تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
و قال ابن العميد : كان قسم الملك في حياته بين أربعة من أمرائه بطليموس فليادا كان على الإسكندرية و مصر و المغرب ، و فيلفوس بمقدونية و ما إليها من ممالك الروم و هو الذي سم الإسكندر ، و دمطرس بالشام ، و سلقنوس بفارس و المشرق . فلما مات استبد كل واحد بناحية .
و كتب أرسطو شرح كتاب هرمس و ترجمه من اللسان المصري إلى اليوناني ، و شرح ما فيه من العلوم و الحكمة و الطلسمات . و كتاب الأسطماخيس يحتوي على عبادة الأول ، و ذكر فيه أن أهل الأقاليم السبعة كانوا يعبدون الكواكب السيارة . كل إقليم لكوكب ، و يسجدون له و يبخرون و يقربون و يذبحون ، و روحانية ذلك الكوكب تدبرهم بزعمهم . و كتاب الأستماطس يحتوي على فتح المدن و الحصون بالطلسمات و الحكم ، و منها طلسمات لانزال المطر و جلب المياه . و كتب الأشطرطاش في الأختيارات على سرى القمر في المنازل و الاتصالات ، و كتب أخرى في منافع و خواص الأعضاء الحيوانيات و الأحجار و الأشجار و الحشائش .
و قال هروشيوش : إن الذي ملك بعد الإسكندر صاحب عسكره بطليموس بن لاوي ، فقام بأمرهم و نزل الإسكندرية و اتخذها دارا لملكهم . و نهض كلمش بن الإسكندر و أمه بنت دارا و لينبادة أم الإسكندر و ساروا إلى صاحب أنطاكية و اسمه فمشاندر فقتلهم . و اختلف الغريقيون على بطليموس و افترق أمره و حارب كل واحد منهم ناحيته ، إلى أن غلبهم جميعاً و استقام أمره ، ثم زحف إلى فلسطين و تغلب على اليهود و أثخن فيهم بالقتل و السبي والأسر ، و نقل رؤساءهم إلى مصر ، ثم هلك لأربعين سنة من ملكه . و ولي بعده ابنه فلديغيش ، و أطلق أسرى اليهود من مصر ، و رد الأواني إلى البيت و حباهم بآنية من الذهب و أمرهم بتعليقها في مسجد القدس ، و جمع سبعين من أحبار اليهود ترجموا له التوراة من اللسان العبراني إلى اللسان الرومي و اللطيني ، ثم هلك فلديغيش لثمان و ثلاثين سنة من ملكه .
و ولي بعده ابنه أنطريس و يلقب أيضاً بطليموس لقبهم المخصوص بهم إلى آخر دولتهم ، فانعقدت السلم بينه و بين أهل أفريقية على مدعيون ملك قرطاجنة ، و وفد عليه و عقد معه الصلح عن قومه ، و زحف قواد رومة إلى الغريقيين و نالوا منهم . ثم هلك أنطريس لست و عشرين سنة من ملكه ، و ولي بعده أخوه فلوباذي فزحف إليه قواد رومة فهزمهم و جال في ممالكهم ، ثم كانت حروبه معهم بعدها سجالاً . و زحف إلى اليهود فملك الشام عليهم و ولى الولاة من قبله فيهم و أثخن بالقتل و السبي فيهم ، يقال : إنه قتل منهم نحواً من ستين ألفاً ، و هلك لسبع عشرة سنة من ملكه . و ولي بعده ابنه إيفانش و على عهده كانت فتنة أهل رومة و أهل إفريقية التي اتصلت نحواً من عشرين سنة ، و افتتح أهل رومة صقلية و أجاز قوادهم إلى أفريقية و افتتحوا قرطاجنة ، كما نذكر في أخبارهم ، و هلك إيفانش لأربع و عشرين سنة من دولته . و ولي بعده بالإسكندرية ابنه فلوماطر فزحف الغريقيون إلى رومة ، و كان فيهم صاحب مقدونية و أهل أرمينية و العراق و ظاهرهم ملك النوبة و اجتمعوا لذلك ، فغلبهم الرومانيون و أسروا صاحب مقدونية ، و هلك فلوماطر لخمس و ثلاثين سنة من ملكه . و ولي بعده ابنه إيرياطش و على عهده استفحل ملك أهل رومة و استولوا على الأندلس و أجازوا البحر إلى قرطاجنة بأفريقية فملكوها و قتلوا ملكها أشدريال و خربوا مدينتها بعد أن عمرت تسعمائة سنة من بنائها كما نذكر في أخبارها . و زحف أيضاً أهل رومة إلى الغريقيين فغلبوهم و ملكوا عليهم مدينتهم قرنطة من أعظم مدنهم ، يقال : إنها كانت ثانية قرطاجنة .
ثم هلك إيرياطش لسبع و عشرين سنة من مدته و ولي بعده ابنه شوطار سبع عشرة سنة و على عهده استفحل ملك أهل رومة و مهدوا الأندلس ، و ملك بعده أخوه الإسكندر عشر سنين ، ثم ابنه ديونشيس مائة و ثلاثين سنة و على عهده استولى الرومانيون على بيت المقدس و وضعوا الجزية على اليهود ، و زحف قيصر يولش من قوادهم إلى الإفرنجة و لمياش أيضاً من قوادهم إلى الفرس فغلبوهم جميعاً و ما حولهم إلى أنطاكية و استولوا على ما كان لهم من ذلك . و خرج الترك من بلادهم فأغاروا على مقدونية فردهم هامس قائد الرومانيين بالمشرق على أعقابهم .
و هلك ديونشيس فوليت بعده ابنته كلابطرة سنتين فيما قال هروشيوش لخمسة آلاف و نيف من مبدأ الخليفة و لسبعمائة سنة و من بناء رومة ، و على عهدها استبد قيصر يولش بملك رومة و غلب عليها القواد أجمع و محا دولتهم منها و ذلك بعد مرجعه من حرب الإفرنج ، ثم سار إلى المشرق فملك إلى أرمينية و نازعه مبانش هنالك فهزمه قيصر ، و فر مبانش إلى مصر مستنجداً بملكتها و هي يومئذ كلابطره ، فبعثت برأسه إلى قيصر خوفاً منه ، فلم يغنها ذلك و زحف قيصر إليها فملك مصر و الإسكندرية من كلابطره هذه و انقرض ملك اليونانيين ، و ولى قيصر على مصر و الإسكندرية و بيت المقدس من قبله و ذلك لسبعمائة أو نحوها من بناء رومة و لخمسة آلاف من مبدأ الخليفة . و ذكر البيهقي : إن كلابطره زحفت إلى أرض اللطينيين و قهرتهم ، و أرادت العبور إلى الأندلس فحال دونها الجبل الحاجز بين الأندلس و الإفرنج فاستعملت في فتحه الحيل و النار حتى نفذت الأندلس ، و إن مهلكها كان على يد أوغسطس يولش ثاني القياصرة . و كذا ذكر المسعودي و أنها ملكت لاثنتين و عشرين سنة ، و كان زوجها أنطونيوس مشاركاً لها في ملك مقدونية و مصر ، و أن قيصر و أوغسطس زحف إليهم فهلك زوجها انطونيوس في حروبه ، ثم أراد التحكم في كلابطره ليستولي على حكمتها إذ كانت بقية الحكماء من آل يونان
و كتب أرسطو شرح كتاب هرمس و ترجمه من اللسان المصري إلى اليوناني ، و شرح ما فيه من العلوم و الحكمة و الطلسمات . و كتاب الأسطماخيس يحتوي على عبادة الأول ، و ذكر فيه أن أهل الأقاليم السبعة كانوا يعبدون الكواكب السيارة . كل إقليم لكوكب ، و يسجدون له و يبخرون و يقربون و يذبحون ، و روحانية ذلك الكوكب تدبرهم بزعمهم . و كتاب الأستماطس يحتوي على فتح المدن و الحصون بالطلسمات و الحكم ، و منها طلسمات لانزال المطر و جلب المياه . و كتب الأشطرطاش في الأختيارات على سرى القمر في المنازل و الاتصالات ، و كتب أخرى في منافع و خواص الأعضاء الحيوانيات و الأحجار و الأشجار و الحشائش .
و قال هروشيوش : إن الذي ملك بعد الإسكندر صاحب عسكره بطليموس بن لاوي ، فقام بأمرهم و نزل الإسكندرية و اتخذها دارا لملكهم . و نهض كلمش بن الإسكندر و أمه بنت دارا و لينبادة أم الإسكندر و ساروا إلى صاحب أنطاكية و اسمه فمشاندر فقتلهم . و اختلف الغريقيون على بطليموس و افترق أمره و حارب كل واحد منهم ناحيته ، إلى أن غلبهم جميعاً و استقام أمره ، ثم زحف إلى فلسطين و تغلب على اليهود و أثخن فيهم بالقتل و السبي والأسر ، و نقل رؤساءهم إلى مصر ، ثم هلك لأربعين سنة من ملكه . و ولي بعده ابنه فلديغيش ، و أطلق أسرى اليهود من مصر ، و رد الأواني إلى البيت و حباهم بآنية من الذهب و أمرهم بتعليقها في مسجد القدس ، و جمع سبعين من أحبار اليهود ترجموا له التوراة من اللسان العبراني إلى اللسان الرومي و اللطيني ، ثم هلك فلديغيش لثمان و ثلاثين سنة من ملكه .
و ولي بعده ابنه أنطريس و يلقب أيضاً بطليموس لقبهم المخصوص بهم إلى آخر دولتهم ، فانعقدت السلم بينه و بين أهل أفريقية على مدعيون ملك قرطاجنة ، و وفد عليه و عقد معه الصلح عن قومه ، و زحف قواد رومة إلى الغريقيين و نالوا منهم . ثم هلك أنطريس لست و عشرين سنة من ملكه ، و ولي بعده أخوه فلوباذي فزحف إليه قواد رومة فهزمهم و جال في ممالكهم ، ثم كانت حروبه معهم بعدها سجالاً . و زحف إلى اليهود فملك الشام عليهم و ولى الولاة من قبله فيهم و أثخن بالقتل و السبي فيهم ، يقال : إنه قتل منهم نحواً من ستين ألفاً ، و هلك لسبع عشرة سنة من ملكه . و ولي بعده ابنه إيفانش و على عهده كانت فتنة أهل رومة و أهل إفريقية التي اتصلت نحواً من عشرين سنة ، و افتتح أهل رومة صقلية و أجاز قوادهم إلى أفريقية و افتتحوا قرطاجنة ، كما نذكر في أخبارهم ، و هلك إيفانش لأربع و عشرين سنة من دولته . و ولي بعده بالإسكندرية ابنه فلوماطر فزحف الغريقيون إلى رومة ، و كان فيهم صاحب مقدونية و أهل أرمينية و العراق و ظاهرهم ملك النوبة و اجتمعوا لذلك ، فغلبهم الرومانيون و أسروا صاحب مقدونية ، و هلك فلوماطر لخمس و ثلاثين سنة من ملكه . و ولي بعده ابنه إيرياطش و على عهده استفحل ملك أهل رومة و استولوا على الأندلس و أجازوا البحر إلى قرطاجنة بأفريقية فملكوها و قتلوا ملكها أشدريال و خربوا مدينتها بعد أن عمرت تسعمائة سنة من بنائها كما نذكر في أخبارها . و زحف أيضاً أهل رومة إلى الغريقيين فغلبوهم و ملكوا عليهم مدينتهم قرنطة من أعظم مدنهم ، يقال : إنها كانت ثانية قرطاجنة .
ثم هلك إيرياطش لسبع و عشرين سنة من مدته و ولي بعده ابنه شوطار سبع عشرة سنة و على عهده استفحل ملك أهل رومة و مهدوا الأندلس ، و ملك بعده أخوه الإسكندر عشر سنين ، ثم ابنه ديونشيس مائة و ثلاثين سنة و على عهده استولى الرومانيون على بيت المقدس و وضعوا الجزية على اليهود ، و زحف قيصر يولش من قوادهم إلى الإفرنجة و لمياش أيضاً من قوادهم إلى الفرس فغلبوهم جميعاً و ما حولهم إلى أنطاكية و استولوا على ما كان لهم من ذلك . و خرج الترك من بلادهم فأغاروا على مقدونية فردهم هامس قائد الرومانيين بالمشرق على أعقابهم .
و هلك ديونشيس فوليت بعده ابنته كلابطرة سنتين فيما قال هروشيوش لخمسة آلاف و نيف من مبدأ الخليفة و لسبعمائة سنة و من بناء رومة ، و على عهدها استبد قيصر يولش بملك رومة و غلب عليها القواد أجمع و محا دولتهم منها و ذلك بعد مرجعه من حرب الإفرنج ، ثم سار إلى المشرق فملك إلى أرمينية و نازعه مبانش هنالك فهزمه قيصر ، و فر مبانش إلى مصر مستنجداً بملكتها و هي يومئذ كلابطره ، فبعثت برأسه إلى قيصر خوفاً منه ، فلم يغنها ذلك و زحف قيصر إليها فملك مصر و الإسكندرية من كلابطره هذه و انقرض ملك اليونانيين ، و ولى قيصر على مصر و الإسكندرية و بيت المقدس من قبله و ذلك لسبعمائة أو نحوها من بناء رومة و لخمسة آلاف من مبدأ الخليفة . و ذكر البيهقي : إن كلابطره زحفت إلى أرض اللطينيين و قهرتهم ، و أرادت العبور إلى الأندلس فحال دونها الجبل الحاجز بين الأندلس و الإفرنج فاستعملت في فتحه الحيل و النار حتى نفذت الأندلس ، و إن مهلكها كان على يد أوغسطس يولش ثاني القياصرة . و كذا ذكر المسعودي و أنها ملكت لاثنتين و عشرين سنة ، و كان زوجها أنطونيوس مشاركاً لها في ملك مقدونية و مصر ، و أن قيصر و أوغسطس زحف إليهم فهلك زوجها انطونيوس في حروبه ، ثم أراد التحكم في كلابطره ليستولي على حكمتها إذ كانت بقية الحكماء من آل يونان
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
، فخطبها و تحيلت في إهلاكه و إهلاك نفسها بعد أن اتخذت بعض الحيات القاتلة التي بين الشام و الحجاز و أطلقها بمجلسها بين رياحين نصبتها هنالك ، و لمست الحيات فهلكت لحينها و أقامت بمكانها كأنها جالسة ، و دخل أوغسطس لا يشعر بذلك حتى تناول من تلك الرياحين ليشمها فأصابته الحية و هلك لحينه و تمت حيلتها عليه . و انقرض ملك اليونانيين بهلاكها ، و ذهبت علومهم إلا ما بقي بأيدي حكمائهم في كتب خزائنهم حتى بحث عنها المأمون و أمر باستخراجها فترجمت له من هروشيوش .
و أما ابن العميد فعد مصر والإسكندرية بعد الإسكندر بعد الإسكندر أربعة عشر آخرهم كلابطره كلهم يسمون بطليموس ، كما قال المسعودي . و لم يذكر ملوك المشرق منهم بعد الإسكندر و لا ملوك الشام ولا ملوك مقدونية الذين قسم الملك فيهم كما ذكرناه إلا بذكر ملك إنطاكية من اليونانيين و يسميه أنطيوخس كما ذكرناه الآن ، و ذكر في أسماء ملوك مصر هؤلاء و في عددهم خلافاً كثيراً ألا أنه سمى كل واحد منهم بطليموس ، فقال في بطليموس الأول : إنه أخو الإسكندر أو مولاه اسمه فلافاذافسد أو أرنداوس أو لوغس أو فيليبس ملك سبعاً و قيل أربعين ، قال : و في عصره بنى سلقيوس و أظنه ملك المشرق منهم قمامة و حلب و قنسرين و سلوقية واللاذقية ، قال : و منها كان الكوهن الأعظم بالقدس سمعان بن خونيا و بعده أخوه ألعازر ، قال : و في التاسعة من ملك لوغش جاء أنطيوخس المعظم إلى بلاد اليهود و استعبدهم ، و في الحادية عشر حارب الروم فغلبوه و أسروه و أخذوا منه ابنه أقفاقس رهينة ، و في الثالثة عشر تزوج أنطيوخس كلابطره بنت لوغش زوجها له أبوها و أخذ سورية بلاد المقدس في مهرها ، و في التاسعة عشر وثب أهل فارس و المشرق على ملكهم فخلعوه و ولوا ابنه ثم هلك لوغش .
قال ابن العميد : بعد مائة و إحدى و ثلاثين سنة لليونان ملك بطليموس بن الإسكندروس و يلقب غالب أثور ، و ملك مصر و الإسكندرية و البلاد الغربية إحدى و عشرين سنة و قيل ثمانيا و ثلاثين سنة أيضاً فيلادلفوس أي محب أخيه ، و هو الذي استدعى أحبار اليهود و علماءهم الاثنين و سبعين يترجموا له التوارة و كتب الأنبياء من العبرانية إلى اليونانية و قابلوها بنسخهم فصحت ، و كان من هؤلاء الأحبار سمعان المذكور أولاً و عاش إلى أن حمل على ذراعيه في الهيكل و مات ابن ثلثمائة و خمسين ، و كان منهم ألعازر الذي قتله أنطيوخس على امتناعه عن السجود لصنمه و قتله ابن سبعين سنة . و يظهر من هذا أن بطليموس هو تلماي و إنه من ملوك مقدونية و ملك مصر لأن ابن كريون قال : و في ذلك الزمان كان تلماي من أهل مقدونية ملك مصر و كان يحب العلوم ، فاستدعى من اليهود سبعين من أحبارهم و ترجموا له التوراة و كتب الأنبياء ، وكان في عصره صادوق الكوهن انتهى . و ملك خمساً و أربعين سنة .
و ملك بعده بطليموس الأرنبا و قيل اسمه رغادي و قيل راكب الأنبر ملك أربعاً و عشرين ، و قيل سبعاً و عشرين ، و هو الذي بنى ملعب الخيل بإسكندرية الذي أحرق في عصر زينون قيصر . و ملك بعده بطليموس محب أخيه و يقال : أوغسطس و يقال فيلادلفس ملك ست عشرة ، و كان في عصره أخميم الكوهن . و ملك بعده بطليموس الصائغ ، و يقال : أخيه ملك خمس سنين و قيل خمساً و عشرين ، و على عهده كان اليهود الكوهن و كان ضالاً غشوماً و قتله بعض خدمه خنقاً . و ملك بعده بطليموس محب أبيه ، و قيل اسمه كلافاطر ملك سبع عشرة سنة و أخذ الجزية من اليهود . و ملك بعده بطليموس المظفر و قيل الغالب و قيل محب أمه ملك عشرين و قيل أربعاً و عشرين ، و في التاسعة عشرة من ملكه خرج متيتيا بن يوحنا بن شمعون الكوهن الأعظم و يعرف بحشمناي من بني يوناداب من نسل هارون ، بعث أنطيخوس ملك أنطاكية ابنه ألغايش بالعساكر إلى القدس فأعمل الحيلة في ملكها و قتل العازر و الكوهن و حمل بني إسرائيل على السجود لآلهته ، فهرب متيتيا في جماعة من اليهود إلى الجبال ، حتى إذا خرجت عساكر يونان رجع إلى القدس و مر بالمذبح فوجد يهودياً يذبح خنزيراً عليه ، و ثار باليونانيين فقتل قائدهم و أخرجهم و استبد بملك القدس كم ذكرناه في أخباره .
ثم ملك بطليموس كلاباطر أي محب أبيه خمساً و عشرين سنة و قيل عشرين ، و كان في أيامه بالقدس يهود ابن متيتيا و بعده أخوه يوناداب و بعده أخوه شمعون و بعده أخوه هرقانوس و اسمه يوحنان و هو أول من تسمى بالملك من بن حشمناي ، و بعث ابنه يوحنا بالعساكر لقتال قيدونوس قائد أنطيخوس فغلبه ، و ارتفع عن اليهود الخراج الذي كانوا يعطونه لملوك سورية من أيام فيلفسوس ملك المشرق . و ملك بعده بطليموس أرغادي أي الفاضل و قيل بطليموس الصايغ و قيل سانيطر ملك عشرين و قيل ثلاثاً و عشرين و قيل ثلاثة عشر ، و لعهده جدد أنطيخوس بناء أنطاكية و سماها باسمه ، و لعهده كان ملك هرقانوس على القدس و بنيه الثلاثة و خرب مدينة السامرة سبسطية ، و لعهده أيضاً زحف أنطيخوس إلى القدس و حاصرها ، فصانعه هرقانوس بثلثمائة كرة من الذهب استخرجها من قبر داود عليه السلام . ثم ملك على مصر و الإسكندرية بطليموس المخلص و قيل مقروطون و قيل شعري ملك ثماني عشرة و قيل عشرين و قيل سبعاً و عشرين ، و لعهده كان الأسكندروس تلماي بن هرقانوس سابع بني حشمناي بالقدس ، و كانت فرقة اليهود عندهم ثلاثة : الربانيون ثم القرأون و هم في الأنجيل زنادقة و هم في الإنجيل الكتبة . ثم على مصر بطليموس محب أمة و قيل الإسكندروس و قيل قيقتس و قيل الإسكندر و قيل ابن المخلص ملك عشر سنين لا غير ، و لعهده كانت الإسكندرة ملكة على بيت المقدس ، و لعهده بطلت مملكة سورية لمائتين و سبع عشرة سنة من ملك يونان ، و قتل بطليموس هذا قتله أهل إهراقية و أحرقوه . ثم ملك
و أما ابن العميد فعد مصر والإسكندرية بعد الإسكندر بعد الإسكندر أربعة عشر آخرهم كلابطره كلهم يسمون بطليموس ، كما قال المسعودي . و لم يذكر ملوك المشرق منهم بعد الإسكندر و لا ملوك الشام ولا ملوك مقدونية الذين قسم الملك فيهم كما ذكرناه إلا بذكر ملك إنطاكية من اليونانيين و يسميه أنطيوخس كما ذكرناه الآن ، و ذكر في أسماء ملوك مصر هؤلاء و في عددهم خلافاً كثيراً ألا أنه سمى كل واحد منهم بطليموس ، فقال في بطليموس الأول : إنه أخو الإسكندر أو مولاه اسمه فلافاذافسد أو أرنداوس أو لوغس أو فيليبس ملك سبعاً و قيل أربعين ، قال : و في عصره بنى سلقيوس و أظنه ملك المشرق منهم قمامة و حلب و قنسرين و سلوقية واللاذقية ، قال : و منها كان الكوهن الأعظم بالقدس سمعان بن خونيا و بعده أخوه ألعازر ، قال : و في التاسعة من ملك لوغش جاء أنطيوخس المعظم إلى بلاد اليهود و استعبدهم ، و في الحادية عشر حارب الروم فغلبوه و أسروه و أخذوا منه ابنه أقفاقس رهينة ، و في الثالثة عشر تزوج أنطيوخس كلابطره بنت لوغش زوجها له أبوها و أخذ سورية بلاد المقدس في مهرها ، و في التاسعة عشر وثب أهل فارس و المشرق على ملكهم فخلعوه و ولوا ابنه ثم هلك لوغش .
قال ابن العميد : بعد مائة و إحدى و ثلاثين سنة لليونان ملك بطليموس بن الإسكندروس و يلقب غالب أثور ، و ملك مصر و الإسكندرية و البلاد الغربية إحدى و عشرين سنة و قيل ثمانيا و ثلاثين سنة أيضاً فيلادلفوس أي محب أخيه ، و هو الذي استدعى أحبار اليهود و علماءهم الاثنين و سبعين يترجموا له التوارة و كتب الأنبياء من العبرانية إلى اليونانية و قابلوها بنسخهم فصحت ، و كان من هؤلاء الأحبار سمعان المذكور أولاً و عاش إلى أن حمل على ذراعيه في الهيكل و مات ابن ثلثمائة و خمسين ، و كان منهم ألعازر الذي قتله أنطيوخس على امتناعه عن السجود لصنمه و قتله ابن سبعين سنة . و يظهر من هذا أن بطليموس هو تلماي و إنه من ملوك مقدونية و ملك مصر لأن ابن كريون قال : و في ذلك الزمان كان تلماي من أهل مقدونية ملك مصر و كان يحب العلوم ، فاستدعى من اليهود سبعين من أحبارهم و ترجموا له التوراة و كتب الأنبياء ، وكان في عصره صادوق الكوهن انتهى . و ملك خمساً و أربعين سنة .
و ملك بعده بطليموس الأرنبا و قيل اسمه رغادي و قيل راكب الأنبر ملك أربعاً و عشرين ، و قيل سبعاً و عشرين ، و هو الذي بنى ملعب الخيل بإسكندرية الذي أحرق في عصر زينون قيصر . و ملك بعده بطليموس محب أخيه و يقال : أوغسطس و يقال فيلادلفس ملك ست عشرة ، و كان في عصره أخميم الكوهن . و ملك بعده بطليموس الصائغ ، و يقال : أخيه ملك خمس سنين و قيل خمساً و عشرين ، و على عهده كان اليهود الكوهن و كان ضالاً غشوماً و قتله بعض خدمه خنقاً . و ملك بعده بطليموس محب أبيه ، و قيل اسمه كلافاطر ملك سبع عشرة سنة و أخذ الجزية من اليهود . و ملك بعده بطليموس المظفر و قيل الغالب و قيل محب أمه ملك عشرين و قيل أربعاً و عشرين ، و في التاسعة عشرة من ملكه خرج متيتيا بن يوحنا بن شمعون الكوهن الأعظم و يعرف بحشمناي من بني يوناداب من نسل هارون ، بعث أنطيخوس ملك أنطاكية ابنه ألغايش بالعساكر إلى القدس فأعمل الحيلة في ملكها و قتل العازر و الكوهن و حمل بني إسرائيل على السجود لآلهته ، فهرب متيتيا في جماعة من اليهود إلى الجبال ، حتى إذا خرجت عساكر يونان رجع إلى القدس و مر بالمذبح فوجد يهودياً يذبح خنزيراً عليه ، و ثار باليونانيين فقتل قائدهم و أخرجهم و استبد بملك القدس كم ذكرناه في أخباره .
ثم ملك بطليموس كلاباطر أي محب أبيه خمساً و عشرين سنة و قيل عشرين ، و كان في أيامه بالقدس يهود ابن متيتيا و بعده أخوه يوناداب و بعده أخوه شمعون و بعده أخوه هرقانوس و اسمه يوحنان و هو أول من تسمى بالملك من بن حشمناي ، و بعث ابنه يوحنا بالعساكر لقتال قيدونوس قائد أنطيخوس فغلبه ، و ارتفع عن اليهود الخراج الذي كانوا يعطونه لملوك سورية من أيام فيلفسوس ملك المشرق . و ملك بعده بطليموس أرغادي أي الفاضل و قيل بطليموس الصايغ و قيل سانيطر ملك عشرين و قيل ثلاثاً و عشرين و قيل ثلاثة عشر ، و لعهده جدد أنطيخوس بناء أنطاكية و سماها باسمه ، و لعهده كان ملك هرقانوس على القدس و بنيه الثلاثة و خرب مدينة السامرة سبسطية ، و لعهده أيضاً زحف أنطيخوس إلى القدس و حاصرها ، فصانعه هرقانوس بثلثمائة كرة من الذهب استخرجها من قبر داود عليه السلام . ثم ملك على مصر و الإسكندرية بطليموس المخلص و قيل مقروطون و قيل شعري ملك ثماني عشرة و قيل عشرين و قيل سبعاً و عشرين ، و لعهده كان الأسكندروس تلماي بن هرقانوس سابع بني حشمناي بالقدس ، و كانت فرقة اليهود عندهم ثلاثة : الربانيون ثم القرأون و هم في الأنجيل زنادقة و هم في الإنجيل الكتبة . ثم على مصر بطليموس محب أمة و قيل الإسكندروس و قيل قيقتس و قيل الإسكندر و قيل ابن المخلص ملك عشر سنين لا غير ، و لعهده كانت الإسكندرة ملكة على بيت المقدس ، و لعهده بطلت مملكة سورية لمائتين و سبع عشرة سنة من ملك يونان ، و قتل بطليموس هذا قتله أهل إهراقية و أحرقوه . ثم ملك
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
على مصر بطليموس فيناس و قيل إيزيس و قيل المنفي ، لأن كلابطرة الملكو نفته عن الملك و ملك ثمان سنين و قيل ثلاثا و عشرين يوماً و قيل ثمانية عشر يوماً ، و بعضهم أسقطه من البطالسة و لم يذكره . ثم ملك على مصر بطليموس يوناشيش إحدى و عشرين سنة و قيل إحدى و ثلاثين و قيل ثلاثين ، و لعهده كان أرستبلوس و أخوه هرقانوس على القدس .
ثم ملك على مصر كلابطره بنت ديوناشيش و معنى هذا الاسم الساكنة على الصخرة ملكت ثلاثين و قيل اثنتين و عشرين و كانت حاذقة ، و في الثالثة من ملكها حفرت خليج الإسكندرية و جرى فيه الماء و بنت بإسكندرية هيكل زحل و العاروص و بنت مقياساً بأحميم و آخر بمدينة أنصناء ، و في الرابعة من ملكها ملك برومة أغانيوس أول القياصرة ملك أربعا ثم يوليوس بعده ثلاثاً ، ثم أغسطس بن مونوجس فاستولى على الممالك و النواحي و بلغ خبره إليها فحصنت بلادها و بنت حائطاً من الفرماء إلى النوبة شرقي النيل و حائطاً آخر من اسكندرية إلى النوبة غربي النيل و هو حائط العجوز لهذا العهد . و بعث أوغسطس العساكر إلى مصر مع قائده أنطريوس و معه مترداب ملك الأرمن ، فخادعت كلابطره أنطريوس و أوعدته بتزويجها فقتل رفيقه مترداب و تزوجها و عصى أوغسطس ، فسار أوغسطس إليها و ملك مصر و قتل كلابطرة و ولديها و قائده بطريوس الذي تزوجها . يقال : إنها وضعت له سماً في مجلسها و أن أوغسطس تناوله و مات ، و الله أعلم . و انقرضت مملكة يونان من مصر و الاسكندرية و المغرب بملكها و صارت هذه الممالك للروم إلى حين الفتح الإسلامي ، و انتهى كلام ابن العميد .
و الخلاف الذي ينقله عن جماعة مؤرخيهم يذكر منهم سعيد بن بطريق و يوحنا فم الذهب و المنجبي و ابن الراهب و أبو فانيوس . و الظاهر أنهم من مؤرخي النصارى و البقاء لله الواحد القهار سبحانه لا إله غيره و لا معبود سواه .
الخبر عن اللطينيين و هم الكتيم المعرفون بالروم من أمم يونان و أشياعهم و شعوبهم و ما كان لهم من الملك و الغلب و ذكر الدولة التي فيهم للقياصرة و أولية ذلك و مصايره
هذه الأمة من أشهر أمم العالم و هي ثانية الغريقيين عند هروشيوش و يجمعان في نسب يونان ، و ثالثهم عند البيهقي و يجتمعون في نسب يونان بن علجان بن يافث ، و اسم الروم يشملهم ثلاثتهم لما كان الروم أهل المملكة العظمى منهم ، و مواطن هؤلاء اللطينيين بالناحية الغربية من خليج القسطنطينية إلى بلاد الافرنجة فيما بين البحر المحيط و البحر الرومي من شماليه . و ملك هذه الأمة قديماً كانت لهم مدينة اسمها طروبة ، و ذكر هروشيوش أن أول من ملك من اللطينيين ألفنس بن شطرنش بن أيوب و ذلك لعهد دائرة بني اسرائيل وقد مر ذكرها في آخر الألف الرابع من مبدأ الخليقة . و ملك من بعده ابنه بريامش و اتصل الملك في عقب الفنس هذا و إخواته و كان منهم كرمنس بن مرسية بن شيبن بن مزكة الذي ألف حروف اللسان اللطيني و أثبتها و لم تكن قبله ، و ذلك على عهد يواثير بن كلعاد من حكام بني إسرائيل بعد أربعة آلاف و خمسين من مبدأ الخليفة .
و كان بين هؤلاء اللطينيين و بين الغريقيين و إخوانهم فتن طويلة ، و على يدهم خربت طروبة مدينة اللطينيين لعهد أربعة آلاف و مائة و عشرين من مبدأ الخليفة أيام عبدون ملك بني إسرائيل وقد مر ذكره ، و كان ملكهم يومئذ أناش من عقب بريامش بن ألفنس بن شطرنش ، و ولي بعده ابنه أشكانيش بن أناش و هو الذي بنى مدينة ألبا . ثم اتصل الملك فيهم إلى أن افتراق أمرهم ، ثم كان من أعقابهم برقاش أيام انقراض ملك الكدانيين ، و صار للمازنيين و القضاعيين على عهبن عزياه بن أمصيا من ملوك بني إسرائيل و لعهد أربعة آلاف و مائة و عشرين سنة من مبدأ الخليفة ، فصار الأمر في اللطينيين لبرقاش هذا بتولية ملك المازنيين ما كان لهم و للسريانيين قبلهم من الصيت في العالم و التفوق على الملوك بنسبهم و عصبيتهم . ثم اتصل الملك لابنه و لحافديه روملوس و أماش و هما اللذان اختطا مدينة رومة و ذلك لعهد أربعة آلاف و خمسمائة سنة من مبدأ الخليفة و على عهد حزقيا بن آحاز ملك بني إسرائيل ، و لأربعمائة و نيف من خراب مدينة طروبة . و كان طول مدينة رومة من الشمال إلى الجنوب عشرين ميلاً في عرض إثني عشر ميلاً ، و ارتفاع سورها ثمانية و أربعون ذراعاً في عرض عشرة أذرع ، و كانت من أحفل مدن العالم ، و لم تزل دار مملكة اللطينيين و القياصرة منهم حتى صبحهم الإسلام و هي في ملكهم .
و كان اللطينيون بعد روملس و أماش و انقراض عقبهم قد سئموا ولاية الملوك عليهم فعزلوهم و صار أمرهم شورى بين الوزراء و كانوا يسمونهم القنشلش و معناه الوزراء بلغتهم ، و كان عددهم سبعين على ما ذكر هروشيوش . و لم يزل أمرهم على ذلك مدة سبعمائة سنة إلى أن استبد عليهم قيصر بولش بن غايش أول ملوك القياصرة كما نذكر بعد .
و كانت لهم حروب مع الأمم المجاورة لهم من كل جهة فحاربوا اليونايين ثم حاربوا الفرس من بعدهم ، و استولوا على الشام و مصر ثم ملكوا جزيرة الأندلس ثم جزيرة صقلية ثم أجازوا إلى أفريقية فملكوها و خربوا قرطاجنة ، و أجاز أهل أفريقية إليهم و حاصروا رومة و اتصلت الفتن بينهم عشرين سنة أو نحوها على ما نذكر . و ذهب جماعة من الإخباريين إلى أن الروم من ولد عيصو بن اسحق عليه السلام ، قال ابن كريون : كان لليفاز بن عيصو ولد اسمه صفوا و لما خرج يوسف من مصر ليدفن أباه يعقوب في مدينة الخليل عليه السلام و اعترضه بنو عيصو و قاتلوه ، فهزمهم و أسر منهم صفوا بن أليفاز و بعثه إلى أفريقية ، فصار عند ملكها ، و اشتهر بالشجاعة . و حدثت الفتنة بين أغنياس و بين الكيتم وراء البحر فأجاز إليهم أغنياس في أهل أفريقية و أثخن فيهم ، و
ثم ملك على مصر كلابطره بنت ديوناشيش و معنى هذا الاسم الساكنة على الصخرة ملكت ثلاثين و قيل اثنتين و عشرين و كانت حاذقة ، و في الثالثة من ملكها حفرت خليج الإسكندرية و جرى فيه الماء و بنت بإسكندرية هيكل زحل و العاروص و بنت مقياساً بأحميم و آخر بمدينة أنصناء ، و في الرابعة من ملكها ملك برومة أغانيوس أول القياصرة ملك أربعا ثم يوليوس بعده ثلاثاً ، ثم أغسطس بن مونوجس فاستولى على الممالك و النواحي و بلغ خبره إليها فحصنت بلادها و بنت حائطاً من الفرماء إلى النوبة شرقي النيل و حائطاً آخر من اسكندرية إلى النوبة غربي النيل و هو حائط العجوز لهذا العهد . و بعث أوغسطس العساكر إلى مصر مع قائده أنطريوس و معه مترداب ملك الأرمن ، فخادعت كلابطره أنطريوس و أوعدته بتزويجها فقتل رفيقه مترداب و تزوجها و عصى أوغسطس ، فسار أوغسطس إليها و ملك مصر و قتل كلابطرة و ولديها و قائده بطريوس الذي تزوجها . يقال : إنها وضعت له سماً في مجلسها و أن أوغسطس تناوله و مات ، و الله أعلم . و انقرضت مملكة يونان من مصر و الاسكندرية و المغرب بملكها و صارت هذه الممالك للروم إلى حين الفتح الإسلامي ، و انتهى كلام ابن العميد .
و الخلاف الذي ينقله عن جماعة مؤرخيهم يذكر منهم سعيد بن بطريق و يوحنا فم الذهب و المنجبي و ابن الراهب و أبو فانيوس . و الظاهر أنهم من مؤرخي النصارى و البقاء لله الواحد القهار سبحانه لا إله غيره و لا معبود سواه .
الخبر عن اللطينيين و هم الكتيم المعرفون بالروم من أمم يونان و أشياعهم و شعوبهم و ما كان لهم من الملك و الغلب و ذكر الدولة التي فيهم للقياصرة و أولية ذلك و مصايره
هذه الأمة من أشهر أمم العالم و هي ثانية الغريقيين عند هروشيوش و يجمعان في نسب يونان ، و ثالثهم عند البيهقي و يجتمعون في نسب يونان بن علجان بن يافث ، و اسم الروم يشملهم ثلاثتهم لما كان الروم أهل المملكة العظمى منهم ، و مواطن هؤلاء اللطينيين بالناحية الغربية من خليج القسطنطينية إلى بلاد الافرنجة فيما بين البحر المحيط و البحر الرومي من شماليه . و ملك هذه الأمة قديماً كانت لهم مدينة اسمها طروبة ، و ذكر هروشيوش أن أول من ملك من اللطينيين ألفنس بن شطرنش بن أيوب و ذلك لعهد دائرة بني اسرائيل وقد مر ذكرها في آخر الألف الرابع من مبدأ الخليقة . و ملك من بعده ابنه بريامش و اتصل الملك في عقب الفنس هذا و إخواته و كان منهم كرمنس بن مرسية بن شيبن بن مزكة الذي ألف حروف اللسان اللطيني و أثبتها و لم تكن قبله ، و ذلك على عهد يواثير بن كلعاد من حكام بني إسرائيل بعد أربعة آلاف و خمسين من مبدأ الخليفة .
و كان بين هؤلاء اللطينيين و بين الغريقيين و إخوانهم فتن طويلة ، و على يدهم خربت طروبة مدينة اللطينيين لعهد أربعة آلاف و مائة و عشرين من مبدأ الخليفة أيام عبدون ملك بني إسرائيل وقد مر ذكره ، و كان ملكهم يومئذ أناش من عقب بريامش بن ألفنس بن شطرنش ، و ولي بعده ابنه أشكانيش بن أناش و هو الذي بنى مدينة ألبا . ثم اتصل الملك فيهم إلى أن افتراق أمرهم ، ثم كان من أعقابهم برقاش أيام انقراض ملك الكدانيين ، و صار للمازنيين و القضاعيين على عهبن عزياه بن أمصيا من ملوك بني إسرائيل و لعهد أربعة آلاف و مائة و عشرين سنة من مبدأ الخليفة ، فصار الأمر في اللطينيين لبرقاش هذا بتولية ملك المازنيين ما كان لهم و للسريانيين قبلهم من الصيت في العالم و التفوق على الملوك بنسبهم و عصبيتهم . ثم اتصل الملك لابنه و لحافديه روملوس و أماش و هما اللذان اختطا مدينة رومة و ذلك لعهد أربعة آلاف و خمسمائة سنة من مبدأ الخليفة و على عهد حزقيا بن آحاز ملك بني إسرائيل ، و لأربعمائة و نيف من خراب مدينة طروبة . و كان طول مدينة رومة من الشمال إلى الجنوب عشرين ميلاً في عرض إثني عشر ميلاً ، و ارتفاع سورها ثمانية و أربعون ذراعاً في عرض عشرة أذرع ، و كانت من أحفل مدن العالم ، و لم تزل دار مملكة اللطينيين و القياصرة منهم حتى صبحهم الإسلام و هي في ملكهم .
و كان اللطينيون بعد روملس و أماش و انقراض عقبهم قد سئموا ولاية الملوك عليهم فعزلوهم و صار أمرهم شورى بين الوزراء و كانوا يسمونهم القنشلش و معناه الوزراء بلغتهم ، و كان عددهم سبعين على ما ذكر هروشيوش . و لم يزل أمرهم على ذلك مدة سبعمائة سنة إلى أن استبد عليهم قيصر بولش بن غايش أول ملوك القياصرة كما نذكر بعد .
و كانت لهم حروب مع الأمم المجاورة لهم من كل جهة فحاربوا اليونايين ثم حاربوا الفرس من بعدهم ، و استولوا على الشام و مصر ثم ملكوا جزيرة الأندلس ثم جزيرة صقلية ثم أجازوا إلى أفريقية فملكوها و خربوا قرطاجنة ، و أجاز أهل أفريقية إليهم و حاصروا رومة و اتصلت الفتن بينهم عشرين سنة أو نحوها على ما نذكر . و ذهب جماعة من الإخباريين إلى أن الروم من ولد عيصو بن اسحق عليه السلام ، قال ابن كريون : كان لليفاز بن عيصو ولد اسمه صفوا و لما خرج يوسف من مصر ليدفن أباه يعقوب في مدينة الخليل عليه السلام و اعترضه بنو عيصو و قاتلوه ، فهزمهم و أسر منهم صفوا بن أليفاز و بعثه إلى أفريقية ، فصار عند ملكها ، و اشتهر بالشجاعة . و حدثت الفتنة بين أغنياس و بين الكيتم وراء البحر فأجاز إليهم أغنياس في أهل أفريقية و أثخن فيهم ، و
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
ظهرت شجاعة صفوا بن أليفاز ، ثم هرب صفوا إلى الكيتم و عظم بينهم و حسن أثره في أهل أفريقية و في الأمم المجاورة لكيتم من أموال و غيرها فزوجوه و ملكوه عليهم ، قال : و هو أول من ملك في بلاد أسبانيا ، و أقام ملكاً خمساً و خمسين سنة . ثم عد ابن كريون بعد ستة عشر ملكا من أعقابه آخرهم روملس باني رومة ، و كان لعهد داود عليه السلام ، و خاف منه فوضع مدينة رومة و بنى على جميعها هياكله و نسبت المدينة إليه و سميت باسمه و سمى أهلها الروم نسبه إليها .
ثم عد بعد روملس خمسة من الملوك اغتصب خامسهم رجلاً في زوجه فقتلت نفسها ، و قتله زوجها في الهيكل . و أجمع أهل رومة أن لا يولوا عليهم ملكاً و قدموا شيوخا ثلثمائة و عشرين يدبرون ملكهم ، فاستقام أمرهم كما يجب ، إلى أن تغلب قيصر و سمى نفسه ملكاً ، فصاروا من بعده يسمون ملوكاً انتهى كلام ابن كريون . و هو مناقض لما قاله هروشيوش ، فإنه زعم أن بناء رومة كان لعهد داود عليه السلام و هروشيوش قال : إنه كان لعهد حزقياً رابع عشر ملوك بني يهوذا من لدن داود عليه السلام ، و بين المدتين تفاوت ، و خبر هروشيوش مقدم لأن واضعيه مسلمان كانا يترجمان لخلفاء الإسلام بقرطبة و هما معروفان و وضعا الكتاب . فالله أعلم بحقيقة الأمر في ذلك .
الخبر عن فتنة الكيتم مع أهل أفريقية و تخريب قرطاجنة ثم بناؤها على الكيتم و هم اللطينيون
كان بناء قرطاجنة هذه قبل بناء رومة بإثنتين و سبعين سنة ، قال هروشيوش : على يدي ديدن بن أليثا من نسل عيصو بن إسحق . و كان بها أمير يسمى ملكون و هو الذي بعث إلى الإسكندرية بطاعته عند استيلائه على طرسوس ، ثم صار ملك أفريقية إلى أملقا من ملوكهم فافتتح صقلية و هاجت الحرب بينه و بين الرومانيين و أهل الإسكندرية بسبب أهل سردانية و ذلك لخمسين سنة من بناء رومة ، ثم وقعت السلم بينهم و هي السلم التي وفد فيها عتون من ملوك أفريقية على أنطريطش ملك مقدونية و اسكندرية و هو ملك الروم الأعظم . ثم ولى بقرطاجنة أملقا ابنه أنبيل فأجاز إلى بلاد الإفرنج و غلبهم على بلادهم ، و زحف إليه قواد رومة فوالى عليهم الهزائم و بعث أخاه أشدربال إلى الأندلس فملكها ، و خالفه قواد الرومانيين إلى أفريقية بعد أن ملكوا من حصون صقلية أربعين أو نحوها ، ثم أجازوا إلى أفريقية فملكوها و قتلوا غشول خليفة أنبيل فيها و افتتحوا مدينة جردا . و خرج آخرون من قواد رومة إلى الأندلس فهزموا أشدربال و اتبعوه إلى أن قتلوه . و فر أخوه أنبيل عن بلادهم بعد ثلاث عشرة سنة من إجازته إليهم ، و بعد أن حاصر رومة و أثخن في نواحيها فلحق بأفريقية و لقيه قواد أهل رومة الذين أجازوا إلى أفريقية فهزموه و حاصروه بقرطاجنة ، حتى سأل الصلح على أن يغرم لهم ثلاثة آلاف قنطار من الفضة فأجابوا إليه .
و سكنت الحرب بينهم ثم ظاهر بعد ذلك أنبيل صاحب أفريقية ملوك السريانيين على حرب أهل رومة فهلك في حربهم مسموماً . و بعد أن تخلص أهل رومة من تلك الحروب رجعوا إلى الأندلس فملكوها ، ثم أجازوا البحر إلى قرطاجنة ففتحوها و قتلوا ملكها يومئذ أنبيل و خربوها لتسعمائة سنة من بنائها و سبعمائة لبناء رومة .
ثم دارت الحرب بين أهل رومة و ملك النوبة ، و استظهر ملك النوبة بالبربر بعد أن هزمه أهل رومة و اتبعوه إلى قفصة فملكوها و استولوا على ذخيرتها ، و هي من بناء أركلش الجبار ملك الروم ، و هزمهم أهل رومة فخافهم ملك البربر من ملوك النوبة إلى أن هلك في أسرهم . و كانت هذه الحروب لعهد بطليموس الإسكندر بعد أن كان قواد رومة اجتمعوا على بناء قرطاجنة و تجديدها لاثنتين و عشرين سنة من خرابها فعمرت و اتصل بها لأهل رومة ملك على ما نذكره بعد إن شاء الله تعالى .
الخبر عن ملوك القياصرة من الكتيم و هم اللطينيون و مبدأ أمورهم و مصاير أحوالهم
لم يزل أمر هؤلاء الكيتم و هم اللطينيون راجعاً إلى الوزراء منذ سبعمائة سنة ، كما قلناه من عهد بناء رومة أو قبلها بقليل كما قال هروشيوش ، تقترع الوزراء في كل سنة فيخرج قائد منهم إلى كل ناحية كما توجبه القرعة فيحاربون أمم الطوائف و يفتحون الممالك . و كانوا أولاً يعطون إخوانهم من الروم اليونانيين طاعة معروفة بعد الفتن و المحاربة حتى إذا هلك الإسكندرية و افترق أمر اليونانيين و الروم و فشلت ريحهم وقعت فتنة هؤلاء اللطينيين و هم الكيتم مع أهل أفريقية ، و استولوا عليها مرارا و خربوا قرطاجنة ثم بنوها كما ذكرناه . و ملكوا الأندلس و ملكوا الشام و أرض الحجاز و قهروا العرب بالحجاز و افتتحوا بيت المقدس و أسروا ملكها يومئذ من اليهود و هو أرستبلوس ابن الإسكندر ثامن ملوك بني حشمناي و غربوه إلى رومة و ولوا قائدهم على الشام ، ثم حاربوا ألغماس فكانت حربهم سجالاً ، إلى أن خرج بولس بن غايش و معه ابن عمه لوجيار بن مدكة إلى جهة الأندلس ، و حارب من كان بها من الإفرنج و الجلالقة إلى أن ملك برطانية و اشبونة و رجع إلى رومة ، و استخلف على الأندلس أكتبيان ابن أخيه يونان . فلما وصل إلى رومة و شعر الوزراء أنه يروم الاستبداد عليهم فقتلوه . فزحف اكتبيان ابن أخيه من الأندلس بثأره و ملك رومة و استولى على أرض قسطنطينية و فارس و أفريقية و الأندلس ، و عمه يولش هو الذي تسمى قيصر فصار سمة لملوكهم من بعده . و أصل هذا الإسم جاشر فعربته العرب إلى قيصر ، و لفظ جاشر مشترك عندهم فيقال
ثم عد بعد روملس خمسة من الملوك اغتصب خامسهم رجلاً في زوجه فقتلت نفسها ، و قتله زوجها في الهيكل . و أجمع أهل رومة أن لا يولوا عليهم ملكاً و قدموا شيوخا ثلثمائة و عشرين يدبرون ملكهم ، فاستقام أمرهم كما يجب ، إلى أن تغلب قيصر و سمى نفسه ملكاً ، فصاروا من بعده يسمون ملوكاً انتهى كلام ابن كريون . و هو مناقض لما قاله هروشيوش ، فإنه زعم أن بناء رومة كان لعهد داود عليه السلام و هروشيوش قال : إنه كان لعهد حزقياً رابع عشر ملوك بني يهوذا من لدن داود عليه السلام ، و بين المدتين تفاوت ، و خبر هروشيوش مقدم لأن واضعيه مسلمان كانا يترجمان لخلفاء الإسلام بقرطبة و هما معروفان و وضعا الكتاب . فالله أعلم بحقيقة الأمر في ذلك .
الخبر عن فتنة الكيتم مع أهل أفريقية و تخريب قرطاجنة ثم بناؤها على الكيتم و هم اللطينيون
كان بناء قرطاجنة هذه قبل بناء رومة بإثنتين و سبعين سنة ، قال هروشيوش : على يدي ديدن بن أليثا من نسل عيصو بن إسحق . و كان بها أمير يسمى ملكون و هو الذي بعث إلى الإسكندرية بطاعته عند استيلائه على طرسوس ، ثم صار ملك أفريقية إلى أملقا من ملوكهم فافتتح صقلية و هاجت الحرب بينه و بين الرومانيين و أهل الإسكندرية بسبب أهل سردانية و ذلك لخمسين سنة من بناء رومة ، ثم وقعت السلم بينهم و هي السلم التي وفد فيها عتون من ملوك أفريقية على أنطريطش ملك مقدونية و اسكندرية و هو ملك الروم الأعظم . ثم ولى بقرطاجنة أملقا ابنه أنبيل فأجاز إلى بلاد الإفرنج و غلبهم على بلادهم ، و زحف إليه قواد رومة فوالى عليهم الهزائم و بعث أخاه أشدربال إلى الأندلس فملكها ، و خالفه قواد الرومانيين إلى أفريقية بعد أن ملكوا من حصون صقلية أربعين أو نحوها ، ثم أجازوا إلى أفريقية فملكوها و قتلوا غشول خليفة أنبيل فيها و افتتحوا مدينة جردا . و خرج آخرون من قواد رومة إلى الأندلس فهزموا أشدربال و اتبعوه إلى أن قتلوه . و فر أخوه أنبيل عن بلادهم بعد ثلاث عشرة سنة من إجازته إليهم ، و بعد أن حاصر رومة و أثخن في نواحيها فلحق بأفريقية و لقيه قواد أهل رومة الذين أجازوا إلى أفريقية فهزموه و حاصروه بقرطاجنة ، حتى سأل الصلح على أن يغرم لهم ثلاثة آلاف قنطار من الفضة فأجابوا إليه .
و سكنت الحرب بينهم ثم ظاهر بعد ذلك أنبيل صاحب أفريقية ملوك السريانيين على حرب أهل رومة فهلك في حربهم مسموماً . و بعد أن تخلص أهل رومة من تلك الحروب رجعوا إلى الأندلس فملكوها ، ثم أجازوا البحر إلى قرطاجنة ففتحوها و قتلوا ملكها يومئذ أنبيل و خربوها لتسعمائة سنة من بنائها و سبعمائة لبناء رومة .
ثم دارت الحرب بين أهل رومة و ملك النوبة ، و استظهر ملك النوبة بالبربر بعد أن هزمه أهل رومة و اتبعوه إلى قفصة فملكوها و استولوا على ذخيرتها ، و هي من بناء أركلش الجبار ملك الروم ، و هزمهم أهل رومة فخافهم ملك البربر من ملوك النوبة إلى أن هلك في أسرهم . و كانت هذه الحروب لعهد بطليموس الإسكندر بعد أن كان قواد رومة اجتمعوا على بناء قرطاجنة و تجديدها لاثنتين و عشرين سنة من خرابها فعمرت و اتصل بها لأهل رومة ملك على ما نذكره بعد إن شاء الله تعالى .
الخبر عن ملوك القياصرة من الكتيم و هم اللطينيون و مبدأ أمورهم و مصاير أحوالهم
لم يزل أمر هؤلاء الكيتم و هم اللطينيون راجعاً إلى الوزراء منذ سبعمائة سنة ، كما قلناه من عهد بناء رومة أو قبلها بقليل كما قال هروشيوش ، تقترع الوزراء في كل سنة فيخرج قائد منهم إلى كل ناحية كما توجبه القرعة فيحاربون أمم الطوائف و يفتحون الممالك . و كانوا أولاً يعطون إخوانهم من الروم اليونانيين طاعة معروفة بعد الفتن و المحاربة حتى إذا هلك الإسكندرية و افترق أمر اليونانيين و الروم و فشلت ريحهم وقعت فتنة هؤلاء اللطينيين و هم الكيتم مع أهل أفريقية ، و استولوا عليها مرارا و خربوا قرطاجنة ثم بنوها كما ذكرناه . و ملكوا الأندلس و ملكوا الشام و أرض الحجاز و قهروا العرب بالحجاز و افتتحوا بيت المقدس و أسروا ملكها يومئذ من اليهود و هو أرستبلوس ابن الإسكندر ثامن ملوك بني حشمناي و غربوه إلى رومة و ولوا قائدهم على الشام ، ثم حاربوا ألغماس فكانت حربهم سجالاً ، إلى أن خرج بولس بن غايش و معه ابن عمه لوجيار بن مدكة إلى جهة الأندلس ، و حارب من كان بها من الإفرنج و الجلالقة إلى أن ملك برطانية و اشبونة و رجع إلى رومة ، و استخلف على الأندلس أكتبيان ابن أخيه يونان . فلما وصل إلى رومة و شعر الوزراء أنه يروم الاستبداد عليهم فقتلوه . فزحف اكتبيان ابن أخيه من الأندلس بثأره و ملك رومة و استولى على أرض قسطنطينية و فارس و أفريقية و الأندلس ، و عمه يولش هو الذي تسمى قيصر فصار سمة لملوكهم من بعده . و أصل هذا الإسم جاشر فعربته العرب إلى قيصر ، و لفظ جاشر مشترك عندهم فيقال
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى