تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
دخل الرشيد بالصائفة إلى بلاد الروم في مائة و خمسة و ثلاثين ألفاً سوى المطوعة ، و بث السرايا في الجهات ، و أناخ على هرقلة ففتحها ، و بلغ سبيها ستة عشر ألفاً . و بعث نقفور بالجزية فقبل و شرط عليهم أن لا يعمر هرقلة .
و هلك نقفور في خلافة الأمين و ولي ابنه أستبران قيصر ، و غزا المأمون سنة خمس عشرة و مائتين إلى بلاد الروم ففتح حصونا عدة و رجع إلى دمشق . ثم بلغه أن ملك الروم غزا طرسوس و المصيصة و قتل منها نحواً من ألف و ستمائة رجل ، فرجع و أناخ على أنطواغوا حتى فتحها صلحاً ، و بعث المعتصم ففتح ثلاثين من حصون الروم ، و بعث يحيى بن أكثم بالعساكر فدوخ أرضهم ، و رجع المأمون إلى دمشق . ثم دخل بلاد الروم و أناخ على مدينة لؤلؤة مائة يوم و جهز إليها العساكر مع عجيف مولاه ، و رجع ملك الروم فنازل عجيفاً ، فأمده المأمون بالعسكر فرحل عنه ملك الروم و افتتح لؤلؤة صلحاً . ثم سار المأمون إلى بلاد الروم ففتح سلعوس و البروة و بعث ابنه العباس بالعساكر فدوخ أرضهم و بنى مدينة الطولية ميلا في ميل و جعل لها أربعة أبواب . ثم دخل غازياً بلاد الروم و مات في غزاته سنة ثمان عشرة و مائتين . و في أيامه غلب قسطنطين على مملكة الروم و طرد ابن نفقور عنها ، و في سنة ثلاث و عشرين و مائتين فتح المعتصم عمورية و قصتها معروفة في أخباره . اهـ كلام ابن العميد . و أغفلنا من كلامه أخبار البطاركة من لدن فتح الإسكندرية لأنا رأيناه مستغنى عنه و قد صارت بطركيتهم الكبرى التي كانت بالإسكندرية بمدينة رومة ، و هي هنالك للملكية و يسمونه البابا و معناه أبوا الآباء ، و بقي ببلاد مصر بطرك اليعاقبة على المعاهدين من النصارى بتلك الجهات و على ملوك النوبة و الحبشة .و أما المسعودي فذكر ترتيب هؤلاء القياصرة من بعد الهجرة و الفتح كما ذكره ابن العميد ، قال : و المشهور بين الناس أن الهجرة و أيام الشيخين كان ملك الروم فيها لهرقل ، قال : و في كتب أهل السير أن الهجرة كانت على عهد قيصر بن مورق ، ثم كان بعده ابنه قيصر بن قيصر أيام أبي بكر ، ثم هرقل بن قيصر أيام عمر ، و عليه كان الفتح و هو المخرج من الشام أيام أبي عبيدة و خالد بن الوليد و يزيد بن أبي سفيان فاستقر بالقسطنطينية . و بعده مورق بن هرقل أيام عثمان ، و بعده مورق بن مورق أيام علي و معاوية ، و بعده قلفط بن مورق آخر أيام معاوية و أيام يزيد و مروان بن الحكم و كان معاوية يراسله و يراسل أباه مورق ، و كانت تختلف إليه علامة نياق و بشره مورق بالملك و أخبره أن عثمان يقتل و أن الأمر يرجع إلى معاوية ، و هادى ابنه قلفط حين سار إلى حرب علي رضي الله عنه ، ثم نزلت جيوش معاوية مع ابنه الزيد قسطنطينية و هلك عليها في حصاره أبو أيوب الأنصاري . ثم ملك من بعد قلفط بن مروان لاون بن قلفط أيام عبد الملك بن مروان ، و بعده جيرون بن لاون أيام الوليد و سليمان و عمر بن عبد العزيز . ثم غشيهم المسلمون في ديارهم و غزوهم
و هلك نقفور في خلافة الأمين و ولي ابنه أستبران قيصر ، و غزا المأمون سنة خمس عشرة و مائتين إلى بلاد الروم ففتح حصونا عدة و رجع إلى دمشق . ثم بلغه أن ملك الروم غزا طرسوس و المصيصة و قتل منها نحواً من ألف و ستمائة رجل ، فرجع و أناخ على أنطواغوا حتى فتحها صلحاً ، و بعث المعتصم ففتح ثلاثين من حصون الروم ، و بعث يحيى بن أكثم بالعساكر فدوخ أرضهم ، و رجع المأمون إلى دمشق . ثم دخل بلاد الروم و أناخ على مدينة لؤلؤة مائة يوم و جهز إليها العساكر مع عجيف مولاه ، و رجع ملك الروم فنازل عجيفاً ، فأمده المأمون بالعسكر فرحل عنه ملك الروم و افتتح لؤلؤة صلحاً . ثم سار المأمون إلى بلاد الروم ففتح سلعوس و البروة و بعث ابنه العباس بالعساكر فدوخ أرضهم و بنى مدينة الطولية ميلا في ميل و جعل لها أربعة أبواب . ثم دخل غازياً بلاد الروم و مات في غزاته سنة ثمان عشرة و مائتين . و في أيامه غلب قسطنطين على مملكة الروم و طرد ابن نفقور عنها ، و في سنة ثلاث و عشرين و مائتين فتح المعتصم عمورية و قصتها معروفة في أخباره . اهـ كلام ابن العميد . و أغفلنا من كلامه أخبار البطاركة من لدن فتح الإسكندرية لأنا رأيناه مستغنى عنه و قد صارت بطركيتهم الكبرى التي كانت بالإسكندرية بمدينة رومة ، و هي هنالك للملكية و يسمونه البابا و معناه أبوا الآباء ، و بقي ببلاد مصر بطرك اليعاقبة على المعاهدين من النصارى بتلك الجهات و على ملوك النوبة و الحبشة .و أما المسعودي فذكر ترتيب هؤلاء القياصرة من بعد الهجرة و الفتح كما ذكره ابن العميد ، قال : و المشهور بين الناس أن الهجرة و أيام الشيخين كان ملك الروم فيها لهرقل ، قال : و في كتب أهل السير أن الهجرة كانت على عهد قيصر بن مورق ، ثم كان بعده ابنه قيصر بن قيصر أيام أبي بكر ، ثم هرقل بن قيصر أيام عمر ، و عليه كان الفتح و هو المخرج من الشام أيام أبي عبيدة و خالد بن الوليد و يزيد بن أبي سفيان فاستقر بالقسطنطينية . و بعده مورق بن هرقل أيام عثمان ، و بعده مورق بن مورق أيام علي و معاوية ، و بعده قلفط بن مورق آخر أيام معاوية و أيام يزيد و مروان بن الحكم و كان معاوية يراسله و يراسل أباه مورق ، و كانت تختلف إليه علامة نياق و بشره مورق بالملك و أخبره أن عثمان يقتل و أن الأمر يرجع إلى معاوية ، و هادى ابنه قلفط حين سار إلى حرب علي رضي الله عنه ، ثم نزلت جيوش معاوية مع ابنه الزيد قسطنطينية و هلك عليها في حصاره أبو أيوب الأنصاري . ثم ملك من بعد قلفط بن مروان لاون بن قلفط أيام عبد الملك بن مروان ، و بعده جيرون بن لاون أيام الوليد و سليمان و عمر بن عبد العزيز . ثم غشيهم المسلمون في ديارهم و غزوهم
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
في البر و البحر ، و نازل مسلمة القسطنطينية ، و اضطرب ملك الروم و ملك عليهم جرجيس بن مرعش و ملك تسع عشرة سنة و لم يكن من بيت الملك . و لم يزل أمرهم مضطرباً إلى أن ملك عليهم قسطنطين بن ألبون و كانت أمه مستبدة عليه لمكان صغره ، و من بعده نقفور بن استيراق أيام الرشيد و كانت له معه حروب و غزاه الرشيد فأعطاه الانقياد و دفع إليه الجزية ، ثم نقض العهد فتجهز الرشيد إلى غزوه و نزل هرقلة و افتتحها سنة تسعين و مائة و كانت من أعظم مدائن الروم ، و انقاد نقفور بعد ذلك و حمل الشروط . و ملك بعده استيراق بن نقفور أيام الأمين ، و غلب عليه قسطنطين ابن قلفط و ملك أيام المأمون ، و بعده نوفيل أيام المعتصم و استرد زبطره و نازل عمورية و افتتحها و قتل من كان بها من أمم النصرانية . ثم ملك ميخايل بن نوفيل أيام الواثق و المتوكل و المنتصر و المستعين ، ثم تنازع الروم و ملكوا عليهم نوفيل بن ميخايل ، ثم غلب على الملك بسيل الصقلبي و لم يكن من بيت المال و كان ملكه أيام المعتز و المهتدي و بعضاً من أيام المعتمد ، و من بعده إليون بن بسيل بقية أيام المعتمد و صدراً من أيام المعتضد . و من بعده الإسكندروس و نقموا سيرته فخلعوه و ملكوا أخاه لاوي بن إليون بقية أيام المعتضد و المكتفي و صدرا من أيام المقتدر ، ثم هلك و ملك ابنه قسطنطين صغيراً و قام بأمره أرمنوس بطريق البحر و زوجه ابنته و يسمى الدمستق و هو الذي كان يحارب سيف الدولة ملك الشام من بني حمدان ، و اتصل ذلك أيام المقتدر و القاهر و الراضي و المتقي . و افترق أمر الروم و أقام بعض بطارقتهم و يعرق أستفانس في بعض النواحي و خوطب بالملك أرمنوس بطركاً بكرسي القسطنطينية . إلى هنا انتهى كلام المسعودي . و قال عقبة : فجميع سني الروم المتنصرة من أيام قسطنطين بن هلانة إلى عصرنا و هو حدود الثلثمائة و الثلاثين للهجرة خمسمائة سنة و سبع سنين ، و عدد ملوكهم أحد و أربعون ملكاً ، قال : فيكون ملكهم إلى الهجرة مائة و خمساً و سبعين سنة . اهـ كلام المسعودي .و في تاريخ ابن الأثير : إن أرمانوس لما مات ترك ولدين صغيرين ، و كان الدمستق على عهده قوقاش و ملك ملطية من يد المسلمين بالأمان سنة إثنتين و عشرين و ثلثمائة و كان أمر الثغور لسيف الدولة بن حمدان ، و ملك قوقاش مرعش و عرزرية و حصونهما و أوقع بجابية طرسوس مراراً ، و سار سيف الدولة في بلادهم فبلغ خرشنة و صارخة و دوخ البلاد و فتح حصونا عدة ثم رجع . ثم ولى أرمانوس نقفور دمستقا ، و اسم الدمستق عندهم على من يلي شرقي الخليج حيث ملك ابن عثمان لهذا العهد ، فأقام نقفور دمستقاً ، و هلك أرمانوس و ترك ولدين صغيرين ، و كان نفقور غائباً في بلاد المسلمين فلما رجع اجتمع إليه زعماء الروم و قدموه لتدبير أمر الولدين و ألبسوه التاج ، و سار إلى بلاد المسلمين سنة إحدى و
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
خمسين و ثلثمائة إلى حلب فهزم سيف الدولة و ملك البلد و حاصر القلعة فامتنعت عليه ، و قتل ابن أخت الملك في حصارها فقتل جميع الأسرى الذين عنده .
ثم بنى سنة ست و خمسين مدينة بقيسارية ليجلب منها على بلاد الإسلام ، فخافه أهل طرسوس و استأمنوا إليه فسار إليهم و ملكها بالأمان و ملك المصيصة عنوة . ثم بعث أخاه في العساكر سنة تسع و خمسين إلى حلب فملكها ، و هرب أبو المعالي بن سيف الدولة إلى البرية ، و صالحه مرعويه بعد أن امتنع بالقلعة و رجع . ثم أن أم الملكين إبني أرمانوس اللذين كانا مكفولين له ، استوحشت منه و داخلت في قتله ابن الشميشق فقتله سنة ستين . و قام ابن أرمانوس الأكبر و هو بسيل بتدبير ملكه ، و جعل ابن الشميشق دمستقاً و قام على الأورق أخي نقفور ، و على ابنه ورديس بن لاون و اعتقلهما . و سار إلى الرها و ميافارقين ، و عاث في نواحيهما ، و صانعه أبو تغلب بن حمدان صاحب الموصل بالمال فرجع . ثم خرج سنة اثنتين و ستين ، فبعث أبو تغلب ابن عمه أبا عبد الله بن حمدان فهزمه و أسره و أطلقه . و كان لأم بسيل أخ قام بوزارتها فتحيل في قتل ابن الشميشق بالسم .
ثم ولى بسيل بن أرمانوس سقلاروس دمستقاً ، فعصى عليه سنة خمس و ستين و طلب الملك لنفسه ، و غلبه بسيل . ثم خرج على بسيل ورد بن منير من عظماء البطارقة ، و استجاش بأبي تغلب بن حمدان و ملكوا الأطراف ، و هزم عساكر بسيل مرة بعد مرة ، فأطلق و رديس لاون و هو ابن أخي نقفور من معقله و بعثه في العساكر لقتاله فهزمه ورديس ، و لحق ورد بن منير بميافارقين صريخاً بعضد الدولة ، و راسله بسيل في شأنه فجنح عضد الدولة إلى بسيل و قبض على ورديس و اعتقله ببغداد ، ثم أطلقه ابنه صمصام الدولة لخمس سنين من اعتقاله ، و شرط عليه إطلاق أسرى المسلمين ، و النزول عن حصون عدة من معاقل للروم ، و أن لا يغير على بلاد الإسلام . و سار فاستولى على ملطية و مضى إلى القسطنطينية فحاصرها و قتل ورديس بن لاون ، و استنجدا بسيل بملك الروم و زوجه أخته ثم صالح ورداً على ما بيده . ثم هلك ورد بعد ذلك بقليل و استولى بسيل على أمره و سار إلى قتال البلغار فهزمهم و ملك بلادهم و عاث فيها أربعين سنة . و استمده صاحب حلب أبو الفضائل بن سيف الدولة ، فلما زحف إليه منجوتكين صاحب دمشق من قبل الخليفة بمصر سنة إحدى و ثمانين ، فجاء بسيل لمدده و هزمه منجوتكين و رجع مهزوماً و رجع منجوتكين إلى دمشق ، ثم عاود الحصار فجاء بسيل صريخاً لأبي الفضائل فأجفل منجوتكين من مكانه على حلب ، و سار إلى حمص و شيزر فملكها و حاصر طرابلس ، و صالحه ابن مروان على ديار بكر . ثم بعث الدوقس الدمستق إلى أمامه فبعث إليه صاحب مصر أبا عبد الله بن ناصر الدولة بن حمدان في العساكر فهزمه و قتله .
ثم بنى سنة ست و خمسين مدينة بقيسارية ليجلب منها على بلاد الإسلام ، فخافه أهل طرسوس و استأمنوا إليه فسار إليهم و ملكها بالأمان و ملك المصيصة عنوة . ثم بعث أخاه في العساكر سنة تسع و خمسين إلى حلب فملكها ، و هرب أبو المعالي بن سيف الدولة إلى البرية ، و صالحه مرعويه بعد أن امتنع بالقلعة و رجع . ثم أن أم الملكين إبني أرمانوس اللذين كانا مكفولين له ، استوحشت منه و داخلت في قتله ابن الشميشق فقتله سنة ستين . و قام ابن أرمانوس الأكبر و هو بسيل بتدبير ملكه ، و جعل ابن الشميشق دمستقاً و قام على الأورق أخي نقفور ، و على ابنه ورديس بن لاون و اعتقلهما . و سار إلى الرها و ميافارقين ، و عاث في نواحيهما ، و صانعه أبو تغلب بن حمدان صاحب الموصل بالمال فرجع . ثم خرج سنة اثنتين و ستين ، فبعث أبو تغلب ابن عمه أبا عبد الله بن حمدان فهزمه و أسره و أطلقه . و كان لأم بسيل أخ قام بوزارتها فتحيل في قتل ابن الشميشق بالسم .
ثم ولى بسيل بن أرمانوس سقلاروس دمستقاً ، فعصى عليه سنة خمس و ستين و طلب الملك لنفسه ، و غلبه بسيل . ثم خرج على بسيل ورد بن منير من عظماء البطارقة ، و استجاش بأبي تغلب بن حمدان و ملكوا الأطراف ، و هزم عساكر بسيل مرة بعد مرة ، فأطلق و رديس لاون و هو ابن أخي نقفور من معقله و بعثه في العساكر لقتاله فهزمه ورديس ، و لحق ورد بن منير بميافارقين صريخاً بعضد الدولة ، و راسله بسيل في شأنه فجنح عضد الدولة إلى بسيل و قبض على ورديس و اعتقله ببغداد ، ثم أطلقه ابنه صمصام الدولة لخمس سنين من اعتقاله ، و شرط عليه إطلاق أسرى المسلمين ، و النزول عن حصون عدة من معاقل للروم ، و أن لا يغير على بلاد الإسلام . و سار فاستولى على ملطية و مضى إلى القسطنطينية فحاصرها و قتل ورديس بن لاون ، و استنجدا بسيل بملك الروم و زوجه أخته ثم صالح ورداً على ما بيده . ثم هلك ورد بعد ذلك بقليل و استولى بسيل على أمره و سار إلى قتال البلغار فهزمهم و ملك بلادهم و عاث فيها أربعين سنة . و استمده صاحب حلب أبو الفضائل بن سيف الدولة ، فلما زحف إليه منجوتكين صاحب دمشق من قبل الخليفة بمصر سنة إحدى و ثمانين ، فجاء بسيل لمدده و هزمه منجوتكين و رجع مهزوماً و رجع منجوتكين إلى دمشق ، ثم عاود الحصار فجاء بسيل صريخاً لأبي الفضائل فأجفل منجوتكين من مكانه على حلب ، و سار إلى حمص و شيزر فملكها و حاصر طرابلس ، و صالحه ابن مروان على ديار بكر . ثم بعث الدوقس الدمستق إلى أمامه فبعث إليه صاحب مصر أبا عبد الله بن ناصر الدولة بن حمدان في العساكر فهزمه و قتله .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
ثم هلك بسيل سنة عشر و أربعمائة لنيف و سبعين من ملكه بعده أخوه قسطنطين و أقام تسعاً ثم هلك عن ثلاث بنات ، فملك الروم عليهم الكبرى منهم و أقام بأمرها ابن خالهم أرمانوس و تزوجت به فاستولى على مملكة الروم . و كان خاله ميخاييل متحكما في دولته و مداخلا لأهله فمالت إليه الملكة و حملته على قتل أرمانوس ، فقتله و استولى على الأمر . ثم أصابه الصرع و أذاه فعمد لابن أخته و اسمه ميخاييل أيضاً و كان أرمانوس قد خرج سنة إحدى و عشرين إلى حلب في ثلاثة آلاف مقاتل ، ثم خار عن اللقاء فاضطرب و رجع و اتبعه العرب فنهبوا عساكره ، و كان معه ابن الدوقس من عظماء البطارقة فارتاب و قبض عليه . و خرج سنة اثنتين و عشرين و أربعمائة في جموع الروم فملك الرها و سروج و هزم عساكر ابن مروان .
و لما ملك ميخاييل سار إلى بلاد الإسلام فلقيه الدريري صاحب الشام من قبل العلوية فهزمه و اقتصر الروم بعدها عن الخروج إلى بلاد الإسلام . و ملك ميخاييل ابن أخته كما قلناه و قبض على أخواله و قرابتهم و أحسن السيرة في المملكة ، ثم طلب زوجته في الخلع فأبت ، فتفاها إلى بعض الجزائر و استولى على المملكة سنة ثلاث و ثلاثين و أربعائة . و نكر عليه البترك ما وقع فيه فهم بقتله و دخل بعض حاشيته في ذلك ، و نمى الخبر إلى البترك فنادى في النصرانية بخلعه و حاصره في قصره و استدعى الملكة التي خلعها ميخاييل من مكانها و أعادوها إلى الملك فنفت ميخاييل كما نفاها أولاً .
ثم اتفق البترك و الروم على خلع الملكة بنت قسطنطين و ملكوا أختها الأخرى تودورة و سلموا ميخاييل لها ، ثم وقعت الفتنة بين شيعة تودورة و شيعة ميخاييل و اتصلت ، و طلب الروم أن يملكوا عليهم من يمحو هذه الفتنة و أقرعوا على المرشحين فخرجت القرعة على قسطنطين منهم فملكوه أمرهم ، و تزوج بالملكة الصغيرة تودورة و جعلت أختها الكبرى على ما بذلته لها و ذلك سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة .
ثم توفي قسطنطين سنة ست و أربعين ، و ملك على الروم أرمانوس و قارن ذلك بظهور الدولة السلجوقية و اسيتلاء طغرلبك على بغداد ، فردد الغزو إليهم من ناحية أذربيجان ، ثم سار ابنه الملك ألبأرسلان و ملك مدناً من بلاد الكرخ منها مدينة آي و أثخن في بلادهم . ثم سار ملك الروم إلى منبج و هزم ابن مرداس و ابن حسان و جموع العرب ، فسار ألبأرسلان إليه سنة ثلاث و ستين و خرج أرمانوس في مائتي ألف من الروم و الدوس و الكرخ و نزل على نواحي أرمينية ، فزحف إليه ألبأرسلان من أذربيجان فهزمه و حصل في أسره ثم فاداه على مال يعطيه و أجروه عليه و عقد معه صلحاً . و كان أرمانوس لما انهزم وثب ميخاييل بعده على مملكة الروم ، فلما انطلق من الأسر و رجع دفعه ميخاييل عن الملك و التزم أحكام الصلح الذي عقده مع ألبأرسلان و ترهب أرمانوس إلى هنا انتهى كلام ابن الأثير .
و لما ملك ميخاييل سار إلى بلاد الإسلام فلقيه الدريري صاحب الشام من قبل العلوية فهزمه و اقتصر الروم بعدها عن الخروج إلى بلاد الإسلام . و ملك ميخاييل ابن أخته كما قلناه و قبض على أخواله و قرابتهم و أحسن السيرة في المملكة ، ثم طلب زوجته في الخلع فأبت ، فتفاها إلى بعض الجزائر و استولى على المملكة سنة ثلاث و ثلاثين و أربعائة . و نكر عليه البترك ما وقع فيه فهم بقتله و دخل بعض حاشيته في ذلك ، و نمى الخبر إلى البترك فنادى في النصرانية بخلعه و حاصره في قصره و استدعى الملكة التي خلعها ميخاييل من مكانها و أعادوها إلى الملك فنفت ميخاييل كما نفاها أولاً .
ثم اتفق البترك و الروم على خلع الملكة بنت قسطنطين و ملكوا أختها الأخرى تودورة و سلموا ميخاييل لها ، ثم وقعت الفتنة بين شيعة تودورة و شيعة ميخاييل و اتصلت ، و طلب الروم أن يملكوا عليهم من يمحو هذه الفتنة و أقرعوا على المرشحين فخرجت القرعة على قسطنطين منهم فملكوه أمرهم ، و تزوج بالملكة الصغيرة تودورة و جعلت أختها الكبرى على ما بذلته لها و ذلك سنة أربع و ثلاثين و أربعمائة .
ثم توفي قسطنطين سنة ست و أربعين ، و ملك على الروم أرمانوس و قارن ذلك بظهور الدولة السلجوقية و اسيتلاء طغرلبك على بغداد ، فردد الغزو إليهم من ناحية أذربيجان ، ثم سار ابنه الملك ألبأرسلان و ملك مدناً من بلاد الكرخ منها مدينة آي و أثخن في بلادهم . ثم سار ملك الروم إلى منبج و هزم ابن مرداس و ابن حسان و جموع العرب ، فسار ألبأرسلان إليه سنة ثلاث و ستين و خرج أرمانوس في مائتي ألف من الروم و الدوس و الكرخ و نزل على نواحي أرمينية ، فزحف إليه ألبأرسلان من أذربيجان فهزمه و حصل في أسره ثم فاداه على مال يعطيه و أجروه عليه و عقد معه صلحاً . و كان أرمانوس لما انهزم وثب ميخاييل بعده على مملكة الروم ، فلما انطلق من الأسر و رجع دفعه ميخاييل عن الملك و التزم أحكام الصلح الذي عقده مع ألبأرسلان و ترهب أرمانوس إلى هنا انتهى كلام ابن الأثير .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
ثم استفحل ملك الإفرنج بعد ذلك و استبدوا بملك رومة و ما وراءها ، و كان الروم لما أخذوا بدين النصرانية حملوا عليه الأمم المجاورين لهم طوعاً و كرهاً ، فدخل فيه طوائف من الأمم الأرمن وقد تقدم نسبهم إلى ناحور أخي إبراهيم عليه السلام و بلدهم أرمينية و قاعدتها خلاط ، و منهم الكرج و هم من شعوب الروم و بلادهم الخزر ما بين أرمينية و القسطنطينية شمالاً في جبال ممتنعة ، و منه الجركس في جبال بالعدوة و الشرقية من بحر نيطش و هم من شعوب الترك ، و منهم الروس في جزائر ببحر نيطش و في عدوته الشمالية و منه البلغار نسبة إلى مدينة لهم في العدوة الشمالية أيضاً من بحر نيطش ، و منهم البرجان أمة كبيرة متوغلون في الشمال لا تعرف أخبارهم لبعدها ، و هؤلاء كلهم من شعوب الترك .
و أعظم من أخذ به من الأمم الإفرنج و قاعدة بلادهم فرنجة ، و يقولون فرنسة بالسين و ملكهم الفرنسيس ، و هم في بسائط على عدوة البحر الرومي من شماليه و جزيرة الأندلس من ورائهم في المغرب تفصل بينهم و بينها جبال متوعرة ذات مسالك ضيقة يسمونها ألبون و ساكنها الجلالقة من شعوب الإفرنج ، و هؤلاء فرنسة أعظم ملوك الإفرنجة بالعدوة الشمالية من هذا البحر ، و استولوا من الجزيرة البحرية منه على صقلية و قبرص و أقريطش و جنوة ، و استولوا أيضاً على قطعة من بلاد الأندلس إلى برشلونة ، و استفحل ملكهم بعد القياصرة الأول .
و من الأمم الإفرنجة البنادقة و بلادهم حفافي خليج يخرج من بحر من بحر الروم متضايقاً إلى ناحية الشمال و مغرباً بعض الشيء على سبعمائة ميل من البحر و هذا الخليج مقابل لخليج القسطنطينية ، و في القرب منه و على ثمان مراحل من بلاده جنوة ، و من ورائها مدينة رومة حاضرة الإفرنجة و مدينة ملكهم و بها كرسي البطرك الأكبر الذي يسمونه البابا . و من أمم الإفرنجة الجلالقة و بلادهم الأندلس و هؤلاء كلهم دخلوا في دين النصرانية تبعاً للروم إلى من دخل فيه منهم من أمم السودان و الحبشة و النوبة ، و من كان على ملكة الروم من برابرة العدوة بالمغرب مثل نغزاوة و هوارة بأفريقية و المصامدة بالمغرب الأقصى ، و استفحل ملك الروم و دين النصرانية . و لما جاء الله بالإسلام و غلب دينه و كانت مملكة الروم قد انتشرت في حفافي البحر الرومي من عدوتيه ، فانتزعوا منهم لأول أمرهم عدوته الجنوبية كلها من الشام و مصر و أفريقية و المغرب و أجازوا من خليج طنجة فملكوا الأندلس كلها من يد القوط و الجلالقة و ضعف أمر الروم و ملكهم بعد الانتهاء إلى غايته شأن كل أمة . ثم شغل الإفرنجة بما دهمهم متن العرب في الأندلس و الجزائر بما كانوا يتخيمونهم و يرددون الصوائف إلى بسائطهم أيام عبد الرحمن الداخل و بنيه الأندلس ، و عبد الله الشيعي و بنيه بأفريقية . و ملكوا عليهم جزائر البحر الرومي التي كانت لهم مثل صقلية و ميورقة و دانية و أخواتها ، إلى أن فشل ربح
و أعظم من أخذ به من الأمم الإفرنج و قاعدة بلادهم فرنجة ، و يقولون فرنسة بالسين و ملكهم الفرنسيس ، و هم في بسائط على عدوة البحر الرومي من شماليه و جزيرة الأندلس من ورائهم في المغرب تفصل بينهم و بينها جبال متوعرة ذات مسالك ضيقة يسمونها ألبون و ساكنها الجلالقة من شعوب الإفرنج ، و هؤلاء فرنسة أعظم ملوك الإفرنجة بالعدوة الشمالية من هذا البحر ، و استولوا من الجزيرة البحرية منه على صقلية و قبرص و أقريطش و جنوة ، و استولوا أيضاً على قطعة من بلاد الأندلس إلى برشلونة ، و استفحل ملكهم بعد القياصرة الأول .
و من الأمم الإفرنجة البنادقة و بلادهم حفافي خليج يخرج من بحر من بحر الروم متضايقاً إلى ناحية الشمال و مغرباً بعض الشيء على سبعمائة ميل من البحر و هذا الخليج مقابل لخليج القسطنطينية ، و في القرب منه و على ثمان مراحل من بلاده جنوة ، و من ورائها مدينة رومة حاضرة الإفرنجة و مدينة ملكهم و بها كرسي البطرك الأكبر الذي يسمونه البابا . و من أمم الإفرنجة الجلالقة و بلادهم الأندلس و هؤلاء كلهم دخلوا في دين النصرانية تبعاً للروم إلى من دخل فيه منهم من أمم السودان و الحبشة و النوبة ، و من كان على ملكة الروم من برابرة العدوة بالمغرب مثل نغزاوة و هوارة بأفريقية و المصامدة بالمغرب الأقصى ، و استفحل ملك الروم و دين النصرانية . و لما جاء الله بالإسلام و غلب دينه و كانت مملكة الروم قد انتشرت في حفافي البحر الرومي من عدوتيه ، فانتزعوا منهم لأول أمرهم عدوته الجنوبية كلها من الشام و مصر و أفريقية و المغرب و أجازوا من خليج طنجة فملكوا الأندلس كلها من يد القوط و الجلالقة و ضعف أمر الروم و ملكهم بعد الانتهاء إلى غايته شأن كل أمة . ثم شغل الإفرنجة بما دهمهم متن العرب في الأندلس و الجزائر بما كانوا يتخيمونهم و يرددون الصوائف إلى بسائطهم أيام عبد الرحمن الداخل و بنيه الأندلس ، و عبد الله الشيعي و بنيه بأفريقية . و ملكوا عليهم جزائر البحر الرومي التي كانت لهم مثل صقلية و ميورقة و دانية و أخواتها ، إلى أن فشل ربح
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
الدولتين و ضعف ملك العرب ، فاستفحل الإفرنجة و رجعت لهم و استرجعوا ما ملكه المسلمون إلا قليلاً بسيف البحر الرومي مضائق العرض في طول أربع عشرة مرحلة و استولوا على جزائر البحر كلها ، ثم سموا إلى الشام و بيت المقدس مسجد أنبيائهم و مطلع دينهم فسربوا إليه آخر المائة الخامسة ، و تواثبوا على الأمصار و الحصون و سواحله . و يقال : إن المستنصر العبيدي هو الذي دعاهم لذلك و حرضهم عليه لما رجى فيه من اشتغال ملك السلجوقية بأمرهم ، و إقامتهم سداً بينه و بينهم عندما سموا إلى ملك الشام و مصر . و كان ملك الإفرنجة يومئذ اسمه بردويل و صهره زجار ملك صقلية من أهل طاعته ، فتظاهروا علة ذلك و ساروا إلى القسطنطينية سنة إحدى و تسعين ليجعلوها طريقاً إلى الشام ، فمنعهم ملك الروم يومئذ ثم أجازهم على أن يعطوه ملطية إذا ملكوها فقبلوا شرطه . ثم ساروا إلى بلاد ابن قلطمش ، وقد استولى يومئذ على مرية و أعمالها و أرزن الروم و أقصر و سيواس ، و افتتح تلك الأعمال كلها عند هبوب ريح قومه على السلجوقية ، ثم حدثت الفتنة بينهم و بين الروم بالقسطنطينية ، و استنجد كل منهم بملوك المسلمين في ثغور الشام و الجزيرة ، و عظمت الفتن في تلك الآفاق و دامت الحال على ذلك نحوا من مائة سنة و ملك الروم بالقسطنطينية في تناقص و اضمحلال . و كان زجار صاحب صقلية يغزو القسطنطينية من البحر و يأخذ ما يجد في مرساها من سفن التجار و شواني المدينة ، و لقد دخل جرجي بن ميخاييل صاحب أسطوله إلى مينا القسطنطينية سنة أربع و أربعين و خمسمائة و رمى قصر الملك بالسهام ، فكانت تلك أنكى على الروم من كل ناحية .
ثم كان لاستيلاء الإفرنج على القسطنطينية آخر المائة السادسة و كان من خبرها أن ملك الروم بالقسطنطينية أصهر إلى الفرنسيس عظيم ملوك الإفرنج في أخته فزوجها له الفرنسيس و كان له منها ابن ذكر ، ثم وثب بملك الروم أخوه فسمله و ملك القسطنطينية مكانه . و لحق الابن بخاله الفرنسيس صريخاً به على عمه فوجده قد جهز الأساطيل لارتجاع بيت المقدس ، و اجتمع فيه ثلاثة من ملوك الإفرنجة بعساكرهم دوقس البنادقة صاحب المراكب البحرية و في مراكبه كان ركوبهم ، و كان شيخاً أعمى نقاداً ذا ركب و المركس مقدم الفرنسيس و كيدفليد و هو أكبرهم ، فأمر الفرنسيس بالجواز على القسطنطينية ليصلحوا بين ابن أخته و بين عمه ملك الروم ، فلما وصلوا إلى مرسى القسطنطينية ، خرج عمه و حاربهم فهزموه و دخلوا البلد و هرب إلى أطراف البلد و قتل حاضروه و أضرموا النار في البلد ، فاشتغل الناس بها و أدخل الصبي بشيعته ، فدخل الإفرنج معه و ملكوا البلد و أجلسوا الصبي في ملكه و ساء أثرهم في البلد ، صادروا أهل النعم و أخذوا أموال الكنائس ، و ثقلت وطأتهم على الروم فعقلوا الصبي و أخرجوهم و استدعوا ملكهم عم الصبي من مكان مقره و ملكوه عليهم .
ثم كان لاستيلاء الإفرنج على القسطنطينية آخر المائة السادسة و كان من خبرها أن ملك الروم بالقسطنطينية أصهر إلى الفرنسيس عظيم ملوك الإفرنج في أخته فزوجها له الفرنسيس و كان له منها ابن ذكر ، ثم وثب بملك الروم أخوه فسمله و ملك القسطنطينية مكانه . و لحق الابن بخاله الفرنسيس صريخاً به على عمه فوجده قد جهز الأساطيل لارتجاع بيت المقدس ، و اجتمع فيه ثلاثة من ملوك الإفرنجة بعساكرهم دوقس البنادقة صاحب المراكب البحرية و في مراكبه كان ركوبهم ، و كان شيخاً أعمى نقاداً ذا ركب و المركس مقدم الفرنسيس و كيدفليد و هو أكبرهم ، فأمر الفرنسيس بالجواز على القسطنطينية ليصلحوا بين ابن أخته و بين عمه ملك الروم ، فلما وصلوا إلى مرسى القسطنطينية ، خرج عمه و حاربهم فهزموه و دخلوا البلد و هرب إلى أطراف البلد و قتل حاضروه و أضرموا النار في البلد ، فاشتغل الناس بها و أدخل الصبي بشيعته ، فدخل الإفرنج معه و ملكوا البلد و أجلسوا الصبي في ملكه و ساء أثرهم في البلد ، صادروا أهل النعم و أخذوا أموال الكنائس ، و ثقلت وطأتهم على الروم فعقلوا الصبي و أخرجوهم و استدعوا ملكهم عم الصبي من مكان مقره و ملكوه عليهم .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
و حاصرهم الإفرنج فاستنجد بسليمان بن قليج أرسلان صاحب قونية و بلاد الروم شرقي الخليج ، و كان في البلد خلق من الإفرنج ، فقبل أن يصل سليمان ثاروا فيها و أضرموا النيران حتى شغل بها الناس ، و فتحوا الأبواب فدخل الإفرنج و استباحوا ثمانية أيام حتى أقفرت ، و اعتصم الروم بالكنيسة العظمى منها و هي مموقيا . ثم خرجت جماعة القسيسين و الأساقفة و الرهبان ، و في أيديهم الإنجيل و الصلبان فقتلوهم أجمعين ، و لم يراعوا لهم ذمة و لا عهداً ، ثم خلعوا الصبي و اقترعوا ثلاثتهم على الملك فخرجت القرعة على كيدفليد كبيرهم فملكوه على القسطنطينية و ما يجاورها ، و جعلوا لدوقس البنادقة الجزائر البحرية مثل أقريطش و رودس و غيرهما ، و للمركيس مقدم الفرنسيس البلاد التي في شرقي الخليج . ثم تغلب عليها بطريق من بطارقة الروم اسمه لشكري و دفع عنها الإفرنج و بقيت بيده و استولى بعدها على القسطنطينية ، و كان اسمه ميخاييل ، و في كتاب المؤيد صاحب حماة أنه أقام ببعض الحصون . ثم بنيت القسطنطينية و ملكها و فر الإفرنج في مراكبهم و ملك الروم و قتل الذي كان ملكاً قبله ، و توفي سنة إحدى و ثمانين و ستمائة و عقد معه الصلح المنصور قلاون صاحب مصر و الشام لذلك العهد .
قال : و ملك بعده ابنه ماند و يلقب الدوقس و شهرتهم جميعاً اللشكري ثم انقرضت دولة بني قليج أرسلان ، و ملك أعمالهم التتر كما نذكر في أخبارهم ، و بقي بني اللشكري ملوكاً على القسطنطينية إلى هذا العهد ، و ملك شرقي الخليج بعد انقضاء دولة التتر من بلاد الروم ابن عثمان جق أمير التركمان ، و هو الآن متحكم على صاحب القسطنطينية و متغلب على نواحيه من سائر جهاته . و هذا ما بلغنا من أخبار الروم من أول دولتهم منذ يونان و القياصرة لهذا العهد . و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين .
الخبر عن القوط و ما كان لهم من الملك بالأندلس إلى حين الفتح الإسلامي و أولية ذلك و مصايرههذه الأمة من أمم أهل الدولة العظيمة المعاصرة لدول الطبقة الثانية من العرب وقد ذكرناهم عقب اللطينيين لأن الملك صار إليهم من بينهم كما ذكرناه ، و سياقه الخبر عنهم أنهم كانوا يعرفون في الزمن القديم بالسيسيين نسبة إلى الأرض التي كانوا يعمرونها بالشرق فيما بين الفرس و اليونان ، و هم في نسبهم إخوة الصين من ولد ماغوغ بن يافث ، و كانت لهم مع الملوك السريانيين حروب موصوفة زحف إليهم فيها مومن مالي ملك سريان فدافعوه لعهد إبراهيم الخليل عليه السلام ، ثم كانت لهم حروب مع الفرس عند تخريب بيت المقدس و بناء رومة ، ثم غلبهم الإسكندر و صاروا في ملكته و اندرجوا في قبائل الروم و يونان . ثم لما ضعف أمر الروم بعد الإسكندر و تغلبوا على بلاد الغريقيين و مقدونية و نبطة أيام غلبنوش
قال : و ملك بعده ابنه ماند و يلقب الدوقس و شهرتهم جميعاً اللشكري ثم انقرضت دولة بني قليج أرسلان ، و ملك أعمالهم التتر كما نذكر في أخبارهم ، و بقي بني اللشكري ملوكاً على القسطنطينية إلى هذا العهد ، و ملك شرقي الخليج بعد انقضاء دولة التتر من بلاد الروم ابن عثمان جق أمير التركمان ، و هو الآن متحكم على صاحب القسطنطينية و متغلب على نواحيه من سائر جهاته . و هذا ما بلغنا من أخبار الروم من أول دولتهم منذ يونان و القياصرة لهذا العهد . و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين .
الخبر عن القوط و ما كان لهم من الملك بالأندلس إلى حين الفتح الإسلامي و أولية ذلك و مصايرههذه الأمة من أمم أهل الدولة العظيمة المعاصرة لدول الطبقة الثانية من العرب وقد ذكرناهم عقب اللطينيين لأن الملك صار إليهم من بينهم كما ذكرناه ، و سياقه الخبر عنهم أنهم كانوا يعرفون في الزمن القديم بالسيسيين نسبة إلى الأرض التي كانوا يعمرونها بالشرق فيما بين الفرس و اليونان ، و هم في نسبهم إخوة الصين من ولد ماغوغ بن يافث ، و كانت لهم مع الملوك السريانيين حروب موصوفة زحف إليهم فيها مومن مالي ملك سريان فدافعوه لعهد إبراهيم الخليل عليه السلام ، ثم كانت لهم حروب مع الفرس عند تخريب بيت المقدس و بناء رومة ، ثم غلبهم الإسكندر و صاروا في ملكته و اندرجوا في قبائل الروم و يونان . ثم لما ضعف أمر الروم بعد الإسكندر و تغلبوا على بلاد الغريقيين و مقدونية و نبطة أيام غلبنوش
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى