كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
2 مشترك
صفحة 12 من اصل 13
صفحة 12 من اصل 13 • 1, 2, 3 ... , 11, 12, 13
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
غراب البين
وكلّ غراب فقد يقال له غراب البين إذا أرادوا به الشؤم، أمّا غراب البين نفسه، فإنَّه غرابٌ صغير، وإنِّما قيل لكلِّ غراب غراب البين، لسقوطها في مواضعِ منازلهم إذا بانوا عنها، قال أبو خولة الرِّياحيّ:
ولا دَنس يسودُّ منه ثيابُـهـا فليس بيربوعٍ إلى العقْل فاقَةٌ
لهم هذه أم كيف بعدُ خِطابها فكيف بنوكي مالك إن كفرتم
ولا ناعبٍ إلاّ ببينِ غرابهـا مَشَائم ليسُوا مُصلحين عشيرةً
وكلّ غراب فقد يقال له غراب البين إذا أرادوا به الشؤم، أمّا غراب البين نفسه، فإنَّه غرابٌ صغير، وإنِّما قيل لكلِّ غراب غراب البين، لسقوطها في مواضعِ منازلهم إذا بانوا عنها، قال أبو خولة الرِّياحيّ:
ولا دَنس يسودُّ منه ثيابُـهـا فليس بيربوعٍ إلى العقْل فاقَةٌ
لهم هذه أم كيف بعدُ خِطابها فكيف بنوكي مالك إن كفرتم
ولا ناعبٍ إلاّ ببينِ غرابهـا مَشَائم ليسُوا مُصلحين عشيرةً
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
الوليد بن عقبة وعبد اللّه بن الزبير
ومن الدَّليل على أنّ الغرابَ من شرارِ الطَّير، ما رواه أبو الحسن قال: كان ابنُ الزبير يقعد مع معاوية على سريره، فلا يقدر معاوية أن يمتنع منه، فقال ذات يومٍ: أما أحدٌ يكفيني ابن الزبير? فقال الوليد بن عقبة: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين،فسبق فقعد في مقعده على السرير، وجاء ابن الزبير فقعد دون السرير، ثمَّ أنشد ابن الزبير:
وَقَدْ كان ذَكْوانٌ تكنّى أبا عمرِو تسمّى أباناً بعد ما كان نافـعـاً
فانحدرَ الوليدُ حتى صار معه، ثم قال:
صفِيَّةُ ما عُدِدْتم في النَّـفـيرِ ولولا حُرَّة مهَدَتْ عـلـيْكـمْ
ولا جلس الزبير على السرير ولا عُرفَ الزبـيرُ ولا أبـوه
فكنتم شرَّ طيرٍ في الطيور وددْنا أنَّ أمّـكـم غـراب
ومن الدَّليل على أنّ الغرابَ من شرارِ الطَّير، ما رواه أبو الحسن قال: كان ابنُ الزبير يقعد مع معاوية على سريره، فلا يقدر معاوية أن يمتنع منه، فقال ذات يومٍ: أما أحدٌ يكفيني ابن الزبير? فقال الوليد بن عقبة: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين،فسبق فقعد في مقعده على السرير، وجاء ابن الزبير فقعد دون السرير، ثمَّ أنشد ابن الزبير:
وَقَدْ كان ذَكْوانٌ تكنّى أبا عمرِو تسمّى أباناً بعد ما كان نافـعـاً
فانحدرَ الوليدُ حتى صار معه، ثم قال:
صفِيَّةُ ما عُدِدْتم في النَّـفـيرِ ولولا حُرَّة مهَدَتْ عـلـيْكـمْ
ولا جلس الزبير على السرير ولا عُرفَ الزبـيرُ ولا أبـوه
فكنتم شرَّ طيرٍ في الطيور وددْنا أنَّ أمّـكـم غـراب
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
القواطع والأوابد
قال أبو زيد: إذا كان الشتاء قطعت إلينا الغربان، أي جاءت بلادنا، فهي قواطعُ إلينا، فإذا كان الصيف فهي رواجع، والطير التي تقيم بأرض شتاءها وصيفها أبداً فهي الأوابد، والأوابد أيضاً هي الدواهي، يقال جاءنا بآبدة، ومنها أوابد الوحْش، ومنها أوابد الأشعار، والأوابد أيضاً: الإبل إذا توحَّش منها شيءٌ فلم يُقدرَ عليه إلا بعقْر، وأنشد أبو زيد في الأوابد:
طامٍ فلمْ ألْقَ به فُرَّاطا ومَنْهل وَرَدْته التقاطـا
إلاَّ القطا أوابداً غطاطا
قال أبو زيد: إذا كان الشتاء قطعت إلينا الغربان، أي جاءت بلادنا، فهي قواطعُ إلينا، فإذا كان الصيف فهي رواجع، والطير التي تقيم بأرض شتاءها وصيفها أبداً فهي الأوابد، والأوابد أيضاً هي الدواهي، يقال جاءنا بآبدة، ومنها أوابد الوحْش، ومنها أوابد الأشعار، والأوابد أيضاً: الإبل إذا توحَّش منها شيءٌ فلم يُقدرَ عليه إلا بعقْر، وأنشد أبو زيد في الأوابد:
طامٍ فلمْ ألْقَ به فُرَّاطا ومَنْهل وَرَدْته التقاطـا
إلاَّ القطا أوابداً غطاطا
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
صوت الغراب
ويقال نغق الغراب ينغِق نغيقاً، بغين معجمة، ونعت ينعب نعيباً بعين غير معجمة، فإذا مرّت عليه السِّنون الكثيرة وغلظ صوته قيل شحَج يشحج شحيجاً، وقال ذو الرُّمَّة:
مثاكيلُ من صُيّابةِ النُّوب نُوَّح ومُسْتَشْحجاتٍ بالفراقِ كأنّهـا
والنُّوبة توصف بالجزع.
أثر البادية في رجال الروم والسند وأصحاب الإبل يرغبون في اتخاذ النوبة والبربر والرُّوم للإبل، يرون أنهم يصلحون على معايشها، وتصلح على قيامهم عليها.
ومن العجب أنَّ رجال الرُّوم تصلح في البدو مع الإبل، ودخول الإبل بلاد الروم هو هلاكها، فأمّا السند؛ فإنَّ السِّنديَّ صاحب الخرْبة إذا صار إلى البدو، وهو طفل، خرج أفصحَ من أبي مَهْديّة، ومن أبي مطرف الغنويّ، ولهم طبيعة في الصَّرْفِ، لا ترى بالبصرة صيْرَفِيّاً إلا وصاحب كيسه سِنْديٌّ.
نبوغ أهل السند واشترى محمّد بن السّكن، أبا رَوْح فرَجاً السِّندي، فكسب له المال العظيم، فقلَّ صيدلانيٌّ عندنا إلاّ وله غلامُ سنديٌّ، فبلغوا أيضاً في البَرْبهار والمعرفة بالعقاقير، وفي صحّة المعاملة، واجتلاب الحُرفاء مبلغاً حسناً.
وللسِّندِ في الطبخ طبيعة، ما أكثر ما ينجبون فيه.
ويقال نغق الغراب ينغِق نغيقاً، بغين معجمة، ونعت ينعب نعيباً بعين غير معجمة، فإذا مرّت عليه السِّنون الكثيرة وغلظ صوته قيل شحَج يشحج شحيجاً، وقال ذو الرُّمَّة:
مثاكيلُ من صُيّابةِ النُّوب نُوَّح ومُسْتَشْحجاتٍ بالفراقِ كأنّهـا
والنُّوبة توصف بالجزع.
أثر البادية في رجال الروم والسند وأصحاب الإبل يرغبون في اتخاذ النوبة والبربر والرُّوم للإبل، يرون أنهم يصلحون على معايشها، وتصلح على قيامهم عليها.
ومن العجب أنَّ رجال الرُّوم تصلح في البدو مع الإبل، ودخول الإبل بلاد الروم هو هلاكها، فأمّا السند؛ فإنَّ السِّنديَّ صاحب الخرْبة إذا صار إلى البدو، وهو طفل، خرج أفصحَ من أبي مَهْديّة، ومن أبي مطرف الغنويّ، ولهم طبيعة في الصَّرْفِ، لا ترى بالبصرة صيْرَفِيّاً إلا وصاحب كيسه سِنْديٌّ.
نبوغ أهل السند واشترى محمّد بن السّكن، أبا رَوْح فرَجاً السِّندي، فكسب له المال العظيم، فقلَّ صيدلانيٌّ عندنا إلاّ وله غلامُ سنديٌّ، فبلغوا أيضاً في البَرْبهار والمعرفة بالعقاقير، وفي صحّة المعاملة، واجتلاب الحُرفاء مبلغاً حسناً.
وللسِّندِ في الطبخ طبيعة، ما أكثر ما ينجبون فيه.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
وقد كان يحيى بن خالد أراد أن يحوِّل إجراء الخيل عن صبيان الحبشان والنُّوبة، إلى صبيان السند، فلم يفلحوا فيه، وأراد تحويل رجال السّند إلى موضع الفرَّاشين من الرُّوم،فلم يفلحوا فيه، وفي السِّند حلوق جياد، وكذلك بنات السنِّد.
استطراد لغوي والغراب يسمّى أيضاً حاتماً، وقال عوف بن الخرِع:
مَثَبَّجةً لاقت من الطَّيرِ حاتما ولكنّما أهْجُو صفيّ بن ثابت
وقال المرقِّش، من بني سدُوس:
أغدُو على واق وحاتم ولقد غَدوتُ وكنتُ لا
مِنِ والأيامِنُ كالأشائِمْ فإذا الأشـائمُ كـالأيا
شرٌّ على أحدٍ بـدائِمْ وكـذاك لا خـيرٌ ولا
وأنشد لخُثيم بن عَديٍّ:
يقولُ عدانيِ اليوم واق وحاتـمُ وليس بهيّابٍ إذا شـدّ رحْـلـه
إذا صَدَّ عنْ تلك الهناتِ الخُثارِمُ ولكنّه يمضي على ذاك مُقدمـاً
والخثارم: هو المتطيِّر من الرِّجال، وأما قوله: واق وحاتمُ فحاتم هو الغراب، والواقي هو الصَّرد، كأَنَّه يرى أنّ الزَّجْر بالغراب إذا اشتقَّ من اسمه الغَرْبة، والاغتراب، والغريب، فإنَّ ذلك حتم، ويشتق من الصُّرَد التصريد، والصَّرَد وهو البرد، ويدلك على ذلك قوله:
استطراد لغوي والغراب يسمّى أيضاً حاتماً، وقال عوف بن الخرِع:
مَثَبَّجةً لاقت من الطَّيرِ حاتما ولكنّما أهْجُو صفيّ بن ثابت
وقال المرقِّش، من بني سدُوس:
أغدُو على واق وحاتم ولقد غَدوتُ وكنتُ لا
مِنِ والأيامِنُ كالأشائِمْ فإذا الأشـائمُ كـالأيا
شرٌّ على أحدٍ بـدائِمْ وكـذاك لا خـيرٌ ولا
وأنشد لخُثيم بن عَديٍّ:
يقولُ عدانيِ اليوم واق وحاتـمُ وليس بهيّابٍ إذا شـدّ رحْـلـه
إذا صَدَّ عنْ تلك الهناتِ الخُثارِمُ ولكنّه يمضي على ذاك مُقدمـاً
والخثارم: هو المتطيِّر من الرِّجال، وأما قوله: واق وحاتمُ فحاتم هو الغراب، والواقي هو الصَّرد، كأَنَّه يرى أنّ الزَّجْر بالغراب إذا اشتقَّ من اسمه الغَرْبة، والاغتراب، والغريب، فإنَّ ذلك حتم، ويشتق من الصُّرَد التصريد، والصَّرَد وهو البرد، ويدلك على ذلك قوله:
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
وصاح بذاتِ البيْنِ منها غرابُهـا دعا صَردٌ يوماً على غصْنِ شوْحَطٍ
فهذا لعمري نأيُها واغتِـرابُـهـا فقلتُ: أتصريدٌ وشحـطٌ وغـرْبة
فاشتقّ التَّصْريدَ من الصُّرَدِ، والْغُرْبةَ مِنَ الْغُرابِ، والشَّحْطَ من الشَّوْحطِ.
ويقال أُغرب الرّجُل: إذا اشتدَّ مرضه، فهو مُغْرَب.
قال: والعنقاء المغْرِب، العقاب، لأنها تجيء من مكان بعيد.
أصل التطير في اللغة قال: وأصل التطيُّر إنما كان من الطّير ومن جهة الطير، إذا مرَّ بارحاً أوْ سانحاً، أو رآه يتفلى وينتَتِف، حتى صاروا إذا عاينوا الأعورَ من النّاس أو البهائم، أو الأعضب أو الأبتر، زجروا عند ذلك وتطيَّروا عندها، كما تطيَّروا من الطير إذا رأوها على تلك الحال، فكان زجر الطّير هو الأصل، ومنه اشتقوا التطيّر، ثمَّ استعملوا ذلك في كلِّ شيء.
فهذا لعمري نأيُها واغتِـرابُـهـا فقلتُ: أتصريدٌ وشحـطٌ وغـرْبة
فاشتقّ التَّصْريدَ من الصُّرَدِ، والْغُرْبةَ مِنَ الْغُرابِ، والشَّحْطَ من الشَّوْحطِ.
ويقال أُغرب الرّجُل: إذا اشتدَّ مرضه، فهو مُغْرَب.
قال: والعنقاء المغْرِب، العقاب، لأنها تجيء من مكان بعيد.
أصل التطير في اللغة قال: وأصل التطيُّر إنما كان من الطّير ومن جهة الطير، إذا مرَّ بارحاً أوْ سانحاً، أو رآه يتفلى وينتَتِف، حتى صاروا إذا عاينوا الأعورَ من النّاس أو البهائم، أو الأعضب أو الأبتر، زجروا عند ذلك وتطيَّروا عندها، كما تطيَّروا من الطير إذا رأوها على تلك الحال، فكان زجر الطّير هو الأصل، ومنه اشتقوا التطيّر، ثمَّ استعملوا ذلك في كلِّ شيء.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
أسماء الغراب
والغراب لسواده إن كان أسود، ولاختلاف لونه إن كان أبقع، ولأنّه غريب يقطع إليهم، ولأنّه لا يوجد في موضع خيامهم يتقمَّم، إلاَّ عند مباينتهم لمساكنهم، ومزايلتهم لدورهم، ولأنّه ليس شيءٌ من الطير أشدَّ على ذوات الدَّبر من إبلهم من الغربان، ولأنه حديدُ البصر فقالوا عند خوفهم من عينه الأعور، كما قالوا: غراب لاغترابه وغربته وغراب البين، لأنَّه عند بينونتهم يوجد في دُورهم.
ويسمُّونه ابن داية، لأنّه ينقب عن الدَّبر حتَّى يبلغ إلى دايات العنق وما اتصل بها من خرزات الصُّلبِ، وفقار الظهر.
والغراب لسواده إن كان أسود، ولاختلاف لونه إن كان أبقع، ولأنّه غريب يقطع إليهم، ولأنّه لا يوجد في موضع خيامهم يتقمَّم، إلاَّ عند مباينتهم لمساكنهم، ومزايلتهم لدورهم، ولأنّه ليس شيءٌ من الطير أشدَّ على ذوات الدَّبر من إبلهم من الغربان، ولأنه حديدُ البصر فقالوا عند خوفهم من عينه الأعور، كما قالوا: غراب لاغترابه وغربته وغراب البين، لأنَّه عند بينونتهم يوجد في دُورهم.
ويسمُّونه ابن داية، لأنّه ينقب عن الدَّبر حتَّى يبلغ إلى دايات العنق وما اتصل بها من خرزات الصُّلبِ، وفقار الظهر.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
مراعاة التفاؤُل في التسمية
وللطَّيَرة سمَّت العرب المنهوش بالسَّليم، والبرّيّة بالمفازة، وكنوا الأعمى أبا بصير، والأسود أبا البيضاء، وسمّوا الغراب بحاتم، إذ كان يحتم الزّجر به على الأمور، فصار تطيُّرهم من القعيد والنَّطيح ومن جرد الجراد، ومن أن الجرادة ذاتُ ألوان، وجميعِ ذلك - دون التَّطيُّرِ بالغراب،
وللطَّيَرة سمَّت العرب المنهوش بالسَّليم، والبرّيّة بالمفازة، وكنوا الأعمى أبا بصير، والأسود أبا البيضاء، وسمّوا الغراب بحاتم، إذ كان يحتم الزّجر به على الأمور، فصار تطيُّرهم من القعيد والنَّطيح ومن جرد الجراد، ومن أن الجرادة ذاتُ ألوان، وجميعِ ذلك - دون التَّطيُّرِ بالغراب،
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
ضروب من الطِّيَرة
ولإيمان العرب بباب الطِّيرة والفأل عقَدُوا الرَّتائم، وعشَّروا إذا دخلوا القرى تعشير الحمار، واستعملوا في القداح الآمر، والناهي، والمتربِّص، وهنَّ غيرُ قداح الأيسار.
ولإيمان العرب بباب الطِّيرة والفأل عقَدُوا الرَّتائم، وعشَّروا إذا دخلوا القرى تعشير الحمار، واستعملوا في القداح الآمر، والناهي، والمتربِّص، وهنَّ غيرُ قداح الأيسار.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
قاعدة في الطيرة
ويَدُلُّ على أنهم يشتقُون من اسم الشيء الذي يعاينون ويسمعون، قولُ سَوّار ابن المضرّب:
على غصنين من غَرْبِ وبانِ تغنّى الطائران ببـينِ لـيلـى
وفي الغَرْب اغترابٌ غيرُ دانِ فكان البانُ أن بانتْ سُلـيمـى
فاشتقَّ كما ترى الاغتراب من الغَرْب، والبينُونة من البان.
وقال جران العود:
عُقابٌ وشَحَّاج من البين يَبْرحُ جرى يوم رُحْنا بالجمال نُزِفُّهـا
وأمّا الغُراب فالغريب المطوَّحُ فأمَّا العُقاب فهي منها عقـوبة
فلم يجد في العُقاب إلاّ العقوبة، وجعل الشَّحاجَ هو الغراب البارح وصاحب البين، واشتقَّ منه الغريب المطوّح.
ورأى السَّمهريُّ غراباً على بانةٍ ينتف ريشه، فلم يجد في البان إلاّ البينونة، ووجد في الغراب جميع معاني المكروه، فقال:
يُنتِّف أعلى ريشـهِ ويُطـايرُهْ رأيتُ غراباً واقعاً فـوق بـانةٍ
بنفسي للنهديِّ: هل أنت زاجرُه فقلت ولو أني أشاء زَجَـرتُـه
وبالبان بينٌ من حبيب تعاشـرُه فقال: غرابُ باغتراب من النَّوى
فذكر الغراب بأكثر ممَّا ذُكر به غيرُه، ثمَّ ذكر بعدُ شأنَ الريش وتطايره، وقال الأعشى:
مِنْ غرابِ البين أو تيسٍ بَرَحْ ما تَعِيف اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ
فجعل التَّيس من الطّير، إذ تقدم ذكر الطير، وجعله من الطير في معنى التطيُّر.
وقال النَّابغة:
وبذاك خبّرنا الغرابُ الأسْودُ زَعَمَ البوارِحُ أنَّ رِحْلتنا غَداً
وقال عنترة:
وجرى بِبَيْنِهِم الغُرابُ الأبقـعُ ظَعَنَ الذين فراقَهُـمْ أتـوقَّـعُ
جَلمانِ بالأخبارِ هَشٌّ مُـولَـعُ حَرِقُ الجناحِ كأنَّ لَحْيَي رأسِـه
أبداً ويُصْبِحَ خائفاً يتـفـجَّـعُ فزَجرتُـه ألاّ يُفـرِّخَ بـيضُـه
هم أسهرُوا ليلى التِّمامَ فأوْجَعُوا إنَّ الذين نَعَبَ لي بفـراقِـهـمْ
فقال: وجرى ببينهم الغراب لأنّه غريب، ولأنه غراب البين، ولأنّه أبقع، ثم قال:حَرِق الجناح تطيراً أيضاً من ذلك، ثمَّ جعل لَحَيَيْ رأسهِ جِلمَين، والجلَم يقطع، وجعله بالأخبار هشَّاً مُولعاً، وجعل نعيبه وشحيجه كالخبر المفهوم.
ويَدُلُّ على أنهم يشتقُون من اسم الشيء الذي يعاينون ويسمعون، قولُ سَوّار ابن المضرّب:
على غصنين من غَرْبِ وبانِ تغنّى الطائران ببـينِ لـيلـى
وفي الغَرْب اغترابٌ غيرُ دانِ فكان البانُ أن بانتْ سُلـيمـى
فاشتقَّ كما ترى الاغتراب من الغَرْب، والبينُونة من البان.
وقال جران العود:
عُقابٌ وشَحَّاج من البين يَبْرحُ جرى يوم رُحْنا بالجمال نُزِفُّهـا
وأمّا الغُراب فالغريب المطوَّحُ فأمَّا العُقاب فهي منها عقـوبة
فلم يجد في العُقاب إلاّ العقوبة، وجعل الشَّحاجَ هو الغراب البارح وصاحب البين، واشتقَّ منه الغريب المطوّح.
ورأى السَّمهريُّ غراباً على بانةٍ ينتف ريشه، فلم يجد في البان إلاّ البينونة، ووجد في الغراب جميع معاني المكروه، فقال:
يُنتِّف أعلى ريشـهِ ويُطـايرُهْ رأيتُ غراباً واقعاً فـوق بـانةٍ
بنفسي للنهديِّ: هل أنت زاجرُه فقلت ولو أني أشاء زَجَـرتُـه
وبالبان بينٌ من حبيب تعاشـرُه فقال: غرابُ باغتراب من النَّوى
فذكر الغراب بأكثر ممَّا ذُكر به غيرُه، ثمَّ ذكر بعدُ شأنَ الريش وتطايره، وقال الأعشى:
مِنْ غرابِ البين أو تيسٍ بَرَحْ ما تَعِيف اليومَ في الطيرِ الرَّوَحْ
فجعل التَّيس من الطّير، إذ تقدم ذكر الطير، وجعله من الطير في معنى التطيُّر.
وقال النَّابغة:
وبذاك خبّرنا الغرابُ الأسْودُ زَعَمَ البوارِحُ أنَّ رِحْلتنا غَداً
وقال عنترة:
وجرى بِبَيْنِهِم الغُرابُ الأبقـعُ ظَعَنَ الذين فراقَهُـمْ أتـوقَّـعُ
جَلمانِ بالأخبارِ هَشٌّ مُـولَـعُ حَرِقُ الجناحِ كأنَّ لَحْيَي رأسِـه
أبداً ويُصْبِحَ خائفاً يتـفـجَّـعُ فزَجرتُـه ألاّ يُفـرِّخَ بـيضُـه
هم أسهرُوا ليلى التِّمامَ فأوْجَعُوا إنَّ الذين نَعَبَ لي بفـراقِـهـمْ
فقال: وجرى ببينهم الغراب لأنّه غريب، ولأنه غراب البين، ولأنّه أبقع، ثم قال:حَرِق الجناح تطيراً أيضاً من ذلك، ثمَّ جعل لَحَيَيْ رأسهِ جِلمَين، والجلَم يقطع، وجعله بالأخبار هشَّاً مُولعاً، وجعل نعيبه وشحيجه كالخبر المفهوم.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
التشاؤُم بالغراب
قال: فالغراب أكثر من جميع ما يُتطيَّرُ به في باب الشؤم، ألا تراهم كلما ذكروا ممَّا يتطيرون منه شيئاً ذكروا الغراب معه.
وقد يذكرون الغراب ولا يذكرون غيره، ثم إذا ذكروا كلّ واحدٍ من هذا الباب لا يمكنهم أنْ يتطيروا منه إلاّ من وجهٍ واحد، والغراب كثير المعاني في هذا الباب، فهو المقدَّم في الشؤم، دفاع صاحب الغراب قال صاحبُ الغراب: الغرابُ وغير الغراب في ذلك سواءٌ، والأعرابيُّ إن شاء اشتقَّ من الكلمة، وتَوهَّمَ فيها الخيرَ، وإن شاء اشتقَّ منها الشرّ،وكلُّ كلمة تحتملُ وجوها.
ولذلك قال الشاعر:
ضُحَيّاً وقد أفْضى إلى اللَّبَبِ الحَبْلُ نظرتُ وأصحابي ببطن طـويلـع
يجاذبها الأفنان ذو جُـدد طـفـل إلى ظبيةٍ تعطو سيالاً تَـصـورُه
تجذَّذ من سلماك وانصرم الحبْـل فقلتُ وعِفت: الحبلُ حبلُ وصالهـا
تصورُ غُصُوناً صار جثمانها يعلو وقلت:سيال قَدْ تسلَّـت مـودَّتـي
فقلت لأصحابي: مضيُّكم جَـهـل وعفت الغريرَ الطِّفل طفلاً أتت به
كذلك كان الزَّجْرُ يَصْدُقني قبْـلُ رُجوعِيَ حَزْمٌ وامتـرائيَ ضِـلّةٌ
وقال ابن قيس الرُّقيَّات:
مرحباً بالذي يقول الغرابُ بَشَّر الظَّبيُ والغُرابُ بُسعْدى
وقال آخر:
سنيحٌ فقال القَوْم: مرَّ سـنـيحُ بَدا إذ قصَدْنا عَامِدينَ لأرضـنـا
فقلت لهم: جـار إلـيَّ ربـيحُ وهابَ رجالٌ أن يقولوا وجمْجموا
مضت نيَّةٌ لا تسْتطاعُ طـرُوحُ عقابٌ بإعقاب من الدار بَعْدَ مـا
وعاد لنا غض الشباب صـريحُ وقالوا: دمٌ دامت مودّة بـينـنـا
هدًى وبيانٌ في الطريق يلـوحُ وقال صحابي: هُدهُدٌ فوق بـانة
وطلحٌ فنيلت والمطيُّ طـلـيحُ وقالوا: حمامات فحُمَّ لقـاؤُهـا
قالوا: فهو إذا شاء جعل الحمام من الحِمام والحميم والحمى، وإن شاء قال: وقالوا حماماتٌ فحمَّ لقاؤها وإذا شاء اشتق البين من البان، وإذا شاءَ اشتقَّ منه البيان.
وقال آخر:
دنتْ بعد هَجْرٍ منـهـمُ ونـزوحُ وقالوا: عقابٌ قلتُ عُقْبى من الهوى
وعاد لنا حُلوُ الـشّـبـابِ رَبـيحُ وقالوا: حمامات فحُـمَّ لـقـاؤُهـا
فقلت: هُدًى نغـدو بـه ونَـرُوحُ وقالوا: تغنَّى هدهـدٌ فـوقَ بـانة
ولو شاء الأعرابيّ أن يقول إذا رأى سوادَ الغراب: سواد سودد، وسواد الإنسان: شخصه، وسواد العراق: سعف نخله، والأسودان: الماء والتمر، وأشباه ذلك - لقاله.
قال: وهؤلاء بأعيانهم الذين يصرِّفون الزَّجر كيف شاؤوا، وإذا لم يجدوا من وقوع شيءٍ بعد الزَّجر بُدّاً - هم الذين إذا بدا لهم في ذلك بداء أنكروا الطِّيَرةَ والزَّجْر البتّة.
تطير النابغة وما قيل فيه من الشعر وقد زعم الأصمعي أنَّ النَّابغةَ خرج مع زَبَّان بن سيّار يريدان الغزو، فبينما هما يريدان الرحلة إذ نظر النَّابغةُ وإذا على ثوبه جرادةٌ تجرد ذاتُ ألوان، فتطيَّر وقال: غيري الذي خرج في هذا الوجه فلما رجع زبّان من تلك الغزوة سالماً غانماً، قال:
لتخْبِرَه وما فيهـا خـبـيرُ تخبَّـر طـيْرَهُ فـيهـا زيادٌ
أشار له بحكْمته مُـشـيرُ أقام كأنَّ لقْمـان بـن عـادٍ
على متطيرٍ وهو الثُّـبـور تعـلَّـمْ أنَّـه لا طــير إلاّ
أحايينا وباطـلـه كـثـيرُ بلى شيءٌْ يوافق بعض شيءٍ
فزعم كما ترى زَبّان - وهو من دهاة العرب وساداتهم - أنّ الذي يجدونه إنَّما هو شيءٌ من طريق الاتفاق، وقال:
على متطيِّر وهو الثُّبُور تعلَّـمْ أنَّـه لا طـيْرَ إلا
وهذا لا ينقض الأول من قوله: أمّا واحدة فإنه إنْ جعل ذلك من طريق العقاب للمتطير لم ينقضْ قوله في الاتفاق، وإن ذهب إلى أنّ مثل ذلك قد يكون ولا يشعر به اللاّهي عن ذلك والذي لا يؤمن بالطيرة، فإنّ المتوقِّع فهو في بلاء مادام متوقعاً، وإن وافق بعضُ المكروه جعله من ذلك.
تطير ابن الزبير ويقال إنَّ ابن الزبير لما خرج مع أهله من المدينة إلى مكّة، سمع بعض إخوته ينشد:
ولم يَبْقَ من أعْيانِهمْ غيْرُ واحدِ وكلُّ بني أُمٍّ سَيُمْسُـون لـيلةً
فقال لأخيه: ما دعاك إلى هذا? قال: أما إني ما أردته قال: ذلك أشدُّ له.
وهذا منه إيمان شديد بالطيرة كما ترى، بعض من أنكر الطيرة وممن كان لا يرى الطيرة شيئاً المرقش، من بني سدوس، حيث قال:
أغدو على واق وحاتمْ إني غدوت وكنـت لا
من والأيامِنُ كالأشائمْ فإذا الأشـائمُ كـالأيا
شرٌّ على أحد بدائمْ فكذاك لا خير ولا
قال سلامة بن جندل:
على سلامتهِ لا بدَّ مشـؤوم ومن تعرَّض للغِرْبان يزْجُرها
وممن كان ينكر الطيرة ويوصي بذلك، الحارث بن حلزة، وهو قوله - قال أبو عبيدة: أنشدنيها أبو عمرو، وليست إلا هذه الأبيات، وسائر القصيدة مصنوع مولد - وهو قوله:
لا يثْنِكَ الحازِي ولا الشاحِجُ يا أيها المزمِعُ ثم انثـنـى
هاجَ له من مَرْبَعٍ هـائِجُ ولا قعيد أغضـبٌ قـرْنُـهُ
تَاحَ له من أمْره خـالِـجُ بينا الفتى يَسعى وَيُسْعى له
يعيثُ فيه همَـجٌ هـامِـجُ يتركُ ما رَقَّح من عـيشـه
إنك لا تَدْري من النـاتـجُ لا تكسع الشّول بأغبارهـا
وقال الأصمعي: قال سَلْم بن قتيبة: أضللت ناقة لي عشراء، وأنا بالبدو، فخرجت في طلبها، فتلقاني رجلٌ بوجهه شينٌ من حَرْق النار، ثم تلقَّاني رَجُلٌ آخذ بخطام بعيره، وإذا هو ينشد:
ة فما البغاة بواجدينا فلئِنْ بغيت لها البغا
ثم من بعد هذا كلّه، سألت عنها بعض من لقيتُه، فقال لي: التمسْها عند تلك النار، فأتيتهم فإذا همّ قد نتجوها حُواراً، وقد أوقدُوا لها ناراً فأخذْت بخطامها وانصرفتُ.
عدم إيمان النَّظَّام بالطيرة وأخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن سيَّارِ النَّظَّام قال:جعْت حتَّى أكلت الطين، وما صِرت إلى ذلك حتَّى قلبت قلبي أتذَّكر: هلْ بها رجلٌ أصيبُ عنده غداءً أو عشاء، قما قدرت عليه، وكان علي جُبَّةٌ وقميصان، فنزعتُ القميص الأسفل فبعته بدريهمات، وقصدْتُ إلى فُرْضَة الأهواز، أريد قصبةَ الأهواز، وما أعرف بها أحداً، وما كان ذلك إلاّ شيئاً أخرجه الضَّجر وبعض التعرُّض، فوافيتُ الفرضةَ فلم أصبْ فيها سفينة، فتطيَّرتُ من ذلك، ثم إني رأيت سفينةً في صدرها خَرْق ٌوهشم فتطيرتُ من ذلك أيضاً، وإذا فيها حمولة، فقلت للملاح: تحملني? قال: نعم، قلت: ما اسمك? قال: داوداذ وهو بالفارسية الشّيطان، فتطيرت من ذلك، ثم ركبت معه، تصكّ الشمال وجْهي، وتُثير بالليل الصَّقيعَ على رأسي، فلما قربنا من الفرصة صِحْت: يا حمّال معي لحافٌ لي سَمل، ومضْربة خلق، وبعضُ ما لا بُدَّ لمثلي منه، فكان أول حمّال أجابني أعور فقلت لبقّار كان واقفاً: بكم تكري ثورك هذا إلى الخان? فلما أدناه من متاعي إذا الثَّور أعضبُ القرن، فازددتُ طيرة إلى طيرة، فقلت في نفسي: الرُّجوع أسلم لي، ثم ذكرت حاجتي إلى أكل الطين فقلت: ومن لي بالموت? فلما صرتُ في الخان وأنا جالس فيه، ومتاعي بين يديَّ وأنا أقول: إن أنا خلفته في الخان وليس عنده من يحفظه فُشّ البابُ وسرق، وإن جلست أحفظُه لم يكن لمجيئي إلى الأهوازِ وَجْه، فبينا أنا جالس إذ سمعت قرْع الباب، قلت: من هذا عافاك الله تعالى? قال: رجلٌ يريدك، قلت: ومن أنا? قال: أنت إبراهيم، فقلت: ومن إبراهيم? قال: إبراهيم النَّظَّام، قلت: هذا خَنّاق، أو عدوٌّ، أو رسولُ سلطان ثم إني تحاملتُ وفتحتُ البابَ، فقال: أرسلني إليك إبراهيم بن عبد العزيز ويقول: نحن وإن كُنّا اختلفنا في بعض المقالة، فإنَّا قد نرجِع بعد ذلك إلى حقوقِ الإخلاق والحرِّيَّة، وقد رأيتك حين مررت بي على حال كرهتها منك، وما عرفتك حتى خبّرني عنك بعضُ من كان معي وقال: ينبغي أن يكون قد نزعتْ بك حاجة، فإن شئت فأقِمْ بمكانك شهراً أوشهرين، فعسى أن نبعث إليك ببعضِ ما يكفيك زمناً من دهرك، وإن اشتهيت الرُّجوع فهذه ثلاثون مثقالاً، فخذها وانصرف، وأنت أحقُّ من عَذرَ.
قال: فهجم واللّه عليَّ أمرٌ كاد ينقضني، أما واحِدَةً: فأنِّي لم أكنْ ملكتُ قبل ذلك ثلاثين ديناراً في جميع دهري، والثّانية: أنّه لم يطلع مقامي وغيبتي عن وطني، وعن أصحابي الذين هم على حال أشكل بي وأفهم عنِّي، والثّالثة: ما بيّن لي من أنَّ الطيرة باطل؛ وذلك أنّه قد تتابع عليّ منها ضروبٌ، والواحدة منها كانت عنْدهُمْ مُعطبة.
قال: وعلى مثل ذلك الاشتقاقِ يعملُ الذين يعبِّرون الرُّؤيا.
عجيبة الغربان بالبصرة
وبالبصرة من شأن الغِرْبان ضروبٌ من العجب، لو كان ذلك بمصر أو ببعض الشامات: لكان عندهم من أجودِ الطِّلَّسم، وذلك أنّ الغربان تقطع إلينا في الخريف، فترى النَّخْلَ وبعضها مصرومة، وعلى كلِّ نخلة عدَد ٌكثيرٌ من الغربان، وليس منها شيءٌ يقرب نخلةً واحدةً من النّخل الذي لم يُصرم، ولو لم يبق عليها إلا عذقٌ واحد، وإنّما أوكار جميع الطير المصوِّت في أقلاب تلك النّخل، والغراب أطيرُ وأقوى منها ثم لا يجترئ أن يسقط على نخلة منها، بعد أن يكون قد بقي عليها عِذْق واحدٌ.
قال: فالغراب أكثر من جميع ما يُتطيَّرُ به في باب الشؤم، ألا تراهم كلما ذكروا ممَّا يتطيرون منه شيئاً ذكروا الغراب معه.
وقد يذكرون الغراب ولا يذكرون غيره، ثم إذا ذكروا كلّ واحدٍ من هذا الباب لا يمكنهم أنْ يتطيروا منه إلاّ من وجهٍ واحد، والغراب كثير المعاني في هذا الباب، فهو المقدَّم في الشؤم، دفاع صاحب الغراب قال صاحبُ الغراب: الغرابُ وغير الغراب في ذلك سواءٌ، والأعرابيُّ إن شاء اشتقَّ من الكلمة، وتَوهَّمَ فيها الخيرَ، وإن شاء اشتقَّ منها الشرّ،وكلُّ كلمة تحتملُ وجوها.
ولذلك قال الشاعر:
ضُحَيّاً وقد أفْضى إلى اللَّبَبِ الحَبْلُ نظرتُ وأصحابي ببطن طـويلـع
يجاذبها الأفنان ذو جُـدد طـفـل إلى ظبيةٍ تعطو سيالاً تَـصـورُه
تجذَّذ من سلماك وانصرم الحبْـل فقلتُ وعِفت: الحبلُ حبلُ وصالهـا
تصورُ غُصُوناً صار جثمانها يعلو وقلت:سيال قَدْ تسلَّـت مـودَّتـي
فقلت لأصحابي: مضيُّكم جَـهـل وعفت الغريرَ الطِّفل طفلاً أتت به
كذلك كان الزَّجْرُ يَصْدُقني قبْـلُ رُجوعِيَ حَزْمٌ وامتـرائيَ ضِـلّةٌ
وقال ابن قيس الرُّقيَّات:
مرحباً بالذي يقول الغرابُ بَشَّر الظَّبيُ والغُرابُ بُسعْدى
وقال آخر:
سنيحٌ فقال القَوْم: مرَّ سـنـيحُ بَدا إذ قصَدْنا عَامِدينَ لأرضـنـا
فقلت لهم: جـار إلـيَّ ربـيحُ وهابَ رجالٌ أن يقولوا وجمْجموا
مضت نيَّةٌ لا تسْتطاعُ طـرُوحُ عقابٌ بإعقاب من الدار بَعْدَ مـا
وعاد لنا غض الشباب صـريحُ وقالوا: دمٌ دامت مودّة بـينـنـا
هدًى وبيانٌ في الطريق يلـوحُ وقال صحابي: هُدهُدٌ فوق بـانة
وطلحٌ فنيلت والمطيُّ طـلـيحُ وقالوا: حمامات فحُمَّ لقـاؤُهـا
قالوا: فهو إذا شاء جعل الحمام من الحِمام والحميم والحمى، وإن شاء قال: وقالوا حماماتٌ فحمَّ لقاؤها وإذا شاء اشتق البين من البان، وإذا شاءَ اشتقَّ منه البيان.
وقال آخر:
دنتْ بعد هَجْرٍ منـهـمُ ونـزوحُ وقالوا: عقابٌ قلتُ عُقْبى من الهوى
وعاد لنا حُلوُ الـشّـبـابِ رَبـيحُ وقالوا: حمامات فحُـمَّ لـقـاؤُهـا
فقلت: هُدًى نغـدو بـه ونَـرُوحُ وقالوا: تغنَّى هدهـدٌ فـوقَ بـانة
ولو شاء الأعرابيّ أن يقول إذا رأى سوادَ الغراب: سواد سودد، وسواد الإنسان: شخصه، وسواد العراق: سعف نخله، والأسودان: الماء والتمر، وأشباه ذلك - لقاله.
قال: وهؤلاء بأعيانهم الذين يصرِّفون الزَّجر كيف شاؤوا، وإذا لم يجدوا من وقوع شيءٍ بعد الزَّجر بُدّاً - هم الذين إذا بدا لهم في ذلك بداء أنكروا الطِّيَرةَ والزَّجْر البتّة.
تطير النابغة وما قيل فيه من الشعر وقد زعم الأصمعي أنَّ النَّابغةَ خرج مع زَبَّان بن سيّار يريدان الغزو، فبينما هما يريدان الرحلة إذ نظر النَّابغةُ وإذا على ثوبه جرادةٌ تجرد ذاتُ ألوان، فتطيَّر وقال: غيري الذي خرج في هذا الوجه فلما رجع زبّان من تلك الغزوة سالماً غانماً، قال:
لتخْبِرَه وما فيهـا خـبـيرُ تخبَّـر طـيْرَهُ فـيهـا زيادٌ
أشار له بحكْمته مُـشـيرُ أقام كأنَّ لقْمـان بـن عـادٍ
على متطيرٍ وهو الثُّـبـور تعـلَّـمْ أنَّـه لا طــير إلاّ
أحايينا وباطـلـه كـثـيرُ بلى شيءٌْ يوافق بعض شيءٍ
فزعم كما ترى زَبّان - وهو من دهاة العرب وساداتهم - أنّ الذي يجدونه إنَّما هو شيءٌ من طريق الاتفاق، وقال:
على متطيِّر وهو الثُّبُور تعلَّـمْ أنَّـه لا طـيْرَ إلا
وهذا لا ينقض الأول من قوله: أمّا واحدة فإنه إنْ جعل ذلك من طريق العقاب للمتطير لم ينقضْ قوله في الاتفاق، وإن ذهب إلى أنّ مثل ذلك قد يكون ولا يشعر به اللاّهي عن ذلك والذي لا يؤمن بالطيرة، فإنّ المتوقِّع فهو في بلاء مادام متوقعاً، وإن وافق بعضُ المكروه جعله من ذلك.
تطير ابن الزبير ويقال إنَّ ابن الزبير لما خرج مع أهله من المدينة إلى مكّة، سمع بعض إخوته ينشد:
ولم يَبْقَ من أعْيانِهمْ غيْرُ واحدِ وكلُّ بني أُمٍّ سَيُمْسُـون لـيلةً
فقال لأخيه: ما دعاك إلى هذا? قال: أما إني ما أردته قال: ذلك أشدُّ له.
وهذا منه إيمان شديد بالطيرة كما ترى، بعض من أنكر الطيرة وممن كان لا يرى الطيرة شيئاً المرقش، من بني سدوس، حيث قال:
أغدو على واق وحاتمْ إني غدوت وكنـت لا
من والأيامِنُ كالأشائمْ فإذا الأشـائمُ كـالأيا
شرٌّ على أحد بدائمْ فكذاك لا خير ولا
قال سلامة بن جندل:
على سلامتهِ لا بدَّ مشـؤوم ومن تعرَّض للغِرْبان يزْجُرها
وممن كان ينكر الطيرة ويوصي بذلك، الحارث بن حلزة، وهو قوله - قال أبو عبيدة: أنشدنيها أبو عمرو، وليست إلا هذه الأبيات، وسائر القصيدة مصنوع مولد - وهو قوله:
لا يثْنِكَ الحازِي ولا الشاحِجُ يا أيها المزمِعُ ثم انثـنـى
هاجَ له من مَرْبَعٍ هـائِجُ ولا قعيد أغضـبٌ قـرْنُـهُ
تَاحَ له من أمْره خـالِـجُ بينا الفتى يَسعى وَيُسْعى له
يعيثُ فيه همَـجٌ هـامِـجُ يتركُ ما رَقَّح من عـيشـه
إنك لا تَدْري من النـاتـجُ لا تكسع الشّول بأغبارهـا
وقال الأصمعي: قال سَلْم بن قتيبة: أضللت ناقة لي عشراء، وأنا بالبدو، فخرجت في طلبها، فتلقاني رجلٌ بوجهه شينٌ من حَرْق النار، ثم تلقَّاني رَجُلٌ آخذ بخطام بعيره، وإذا هو ينشد:
ة فما البغاة بواجدينا فلئِنْ بغيت لها البغا
ثم من بعد هذا كلّه، سألت عنها بعض من لقيتُه، فقال لي: التمسْها عند تلك النار، فأتيتهم فإذا همّ قد نتجوها حُواراً، وقد أوقدُوا لها ناراً فأخذْت بخطامها وانصرفتُ.
عدم إيمان النَّظَّام بالطيرة وأخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن سيَّارِ النَّظَّام قال:جعْت حتَّى أكلت الطين، وما صِرت إلى ذلك حتَّى قلبت قلبي أتذَّكر: هلْ بها رجلٌ أصيبُ عنده غداءً أو عشاء، قما قدرت عليه، وكان علي جُبَّةٌ وقميصان، فنزعتُ القميص الأسفل فبعته بدريهمات، وقصدْتُ إلى فُرْضَة الأهواز، أريد قصبةَ الأهواز، وما أعرف بها أحداً، وما كان ذلك إلاّ شيئاً أخرجه الضَّجر وبعض التعرُّض، فوافيتُ الفرضةَ فلم أصبْ فيها سفينة، فتطيَّرتُ من ذلك، ثم إني رأيت سفينةً في صدرها خَرْق ٌوهشم فتطيرتُ من ذلك أيضاً، وإذا فيها حمولة، فقلت للملاح: تحملني? قال: نعم، قلت: ما اسمك? قال: داوداذ وهو بالفارسية الشّيطان، فتطيرت من ذلك، ثم ركبت معه، تصكّ الشمال وجْهي، وتُثير بالليل الصَّقيعَ على رأسي، فلما قربنا من الفرصة صِحْت: يا حمّال معي لحافٌ لي سَمل، ومضْربة خلق، وبعضُ ما لا بُدَّ لمثلي منه، فكان أول حمّال أجابني أعور فقلت لبقّار كان واقفاً: بكم تكري ثورك هذا إلى الخان? فلما أدناه من متاعي إذا الثَّور أعضبُ القرن، فازددتُ طيرة إلى طيرة، فقلت في نفسي: الرُّجوع أسلم لي، ثم ذكرت حاجتي إلى أكل الطين فقلت: ومن لي بالموت? فلما صرتُ في الخان وأنا جالس فيه، ومتاعي بين يديَّ وأنا أقول: إن أنا خلفته في الخان وليس عنده من يحفظه فُشّ البابُ وسرق، وإن جلست أحفظُه لم يكن لمجيئي إلى الأهوازِ وَجْه، فبينا أنا جالس إذ سمعت قرْع الباب، قلت: من هذا عافاك الله تعالى? قال: رجلٌ يريدك، قلت: ومن أنا? قال: أنت إبراهيم، فقلت: ومن إبراهيم? قال: إبراهيم النَّظَّام، قلت: هذا خَنّاق، أو عدوٌّ، أو رسولُ سلطان ثم إني تحاملتُ وفتحتُ البابَ، فقال: أرسلني إليك إبراهيم بن عبد العزيز ويقول: نحن وإن كُنّا اختلفنا في بعض المقالة، فإنَّا قد نرجِع بعد ذلك إلى حقوقِ الإخلاق والحرِّيَّة، وقد رأيتك حين مررت بي على حال كرهتها منك، وما عرفتك حتى خبّرني عنك بعضُ من كان معي وقال: ينبغي أن يكون قد نزعتْ بك حاجة، فإن شئت فأقِمْ بمكانك شهراً أوشهرين، فعسى أن نبعث إليك ببعضِ ما يكفيك زمناً من دهرك، وإن اشتهيت الرُّجوع فهذه ثلاثون مثقالاً، فخذها وانصرف، وأنت أحقُّ من عَذرَ.
قال: فهجم واللّه عليَّ أمرٌ كاد ينقضني، أما واحِدَةً: فأنِّي لم أكنْ ملكتُ قبل ذلك ثلاثين ديناراً في جميع دهري، والثّانية: أنّه لم يطلع مقامي وغيبتي عن وطني، وعن أصحابي الذين هم على حال أشكل بي وأفهم عنِّي، والثّالثة: ما بيّن لي من أنَّ الطيرة باطل؛ وذلك أنّه قد تتابع عليّ منها ضروبٌ، والواحدة منها كانت عنْدهُمْ مُعطبة.
قال: وعلى مثل ذلك الاشتقاقِ يعملُ الذين يعبِّرون الرُّؤيا.
عجيبة الغربان بالبصرة
وبالبصرة من شأن الغِرْبان ضروبٌ من العجب، لو كان ذلك بمصر أو ببعض الشامات: لكان عندهم من أجودِ الطِّلَّسم، وذلك أنّ الغربان تقطع إلينا في الخريف، فترى النَّخْلَ وبعضها مصرومة، وعلى كلِّ نخلة عدَد ٌكثيرٌ من الغربان، وليس منها شيءٌ يقرب نخلةً واحدةً من النّخل الذي لم يُصرم، ولو لم يبق عليها إلا عذقٌ واحد، وإنّما أوكار جميع الطير المصوِّت في أقلاب تلك النّخل، والغراب أطيرُ وأقوى منها ثم لا يجترئ أن يسقط على نخلة منها، بعد أن يكون قد بقي عليها عِذْق واحدٌ.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
منقار الغراب
ومنقار الغراب معْوَل، وهو شديدُ النَّقْر، وإنّه ليصِلُ إلى الكمأة المنْدفِنة في الأرض بنقْرة واحِدة حتى يشخصها، ولهو أبصرُ بمواضع الكمأة من أعرابيٍّ يطلبها في منبتِ الإجردِّ والقِصيص، في يومٍ له شمس حارَّة، وإن الأعرابيّ ليحتاجُ إلى أن يرى ما فوقها من الأرض فيه بَعْضُ الانتفاخِ والانصدَاع، وما يحتاجُ الغرَاب إلى دليل، وقال أبو دُؤادٍ الإياديّ:
نَفْي الغراب بأعلى أنْفهِ الغَـرَدا تَنْفي الحصى صُعُداً شرقِي منْسمها
ولو أنّ الله عزَّ وجلّ أذن للغراب أن يسقط على النخلة وعليها الثّمرة لذهبت، وفي ذلك الوقت لو أنّ إنساناً نقر العِذْق نقرةً واحدَةً لانتثر عامَّة ما فيه، ولهلكتْ غلاّتُ الناس، ولكنّك ترى منها على كلّ نخلة مصرومةِ الغِربانَ الكثيرة، ولا ترى على التي تليها غراباً واحداً، حتى إذا صرموا ما عليها تسابقن إلى ما سقط من التمر في جوف الليف وأصول الكرَب لتستخرجه كما يستخرج المنْتَاخُ الشّوك.
ومنقار الغراب معْوَل، وهو شديدُ النَّقْر، وإنّه ليصِلُ إلى الكمأة المنْدفِنة في الأرض بنقْرة واحِدة حتى يشخصها، ولهو أبصرُ بمواضع الكمأة من أعرابيٍّ يطلبها في منبتِ الإجردِّ والقِصيص، في يومٍ له شمس حارَّة، وإن الأعرابيّ ليحتاجُ إلى أن يرى ما فوقها من الأرض فيه بَعْضُ الانتفاخِ والانصدَاع، وما يحتاجُ الغرَاب إلى دليل، وقال أبو دُؤادٍ الإياديّ:
نَفْي الغراب بأعلى أنْفهِ الغَـرَدا تَنْفي الحصى صُعُداً شرقِي منْسمها
ولو أنّ الله عزَّ وجلّ أذن للغراب أن يسقط على النخلة وعليها الثّمرة لذهبت، وفي ذلك الوقت لو أنّ إنساناً نقر العِذْق نقرةً واحدَةً لانتثر عامَّة ما فيه، ولهلكتْ غلاّتُ الناس، ولكنّك ترى منها على كلّ نخلة مصرومةِ الغِربانَ الكثيرة، ولا ترى على التي تليها غراباً واحداً، حتى إذا صرموا ما عليها تسابقن إلى ما سقط من التمر في جوف الليف وأصول الكرَب لتستخرجه كما يستخرج المنْتَاخُ الشّوك.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
حوار في نفور الغربان من النخل
فإن قال قائل: إنما أشباح تلك الأعذاق المدلاّةِ كالخِرَق السُّود التي تُفزع الطير أنْ يقع على البزُور، وكالقودام السُّودِ تغرزُ في أسنمةِ ذوات الدبَرِ من الإبل، لكيلا تسقط عليها الغربان، فكأنها إذا رأت سواد الأعذاق فزعت كما يفزع الطير من الخِرَق السُّود.
قال الآخر: قد نجدُ جميع الطير الذمي يفزع بالخِرَق السُّود فلا يسقط على البزور، يقع كله على النخل وعليه الحمل، وهل لعامّة الطيَّر وكور إلا في أقلابِ النّخل ذوات الحمل.
قال الآخر: يشبه أن تكون الغربان قطعتْ إلينا من مواضع ليس فيها نَخْلٌ ولا أعذاق، وهذا الطير الذي يفزع بالخِرَقِ السُّود إنَّما خُلقتْ ونشأت في المواضع التي لم تزل ترى فيها النَّخيل والأعذاق، ولا نعرف لذلك علة سوى هذا.
قال الآخر: وكيف يكون الشأن كذلك ومن الغِربان غربانٌ أوابدُ بالعِراق فلا تبرَحُ تعَشِّش في رؤوس النَّخل، وتبيض وتفْرخُ، إلاَّ أنَّها لا تقرب النَّخلة التي يكون عليها الحمل.
والدّليل عَلَى أنها تعشش في نخل البصرة، وفي رؤوس أشجار البادية قولُ الأصمعيِّ:
يُناوح عيدانَه السـيمـكـان ومن زردَك مثل مكن الضِّبابِ
ومن جيسرانٍ وبنْـداذجـان ومن شكر فيه عُشُّ الغـرابِ
وقال أبو محمد الفقعسيُّ وهو يصف فحل هَجْمة:
أكلفُ مربدٌّ هصورٌ هـائضُ يتبعُهـا عَـدَبَّـسٌ جُـرائضُ
بحيثُ يعتش الغرابُ البائضُ
فإن قال قائل: إنما أشباح تلك الأعذاق المدلاّةِ كالخِرَق السُّود التي تُفزع الطير أنْ يقع على البزُور، وكالقودام السُّودِ تغرزُ في أسنمةِ ذوات الدبَرِ من الإبل، لكيلا تسقط عليها الغربان، فكأنها إذا رأت سواد الأعذاق فزعت كما يفزع الطير من الخِرَق السُّود.
قال الآخر: قد نجدُ جميع الطير الذمي يفزع بالخِرَق السُّود فلا يسقط على البزور، يقع كله على النخل وعليه الحمل، وهل لعامّة الطيَّر وكور إلا في أقلابِ النّخل ذوات الحمل.
قال الآخر: يشبه أن تكون الغربان قطعتْ إلينا من مواضع ليس فيها نَخْلٌ ولا أعذاق، وهذا الطير الذي يفزع بالخِرَقِ السُّود إنَّما خُلقتْ ونشأت في المواضع التي لم تزل ترى فيها النَّخيل والأعذاق، ولا نعرف لذلك علة سوى هذا.
قال الآخر: وكيف يكون الشأن كذلك ومن الغِربان غربانٌ أوابدُ بالعِراق فلا تبرَحُ تعَشِّش في رؤوس النَّخل، وتبيض وتفْرخُ، إلاَّ أنَّها لا تقرب النَّخلة التي يكون عليها الحمل.
والدّليل عَلَى أنها تعشش في نخل البصرة، وفي رؤوس أشجار البادية قولُ الأصمعيِّ:
يُناوح عيدانَه السـيمـكـان ومن زردَك مثل مكن الضِّبابِ
ومن جيسرانٍ وبنْـداذجـان ومن شكر فيه عُشُّ الغـرابِ
وقال أبو محمد الفقعسيُّ وهو يصف فحل هَجْمة:
أكلفُ مربدٌّ هصورٌ هـائضُ يتبعُهـا عَـدَبَّـسٌ جُـرائضُ
بحيثُ يعتش الغرابُ البائضُ
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
ما يتفائل به من الطير والنبات
والعامَّة تتطيَّرُ من الغراب إذا صاح صيحة واحدة، فإذا ثنَّى تفاءلتْ به.
والبوم عند أهل الرَّيِّ وأهل مَرْوٍ يُتفاءل بهِ، وأهل البصرة يتطيرون منه، والعربيُّ يتطيرُ من الخلاف، والفارسي يتفاءل إليه، لأنَّ اسمه بالفارسية باذامك أي يبقى، وبالعربية خلاف، والخلاف غيرُ الوفاق.
والريحان يُتفاءل به، لأنه مشتقٌّ من الرَّوح، ويتطيرَّ منه لأن طعمه مُرٌّ، وإن كان في العين والأنف مقبولاً.
وقال شاعرٌ من المحدثين:
فبكى وأشفق مِنْ عيافة زاجرِ أهدى له أحـبـابُـه أُتْـرُجَّةً
لونان باطنه خلافُ الظّاهـرِ متطيِّراً ممّا أتاه فطـعـمـه
والفرس تحبُّ الآس وتكره الورد، لأن الورد لا يدومُ، والآس دائم.
قال: وإذا صاح الغرابُ مرتين فهو شرٌّ، وإذا صاح ثلاث مرّاتِ فهو خير، على قدر عدد الحروف.
والعامَّة تتطيَّرُ من الغراب إذا صاح صيحة واحدة، فإذا ثنَّى تفاءلتْ به.
والبوم عند أهل الرَّيِّ وأهل مَرْوٍ يُتفاءل بهِ، وأهل البصرة يتطيرون منه، والعربيُّ يتطيرُ من الخلاف، والفارسي يتفاءل إليه، لأنَّ اسمه بالفارسية باذامك أي يبقى، وبالعربية خلاف، والخلاف غيرُ الوفاق.
والريحان يُتفاءل به، لأنه مشتقٌّ من الرَّوح، ويتطيرَّ منه لأن طعمه مُرٌّ، وإن كان في العين والأنف مقبولاً.
وقال شاعرٌ من المحدثين:
فبكى وأشفق مِنْ عيافة زاجرِ أهدى له أحـبـابُـه أُتْـرُجَّةً
لونان باطنه خلافُ الظّاهـرِ متطيِّراً ممّا أتاه فطـعـمـه
والفرس تحبُّ الآس وتكره الورد، لأن الورد لا يدومُ، والآس دائم.
قال: وإذا صاح الغرابُ مرتين فهو شرٌّ، وإذا صاح ثلاث مرّاتِ فهو خير، على قدر عدد الحروف.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
عداوة الحمار للغراب
ويقال: إنّ بين الغراب والحمار عداوةً، كذا قال صاحب المنطق.
وأنشدني بعض النحويِّين:
عداوة الحمار للغراب عاديتنا لا زلْت في تبابِ
ويقال: إنّ بين الغراب والحمار عداوةً، كذا قال صاحب المنطق.
وأنشدني بعض النحويِّين:
عداوة الحمار للغراب عاديتنا لا زلْت في تبابِ
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
أمثال في الغراب
ويقال: أصحُّ من غراب، وأنشد ابن أبي كريمة لبعضهم، وهو يهجو صريع الغواني مسلم بن الوليد:
إلى الحيّاتِ منك إلى الغواني فما ريحُ السّذاب أشدُّ بُغْضـاً
وأنشد:
ودُون صداعه حُمّى الغراب وأصلب هامةً من ذي حُيُود
وزعم لي داهيةٌ من دهاة العرب الحوّائين، أنّ الأفاعي وأجناس الأحناش، تأتي أصول الشِّيحِ والحرْمل، تستظل به، وتستريح إليه.
ويقال: أغربُ من غراب، وأنشد قول مضرّس بن لقيط:
على كلِّ حال من نشاط ومن سأمْ كأني وأصحابي وكرِّي علـيهـمُ
رأيْن لحاماً بالعراص على وضمْ غرابٌ من الغِـربـانِ أيّامَ قـرِّةٍ
حديث الطيرة وقد اعترض قومٌ علينا في الحديث الذي جاء في تفرقة ما بين الطيرة والفأل، وزعموا أنّه ليس لقوله: كان يعجبه الفألُ الحسن ويكره الطيرة معنى، وقالوا: إن كان ليس لقول القائل: يا هالك، وأنت باغٍ، وجهٌ ولا تحقيق، فكذلك إذا قال: يا واجد، ليس له تحقيق، وليس قوله يا مضلُّ ويا مهلك، أحقَّ بأن يكون لا يوجبُ ضلالاً ولا هلاكاً من قوله يا واجد، ويا ظافر، من ألاّ يكون يوجب ظفراً ولا وجوداً، فإمّا أنّ يكونا جميعاً يوجبان، وإما أن يكونا جيمعاً لا يوجبان، قيل لهم: ليس التأويل ما إليه ذهبتم، لو أن النّاس أمَّلوا فائدة اللّه عزَّ وجلَّ ورجوا عائِدته، عند كلِّ سبب ضعيف وقويّ، لكانوا على خير، ولو غلطوا في جهة الرّجاء لكان لهم بنفس ذلك الرّجاء خير، ولو أنهم بدل ذلك قطعوا أملهم ورجاءهم من اللّه تعالى، لكان ذلك من الشرّ والفأل، أن يسمع كلمةً في نفسها مستحسنة، ثمَّ إن أحبَّ بعد ذلك أو عند ذلك أنّ يحدث طمعاً فيما عند اللّه تعالى،كان نفس الطمع خلاف اليأس، وإنما خبَّر أنّه كان يعجبه، وهذا إخبارٌ عن الفطرة كيف هي، وعن الطبيعة إلى أيِّ شيء تتقلب.
وقد قيل لبعض الفقهاء: ما الفأل? قال: أن تسمع وأنت مُضِلٌّ: يا واجد، وأنت خائف: يا سالم، ولم يقل إنَّ الفأل يوجب لنفسه السلامة، ولكنّهم يحبُّون له إخراج اليأس وسوء الظن وتوقُّعِ البلاء من قلبه على كل حال - وحال الطيرة حال من تلك الحالات - ويحبون أن يكون لله راجياً، وأن يكون حسن الظن، فإن ظنَّ أن ذلك المرجوَّ يُوافقُ بتلك الكلمة ففرح بذلك فلا بأس، تطير بعض البصريين وقال الأصمعيُّ: هرب بعض البصريين من بعض الطَّواعين، فركب ومضى بأهله نحو سَفَوان، فسمع غلاماً له أسود يحدوُ خلفه، وهو يقول:
ولا على ذي مَيْعَةٍ مَطَّارِ لن يُسْبَق اللّهُ على حِمـار
قد يصبحُ اللّه أمام السّاري أو يأتيَ الحينُ على مقدارِ
فلما سمع ذلك رجع بهم.
ويقال: أصحُّ من غراب، وأنشد ابن أبي كريمة لبعضهم، وهو يهجو صريع الغواني مسلم بن الوليد:
إلى الحيّاتِ منك إلى الغواني فما ريحُ السّذاب أشدُّ بُغْضـاً
وأنشد:
ودُون صداعه حُمّى الغراب وأصلب هامةً من ذي حُيُود
وزعم لي داهيةٌ من دهاة العرب الحوّائين، أنّ الأفاعي وأجناس الأحناش، تأتي أصول الشِّيحِ والحرْمل، تستظل به، وتستريح إليه.
ويقال: أغربُ من غراب، وأنشد قول مضرّس بن لقيط:
على كلِّ حال من نشاط ومن سأمْ كأني وأصحابي وكرِّي علـيهـمُ
رأيْن لحاماً بالعراص على وضمْ غرابٌ من الغِـربـانِ أيّامَ قـرِّةٍ
حديث الطيرة وقد اعترض قومٌ علينا في الحديث الذي جاء في تفرقة ما بين الطيرة والفأل، وزعموا أنّه ليس لقوله: كان يعجبه الفألُ الحسن ويكره الطيرة معنى، وقالوا: إن كان ليس لقول القائل: يا هالك، وأنت باغٍ، وجهٌ ولا تحقيق، فكذلك إذا قال: يا واجد، ليس له تحقيق، وليس قوله يا مضلُّ ويا مهلك، أحقَّ بأن يكون لا يوجبُ ضلالاً ولا هلاكاً من قوله يا واجد، ويا ظافر، من ألاّ يكون يوجب ظفراً ولا وجوداً، فإمّا أنّ يكونا جميعاً يوجبان، وإما أن يكونا جيمعاً لا يوجبان، قيل لهم: ليس التأويل ما إليه ذهبتم، لو أن النّاس أمَّلوا فائدة اللّه عزَّ وجلَّ ورجوا عائِدته، عند كلِّ سبب ضعيف وقويّ، لكانوا على خير، ولو غلطوا في جهة الرّجاء لكان لهم بنفس ذلك الرّجاء خير، ولو أنهم بدل ذلك قطعوا أملهم ورجاءهم من اللّه تعالى، لكان ذلك من الشرّ والفأل، أن يسمع كلمةً في نفسها مستحسنة، ثمَّ إن أحبَّ بعد ذلك أو عند ذلك أنّ يحدث طمعاً فيما عند اللّه تعالى،كان نفس الطمع خلاف اليأس، وإنما خبَّر أنّه كان يعجبه، وهذا إخبارٌ عن الفطرة كيف هي، وعن الطبيعة إلى أيِّ شيء تتقلب.
وقد قيل لبعض الفقهاء: ما الفأل? قال: أن تسمع وأنت مُضِلٌّ: يا واجد، وأنت خائف: يا سالم، ولم يقل إنَّ الفأل يوجب لنفسه السلامة، ولكنّهم يحبُّون له إخراج اليأس وسوء الظن وتوقُّعِ البلاء من قلبه على كل حال - وحال الطيرة حال من تلك الحالات - ويحبون أن يكون لله راجياً، وأن يكون حسن الظن، فإن ظنَّ أن ذلك المرجوَّ يُوافقُ بتلك الكلمة ففرح بذلك فلا بأس، تطير بعض البصريين وقال الأصمعيُّ: هرب بعض البصريين من بعض الطَّواعين، فركب ومضى بأهله نحو سَفَوان، فسمع غلاماً له أسود يحدوُ خلفه، وهو يقول:
ولا على ذي مَيْعَةٍ مَطَّارِ لن يُسْبَق اللّهُ على حِمـار
قد يصبحُ اللّه أمام السّاري أو يأتيَ الحينُ على مقدارِ
فلما سمع ذلك رجع بهم.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
معرفة في الغربان
قال: والغربان تسقط في الصحارى تلتمس الطُّعم، ولا تزال كذلك، فإذا وجبت الشمس نهضت إلى أوكارها معاً، و ما أقلّ ما تختلط البُقْع بالسّود المصمتة.
الأنواع الغريبة من الغربان قال: ومنها أجناس كثيرة عظام كأمثال الحداء السُّود، ومنها صغارٌ، وفي مناقيرها اختلاف في الألوان والصور، ومنها غربان تحكي كلّ شيء سمعته، حتى إنها في ذلك أعجب من الببغاء، وما أكثر ما يتخلّف منها عندنا بالبصرة في الصيف، فإذا جاء القيظ قلَّتْ، وأكثر المتخلِّفات منها البقع، فإذا جاء الخريف رجعت إلى البساتين، لتنال مما يسقط من التمر في كرب النّخل وفي الأرض، ولا تقرب النَّخلة إذا كان عليها عذق واحد، وأكثر هذه الغربان سود، ولا تكاد ترى فيهنّ أبقع، قبح فرخ الغراب وقال الأصمعيّ: قال خلف: لم أرَ قطُّ أقبح من فرخ الغراب رأيته مرَّة فإذا هو صغير الجسم، عظيم الرأس، عظيم المنقار، أجرد أسودُ الجلد، ساقط النفس، متفاوت الأعضاء.
غربان البصرة قال: وبعضُها يقيم عندنا في القيظ، فأمَّا في الصَّيف فكثير، وأمَّا في الخريف فالدُّهم، وأكثر ما تراه في أعالي سطوِحنا في القيظِ والصيف البُقع، وأكثر ما تراه في الخريف في النخل وفي الشتاء في البيوت السُّود.
وفي جبل تكريت في تلك الأَيَّام، غِرْبانٌ سودٌ كأمثال الحدَاءِ السُّود عظماً.
تسافد الغربان وناس يزعمون أنَّ تسافدَها عَلَى غير تسافد الطير، وأنّها تزاقُّ بالمناقير، وتلقح من هناك.
نوادر وأشعار نَذْكر شيئاً من نوادر وأشعار وشيئاً من أحاديث، من حارِّها وباردها.
قال ابنُ نُجيْمٍ: كان ابن ميّادة يستحسن هذا البيت لأَرطأةَ بن سُهيّة:
هُريقَ شبابي واستَشَنَّ أديمي فقلت لها يا أمَّ بيضـاءَ إنّـه
صار شنّاً.
وكان الأصمعي يستحسن قولَ الطرمَّاح بن حكيم، في صفة الظَّليم:
قَدْراً وأسلم ما سِوَاهُ البَرجُدُ مجتاب شْملة بُرجُدٍ لسَرَاتِه
ويستحسن قوله في صفة الثَّور:
سيفٌ علَى شرفٍ يُسلُّ ويُغمدُ يبدوُ وتَضمره البلاد كـأنَّـه
وكان أبو نُواسٍ يستحسنُ قولَ الطّرماح:
عُرى المجدِ واسترخى عنان القصائد إذا قُبِضَتْ نفسُ الطّرماح أخلَـقَـتْ
وقال كثير:
صَنيعَة بِرٍّ أو خِليلٍ توامِقُـه إذا المال يوجِبْ عليكَ عطاؤُه
فلم يفتلتك المالَ إلاّ حقائقـه مَنَعْتَ وبعضُ المنْع حزمٌ وقُوَّةٌ
وقال سهل بن هارون؛ يمدح يحيى بن خالد:
منوعٌ إذا ما منعُه كان أحزَمَا عدوُّ تِلادِ المال فيما ينـوبـه
قال: وكان رِبعيُّ بن الجارود يستحسن قولَه:
وخير من زيارتك القُعودُ فخير منك من لا خير فيه
وقال الأعشى:
وقد يَشِيطُ على أرماحنا البَطـلُ قد نطعُن العَيْرَ في مكنونِ فائلـه
كالطَّعْنِ يذهبُ فيه الزَّيتُ والفُتُل لا تنتهون ولن يَنْهَى ذوي شَطَـطٍ
وقال العلاء بن الجارود:
وعلى المنقوش دارُوا أظهروا للنَّاس نسكـاً
ولَهُ حَجُّـوا وزارُوا وَلَه صامُوا وصَلَّـوا
وله حلّـوا وسـاروا وله قامـوا وقـالـوا
ولهم ريش لطـاروا لو غدا فوق الـثـريَّا
وقال الآخر في مثل ذلك:
واحككْ جبينك للقضاء بثُـومِ شمر ثيابَك واستعدَّ لـقـابـلٍ
حتى تصـيبَ وديعةً لـيتـيم وامشِ الدَّبيبَ إذا مشَيتَ لحاجةٍ
وقال أبو الحسن: كان يقال: من رقّ وجهُه رقّ عِلمُه.
وقال عمر: تفقَّهوا قبل أن تسودوا.
وقال الأصمعي: وُصلت بالعلم، وكسبت بالملح.
ومن الأشعار الطيبة قول الشاعرِ في السمك والخادم:
دسم الثَّوب قد شَوَى سمكاتِ مقبل مدبر خفـيف ذَفـيف
حُدُب من شُحومها زَهماتِ من شبابيط لجةٍ ذات غَمْـر
ففكِّر فيهما فإنَهما سيمتعانك ساعةً.
وقال الشاعر:
لا أجزِه ببـلاءِ يومٍ واحـدِ إنْ أجزِ علقمَة بن سَيْفِ سعيَهُ
رَمَّ الهَدِيِّ إلى الغنيّ الواجد لأحَبَّني حُبّ الصبيِّ ورَمَّنـي
من آل مسعودٍ بمـاءٍ بـارد ولقَدْ شفيتُ غليلتي ونقَعتهـا
وقال رجل من جرم:
بشنعاء فيها ثاملُ السُّمِّ مُنقَعـا نبئتُ أخوالي أرادوا عمومتي
وإن شئتم من بعدُ كنت مجمِّعا سأركبها فيكم وأُدعى مفرِّقـاً
وقال يونس بن حبيب: ما أكلت في شتاءٍ شيئاً قطُّ إلاّ وقد برد، ولا أكلت في صيفٍ شيئاً إلاّ وقدْ سخن.
وقال أبو عمرو المدينيّ: لو كانت البلايا بالحِصَص، ما نالني كما نالني: اختلفت الجاريةُ بالشاة إلى التَّيَّاس اختلافاً كثيراً، فرجعت الجارية حاملاً والشاة حائل.
وقال جعفر بن سعيد: الخلافُ موكّل بكلِّ شيء يكون، حتى القَذاة في الماء في رأس الكوز، فإن أردتَ أن تشرب الماء جاءتْ إلى فيك، وإن أردتَ أن تصبَّ من رأسِ الكوزِ لتخرج رَجَعت.
قال: والغربان تسقط في الصحارى تلتمس الطُّعم، ولا تزال كذلك، فإذا وجبت الشمس نهضت إلى أوكارها معاً، و ما أقلّ ما تختلط البُقْع بالسّود المصمتة.
الأنواع الغريبة من الغربان قال: ومنها أجناس كثيرة عظام كأمثال الحداء السُّود، ومنها صغارٌ، وفي مناقيرها اختلاف في الألوان والصور، ومنها غربان تحكي كلّ شيء سمعته، حتى إنها في ذلك أعجب من الببغاء، وما أكثر ما يتخلّف منها عندنا بالبصرة في الصيف، فإذا جاء القيظ قلَّتْ، وأكثر المتخلِّفات منها البقع، فإذا جاء الخريف رجعت إلى البساتين، لتنال مما يسقط من التمر في كرب النّخل وفي الأرض، ولا تقرب النَّخلة إذا كان عليها عذق واحد، وأكثر هذه الغربان سود، ولا تكاد ترى فيهنّ أبقع، قبح فرخ الغراب وقال الأصمعيّ: قال خلف: لم أرَ قطُّ أقبح من فرخ الغراب رأيته مرَّة فإذا هو صغير الجسم، عظيم الرأس، عظيم المنقار، أجرد أسودُ الجلد، ساقط النفس، متفاوت الأعضاء.
غربان البصرة قال: وبعضُها يقيم عندنا في القيظ، فأمَّا في الصَّيف فكثير، وأمَّا في الخريف فالدُّهم، وأكثر ما تراه في أعالي سطوِحنا في القيظِ والصيف البُقع، وأكثر ما تراه في الخريف في النخل وفي الشتاء في البيوت السُّود.
وفي جبل تكريت في تلك الأَيَّام، غِرْبانٌ سودٌ كأمثال الحدَاءِ السُّود عظماً.
تسافد الغربان وناس يزعمون أنَّ تسافدَها عَلَى غير تسافد الطير، وأنّها تزاقُّ بالمناقير، وتلقح من هناك.
نوادر وأشعار نَذْكر شيئاً من نوادر وأشعار وشيئاً من أحاديث، من حارِّها وباردها.
قال ابنُ نُجيْمٍ: كان ابن ميّادة يستحسن هذا البيت لأَرطأةَ بن سُهيّة:
هُريقَ شبابي واستَشَنَّ أديمي فقلت لها يا أمَّ بيضـاءَ إنّـه
صار شنّاً.
وكان الأصمعي يستحسن قولَ الطرمَّاح بن حكيم، في صفة الظَّليم:
قَدْراً وأسلم ما سِوَاهُ البَرجُدُ مجتاب شْملة بُرجُدٍ لسَرَاتِه
ويستحسن قوله في صفة الثَّور:
سيفٌ علَى شرفٍ يُسلُّ ويُغمدُ يبدوُ وتَضمره البلاد كـأنَّـه
وكان أبو نُواسٍ يستحسنُ قولَ الطّرماح:
عُرى المجدِ واسترخى عنان القصائد إذا قُبِضَتْ نفسُ الطّرماح أخلَـقَـتْ
وقال كثير:
صَنيعَة بِرٍّ أو خِليلٍ توامِقُـه إذا المال يوجِبْ عليكَ عطاؤُه
فلم يفتلتك المالَ إلاّ حقائقـه مَنَعْتَ وبعضُ المنْع حزمٌ وقُوَّةٌ
وقال سهل بن هارون؛ يمدح يحيى بن خالد:
منوعٌ إذا ما منعُه كان أحزَمَا عدوُّ تِلادِ المال فيما ينـوبـه
قال: وكان رِبعيُّ بن الجارود يستحسن قولَه:
وخير من زيارتك القُعودُ فخير منك من لا خير فيه
وقال الأعشى:
وقد يَشِيطُ على أرماحنا البَطـلُ قد نطعُن العَيْرَ في مكنونِ فائلـه
كالطَّعْنِ يذهبُ فيه الزَّيتُ والفُتُل لا تنتهون ولن يَنْهَى ذوي شَطَـطٍ
وقال العلاء بن الجارود:
وعلى المنقوش دارُوا أظهروا للنَّاس نسكـاً
ولَهُ حَجُّـوا وزارُوا وَلَه صامُوا وصَلَّـوا
وله حلّـوا وسـاروا وله قامـوا وقـالـوا
ولهم ريش لطـاروا لو غدا فوق الـثـريَّا
وقال الآخر في مثل ذلك:
واحككْ جبينك للقضاء بثُـومِ شمر ثيابَك واستعدَّ لـقـابـلٍ
حتى تصـيبَ وديعةً لـيتـيم وامشِ الدَّبيبَ إذا مشَيتَ لحاجةٍ
وقال أبو الحسن: كان يقال: من رقّ وجهُه رقّ عِلمُه.
وقال عمر: تفقَّهوا قبل أن تسودوا.
وقال الأصمعي: وُصلت بالعلم، وكسبت بالملح.
ومن الأشعار الطيبة قول الشاعرِ في السمك والخادم:
دسم الثَّوب قد شَوَى سمكاتِ مقبل مدبر خفـيف ذَفـيف
حُدُب من شُحومها زَهماتِ من شبابيط لجةٍ ذات غَمْـر
ففكِّر فيهما فإنَهما سيمتعانك ساعةً.
وقال الشاعر:
لا أجزِه ببـلاءِ يومٍ واحـدِ إنْ أجزِ علقمَة بن سَيْفِ سعيَهُ
رَمَّ الهَدِيِّ إلى الغنيّ الواجد لأحَبَّني حُبّ الصبيِّ ورَمَّنـي
من آل مسعودٍ بمـاءٍ بـارد ولقَدْ شفيتُ غليلتي ونقَعتهـا
وقال رجل من جرم:
بشنعاء فيها ثاملُ السُّمِّ مُنقَعـا نبئتُ أخوالي أرادوا عمومتي
وإن شئتم من بعدُ كنت مجمِّعا سأركبها فيكم وأُدعى مفرِّقـاً
وقال يونس بن حبيب: ما أكلت في شتاءٍ شيئاً قطُّ إلاّ وقد برد، ولا أكلت في صيفٍ شيئاً إلاّ وقدْ سخن.
وقال أبو عمرو المدينيّ: لو كانت البلايا بالحِصَص، ما نالني كما نالني: اختلفت الجاريةُ بالشاة إلى التَّيَّاس اختلافاً كثيراً، فرجعت الجارية حاملاً والشاة حائل.
وقال جعفر بن سعيد: الخلافُ موكّل بكلِّ شيء يكون، حتى القَذاة في الماء في رأس الكوز، فإن أردتَ أن تشرب الماء جاءتْ إلى فيك، وإن أردتَ أن تصبَّ من رأسِ الكوزِ لتخرج رَجَعت.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
حديث أبي عمران وإسماعيل بن غزوان
وقال إسماعيل بن غزْوان: بكَرْت اليوم إلى أبي عمران، فَلزمتُ الجادَّةَ، فاستقبلني واحدٌ فلَزِمَ الجادَّة التي أنا عليها، فلما غشيني انحرفتُ عنه يَمْنَةً فانحرَفَ معي، فعُدتُ إلى سَمْتي فَعاد، فَعُدتَ فعاد ثمَّ عُدت فَعاد، فلولا أنَّ صاحبَ بِرذون فرَّق بيننا لكان إلى الساعة يكدُّني، فَدَخلت على أبي عمران فَدعا بغَدَائه، فأهويتُ بلقْمتي إلى الصِّباغ فأهوى إليه بعضُهم، فنحَّيت يدي فنحَّى يده، ثمَّ عُدْتُ فَعاد، ثمَّ نحيتُ فنحَّى، فقلت لأبي عمران: ألا ترى ما نحن فيه? قال سأحدِّثك بأعجبَ من هذا، أنا منذُ أكثر مِنْ سنة أشفقُ أن يراني ابن أبي عون الخياط، فلم يتَّفق لي أن يراني مرَّةً واحدة، فلما أن كانَ أمسِ ذكرتُ لأبي الحارث الصُّنع في السلامة من رؤيته، فاستقبلني أمسِ أربَعَ مَرَّات.
وقال إسماعيل بن غزْوان: بكَرْت اليوم إلى أبي عمران، فَلزمتُ الجادَّةَ، فاستقبلني واحدٌ فلَزِمَ الجادَّة التي أنا عليها، فلما غشيني انحرفتُ عنه يَمْنَةً فانحرَفَ معي، فعُدتُ إلى سَمْتي فَعاد، فَعُدتَ فعاد ثمَّ عُدت فَعاد، فلولا أنَّ صاحبَ بِرذون فرَّق بيننا لكان إلى الساعة يكدُّني، فَدَخلت على أبي عمران فَدعا بغَدَائه، فأهويتُ بلقْمتي إلى الصِّباغ فأهوى إليه بعضُهم، فنحَّيت يدي فنحَّى يده، ثمَّ عُدْتُ فَعاد، ثمَّ نحيتُ فنحَّى، فقلت لأبي عمران: ألا ترى ما نحن فيه? قال سأحدِّثك بأعجبَ من هذا، أنا منذُ أكثر مِنْ سنة أشفقُ أن يراني ابن أبي عون الخياط، فلم يتَّفق لي أن يراني مرَّةً واحدة، فلما أن كانَ أمسِ ذكرتُ لأبي الحارث الصُّنع في السلامة من رؤيته، فاستقبلني أمسِ أربَعَ مَرَّات.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
نوادر وبلاغات
وذكر محمّد بن سلام، عن محمّد بن القاسم قال: قال جرير: أنّا لا أبتدي ولكنّي أعتدي.
وقال أبو عبيدة: قال الحجّاج: أنا حدِيدٌ حَقود حسود! قال: وقال قدَيد بن مَنيع، لجُدىع بن عليٍّ: لَكَ حكم الصبيّ على أهله! وقال أبو إسحاق - وذكرَ إنساناً -: هو واللّه أترَفُ من رَبيب مَلِك، وأخرق من امرأة، وأظلم من صبي.
وقال لي أبو عبيدة: ما ينبغي أن يكون كان في الدنيا مثل هذا النَّظام، قلت: وكيف? قال: مرَّ بي يوماً فقلت: واللّهِ لأمتحننَّه، ولأسمعَنَّ كلامه؛ فقلت له: ما عيبُ الزُّجاج - قال: يُسرع إليه الكسر، ولا يقبل الجبْر - من غير أن يكون فكّر أو ارتدع.
قال: وقال جَبَّار بن سُلمى بن مالك - وذكر عامر بن الطفيل فقال: كان لا يضلُّ حتّى يضلَّ النَّجم، ولا يَعطشُ حَتَّى يعْطَش البَعير ولا يهاب حتَّى يهاب السيل، كان واللّه خيرَ ما يكون حينَ لاتظنُّ نفسٌ بنفسٍ خيراً.
وقال ابن الأعرابيّ: قال أعرابي: اللهمَّ لا تُنْزلني ماءَ سَوءٍ فأكونَ امرأ سَوء يقول: يدعوني قلّتُهُ إلى منعه.
وقال محمَّد بن سلام، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس: إنّ الأحنف كان يكرَه الصَّلاة في المقصورة، فقال له بعضُ القوم: يا أبا بحر، لم لا تصلي في المقصورة? قال: وأنت لم لاتصلِّي فيها? قال: لا أُترك.
وهذا الكلامُ يدل على ضروب من الخير كثيرة.
ودخل عبد اللّه بن الحسن على هشامٍ في ثيابِ سفَرِه، فقال: اذكر حوائجك، فقالَ عبد اللّه: ركابي مُناخةٌ، وعَلَيَّ ثيابُ سفري فقال: إنَّك لا تجدني خيراً منِّي لك الساعة.
قال أبو عبيدة: بلغ عمرَ بن عبد العزيز قدومُ عبدِ اللّه بن الحسن، فأرسل إليه: إني أخاف عليك طواعينَ الشام، وإنَّك لا تُغنِمَ أهلَك خيراً لهم منك فالحقْ بهم، فإنّ حوائجهم ستسبقك.
وكان ظاهر ما يكلِّمونَهِ بهٍ ويُرُونه إيَّاه جميلاً مذكوراً، وكان معناهم الكراهة لمقامه بالشام، وكانوا يرون جمالَهُ، ويعرفون بيانَه وكمالهُ فكان ذلك العَملُ من أجودِ التدبير فيه عندَ نفسه.
وذكر محمّد بن سلام، عن محمّد بن القاسم قال: قال جرير: أنّا لا أبتدي ولكنّي أعتدي.
وقال أبو عبيدة: قال الحجّاج: أنا حدِيدٌ حَقود حسود! قال: وقال قدَيد بن مَنيع، لجُدىع بن عليٍّ: لَكَ حكم الصبيّ على أهله! وقال أبو إسحاق - وذكرَ إنساناً -: هو واللّه أترَفُ من رَبيب مَلِك، وأخرق من امرأة، وأظلم من صبي.
وقال لي أبو عبيدة: ما ينبغي أن يكون كان في الدنيا مثل هذا النَّظام، قلت: وكيف? قال: مرَّ بي يوماً فقلت: واللّهِ لأمتحننَّه، ولأسمعَنَّ كلامه؛ فقلت له: ما عيبُ الزُّجاج - قال: يُسرع إليه الكسر، ولا يقبل الجبْر - من غير أن يكون فكّر أو ارتدع.
قال: وقال جَبَّار بن سُلمى بن مالك - وذكر عامر بن الطفيل فقال: كان لا يضلُّ حتّى يضلَّ النَّجم، ولا يَعطشُ حَتَّى يعْطَش البَعير ولا يهاب حتَّى يهاب السيل، كان واللّه خيرَ ما يكون حينَ لاتظنُّ نفسٌ بنفسٍ خيراً.
وقال ابن الأعرابيّ: قال أعرابي: اللهمَّ لا تُنْزلني ماءَ سَوءٍ فأكونَ امرأ سَوء يقول: يدعوني قلّتُهُ إلى منعه.
وقال محمَّد بن سلام، عن حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس: إنّ الأحنف كان يكرَه الصَّلاة في المقصورة، فقال له بعضُ القوم: يا أبا بحر، لم لا تصلي في المقصورة? قال: وأنت لم لاتصلِّي فيها? قال: لا أُترك.
وهذا الكلامُ يدل على ضروب من الخير كثيرة.
ودخل عبد اللّه بن الحسن على هشامٍ في ثيابِ سفَرِه، فقال: اذكر حوائجك، فقالَ عبد اللّه: ركابي مُناخةٌ، وعَلَيَّ ثيابُ سفري فقال: إنَّك لا تجدني خيراً منِّي لك الساعة.
قال أبو عبيدة: بلغ عمرَ بن عبد العزيز قدومُ عبدِ اللّه بن الحسن، فأرسل إليه: إني أخاف عليك طواعينَ الشام، وإنَّك لا تُغنِمَ أهلَك خيراً لهم منك فالحقْ بهم، فإنّ حوائجهم ستسبقك.
وكان ظاهر ما يكلِّمونَهِ بهٍ ويُرُونه إيَّاه جميلاً مذكوراً، وكان معناهم الكراهة لمقامه بالشام، وكانوا يرون جمالَهُ، ويعرفون بيانَه وكمالهُ فكان ذلك العَملُ من أجودِ التدبير فيه عندَ نفسه.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
شعر في الزهد والحكمة
وأنشد:
وللموتِ بابٌ أنتَ لابدَّ داخلُه تُليح من الموتِ الذي هو واقعٌ
وقال آخر:
عشنْزَرَةٍ مقلَّدةٍ سِخابا أكلكُمُ أقام على عجوزٍ
وقال آخر:
فليتَ شعريَ بعدَ الباب ما الدَّارُ الموتُ بابٌ وكل الناس داخلـه
أجنَّة الخُلْدِ مأوانـا أم الـنَّـارُ لو كنتُ أعلم منْ يدري فيخبرني
وقال آخر:
واعلمْ بأنَّ المرءَ غيرُ مخلَّدِ اصبرْ لكلِّ مصيبةٍ وتجـلّـدِ
فاذكرْ مصابَكَ بالنبيّ محمدِ فإذا ذكرتَ مصيبة تشجى بها
وقال آخر:
دُّنيا ويُسعِدُها القَـمَـرْ والشمس تَنْعَى ساكِنَ ال
رَكَمُ الجَنادِلِ والمَـدَرْ أين الـذين عـلـيهـمُ
ءِ يهزُّ أجنحَةَ السَّحَـرْ أفناهُمُ غَلَس الـعِـشَـا
وكأنَّ قلبَك من حجَـرْ ما للقـلـوب رقـيقةٌ
دُكَ كلَّ يومٍ يُهتَصـرْ ولقلَّما تبْـقـى وعـو
وقال زهير:
إلى مطمئن البرِّ لا يتجمـجـمِ ومن يُوفِ لايُذممْ ومَنْ يُفْضِ قلبه
ومن لا يكرِّم نفسَـه لا يكـرّمِ ومن يغترب يحسَب عدوًّا صديقه
وإنْ خالها تخْفى على النَّاسِ تُعلمِ ومهما تكن ْعندَ امرئ من خليقة
ولا يُعفِها يومًا من الـذّمِّ ينـدَمِ ومن لا يزلْ يسترحلُ النَّاسَ نفسَه
وقال زهير أيضاً:
ضارب حتَّى إذا ما ضارَبُوا اعتنقا يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طُعِنُـوا
وقال:
أمام الحيِّ عَقدُهما سـواءُ وجارُ البيتِ والرَّجلُ المنادِي
وسِيَّانِ الكَفـالةُ والـتَّـلاءُ جوارٌ شاهدٌ عدْلٌ علـيكـم
يَمينٌ أو نِفـارٌ أو جِـلاءُ فإن الحقَّ مقْطعُهُ ثـلاث:
فتفهَّمْ هذه الأقسام الثلاثة، كيف فصّلها هذا الأعرابيّ.ُ وقال أيضاً:
ولكنَّ حمْدَ المرءِ ليسَ بمُخْلِـدِ فلو كان حمد يُخلِدُ النَّاسَ لم تمُتْ
فأوْرِثْ بنيك بعضَهـا وتـزوَّدِ ولكنَّ مـنـهُ بـاقـياتٍ وِراثَةً
وإنْ كرهتْه النَّفسُ آخِرُ معْهَـدِ تزوّدْ إلى يوم الممـاتِ فـإنَّـه
وقال الأسديُّ:
وكالخُلد عندي أن أموت ولم أُلَمْ فإني أحبُّ الخُلدَ لو أستـطـيعُ
وقال الحادرة:
بإحساننا إنَّ الثَّناءَ هو الخُلد فأثنوا علينا لا أبا لأبـيكُـم
وقال الغنوي:
ومن الحديث مهالك وخُلودُ فإذا بلغتمْ أهلكم فتحـدَّثـوا
وقال آخر:
جزاءَ العُطَاسِ لا يموت من اتَّأَرْ فقتلاً بتقتيل وعقراً بعـقْـرِكـم
وقال زهير:
والبرُّ كالغَيثِ نبتُـه أَمِـرُ والإثمُ من شرِّ ما تصولِ به
أي كثير، ولو شاء أن يقول:
والبرُّ كالماءِ نبتُه أمر ُ
استقام الشعر، ولكن كان لا يكون له معنى، وإنّما أراد أن النبات يكون على الغيث أجود، ثمَّ قال:
معروفُهُ مُنكَر ولا حصرُ قد أشهَدُ الشَّاربَ المعذَّلَ لا
ينسَوْنَ أحلامَهم إذا سَكِروا في فتيةٍ لَيِّني الـمـآزِرِ لا
فون قضاءً إذا هُمُ نَـذَروا يشوُون للضَيف والعُفاةِ ويُو
يمدحُ كما ترى أهلَ الجاهلّية بالوفاء بالنُّذور أنشدني حبَّان بن عِتْبان، عن أبي عبيدة، من الشَّوارد التي لا أربابَ لها، قوله:
أو يبخَلوا لم يحفِلوا إن يغْدِرُوا أو يفجُروا
نَ كأنّهُمْ لم يفعَلُـوا يَغدُوا عليكَ مرجَّلي
مٍ لونَـه يتـخـيَّلُ كأبي بَراقِشَ كلَّ يو
وقال الصَّلتَان السعديُّ، وهو غير الصَّلتان العبْديِّ:
رَ كرُّ الغَداةِ ومرُّ الـعـشـي أشابَ الصغيرَ وأفنَى الكـبـي
أتى بـعـد ذلـك يوم فَـتـي إذا لـيلةٌ هـرَّمْـت يومـهـا
وحاجة من عاشَ لا تنقضـي نروح ونغدُو لـحـاجـاتـنـا
وتبقى له حـاجةٌ مـا بـقـي تموت مع المرءِ حـاجـاتُـه
أرُوني السَّريَّ أرَوْكَ الغنـي إذا قلتَ يَوْمًا لدى مَـعْـشـرٍ
هِ وأوصيت عمرًا فنعم الوَصي ألم تَرَ لقمان أوصـى بـنـي
وسرُّ الثَّلاثةِ غير الـخـفـي وسِرُّك ما كان عـنـدَ امـرئٍ
أنشدني محمَّدُ بن زياد الأعرابيّ:
من الدِّين شيءٌ أن تميل به النَّفسُ ولا تُلبِثُ الأطماعُ من ليس عنـده
بجُمْعِك أن ينهاه عن غيرك الترس ولا يُلْبثُ الدَّحْس الإهاب تـحـوزه
وأنشدني أبو زيدٍ النحويُّ لبعض القدماء:
أرى قمر اللّيلِ المعذَّرَ كالفتَـى وَمهْمَا يكنْ رَيْب المَنُونِ فإنَّنـي
ويعظم حتَّى قيل قد ثاب واستوى يعودُ ضـئيلاً ثـم يرجـعُ دائبـاً
وتكرارُه في إثره بَعْدَ ما مضى كذلك زَيْدُ المرء ثمَّ انتـقـاصـه
وقال أبو النَّجم:
مَرُّ اللَّيالي أبْطئي وأسرعي مَيَّز عَنهُ قُنزَعاً من قنْـزُعِ
ثمَّ إذا واراكِ أُفق فارجعي أفناهُ قِيلُ اللّهِ للشَّمْس اطلعي
وقال عمرو بن هند:
يُناغي نِسَاءَ الحيِّ في طرَّة البُـرْدِ وإن الذي ينهاكم عـن طـلابِـهـا
كما تنقُص النِّيرَانُ من طَرفِ الزّندِ يعَلَّلُ والأيَّام تـنْـقـص عـمْـرَه
وقال ابن ميَّادة:
سافي الرِّياحِ ومستنّ له طُنُب هل ينطقُ الرَّبع بالعَلياء غيّره
وقال أبو العتاهية:
أسرَع في نقص امرئ تمامُه
وقال:
حركاتٌ كأنَّهنّ سكُـون ولمرِّ الفناءٍ في كلِّ شيءٍ
وقال ابن ميّادة:
دَوارِس أدنى عهدِهـنَ قـديمُ أشاقَك بالقِنعِ الـغَـداةَ رُسـومُ
كما لاح في ظهر البنَان وشُوم يلحْنَ وقد جرَّمْنَ عشرين حِجَّةً
وقال آخر:
علَى الضَّجيع وفي أنيابها شنَب في مرفَقيها إذا ما عُونِقتْ جَمَم
وقال ابن ميَّادة في جعفر ومحمد ابني سليمانَ، وهو يعني أمير المؤمنين المنصور:
بِجَدِّ النُّهى إذ يقسِم الخير قاسِمُـهْ وفى لكما يا ابْني سليمان قـاسـم
متى يَلق شيئاً مُحْدَثاً فَهو هادمُـهْ فبيتكُمـا بَـيتٌ رفـيع بـنـاؤه
وكسَّر قَرْني كلِّ كبشٍ يصادمُـهْ لكُمْ كبْشِ صِدق شذَّبَ الشَّولَ عنكم
وأنشد:
وللموتِ بابٌ أنتَ لابدَّ داخلُه تُليح من الموتِ الذي هو واقعٌ
وقال آخر:
عشنْزَرَةٍ مقلَّدةٍ سِخابا أكلكُمُ أقام على عجوزٍ
وقال آخر:
فليتَ شعريَ بعدَ الباب ما الدَّارُ الموتُ بابٌ وكل الناس داخلـه
أجنَّة الخُلْدِ مأوانـا أم الـنَّـارُ لو كنتُ أعلم منْ يدري فيخبرني
وقال آخر:
واعلمْ بأنَّ المرءَ غيرُ مخلَّدِ اصبرْ لكلِّ مصيبةٍ وتجـلّـدِ
فاذكرْ مصابَكَ بالنبيّ محمدِ فإذا ذكرتَ مصيبة تشجى بها
وقال آخر:
دُّنيا ويُسعِدُها القَـمَـرْ والشمس تَنْعَى ساكِنَ ال
رَكَمُ الجَنادِلِ والمَـدَرْ أين الـذين عـلـيهـمُ
ءِ يهزُّ أجنحَةَ السَّحَـرْ أفناهُمُ غَلَس الـعِـشَـا
وكأنَّ قلبَك من حجَـرْ ما للقـلـوب رقـيقةٌ
دُكَ كلَّ يومٍ يُهتَصـرْ ولقلَّما تبْـقـى وعـو
وقال زهير:
إلى مطمئن البرِّ لا يتجمـجـمِ ومن يُوفِ لايُذممْ ومَنْ يُفْضِ قلبه
ومن لا يكرِّم نفسَـه لا يكـرّمِ ومن يغترب يحسَب عدوًّا صديقه
وإنْ خالها تخْفى على النَّاسِ تُعلمِ ومهما تكن ْعندَ امرئ من خليقة
ولا يُعفِها يومًا من الـذّمِّ ينـدَمِ ومن لا يزلْ يسترحلُ النَّاسَ نفسَه
وقال زهير أيضاً:
ضارب حتَّى إذا ما ضارَبُوا اعتنقا يطعنهم ما ارتموا حتى إذا طُعِنُـوا
وقال:
أمام الحيِّ عَقدُهما سـواءُ وجارُ البيتِ والرَّجلُ المنادِي
وسِيَّانِ الكَفـالةُ والـتَّـلاءُ جوارٌ شاهدٌ عدْلٌ علـيكـم
يَمينٌ أو نِفـارٌ أو جِـلاءُ فإن الحقَّ مقْطعُهُ ثـلاث:
فتفهَّمْ هذه الأقسام الثلاثة، كيف فصّلها هذا الأعرابيّ.ُ وقال أيضاً:
ولكنَّ حمْدَ المرءِ ليسَ بمُخْلِـدِ فلو كان حمد يُخلِدُ النَّاسَ لم تمُتْ
فأوْرِثْ بنيك بعضَهـا وتـزوَّدِ ولكنَّ مـنـهُ بـاقـياتٍ وِراثَةً
وإنْ كرهتْه النَّفسُ آخِرُ معْهَـدِ تزوّدْ إلى يوم الممـاتِ فـإنَّـه
وقال الأسديُّ:
وكالخُلد عندي أن أموت ولم أُلَمْ فإني أحبُّ الخُلدَ لو أستـطـيعُ
وقال الحادرة:
بإحساننا إنَّ الثَّناءَ هو الخُلد فأثنوا علينا لا أبا لأبـيكُـم
وقال الغنوي:
ومن الحديث مهالك وخُلودُ فإذا بلغتمْ أهلكم فتحـدَّثـوا
وقال آخر:
جزاءَ العُطَاسِ لا يموت من اتَّأَرْ فقتلاً بتقتيل وعقراً بعـقْـرِكـم
وقال زهير:
والبرُّ كالغَيثِ نبتُـه أَمِـرُ والإثمُ من شرِّ ما تصولِ به
أي كثير، ولو شاء أن يقول:
والبرُّ كالماءِ نبتُه أمر ُ
استقام الشعر، ولكن كان لا يكون له معنى، وإنّما أراد أن النبات يكون على الغيث أجود، ثمَّ قال:
معروفُهُ مُنكَر ولا حصرُ قد أشهَدُ الشَّاربَ المعذَّلَ لا
ينسَوْنَ أحلامَهم إذا سَكِروا في فتيةٍ لَيِّني الـمـآزِرِ لا
فون قضاءً إذا هُمُ نَـذَروا يشوُون للضَيف والعُفاةِ ويُو
يمدحُ كما ترى أهلَ الجاهلّية بالوفاء بالنُّذور أنشدني حبَّان بن عِتْبان، عن أبي عبيدة، من الشَّوارد التي لا أربابَ لها، قوله:
أو يبخَلوا لم يحفِلوا إن يغْدِرُوا أو يفجُروا
نَ كأنّهُمْ لم يفعَلُـوا يَغدُوا عليكَ مرجَّلي
مٍ لونَـه يتـخـيَّلُ كأبي بَراقِشَ كلَّ يو
وقال الصَّلتَان السعديُّ، وهو غير الصَّلتان العبْديِّ:
رَ كرُّ الغَداةِ ومرُّ الـعـشـي أشابَ الصغيرَ وأفنَى الكـبـي
أتى بـعـد ذلـك يوم فَـتـي إذا لـيلةٌ هـرَّمْـت يومـهـا
وحاجة من عاشَ لا تنقضـي نروح ونغدُو لـحـاجـاتـنـا
وتبقى له حـاجةٌ مـا بـقـي تموت مع المرءِ حـاجـاتُـه
أرُوني السَّريَّ أرَوْكَ الغنـي إذا قلتَ يَوْمًا لدى مَـعْـشـرٍ
هِ وأوصيت عمرًا فنعم الوَصي ألم تَرَ لقمان أوصـى بـنـي
وسرُّ الثَّلاثةِ غير الـخـفـي وسِرُّك ما كان عـنـدَ امـرئٍ
أنشدني محمَّدُ بن زياد الأعرابيّ:
من الدِّين شيءٌ أن تميل به النَّفسُ ولا تُلبِثُ الأطماعُ من ليس عنـده
بجُمْعِك أن ينهاه عن غيرك الترس ولا يُلْبثُ الدَّحْس الإهاب تـحـوزه
وأنشدني أبو زيدٍ النحويُّ لبعض القدماء:
أرى قمر اللّيلِ المعذَّرَ كالفتَـى وَمهْمَا يكنْ رَيْب المَنُونِ فإنَّنـي
ويعظم حتَّى قيل قد ثاب واستوى يعودُ ضـئيلاً ثـم يرجـعُ دائبـاً
وتكرارُه في إثره بَعْدَ ما مضى كذلك زَيْدُ المرء ثمَّ انتـقـاصـه
وقال أبو النَّجم:
مَرُّ اللَّيالي أبْطئي وأسرعي مَيَّز عَنهُ قُنزَعاً من قنْـزُعِ
ثمَّ إذا واراكِ أُفق فارجعي أفناهُ قِيلُ اللّهِ للشَّمْس اطلعي
وقال عمرو بن هند:
يُناغي نِسَاءَ الحيِّ في طرَّة البُـرْدِ وإن الذي ينهاكم عـن طـلابِـهـا
كما تنقُص النِّيرَانُ من طَرفِ الزّندِ يعَلَّلُ والأيَّام تـنْـقـص عـمْـرَه
وقال ابن ميَّادة:
سافي الرِّياحِ ومستنّ له طُنُب هل ينطقُ الرَّبع بالعَلياء غيّره
وقال أبو العتاهية:
أسرَع في نقص امرئ تمامُه
وقال:
حركاتٌ كأنَّهنّ سكُـون ولمرِّ الفناءٍ في كلِّ شيءٍ
وقال ابن ميّادة:
دَوارِس أدنى عهدِهـنَ قـديمُ أشاقَك بالقِنعِ الـغَـداةَ رُسـومُ
كما لاح في ظهر البنَان وشُوم يلحْنَ وقد جرَّمْنَ عشرين حِجَّةً
وقال آخر:
علَى الضَّجيع وفي أنيابها شنَب في مرفَقيها إذا ما عُونِقتْ جَمَم
وقال ابن ميَّادة في جعفر ومحمد ابني سليمانَ، وهو يعني أمير المؤمنين المنصور:
بِجَدِّ النُّهى إذ يقسِم الخير قاسِمُـهْ وفى لكما يا ابْني سليمان قـاسـم
متى يَلق شيئاً مُحْدَثاً فَهو هادمُـهْ فبيتكُمـا بَـيتٌ رفـيع بـنـاؤه
وكسَّر قَرْني كلِّ كبشٍ يصادمُـهْ لكُمْ كبْشِ صِدق شذَّبَ الشَّولَ عنكم
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
من يهجى ويذكر بالشؤم
قال دِعبل بن عليّ، في صالح الأفقم - وكان لا يصحبُ رجلاً إلاَّ ماتَ أو قُتِل، أو سقطَتْ منزلته -:
قول امرئٍ شفقٍ عليه محامِ قل للأمينِ أمينِ آل محـمَّـدٍ
في صالحِ بن عطيَّة الحجّامِ إيَّاك أن تُغترَّ عنك صنـيعة
لكنهـنَّ طـوائلُ الإسـلام ليس الصَّنائعُ عندَه بصنـائعٍ
جيشٌ من الطاعون والبِرسامِ اضربْ به نحرَ العدوِّ فإنَّـه
وقال محمد بن عبد اللّه في محمد بن عائشة:
أبداً في كُلِّ عـامِ للِهلالـيّ قـتـيلٌ
وعليَّ بنَ هـشـامِ قَتَلَ الفضلَ بن سهلِ
مِ بأكناف الـشـآمِ وعجيفاً آخر القـو
تَل بالسَّيف الحُسامِ وغدا يطلب من يق
أحمداً خيرَ الأنـام فأعَاذَ اللّـهُ مـنـه
يعني أحمد بن أبي دؤاد.
وقال عيسى بن زينب في الصخري، وكان مشؤوماً:
يأكلُ ما جمَّعَ مِـنْ وَفْـرِ يا قوم مَنْ كـان لـه والـدٌ
يموتُ إن أُصْحِبَهُ الصخري فإنَّ عنـدي لابـنـهِ حـيلة
يبرُد ما طال من العُـمْـر كأنما في كـفّـه مِـبـردٌ
قال دِعبل بن عليّ، في صالح الأفقم - وكان لا يصحبُ رجلاً إلاَّ ماتَ أو قُتِل، أو سقطَتْ منزلته -:
قول امرئٍ شفقٍ عليه محامِ قل للأمينِ أمينِ آل محـمَّـدٍ
في صالحِ بن عطيَّة الحجّامِ إيَّاك أن تُغترَّ عنك صنـيعة
لكنهـنَّ طـوائلُ الإسـلام ليس الصَّنائعُ عندَه بصنـائعٍ
جيشٌ من الطاعون والبِرسامِ اضربْ به نحرَ العدوِّ فإنَّـه
وقال محمد بن عبد اللّه في محمد بن عائشة:
أبداً في كُلِّ عـامِ للِهلالـيّ قـتـيلٌ
وعليَّ بنَ هـشـامِ قَتَلَ الفضلَ بن سهلِ
مِ بأكناف الـشـآمِ وعجيفاً آخر القـو
تَل بالسَّيف الحُسامِ وغدا يطلب من يق
أحمداً خيرَ الأنـام فأعَاذَ اللّـهُ مـنـه
يعني أحمد بن أبي دؤاد.
وقال عيسى بن زينب في الصخري، وكان مشؤوماً:
يأكلُ ما جمَّعَ مِـنْ وَفْـرِ يا قوم مَنْ كـان لـه والـدٌ
يموتُ إن أُصْحِبَهُ الصخري فإنَّ عنـدي لابـنـهِ حـيلة
يبرُد ما طال من العُـمْـر كأنما في كـفّـه مِـبـردٌ
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
شعر في مديح وهجاء
وقال الأعشى:
وما إن بعظمٍ لهُ من وَهَنْ فما إنْ على قلبه غَمـرةٌ
وقال الكميت:
كُرُّوا المعاذيرَ إنَّما حَسبُوا ولم يقلْ عِنْـدَ زَلَّةٍ لـهـمُ
وقال آخر:
شِرارُ الرِّجال من يسيءُ فيُعذرُ فلا تعذراني في الإسـاءةِ إنَّـه
وقال كلثوم بن عمر العتَّابي:
حُشِدتْ عليه نوائبُ الدَّهْـرِ رحل الرَّجاءُ إليك مغتـربـا
وَثنى إليك عنَانَه شُـكـري ردَّت عليك ندامتي أمَـلـي
ورجاء عفوك مُنْتَهَى عُذْري وجعلت عَتْبكَ عتْب موعظةٍ
وقال أعشى بكر:
الإفضالِ والشَّيءُ حيثُ ما جُعلا قلَّدتك الـشِّـعـر يا سـلامة ذا
تَنْزَلَ رعْدُ السَّحابةِ الـسَّـبَـلا والشِّعر يَسْتَنْزِلُ الكريمَ كما اسْ
ما ورَد القومَ لم تكـنْ وشـلا لو كنت ماءً عِدّاً جمـمـتَ إذا
إذْ نجلاهُ فَنِـعْـمَ مـا نَـجـلا أنـجَـبَ آبـاؤه الـكـرامُ بـه
دِ ووَلَّى الـمـلامَة الـرَّجـلا استأثَر اللّهُ بالبَقـاء وبـالـحَـمْ
وقال الكذَّاب الحِرْمازيُّ لقومه، أو لغيرهم:
أو كنتمُ ماءً لكنتم ثَمدا لو كنتمُ شاءً لكنتم نقـدا
أو كنتُم قولاً لكنْتُم فَندا
وقال الأعشى في الثياب:
س إذا شطَّ بالحبيبِ الفِراقُ فعلى مثلها أزورُ بني قـي
سّوءِ حتَّى إذا أفاق أفاقـوا المهينين ما لهم في زمانِ ال
لى وصارتْ لخيمها الأخـلاقُ وإذا ذو الفضول ضنَّ على المو
حى وأعيا المُسيم أيْنُ المسـاقِ ومشى القومُ بالعمادِ إلى الـرَّزْ
ري على عرِقْها الكرامُ العتاقُ أخذوا فضْلهُمْ هناكَ وقـد تـج
حَ وجُـنَّ الـتِّـلاعُ والآفـاقُ وإذا الغيث صوبُهُ وضع القِـدْ
رِ ولا اللَّهوُ فيهمُ والسِّـبـاقَ لم يزدْهُمْ سفاهةً شُربُ الـخـمْ
ناعماً غير أننـي مُـشـتـاقُ واضعاً في سراةِ نَجْرانَ رَحْلي
عن ثَواءٍ وهمُّهُـنَّ الـعِـراقُ في مطايَا أربابُهُـنَّ عِـجَـالٌ
وصَبُوحٌ مباكرٌ واغـتـبـاق دَرْمَكٌُ غُدوةً لـنـا ونـشـيلٌُ
ربَ مِنْهُمْ مصاعِبٌ أفـنـاقُ وندامى بيضُ الوجوةِ كأنَّ الشَّ
دةُ جَمْعاً والخاطِبُ المسْـلاق فيهمُ الخِصْبُ والسَّماحةُ والنـجْ
ومكيثُون والـحـلـومُ وثـاق وأبيُّون لا يُسـامُـون ضـيْمـاً
رابُ بالقَوْمِ والثِّـيابُ رقـاقُ وترى مجلساً يغصُّ به الـمـح
وقال أيضاً في الثّياب:
وقيساً هُمُ خيرُ أربابها أزور يزيدَ وعبدَ المسيحِ
كِ حتّى تُناخِي بأبوابها وكعبة نَجْران حتم علي
وجرُّوا أسافلَ هُدَّابهـا إذا الحِبراتُ تلوّتْ بهِـم
وفي الثّياب يقول الآخر:
لعينٍ تُرَجِّـي أو لأذن تَـسَـمَّـعُ أُسَيْلم ذاكمُ لا خـفـا بـمـكـانـه
وهابَ الرِّجال حَلقةَ البابِ قَعْقعـوا من النَّفرِ البيض الذين إذا انْتَـمَـوْا
وطيب الدِّهانِ رأسه فهـو أنْـزَع جلا الأذفر الأحوى من الْمسك فرقه
له حوك برديْهِ أجادُوا وأوسـعـوا إذا النَّفر السُّود اليمانـون حـاولـوا
وقال كثيّر:
سبيُّ هلالٍ لم تفتق شرانقه يجرِّر سِرْبالاً عليه كـأنّـه
وقال الجعدي:
بِلادُهمُ بأرضِ الخيْزُرانِ أتاني نصرهمْ وَهمُ بَعِـيدٌ
يريد أرض الخصب والأغصانِ اللَّيِّنةِ.
وقال الشاعر:
بكفِّ أرْوَع في عِرنينه شمم في كفِّهِ خَيْزُرانٌ ريحها عبِقٌ
لأن الملك لا يختصرُ إلاَّ بِعُودِ لدْنٍ ناعِمٍ، وقال آخر:
يكاد يدنيها من الأرض لينها تجاوبُها أخرى على خيْزُرانةٍ
وقال آخر:
حديثاً متى ما يأتِكُ الخَيْرُ يَنْفعِ نَبتُّم نباتَ الخيْزرانيِّ في الثرى
وقال المسَيَّبُ بن علس:
كأنَّ وِطابَهُمْ مُوشى الضِّبابِ قِصار الهمِّ إلاَّ في صـديق
وقال الأعشى:
وما إن بعظمٍ لهُ من وَهَنْ فما إنْ على قلبه غَمـرةٌ
وقال الكميت:
كُرُّوا المعاذيرَ إنَّما حَسبُوا ولم يقلْ عِنْـدَ زَلَّةٍ لـهـمُ
وقال آخر:
شِرارُ الرِّجال من يسيءُ فيُعذرُ فلا تعذراني في الإسـاءةِ إنَّـه
وقال كلثوم بن عمر العتَّابي:
حُشِدتْ عليه نوائبُ الدَّهْـرِ رحل الرَّجاءُ إليك مغتـربـا
وَثنى إليك عنَانَه شُـكـري ردَّت عليك ندامتي أمَـلـي
ورجاء عفوك مُنْتَهَى عُذْري وجعلت عَتْبكَ عتْب موعظةٍ
وقال أعشى بكر:
الإفضالِ والشَّيءُ حيثُ ما جُعلا قلَّدتك الـشِّـعـر يا سـلامة ذا
تَنْزَلَ رعْدُ السَّحابةِ الـسَّـبَـلا والشِّعر يَسْتَنْزِلُ الكريمَ كما اسْ
ما ورَد القومَ لم تكـنْ وشـلا لو كنت ماءً عِدّاً جمـمـتَ إذا
إذْ نجلاهُ فَنِـعْـمَ مـا نَـجـلا أنـجَـبَ آبـاؤه الـكـرامُ بـه
دِ ووَلَّى الـمـلامَة الـرَّجـلا استأثَر اللّهُ بالبَقـاء وبـالـحَـمْ
وقال الكذَّاب الحِرْمازيُّ لقومه، أو لغيرهم:
أو كنتمُ ماءً لكنتم ثَمدا لو كنتمُ شاءً لكنتم نقـدا
أو كنتُم قولاً لكنْتُم فَندا
وقال الأعشى في الثياب:
س إذا شطَّ بالحبيبِ الفِراقُ فعلى مثلها أزورُ بني قـي
سّوءِ حتَّى إذا أفاق أفاقـوا المهينين ما لهم في زمانِ ال
لى وصارتْ لخيمها الأخـلاقُ وإذا ذو الفضول ضنَّ على المو
حى وأعيا المُسيم أيْنُ المسـاقِ ومشى القومُ بالعمادِ إلى الـرَّزْ
ري على عرِقْها الكرامُ العتاقُ أخذوا فضْلهُمْ هناكَ وقـد تـج
حَ وجُـنَّ الـتِّـلاعُ والآفـاقُ وإذا الغيث صوبُهُ وضع القِـدْ
رِ ولا اللَّهوُ فيهمُ والسِّـبـاقَ لم يزدْهُمْ سفاهةً شُربُ الـخـمْ
ناعماً غير أننـي مُـشـتـاقُ واضعاً في سراةِ نَجْرانَ رَحْلي
عن ثَواءٍ وهمُّهُـنَّ الـعِـراقُ في مطايَا أربابُهُـنَّ عِـجَـالٌ
وصَبُوحٌ مباكرٌ واغـتـبـاق دَرْمَكٌُ غُدوةً لـنـا ونـشـيلٌُ
ربَ مِنْهُمْ مصاعِبٌ أفـنـاقُ وندامى بيضُ الوجوةِ كأنَّ الشَّ
دةُ جَمْعاً والخاطِبُ المسْـلاق فيهمُ الخِصْبُ والسَّماحةُ والنـجْ
ومكيثُون والـحـلـومُ وثـاق وأبيُّون لا يُسـامُـون ضـيْمـاً
رابُ بالقَوْمِ والثِّـيابُ رقـاقُ وترى مجلساً يغصُّ به الـمـح
وقال أيضاً في الثّياب:
وقيساً هُمُ خيرُ أربابها أزور يزيدَ وعبدَ المسيحِ
كِ حتّى تُناخِي بأبوابها وكعبة نَجْران حتم علي
وجرُّوا أسافلَ هُدَّابهـا إذا الحِبراتُ تلوّتْ بهِـم
وفي الثّياب يقول الآخر:
لعينٍ تُرَجِّـي أو لأذن تَـسَـمَّـعُ أُسَيْلم ذاكمُ لا خـفـا بـمـكـانـه
وهابَ الرِّجال حَلقةَ البابِ قَعْقعـوا من النَّفرِ البيض الذين إذا انْتَـمَـوْا
وطيب الدِّهانِ رأسه فهـو أنْـزَع جلا الأذفر الأحوى من الْمسك فرقه
له حوك برديْهِ أجادُوا وأوسـعـوا إذا النَّفر السُّود اليمانـون حـاولـوا
وقال كثيّر:
سبيُّ هلالٍ لم تفتق شرانقه يجرِّر سِرْبالاً عليه كـأنّـه
وقال الجعدي:
بِلادُهمُ بأرضِ الخيْزُرانِ أتاني نصرهمْ وَهمُ بَعِـيدٌ
يريد أرض الخصب والأغصانِ اللَّيِّنةِ.
وقال الشاعر:
بكفِّ أرْوَع في عِرنينه شمم في كفِّهِ خَيْزُرانٌ ريحها عبِقٌ
لأن الملك لا يختصرُ إلاَّ بِعُودِ لدْنٍ ناعِمٍ، وقال آخر:
يكاد يدنيها من الأرض لينها تجاوبُها أخرى على خيْزُرانةٍ
وقال آخر:
حديثاً متى ما يأتِكُ الخَيْرُ يَنْفعِ نَبتُّم نباتَ الخيْزرانيِّ في الثرى
وقال المسَيَّبُ بن علس:
كأنَّ وِطابَهُمْ مُوشى الضِّبابِ قِصار الهمِّ إلاَّ في صـديق
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
عين الرضا وعين السخط
وقال المسيب بن علس:
حَسَنٌ برأي العين ما تمِقُ تامتْ فؤادك إذ عرضْتَ لها
وقال ابن أبي ربيعة:
حسنٌ في كلِّ عينٍ من تودّْ
وقال عبد اللّه بن معاوية:
ولكنَّ عينَ السُّخط تُبْدي المساويا وعين الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ
وقال رَوْح أبو همَّام:
وعينُ أخي الرِّضا عن ذاكَ تَعْمى وعينُ السُّخْطِ تبصِرُ كـلَّ عـيبِ
وقال المسيب بن علس:
حَسَنٌ برأي العين ما تمِقُ تامتْ فؤادك إذ عرضْتَ لها
وقال ابن أبي ربيعة:
حسنٌ في كلِّ عينٍ من تودّْ
وقال عبد اللّه بن معاوية:
ولكنَّ عينَ السُّخط تُبْدي المساويا وعين الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كليلةٌ
وقال رَوْح أبو همَّام:
وعينُ أخي الرِّضا عن ذاكَ تَعْمى وعينُ السُّخْطِ تبصِرُ كـلَّ عـيبِ
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
شعر وخبر
وقال الفرزدق:
سألتُ ومنْ يَسْألْ عن العِلم يَعـلـمِ ألا خَبِّروني أيَّهـا الـنّـاسُ إنَّـمـا
وما السائل الواعي الأحاديث كالعمي سؤال امرئٍ لم يُغْفِل العلـم صـدرُه
وقيل لِدَغْفَلٍ: أنَّى لك هذا العلم? قال: لسانٌ سَؤُولٌ، وقلبٌ عقول وقال النابغة:
وغُودِرَ بالجوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ فآبَ مُضلِوهُ بعـين جـلـيَّةٍ
مُضِلوه: دافنوه، على حدِّ قوله تعالى: "أإذا ضللنا في الأرضِ".
وقال المخبّل:
وفارسها في الدَّهْرِ قيس بن عاصمِ أضلَّتْ بنو قيس بنِ سَعْدٍ عمـيدهـا
قوال زهيرٌ - أو غيره - في سِنانِ بن أبي حارثة:
ما تبتغي غطفانُ يومَ أضَلَّتِ إن الرَّزيَّة لا رزِيَّةَ مثلـهـا
ولذلك زعم بعضُ النَّاس أنّ سِنان بن أبي حارثة خَرِفَ فذهب على وجهه، فلم يُوجد.
وقال الفرزدق:
سألتُ ومنْ يَسْألْ عن العِلم يَعـلـمِ ألا خَبِّروني أيَّهـا الـنّـاسُ إنَّـمـا
وما السائل الواعي الأحاديث كالعمي سؤال امرئٍ لم يُغْفِل العلـم صـدرُه
وقيل لِدَغْفَلٍ: أنَّى لك هذا العلم? قال: لسانٌ سَؤُولٌ، وقلبٌ عقول وقال النابغة:
وغُودِرَ بالجوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ فآبَ مُضلِوهُ بعـين جـلـيَّةٍ
مُضِلوه: دافنوه، على حدِّ قوله تعالى: "أإذا ضللنا في الأرضِ".
وقال المخبّل:
وفارسها في الدَّهْرِ قيس بن عاصمِ أضلَّتْ بنو قيس بنِ سَعْدٍ عمـيدهـا
قوال زهيرٌ - أو غيره - في سِنانِ بن أبي حارثة:
ما تبتغي غطفانُ يومَ أضَلَّتِ إن الرَّزيَّة لا رزِيَّةَ مثلـهـا
ولذلك زعم بعضُ النَّاس أنّ سِنان بن أبي حارثة خَرِفَ فذهب على وجهه، فلم يُوجد.
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: كتاب الحيوان المجلد الثالث - للجاحظ
من هام على وجهه فلم يوجد
ويزعمون أنَّ ثلاثة نفرٍ هامُوا على وجُوههم فلم يُوجَدوا: طالب بن أبي طالب، وسنان بن أبي حارثة، ومرداس بن أبي عامر.
وقال جرير:
عليَّ من الفضْلِ الذي لا يرى ليا وإني لأستحْيي أخي أنْ أرى لـه
وقال امرؤ القيس:
قليلُ الهمومِ ما يبيتُ بأوجالِ وهل يَعِمَنْ إلاَّ خليٌّ منَعَّـمٌ
وقال الأصمعي: هو كقولهم: استراحَ منْ لا عَقْل له.
وقال ابن أبي ربيعة:
وريَّانُ مُلْتفُّ الحدائق أخْضَرُ وأعجبها مِنْ عيشها ظِلُّ غرفةٍ
فليستْ لشيءٍ آخِرَ اللَّيلِ تسهرُ ووالٍ كفاها كلَّ شيءٍ يَهُمُّهـا
ويزعمون أنَّ ثلاثة نفرٍ هامُوا على وجُوههم فلم يُوجَدوا: طالب بن أبي طالب، وسنان بن أبي حارثة، ومرداس بن أبي عامر.
وقال جرير:
عليَّ من الفضْلِ الذي لا يرى ليا وإني لأستحْيي أخي أنْ أرى لـه
وقال امرؤ القيس:
قليلُ الهمومِ ما يبيتُ بأوجالِ وهل يَعِمَنْ إلاَّ خليٌّ منَعَّـمٌ
وقال الأصمعي: هو كقولهم: استراحَ منْ لا عَقْل له.
وقال ابن أبي ربيعة:
وريَّانُ مُلْتفُّ الحدائق أخْضَرُ وأعجبها مِنْ عيشها ظِلُّ غرفةٍ
فليستْ لشيءٍ آخِرَ اللَّيلِ تسهرُ ووالٍ كفاها كلَّ شيءٍ يَهُمُّهـا
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
صفحة 12 من اصل 13 • 1, 2, 3 ... , 11, 12, 13
مواضيع مماثلة
» كتاب الحيوان للجاحظ المجلد الأول
» تابع كتاب الحيوان للجاحظ المجلد الأول
» تابع كتاب الحيوان للجاحظ المجلد الأول
» كتاب الزكاة - شرح الموطأ - المجلد الثالث
» تابع كتاب الحيوان للجاحظ
» تابع كتاب الحيوان للجاحظ المجلد الأول
» تابع كتاب الحيوان للجاحظ المجلد الأول
» كتاب الزكاة - شرح الموطأ - المجلد الثالث
» تابع كتاب الحيوان للجاحظ
صفحة 12 من اصل 13
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى