تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
القادسية و نزلها و كاتب بكر بن وائل بمثل ما كان للنعمان فكاتبهم مقاربة و وعداً ، و انتهى الخبر إلى المثنى بن حارثة الشيباني عقب مهلك أخيه المثنى و قبل وصول سعد ، فأسرى من ذي قار و بيت قابوس بالقادسية ففض جمعه و قتله ، و كان آخر من بقي من ملوك آل نصر بن ربيعة و انقرض أمرهم مع زوال ملك فارس . أهـ كلام الطبري و ما نقله عن هشام بن الكلبي .
وقد كان المغيرة بن شعبة تزوج هنداً بنت النعمان ، و سعد بن أبي وقاص تزوج صدقة بنت النعمان ، و خبرهما معروف ذكره المسعودي و غيره . و عدة ملوك آل نصر عند هشام بن الكلبي عشرون ملكاً و مدتهم خمسمائة و عشرون سنة ، و عند المسعودي ثلاث و عشرون ملكاً و مدتهم ستمائة و عشرون سنة . قال : وقد قيل إن مدة عمران الحيرة إلى أن خربت عند بناء الكوفة خمسمائة سنة ، قال : و لم يزل عمرانها يتناقص إلى أيام المعتضد ثم أقفرت . و فيما نقله بعض الإخباريين أن خالد بن الوليد قال لعبد المسيح : أخبرني بما رأيت من الأيام ؟ قال : نعم . قال : رأيت المرأة من الحيرة تضيع مكتلها على رأسها ثم تخرج حتى تأتي الشام في قرى متصلة و بساتين ملتفة وقد أصبحت اليوم خراباً و الله يرث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين .
هذا ترتيب الملوك من ولد نصر بن ربيعة بن كعب بن عمرو بن عدي الأول منهم و هو الترتيب الذي ذكره الطبري عن ابن الكلبي و غيره ، و بين الناس فيه خلاف في ترتيب ملوكهم ، بعد اتفاقهم على أن الذي ملك بعد عمرو بن عدي ابنه امرؤ القيس ثم ابنه عمرو بن امرئ القيس و هو الثالث منهم . قال علي بن عبد العزيز الجرجاني في أنسابه بعد ذكر عمرو هذا : ثم ثار أوس بن قلام العملقي و ملك فثار به جحجب بن عتيك اللخمي فقتله و ملك ، ثم ملك من بعده امرؤ القيس البدء بن عمرو الثالث ، ثم ملك من بعده ابنه النعمان الأكبر ابن امرئ القيس بن الشقيقة و هو الذي ترك الملك و ساح ، ثم ملك من بعده ابنه المنذر ، ثم ابنه الأسود بن المنذر ، ثم أخوه المنذر بن المنذر ، ثم النعمان بن الأسود بن المنذر ، ثم أبو يعفر بن علقمة بن مالك بن عدي بن الذميل بن ثور بن أسنش بن زبى بن نمارة بن لخم ، ثم ملك من بعده امرؤ القيس بن النعمان الأكبر ، ثم ابنه امرؤ القيس ، ثم كان أمر الحرث بن عدي الكندي حتى تصالحها و تزوج المنذر ابنته هنداً فولدت له عمراً ، ثم ملك بعد المنذر عمرو بن هند ، ثم قابوس بن المنذر أخوه ، ثم المنذر بن المنذر أخوه الآخر ، ثم ابنه النعمان بن المنذر . هكذا نسبه الجرجاني و هو موافق لترتيب الطبري إلا في الحرث بن عمرو الكندي فإن الطبري جعله بعد النعمان الأكبر بن امرئ القيس و ابنه المنذر ، و الجرجاني جعله بعد المنذر بن امرئ القيس بن النعمان و بين هذا المنذر و المنذر بن النعمان الأكبر خمسة من ملوكهم فيهم أبو يعفر بن الذميل ، فالله أعلم بالصحيح من ذلك .
وقد كان المغيرة بن شعبة تزوج هنداً بنت النعمان ، و سعد بن أبي وقاص تزوج صدقة بنت النعمان ، و خبرهما معروف ذكره المسعودي و غيره . و عدة ملوك آل نصر عند هشام بن الكلبي عشرون ملكاً و مدتهم خمسمائة و عشرون سنة ، و عند المسعودي ثلاث و عشرون ملكاً و مدتهم ستمائة و عشرون سنة . قال : وقد قيل إن مدة عمران الحيرة إلى أن خربت عند بناء الكوفة خمسمائة سنة ، قال : و لم يزل عمرانها يتناقص إلى أيام المعتضد ثم أقفرت . و فيما نقله بعض الإخباريين أن خالد بن الوليد قال لعبد المسيح : أخبرني بما رأيت من الأيام ؟ قال : نعم . قال : رأيت المرأة من الحيرة تضيع مكتلها على رأسها ثم تخرج حتى تأتي الشام في قرى متصلة و بساتين ملتفة وقد أصبحت اليوم خراباً و الله يرث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين .
هذا ترتيب الملوك من ولد نصر بن ربيعة بن كعب بن عمرو بن عدي الأول منهم و هو الترتيب الذي ذكره الطبري عن ابن الكلبي و غيره ، و بين الناس فيه خلاف في ترتيب ملوكهم ، بعد اتفاقهم على أن الذي ملك بعد عمرو بن عدي ابنه امرؤ القيس ثم ابنه عمرو بن امرئ القيس و هو الثالث منهم . قال علي بن عبد العزيز الجرجاني في أنسابه بعد ذكر عمرو هذا : ثم ثار أوس بن قلام العملقي و ملك فثار به جحجب بن عتيك اللخمي فقتله و ملك ، ثم ملك من بعده امرؤ القيس البدء بن عمرو الثالث ، ثم ملك من بعده ابنه النعمان الأكبر ابن امرئ القيس بن الشقيقة و هو الذي ترك الملك و ساح ، ثم ملك من بعده ابنه المنذر ، ثم ابنه الأسود بن المنذر ، ثم أخوه المنذر بن المنذر ، ثم النعمان بن الأسود بن المنذر ، ثم أبو يعفر بن علقمة بن مالك بن عدي بن الذميل بن ثور بن أسنش بن زبى بن نمارة بن لخم ، ثم ملك من بعده امرؤ القيس بن النعمان الأكبر ، ثم ابنه امرؤ القيس ، ثم كان أمر الحرث بن عدي الكندي حتى تصالحها و تزوج المنذر ابنته هنداً فولدت له عمراً ، ثم ملك بعد المنذر عمرو بن هند ، ثم قابوس بن المنذر أخوه ، ثم المنذر بن المنذر أخوه الآخر ، ثم ابنه النعمان بن المنذر . هكذا نسبه الجرجاني و هو موافق لترتيب الطبري إلا في الحرث بن عمرو الكندي فإن الطبري جعله بعد النعمان الأكبر بن امرئ القيس و ابنه المنذر ، و الجرجاني جعله بعد المنذر بن امرئ القيس بن النعمان و بين هذا المنذر و المنذر بن النعمان الأكبر خمسة من ملوكهم فيهم أبو يعفر بن الذميل ، فالله أعلم بالصحيح من ذلك .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
و أما المسعودي فخالف تربيتهم فقال : بعد النعمان الأكبر ابن امرئ القيس و سماه قائد الفرس ملك خمساً و ستين سنة ، ثم ملك ابنه المنذر خمساً و عشرين سنة و هذا مثل ترتيب الطبري و الجرجاني . ثم خالفهما و قال : و ملك النعمان بن المنذر الحيرة و هو الذي بنى الخورنق خمساً و ثلاثين سنة ، و ملك الأسود بن النعمان عشرين سنة ، و ملك ابنه المنذر أربعين سنة و أمه ماء السماء من النمر قاسط من ربيعة و بها عرف ، وملك ابنه عمرو بن المنذر أربعاً و عشرين سنة ، ثم ملك بعده أخوه النعمان و أمه مامة و قتله كسرى و هو آخرهم . هكذا ساق المسعودي نسق ملوكهم و نسبهم و هو مخالف لما ذكره الطبري و الجرجاني . و قال السهيلي : كان للمنذر بن ماء السماء من الولد المملكين عمرو و النعمان و كان عمرو لهند بنت الحرث آكل المرار قال : و كان عمرو هذا من أعاظم ملوك الحيرة و يعرف بمحرق لأنه حرق مدينة الملهم عند اليمامة ، وكان يملك من قبل كسرى أنوشروان ، و من بعده ملك أخوه النعمان بن المنذر و أمه مامة و قتله كسرى ابرويز بن هرمز بن أنوشروان لموجدة وجدها بسعاية زيد بن عدي بن زيد العبادي ، و ساق قصة مقتله و ولاية إياس بن قبيصة الطائي من بعده و ما وقع بعد ذلك من حرب ذي قار و غلب العرب فيها على العجم إلى آخرها . فالله أعلم بالصحيح في ترتيب ملوكهم . و قال ابن سعيد : أول حديثهم في الملك أن بني نمارة كانوا جنداً للعمالقة بأطراف الشام و الجزيرة و كانوا مع الزباء ، و لما قتلت جذيمة قام عمرو بن عدي منهم بثأره ، و كان ابن أخته حتى أدركه و قتلها و بنى الحيرة على فرع من الفرات في أرض العراق . و قال صاحب تواريخ الأمم : ملك مائة و ثمانية و عشرين سنة أيام ملوك الطوائف ، و بعده امرؤ القيس بن عمرو ، و لما مات ولي أردشير بن سابور على الحيرة أوس بن قلام من العمالقة ، ثم كان ملك الحيرة فوليها امرؤ القيس بن عمرو بن امرئ القيس المعروف بمحرق قال و هو المذكور في قصيدة الأسود بن يعفر التي على روي الدال . و بعده ابنه النعمان بن شقيقه و هي من بني شيبان و جعل معه كسرى والياً للفرس و هو باني الخورنق و السرير على مياه الفرات ، و ملك إلى أن ساح و تزهد ثلاثين سنة و ذكره عدي بن زيد في شعره . و ملك بعده إبنه المنذر و هو الذي سعى لبهرام جور في الملك حتى تم له و ملك أربعاً و أربعين سنة ، و ملك بعده ابنه الأسود ، ثم أخوه المنذر بن المنذر ثم النعمان بن الأسود و غضب عليه كسرى و ولى مكانه الذميل بن لخم من غير بيت الملك ، ثم عاد الملك إليهم فولي امرؤ القيس بن النعمان الأكبر و هو ابن الشقيقة و هو الذي غزا بكر بن وائل ، و ملك بعده إبنه المنذر بن ماء السماء و هي أمه أخت كليب سيد وائل و طالبه قباذ بإتباع مزدك على الزندقة فأبى ، و ولى مكانه الحرث بن عمرو ابن حجر الكندي ، ثم رده أنوشروان إلى ملك الحيرة و قتله الحرث الأعراج الغساني يوم حليمة كما
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
يأتي . و ملك بعده ابنه عمرو بن هند و هي مامة عمة امرئ القيس بن حجر المعروف بمضرط الحجارة لشدة بأسه ، و هو محرق الثاني حرق بني دارم من
تميم لأنهم قتلوا أخاه و حلف ليحرقن منهم مائة فحرقهم و ملك ستة عشرة سنة أيام أنوشروان ، فتك به في رواق بين الحيرة و الفرات عمرو بن كلثوم سيد تغلب و نهبوا حياءه . و ملك بعده أخوه قابوس بن هند و كان أعرج و قتله بعض بني يشكر فولى أنوشروان على الحيرة بعض مرازبة الفرس فلم تستقم له طاعة العرب ، فولى عليهم المنذر بن المنذر بن ماء السماء فخرج إلى جهة الشام طالباً ثأر أبيه من الحرث الأعرج الغساني فقتله الحرث أيضاً يوم أباغ . و ملك بعده ابنه النعمان بن المنذر و كان ذميماً أشقر أبرش ، و هو أشهر ملوك الحيرة و عليه كثرت وفود العرب و طلبه بثأر أبيه ، و حرد من بني جفنة حتى أسر خلقاً كثيراً من أشرافهم ، و حمله عدي بن زيد على أن تنصر و ترك دين آبائه ، و حبس عدياً فشفع كسرى فيه بسعاية أخ له كان عنده فقتله النعمان في محبسه ، ثم نشا ابنه زيد بن عدي و صار ترجماناً لكسرى ، فأغراه بالنعمان و حضر مع كسرى أبروبز في وقعة بين الفرس و الروم و انهزمت الفرس و نجا النعمان على فرسه التخوم بعد أن طلبه منه كسرى ينجو عليه فأعرض عنه ، و نزل له إياس بن قبيصة الطائي عن فرسه فنجا عليه ، و وفد عليه النعمان بعد ذلك فقتله و ولى على الحيرة إياس بن قبيصة ، فلم تستقم له طاعة العرب و غضبوا لقتل النعمان ، و كان لهم على الفرس يوم ذي قار سنة ثلاث من البعثة ، و مات إياس و صارت الفرس يولون على الحيرة منهم إلى أن ملكها المسلمون .
و ذكر البيهقي : أن دين بني نصر كان عبادة الأوثان ، و أول من تنصر منهم النعمان بن الشقيقة و قيل بل النعمان الأخير . و ملكت العرب بتلك الجهات ابنه المنذر فقتله جيش أبي بكر رضي الله عنه . و في تواريخ الأمم أن جميع ملوك الحيرة من بني نصر و غيرهم خمسة و عشرون ملكاً في نحو ستمائة سنة و الله أعلم ، و هذا الترتيب مساو لترتيب الطبري و الجرجاني و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين .
ملوك كندة ـ الخبر عن ملوك كندة من هذه الطبقة و مبدأ أمرهم و تصاريف أحوالهمقال الطبري عن هشام بن محمد الكلبي : كان يخدم ملوك حمير أبناء الأشراف من حمير و غيرهم و كان ممن يخدم حسان بن تبع عمرو بن حجر سيد كندة لوقته و أبوه حجر هو الذي تسميه العرب آكل المرار و هو حجر بن عمرو بن معاوية بن الحرث الأصغر ابن معاوية بن الحرث الأكبر ابن معاوية بن كندة ، و كان أخا حسان بن تبع لأمه ، فلما دوخ حسان بلاد العرب و سار في الحجاز و هم بالانصراف ولى علىمعد بن عدنان كلها أخا حجر بن عمرو
تميم لأنهم قتلوا أخاه و حلف ليحرقن منهم مائة فحرقهم و ملك ستة عشرة سنة أيام أنوشروان ، فتك به في رواق بين الحيرة و الفرات عمرو بن كلثوم سيد تغلب و نهبوا حياءه . و ملك بعده أخوه قابوس بن هند و كان أعرج و قتله بعض بني يشكر فولى أنوشروان على الحيرة بعض مرازبة الفرس فلم تستقم له طاعة العرب ، فولى عليهم المنذر بن المنذر بن ماء السماء فخرج إلى جهة الشام طالباً ثأر أبيه من الحرث الأعرج الغساني فقتله الحرث أيضاً يوم أباغ . و ملك بعده ابنه النعمان بن المنذر و كان ذميماً أشقر أبرش ، و هو أشهر ملوك الحيرة و عليه كثرت وفود العرب و طلبه بثأر أبيه ، و حرد من بني جفنة حتى أسر خلقاً كثيراً من أشرافهم ، و حمله عدي بن زيد على أن تنصر و ترك دين آبائه ، و حبس عدياً فشفع كسرى فيه بسعاية أخ له كان عنده فقتله النعمان في محبسه ، ثم نشا ابنه زيد بن عدي و صار ترجماناً لكسرى ، فأغراه بالنعمان و حضر مع كسرى أبروبز في وقعة بين الفرس و الروم و انهزمت الفرس و نجا النعمان على فرسه التخوم بعد أن طلبه منه كسرى ينجو عليه فأعرض عنه ، و نزل له إياس بن قبيصة الطائي عن فرسه فنجا عليه ، و وفد عليه النعمان بعد ذلك فقتله و ولى على الحيرة إياس بن قبيصة ، فلم تستقم له طاعة العرب و غضبوا لقتل النعمان ، و كان لهم على الفرس يوم ذي قار سنة ثلاث من البعثة ، و مات إياس و صارت الفرس يولون على الحيرة منهم إلى أن ملكها المسلمون .
و ذكر البيهقي : أن دين بني نصر كان عبادة الأوثان ، و أول من تنصر منهم النعمان بن الشقيقة و قيل بل النعمان الأخير . و ملكت العرب بتلك الجهات ابنه المنذر فقتله جيش أبي بكر رضي الله عنه . و في تواريخ الأمم أن جميع ملوك الحيرة من بني نصر و غيرهم خمسة و عشرون ملكاً في نحو ستمائة سنة و الله أعلم ، و هذا الترتيب مساو لترتيب الطبري و الجرجاني و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين .
ملوك كندة ـ الخبر عن ملوك كندة من هذه الطبقة و مبدأ أمرهم و تصاريف أحوالهمقال الطبري عن هشام بن محمد الكلبي : كان يخدم ملوك حمير أبناء الأشراف من حمير و غيرهم و كان ممن يخدم حسان بن تبع عمرو بن حجر سيد كندة لوقته و أبوه حجر هو الذي تسميه العرب آكل المرار و هو حجر بن عمرو بن معاوية بن الحرث الأصغر ابن معاوية بن الحرث الأكبر ابن معاوية بن كندة ، و كان أخا حسان بن تبع لأمه ، فلما دوخ حسان بلاد العرب و سار في الحجاز و هم بالانصراف ولى علىمعد بن عدنان كلها أخا حجر بن عمرو
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
هذا و هو آكل المرار ، فدانوا له و سار فيهم أحسن سيرة ، ثم هلك و ملك من بعده ابنه عمرو المقصور .
قال الطبري عن هشام : و لما سار حسان إلى جديس خلفه على بعض أمور ملكه في حمير ، فلما قتل حسان و ولي بعده أخوه عمرو بن تبع و كان ذا رأي و نبل ، فأراد أن يكرم عمرو بن حجر بما نقصه من ابن أخيه حسان ، فزوجه بنت أخيه حسان بن تبع ، و تكلمت حمير في ذلك و كان عندهم من الأحداث التي ابتلوا بها أن يتزوج في ذلك البيت أحد من العرب سواهم ، فولدت بنت حسان لعمرو بن حجر الحرث بن عمرو . و ملك بعد عمرو بن تبع عبد كلال بن متون أصغر أولاد حسان ، و استهوت الجن منهم تبع بن حسان فولوا عبد كلال مخافة أن يطمع في ملكهم أحد من بيت الملك ، فولي عبد كلال لسرورحمة ، و كان على دين النصرانية الأولى و كان ذلك يسوء قومه ، و دعا إليه رجل من غسان قدم عليه من الشام ، و وثب حمير بالغساني فقتلوه . ثم رجع تبع بن حسان من استهواء الجن وهو أعلم الناس بنجم و أعقل من يعلم في زمانه و أكثرهم حديثاً عما كان و يكون ، فملك على حمير و هابته حمير و العرب ، و بعث بابن أخته الحرث بن عمرو بن حجر الكندي في جيش عظيم إلى بلاد معد و الحيرة و ما والاها ، فسار إلى النعمان بن امرئ القيس بن الشقيقة فقاتله فقتل النعمان و عدة من أهل بيته و هزم أصحابه ، و أفلت المنذر بن النعمان الأكبر و أمه ماء السماء امرأة من النمر بن قاسط و ذهب ملك آل النعمان و ملك الحرث بن عمرو و ما كانوا يملكون .
و في كتاب الأغاني قال : لما ملك قباذ ، و كان ضعيف الملك ، توثبت العرب على المنذر الأكبر ابن ماء السماء و هو ذو القرنين ابن النعمان بن الشقيقة فأخرجوه ، و إنما سمي ذا القرنين لذؤابتين كانتا له ، فخرج هارباً منهم حتى مات في إياد ، و ترك ابنه المنذر الأصغر فيهم و كان أنكى ولده ، و جاءوا بالحرث بن عمروبن حجر آكل المرار فملكوه على بكر و حشدوا له و قاتلوا معه ، و ظهر على من قاتله من العرب . و أبى قباذ أن يمد المنذر بجيش فلما رأى ذلك كتب إلى الحرث بن عمرو : إني في غير قومي و أنت أحق من ضمني و أنا متحول إليك فحوله و زوجه بنته هنداً . و قال غير هشام بن محمد : أن الحرث بن عمرو لما ولي على العرب بعد أبيه اشتدت وطأته و عظم بأسه و نازع ملوك الحيرة و عليهم يومئذ المنذر بن امرئ القيس و بين لهم إذ ولي كسرى قباذ بعد أبيه فيروز بن يزدجرد و كان زنديقاً على رأي ماني ، فدعا المنذر إلى رأيه فأبى عليه و أجابه الحرث بن عمرو فملكه على العرب و أنزله بالحيرة ، ثم هلك قباذ و ولي ابنه أنوشروان فرد ملك الحيرة إلى المنذر ، و صالحه الحرث على أن له ما وراء نهر السواد فاقتسما ملك العرب . و فرق الحرث ولده في معد فملك حجراً على بني أسد ، و شرحبيل على بني سعد و الرباب ، و سلمة على بكر و تغلب ، و معد يكرب على قيس و كنانة . و
قال الطبري عن هشام : و لما سار حسان إلى جديس خلفه على بعض أمور ملكه في حمير ، فلما قتل حسان و ولي بعده أخوه عمرو بن تبع و كان ذا رأي و نبل ، فأراد أن يكرم عمرو بن حجر بما نقصه من ابن أخيه حسان ، فزوجه بنت أخيه حسان بن تبع ، و تكلمت حمير في ذلك و كان عندهم من الأحداث التي ابتلوا بها أن يتزوج في ذلك البيت أحد من العرب سواهم ، فولدت بنت حسان لعمرو بن حجر الحرث بن عمرو . و ملك بعد عمرو بن تبع عبد كلال بن متون أصغر أولاد حسان ، و استهوت الجن منهم تبع بن حسان فولوا عبد كلال مخافة أن يطمع في ملكهم أحد من بيت الملك ، فولي عبد كلال لسرورحمة ، و كان على دين النصرانية الأولى و كان ذلك يسوء قومه ، و دعا إليه رجل من غسان قدم عليه من الشام ، و وثب حمير بالغساني فقتلوه . ثم رجع تبع بن حسان من استهواء الجن وهو أعلم الناس بنجم و أعقل من يعلم في زمانه و أكثرهم حديثاً عما كان و يكون ، فملك على حمير و هابته حمير و العرب ، و بعث بابن أخته الحرث بن عمرو بن حجر الكندي في جيش عظيم إلى بلاد معد و الحيرة و ما والاها ، فسار إلى النعمان بن امرئ القيس بن الشقيقة فقاتله فقتل النعمان و عدة من أهل بيته و هزم أصحابه ، و أفلت المنذر بن النعمان الأكبر و أمه ماء السماء امرأة من النمر بن قاسط و ذهب ملك آل النعمان و ملك الحرث بن عمرو و ما كانوا يملكون .
و في كتاب الأغاني قال : لما ملك قباذ ، و كان ضعيف الملك ، توثبت العرب على المنذر الأكبر ابن ماء السماء و هو ذو القرنين ابن النعمان بن الشقيقة فأخرجوه ، و إنما سمي ذا القرنين لذؤابتين كانتا له ، فخرج هارباً منهم حتى مات في إياد ، و ترك ابنه المنذر الأصغر فيهم و كان أنكى ولده ، و جاءوا بالحرث بن عمروبن حجر آكل المرار فملكوه على بكر و حشدوا له و قاتلوا معه ، و ظهر على من قاتله من العرب . و أبى قباذ أن يمد المنذر بجيش فلما رأى ذلك كتب إلى الحرث بن عمرو : إني في غير قومي و أنت أحق من ضمني و أنا متحول إليك فحوله و زوجه بنته هنداً . و قال غير هشام بن محمد : أن الحرث بن عمرو لما ولي على العرب بعد أبيه اشتدت وطأته و عظم بأسه و نازع ملوك الحيرة و عليهم يومئذ المنذر بن امرئ القيس و بين لهم إذ ولي كسرى قباذ بعد أبيه فيروز بن يزدجرد و كان زنديقاً على رأي ماني ، فدعا المنذر إلى رأيه فأبى عليه و أجابه الحرث بن عمرو فملكه على العرب و أنزله بالحيرة ، ثم هلك قباذ و ولي ابنه أنوشروان فرد ملك الحيرة إلى المنذر ، و صالحه الحرث على أن له ما وراء نهر السواد فاقتسما ملك العرب . و فرق الحرث ولده في معد فملك حجراً على بني أسد ، و شرحبيل على بني سعد و الرباب ، و سلمة على بكر و تغلب ، و معد يكرب على قيس و كنانة . و
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
يقال : بل كان سلمة على حنظلة و تغلب ، و شرحبيل على سعد و الرباب و بكر ، و كان قيس بن الحرث سيارة أي قوم نزل بهم فهو ملكهم . و في كتاب الأغاني إنه ملك ابنه شرحبيل على بكر بن وائل ، و حنظلة على بني أسد و طوائف من بني عمرو بن تميم و الرباب و غلفا و هو معد يكرب على قيس ، و سلمة بن الحرث على بني تغلب و النمر بن قاسط و النمر بن زيد مناة . أه كلام الأغاني . فأما شرحبيل : فإنه فسد ما بينه و بين أخيه سلمة و اقتتلوا بالكلاب ما بين البصرة و الكوفة ، على سبع من اليمامة و على تغلب السفاح و هو سلمة بن خالد بن كعب بن زهير بن تميم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب ، و سبق إلى الكلاب سفيان بن مجاشع بن دارم من أصحاب سلمة في تغلب مع إخوته لأمه . ثم ورد سلمة و أصحابه فاقتتلوا عامة يومهم ، و خذلت بنو حنظلة و عمرو بن تميم و الرباب بكر بن وائل ، و انصرف بنو سعد و أتباعها عن تغلب ، و صبر بنو بكر و تغلب ليس معهم غيرهم إلى الليل ، و نادى منادي سلمة في ذلك اليوم من يقتل شرحبيل و لقاتله مائة من الإبل ، فقتل شرحبيل في ذلك اليوم قتله عصيم بن النعمان بن مالك بن غياث بن سعد بن زهير بن بكر بن حبيب التغلبي . و بلغ الخبر إلى أخيه معد يكرب فاشتد جزعه و حزنه على أخيه وزاد ذلك حتى اعتراه منه وسواس هلك به ، و كان معتزلاً عن الحرث و منع بنو سعد بن زيد مناة عيال شرحبيل و بعثوا بهم إلى قومهم ، فعل ذلك عوف بن شحنة بن الحرث بن عطارد بن عوف بن معد بن كعب . و أما سلمة ، فإنه فلج فمات .
و أما حجر بن الحرث : فلم يزل أميراً على بني أسد إلى أن بعث رسله في بعض الأيام لطلب الأتاوة من بني أسد فمنعوها و ضربوا الرسل ، و كان حجر بتهامة فبلغه الخبر ، فسار إليهم في ربيعة و قيس و كنانة فاستباحهم و قتل أشرافهم و سرواتهم و حبس عبيد ابن الأبرص في جمع منهم فاستعطفه بشعر بعث به إليه فسرحه و أصحابه و أوفدهم ، فلما بلغوا إليه هجموا عليه ببيته فقتلوه و تولى قتله علباء بن الحرث الكاهلي كان حجر قتل أباه ، و بلغ الخبر امرئ القيس فحلف أن لا يقرب لذة حتى يدرك بثأره من بني أسد ، و سار صريخاً إلى بني بكر و تغلب فنصروه و أقبل بهم فأجفل بنو أسد ، و سار إلى المنذر بن امرئ القيس ملك الحيرة و أوقع امرؤ القيس في كنانة فأثخن فيهم ، ثم سار في اتباع بني أسد إلى أن أعيا و لم يظفر منهم بشيء و رجعت عنه بكر و تغلب ، فسار إلى مؤثر الخبر بن ذي جدن من ملوك حمير صريخاً بنصره بخمسمائة رجل من حمير و بجمع من العرب سواهم ، و جمع المنذر لامرئ القيس و من معه ، و أمده كسرى أنوشروان بجيش من الأساورة و التقوا فانهزم امرؤ القيس ، و فرت حمير و من كان معه و نجا بدمه و ما زال يتنقل في القبائل و المنذر في طلبه و سار إلى قيصر صريخاً فأمده ، ثم سعى به الطماح عند قيصر أنه يشبب ببنته ، فبعث إليه بحلة مسمومة كان فيها هلاكه و دفن بأنقرة .
و أما حجر بن الحرث : فلم يزل أميراً على بني أسد إلى أن بعث رسله في بعض الأيام لطلب الأتاوة من بني أسد فمنعوها و ضربوا الرسل ، و كان حجر بتهامة فبلغه الخبر ، فسار إليهم في ربيعة و قيس و كنانة فاستباحهم و قتل أشرافهم و سرواتهم و حبس عبيد ابن الأبرص في جمع منهم فاستعطفه بشعر بعث به إليه فسرحه و أصحابه و أوفدهم ، فلما بلغوا إليه هجموا عليه ببيته فقتلوه و تولى قتله علباء بن الحرث الكاهلي كان حجر قتل أباه ، و بلغ الخبر امرئ القيس فحلف أن لا يقرب لذة حتى يدرك بثأره من بني أسد ، و سار صريخاً إلى بني بكر و تغلب فنصروه و أقبل بهم فأجفل بنو أسد ، و سار إلى المنذر بن امرئ القيس ملك الحيرة و أوقع امرؤ القيس في كنانة فأثخن فيهم ، ثم سار في اتباع بني أسد إلى أن أعيا و لم يظفر منهم بشيء و رجعت عنه بكر و تغلب ، فسار إلى مؤثر الخبر بن ذي جدن من ملوك حمير صريخاً بنصره بخمسمائة رجل من حمير و بجمع من العرب سواهم ، و جمع المنذر لامرئ القيس و من معه ، و أمده كسرى أنوشروان بجيش من الأساورة و التقوا فانهزم امرؤ القيس ، و فرت حمير و من كان معه و نجا بدمه و ما زال يتنقل في القبائل و المنذر في طلبه و سار إلى قيصر صريخاً فأمده ، ثم سعى به الطماح عند قيصر أنه يشبب ببنته ، فبعث إليه بحلة مسمومة كان فيها هلاكه و دفن بأنقرة .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
قال الجرجاني و لا يعلم لكندة بعد هؤلاء ملوك اجتمع لهم أمرها و أطيع فيها سوى أنهم قد كان لهم رياسة و نباهة و فيهم سؤدد حتى كانت العرب تسميهم كندة الملوك ، و كانت الرياسة يوم جبلة على العساكر لهم ، فكان حسان بن عمرو بن الجور على تميم و معاوية بن شرحبيل بن حصن على بني عامر و الجور هو معاوية بن حجر آكل المرار اخو الملك المقصور عمرو بن حجر . و الله وارث الأرض و من عليها .
و في كتاب الأغاني : أن امرئ القيس لما سار إلى الشام نزل على السموأل بن عادياً بالأبلق بعد إيقاعه ببني كنانة على أنهم بنو أسد و تفرق عنه أصحابه كراهيةً لفعله ، و احتاج إلى الهرب فطلبه المنذر بن ماء السماء و بعث في طلبه جموعاً من إياد و بهرا و تنوخ و جيوشاً من الأساورة أمده بهم أنوشروان ، و خذلته حمير و تفرقوا عنه فالتجأ إلى السموأل و معه أدراع خمسة مسماة كانت لبني آكل المرار يتوارثونها ، و معه بنته هند و ابن عمه يزيد بن الحرث بن معاوية بن الحرث و مال و سلاح كان بقي معه و الربيع بن ضبع بن نزارة ، و أشار عليه الربيع بمدح السموأل فمدحه و نزل به ، فضرب لابنته قبة و أنزل القوم في مجلس له براح ، فمكثوا ما شاء الله . و سأله امرؤ القيس أن يكتب له إن الحرث بن أبي شمر يوصله إلى قيصر ففعل و استصحب رجلاً يدله على الطريق و أودع ابنته و ماله و أدراعه السموأل ، و خلف ابن عمه يزيد بن الحرث مع ابنته هند و نزل الحرث بن ظالم غازياً على الأبلق ، و يقال الحرث بن أبي شمر و يقال ابن المنذر ، و بعث الحرث بن ظالم ابنه يتصيد و يهدده بقتله فأبى من إخفار ذمته و قتل ابنه فضرب به المثل في الوفاء بذلك .
و أما نسب السموأل فقال ابن خليفة عن محمد بن سالم البيكندي عن الطوسي عن ابن حبيب : إنه السموأل بن عريض بن عاديا بن حيا ، و يقال إن الناس يدرجون عريضاً في النسب و نسبه عمرو بن شبة و لم يذكر عريضاً ، و قال عبد الله بن سعد عن دارم بن عقال : من ولد السموأل بن عادياً بن رفاعة بن ثعلبة بن كعب بن عمرو ابن عامر مزيقيا و هذا عندي مجال لأن الأعشى أدرك سريج بن السموأل و أدرك الإسلام ، و عمرو مزيقيا قديم لا يجوز أن يكون بينه و بين السموأل ثلاثة آباء و لا عشرة ، وقد قيل إن أمه من غسان و كلهم قالوا هو صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيما المشهور بالزباء ، و قيل من ولد الكوهن بن هارون ، و كان هذا الحصن لجده عادياً ، و احتفر فيه أروية عذبةً ، و تنزل به العرب فتصيبها و تمتار من حصنه و تقيم هنالك سوقاً أهـ كلام الأغاني . و قال ابن سعيد : كندة لقب لثور بن عفير بن الحرث بن مرة بن أدد بن يشجب بن عبيد الله بن زيد بن كهلان ، و بلادهم في شرقي اليمن ، و مدينة ملكهم دمون ، و توالى الملك منهم في بني معاوية بن عنزة ، و كان التبابعة يصاهرونهم و يولونهم على بني معد ابن عدنان بالحجاز ، فأول من ولي منهم حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية الأكبر و ولاه تبع بن
و في كتاب الأغاني : أن امرئ القيس لما سار إلى الشام نزل على السموأل بن عادياً بالأبلق بعد إيقاعه ببني كنانة على أنهم بنو أسد و تفرق عنه أصحابه كراهيةً لفعله ، و احتاج إلى الهرب فطلبه المنذر بن ماء السماء و بعث في طلبه جموعاً من إياد و بهرا و تنوخ و جيوشاً من الأساورة أمده بهم أنوشروان ، و خذلته حمير و تفرقوا عنه فالتجأ إلى السموأل و معه أدراع خمسة مسماة كانت لبني آكل المرار يتوارثونها ، و معه بنته هند و ابن عمه يزيد بن الحرث بن معاوية بن الحرث و مال و سلاح كان بقي معه و الربيع بن ضبع بن نزارة ، و أشار عليه الربيع بمدح السموأل فمدحه و نزل به ، فضرب لابنته قبة و أنزل القوم في مجلس له براح ، فمكثوا ما شاء الله . و سأله امرؤ القيس أن يكتب له إن الحرث بن أبي شمر يوصله إلى قيصر ففعل و استصحب رجلاً يدله على الطريق و أودع ابنته و ماله و أدراعه السموأل ، و خلف ابن عمه يزيد بن الحرث مع ابنته هند و نزل الحرث بن ظالم غازياً على الأبلق ، و يقال الحرث بن أبي شمر و يقال ابن المنذر ، و بعث الحرث بن ظالم ابنه يتصيد و يهدده بقتله فأبى من إخفار ذمته و قتل ابنه فضرب به المثل في الوفاء بذلك .
و أما نسب السموأل فقال ابن خليفة عن محمد بن سالم البيكندي عن الطوسي عن ابن حبيب : إنه السموأل بن عريض بن عاديا بن حيا ، و يقال إن الناس يدرجون عريضاً في النسب و نسبه عمرو بن شبة و لم يذكر عريضاً ، و قال عبد الله بن سعد عن دارم بن عقال : من ولد السموأل بن عادياً بن رفاعة بن ثعلبة بن كعب بن عمرو ابن عامر مزيقيا و هذا عندي مجال لأن الأعشى أدرك سريج بن السموأل و أدرك الإسلام ، و عمرو مزيقيا قديم لا يجوز أن يكون بينه و بين السموأل ثلاثة آباء و لا عشرة ، وقد قيل إن أمه من غسان و كلهم قالوا هو صاحب الحصن المعروف بالأبلق بتيما المشهور بالزباء ، و قيل من ولد الكوهن بن هارون ، و كان هذا الحصن لجده عادياً ، و احتفر فيه أروية عذبةً ، و تنزل به العرب فتصيبها و تمتار من حصنه و تقيم هنالك سوقاً أهـ كلام الأغاني . و قال ابن سعيد : كندة لقب لثور بن عفير بن الحرث بن مرة بن أدد بن يشجب بن عبيد الله بن زيد بن كهلان ، و بلادهم في شرقي اليمن ، و مدينة ملكهم دمون ، و توالى الملك منهم في بني معاوية بن عنزة ، و كان التبابعة يصاهرونهم و يولونهم على بني معد ابن عدنان بالحجاز ، فأول من ولي منهم حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية الأكبر و ولاه تبع بن
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
كرب الذي كسا الكعبة ، و ولي بعده ابنه عمرو بن حجر ، ثم ابنه الحرث المقصور و هو الذي أبى أن يتزنذق مع قباذ ملك الفرس فقتل في بني كلب و نهب ماله ، و كان قد ولى أولاده على بني معد فقتل أكثرهم ، و كان على بني أسد منهم حجر بن الحرث فجار عليهم فقتلوه ، و تجرد للطلب بثأره ابنه امرؤ القيس ، و سار إلى قيصر فأغراه به الطماح الأسدي . و قال : إنه يتغزل ببنات فألبسه حلة مسموح تقطع بها .
و قال صاحب التواريخ ، إن الملك انتقل بعدهم إلى بني جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين ، و اشتهر منهم قيس بن معد يكرب بن جبلة و منه الأعشى و ابنته العمردة من مردة الإنس و لها في قتال المسلمين أخبار في الردة ، و أسلم أخوها الأشعث ثم ارتد بعد الوفاة و اعتصم بالحبر ، ففتحه جيش أبي بكر رضي الله عنه و جيء به إليه أسيراً فمن عليه و زوجه أخته و خرج من نسله بنو الأشعث المذكورون في الدولة الأموية .
و من بطون كندة السكون و السكاسك ، و للسكاسك مجالات شرقي اليمن متميزة و هم معروفون بالسحر و الكهانة ، و منهم تجيب بطن كبير كان منهم بالأندلس بنو صمادح و بنو ذي النون و بنو الأفطس من ملوك الطوائف . و الله تعالى وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين لا رب غيره .
الخبر عن أبناء جفنة ملوك غسان بالشام من هذه الطبقة و أوليتهم و دولهم و كيف انساق الملك إليهم ممن قبلهمأول ملك كان للعرب بالشام فيما علمناه للعمالقة ، ثم لبني إرم بن سام و يعرفون بالأرمانيين . وقد ذكرنا خلاف الناس في العمالقة الذين كانوا بالشام هل هم من ولد عمليق بن لاوذ بن سام أو من ولد عماليق بن أليفاز بن عيصو ، و أن المشهور و المتعارف أنهم من عمليق بن لاوذ . و كان بنو إرم يومئذ بادية في نواحي الشام و العراق ، وقد ذكروا في التوارة ، و كان لهم مع ملوك الطوائف حروب كما تقدمت الإشارة إلى ذلك كله من قبل ، و كان آخر هؤلاء العمالقة ملك السميدع بن هوثر و هو الذي قتله يوشع بن نون حين تغلب بنو إسرائيل على الشام ، و بقي في عقبه ملك في بني الظرب بن حسان من بني عاملة العماليق ، و كان آخرهم ملكاً الزبا بنت عمرو بن السميدع . و كانت قضاعة مجاورين لهم في ديارهم بالجزيرة و غلبوا العمالقة لما فشل ريحهم . فلما هلكت الزبا و انقرض أمر بني الظرب بن حسان ، ملك أمر العرب تنوخ من بطون قضاعة ، و هم تنوخ بن مالك بن فهم بن تيم الله بن الأسود بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وقد تقدم ذكر نزولهم بالحيرة و الأنبار و مجاورتهم للأرمانيين . فملك من تنوخ ثلاثة ملوك فيما ذكر المسعودي : النعمان بن عمرو ، ثم ابنه عمرو بن النعمان ، ثم أخوه الحوار بن عمرو ، و كانوا مملكين
و قال صاحب التواريخ ، إن الملك انتقل بعدهم إلى بني جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين ، و اشتهر منهم قيس بن معد يكرب بن جبلة و منه الأعشى و ابنته العمردة من مردة الإنس و لها في قتال المسلمين أخبار في الردة ، و أسلم أخوها الأشعث ثم ارتد بعد الوفاة و اعتصم بالحبر ، ففتحه جيش أبي بكر رضي الله عنه و جيء به إليه أسيراً فمن عليه و زوجه أخته و خرج من نسله بنو الأشعث المذكورون في الدولة الأموية .
و من بطون كندة السكون و السكاسك ، و للسكاسك مجالات شرقي اليمن متميزة و هم معروفون بالسحر و الكهانة ، و منهم تجيب بطن كبير كان منهم بالأندلس بنو صمادح و بنو ذي النون و بنو الأفطس من ملوك الطوائف . و الله تعالى وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين لا رب غيره .
الخبر عن أبناء جفنة ملوك غسان بالشام من هذه الطبقة و أوليتهم و دولهم و كيف انساق الملك إليهم ممن قبلهمأول ملك كان للعرب بالشام فيما علمناه للعمالقة ، ثم لبني إرم بن سام و يعرفون بالأرمانيين . وقد ذكرنا خلاف الناس في العمالقة الذين كانوا بالشام هل هم من ولد عمليق بن لاوذ بن سام أو من ولد عماليق بن أليفاز بن عيصو ، و أن المشهور و المتعارف أنهم من عمليق بن لاوذ . و كان بنو إرم يومئذ بادية في نواحي الشام و العراق ، وقد ذكروا في التوارة ، و كان لهم مع ملوك الطوائف حروب كما تقدمت الإشارة إلى ذلك كله من قبل ، و كان آخر هؤلاء العمالقة ملك السميدع بن هوثر و هو الذي قتله يوشع بن نون حين تغلب بنو إسرائيل على الشام ، و بقي في عقبه ملك في بني الظرب بن حسان من بني عاملة العماليق ، و كان آخرهم ملكاً الزبا بنت عمرو بن السميدع . و كانت قضاعة مجاورين لهم في ديارهم بالجزيرة و غلبوا العمالقة لما فشل ريحهم . فلما هلكت الزبا و انقرض أمر بني الظرب بن حسان ، ملك أمر العرب تنوخ من بطون قضاعة ، و هم تنوخ بن مالك بن فهم بن تيم الله بن الأسود بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وقد تقدم ذكر نزولهم بالحيرة و الأنبار و مجاورتهم للأرمانيين . فملك من تنوخ ثلاثة ملوك فيما ذكر المسعودي : النعمان بن عمرو ، ثم ابنه عمرو بن النعمان ، ثم أخوه الحوار بن عمرو ، و كانوا مملكين
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان-
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - والله الموفق
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان-
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى- والله المستعان
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - والله الموفق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى