alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:45 pm

نبي الرس ، و الرس ما بين نجران إلى اليمن و من حضرموت إلى اليمامة ، ثم ذكر يعرب بن قحطان و قال فيهم الحميرية و العداد انتهى . قال ابن سعيد و ملك بعد يعرب ابنه يشجب و قيل اسمه يمن و استبد أعمامه بما في أيديهم من الممالك ، و ملك بعده ابنه عبد شمس و قيل عابر و يسمى سبا لأنه قيل إنه أول من سن السبي ، و بنى مدينة سبا و سد مأرب . و قال صاحب التيجان إنه غزا الأقطار و بنى مدينة عين شمس بإقليم مصر و ولى عليها ابنه بابليون . و كان لسبا من الولد كثير و أشهرهم حمير و كهلان اللذان منهما الأمتان العظيمتان من اليمنية أهل الكثرة و الملك و العز و ملك حمير منهم أعظمه . و كان منهم التبابعة كما يذكر في أخبارهم ، و عد ابن حزم في ولده زيدان و ابنه نجران بن زيدان و به سميت البلد . و لما هلك سبا قام بالملك بعد ابنه حمير و يعرف بالعرنجج ، و قيل هو أول من تتوج بالذهب و يقال إنه ملك خمسين سنة ، و كان له من الولد ستة فيما قال السهيلي : واثل و مالك و زيد و عامر و عوف و سعد . و قال أبو محمد بن حزم الهميسع : و مالك و زيد و واثل و مشروح و معد يكرب و أوس و مرة . و عاش فيما قال السهيلي ثلثمائة سنة ، و ملك بعده ابنه واثل و تغلب أخوه مالك بن حمير على عمان ، فكانت بينهما حروب . و قال ابن سعيد : إن الذي ملك بعد حمير على عمان ، فكان بينهما حروب . و قال ابن سعيد : إن الذي ملك بعد حمير أخوه كهلان ، و من بعده واثل بن حمير ، ثم من بعد واثل السكسك بن واثل ، و كانت مالك بن حمير قد هلك و غلب على عمان بعده ابنه قضاعة فحاربه السكسك و أخرجه عنها ، و ملك بعده ابنه يعفر بن السكسك ، و خرجت عليه الخوارج ، و حاربه ملك بن الحاف بن قضاعة ، و طالت الفتنة بينهما ، و هلك يعفر و خلف ابنه النعمان حملا و يعرف بالمعافر ، و استبد عليه من بني حمير ماران بن عوف بن حمير و يعرف بذي رياش و كان صاحب البحرين ، فنزل نجران و اشتغل بحرب مالك بن الحاف بن قضاعة .

و لما كبر النعمان حبس ذارياش و استبد بأمره وطال عمره و ملك بعده ابنه أسجم بن المعافر ، فاضطربت أحوال حمير ، و صار ملكهم طوائف إلى أن استقر في الرايش و بنيه التبابعة كما نذكره .

و يقال إن بني كهلان تداولوا الملك مع حمير هؤلاء ، و ملك منهم جبار بن غالب بن كهلان ، و ملك أيضاً من شعوب قحطان نجران بن زيد بن يعرب بن قحطان ، و ملك من حمير هؤلاء ثم من بني الهميسع بن حمير أبين بن زهير بن الغوث بن أبين بن الهميسع ، و إليه نسب عرب أبين من بلاد اليمن ، و ملك منهم أيضا عبد شمس بن واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير ، ثم ملك من أعقابه شداد بن الملطاط بن عمرو بن ذي هرم بن الصوان بن عبد شمس ، و بعده أخوه و بعد أخوه لقمان ، ثم أخوهما ذو شدد و هداد و مداثر ، و بعده ابنه الصعب و يقال إنه ذو القرنين ، و بعده أخوه الحرث بن ذي شدد ، و هو الرائش جد الملوك التبابعة . و ملك في حمير أيضا من بني الهميسع من بني عبد شمس هؤلاء حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس .

قال أبو المنذر هشام بن الكلبي في كتاب الأنساب و نقلته من أصل عتيق بخط القاضي المحدث أبي القاسم بن عبد الرحمن بن حبيش قال : ذكر الكلبي عن رجل من حمير من ذي الكلاع قال : أقبل قيس يحرق موضعا باليمن ، فأبدى عن أزج ، فدخل فيه ، فوجد سريرا عليه رجل ميت و عليه جباب و شيء مذهبة ، في رأسه تاج ، و بين يديه مجحن من ذهب ، و في رأسه ياقوتة حمراء ، و إذا لوح مكتوب فيها : بسم الله رب حمير أنا حسان بن عمرو القيل مات في زمان هيد و ما هيد هلك فيها اثنا عشر ألف قبيل فكنت آخرهم قبيلا فابتنيت ذا شعبين ليجرني من الموت فاخفرني كلامه . و قال الطبري : و قيل أن أول من ملك من اليمن من حمير شمر بن الأملوك كان لعهد موسى عليه السلام و بني طفار و أخرج منها العمالقة ، و يقال كان من عمال الفرس على اليمن . انتهى الكلام في أخبار حمير الأول و الله سبحانه و تعالى ولي العون .



الخبر عن ملوك التبابعة من حمير و أوليتهم باليمن و مصاير أمورهم

هؤلاء الملوك من ولد عبد شمي بن واثل بن الغوث باتفاق من النسابين ، و قد مر نسبه إلى حمير ، و كانت مدائن ملكهم صنعاء ، و مأرب على ثلاث مراحل منها ، و كان بها السد ، ضربته بلقيس ملكة من ملوكهم سدا ما بين جبلين بالصخر و القار ، فحقنت به ماء العيون و الأمطار ، و تركت فيه خروقا على قدر ما يحتاجون إليه في سقيهم ، و هو الذي يسمى العرم و السكر و هو جمع لا واحد له من لفظه قال الجعدي :

من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيله العرما

أي السد و يقال إن الذي بنى السد هو حمير أبو القبائل اليمنية كلها قال الأعشى :

ففي ذلك للمؤتسى أسوة مأرب غطى عليه العرم

رخام بناه لهم حمير إذا جاءه من رامه لم يرم و قيل بناه لقمان الأكبر ابن عاد كما قاله المسعودي ، و قال : جعله فرسخا في فرسخ ، و جعل له ثلاثين شعبا . و قيل و هو الأليق و الأصوب أنه من بناء سبا بن يشجب ، و أنه ساق إليه سبعين واديا ، و مات قبل إتمامه ، فأتمه ملوك حمير من بعده . و إنما رجحناه لأن المباني العظيمة ، و الهياكل الشامخة ، لا يستقل بها الواحد كما قدمناه في الكتاب الأول ، فأقاموا في جناته عن اليمين و الشمال كما وصف القرآن . و دولتهم يومئذ أوفرما كانت ، و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:49 pm

أترف و أبذخ و أعلى يداً و أظهر ، فلما طغوا و أعرضوا سلط الله عليهم الخلد ، و هو الجرذ فنقبه من أسفله فأجحفهم السيل ، و أغرق جناتهم ، و خربت أرضهم ، و تمزق ملكهم ، و صاروا أحاديث .

و كان هؤلاء التبابعة ملوكا عدة في عصور متعاقبة ، و أحقاب متطاولة ، لم يضبطهم الحصر ، و لا تقيدت منهم الشوارد ، و ربما كانوا يتجاوزون ملك اليمن إلى ما بعد عنهم من العراق و الهند و المغرب تارة ، و يقتصرون على يمنهم أخرى ، فاختلفت أحوالهم و اتفقت أسماء كثيرة من ملوكهم ، و وقع الليس في نقل أيامهم و دولهم ، فلنأت بما صح منها متحريا جهد الاستطاعة عن طموس من الفكر ، و اقتفاء التقاييد المرجوع إليها و الأصول المعتمد على نقلها ، و عدم الوقوف على أخبارهم مدونة في كتاب واحد و الله المستعان .

قال السهيلي : معنى تبع الملك المتبع . و قال صاحب المحكم : التبابعة ملوك اليمن و أحدهم تبع لأنهم يتبع بعضهم بعضا كلما هلك واحد قام آخر تابعا له في سيرته ، و زادوا الباء في التبابعة لإرادة النسب . قال الزمخشري : قيل لملوك اليمن التبابعة لأنهم يتبعون ، كما قيل الأقيال لأنهم يتقيلون . قال المسعودي : و لم يكونوا يسمون الملك منهم تبعا حتى يملك اليمن و الشحر و حضرموت ، و قيل حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس ، و من لم يكن له شيء من الأمرين فيسمى ملكا و لا يقال له تبع . و أول ملوك التبابعة باتفاق من المؤرخين ، الحرث الرائش ، و إنما سمي الرائش لأنه راش الناس بالعطاء . أو اختلف الناس في نسبه بعد اتفاقهم على أنه من ولد واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن إبين بن الهميسع بن حمير فقال ابن إسحق و أبو المنذر بن الكلبي : إن قيسا بن معاوية بن جشم . فابن اسحق يقول في نسبه إلى سبا الحرث بن عدي بن صيفي ، و ابن الكلبي يقول الحرث بن قيس بن صيفي . و قال السهيلي هو الحرث بن همال بن ذي سدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن واثل و جشم جد سباهو بن عبد شمس ، هذا عند المسعودي . و عند بعضهم أنه أخوه و أنهما معاً ابنا واثل . و ذكر المسعودي عن عبيد بن شربة الجرهمي ، و قد سأل معاوية عن ملوك اليمن في خبر طويل و نسب الحرث منهم ، فقال : هو الحرث بن شداد بن الملطاط بن عمرو و أما الطبري فاختلف نسبه في نسب الحرث ، فمرة قال : و بيت ملك التبابعة في سبا الأصغر و نسبه كما مر و قال في موضع آخر و الحرث بن ذي شدد هو الرائش جد الملوك التبابعة ، فجعله إلى شدد و لم ينسبه إلى قيس و لا عدي من ولد سبا . و كذلك اضطرب أبو محمد بن حزم في نسبه في الجمهرة مرة إلى الملطاط و مرة إلى سبا الأصغر ، و الظاهر أنه تبع في ذلك الطبري و الله أعلم .

و ملك الحرث الرائش فيما قالوا مائة و خمسا و عشرين سنة و كان يسمى تبعا ، و كان مؤمنا فيما قال السهيلي . ثم ملك بعده ابنه أبرهة ذو المنار مائة مائة و ثمانين سنة . قال المسعودي ، و قال ابن هشام : أبرهة ذو المنار هو ابن الصعب بن ذي مداثر بن الملطاط ، و سمي ذا المنار لأنه رفع المنار ليهتدي به ، ثم ملك من بعده أفريقش بن أبرهة مائة و ستين سنة . و قال ابن حزم هو أفريقش بن قيس بن صيفي أخو الحرث الرائش ، و هو الذي ذهب بقبائل العرب إلى أفريقية ، و به سميت و ساق البربر إليها من أرض كنعان ، مر بها عندما غلبهم يوشع و قتلهم ، فاحتمل الفل منهم ، و ساقهم إلى أفريقية ، فأنزلهم بها ، و قتل ملكها جرجير . و يقال إنه الذي سمى البرابرة بهذا الإسم لأنه لما افتتح المغرب ، و سمع رطانتهم قال : ما أكثر بربرتهم فسموا البرابرة . و البربرة في لغة العرب هي اختلاط أصوات غير مفهومة ، و منه بربرة الأسد . و لما رجع من غزو المغرب ترك هنالك من قبائل حمير صنهاجة و كتامة فهم إلى الآن بها ، و ليسوا من نسب البربر ، قاله الطبري و الجرجاني و المسعودي و ابن الكلبي و السهيلي و جميع النسابين .

ثم ملك من بعد افريقش أخوه العبد بن أبرهة ، و هو ذو الأذعار عند المسعودي قال : سمي بذلك لكثرة ذعر الناس من جوره . و ملك خمسا و عشرين سنة ، و كان على عهد سليمان بن داود بن داود و قبله بقليل ، و غزا ديار المغرب ، و سار إليه كيقاوس بن كنعان ملك فارس فبارزه و انهزم كيقاوس و أسره ذو الأذعار ، حتى استنقذه بعد حين من يده وزيره رستم زحف إليه بجموع فارس إلى اليمن و حارب ذا الأذعار فغلبه و استخلص كيقاوس من أسره كما نذكره في أخبار ملوك فارس . و قال الطبري إن ذا الأذعار اسمه عمرو بن ابرهة ذي المنار بن الحرث الرائش بن قيس بن صيفي بن سبا الأصغر انتهى . و كان مهلك ذي الأذعار فيما ذكر ابن هشام مسموما على يد الملكة بلقيس .و ملك من بعده الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن ذي الأذعار و هو ذو الصرح و ملك ستا أو عشرا فيما قال المسعودي . و ملكت بعده ابنته بلقيس سبع سنين . و قال الطبري : إن اسم بلقيس يلقمة بنت اليشرح بن الحرث بن قيس انتهى . ثم غلبهم سليمان عليه السلام على اليمن كما وقع في القرآن فيقال تزوجها ، و يقال بل عزلها في التأيم ، فتزوجت سدد بن زراعة بن سبا ، و أقاموا في ملك سليمان و ابنه أربعا و عشرين سنة . ثم قال بملكهم ناشر بن عمرو ذي الأذعار ، و يعرف بناشر النعم ، لفظين مركبين جعلا اسما واحداً كذا ضبطه الجرجاني . و قال السهيلي ناشر بن عمرو ، ثم قال و يقال ناشر النعم . و في كتاب المسعودي نافس بن عمرو ، و لعله تصحيف و نسبه إلى عمرو ذي الأذعار و ليس يتحقق في هذه الأنساب كلها أنها للصلب فإن الآماد ، طويلة و الأحقاب بعيدة ، و قد يكون بين اثنتين منهما عدد من الآباء ، و قد يكون ملصقا به . و قال هشام بن الكلبي أن ملك اليمن صار
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:52 pm

بعد بلقيس إلى ناشر بن عمرو بن يعفر الذي يقال له ياسر أنعم ، لإنعامه عليهم بما جمع من أمرهم و قوي من ملكهم . و زعم أهل اليمن أنه سار غازياً إلى المغرب ، فبلغ وادي الرمل و لم يبلغه أحد و لم يجد فيه مجازاً لكثرة الرمل ، و عبر بعض أصحابه ، فلم يرجعوا فأمر بصنم من نحاس نصب على شفير الوادي ، و كتب في صدره بالخط المسند هذا الصنم لياسر أنعم الحميري ليس وراءه مذهب فلا يتكلف أحد ذلك فيعطب انتهى .

ثم ملك بعد ياسر هذا ابنه شمر مرعش ، سمي بذلك لارتعاش كان به . و يقال إنه وطئ أرض العراق و فارس و خراسان و افتتح مدائنها و خرب مدينة الصغد وراء جيحون ، فقالت العجم ( شمركنداي ) شمر خرب . و بني مدينة هنالك فسميت باسمه هذا ، عربته العرب فصار سمرقند . و يقال أنه الذي قاتل قباذ ملك الفرس و أسره ، و أنه الذي حير الحيرة . و كان ملكه مائة و ستين سنة ، و ذكر بعض الإخباريين أنه ملك بلاد الروم ، و أنه الذي استعمل عليهم ماهان قيصر فهلك ، و ملك بعده ابنه دقيوس . و قال السهيلي في شمر مرعش الذي سميت به سمرقند أنه شمر بن مالك و مالك هو الأملوك الذي قيل فيه :

فنقب عن الأملوك و اهتف بذكره و عش دار عز لا يغالبه الدهر

و هذا غلط من السهيلي فإنهم مجمعون على أن الأملوك كان لعهد موسى صلوات الله عليه و شمر من أعقاب ذي الأذعار كان على عهد سليمان ، فلا يصح ذلك إلا أن يكون شمر ابرهة ، و يكون أول دولة التبابعة .

ثم ملك على التبابعة بعد شمر مرعش تبع الأقرن و اسمه زيد . قال السهيلي و هو ابن شمر مرعش و قال الطبري إنه ابن عمرو ذي الأذعار . و قال السهيلي إنما سمي الأقرن لشامة كانت في قرنه ، و ملك ثلاثا و خمسين سنة . و قال المسعودي ثلاثا و ستين . ثم ملك من بعده ابنه ملكيكرب و كان مضعفا و لم يغزقط إلى أن مات . و ملك بعده ابنه تبان أسعد أبو كرب ، و يقال هو تبع الآخر و هو المشهور من ملوك التبابعة . و عند الطبري أن الذي بعد ياسر ينعم بن عمرو ذي الأذعار تبع الأقرن أخوه ، ثم بعد تبع الأقرن شمر مرعش بن ياسر ينعم ، ثم من بعده تبع الأصغر و هو تبان أسعد أبو كرب هذا هو تبع الآخر و هو المشهور من ملوك التبابعة . و قال الطبري : و يقال له الرائد و كان على عهد يستاسب و حافده أردشير يمن ابن ابنه اسفنديار من ملوك الفرس و أنه شخص من اليمن غازيا و مر بالحيرة فتحير عسكره هنالك فسميت الحيرة . و خلف قوما من الأزد و لخم و جذام و عاملة و قضاعة فأقاموا هنالك و بنو الإطام ، و اجتمع إليهم ناس من طيرة و كلب و السكون و أيام و الحرث بن كعب . ثم توجه إلى الأنبار ثم الموصل ثم أذربيجان ، و لقي الترك فهزمهم و قتل و سبى ، ثم رجع إلى اليمن ، و هابته الملوك و هادنه ملوك الهند . ثم رجع لغزو الترك ، و بعث ابنه حسان إلى الصغد ، و ابنه يعفو إلى الروم ، و ابن أخيه شمر ذي الجناح إلى الفرس . و إن شمر لقي كيقباذ ملك الفرس فهزمه ، و ملك سمرقند و قتله ، و جاز إلى الصين فوجد أخاه حسان قد سبقه إليها ، فأثخنا في القتل و السبي ، و انصرفا بما معهما من الغنائم إلى أبيهما . و بعث ابنه يعفر إلى القسطنطينية فتلقوه الجزية ، و الأتاوة فسار إلى رومة، و حصرها و وقع الطاعون في عسكره ، فاستضعفهم الروم و وثبوا عليهم فقتلوهم ، و لم يفلت منهم أحد . ثم رجع إلى اليمن ، و يقال أنه ترك ببلاد الصين قوما من حمير و أنهم بها لهذا العهد ، و أنه ترك ضعفاء الناس بظاهر الكوفة فتحيروا هنالك و أقاموا معهم من كل قبائل العرب .و قال ابن إسحق إن الذي سار إلى المشرق من التبابعة تبع الآخر ، و هو تبان أسعد أبو كرب بن ملكيكرب بن زيد الأقرن ابن عمرو ذي الأذعار ، و تبان أسعد هو حسان تبع و هو فيما يقال أول من كسا الكعبة ، و ذكر ابن إسحق الملأ و الوصائل ، و أوصى ولاته من جرهم بتطهيرها و جعل لها بابا و مفتاحا ، و ذكر ابن إسحق أنه أخذ بدين اليهودية ، و ذكر في سبب تهوده أنه لما غزا إلى المشرق مر بالمدينة يثرب فملكها ، و خلف ابنه فيهم ، فعدوا عليه و قتلوه غيلة و رئسهم يومئذ عمرو بن الطلة من بني النجار . فلما أقبل من المشرق و جعل طريقه على المدينة مجمعا على خرابها فجمع هذا الحي من أبناء قيلة لقتاله فقاتلهم ، و بينما هم على ذلك جاءه حبران من أحبار يهود من بني قريظة ، و قالا له : لا تفعل فإنك لن تقدر و أنها مهاجر نبي قرشي يخرج آخر الزمان فتكون قراراً له . و أنه أعجب بهما و اتبعهما على دينهما ، ثم مضى لوجهه . و لقيه دون مكة نفر من هذيل ، و أغروه بمال الكعبة و ما فيها من الجواهر و الكنوز ، فنهاه الحبران عن ذلك و قالا له إنما أراد هؤلاء هلاكك . فقتل النفر من الهذليين و قدم مكة فأمره الحبران بالطواف بها و الخضوع ، ثم كساها كما تقدم ، و أمر ولاتها من جرهم بتطهيرها من الدماء و الحيض و سائر النجاسات ، و جعل لها بابا و مفتاحا ، ثم سار إلى اليمن . و قد ذكر قومه ما أخذ به من دين اليهودية ، و كانوا يعبدون الأوثان ، فتعرضوا لمنعه ثم حاكموه إلى النار التي كانوا يحاكمون إليها ، فتأكل الظالم وتدع المظلوم ، و جاؤوا بأوثانهم . و خرج الجيران متقلدان المصاحف ، و دخل الحميريون فأكلتهم أوثانهم ، و خرج الحبران منها ترشح وجوههم عرقا ، فآمنت حمير عند ذلك ، و أجمعوا على اتباع اليهودية . و نقل السهيلي عن ابن قتيبة في هذه الحكاية أن غزاة تبع هذه ، إنما هي استصراخة أبناء قيلة على اليهود ، فإنهم كانوا نزلوا مع اليهود حين أخرجوهم من اليمن على شروط ، فنقضت عليهم اليهود فاستغاثوا بتبع فعند ذلك قدمها و قد قيل : إن الذي استصرخه أبناء قيلة على اليهود إنما هو أبو جبلة من ملوك غسان بالشام ، جاء به مالك بن عجلان ، فقتل اليهود بالمدينة ، و كان من الخزرج كما نذكر بعد . و يعضد هذا أن مالك بن عجلان بعيد عن عهد تبع بكثير ، يقال إنه كان قبل الإسلام
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:54 pm

بسبعمائة سنة ذكره ابن قتيبة . و حكى المسعودي في أخبار تبع هذا أن أسعد أبا كرب سار في الأرض ، و وطأ الممالك و ذللها ووطئ أرض العراق في ملك الطوائف ، و عميد الطوائف يومئذ خرداد بن سابور ، فلقي ملكا من ملوك الصوائف إسمه قباذ ، و ليس قباذ بن فيروز ، فانهزم قباذ و ملك أبو كرب العراق و الشام و الحجاز و في ذلك يقول تبع أبو كرب :

إذا حسينا جيادنا من دماء ثم سرنا بها مسيرا بعيدا

و استبحنا بالخيل خيل قباذ و ابن إقليد جاءنا مصفودا

و كسونا البيت الذي حرم الله ملاء منضدا و برودا

و أقمنا به عن من الشهر عشرا و جعلنا لبابه إقليدا

و قال أيضا

لست بالتبع اليماني إن لم تركض الخيل في سواد العراق

أو تؤدي ربيعة الخرج قسرا لم يعقها عوائق العواق

و قد كانت لكندة معه وقائع و حروب ، حتى غلبهم حجر بن عمرو بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة بن ملوك كهلان ، فدانوا له و جع أبوكرب إلى اليمن ، فقتله حمير و كان ملكه ثلثمائة و عشرين سنة .

ثم ملك من بعد أبي كرب هذا فيما قال ابن إسحق ربيعة بن نصر بن الحرث بن نمارة بن لخم و لخم أخو جذام . و قال ابن هشام و يقال ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر . كان أبو حارثة تخلف باليمن بعد خروج أبيه ، و أقام ربيعة بن نصر ملكا على اليمن بعد هؤلاء التبابعة الذين تقدم ذكرهم ، و وقع له شأن الرؤيا المشهورة . قال الطبري عن ابن إسحق عن بعض أهل العلم أن ربيعة بن نصر رأى رؤيا هالته و فظع بها ، و بعث في أهل مملكته في الكهنة و السحرة و المنجمين و أهل العيافة ، فأشاروا عليه باستحضار الكاهنين المشهورين لذلك العهد في إياد و غسان و هما شق و سطيح . قال الطبري شق هو أبو صعب شكر بن وهب بن أمول بن يزيد بن قيس عبقر بن أنمار ، و سطيح هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذيب بن عدي بن مازن بن غسان ، و لوقوع اسم ذيب في نسبه كان يعرف بالذيبي . فأحضرهما و قص عليهما رؤياه و أخبراه بتأويلها ، أن الحبشة يملكون بلاد اليمن من بعد ربيعة و قحطان بسعين سنة ، ثم يخرج عليهم ابن ذي يزن من عدن فيخرجهم ، و يملك عليهم اليمن ، ثم تكوه النبوة في قريش في بني غالب بن فهر . و وقع في نفس ربيعة أن الذي حدثه الكاهنان من أمر الحبشة كائن ، فجهز بينه و أهل بيته إلى العراق بما يصلحهم ، و كتب إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرداذ فأسكنهم الحيرة .

و من بيت ربيعة بن نصر كان النعمان ملك الحيرة ، و هو النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر . قال ابن إسحق و لما هلك ربيعة بن نصر اجتمع ملك اليمن لحسان بن تبان أسعد بن كرب . قال السهيلي و هو الذي استباح طسماً كما ذكرناه ، و بعث على المقدمة عبد كهلان بن يثرب بن ذي حرب بن حارث بن ملك بن عبدان بن حجر بن ذي رعين . و اسم ذي رعين يريم و هو ابن زيد الجمهور ، و قد مر نسبه إلى سبا الأصغر . و قال السهيلي في أيام حسان تبع كان خروج عمرو بن مزيقيا من اليمن بالأزد ، و هو غلط من السهيلي لأن أبا كرب أباه إنما غزا المدينة فيما قال هو صريخا للأوس و الخزرج على اليهود و هو من غسان و نسبه إلى مزيقيا ، فعلى هذا يكون الذي استصرخه الأوس و الخزرج على اليهود و هو من ملوك غسان كما يأتي في أخبارهم . قال ابن إسحق : و لما ملك حسان بن تبع بن تبان أسعد سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب و العجم كما كانت التبابعة تفعل ، فكرهت حمير و قبائل اليمن السير معه و أراداوا الرجوع إلى بلادهم ، فكلموا أخاً له كان معهم في العسكر يقال له عمرو ، و قالوا له اقتل أخاك نملكك و ترجع بنا إلى بلادنا . فتابعهم على ذلك و خالفه ذورعين في ذلك و نهى عمراً عن ذلك ، فلم يقبل و كتب في صحيفة و أودعها عنده :

ألا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين

فأما حمير غدرت و خانت فمعذرة الإله لذي رعين

ثم قتل أخاه بعرصة لخم ، و هي رحبة مالك بن طوق ، و رجع حمير إلى اليمن فمنع النوم عليه السهر ، وأجهده ذلك فشكى إلى الأطباء عدم نومه و الكهان و العرافين ، فقال ما قتل رجل أخاه إلا سلط عليه السهر . فجعل يقتل كل من أشار عليه بقتل أخيه و لم يغنه ذلك شيئاً ، و هم بذي رعين فذكره شعره فكانت فيه معذرته و نجاته . و كان عمرو هذا يسمى موثبان ، قال الطبري : لوثوبه على أخيه ، و قال ابن قتيبة لقلة غزوه و لزومه الوثب على الفراش . و هلك عمرو هذا لثلاث و ستين سنة من ملكه .قال الجرجاني و الطبري : ثم مرج أمر حمير من بعده و تفرقوا ، و كان ولد حسان تبع صغاراً لا يصلحون للملك و كان أكبرهم قد استهوته الجن ، فوثب على ملك التبابعة عبد كلال موثبا فملك عليهم أربعاً و تسعين سنة ، و كان يدين بالنصرانية ، ثم رجع ابن حسان تبع من استهواء الجن فملك على التبابعة . قال الجرجاني ملك ثلاثا و سبعين سنة و هو تابع الأصغر ذو المغازي و الآثار البعيدة . قال الطبري : و كان أبوه حسان تبع قد زوج بنته من عمرو بن حجر آكل المرارا بن عمرو بن معاوية من ملوك كندة ، فولدت له ابنه الحرث بن عمرو ، فكان ابن تبع بن حسان هذا ، فبعثه على بلاد معد ، و ملك على العرب بالحيرة مكان آل نصر بن ربيعة . قال و انعقد الصلح بينه و بين كيقباد ملك فرس على أن يكون
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 8:57 pm

الفرات حداً بينهم ، ثم أغارت العرب بشرقي الفرات ، فعاتبه على ذلك ، فقال لا أقدر على ضبط العرب إلا بالمال و الجند ، فأقطعه بلاداً من السواد ، و كتب الحرث إلى تبع يغريه بملك الفرس ، و تضعيف أمر كيقباد ، فغزاهم . و قيل إن الذي فعل ذلك هو عمرو بن حجر أبوه الذي ولاه تبع أبو كرب ، و أنه أغراه بالفرس و استقدمه إلى الحيرة ، فبعث عساكره من ولده الثلاثة إلى الصغد و الصين و الروم ، و قد تقدم ذكر ذلك .

قال الجرجاني : ثم ملك بعد تبع بن حسان تبع أخوه لأمه و هو مدثر بن عبد كلال ، فملك إحدى و أربعين سنة . ثم ملك من بعده ابنه وليعة بن مدثر سبعاً و ثلاثين سنة . ثم ملك من بعده أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شبيبة بن مدثر قيلف بن يعلق بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن ذي أصبح الحرب بن مالك ، أخو ذي رعين ، و كعب أبو سبا الأصغر . قال الجرجاني : و بعض الناس يزعم أن أبرهة بن الصباح إنما ملك تهامة فقط . قال : ثم ملك من بعده حسان بن عمرو بن تبع بن ملكيكرب سبعاً و خمسين سنة ، ثم ملك لخيتعة و لم يكن من أهل بيت المملكة . قال ابن إسحق و لما ملك لختيعة غلب عليهم ، و قتل خيارهم ، و عبث برجالات بيوت المملكة منهم ، قيل إنه كان ينكح ولدان حمير ، يريد بذلك أن لا يملكوا علهم ، و كانوا لا يملكون عليهم من نكح ، نقله ابن إسحق . و قال أقام عليهم مملكاً سبعا و عشرين سنة ، ثم وثب عليه ذو نواس زرعة تبع بن تبان أسعد بني كرب ، و هو حسان أبي ذي معاهر فيما قال ابن إسحق ، و كان صبياً حين قتل حسان ثم شب غلاما جميلا ذا هيئة و فضل و وضاءة ففتك بالختيعة في خلوة أراده فيها على مثل فعلاته القبيحة ، و علمت به حمير و قبائل اليمن فملكوه و اجتمعوا عليه ، و جدد ملك التبابعة ، و تسمى يوسف و تعصب لدين اليهودية ، و كانت مدته فيما قال ابن إسحق ثمانية و ستين سنة ، إلى هنا ترتيب أبي الحسن الجرجاني . ثم قال : و قال آخرون ملك بعد أفريقش بن أبرهة قيس بن صيفي ، و بعده الحرث بن قيس بن مياس ، ثم ماء السماء بن ممروه ثم شرحبيل و هو يصحب بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد بن عوف بن علي بن الهمال بن المنثلم بن جهيم ، ثم الصعب بن قرين بن الهمال بن المنثلم ، ثم زيد بن الهمال ، ثم ياسر بن الحرث بن عمرو بن يعفر ، ثم زهير بن عبد شمس أحد بني صيفي بن سبا الأصغر و كان فاسقا مجرما يفتض أبكار حمير حتى نشأت بلقيس بنت اليشرح بن ذي جدن بن اليشرح بن الحرث بن قيس بن صيفي فقتلته غيلة ، ثم ملكت . و لما أخذها سليمان ملك لملك بن شرحبيل ، ثم ملك ذو وداغ فقتله ملكيكرب بن تبع بن الأقرن و هو أبو ملك ، ثم هلك . فملك أسعد بن قيس بن زيد بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن الرايش بن قيس بن صيفي بن سبا ، و هو أبو كرب ، ثم ملك حسان ابنه فقتله عمرو أخوه و وقع الاختلاف في حمير ، و وثب على عمرو الختيعة ينوف ذو الشناتر و ملك . ثم قتله ذو نواس بن تبع و ملك . كلام الجرجاني .

و زعم ابن سعيد و نقله من كتب مؤرخي المشرق أن الحرث الرايش هو ابن ذي شداد و يعرف بذي مداثر ، و أن الذي ملك بعده ابنه الصعب و هو ذو القرنين ، ثم ابنه أبرهة بن الصعب و هو ذو المنار ، ثم العبد ذو الأشفارا بن أبرهة بن عمرو ذي الأذعار ابن أبرهة ، ثم قتله بلقيس . قال في التيجان : إن حمير خلعوه ، و ملكوا شرحبيل ابن غالب بن المنتاب بن زيد بن يعفر بن السكسك بن وائل و كان بمأرب ، فجاز به ذو الأذعار و حارب ابنه الهدهاد بن شرحبيل من بعده ، و ابنته بلقيس بنت الهدهاد الملكة من بعده ، فصالحته على التزويج و قتلته ، و غلبها سليمان عليه السلام على اليمن إلى أن هلك و ابنه رحبعم من بعده . و اجتمعت حمير من بعده على مالك بن عمرو ابن يعفر بن عمرو بن حمير بن المنتاب بن عمرو بن يزيد بن يعفر بن السكسك بن وائل بن حمير ، و ملك بعده ابنه شمر يرعش و هو الذي خرب سمرقند ، و ملك بعده ابنه صيفي بن شمر على اليمن ، و سار أخوه أفريقش بن شمر إلى أفريقية بالبربر و كنعان فملكها . ثم انتقل الملك إلى كهلان و قام به عمران بن عامر ماء السماء بن حارثة امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد و كان كاهنا ، و لما احتضر عهد إلى أخيه عمرو بن عامر المعروف بمزيقيا و أعلمه بخراب سد مأرب و هلاك اليمن بالسيل ، فخرج من اليمن بقومه و أصحاب اليمن سيل العرم فلم ينتظم لبني قحطان بيعته ، و استولى على قصر مأرب من بعده ربيعة بن نصر . ثم رأى رؤيا و نذر بملك الحبشة و بعث ولده إلى العراق و كتب إلى سابور الأشعاني فأسكنه الحيرة و كثرت الخوارج باليمن ، فاجتمع حمير على أن تكون لأبي كرب أسعد بن عدي بن صيفي فخرج من ظفار و غلب ملوك الطوائف باليمن ، و دوخ جزيرة العرب ، و حاصر الأوس و الخزرج بالمدينة ، وحمل حمير على اليهودية ، وطالت مدته و قتلته حمير ، و ملك بعده ابنه حسان الذي أباد طسماً ، ثم قتله أخوه عمرو بمداخلة حمير ، و هلك عمرو . فملك بعده أخوه لأبيه عبد كلال بن منوب ، و في أيامه خلع سابور أكتاف العرب . و ملك بعده تبع بن حسان و هو الذي بعث ابن أخيه الحرث بن عمرو الكندي إلى أرض بني معد بن عدنان بالحجاز فملك عليهم . و ملك بعده مرثد بن عبد كلال . ثم ابنه وليعة و كثرت الخوارج عليه ، و غلب أبرهة بن الصباح على تهامة اليمن ، و كان في ظفار دار التبابعة حسان بن عمرو بن أبي كرب ، ثم وثب بعده على ظفار ذو شناتر ، و قتله ذو نواس كما مر ، هذا ترتيب ابن سعيد في ملوكهم .و عند المسعودي : أنه لما هلك كليكرب بن تبع المعروف بالأقرن ، قال و هو الذي سار قومه نحو خراسان و الصغد و الصين ، و ولي بعد حسان بن تبع ، فاستقام له الأمر خمسا و عشرين سنة ، ثم قتله أخوه عمرو بن تبع ، و ملك أربعا و ستين سنة ، ثم تبع أبو كرب و هو الذي غزا يثرب و كسا الكعبة بعد أن أراد هدمها ، و منعه الحبران من اليهود ، و تهود و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى