقير فقط ، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن العالم لا يقبل رجلا كهذا
بل هو حري بأن يحتقره ، ولكن من يبيع القشر بزنته ذهبا ( ويهب التفاحة ) فإنما هو من يبشر ليرضى
الناس ، وهكذا متى داهن العالم أتلف النفس التي تتبع مداهنته ، آه كم وكم من أناس
هلكوا لهذا السبب ؟ ، حينئذ أجاب الكاتب وقال : كيف يجب على الإنسان أن يصغي إلى
كلمة الله وكيف يمكن لأحد أن يعرف الذي يبشر لأجل محبة الله ؟ ، أجاب يسوع : إنه
يجب أن يصغي إلى من يبشر متى بشر بتعليم صالح كان المتكلم هو الله لكنه يتكلم بفمه
، ولكن من يترك التوبيخ على الخطايا محابيا بالوجوه ومداهنا أناس خصوصيين فيجب
تجنبه كأفعى مخوفة لأنه بالحقيقة يسم القلب البشري ، أتفهمون ؟ ، الحق أقول لكم أنه
كما لا حاجة بالجريح إلى عصائب جميلة لعصب جراحه بل يحتاج بالحري إلى مرهم جيد
هكذا لا حاجة بالخاطئ إلى كلام مزوق بل بالحري إلى توبيخات صالحة لكي ينقطع عن
الخطيئة .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الخامس
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
فقال حينئذ بطرس : يا معلم
قل لنا كيف يعذب الهالكون وكم يبقون في الجحيم لكي يهرب الإنسان من الخطيئة ؟ ،
أجاب يسوع : يا بطرس قد سألت عن شيء عظيم ومع ذلك فإني إن شاء الله مجيبك ،
فاعلموا إذاً أن الجحيم هي واحدة ومع ذلك فإن لها سبع دركات الواحدة منها دون الأخرى
، فكما أن للخطيئة سبعة أنواع إذ أنشأها الشيطان نظير سبعة أبواب للجحيم كذلك يوجد
فيها سبعة أنواع من العذاب ، لأن المتكبر أي الأشد ترفعا في قلبه سيزج في أسفل
دركة مارا في سائر الدركات التي فوقه ومكابدا فيها جميع الآلام الموجودة فيها ، وكما
أنه يطلب هنا أن يكون أعظم من الله لأنه يريد أن يفعل ما يعن له مما يخالف ما أمر
به الله ولا يعترف بأن أحدا فوقه فهكذا يوضع تحت أقدام الشيطان وشياطينه ،
فيدوسونه كما يداس العنب عند صنع الخمر وسيكون أضحوكة وسخرية للشياطين ، والحسود
الذي يحتدم غيظا لفلاح قريبه ويتهلل لبلاياه يهبط إلى الدركة السادسة ، وهناك
تنهشه أنياب عدد غفير من أفاعي الجحيم ، ويخيل له أن كل الأشياء في الجحيم تبتهج
لعذابه وتتأسف لأنه لم يهبط إلى الدركة السابعة ، فلذلك فإن عدل الله يخيل للحسود
التعيس ذلك على أعواز الملعونين الفرح كما يخيل للمرء في حلم أن شخصا يرفسه فيتعذب
، تلك هي الغاية التي أمام الحسود التعيس ، ويخيل إليه حيث لا مسرة على الإطلاق أن
كل أحد يبتهج لبليته ويتأسف أن التنكيل به لم يكن أشد .
أما الطماع فيهبط إلى الدركة
الخامسة حيث يلم به فقر مدقع كما ألمّ بصاحب الولائم الغني ، وسيقدم له الشياطين
زيادة في عذابه ما يشتهي ، فإذا صار في يديه اختطفته شياطين أخرى بعنف ناطقين بهذه
الكلمات : ( اذكر أنك لم تحب أن تعطي
لمحبة الله ولذلك فلا يريد الله أن تنال ) ، ما
أتعسه من إنسان ، فإنه سيرى نفسه في تلك الحال فيذكر سعة العيش الماضي ويشاهد فاقة
الحاضر ، وأنه بالخيرات التي لا يقدر على الحصول عليها حينئذ كان يمكنه أن ينال
النعيم الأبدي ! ، أما الدركة الرابعة فيهبط إليها الشهوانيون حيث يكون الذين قد
غيروا الطريق التي أعطاهم الله كحنطة مطبوخة في براز الشيطان المحترق ، وهناك
تعانقهم الأفاعي الجهنمية ، وأما الذين كانوا قد زنوا بالبغايا فستتحول كل أعمال
هذه النجاسة فيهم إلى غشيان جنيات الجحيم اللواتي هن شياطين بصور نساء شعورهن من
أفاع وأعينهن كبريت ملتهب وفمهن سام ولسانهن علقم وجسدهن محاط بشصوص مريشة بسنان
شبيهة بالتي تصاد بها الأسماك الحمقاء ومخالبهن كمخالب العقبان وأظافرهن أمواس
وطبيعة أعضائهن التناسلية نار ، فمع هؤلاء يتمتع الشهوانيون على جمر الجحيم الذي
سيكون سريرا لهم ، ويهبط إلى الدركة الثالثة الكسلان الذي لا يشتغل الآن ، هنا
تشاد مدن وصروح فخمة ، ولا تكاد تنجز حتى تهدم تواً لأنه ليس فيها حجر موضوع في
محله ، فتوضع هذه الحجارة الضخمة على كتفي الكسلان الذي لا يكون مطلق اليدين فيبرد
جسده وهو ماش ويخفف الحمل ، لأن الكسل قد أزال قوة ذراعيه ، وساقاه مكبلتان بأفاعي
الجحيم ، وأنكى من ذلك أن وراءه الشياطين تدفعه وترمي به الأرض مرات متعددة وهو
تحت العبء ، ولا يساعده أحد في رفعه ، بل لما كان أثقل من أن يرفع يوضع عليه مقدار
مضاعف .
ويهبط
إلى الدركة الثانية النهم ، فيكون هناك قحط إلى حد أن لا يوجد شيء يؤكل سوى
العقارب الحية والأفاعي الحية التي تعذب عذابا أليما حتى أنهم لو لم يولدوا لكان
خيرا لهم من أن يأكلوا مثل هذا الطعام ، وستقدم لهم الشياطين بحسب الظاهر أطعمة
شهية ، ولكن لما كانت أيديهم وأرجلهم مغلولة بأغلال من نار لا يقدرون أن يمدوا يدا
إذا بدا لهم الطعام ، وأنكى من ذلك أنه لما كانت هذه العقارب نفسها التي يأكلها
لتلتهم بطنه غير قادرة على الخروج سريعا فإنها تمزق سوءة النهم ، ومتى خرجت نجسة
وقذرة على ما هي عليه تؤكل مرة أخرى ، ويهبط المستشيط غضبا إلى الدركة الأولى حيث
يمتهنه كل الشياطين وسائر الملعونين الذين هم أسفل منه مكانا ، فيرفسونه ويضربونه
ويضجعونه على الطريق التي يمرون عليها واضعين أقدامهم على عنقه ، ومع هذا فهو غير
قادر على المدافعة عن نفسه لأن يديه ورجليه مربوطة ، وأنكى من ذلك أنه غير قادر
على إظهار غيظه بإهانة الآخرين لأن لسانه مربوط بشص شبيه بما يستعمله بائع اللحوم ،
ففي هذا المكان الملعون يكون عقاب عام يشمل كل الدركات كمزيج من حبوب عديدة يصنع
منه رغيف ، لأنه ستتحد بعدل الله النار والجمد والصواعق والبرق والكبريت والحرارة
والبرد والريح والجنون والهلع على طريقة لا يخفف فيها البرد الحرارة ولا النار
الجليد بل يعذب كل منها الخاطئ التعيس تعذيبا .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل السادس
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
ففي هذه البقعة الملعونة
يقيم الكافرون إلى الأبد ، حتى لو فرض أن العالم ملئ حبوب دخن وكان طير واحد يحمل
حبة واحدة منها كل مائة سنة إلى انقضاء العالم لسر الكافرون لو كان يتاح لهم بعد
انقضائه الذهاب إلى الجنة ، ولكن ليس لهم هذا الأمل إذ ليس لعذابهم من نهاية ،
لأنهم لم يريدوا أن يضعوا حدا لخطيئتهم حبا في الله ، أما المؤمنون فسيكون لهم
تعزية لأن لعذابهم نهاية ، فذعر التلاميذ لما سمعوا هذا وقالوا : أيذهب إذا
المؤمنون إلى الجحيم ؟ ، أجاب يسوع : يتحتم على كل أحد أيا كان أن يذهب إلى الجحيم
، بيد أن ما لا مشاحة فيه أن الأطهار وأنبياء الله إنما يذهبون إلى هناك ليشاهدوا
لا ليكابدوا عقابا ، أما الأبرار فإنهم لا يكابدون إلا الخوف ، وماذا أقول ؟ أفيدكم
أنه حتى رسول الله يذهب إلى هناك ليشاهد عدل الله ، فترتعد ثمة الجحيم لحضوره ،
وبما أنه ذو جسد بشري يرفع العقاب عن كل ذي جسد بشري من المقضي عليهم بالعقاب
فيمكث بلا مكابدة عقاب مدة إقامة رسول الله لمشاهدة الجحيم ، ولكنه لا يقيم هناك إلا
طرفة عين ، وإنما يفعل الله هذا ليعرف كل مخلوق أنه نال نفعا من رسول الله ، ومتى
ذهب إلى هناك ولولت الشياطين وحاولت الاختباء تحت الجمر المتقد قائلا بعضهم لبعض :
اهربوا اهربوا فإن عدونا محمد قد أتى ، فمتى سمع الشيطان ذلك يصفع وجهه بكلتا كفيه
ويقول صارخا : (( ذلك بالرغم عني لأشرف مني
وهذا إنما فعـل ظلمـا )) ، أما ما يختص بالمؤمنين
الذين لهم اثنان وسبعون درجة مع أصحاب الدرجتين الأخيرتين الذين كان لهم إيمان
بدون أعمال صالحة إذ كان الفريق الأول حزينا على الأعمال الصالحة والآخر مسرورا
بالشر ، فسيمكثون جميعا في الجحيم سبعين ألف سنة ، وبعد هذه السنين يجيء الملاك
جبريل إلى الجحيم ويسمعهم يقولون : يا محمد أين وعدك لنا أن من كان على دينك لا
يمكث في الجحيم إلى الأبد ، فيعود حينئذ ملاك الله إلى الجنة وبعد أن يقترب من
رسول الله باحترام يقص عليه ما سمع ، فحينئذ يكلم الرسول الله ويقول : ربي وإلهي أذكر
وعدك لي أنا عبدك بأن لا يمكث الذين قبلوا ديني في الجحيم إلى الأبد ، فيجيب الله :
أطلب ما تريد يا خليلي لأني أهبك كل ما تطلب .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل السابع
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
فحينئذ يقول رسول الله : يا
رب يوجد من المؤمنين في الجحيم من لبث سبعين ألف سنة ، أين رحمتك يا رب ؟ ، إني
أضرع إليك يا رب أن تعتقهم من هذه العقوبات المرة ، فيأمر الله حينئذ الملائكة الأربعة
المقربين لله أن يذهبوا إلى الجحيم ويخرجوا كل من على دين رسوله ويقودوه إلى الجنة
، وهو ما سيفعلونه ، ويكون من مبلغ جدوى دين رسول الله أن كل من آمن به يذهب إلى
الجنة بعد العقوبة التي تكلمت عنها حتى ولو لم يعمل عملا صالحا لأنه مات على دينه .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل الثامن
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
ولما طلع الصباح جاء باكرا
رجال المدينة كلهم مع النساء والأطفال إلى البيت الذي كان فيه يسوع وتلاميذه ،
وتوسلوا إليه قائلين : يا سيد ارحمنا لأن الديدان قد أكلت في هذه السنة الحبوب ولا
نحصل في هذه السنة على خبز في أرضنا ، أجاب يسوع : ما هذا الخوف الذي أنتم فيه ؟ ،
ألا تعلمون أن إيليا خادم الله لم ير خبزا مدة اضطهاد أخاب له ثلاث سنين مغتذيا
بالبقول والثمار البرية فقط ؟ ، وعاش داود أبونا نبي الله مدة سنتين على الثمار
البرية والبقول إذ اضطهده شاول حتى أنه لم يذق الخبز سوى مرتين ، أجاب القوم : إنهم
كانوا أيها السيد أنبياء الله يغتذون بالمسرة الروحية ولذلك احتملوا كل شيء ، ولكن
ماذا يصيب هؤلاء الصغار ؟ ثم أروه جمهور أطفالهم ، حينئذ تحنن يسوع على شقائهم
وقال : كم بقي للحصاد ؟ ، فأجابوا : عشرون يوما ، فقال يسوع : يجب أن ننقطع مدة
هذه العشرين يوما للصوم والصلاة لأن الله سيرحمكم ، الحق أقول لكم أن الله قد أحدث
هذا القحط لأنه ابتدأ هنا جنون الناس وخطيئة إسرائيل إذ قالوا أنني أنا الله وابن
الله ، وبعد أن صاموا تسعة عشر يوما شاهدوا في صباح اليوم العشرين الحقول والهضاب
مغطاة بالحنطة اليابسة ، فأسرعوا إلى يسوع وقصوا عليه كل شيء ، فلما سمع يسوع ذلك
شكر الله وقال : اذهبوا أيها الإخوة واجمعوا الخبز الذي أعطاكم إياه الله ، فجمع
القوم مقدارا وافرا من الحنطة حتى أنهم لم يعرفوا أين يضعوه ، وكان ذلك سبب سعة في
إسرائيل ، فتشاور الأهالي لينصبوا يسوع ملكا عليهم ، فلما عرف ذلك هرب منهم ،
ولذلك اجتهد التلاميذ خمسة عشر يوما ليجدوه .
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
رد: انجيل برنابا الصحيح
الفصل التاسع
والثلاثون بعد المائة
والثلاثون بعد المائة
أما يسوع فوجده الذي يكتب
ويعقوب ويوحنا ، فقالوا وهم باكين يا معلم لماذا هربت منا ؟ ، فلقد طلبناك ونحن
حزانى بل إن التلاميذ كلهم طلبوك باكين ، فأجاب يسوع : إنما هربت لأني علمت أن
جيشا من الشياطين يهيء لي ما سترونه بعد برهة وجيزة ، فسيقوم على رؤساء الكهنة
وشيوخ الشعب وسيطلبون أمرا من الحاكم الروماني بقتلي ، لأنهم يخافون أن أغتصب ملك
إسرائيل ، وعلاوة على هذا فإن واحدا من تلاميذي يبيعني ويسلمني كما بيع يوسف إلى
مصر ، ولكن الله العادل سيوثقه كما يقـول النبي داود : ( من نصب فخا لأخيه وقع فيه ) ، ولكن الله سيخلصني من أيديهم
وسينقلني من العالم ، فخاف التلاميذ الثلاثة ، ولكن يسوع عزاهم قائلا : لا تخافوا
لأنه لا يسلمني أحد منكم ، فكان لهم بهذا شيء من العزاء ، وجاء في اليوم التالي
ستة وثلاثون تلميذا من تلاميذ يسوع مثنى مثنى ، ومكث في دمشق ينتظر الباقين ، وحزن
كل منهم لأنهم عرفوا أن يسوع سينصرف من العالم ، لذلك فتح فاه وقال : إن من يسير
دون أن يعلم إلى أين يذهب لهو تعيس ، وأتعس منه من هو قادر ويعرف كيف يبلغ نزلا
حسنا ومع ذلك يريد أن يمكث في الطريق القذرة والمطر وخطر اللصوص ، قولوا لي أيها
الإخوة هل هذا العالم وطننا ؟ لا البتة فان الإنسان الأول طرد إلى العالم منفيا ،
فهو يكابد فيه عقوبة خطئه ، أيمكن أن يوجد منفي لا يبالي بالعودة إلى وطنه الغني
وقد وجد نفسه في الفاقة ؟ ، حقا إن العقل لينكر ذلك ولكن الإختبار يثبته بالبرهان ،
لأن محبي العالم لا يفكرون في الموت ، بل عندما يكلمهم عنه أحد لا يصغون إلى كلامه
.
yousseffayid- رئيس مجلس الادارة
- رقم العضوية : 291
عدد المساهمات : 1184
المهارة : 11424
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
الكفاءة : 0
صفحة 5 من اصل 9 • 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9
صفحة 5 من اصل 9
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى