alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:44 pm

ليقتلوه فهرب كما مر ، ثم هلك لأربع و عشرين سنة من ملكه . و ولي ابن عمه يولياش . و قال هروشيوش بن منخمشطش قال : و ملك سنة واحدة . و قال ابن العميد : ملك سنتين باتفاق لثلاثة من ملك سابور و كان كافراً و قتل النصارى و عزلهم عن الكنائس و أطرحهم من الديوان و سار لقتال الفرس فمات من سهم أصابه . و قال هرشيوش : تورط في طريقه في مفازة ضل فيها عن سبيله فتقبض عليه أعداؤه و قتلوه .

قال هروشيوش : و ولي بعده بليان بن قسطنطي سنة أخرى ، و زحف إلى الفرس و ملكهم يومئذ سابور ، فحجم عن لقائهم ، فصالحهم و رجع و هلك في طريقه . و لم يذكر ابن العميد بليان هذا و إنما قال : ملك من بعد يوليانوس الملك يوشانوش واحدة باتفاق في سادسة عشر من ملك سابور ، و كان مقدم عساكر يوليانوس ، فلما قتل اجتمعوا إليه و بايعوه و اشترط عليهم الدخول في النصرانية فغلبوه ، و أشار سابور بتوليته و نصب له صليبا في العسكر ، و لما ولي نزل على نصيبين للفرس و نقل الروم الذي بها إلى آمد و رجع إلى كرسي مملكتهم ، فرد الأساقفة إلى الكنائس ، و رجع فيمن رجع أثناشيوش بطرك إسكندرية ، و طلب منه أن يكتب له أمانة أهل مجمع نيقية ، فجمع الأساقفة و كتبوها و أشار عليه بلزومها . و لم يذكر هروشيوش يوشانوش هذا و ذكر مكانه آخر قال : و سماه بلنسيان بن قسنطش . قال : و قاتل أمماً من القوط و الإفرنجة و غيرهم ، قال : و افترق القوط في أيامه فرقتين على مذهبي أريوش و أمانة نيقية ، قال : و في أيامه ولي داماش بطركا برومة ثم هلك بالفالج ، و ملك بعده أخوه واليس أربع سنين و عمل على مذهب أريوش و اشتد على أهل الأمانة و قتلهم . و ثار عليه بأهل أفريقية بعض النصارى مع البربر فأجاز إليهم البحر و حاربهم فظفر بالثائر و قتله بقرطاجنة ، و رجع إلى قسنطينية فحارب القوط و الأمم من ورائهم و هلك في حروبهم .

و قال ابن العميد في قيصر الذي قتل واليس و سماه واليطنوس : إنه ملك اثنتي عشرة سنة فيما حكاه ابن بطريق و ابن الراهب ، و حكى عن المسبحي خمسة عشر سنة ، و أن أخاه والياش كان شريكه في الملك و أنه كان مبايناً و أنه ملك لستمائة و ست و سبعين للإسكندر و سبع عشرة لسابور كسرى . قال : و في أيامه وثب أهل إسكندرية على أثناشيوش البطرك ليقتلوه فهرب و قدموا مكانه لوقيوس و كان على رأي أريوش ، ثم اجتمع أهل الأمانة بعد خمسة أشهر و رجعوه إلى كرسيه و طردوا لوقيوس ، و أقام أثناشيوش بطركاً إلى أن مات ، فولوه بعده تلميذه بطرس سنتين ، و وثب به أصحاب لوقيوس فهرب و رجع لوقيوس إلى الكرسي فأقام إلى الكرسي فأقام ثلاث سنين . ثم وثب به أهل الأمانة و رجعوا بطرس و ما لسنة من رجعته و لقي من داريانوس قيصر و من أصحاب أريوش شدائد و محناً . و قال المسبحي : كان واليطينوس يدين بالأمانة ، و أخوه واليش يدين بمذاهب أريوش أخذه عن ثاودكيس أسقف القسطنطينية ، و عاهده على إظهاره ، فلما ملك نفى جميع أساقفة الأمانة و سار أريوس أسقف أنطاكية بإذنه إلى الإسكندرية ، فحبس بطرس البطرك و أقام مكانه أريوش من أهل سميساط ، أو هرب بطرس من السجن و أقام برومة .

و كانت بين و اليطينوس قيصر و بين سابور كسرى فتنة و حروب و هلك في بعض حروبه معهم ، و ولي بعده أخوه و اليش . قال ابن العميد عن ابن الراهب : سنتين ، و عن أبي فانيوس ثلاث سنين و سماه والاس . و قال : هو أبو الملكين اللذين تركا الملك و ترهبا و سمى مكسينموس و دوقاديوس ، قال : و في الثانية من ملكه بعث طيماناوس أخا بطرس بطركا على إسكندرية فلبث فيهم سبع سنين و مات ، و في سادسة ملكه كان المجمع الثاني بقسطنطينية وقد مر ذكره . و في أيام واليش قيصر هذا مات بطرك قسطنطينية فبعث أغريوس أسقف يزناروا و ولاه مكانه فوليه أربع سنين و مات . ثم خرج على واليش خارج من العرب فخرج إليه فقتل في حروبه .

ثم ولي أغراديانوس قيصر ، قال ابن العميد : و هو أخو واليش و كان والنطوس بن واليش شريكاً له في الملك و ملك سنة واحدة ، و قال عن أبي فانيوس سنتين ، و عن ابن بطريق ثلاث سنين ، و ذكر عن ابن المسبحي و ابن الراهب : أن تاوداسيوس الكبير كان شريكاً لهما و أن ابتداء ملكهم لستمائة و تسعين من ملك الإسكندر ، و أنه رد جميع ما نفاه واليش قبله من الأساقفة إلى كرسيه و خلى كل واحد مكانه .

و مات أغراديانوس و ابن أخيه في سنة واحدة ، قال ابن العميد . و ملك بعدهما تاوداسيوس سبع عشرة سنة باتفاق لستمائة و تسعين من ملك الإسكندر و لإحدى و ثلاثين من ملك سابور كسرى ، و في سادسة ملكه مات أثناشيوش ، بطرك إسكندرية فولي مكانه كاتبه تاوفيلا ، و كان بطرك القسطنطينية يوحنا فم الذهب ، و أسقف قبرص أبوفانيوس كان يهودياً و تنصر . قال : و كان لتاوداسيوس ولدان أرقاديوس و برباريوس ، قال : و في خامسة عشر من ملكه ظهر الفتية السبعة أهل الكهف الذين قاموا أيام دقيانوس و لبثوا في نومهم ثلثمائة سنة و تسع سنين كما قصه القرآن ، و وجد معهم صندوق النحاس و الصحيفة التي أودع البطريق فيها خبرهم ، و بلغ الأمر إلى قيصر تاوداسيوس فبعث في طلبهم فوجدهم قد ماتوا ، فأمر أن يبنى عليهم كنيسة و يتخذ يوم ظهورهم عيداً . قال المسبحي : و كان أصحاب أريوس قد استولوا على الكنائس منذ أربعين سنة فأزالهم عنها و نفاهم و أسقط من عساكره كل من يدين بتلك المقالة ، و عقد المجمع الثاني بقسطنطينية لمائتين و خمسين سنة من مجمع نيقية ، و قرر فيه الأمانة الأولى بنيقية و عهدوا أن لا يزاد فيها و لا ينقض . و في خامسة عشر من ملكه مات سابور بن سابور و ملك بعده بهرام . ثم هلك تاوداسيوس لسبع عشرة سنة من ملكه .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:47 pm

و أما هروشيوش فقال بعد ذكر واليش : و ملك بعده و ليطانش ابن أخيه فلنسيان ست سنين و هو الموفى أربعين عدداً من ملوك القياصرة ، قال و استعمل طودوشيش بن أنطيونش بن لوخيان على ناحية المشرق فملك الكثير منها ، ثم هم أهل رومة على قائدهم فقتلوه و خلعوا وليطانش الملك ، فلحق بطودوشيش بالمشرق فسلم إليه في الملك ، فأقبل طودوشيش إلى رومة و قتل الثائر بها و استقل بملك القياصرة ، و هلك لأربع عشرة سنة من ولايته ، فولي ابنه أركاديش . و يظهر من كلام هروشيوش أن طودوشيش هو تاوداسيوس الذي ذكره ابن العميد ، لأنهما متفقان في أن ابنه أركاديش و متقاربان في المدة ، فلعل وليطانش الذي ذكره هروشيوش هو أغراديانوس الذي ذكره ابن العميد اهـ .

قال ابن العميد : و ملك أركاديش ولد تاوداسيوس الأكبر ثلاث عشرة سنة باتفاق في ثالثة ملك بهرام بن سابور و كان مقيماً بالقسطنطينية ، و ولي أخاه أنوريش على رومة ، قال : و ولد لأركاديش ابن سماه طودوشيش باسم أبيه ، و لما كبر طلب معلمه أريانوس ليعلم ولده ، فهرب إلى مصر و ترهب ، و رغبه المال فأبى و أقام في مغارة بالجبل المقطم على قرية طرا ثلاث سنين ، و مات فبنى الملك على قبره كنيسة و ديراً يسمى دير القصير ، و يقال : دير البغل . و في أيامه غرق أبوفانيوس بمرجعه إلى قبرص ، و مات يوحنا فم الذهب بطرك القسطنطينية و كان نفاه أركاديش بموافقة أبي فانيوس ، و دعا كل منهما على صاحبه فهلكا . و في التاسعة من ملك أركاديش مات بهرام بن سابور و ملك ابنه يزدجرد .

ثم هلك أركاديش و ملك من بعده طودوشيش الأصغر ابن أركاديش ثلاث عشرة سنة و ولى أخاه أنوريش على رومة ، فاقتسما ملك اللطينيين ، و انتقض لعهديهما قومس أفريقية و خالفه إلى طاعة القياصرة فحدثت بأفريقية فتنة لذلك . ثم غلب القومس أخاه فلحق بقبرص و ترهب بها ، ثم زحف القوط إلى رومة و فر عنها أنوريش فحاربوها و دخلوها عنوة و استباحوها ثلاثاً و تجافوا عن أموال الكنائس . قال : و لما هلك أركاديش قيصر استبد أخوه أنوريش بالملك خمس عشرة سنة و أحسن في دفاع القوط عن رومة و هلك ، فولي من بعده طودوشيش ابن أخيه أركاديش و لم يذكر ابن العميد أنوريش و إنما ذكر بعد أركاديش ابنه طودوشيش و سماه الأصغر ، قال : و ملك اثنتين و أربعين سنة باتفاق في خامسة ملك يزدجرد ، و كانت بينه و بين الفرس حروب كثيرة . قال : و في أول سنة من ملكه مات تاوفيلا بطرك إسكندرية فولي مكانه كيرلوس ابن أخته ، في سابعة عشر من ملكه قدم نسطوريش بطركاً بالقسطنطينية فأقام أربع سنين و ظهرت عنه العقيدة التي دان بها وقد تقدمت ، و بلغت مقالته إلى كيرلس بطرك الإسكندرية ، فخاطب في ذلك بطرك رومة و أنطاكية و بيت المقدس ، ثم اجتمعوا بمدينة أفسيس في مائتي أسقف و أجمعوا على كفرنسطوريش و نفوه ، فنزل أخميم من صعيد مصر و أقام بها سبع سنين ، و أخذ بمقالته نصارى الجزيرة و الموصل إلى الفرات ثم العراق و فارس إلى المشرق ، و ولى طودوشيش بالقسطنطينية مقسيموس عوضاً عن نسطورس فأقام بها ثلاث سنين . و في ثامنة و ثلاثين من ملك طودوشيش الأصغر مات كيرلس بطرك الإسكندرية و ولي مكانه ديسقرس ، و لقي شدائد من مرقيان الملك بعده . و في سادسة عشرة من ملك طودوشيش الأصغر مات يزدجرد كسرى و ولي ابنه بهرام جور ، و كانت بينه و بين خاقان ملك الترك وقائع ثم عدل عن حروبهم و دخل إلى أرض الروم فهزمه طودوشيش و ملك ابنه يزدجرد . قال هروشيوش : و في أيام طودوشيش الأصغر تغلب القوط على رومة و ملكوها و هلك ملكهم أبطريك كما نذكر في أخبارهم ، ثم صالحوا الروم على أن يكون لهم الأندلس فانقلبوا إليها و تركوا رومة انتهى .

قال ابن العميد : ثم ملك مرقيان بعده ست سنين باتفاق و تزوج أخت طودوشيش و سماه هروشيوش مركيان بن مليكة . قالوا : و كان في أيامه المجمع الرابع بمقدونية وقد تقدم ذكره ، و إنه كان بسبب ديقوس بطرك إسكندرية و ما أحدث من البدعة في الأمانة ، فأجمعوا على نفيه و جعلوا مكانه برطارس ، و افترقت النصارى إلى ملكية و هم أهل الأمانة فنسبوا إلى مركبان قيصر الملك الذي جمعهم و عهد بأن لا يقبل ما اتفق عليه أهل المجمع الخلقدوني ، و إلى يعقوبية و هم أهل مذهب ديسقوس و تقدم الكلام في تسميتهم يعقوبية ، و إلى نسطورية و هم نصارى المشرق . و في أيام مركيان سكن شمعون الحبيس الصومعة بأنطاكية و ترهب و هو أول من فعل ذلك من النصارى ، و على عهده مات يزدجرد كسرى .

و مات مركيان قيصر لست سنتين من ملكه و ملك بعده لاون الكبير . قال ابن العميد : لسبعمائة و سبعين من ملك الإسكندرية و لثانية من ملك نيرون ، ملك ست عشرة سنة . و وافقه هروشيوش على مدته ، و قال فيه ليون بن شمخلية . قال ابن العميد : و كان على مذهب الملكية و لما سمع أهل إسكندرية بموت مركيان وثبوا على برطارس البطرك فقتلوه بعد ست سنين من ولايته و أقاموا مكانه طيماناوس ، و كان يعقوبياً فجاء قائد من قسطنطينية بعد ثلاث سنين من ولايته فنفاه ، و أبدل عنه سورس من الملكية و أقام تسع سنين . ثم عاد طيماناوس بالأمر لاون قيص ، و يقال : إنه بقي بطركاً اثنتين و عشرين سنة . و لثانية عشر من ملك لاون زحف الفرس إلى مدينة آمد و حاصروها و امتنعت عليهم ، و في أيامه مات شمعون الحبيس صاحب العمود . ثم هلك لاون قيصر لست عشرة سنة من ملكه . قال ابن العميد : و ولي من بعده لاون الصغير و هو أبو زيتون الملك بعده . و قال ابن بطريق : و هو ابن سينون و كان يعقوبياً و ملك سنة واحدة . و لم يذكره هروشيوش و إنما ذكر زينون الملك بعده ، و سماه سينون بالسين المهملة . و قال ملك سبع عشرة سنة . و قال ابن العميد مثله و لثمانية عشر من
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:50 pm

ملك نيرون و لسبعمائة و سبع و ثمانين للإسكندر ، قال : و كان يعقوبياً و خرج عليه ولده و رجل من قرابته و حاربهما عشرين شهراً ثم قتلهما و أتباعهما و دخل قسطنطينية و وجد بطركها و كان رديء العقيدة قد غير كتب الكنيسة و زاد و نقص ، فكتب زينون قيصر إلى بطرك رومة و جمع الأساقفة فناظروه و نفوه . و في سابعة ملك زينون مات طيماناوس بطرك إسكندرية فولي مكانه بطرس و هلك بعد ثمان سنين ، فولي مكانه أثناسيوس و هلك لسبع سنين و كان قيماً ببعض البيع في بطركيته . و قال المسبحي : و في أيام زينون احترق ملعب الخيل الذي بناه بطليموس الأرنبا بالإسكندرية . و قال ابن بطريق : و في أيام زينون هاجت الحرب بين نيرون و الهياطلة و هزموه في بعض حروبهم ، و رد الكرة عليه بعض قواده كما في أخبارهم ، و مات نيرون و تنازع الملك ابناه قياد و يلاش . و في عاشرة من ملك زينون غلب يلاش أخاه و استقل بالملك و لحق أخوه قياد بخاقان ملك الترك ، ثم هلك يلاش لأربع سنين و رجع قياد و استولى على مملكة فارس و ذلك في أربعة عشر من ملك زينون فأقام ثلاثاً و أربعين سنة .

و هلك زينون لسبع عشرة من ولايته ، فملك بعده نسطاس سبعاً و عشرين سنة في أربعة من ملك قيادة و لثمانمائة و ثلاث للإسكندر ، و كان يعقوبياً و سكن حماة و لذلك أمر أن تشيد و تحصن فبنيت في سنتين . و عهد لأول ملكه أن يقتل كل إمرأة كاتبة ، و في ثالثة ملكه أمر ببناء مدينة في المكان الذي قتل فيه دارا فوق نصبين . ثم وقعت الحرب بينه و بين الأكاسرة و خرب قياد مدينة آمد و نازلت عساكر الفرس إسكندرية و أحرقوا ما حولها من البساتين و الحصون ، و قتل بين الأمتين خلق كثير . و في سادسة ملكه مات أثناسيوس بطرك الإسكندرية فصير مكانه يوحنا و كان يعقوبياً و مات لتسع سنين ، فصير بعده يوحنا الحسن و مات بعد إحدى عشرة . و في أيام نسطاس قدم ساريوس بطركا بأنطاكية و كان كلاهما على أمة ديسقوس . و في سابعة و عشرين من ملك نسطاس قدم ساريوس بطركاً بإنطاكية يوحنا بطرك إسكندرية فولى مكانه ديسقوس الجديد و مات لسنتين و نصف .

و قال سعيد بن بطريق : إن إيليا بطرك المقدس كتب إلى نسطاس قيصر يسأله الرجوع إلى الملكية و يوضح له الحق في مذهبهم ، و صبا إليه في ذلك جماعة من الرهبان ، فأحضرهم و سمع كلامهم و بعث إليهم بالأموال للصدقات و عمارة الكنائس . و كان بقسطنطينية رجل على رأي ديسقوس فمضى إلى نشطانش قيصر و مضى و أشار عليه باتباع مذهب ديسقوس و أن يرفض المجمع الخلقدوني . فقبل ذلك منه و بعث إلى جميع أهل مملكته ، و بلغ ذلك بطرك أنطاكية فكتب إلى نشطانش قيصر بالملامة على ذلك فغضب و نفاه ، و جعل مكانه بأنطاكية سويوس و بلغ ذلك إلى إيليا بطرك القدس ، فجمع الرهبان و رؤساء الديور في نحو عشرة آلاف و لعنوا سويوس و أجرموه و الملك نشطانش معه . فنفاه نشطانش إلى إيليا و ذلك في ثالثة و عشرين من ملكه ، فاجتمع جميع البطاركة و الأساقفة من الملكية و أجرموا نشطانش الملك و سويوس و ديسقوس إمام اليعقوبية و نسطورس . قال ابن بطريق : و كان لسويوس تلميذ اسمه يعقوب البرادعي يطوف البلاد داعياً إلى مقالة سويوس و دسيقوس فنسب اليعاقبة إليه . و قال ابن العميد : و ليس كذلك لأن اليعاقبة سموا بذلك من عهد ديسقوس كما مر .

ثم هلك نشطانش لسبع و عشرين من ملكه ، و ملك بعده يشطيانش قيصر لثمانية و ثلاثين من ملك قياد بن نيرون و لثمانية و ثلاثين للإسكندر ، و ملك تسع سنين باتفاق . و قال هروشيوش سبعاً . و قال المسبحي : كان معه شريك في ملكه اسمه يشطيان . و في ثالثة ملكه غزت الفرس بلاد الروم فوقعت بين الفرس و الروم حروب كثيرة ، و زحف كسرى في آخرها لثمانية من ملك يشطيانش و معه المنذر ملك العرب ، فبلغ الرها و غلب الروم و غرق من الفريقين في الفرات خلق كثير و حمل الفرس أسارى الروم و سباياهم ، ثم وقع الصلح بينهما بعد موت قيصر . و في تاسعة ملكه أجاز البربر من المغرب إلى رومة و غلبوا عليها . قال ابن بطريق : و كان يشطيانش على دين المليكة فرد كل من نفاه نشطانش قبله منهم ، و صير طيماناوس بطركاً بالإسكندرية و كان يعقوبياً فلبث ثلاث سنين ، و قيل سبع عشرة سنة . و قال ابن الراهب : كان يشطيانش خلقدونياً و نفى طيماناوس البطرك عن إسكندرية و جعل مكانه أيوليناريوس و كان ملكياً ، و عقد مجمعاً بالقسطنطينية يريد جمع الناس على رأي الخلقدونية مذهبه ، و أحضر شاويرش بطرك أنطاكية و أساقفة المشرق فلم يوافقوه ، فاعتقل بطرك أنطاكية سنين ثم أطلقه فسار إلى مصر و بقي مختفياً في الديور . ثم وصل أيوليناريوس بطرك إسكندرية و معه كتاب الأمانة الخلقدونية ، فقبل الناس منه و تبعوا مذهبه فيها و صاروا إليه . و هلك يشطيانش لتسع سنين من ملكه ثم ملك يشطينانش قيصر لإحدى و أربعين من ملك قياد و لثمانمائة و أربعين للإسكندر و كان ملكياً و هو ابن عم يشطيانش الملك قبله . و قال المسبحي : بل كان شريكه كما مر و ملك أربعين سنة باتفاق . و قال أبو فانيوس : ثلاثاً و ثلاثين . و في سابعة ملكه غزا كسرى بلاد الروم و أحرق إيليا و أخذ الصليب الذي كان فيها ، و في حادية عشر من ملكه عصت السامرية عليه فغزاهم و خرب بلادهم ، و في سادسة عشر من ملكه غزا الحارث بن جبلة أمير غسان و العرب ببرية الشام و غزا بلاد الأكاسرة و هزم عساكرهم و خرب بلادهم و لقيه بعض مرازبة كسرى فهزمهم و رد السبي منهم ، ثم وقع الصلح بين فارس و الروم و توادعوا . و في خمس و ثلاثين من ملك يشطينانش عهد بأن يتخذ عيد الميلاد في أربع و عشرين من كانون ، و عيد الغطاس في ست منه ، و كانا من قبل ذلك جميعاً في سادس كانون . و قال المسبحي : أراد يشطينانش حمل الناس على
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:53 pm

رأي الملكية ، فأحضر طيماناوس بطرك إسكندرية و كان يعقوبياً ، و أراده على ذلك فامتنع فهم بقتله ، ثم أطلقه فرجع إلى مصر مختفياً ثم نفاه بعد ذلك و جعل مكانه بولس ، و كان ملكياً فلم يقبله اليعاقبة و أقام على ذلك سنين .

قال سعيد بن بطريق : ثم بعث قيصر قائداً من قواده إسمه يوليناريوس و جعله بطرك إسكندرية فدخل الكنيسة بزي الجند ثم لبس زي البطاركة و قدس . فهموا به فصار إلى سياستهم فاقصروا ثم حملهم على رأي اليعقوبية و قتل من امتنع و كانوا مائتين . و في أيام يشطينانش هذا ثار السامرة بأرض فلسطين و قتلوا النصارى و هدموا كنائسهم فبعث العساكر و أثخنوا فيهم و أمر ببناء الكنائس كما كانت ، و كانت كنيسة بيت لحم صغيرة فأمر بأن يوسع فيها فبنيت كما هي لهذا العهد . و في عهده كان المجمع الخامس بقسطنطينية بعد مائة و ثلاث من الجمع الخلقدوني و لتاسعة و عشرين من ملك يشطينانش و قد مر ذكر ذلك . و في عهد قيصر هذا مات أيوليناريوس القائد الذي جعل بطركا بإسكندرية لسبع عشرة سنة عشرة سنة من ولايته ، و هو كان رئيس هذا المجمع ، و جعل مكانه يوحنا وكان أمانيا و هلك لثلاث سنين، و انفرد اليعاقبة بالإسكندرية و كان أكثرهم القبط و قدموا عليهم طودوشيوش بطركاً لبث فيهم اثنتين و ثلاثين سنة ، و جعل الملكية بطركهم داقيانوس و طردوا طودوشيوش من كرسيه ستة أشهر ، ثم أمر يشطينانش قيصر بأن يعاد فأعيد و طلب منه المغامسة أن يقدم دقيانوش بطرك الملكية على الشمامسة فأجابهم . ثم كتب يطشينانش إلى طودوشيوش البطرك باجتماع المجمع الخلقدوني أو يترك البطركية ، فتركها و نفاه و جعل مكانه بولس التنسي فلم يقبله أهل إسكندرية و لا ما جاء به . ثم مات و غلقت كنائس القبط اليعقوبية و لقوا شدائد من الملكية و مات طودوشيوش البطرك في سابعة و ثلاثين من ملكة يشطيانش و جعل مكانه بإسكندرية بطرس و مات بعد سنتين .

قال ابن العميد : و سار كسرى أنوشروان في مملكة يشطيانش قيصر إلى بلاد الروم و حاصر أنطاكية و فتحها و بنى قبالتها مدينة سماها رومة و نقل إليها أهل أنطاكية . ثم هلك يشطيانش و ملك بعده يشطيانش و ملك بعده يوشطونش قيصر لست و ثلاثين من ملم أنوشروان و لثمانمائة و ثمانين للإسكندر فملك ثلاثة عشر سنة . و قال هروشيوش إحدى عشرة سنة . و لثانية من ملكه مات بطرس ملك إسكندرية فجعل مكانه داميانو فمكث ستاً و ثلاثين سنة و خربت الديور على عهده ، و في الثانية عشر من ملكه مات كسرى أنوشروان بعد أن كان بعث العساكر من الديلم مع سيف بن ذي يزن من التبابعة ففتحوا اليمن و صارت للأكاسرة . ثم هلك يوشطونش قيصر لإحدى عشرة أو ثلاث عشرة من ملكه . و ملك بعده طباريش قيصر لثالثة من ملك هرمز ابن أنوشروان و لثمانمائة و اثنتين و تسعين للإسكندر ، فملك ثلاث سنين عند ابن بطريق و ابن الراهب ، و أربعاً عند المسبحي . و لعهده انتقض الصلح بين الروم و فارس و اتصلت الحرب ، و انتهت عساكر الفرس إلى رأس عين الخابور ، فثار إليهم موريق من بطاركة الروم فهزمهم ، ثم جاء طباريش قيصر على أثره فعظمت الهزيمة و استحر القتل في الفرس و أسر الروم منهم نحواً من أربعة آلاف غربهم إلى جزيرة قبرص ، ثم انتقض بهرام مرزبان هرمز كسرى و طرده عن الملك بمنجع من تخوم بلاد الروم و بعث بالصريخ إلى طباريش قيصر ، فبعث إليه المدد من الفرسان و الأموال . يقال كان عسكر المدد أربعين ألفاً فسار هرمز و لقيه بهرام بين المدائن و واسط فانهزم و استبيح ، و عاد هرمز إلى ملكه و بعث إلى طباريش بالأموال و الهدايا أضعاف ما أعطاه ، ورد إليه ما كانت الفرس أخذته من بلادهم و سألهم و غيرها ، و نقل من كان فيها من الفرس إلى بلاده . و سأله طباريش بأن يبني هيكلين للنصارى بالمدائن و واسط فأجابه إلى ذلك .

ثم هلك طباريش قيصر و ملك من بعده موريكش قيصر في السادسة لهرمز و لثمانمائة و خمس و تسعين للإسكندر و ملك عشرين سنة باتفاق المؤرخين فأحسن السيرة . و في حادية عشر من ملكه بلغه عن بعض اليهود بأنطاكية أنه بال على صورة المسيح ، فأمر بقتلهم و نفيهم . و لعهده انتقض على هرمز كسرى قريبه بهرام و خلعه و استولى على ملكه و قتله ، و سار ابنه أبرويز إلى موريكش قيصر صريخاً فبعث معه العساكر ورد أبرويز إلى ملكه ، و قتل بهرام الخارج عليه و بعث إليه بالهدايا و التحف كما فعل أبوه من قبله مع القياصرة ، و خطب أبرويز من موريكش قيصر ابنته مريم فزوجه إياها و بعث معها من الجهاز و الأمتعة و الأقمشة ما يضيق عنه الحصر .ثم وثب على موريكش بعض مماليكه بمداخلة قريبه البطريق قوقاص فدسه عليه فقتله و ملك على الروم و تسمى قيصر و ذلك لتسعمائة و أربع عشرة للإسكندر و خمس عشرة لأبرويز ، فملك ثماني سنين و قتل أولاد موريكش و أفلت صغير منهم فلحق بطور سينا و ترهب و مات هنالك . و بلغ أبرويز كسرى ما جرى على موريكش و أولاده فجمع عساكره و قصد بلاد الروم ليأخذ ثأر صهره ، و بعث عساكره مع مرزبانه خزرويه إلى القدس و عهد إليه بقتل اليهود و خراب البلد . و بعث مرزبان آخر إلى مصر و الإسكندرية ، و جاء بنفسه في عساكر الفرس إلى القسطنطينية و حاصرها و ضيق عليها ، و اما خزرويه المرزبان فسار إلى الشام و خرب البلاد . و اجتمع يهود طبرية و الخليل و ناصرة و صور و أعانوا الفرس على قتل النصارى و خراب الكنائس ، فنهبوا الأموال و أخذوا قطعة من الصليب ، و عادوا إلى كسرى بالسبي و فيهم ذخريا بطرك القدس ، فاستوهبته مريم بنت موريكش من زوجها أبرويز فوهبه إياها مع قطعة الصليب . و لما خلت الشام من الروم و اجتمع الفرس على القسطنطينية ، تراسل اليهود من القدس و الخليل و طبرية و دمشق و قبرص ، و اجتمعوا في عشرين ألفاً و جاءوا إلى صور ليملكوها ، و كان فيها من اليهود نحو من أربعة آلاف فتقبض
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000 Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الجمعة يوليو 02, 2010 6:55 pm

بطركها عليهم و قيدهم ، و حاصرهم عساكر اليهود و هدموا الكنائس خارج صور و البطرك يقتل المقيدين و يرمي برؤوسهم إلى أن فنوا ، و ارتحل كسرى عن القسطنطينية جاثياً فأجفل اليهود عن صور و انهزموا .

و قال ابن العميد : و في رابعة من قوقاص قيصر قدم يوحنا الرحوم بطركاً على الملكية بإسكندرية و مصر ، و إنما سمي الرحوم لكثرة رحمته و صدقته ، و هو الذي عمل البيمارستان للمرضى بإسكندرية . و لما سمع بمسير الفرس هرب مع البطريق الوالي بإسكندرية إلى قبرص فمات بها لعشر سنين من ولايته ، و خلا كرسي الملكية بإسكندرية سبع سنين . و كان اليعاقبة بإسكندرية قدموا عليهم في أيام قوقاص قيصر بطركاً إسمه أنشطانيوش مكث فيهم اثنتي عشرة سنة ، و استرد ما كانت الملكية استولت عليه من الكنائس اليعقوبية ، و جاء أثناسيوس بطرك أنطاكية بالهدايا سروراً بولايته ، فتلقاه هو بالأساقفة و الرهبان ، و اتخذت الكنيسة بمصر و الشام و أقام عنده أربعين يوماً و رجع إلى مكانه . و مات أنسطانيوش بعد إثنتي عشرة من ولايته لثلثمائة و ثلاثين من ملك ديقلاديانوس .

و لما انتهى أبرويز في حصار القسطنطينية نهايته و ضيق عليها و عدموا الأقوات ، و اجتمع البطارقة بعلوقيا و بعثوا السفن مشحونة بالأقوات مع هرقل أحد بطاركة الروم ، ففرحوا به ، و مالوا إليه و داخلهم في الملك ، و أن قوقاص سبب هذه الفتنة ، فثاروا عليه و قتلوه و ملكوا هرقل ، و ذلك لتسعمائة و اثنتين و عشرين للإسكندر ، فارتحل أبرويز عن القسطنطينية راجعاً إلى بلاده ، و ملك هرقل بعد ذلك إحدى و ثلاثين سنة و نصف عند المسبحي و ابن الراهب ، و اثنتين و ثلاثين عند ابن بطريق . و كان ملكته أول سنة من الهجرة . و قال هروشيوش : لتسع و سماه هرقل بن هرقل بن أنطونيش .

و لما تملك هرقل بعث أبرويز بالصلح بوسيلة قتلهم موريكش فأجابهم على تقرير الضريبة عليهم فامتنعوا فحاصرهم ست سنين أخرى إلى الثمان التي تقدمت ، و جهدهم الجوع فخادعهم هرقل بتقرير الضريبة على أن يفرج عنهم حتى يجمعوا له الأموال . و ضربوا الموعد معه ستة أشهر ، و نقض هرقل فخالف كسرى إلى بلاده ، و استخلف أخاه قسطنطين على قسطنطينية ، و سار في خمسة آلاف من عساكر الروم إلى بلاد فارس فخرب و قتل و سبي و أخذا بني أبرويز كسرى من مريم بنت موريكش و هما قباد و شيرويه . و مر بحلوان و شهرزود إلى المدائن و دجلة و رجع إلى أرمينية ، و لما قرب من القسطنطينية ، و ارتحل أبرويز كسرى إلى بلاده فوجدها خرابا و كان ذلك مما أضعف من مملكة الفرس و أوهنها .

و خرج هرقل لتاسعة من ملكه لجمع الأموال ، و طلب عامل دمشق منصور بن سرحون فاعتذر بأنه كان يحمل الأموال إلى كسرى ، فعاقبه و استخلص منه مائة ألف دينار و أبقار على عمله . ثم سار إلى بيت المقدس و أهدى إليه اليهود فأمنهم أولاً ثم عرفه الأساقفة و الرهبان بما فعلوه في الكنائس ، و رآها خرابا و أخبروه بمن قتلوه من النصارى ، فأمر هرقل بقتلهم فلم ينج منهم إلا من اختفى أو أبعد المفر إلى الجبال و البراري ، و أمر بالكنائس فبنيت .

و في العاشرة من ملكه قدم أندراسكون بطركاً لليعاقبة بإسكندرية فأقام ست سنين خربت فيها الديور ، ثم مات فجعل مكانه بنيامين فمكث سبعاً و ثلاثين سنة و مات و الفرس يومئذ قد ملكوا مصر و الإسكندرية . و أما هرقل فسار من بيت المقدس إلى مصر و ملكها و قتل الفرس ، و ولى على الإسكندرية فوس و كان أمانياً و جمع له بين البطركة و الولاية . و رأى بنيامين البطرك في نومه شخصاً يقول قم فاختف إلى أن يجوز غضب الرب فاختفى ، و تقبض هرقل على أخيه مينا و أراده على الأخذ بالأمانة الخلقدونية فامتنع فأحرقه بالنار و رمى بجثته في البحر . ثم عاد هرقل إلى قسطنطينية بعد أن جمع الأموال من دمشق و حمص و حماة و حلب و عمر البلاد ، إلى أن ملك مصر عمرو بن العاص و فتحها لثلثمائة و سبع و خمسين لديقلاديانوس ، و كتب لبنيامين البطرك بالأمان فرجع إلى إسكندرية بعد أن غاب عن كرسيه ثلاث عشرة سنة .

قال ابن العميد : و انتقل التاريخ إلى الهجرة لإحدى عشرة من ملك هرقل و ذلك لتسعمائة و ثلاث و ثلاثين للإسكندر و ستمائة و أربع عشرة للمسيح . قال المسعودي : و قيل إن مولده عليه السلام كان لعهد نيشطيانش الثاني الذي ذكر إنه نوسطيونس الذي بنى كنيسة الرها و أن ملكه كان عشرين سنة . ثم ملك هرقل بن نوسيطونس خمس عشرة سنة و هو الذي ضرب السكة الهرقلية ، و بعده مورق بن هرقل ، قال : و المشهور بين الناس أن الهجرة و أيام الشيخين كان ملك الروم لهرقل . قال : و في كتب السير أن الهجرة كانت على عهد قيصر بن مورق ، ثم كان بعهد ابنه قيصر بن قيصر أيام أبي بكر ، ثم هرقل بن قيصر أيام عمرو عليه كان الفتح و هو المخرج من الشام ، قال و مدة ملكهم إلى الهجرة مائة و خمس و سبعون سنة .

قال الطبري : مدة ما بين عمارة المقدس بعد تخريب بختنصر إلى الهجرة على قول النصارى ألف سنة و تزيد ، و من ملك الإسكندر إليها تسعمائة و نيف و عشرين سنة ، و منه إلى مولد عيسى ثلثمائة و ثلاث سنين ، و عمره إلى رفعه اثنان و ثلاثون سنة ، و من رفعه إلى الهجرة خمسمائة و خمس و ثمانون سنة . و قال هروشيوش إن ملك هرقل كانت الهجرة في تاسعته و سماه هرقل بن هرقل بن أنطونيوس لستمائة و إحدى عشرة من تاريخ المسيح ، و لألف و مائة من بناء رومة و الله تعالى أعلم .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى