احمد اسماعيل يكتب فى جريدة الوسط :حلم مواطن

ثناء سيرى فى الطريق العام شاهدت بنفسى مصرنا الغالية و هى تتحرر من الفساد الذى كان ينهش فى جسدها ، و المثل العليا و المبادىء اصبحت هى السمة الغالبة عند ابناء ذلك الوطن ، و المرتشين الفاسدين يسقطون واحدا تلو الاخر و تأكدت ان مصر اصبحت من اغنى الدول و اكثرها تقدما فى شتى المجالات و الشريف و الاصلح هو من يعتلى اعلى المناصب و الفاسد فى مكانه خلف الاسوار . و شاهدت زيادة غير عادية فى دخول الموظفين و زاد بدل تفرغ محامين الادارات القانونية و تم تطبيق كادر المعلمين على جميع العاملين بوزراة التربية و التعليم و اقل راتب لاصغر عامل هو 3000 جنيه و استقرت اسعار السلع و اصبحت فى متناول الجميع و الفقراء يأكلون اللحوم بشراهة لدرجة اصابتهم بمرض النقرس . و لم اشاهد اى اضرابات او اعتصامات او وقفات احتجاجية ثم دخلت احدى المصالح الحكومية لاستخراج بعض المستندات الخاصة بى فشاهدت جميع العاملين يعملون باجتهاد و ذمة و ضمير و يجلسون امام اجهزة الحاسب الالى فى المكاتب المكيفة – طبعا عصر السرعة و التكنولوجيا و الراحة - و فوجئت بالموظف يستقبلنى بابتسامة عريضة و انصرفت بعد اقل من عشرة دقائق – بعد انهيت مهمتى – وودعنى الموظف بابتسامة عريضة مرة اخرى و هو يدعو لى بدوام الصحة و العافية و لم ادفع مليما واحد رشوة اسف اقصد " اكرامية " و تيقنت اثناء سيرى فى الطريق العام من ان مصر تتمتع بالامن و الامان و رجال الامن منتشرين فى كل مكان ليوفروا لى و لباقى المواطنين كافة سبل الراحة و الامن و الامان . و رأيت بنفسى ابواب جميع المسؤلين مفتوحة على مصراعيها امام المواطنين الصغير قبل الكبير و لا يوجد مدير مكتب يمنعنى من الدخول اللهم الا اذا طلب منى الانتظار قليلا لحين خروج المواطن الغلبان الذى يقابل المسؤل و لم يدعى مدير المكتب ان المسؤل الكبير غير متواجد الان او فى اجتماع كالعادة طبعا. و توجهت الى نادى الزمالك لممارسة رياضتى المفضلة و هى لعبة التنس ففوجئت به اكثر الاندية استقرارا و انتهت البلطجة و تم اجراء الانتخابات و فاز الاصلح القادر على قيادة السفينة و لم يطعن احد على النتيجة حرصا على مستقبل ذلك النادى العريق و اخبرنى احد المهندسين من اصدقائى المقربين انه تم رفع الحراسة عن نقابة المهندسين و تم اجراء انتخابات نقابة المحامين و الخاسر هنأ الفائز و مد له يد العون لاستكمال المسيرة و شعرت ببعض الالام فتوجهت الى احد المستشفيات الحكومية ففوجئت بعها على اعلى مستوى من الرعاية الصحية و بأرخص الاسعار و الفقراء يعالجون على نفقة الدولة دون ان يستغيثوا بالصحف و السادة الوزارء و اعضاء مجلس الشعب ليحصلوا على حقهم و بعدها خرجت و توجهت الى السوق لشراء بعض احتياجاتى فوجدت التجار الجشعين محتكرى السلع معلقين على باب السوق يعذبون مثلما كانول يعذبون المواطنين بنار الاسعار و اثناء تجولى سمعت انه تم اعتقال جميع تجار المخدرات الذين يدمرون شباب ذلك الوطن بسمومهم و تم القبض على اصحاب النفوذ من الفاسدين و عند توجهى الى المنزل شاهدت و سمعت فى تليفزيون احد المقاهى بيان من وزارة الصحة انه تم القضاء على مرض الفلونزا الطيور و الخنازير و البلهارسيا و امراض الكبد و غيرها من امراض و بعد كل ما شاهدت بعينى و تأكدت منه اخذت اصب لعناتى على جميع الصحف التى تدعى كذبا و ظلما على ذلك الوطن و تقذفه بما ليس فيه و تسىء لسمعت و فجأة اسيقذظت من نومى على صوت اذان الفجر لاتوضأ و اصلى و استعيذ بلله طبعا كان حلم ..................
أحمد اسماعيل احمد محمد محامى بالاستئناف العالى و مجلس الدولة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]