احمد اسماعيل يكتب : النقاب و ثقافة الاختلاف

لقد طغى جدلاً كبيراً فى الشارع المصرى بسبب منع الطالبات المنتقبات من دخول المؤسسات التعليمية و السيدات العاملات من الدخول لمقر عملهن.
فبعيداً عن الدخول فى جدل فقهى عما إذا كان النقاب عادة أم عبادة – أنا لست مؤهلاً له – فالكتابة فى مثل هذه الموضوعات يكون أمر شديد الحساسية و الصعوبة لذلك لن أبدى رأى فى أمر إحتلف فيه الأئمة و الفقهاء .
و لكنى أتساءل و معى الملايين من الشارع المصرى ما سبب صدور مثل هذه القرارات فى ذلك الوقت ، فلقد تعودنا منذ زمن طويل أن تمارس السيدات المنتقبات حياتهن بحرية دون أى ضغوط أو مضايقات او معوقات ، و دعونا نتفق على أن النقاب حرية شخصية للمرأة و زيادة فى الاحتشام فإن إختارته فأجرها عند الله و إن تركته فلا عقاب عليها .
فلماذا نمنع من تريد زيادة فى الاحتشام و نترك الحبل لغير المحتشمات العاريات و الذى اصبح رؤيتهن فى الشارع أمر طبيعى و لكنه مستفز فى ذات الوقت ، فأين المساواة التى ينص عليها الدستور و تنادى بها المنظمات المدنية
و يتعلل البعض و يبرر قرار منع النقاب داخل مؤسسات الدولة بأنه قد يكون ذريعة أو ستاراً لارتكاب بعض الجرائم ، و سؤالى لماذا لا ننظر للأمر من منظور اخر أن عدم الاحتشام ايضاً يعد من الاسباب الجوهرية المؤدية لارتكاب العديد من الجرائم مثل الاغتصاب و التحرش الذى اصبح عادة عند بعض اصحاب النفوس الضعيفة .
و للأسف فإن الصدامات التى حدثت بين المنتقبات و المسؤلين بالدولة كانت نتيجة لغياب الفكر و الحوار و تعاملت الدولة مع المنقبات بطريقة الصدمة العصبية دون ان تدعوهن للحوار و توضيح المعنى الحقيقى للنقاب
و أكثر ما أفزعنى هو وصف احدى الكاتبات الشهيرات فى احدى البرامج أن النقاب زى حقير بل جعلت من التى تلبس ملابس قصيرة أعلى درجة من المرأة المنقبة بحجة أن الاولى تكون مكشوفة وواضحة للجميع !!! و اذا طبقنا وجهة نظر هذه الكاتبة فلنسير كلنا عرايا حتى نتمتع بالوضوح و الشفافية التى تطالب بهما !! ، و نحن هنا لسنا فى مجال محاسبة هذه الكاتبة على ألفاظها و لكنى ألوم عليها و هى التى تنادى بالحرية الشخصية – حجرها على رأى و فكر المرأة المنقبة و تغاضت عمداً ما صرح به الاستاذ الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الازهر أن النقاب ليس حراماً أو مكروهاً و لكنه مباح وفق ما أقرته الشريعة و المذاهب الفقهية .
و لقد إتخذ بعض نواب جماعة الاخوان المسلمين قرار منع النقاب فى المؤسسات التعليمية ذريعة للدخول مع الحكومة فى صدامات و تحريض المنتقيات على الدخول فى اعتصامات و هو ما قمن به بالفعل فلغة الاعتصامات اصبحت هى وسيلة التفاهم الوحيدة فى ظل غياب ثقافة الحوار و الاختلاف .
و لا أعلم لماذا أشعر أن ازمة النقاب جاءت لتغطى على موضوعات أكبر و أهم و تبعدنا عمداً عن قضايانا القومية
و حتى لا أطيل فإن الحل الوحيد لحل هذه الازمة هو عقد ندوات و محاضرات تجمع رجال الدين و الفتيات لشرح المعنى الحقيقى للنقاب على أن يتمتع الجميع بثقافة الاختلاف و الحوار – و هى لغة الدول المتحضرة – و ذلك حتى نصل لحل لهذه الازمة التى لا داعى لها بعيدا عن الاضرابات و الاعتصامات و سياسة الشد و الجذب السائدة هذه الايام .
أحمد أسماعيل أحمد محمد
المحامى بالاستئناف العالى و مجلس الدولة
الاسماعيلية

فعلا احنا فى مجتمع اصبحت فيه الحرية لمن لايستحقها او يطبقها بطريقة صحيحة
فحريتك تنتهى عند حرية الاخرين بمعنى ان تفعل ما تشاء دون ان تتعدى على حرية الاخرين او تفسد عليهم حريتهم

الف شكر لمتابعتك يا برنس هو ده البرنس دائما

أعجبنى وأثلج صدرى خبر فى وسائل الأعلام أن ثرى مسلم فرنسى تعهد بدفع جميع الغرامات التى توقع على المنقبات فى فرنسا ..أما أثرياء العرب يتعهدون بالدفع لكاكا وميسى ورونالدو وحتى الأنديه التى يلعب فيها لعبين يهود ..أما أثارة هذا النوع من القضايا الصغيره..ببساطه لأنهم ليس عندهم حل للقضايه الكبيره والمصيريه....