تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
نبي الرس ، و الرس ما بين نجران إلى اليمن و من حضرموت إلى اليمامة ، ثم ذكر يعرب بن قحطان و قال فيهم الحميرية و العداد انتهى . قال ابن سعيد و ملك بعد يعرب ابنه يشجب و قيل اسمه يمن و استبد أعمامه بما في أيديهم من الممالك ، و ملك بعده ابنه عبد شمس و قيل عابر و يسمى سبا لأنه قيل إنه أول من سن السبي ، و بنى مدينة سبا و سد مأرب . و قال صاحب التيجان إنه غزا الأقطار و بنى مدينة عين شمس بإقليم مصر و ولى عليها ابنه بابليون . و كان لسبا من الولد كثير و أشهرهم حمير و كهلان اللذان منهما الأمتان العظيمتان من اليمنية أهل الكثرة و الملك و العز و ملك حمير منهم أعظمه . و كان منهم التبابعة كما يذكر في أخبارهم ، و عد ابن حزم في ولده زيدان و ابنه نجران بن زيدان و به سميت البلد . و لما هلك سبا قام بالملك بعد ابنه حمير و يعرف بالعرنجج ، و قيل هو أول من تتوج بالذهب و يقال إنه ملك خمسين سنة ، و كان له من الولد ستة فيما قال السهيلي : واثل و مالك و زيد و عامر و عوف و سعد . و قال أبو محمد بن حزم الهميسع : و مالك و زيد و واثل و مشروح و معد يكرب و أوس و مرة . و عاش فيما قال السهيلي ثلثمائة سنة ، و ملك بعده ابنه واثل و تغلب أخوه مالك بن حمير على عمان ، فكانت بينهما حروب . و قال ابن سعيد : إن الذي ملك بعد حمير على عمان ، فكان بينهما حروب . و قال ابن سعيد : إن الذي ملك بعد حمير أخوه كهلان ، و من بعده واثل بن حمير ، ثم من بعد واثل السكسك بن واثل ، و كانت مالك بن حمير قد هلك و غلب على عمان بعده ابنه قضاعة فحاربه السكسك و أخرجه عنها ، و ملك بعده ابنه يعفر بن السكسك ، و خرجت عليه الخوارج ، و حاربه ملك بن الحاف بن قضاعة ، و طالت الفتنة بينهما ، و هلك يعفر و خلف ابنه النعمان حملا و يعرف بالمعافر ، و استبد عليه من بني حمير ماران بن عوف بن حمير و يعرف بذي رياش و كان صاحب البحرين ، فنزل نجران و اشتغل بحرب مالك بن الحاف بن قضاعة .
و لما كبر النعمان حبس ذارياش و استبد بأمره وطال عمره و ملك بعده ابنه أسجم بن المعافر ، فاضطربت أحوال حمير ، و صار ملكهم طوائف إلى أن استقر في الرايش و بنيه التبابعة كما نذكره .
و يقال إن بني كهلان تداولوا الملك مع حمير هؤلاء ، و ملك منهم جبار بن غالب بن كهلان ، و ملك أيضاً من شعوب قحطان نجران بن زيد بن يعرب بن قحطان ، و ملك من حمير هؤلاء ثم من بني الهميسع بن حمير أبين بن زهير بن الغوث بن أبين بن الهميسع ، و إليه نسب عرب أبين من بلاد اليمن ، و ملك منهم أيضا عبد شمس بن واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير ، ثم ملك من أعقابه شداد بن الملطاط بن عمرو بن ذي هرم بن الصوان بن عبد شمس ، و بعده أخوه و بعد أخوه لقمان ، ثم أخوهما ذو شدد و هداد و مداثر ، و بعده ابنه الصعب و يقال إنه ذو القرنين ، و بعده أخوه الحرث بن ذي شدد ، و هو الرائش جد الملوك التبابعة . و ملك في حمير أيضا من بني الهميسع من بني عبد شمس هؤلاء حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس .
قال أبو المنذر هشام بن الكلبي في كتاب الأنساب و نقلته من أصل عتيق بخط القاضي المحدث أبي القاسم بن عبد الرحمن بن حبيش قال : ذكر الكلبي عن رجل من حمير من ذي الكلاع قال : أقبل قيس يحرق موضعا باليمن ، فأبدى عن أزج ، فدخل فيه ، فوجد سريرا عليه رجل ميت و عليه جباب و شيء مذهبة ، في رأسه تاج ، و بين يديه مجحن من ذهب ، و في رأسه ياقوتة حمراء ، و إذا لوح مكتوب فيها : بسم الله رب حمير أنا حسان بن عمرو القيل مات في زمان هيد و ما هيد هلك فيها اثنا عشر ألف قبيل فكنت آخرهم قبيلا فابتنيت ذا شعبين ليجرني من الموت فاخفرني كلامه . و قال الطبري : و قيل أن أول من ملك من اليمن من حمير شمر بن الأملوك كان لعهد موسى عليه السلام و بني طفار و أخرج منها العمالقة ، و يقال كان من عمال الفرس على اليمن . انتهى الكلام في أخبار حمير الأول و الله سبحانه و تعالى ولي العون .
الخبر عن ملوك التبابعة من حمير و أوليتهم باليمن و مصاير أمورهم
هؤلاء الملوك من ولد عبد شمي بن واثل بن الغوث باتفاق من النسابين ، و قد مر نسبه إلى حمير ، و كانت مدائن ملكهم صنعاء ، و مأرب على ثلاث مراحل منها ، و كان بها السد ، ضربته بلقيس ملكة من ملوكهم سدا ما بين جبلين بالصخر و القار ، فحقنت به ماء العيون و الأمطار ، و تركت فيه خروقا على قدر ما يحتاجون إليه في سقيهم ، و هو الذي يسمى العرم و السكر و هو جمع لا واحد له من لفظه قال الجعدي :
من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيله العرما
أي السد و يقال إن الذي بنى السد هو حمير أبو القبائل اليمنية كلها قال الأعشى :
ففي ذلك للمؤتسى أسوة مأرب غطى عليه العرم
رخام بناه لهم حمير إذا جاءه من رامه لم يرم و قيل بناه لقمان الأكبر ابن عاد كما قاله المسعودي ، و قال : جعله فرسخا في فرسخ ، و جعل له ثلاثين شعبا . و قيل و هو الأليق و الأصوب أنه من بناء سبا بن يشجب ، و أنه ساق إليه سبعين واديا ، و مات قبل إتمامه ، فأتمه ملوك حمير من بعده . و إنما رجحناه لأن المباني العظيمة ، و الهياكل الشامخة ، لا يستقل بها الواحد كما قدمناه في الكتاب الأول ، فأقاموا في جناته عن اليمين و الشمال كما وصف القرآن . و دولتهم يومئذ أوفرما كانت ، و
و لما كبر النعمان حبس ذارياش و استبد بأمره وطال عمره و ملك بعده ابنه أسجم بن المعافر ، فاضطربت أحوال حمير ، و صار ملكهم طوائف إلى أن استقر في الرايش و بنيه التبابعة كما نذكره .
و يقال إن بني كهلان تداولوا الملك مع حمير هؤلاء ، و ملك منهم جبار بن غالب بن كهلان ، و ملك أيضاً من شعوب قحطان نجران بن زيد بن يعرب بن قحطان ، و ملك من حمير هؤلاء ثم من بني الهميسع بن حمير أبين بن زهير بن الغوث بن أبين بن الهميسع ، و إليه نسب عرب أبين من بلاد اليمن ، و ملك منهم أيضا عبد شمس بن واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن أبين بن الهميسع بن حمير ، ثم ملك من أعقابه شداد بن الملطاط بن عمرو بن ذي هرم بن الصوان بن عبد شمس ، و بعده أخوه و بعد أخوه لقمان ، ثم أخوهما ذو شدد و هداد و مداثر ، و بعده ابنه الصعب و يقال إنه ذو القرنين ، و بعده أخوه الحرث بن ذي شدد ، و هو الرائش جد الملوك التبابعة . و ملك في حمير أيضا من بني الهميسع من بني عبد شمس هؤلاء حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس .
قال أبو المنذر هشام بن الكلبي في كتاب الأنساب و نقلته من أصل عتيق بخط القاضي المحدث أبي القاسم بن عبد الرحمن بن حبيش قال : ذكر الكلبي عن رجل من حمير من ذي الكلاع قال : أقبل قيس يحرق موضعا باليمن ، فأبدى عن أزج ، فدخل فيه ، فوجد سريرا عليه رجل ميت و عليه جباب و شيء مذهبة ، في رأسه تاج ، و بين يديه مجحن من ذهب ، و في رأسه ياقوتة حمراء ، و إذا لوح مكتوب فيها : بسم الله رب حمير أنا حسان بن عمرو القيل مات في زمان هيد و ما هيد هلك فيها اثنا عشر ألف قبيل فكنت آخرهم قبيلا فابتنيت ذا شعبين ليجرني من الموت فاخفرني كلامه . و قال الطبري : و قيل أن أول من ملك من اليمن من حمير شمر بن الأملوك كان لعهد موسى عليه السلام و بني طفار و أخرج منها العمالقة ، و يقال كان من عمال الفرس على اليمن . انتهى الكلام في أخبار حمير الأول و الله سبحانه و تعالى ولي العون .
الخبر عن ملوك التبابعة من حمير و أوليتهم باليمن و مصاير أمورهم
هؤلاء الملوك من ولد عبد شمي بن واثل بن الغوث باتفاق من النسابين ، و قد مر نسبه إلى حمير ، و كانت مدائن ملكهم صنعاء ، و مأرب على ثلاث مراحل منها ، و كان بها السد ، ضربته بلقيس ملكة من ملوكهم سدا ما بين جبلين بالصخر و القار ، فحقنت به ماء العيون و الأمطار ، و تركت فيه خروقا على قدر ما يحتاجون إليه في سقيهم ، و هو الذي يسمى العرم و السكر و هو جمع لا واحد له من لفظه قال الجعدي :
من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيله العرما
أي السد و يقال إن الذي بنى السد هو حمير أبو القبائل اليمنية كلها قال الأعشى :
ففي ذلك للمؤتسى أسوة مأرب غطى عليه العرم
رخام بناه لهم حمير إذا جاءه من رامه لم يرم و قيل بناه لقمان الأكبر ابن عاد كما قاله المسعودي ، و قال : جعله فرسخا في فرسخ ، و جعل له ثلاثين شعبا . و قيل و هو الأليق و الأصوب أنه من بناء سبا بن يشجب ، و أنه ساق إليه سبعين واديا ، و مات قبل إتمامه ، فأتمه ملوك حمير من بعده . و إنما رجحناه لأن المباني العظيمة ، و الهياكل الشامخة ، لا يستقل بها الواحد كما قدمناه في الكتاب الأول ، فأقاموا في جناته عن اليمين و الشمال كما وصف القرآن . و دولتهم يومئذ أوفرما كانت ، و
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
أترف و أبذخ و أعلى يداً و أظهر ، فلما طغوا و أعرضوا سلط الله عليهم الخلد ، و هو الجرذ فنقبه من أسفله فأجحفهم السيل ، و أغرق جناتهم ، و خربت أرضهم ، و تمزق ملكهم ، و صاروا أحاديث .
و كان هؤلاء التبابعة ملوكا عدة في عصور متعاقبة ، و أحقاب متطاولة ، لم يضبطهم الحصر ، و لا تقيدت منهم الشوارد ، و ربما كانوا يتجاوزون ملك اليمن إلى ما بعد عنهم من العراق و الهند و المغرب تارة ، و يقتصرون على يمنهم أخرى ، فاختلفت أحوالهم و اتفقت أسماء كثيرة من ملوكهم ، و وقع الليس في نقل أيامهم و دولهم ، فلنأت بما صح منها متحريا جهد الاستطاعة عن طموس من الفكر ، و اقتفاء التقاييد المرجوع إليها و الأصول المعتمد على نقلها ، و عدم الوقوف على أخبارهم مدونة في كتاب واحد و الله المستعان .
قال السهيلي : معنى تبع الملك المتبع . و قال صاحب المحكم : التبابعة ملوك اليمن و أحدهم تبع لأنهم يتبع بعضهم بعضا كلما هلك واحد قام آخر تابعا له في سيرته ، و زادوا الباء في التبابعة لإرادة النسب . قال الزمخشري : قيل لملوك اليمن التبابعة لأنهم يتبعون ، كما قيل الأقيال لأنهم يتقيلون . قال المسعودي : و لم يكونوا يسمون الملك منهم تبعا حتى يملك اليمن و الشحر و حضرموت ، و قيل حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس ، و من لم يكن له شيء من الأمرين فيسمى ملكا و لا يقال له تبع . و أول ملوك التبابعة باتفاق من المؤرخين ، الحرث الرائش ، و إنما سمي الرائش لأنه راش الناس بالعطاء . أو اختلف الناس في نسبه بعد اتفاقهم على أنه من ولد واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن إبين بن الهميسع بن حمير فقال ابن إسحق و أبو المنذر بن الكلبي : إن قيسا بن معاوية بن جشم . فابن اسحق يقول في نسبه إلى سبا الحرث بن عدي بن صيفي ، و ابن الكلبي يقول الحرث بن قيس بن صيفي . و قال السهيلي هو الحرث بن همال بن ذي سدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن واثل و جشم جد سباهو بن عبد شمس ، هذا عند المسعودي . و عند بعضهم أنه أخوه و أنهما معاً ابنا واثل . و ذكر المسعودي عن عبيد بن شربة الجرهمي ، و قد سأل معاوية عن ملوك اليمن في خبر طويل و نسب الحرث منهم ، فقال : هو الحرث بن شداد بن الملطاط بن عمرو و أما الطبري فاختلف نسبه في نسب الحرث ، فمرة قال : و بيت ملك التبابعة في سبا الأصغر و نسبه كما مر و قال في موضع آخر و الحرث بن ذي شدد هو الرائش جد الملوك التبابعة ، فجعله إلى شدد و لم ينسبه إلى قيس و لا عدي من ولد سبا . و كذلك اضطرب أبو محمد بن حزم في نسبه في الجمهرة مرة إلى الملطاط و مرة إلى سبا الأصغر ، و الظاهر أنه تبع في ذلك الطبري و الله أعلم .
و ملك الحرث الرائش فيما قالوا مائة و خمسا و عشرين سنة و كان يسمى تبعا ، و كان مؤمنا فيما قال السهيلي . ثم ملك بعده ابنه أبرهة ذو المنار مائة مائة و ثمانين سنة . قال المسعودي ، و قال ابن هشام : أبرهة ذو المنار هو ابن الصعب بن ذي مداثر بن الملطاط ، و سمي ذا المنار لأنه رفع المنار ليهتدي به ، ثم ملك من بعده أفريقش بن أبرهة مائة و ستين سنة . و قال ابن حزم هو أفريقش بن قيس بن صيفي أخو الحرث الرائش ، و هو الذي ذهب بقبائل العرب إلى أفريقية ، و به سميت و ساق البربر إليها من أرض كنعان ، مر بها عندما غلبهم يوشع و قتلهم ، فاحتمل الفل منهم ، و ساقهم إلى أفريقية ، فأنزلهم بها ، و قتل ملكها جرجير . و يقال إنه الذي سمى البرابرة بهذا الإسم لأنه لما افتتح المغرب ، و سمع رطانتهم قال : ما أكثر بربرتهم فسموا البرابرة . و البربرة في لغة العرب هي اختلاط أصوات غير مفهومة ، و منه بربرة الأسد . و لما رجع من غزو المغرب ترك هنالك من قبائل حمير صنهاجة و كتامة فهم إلى الآن بها ، و ليسوا من نسب البربر ، قاله الطبري و الجرجاني و المسعودي و ابن الكلبي و السهيلي و جميع النسابين .
ثم ملك من بعد افريقش أخوه العبد بن أبرهة ، و هو ذو الأذعار عند المسعودي قال : سمي بذلك لكثرة ذعر الناس من جوره . و ملك خمسا و عشرين سنة ، و كان على عهد سليمان بن داود بن داود و قبله بقليل ، و غزا ديار المغرب ، و سار إليه كيقاوس بن كنعان ملك فارس فبارزه و انهزم كيقاوس و أسره ذو الأذعار ، حتى استنقذه بعد حين من يده وزيره رستم زحف إليه بجموع فارس إلى اليمن و حارب ذا الأذعار فغلبه و استخلص كيقاوس من أسره كما نذكره في أخبار ملوك فارس . و قال الطبري إن ذا الأذعار اسمه عمرو بن ابرهة ذي المنار بن الحرث الرائش بن قيس بن صيفي بن سبا الأصغر انتهى . و كان مهلك ذي الأذعار فيما ذكر ابن هشام مسموما على يد الملكة بلقيس .و ملك من بعده الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن ذي الأذعار و هو ذو الصرح و ملك ستا أو عشرا فيما قال المسعودي . و ملكت بعده ابنته بلقيس سبع سنين . و قال الطبري : إن اسم بلقيس يلقمة بنت اليشرح بن الحرث بن قيس انتهى . ثم غلبهم سليمان عليه السلام على اليمن كما وقع في القرآن فيقال تزوجها ، و يقال بل عزلها في التأيم ، فتزوجت سدد بن زراعة بن سبا ، و أقاموا في ملك سليمان و ابنه أربعا و عشرين سنة . ثم قال بملكهم ناشر بن عمرو ذي الأذعار ، و يعرف بناشر النعم ، لفظين مركبين جعلا اسما واحداً كذا ضبطه الجرجاني . و قال السهيلي ناشر بن عمرو ، ثم قال و يقال ناشر النعم . و في كتاب المسعودي نافس بن عمرو ، و لعله تصحيف و نسبه إلى عمرو ذي الأذعار و ليس يتحقق في هذه الأنساب كلها أنها للصلب فإن الآماد ، طويلة و الأحقاب بعيدة ، و قد يكون بين اثنتين منهما عدد من الآباء ، و قد يكون ملصقا به . و قال هشام بن الكلبي أن ملك اليمن صار
و كان هؤلاء التبابعة ملوكا عدة في عصور متعاقبة ، و أحقاب متطاولة ، لم يضبطهم الحصر ، و لا تقيدت منهم الشوارد ، و ربما كانوا يتجاوزون ملك اليمن إلى ما بعد عنهم من العراق و الهند و المغرب تارة ، و يقتصرون على يمنهم أخرى ، فاختلفت أحوالهم و اتفقت أسماء كثيرة من ملوكهم ، و وقع الليس في نقل أيامهم و دولهم ، فلنأت بما صح منها متحريا جهد الاستطاعة عن طموس من الفكر ، و اقتفاء التقاييد المرجوع إليها و الأصول المعتمد على نقلها ، و عدم الوقوف على أخبارهم مدونة في كتاب واحد و الله المستعان .
قال السهيلي : معنى تبع الملك المتبع . و قال صاحب المحكم : التبابعة ملوك اليمن و أحدهم تبع لأنهم يتبع بعضهم بعضا كلما هلك واحد قام آخر تابعا له في سيرته ، و زادوا الباء في التبابعة لإرادة النسب . قال الزمخشري : قيل لملوك اليمن التبابعة لأنهم يتبعون ، كما قيل الأقيال لأنهم يتقيلون . قال المسعودي : و لم يكونوا يسمون الملك منهم تبعا حتى يملك اليمن و الشحر و حضرموت ، و قيل حتى يتبعه بنو جشم بن عبد شمس ، و من لم يكن له شيء من الأمرين فيسمى ملكا و لا يقال له تبع . و أول ملوك التبابعة باتفاق من المؤرخين ، الحرث الرائش ، و إنما سمي الرائش لأنه راش الناس بالعطاء . أو اختلف الناس في نسبه بعد اتفاقهم على أنه من ولد واثل بن الغوث بن حيران بن قطن بن عريب بن زهير بن إبين بن الهميسع بن حمير فقال ابن إسحق و أبو المنذر بن الكلبي : إن قيسا بن معاوية بن جشم . فابن اسحق يقول في نسبه إلى سبا الحرث بن عدي بن صيفي ، و ابن الكلبي يقول الحرث بن قيس بن صيفي . و قال السهيلي هو الحرث بن همال بن ذي سدد بن الملطاط بن عمرو بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن واثل و جشم جد سباهو بن عبد شمس ، هذا عند المسعودي . و عند بعضهم أنه أخوه و أنهما معاً ابنا واثل . و ذكر المسعودي عن عبيد بن شربة الجرهمي ، و قد سأل معاوية عن ملوك اليمن في خبر طويل و نسب الحرث منهم ، فقال : هو الحرث بن شداد بن الملطاط بن عمرو و أما الطبري فاختلف نسبه في نسب الحرث ، فمرة قال : و بيت ملك التبابعة في سبا الأصغر و نسبه كما مر و قال في موضع آخر و الحرث بن ذي شدد هو الرائش جد الملوك التبابعة ، فجعله إلى شدد و لم ينسبه إلى قيس و لا عدي من ولد سبا . و كذلك اضطرب أبو محمد بن حزم في نسبه في الجمهرة مرة إلى الملطاط و مرة إلى سبا الأصغر ، و الظاهر أنه تبع في ذلك الطبري و الله أعلم .
و ملك الحرث الرائش فيما قالوا مائة و خمسا و عشرين سنة و كان يسمى تبعا ، و كان مؤمنا فيما قال السهيلي . ثم ملك بعده ابنه أبرهة ذو المنار مائة مائة و ثمانين سنة . قال المسعودي ، و قال ابن هشام : أبرهة ذو المنار هو ابن الصعب بن ذي مداثر بن الملطاط ، و سمي ذا المنار لأنه رفع المنار ليهتدي به ، ثم ملك من بعده أفريقش بن أبرهة مائة و ستين سنة . و قال ابن حزم هو أفريقش بن قيس بن صيفي أخو الحرث الرائش ، و هو الذي ذهب بقبائل العرب إلى أفريقية ، و به سميت و ساق البربر إليها من أرض كنعان ، مر بها عندما غلبهم يوشع و قتلهم ، فاحتمل الفل منهم ، و ساقهم إلى أفريقية ، فأنزلهم بها ، و قتل ملكها جرجير . و يقال إنه الذي سمى البرابرة بهذا الإسم لأنه لما افتتح المغرب ، و سمع رطانتهم قال : ما أكثر بربرتهم فسموا البرابرة . و البربرة في لغة العرب هي اختلاط أصوات غير مفهومة ، و منه بربرة الأسد . و لما رجع من غزو المغرب ترك هنالك من قبائل حمير صنهاجة و كتامة فهم إلى الآن بها ، و ليسوا من نسب البربر ، قاله الطبري و الجرجاني و المسعودي و ابن الكلبي و السهيلي و جميع النسابين .
ثم ملك من بعد افريقش أخوه العبد بن أبرهة ، و هو ذو الأذعار عند المسعودي قال : سمي بذلك لكثرة ذعر الناس من جوره . و ملك خمسا و عشرين سنة ، و كان على عهد سليمان بن داود بن داود و قبله بقليل ، و غزا ديار المغرب ، و سار إليه كيقاوس بن كنعان ملك فارس فبارزه و انهزم كيقاوس و أسره ذو الأذعار ، حتى استنقذه بعد حين من يده وزيره رستم زحف إليه بجموع فارس إلى اليمن و حارب ذا الأذعار فغلبه و استخلص كيقاوس من أسره كما نذكره في أخبار ملوك فارس . و قال الطبري إن ذا الأذعار اسمه عمرو بن ابرهة ذي المنار بن الحرث الرائش بن قيس بن صيفي بن سبا الأصغر انتهى . و كان مهلك ذي الأذعار فيما ذكر ابن هشام مسموما على يد الملكة بلقيس .و ملك من بعده الهدهاد بن شرحبيل بن عمرو بن ذي الأذعار و هو ذو الصرح و ملك ستا أو عشرا فيما قال المسعودي . و ملكت بعده ابنته بلقيس سبع سنين . و قال الطبري : إن اسم بلقيس يلقمة بنت اليشرح بن الحرث بن قيس انتهى . ثم غلبهم سليمان عليه السلام على اليمن كما وقع في القرآن فيقال تزوجها ، و يقال بل عزلها في التأيم ، فتزوجت سدد بن زراعة بن سبا ، و أقاموا في ملك سليمان و ابنه أربعا و عشرين سنة . ثم قال بملكهم ناشر بن عمرو ذي الأذعار ، و يعرف بناشر النعم ، لفظين مركبين جعلا اسما واحداً كذا ضبطه الجرجاني . و قال السهيلي ناشر بن عمرو ، ثم قال و يقال ناشر النعم . و في كتاب المسعودي نافس بن عمرو ، و لعله تصحيف و نسبه إلى عمرو ذي الأذعار و ليس يتحقق في هذه الأنساب كلها أنها للصلب فإن الآماد ، طويلة و الأحقاب بعيدة ، و قد يكون بين اثنتين منهما عدد من الآباء ، و قد يكون ملصقا به . و قال هشام بن الكلبي أن ملك اليمن صار
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
بعد بلقيس إلى ناشر بن عمرو بن يعفر الذي يقال له ياسر أنعم ، لإنعامه عليهم بما جمع من أمرهم و قوي من ملكهم . و زعم أهل اليمن أنه سار غازياً إلى المغرب ، فبلغ وادي الرمل و لم يبلغه أحد و لم يجد فيه مجازاً لكثرة الرمل ، و عبر بعض أصحابه ، فلم يرجعوا فأمر بصنم من نحاس نصب على شفير الوادي ، و كتب في صدره بالخط المسند هذا الصنم لياسر أنعم الحميري ليس وراءه مذهب فلا يتكلف أحد ذلك فيعطب انتهى .
ثم ملك بعد ياسر هذا ابنه شمر مرعش ، سمي بذلك لارتعاش كان به . و يقال إنه وطئ أرض العراق و فارس و خراسان و افتتح مدائنها و خرب مدينة الصغد وراء جيحون ، فقالت العجم ( شمركنداي ) شمر خرب . و بني مدينة هنالك فسميت باسمه هذا ، عربته العرب فصار سمرقند . و يقال أنه الذي قاتل قباذ ملك الفرس و أسره ، و أنه الذي حير الحيرة . و كان ملكه مائة و ستين سنة ، و ذكر بعض الإخباريين أنه ملك بلاد الروم ، و أنه الذي استعمل عليهم ماهان قيصر فهلك ، و ملك بعده ابنه دقيوس . و قال السهيلي في شمر مرعش الذي سميت به سمرقند أنه شمر بن مالك و مالك هو الأملوك الذي قيل فيه :
فنقب عن الأملوك و اهتف بذكره و عش دار عز لا يغالبه الدهر
و هذا غلط من السهيلي فإنهم مجمعون على أن الأملوك كان لعهد موسى صلوات الله عليه و شمر من أعقاب ذي الأذعار كان على عهد سليمان ، فلا يصح ذلك إلا أن يكون شمر ابرهة ، و يكون أول دولة التبابعة .
ثم ملك على التبابعة بعد شمر مرعش تبع الأقرن و اسمه زيد . قال السهيلي و هو ابن شمر مرعش و قال الطبري إنه ابن عمرو ذي الأذعار . و قال السهيلي إنما سمي الأقرن لشامة كانت في قرنه ، و ملك ثلاثا و خمسين سنة . و قال المسعودي ثلاثا و ستين . ثم ملك من بعده ابنه ملكيكرب و كان مضعفا و لم يغزقط إلى أن مات . و ملك بعده ابنه تبان أسعد أبو كرب ، و يقال هو تبع الآخر و هو المشهور من ملوك التبابعة . و عند الطبري أن الذي بعد ياسر ينعم بن عمرو ذي الأذعار تبع الأقرن أخوه ، ثم بعد تبع الأقرن شمر مرعش بن ياسر ينعم ، ثم من بعده تبع الأصغر و هو تبان أسعد أبو كرب هذا هو تبع الآخر و هو المشهور من ملوك التبابعة . و قال الطبري : و يقال له الرائد و كان على عهد يستاسب و حافده أردشير يمن ابن ابنه اسفنديار من ملوك الفرس و أنه شخص من اليمن غازيا و مر بالحيرة فتحير عسكره هنالك فسميت الحيرة . و خلف قوما من الأزد و لخم و جذام و عاملة و قضاعة فأقاموا هنالك و بنو الإطام ، و اجتمع إليهم ناس من طيرة و كلب و السكون و أيام و الحرث بن كعب . ثم توجه إلى الأنبار ثم الموصل ثم أذربيجان ، و لقي الترك فهزمهم و قتل و سبى ، ثم رجع إلى اليمن ، و هابته الملوك و هادنه ملوك الهند . ثم رجع لغزو الترك ، و بعث ابنه حسان إلى الصغد ، و ابنه يعفو إلى الروم ، و ابن أخيه شمر ذي الجناح إلى الفرس . و إن شمر لقي كيقباذ ملك الفرس فهزمه ، و ملك سمرقند و قتله ، و جاز إلى الصين فوجد أخاه حسان قد سبقه إليها ، فأثخنا في القتل و السبي ، و انصرفا بما معهما من الغنائم إلى أبيهما . و بعث ابنه يعفر إلى القسطنطينية فتلقوه الجزية ، و الأتاوة فسار إلى رومة، و حصرها و وقع الطاعون في عسكره ، فاستضعفهم الروم و وثبوا عليهم فقتلوهم ، و لم يفلت منهم أحد . ثم رجع إلى اليمن ، و يقال أنه ترك ببلاد الصين قوما من حمير و أنهم بها لهذا العهد ، و أنه ترك ضعفاء الناس بظاهر الكوفة فتحيروا هنالك و أقاموا معهم من كل قبائل العرب .و قال ابن إسحق إن الذي سار إلى المشرق من التبابعة تبع الآخر ، و هو تبان أسعد أبو كرب بن ملكيكرب بن زيد الأقرن ابن عمرو ذي الأذعار ، و تبان أسعد هو حسان تبع و هو فيما يقال أول من كسا الكعبة ، و ذكر ابن إسحق الملأ و الوصائل ، و أوصى ولاته من جرهم بتطهيرها و جعل لها بابا و مفتاحا ، و ذكر ابن إسحق أنه أخذ بدين اليهودية ، و ذكر في سبب تهوده أنه لما غزا إلى المشرق مر بالمدينة يثرب فملكها ، و خلف ابنه فيهم ، فعدوا عليه و قتلوه غيلة و رئسهم يومئذ عمرو بن الطلة من بني النجار . فلما أقبل من المشرق و جعل طريقه على المدينة مجمعا على خرابها فجمع هذا الحي من أبناء قيلة لقتاله فقاتلهم ، و بينما هم على ذلك جاءه حبران من أحبار يهود من بني قريظة ، و قالا له : لا تفعل فإنك لن تقدر و أنها مهاجر نبي قرشي يخرج آخر الزمان فتكون قراراً له . و أنه أعجب بهما و اتبعهما على دينهما ، ثم مضى لوجهه . و لقيه دون مكة نفر من هذيل ، و أغروه بمال الكعبة و ما فيها من الجواهر و الكنوز ، فنهاه الحبران عن ذلك و قالا له إنما أراد هؤلاء هلاكك . فقتل النفر من الهذليين و قدم مكة فأمره الحبران بالطواف بها و الخضوع ، ثم كساها كما تقدم ، و أمر ولاتها من جرهم بتطهيرها من الدماء و الحيض و سائر النجاسات ، و جعل لها بابا و مفتاحا ، ثم سار إلى اليمن . و قد ذكر قومه ما أخذ به من دين اليهودية ، و كانوا يعبدون الأوثان ، فتعرضوا لمنعه ثم حاكموه إلى النار التي كانوا يحاكمون إليها ، فتأكل الظالم وتدع المظلوم ، و جاؤوا بأوثانهم . و خرج الجيران متقلدان المصاحف ، و دخل الحميريون فأكلتهم أوثانهم ، و خرج الحبران منها ترشح وجوههم عرقا ، فآمنت حمير عند ذلك ، و أجمعوا على اتباع اليهودية . و نقل السهيلي عن ابن قتيبة في هذه الحكاية أن غزاة تبع هذه ، إنما هي استصراخة أبناء قيلة على اليهود ، فإنهم كانوا نزلوا مع اليهود حين أخرجوهم من اليمن على شروط ، فنقضت عليهم اليهود فاستغاثوا بتبع فعند ذلك قدمها و قد قيل : إن الذي استصرخه أبناء قيلة على اليهود إنما هو أبو جبلة من ملوك غسان بالشام ، جاء به مالك بن عجلان ، فقتل اليهود بالمدينة ، و كان من الخزرج كما نذكر بعد . و يعضد هذا أن مالك بن عجلان بعيد عن عهد تبع بكثير ، يقال إنه كان قبل الإسلام
ثم ملك بعد ياسر هذا ابنه شمر مرعش ، سمي بذلك لارتعاش كان به . و يقال إنه وطئ أرض العراق و فارس و خراسان و افتتح مدائنها و خرب مدينة الصغد وراء جيحون ، فقالت العجم ( شمركنداي ) شمر خرب . و بني مدينة هنالك فسميت باسمه هذا ، عربته العرب فصار سمرقند . و يقال أنه الذي قاتل قباذ ملك الفرس و أسره ، و أنه الذي حير الحيرة . و كان ملكه مائة و ستين سنة ، و ذكر بعض الإخباريين أنه ملك بلاد الروم ، و أنه الذي استعمل عليهم ماهان قيصر فهلك ، و ملك بعده ابنه دقيوس . و قال السهيلي في شمر مرعش الذي سميت به سمرقند أنه شمر بن مالك و مالك هو الأملوك الذي قيل فيه :
فنقب عن الأملوك و اهتف بذكره و عش دار عز لا يغالبه الدهر
و هذا غلط من السهيلي فإنهم مجمعون على أن الأملوك كان لعهد موسى صلوات الله عليه و شمر من أعقاب ذي الأذعار كان على عهد سليمان ، فلا يصح ذلك إلا أن يكون شمر ابرهة ، و يكون أول دولة التبابعة .
ثم ملك على التبابعة بعد شمر مرعش تبع الأقرن و اسمه زيد . قال السهيلي و هو ابن شمر مرعش و قال الطبري إنه ابن عمرو ذي الأذعار . و قال السهيلي إنما سمي الأقرن لشامة كانت في قرنه ، و ملك ثلاثا و خمسين سنة . و قال المسعودي ثلاثا و ستين . ثم ملك من بعده ابنه ملكيكرب و كان مضعفا و لم يغزقط إلى أن مات . و ملك بعده ابنه تبان أسعد أبو كرب ، و يقال هو تبع الآخر و هو المشهور من ملوك التبابعة . و عند الطبري أن الذي بعد ياسر ينعم بن عمرو ذي الأذعار تبع الأقرن أخوه ، ثم بعد تبع الأقرن شمر مرعش بن ياسر ينعم ، ثم من بعده تبع الأصغر و هو تبان أسعد أبو كرب هذا هو تبع الآخر و هو المشهور من ملوك التبابعة . و قال الطبري : و يقال له الرائد و كان على عهد يستاسب و حافده أردشير يمن ابن ابنه اسفنديار من ملوك الفرس و أنه شخص من اليمن غازيا و مر بالحيرة فتحير عسكره هنالك فسميت الحيرة . و خلف قوما من الأزد و لخم و جذام و عاملة و قضاعة فأقاموا هنالك و بنو الإطام ، و اجتمع إليهم ناس من طيرة و كلب و السكون و أيام و الحرث بن كعب . ثم توجه إلى الأنبار ثم الموصل ثم أذربيجان ، و لقي الترك فهزمهم و قتل و سبى ، ثم رجع إلى اليمن ، و هابته الملوك و هادنه ملوك الهند . ثم رجع لغزو الترك ، و بعث ابنه حسان إلى الصغد ، و ابنه يعفو إلى الروم ، و ابن أخيه شمر ذي الجناح إلى الفرس . و إن شمر لقي كيقباذ ملك الفرس فهزمه ، و ملك سمرقند و قتله ، و جاز إلى الصين فوجد أخاه حسان قد سبقه إليها ، فأثخنا في القتل و السبي ، و انصرفا بما معهما من الغنائم إلى أبيهما . و بعث ابنه يعفر إلى القسطنطينية فتلقوه الجزية ، و الأتاوة فسار إلى رومة، و حصرها و وقع الطاعون في عسكره ، فاستضعفهم الروم و وثبوا عليهم فقتلوهم ، و لم يفلت منهم أحد . ثم رجع إلى اليمن ، و يقال أنه ترك ببلاد الصين قوما من حمير و أنهم بها لهذا العهد ، و أنه ترك ضعفاء الناس بظاهر الكوفة فتحيروا هنالك و أقاموا معهم من كل قبائل العرب .و قال ابن إسحق إن الذي سار إلى المشرق من التبابعة تبع الآخر ، و هو تبان أسعد أبو كرب بن ملكيكرب بن زيد الأقرن ابن عمرو ذي الأذعار ، و تبان أسعد هو حسان تبع و هو فيما يقال أول من كسا الكعبة ، و ذكر ابن إسحق الملأ و الوصائل ، و أوصى ولاته من جرهم بتطهيرها و جعل لها بابا و مفتاحا ، و ذكر ابن إسحق أنه أخذ بدين اليهودية ، و ذكر في سبب تهوده أنه لما غزا إلى المشرق مر بالمدينة يثرب فملكها ، و خلف ابنه فيهم ، فعدوا عليه و قتلوه غيلة و رئسهم يومئذ عمرو بن الطلة من بني النجار . فلما أقبل من المشرق و جعل طريقه على المدينة مجمعا على خرابها فجمع هذا الحي من أبناء قيلة لقتاله فقاتلهم ، و بينما هم على ذلك جاءه حبران من أحبار يهود من بني قريظة ، و قالا له : لا تفعل فإنك لن تقدر و أنها مهاجر نبي قرشي يخرج آخر الزمان فتكون قراراً له . و أنه أعجب بهما و اتبعهما على دينهما ، ثم مضى لوجهه . و لقيه دون مكة نفر من هذيل ، و أغروه بمال الكعبة و ما فيها من الجواهر و الكنوز ، فنهاه الحبران عن ذلك و قالا له إنما أراد هؤلاء هلاكك . فقتل النفر من الهذليين و قدم مكة فأمره الحبران بالطواف بها و الخضوع ، ثم كساها كما تقدم ، و أمر ولاتها من جرهم بتطهيرها من الدماء و الحيض و سائر النجاسات ، و جعل لها بابا و مفتاحا ، ثم سار إلى اليمن . و قد ذكر قومه ما أخذ به من دين اليهودية ، و كانوا يعبدون الأوثان ، فتعرضوا لمنعه ثم حاكموه إلى النار التي كانوا يحاكمون إليها ، فتأكل الظالم وتدع المظلوم ، و جاؤوا بأوثانهم . و خرج الجيران متقلدان المصاحف ، و دخل الحميريون فأكلتهم أوثانهم ، و خرج الحبران منها ترشح وجوههم عرقا ، فآمنت حمير عند ذلك ، و أجمعوا على اتباع اليهودية . و نقل السهيلي عن ابن قتيبة في هذه الحكاية أن غزاة تبع هذه ، إنما هي استصراخة أبناء قيلة على اليهود ، فإنهم كانوا نزلوا مع اليهود حين أخرجوهم من اليمن على شروط ، فنقضت عليهم اليهود فاستغاثوا بتبع فعند ذلك قدمها و قد قيل : إن الذي استصرخه أبناء قيلة على اليهود إنما هو أبو جبلة من ملوك غسان بالشام ، جاء به مالك بن عجلان ، فقتل اليهود بالمدينة ، و كان من الخزرج كما نذكر بعد . و يعضد هذا أن مالك بن عجلان بعيد عن عهد تبع بكثير ، يقال إنه كان قبل الإسلام
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
بسبعمائة سنة ذكره ابن قتيبة . و حكى المسعودي في أخبار تبع هذا أن أسعد أبا كرب سار في الأرض ، و وطأ الممالك و ذللها ووطئ أرض العراق في ملك الطوائف ، و عميد الطوائف يومئذ خرداد بن سابور ، فلقي ملكا من ملوك الصوائف إسمه قباذ ، و ليس قباذ بن فيروز ، فانهزم قباذ و ملك أبو كرب العراق و الشام و الحجاز و في ذلك يقول تبع أبو كرب :
إذا حسينا جيادنا من دماء ثم سرنا بها مسيرا بعيدا
و استبحنا بالخيل خيل قباذ و ابن إقليد جاءنا مصفودا
و كسونا البيت الذي حرم الله ملاء منضدا و برودا
و أقمنا به عن من الشهر عشرا و جعلنا لبابه إقليدا
و قال أيضا
لست بالتبع اليماني إن لم تركض الخيل في سواد العراق
أو تؤدي ربيعة الخرج قسرا لم يعقها عوائق العواق
و قد كانت لكندة معه وقائع و حروب ، حتى غلبهم حجر بن عمرو بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة بن ملوك كهلان ، فدانوا له و جع أبوكرب إلى اليمن ، فقتله حمير و كان ملكه ثلثمائة و عشرين سنة .
ثم ملك من بعد أبي كرب هذا فيما قال ابن إسحق ربيعة بن نصر بن الحرث بن نمارة بن لخم و لخم أخو جذام . و قال ابن هشام و يقال ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر . كان أبو حارثة تخلف باليمن بعد خروج أبيه ، و أقام ربيعة بن نصر ملكا على اليمن بعد هؤلاء التبابعة الذين تقدم ذكرهم ، و وقع له شأن الرؤيا المشهورة . قال الطبري عن ابن إسحق عن بعض أهل العلم أن ربيعة بن نصر رأى رؤيا هالته و فظع بها ، و بعث في أهل مملكته في الكهنة و السحرة و المنجمين و أهل العيافة ، فأشاروا عليه باستحضار الكاهنين المشهورين لذلك العهد في إياد و غسان و هما شق و سطيح . قال الطبري شق هو أبو صعب شكر بن وهب بن أمول بن يزيد بن قيس عبقر بن أنمار ، و سطيح هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذيب بن عدي بن مازن بن غسان ، و لوقوع اسم ذيب في نسبه كان يعرف بالذيبي . فأحضرهما و قص عليهما رؤياه و أخبراه بتأويلها ، أن الحبشة يملكون بلاد اليمن من بعد ربيعة و قحطان بسعين سنة ، ثم يخرج عليهم ابن ذي يزن من عدن فيخرجهم ، و يملك عليهم اليمن ، ثم تكوه النبوة في قريش في بني غالب بن فهر . و وقع في نفس ربيعة أن الذي حدثه الكاهنان من أمر الحبشة كائن ، فجهز بينه و أهل بيته إلى العراق بما يصلحهم ، و كتب إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرداذ فأسكنهم الحيرة .
و من بيت ربيعة بن نصر كان النعمان ملك الحيرة ، و هو النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر . قال ابن إسحق و لما هلك ربيعة بن نصر اجتمع ملك اليمن لحسان بن تبان أسعد بن كرب . قال السهيلي و هو الذي استباح طسماً كما ذكرناه ، و بعث على المقدمة عبد كهلان بن يثرب بن ذي حرب بن حارث بن ملك بن عبدان بن حجر بن ذي رعين . و اسم ذي رعين يريم و هو ابن زيد الجمهور ، و قد مر نسبه إلى سبا الأصغر . و قال السهيلي في أيام حسان تبع كان خروج عمرو بن مزيقيا من اليمن بالأزد ، و هو غلط من السهيلي لأن أبا كرب أباه إنما غزا المدينة فيما قال هو صريخا للأوس و الخزرج على اليهود و هو من غسان و نسبه إلى مزيقيا ، فعلى هذا يكون الذي استصرخه الأوس و الخزرج على اليهود و هو من ملوك غسان كما يأتي في أخبارهم . قال ابن إسحق : و لما ملك حسان بن تبع بن تبان أسعد سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب و العجم كما كانت التبابعة تفعل ، فكرهت حمير و قبائل اليمن السير معه و أراداوا الرجوع إلى بلادهم ، فكلموا أخاً له كان معهم في العسكر يقال له عمرو ، و قالوا له اقتل أخاك نملكك و ترجع بنا إلى بلادنا . فتابعهم على ذلك و خالفه ذورعين في ذلك و نهى عمراً عن ذلك ، فلم يقبل و كتب في صحيفة و أودعها عنده :
ألا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين
فأما حمير غدرت و خانت فمعذرة الإله لذي رعين
ثم قتل أخاه بعرصة لخم ، و هي رحبة مالك بن طوق ، و رجع حمير إلى اليمن فمنع النوم عليه السهر ، وأجهده ذلك فشكى إلى الأطباء عدم نومه و الكهان و العرافين ، فقال ما قتل رجل أخاه إلا سلط عليه السهر . فجعل يقتل كل من أشار عليه بقتل أخيه و لم يغنه ذلك شيئاً ، و هم بذي رعين فذكره شعره فكانت فيه معذرته و نجاته . و كان عمرو هذا يسمى موثبان ، قال الطبري : لوثوبه على أخيه ، و قال ابن قتيبة لقلة غزوه و لزومه الوثب على الفراش . و هلك عمرو هذا لثلاث و ستين سنة من ملكه .قال الجرجاني و الطبري : ثم مرج أمر حمير من بعده و تفرقوا ، و كان ولد حسان تبع صغاراً لا يصلحون للملك و كان أكبرهم قد استهوته الجن ، فوثب على ملك التبابعة عبد كلال موثبا فملك عليهم أربعاً و تسعين سنة ، و كان يدين بالنصرانية ، ثم رجع ابن حسان تبع من استهواء الجن فملك على التبابعة . قال الجرجاني ملك ثلاثا و سبعين سنة و هو تابع الأصغر ذو المغازي و الآثار البعيدة . قال الطبري : و كان أبوه حسان تبع قد زوج بنته من عمرو بن حجر آكل المرارا بن عمرو بن معاوية من ملوك كندة ، فولدت له ابنه الحرث بن عمرو ، فكان ابن تبع بن حسان هذا ، فبعثه على بلاد معد ، و ملك على العرب بالحيرة مكان آل نصر بن ربيعة . قال و انعقد الصلح بينه و بين كيقباد ملك فرس على أن يكون
إذا حسينا جيادنا من دماء ثم سرنا بها مسيرا بعيدا
و استبحنا بالخيل خيل قباذ و ابن إقليد جاءنا مصفودا
و كسونا البيت الذي حرم الله ملاء منضدا و برودا
و أقمنا به عن من الشهر عشرا و جعلنا لبابه إقليدا
و قال أيضا
لست بالتبع اليماني إن لم تركض الخيل في سواد العراق
أو تؤدي ربيعة الخرج قسرا لم يعقها عوائق العواق
و قد كانت لكندة معه وقائع و حروب ، حتى غلبهم حجر بن عمرو بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة بن ملوك كهلان ، فدانوا له و جع أبوكرب إلى اليمن ، فقتله حمير و كان ملكه ثلثمائة و عشرين سنة .
ثم ملك من بعد أبي كرب هذا فيما قال ابن إسحق ربيعة بن نصر بن الحرث بن نمارة بن لخم و لخم أخو جذام . و قال ابن هشام و يقال ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر . كان أبو حارثة تخلف باليمن بعد خروج أبيه ، و أقام ربيعة بن نصر ملكا على اليمن بعد هؤلاء التبابعة الذين تقدم ذكرهم ، و وقع له شأن الرؤيا المشهورة . قال الطبري عن ابن إسحق عن بعض أهل العلم أن ربيعة بن نصر رأى رؤيا هالته و فظع بها ، و بعث في أهل مملكته في الكهنة و السحرة و المنجمين و أهل العيافة ، فأشاروا عليه باستحضار الكاهنين المشهورين لذلك العهد في إياد و غسان و هما شق و سطيح . قال الطبري شق هو أبو صعب شكر بن وهب بن أمول بن يزيد بن قيس عبقر بن أنمار ، و سطيح هو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذيب بن عدي بن مازن بن غسان ، و لوقوع اسم ذيب في نسبه كان يعرف بالذيبي . فأحضرهما و قص عليهما رؤياه و أخبراه بتأويلها ، أن الحبشة يملكون بلاد اليمن من بعد ربيعة و قحطان بسعين سنة ، ثم يخرج عليهم ابن ذي يزن من عدن فيخرجهم ، و يملك عليهم اليمن ، ثم تكوه النبوة في قريش في بني غالب بن فهر . و وقع في نفس ربيعة أن الذي حدثه الكاهنان من أمر الحبشة كائن ، فجهز بينه و أهل بيته إلى العراق بما يصلحهم ، و كتب إلى ملك من ملوك فارس يقال له سابور بن خرداذ فأسكنهم الحيرة .
و من بيت ربيعة بن نصر كان النعمان ملك الحيرة ، و هو النعمان بن المنذر بن عمرو بن عدي بن ربيعة بن نصر . قال ابن إسحق و لما هلك ربيعة بن نصر اجتمع ملك اليمن لحسان بن تبان أسعد بن كرب . قال السهيلي و هو الذي استباح طسماً كما ذكرناه ، و بعث على المقدمة عبد كهلان بن يثرب بن ذي حرب بن حارث بن ملك بن عبدان بن حجر بن ذي رعين . و اسم ذي رعين يريم و هو ابن زيد الجمهور ، و قد مر نسبه إلى سبا الأصغر . و قال السهيلي في أيام حسان تبع كان خروج عمرو بن مزيقيا من اليمن بالأزد ، و هو غلط من السهيلي لأن أبا كرب أباه إنما غزا المدينة فيما قال هو صريخا للأوس و الخزرج على اليهود و هو من غسان و نسبه إلى مزيقيا ، فعلى هذا يكون الذي استصرخه الأوس و الخزرج على اليهود و هو من ملوك غسان كما يأتي في أخبارهم . قال ابن إسحق : و لما ملك حسان بن تبع بن تبان أسعد سار بأهل اليمن يريد أن يطأ بهم أرض العرب و العجم كما كانت التبابعة تفعل ، فكرهت حمير و قبائل اليمن السير معه و أراداوا الرجوع إلى بلادهم ، فكلموا أخاً له كان معهم في العسكر يقال له عمرو ، و قالوا له اقتل أخاك نملكك و ترجع بنا إلى بلادنا . فتابعهم على ذلك و خالفه ذورعين في ذلك و نهى عمراً عن ذلك ، فلم يقبل و كتب في صحيفة و أودعها عنده :
ألا من يشتري سهرا بنوم سعيد من يبيت قرير عين
فأما حمير غدرت و خانت فمعذرة الإله لذي رعين
ثم قتل أخاه بعرصة لخم ، و هي رحبة مالك بن طوق ، و رجع حمير إلى اليمن فمنع النوم عليه السهر ، وأجهده ذلك فشكى إلى الأطباء عدم نومه و الكهان و العرافين ، فقال ما قتل رجل أخاه إلا سلط عليه السهر . فجعل يقتل كل من أشار عليه بقتل أخيه و لم يغنه ذلك شيئاً ، و هم بذي رعين فذكره شعره فكانت فيه معذرته و نجاته . و كان عمرو هذا يسمى موثبان ، قال الطبري : لوثوبه على أخيه ، و قال ابن قتيبة لقلة غزوه و لزومه الوثب على الفراش . و هلك عمرو هذا لثلاث و ستين سنة من ملكه .قال الجرجاني و الطبري : ثم مرج أمر حمير من بعده و تفرقوا ، و كان ولد حسان تبع صغاراً لا يصلحون للملك و كان أكبرهم قد استهوته الجن ، فوثب على ملك التبابعة عبد كلال موثبا فملك عليهم أربعاً و تسعين سنة ، و كان يدين بالنصرانية ، ثم رجع ابن حسان تبع من استهواء الجن فملك على التبابعة . قال الجرجاني ملك ثلاثا و سبعين سنة و هو تابع الأصغر ذو المغازي و الآثار البعيدة . قال الطبري : و كان أبوه حسان تبع قد زوج بنته من عمرو بن حجر آكل المرارا بن عمرو بن معاوية من ملوك كندة ، فولدت له ابنه الحرث بن عمرو ، فكان ابن تبع بن حسان هذا ، فبعثه على بلاد معد ، و ملك على العرب بالحيرة مكان آل نصر بن ربيعة . قال و انعقد الصلح بينه و بين كيقباد ملك فرس على أن يكون
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
الفرات حداً بينهم ، ثم أغارت العرب بشرقي الفرات ، فعاتبه على ذلك ، فقال لا أقدر على ضبط العرب إلا بالمال و الجند ، فأقطعه بلاداً من السواد ، و كتب الحرث إلى تبع يغريه بملك الفرس ، و تضعيف أمر كيقباد ، فغزاهم . و قيل إن الذي فعل ذلك هو عمرو بن حجر أبوه الذي ولاه تبع أبو كرب ، و أنه أغراه بالفرس و استقدمه إلى الحيرة ، فبعث عساكره من ولده الثلاثة إلى الصغد و الصين و الروم ، و قد تقدم ذكر ذلك .
قال الجرجاني : ثم ملك بعد تبع بن حسان تبع أخوه لأمه و هو مدثر بن عبد كلال ، فملك إحدى و أربعين سنة . ثم ملك من بعده ابنه وليعة بن مدثر سبعاً و ثلاثين سنة . ثم ملك من بعده أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شبيبة بن مدثر قيلف بن يعلق بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن ذي أصبح الحرب بن مالك ، أخو ذي رعين ، و كعب أبو سبا الأصغر . قال الجرجاني : و بعض الناس يزعم أن أبرهة بن الصباح إنما ملك تهامة فقط . قال : ثم ملك من بعده حسان بن عمرو بن تبع بن ملكيكرب سبعاً و خمسين سنة ، ثم ملك لخيتعة و لم يكن من أهل بيت المملكة . قال ابن إسحق و لما ملك لختيعة غلب عليهم ، و قتل خيارهم ، و عبث برجالات بيوت المملكة منهم ، قيل إنه كان ينكح ولدان حمير ، يريد بذلك أن لا يملكوا علهم ، و كانوا لا يملكون عليهم من نكح ، نقله ابن إسحق . و قال أقام عليهم مملكاً سبعا و عشرين سنة ، ثم وثب عليه ذو نواس زرعة تبع بن تبان أسعد بني كرب ، و هو حسان أبي ذي معاهر فيما قال ابن إسحق ، و كان صبياً حين قتل حسان ثم شب غلاما جميلا ذا هيئة و فضل و وضاءة ففتك بالختيعة في خلوة أراده فيها على مثل فعلاته القبيحة ، و علمت به حمير و قبائل اليمن فملكوه و اجتمعوا عليه ، و جدد ملك التبابعة ، و تسمى يوسف و تعصب لدين اليهودية ، و كانت مدته فيما قال ابن إسحق ثمانية و ستين سنة ، إلى هنا ترتيب أبي الحسن الجرجاني . ثم قال : و قال آخرون ملك بعد أفريقش بن أبرهة قيس بن صيفي ، و بعده الحرث بن قيس بن مياس ، ثم ماء السماء بن ممروه ثم شرحبيل و هو يصحب بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد بن عوف بن علي بن الهمال بن المنثلم بن جهيم ، ثم الصعب بن قرين بن الهمال بن المنثلم ، ثم زيد بن الهمال ، ثم ياسر بن الحرث بن عمرو بن يعفر ، ثم زهير بن عبد شمس أحد بني صيفي بن سبا الأصغر و كان فاسقا مجرما يفتض أبكار حمير حتى نشأت بلقيس بنت اليشرح بن ذي جدن بن اليشرح بن الحرث بن قيس بن صيفي فقتلته غيلة ، ثم ملكت . و لما أخذها سليمان ملك لملك بن شرحبيل ، ثم ملك ذو وداغ فقتله ملكيكرب بن تبع بن الأقرن و هو أبو ملك ، ثم هلك . فملك أسعد بن قيس بن زيد بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن الرايش بن قيس بن صيفي بن سبا ، و هو أبو كرب ، ثم ملك حسان ابنه فقتله عمرو أخوه و وقع الاختلاف في حمير ، و وثب على عمرو الختيعة ينوف ذو الشناتر و ملك . ثم قتله ذو نواس بن تبع و ملك . كلام الجرجاني .
و زعم ابن سعيد و نقله من كتب مؤرخي المشرق أن الحرث الرايش هو ابن ذي شداد و يعرف بذي مداثر ، و أن الذي ملك بعده ابنه الصعب و هو ذو القرنين ، ثم ابنه أبرهة بن الصعب و هو ذو المنار ، ثم العبد ذو الأشفارا بن أبرهة بن عمرو ذي الأذعار ابن أبرهة ، ثم قتله بلقيس . قال في التيجان : إن حمير خلعوه ، و ملكوا شرحبيل ابن غالب بن المنتاب بن زيد بن يعفر بن السكسك بن وائل و كان بمأرب ، فجاز به ذو الأذعار و حارب ابنه الهدهاد بن شرحبيل من بعده ، و ابنته بلقيس بنت الهدهاد الملكة من بعده ، فصالحته على التزويج و قتلته ، و غلبها سليمان عليه السلام على اليمن إلى أن هلك و ابنه رحبعم من بعده . و اجتمعت حمير من بعده على مالك بن عمرو ابن يعفر بن عمرو بن حمير بن المنتاب بن عمرو بن يزيد بن يعفر بن السكسك بن وائل بن حمير ، و ملك بعده ابنه شمر يرعش و هو الذي خرب سمرقند ، و ملك بعده ابنه صيفي بن شمر على اليمن ، و سار أخوه أفريقش بن شمر إلى أفريقية بالبربر و كنعان فملكها . ثم انتقل الملك إلى كهلان و قام به عمران بن عامر ماء السماء بن حارثة امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد و كان كاهنا ، و لما احتضر عهد إلى أخيه عمرو بن عامر المعروف بمزيقيا و أعلمه بخراب سد مأرب و هلاك اليمن بالسيل ، فخرج من اليمن بقومه و أصحاب اليمن سيل العرم فلم ينتظم لبني قحطان بيعته ، و استولى على قصر مأرب من بعده ربيعة بن نصر . ثم رأى رؤيا و نذر بملك الحبشة و بعث ولده إلى العراق و كتب إلى سابور الأشعاني فأسكنه الحيرة و كثرت الخوارج باليمن ، فاجتمع حمير على أن تكون لأبي كرب أسعد بن عدي بن صيفي فخرج من ظفار و غلب ملوك الطوائف باليمن ، و دوخ جزيرة العرب ، و حاصر الأوس و الخزرج بالمدينة ، وحمل حمير على اليهودية ، وطالت مدته و قتلته حمير ، و ملك بعده ابنه حسان الذي أباد طسماً ، ثم قتله أخوه عمرو بمداخلة حمير ، و هلك عمرو . فملك بعده أخوه لأبيه عبد كلال بن منوب ، و في أيامه خلع سابور أكتاف العرب . و ملك بعده تبع بن حسان و هو الذي بعث ابن أخيه الحرث بن عمرو الكندي إلى أرض بني معد بن عدنان بالحجاز فملك عليهم . و ملك بعده مرثد بن عبد كلال . ثم ابنه وليعة و كثرت الخوارج عليه ، و غلب أبرهة بن الصباح على تهامة اليمن ، و كان في ظفار دار التبابعة حسان بن عمرو بن أبي كرب ، ثم وثب بعده على ظفار ذو شناتر ، و قتله ذو نواس كما مر ، هذا ترتيب ابن سعيد في ملوكهم .و عند المسعودي : أنه لما هلك كليكرب بن تبع المعروف بالأقرن ، قال و هو الذي سار قومه نحو خراسان و الصغد و الصين ، و ولي بعد حسان بن تبع ، فاستقام له الأمر خمسا و عشرين سنة ، ثم قتله أخوه عمرو بن تبع ، و ملك أربعا و ستين سنة ، ثم تبع أبو كرب و هو الذي غزا يثرب و كسا الكعبة بعد أن أراد هدمها ، و منعه الحبران من اليهود ، و تهود و
قال الجرجاني : ثم ملك بعد تبع بن حسان تبع أخوه لأمه و هو مدثر بن عبد كلال ، فملك إحدى و أربعين سنة . ثم ملك من بعده ابنه وليعة بن مدثر سبعاً و ثلاثين سنة . ثم ملك من بعده أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شبيبة بن مدثر قيلف بن يعلق بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن ذي أصبح الحرب بن مالك ، أخو ذي رعين ، و كعب أبو سبا الأصغر . قال الجرجاني : و بعض الناس يزعم أن أبرهة بن الصباح إنما ملك تهامة فقط . قال : ثم ملك من بعده حسان بن عمرو بن تبع بن ملكيكرب سبعاً و خمسين سنة ، ثم ملك لخيتعة و لم يكن من أهل بيت المملكة . قال ابن إسحق و لما ملك لختيعة غلب عليهم ، و قتل خيارهم ، و عبث برجالات بيوت المملكة منهم ، قيل إنه كان ينكح ولدان حمير ، يريد بذلك أن لا يملكوا علهم ، و كانوا لا يملكون عليهم من نكح ، نقله ابن إسحق . و قال أقام عليهم مملكاً سبعا و عشرين سنة ، ثم وثب عليه ذو نواس زرعة تبع بن تبان أسعد بني كرب ، و هو حسان أبي ذي معاهر فيما قال ابن إسحق ، و كان صبياً حين قتل حسان ثم شب غلاما جميلا ذا هيئة و فضل و وضاءة ففتك بالختيعة في خلوة أراده فيها على مثل فعلاته القبيحة ، و علمت به حمير و قبائل اليمن فملكوه و اجتمعوا عليه ، و جدد ملك التبابعة ، و تسمى يوسف و تعصب لدين اليهودية ، و كانت مدته فيما قال ابن إسحق ثمانية و ستين سنة ، إلى هنا ترتيب أبي الحسن الجرجاني . ثم قال : و قال آخرون ملك بعد أفريقش بن أبرهة قيس بن صيفي ، و بعده الحرث بن قيس بن مياس ، ثم ماء السماء بن ممروه ثم شرحبيل و هو يصحب بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد بن عوف بن علي بن الهمال بن المنثلم بن جهيم ، ثم الصعب بن قرين بن الهمال بن المنثلم ، ثم زيد بن الهمال ، ثم ياسر بن الحرث بن عمرو بن يعفر ، ثم زهير بن عبد شمس أحد بني صيفي بن سبا الأصغر و كان فاسقا مجرما يفتض أبكار حمير حتى نشأت بلقيس بنت اليشرح بن ذي جدن بن اليشرح بن الحرث بن قيس بن صيفي فقتلته غيلة ، ثم ملكت . و لما أخذها سليمان ملك لملك بن شرحبيل ، ثم ملك ذو وداغ فقتله ملكيكرب بن تبع بن الأقرن و هو أبو ملك ، ثم هلك . فملك أسعد بن قيس بن زيد بن عمرو ذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن الرايش بن قيس بن صيفي بن سبا ، و هو أبو كرب ، ثم ملك حسان ابنه فقتله عمرو أخوه و وقع الاختلاف في حمير ، و وثب على عمرو الختيعة ينوف ذو الشناتر و ملك . ثم قتله ذو نواس بن تبع و ملك . كلام الجرجاني .
و زعم ابن سعيد و نقله من كتب مؤرخي المشرق أن الحرث الرايش هو ابن ذي شداد و يعرف بذي مداثر ، و أن الذي ملك بعده ابنه الصعب و هو ذو القرنين ، ثم ابنه أبرهة بن الصعب و هو ذو المنار ، ثم العبد ذو الأشفارا بن أبرهة بن عمرو ذي الأذعار ابن أبرهة ، ثم قتله بلقيس . قال في التيجان : إن حمير خلعوه ، و ملكوا شرحبيل ابن غالب بن المنتاب بن زيد بن يعفر بن السكسك بن وائل و كان بمأرب ، فجاز به ذو الأذعار و حارب ابنه الهدهاد بن شرحبيل من بعده ، و ابنته بلقيس بنت الهدهاد الملكة من بعده ، فصالحته على التزويج و قتلته ، و غلبها سليمان عليه السلام على اليمن إلى أن هلك و ابنه رحبعم من بعده . و اجتمعت حمير من بعده على مالك بن عمرو ابن يعفر بن عمرو بن حمير بن المنتاب بن عمرو بن يزيد بن يعفر بن السكسك بن وائل بن حمير ، و ملك بعده ابنه شمر يرعش و هو الذي خرب سمرقند ، و ملك بعده ابنه صيفي بن شمر على اليمن ، و سار أخوه أفريقش بن شمر إلى أفريقية بالبربر و كنعان فملكها . ثم انتقل الملك إلى كهلان و قام به عمران بن عامر ماء السماء بن حارثة امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد و كان كاهنا ، و لما احتضر عهد إلى أخيه عمرو بن عامر المعروف بمزيقيا و أعلمه بخراب سد مأرب و هلاك اليمن بالسيل ، فخرج من اليمن بقومه و أصحاب اليمن سيل العرم فلم ينتظم لبني قحطان بيعته ، و استولى على قصر مأرب من بعده ربيعة بن نصر . ثم رأى رؤيا و نذر بملك الحبشة و بعث ولده إلى العراق و كتب إلى سابور الأشعاني فأسكنه الحيرة و كثرت الخوارج باليمن ، فاجتمع حمير على أن تكون لأبي كرب أسعد بن عدي بن صيفي فخرج من ظفار و غلب ملوك الطوائف باليمن ، و دوخ جزيرة العرب ، و حاصر الأوس و الخزرج بالمدينة ، وحمل حمير على اليهودية ، وطالت مدته و قتلته حمير ، و ملك بعده ابنه حسان الذي أباد طسماً ، ثم قتله أخوه عمرو بمداخلة حمير ، و هلك عمرو . فملك بعده أخوه لأبيه عبد كلال بن منوب ، و في أيامه خلع سابور أكتاف العرب . و ملك بعده تبع بن حسان و هو الذي بعث ابن أخيه الحرث بن عمرو الكندي إلى أرض بني معد بن عدنان بالحجاز فملك عليهم . و ملك بعده مرثد بن عبد كلال . ثم ابنه وليعة و كثرت الخوارج عليه ، و غلب أبرهة بن الصباح على تهامة اليمن ، و كان في ظفار دار التبابعة حسان بن عمرو بن أبي كرب ، ثم وثب بعده على ظفار ذو شناتر ، و قتله ذو نواس كما مر ، هذا ترتيب ابن سعيد في ملوكهم .و عند المسعودي : أنه لما هلك كليكرب بن تبع المعروف بالأقرن ، قال و هو الذي سار قومه نحو خراسان و الصغد و الصين ، و ولي بعد حسان بن تبع ، فاستقام له الأمر خمسا و عشرين سنة ، ثم قتله أخوه عمرو بن تبع ، و ملك أربعا و ستين سنة ، ثم تبع أبو كرب و هو الذي غزا يثرب و كسا الكعبة بعد أن أراد هدمها ، و منعه الحبران من اليهود ، و تهود و
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- - - 3
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- - - 3
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى