alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:32 pm

حرير ، و غير ذلك مما هو مشروح في التوراة . و بعمل تابوت من خشب الشمشاد طول ذراعين و نصف في عرض ذراعين في ارتفاع ذراع و نصف مصفحا بالذهب الخالص من داخل و خارج ، و له أربع حلق في أربع زوايا ، و على حافته كروبيان من ذهب يعنون مثالي ملكين بأجنحة و يكونان متقابلين ، و أن يصنع ذلك كله فلان شخص معروف من بني إسرائيل . و أن يعمل مائدة من خشب الشمشاد طول ذراعين في عرض ذراع و نصف بطناب ذهب ، و إكليل ذهب ، بحافة مرتفعة بإكليل ذهب ، و أربع حلق ذهب في أربع نواحيها مغروزة في مثل الرمانة من خشب ملبس ذهبا ، و صحافاً و مصافي و قصاعاً على المائدة كلها من ذهب . و أن يعمل منارة من ذهب ، بست قصبات من كل جانب ثلاث و على كل قصبة ثلاث سرج ، و ليكن في المنارة أربعة قناديل ، و لتكن هي و جميع آلاتها من قنطار من ذهب . و أن يعمل مذبحا للقربان ، و وصف ذلك كله في التوراة بأتم وصف .

و نصبت هذه القبة أول يوم من فصل الربيع و نصبت فيها تابوت الشهادة و تضمن هذا الفصل في التوراة من الأحكام و الشرائع في القربان و النحور و أحوال هذه القبة كثيراً و فيها : أن قبة القربان كانت موجودة قبل عبادة أهل العجل ، و أنها كانت كالكعبة يصلون إليها وفيها ، و يتقربون عندها ، و أن أحوال القربان كانت كلها راجعة إلى هارون عليه السلام بعهد الله إلى موسى بذلك ، و أن موسى صلوات الله عليه كان إذا دخلها يقفون حولها و ينزل عمود الغمام على بابها ، فيخرون عند ذلك سجدا الله عز و جل ، و يكلم الله موسى عليه السلام من ذلك العمود الغمام هو نور و يخاطبه و يناجيه و ينهاه ، و هو واقف عند التابوت صامد لما بين ذينك الكروبيين . فإذا فصل الخطاب يخبر بني إسرائيل بما أوحاه إليه من الأوامر و النواهي ، و إذا تحاكموا إليه في شيء ليس عنده من الله فيه بشيء ، يجيء إلى قبة القربان ، و يقف عند التابوت و يصمد لما بين ذينك الكروبيين فيأتيه الخطاب بما فيه فصل تلك الخصومة .

و لما نجا بنو إسرائيل و دخلوا البرية عند سينا أول المصيف لثلاثة أشهر من خروجهم من مصر ، و واجهوا جبال الشام و بلاد بيت المقدس التي وعدوا بها أن تكون ملكاً لهم على لسان إبراهيم و إسحق و يعقوب صلوات الله عليه بمسيرهم إليها ، و أتوه بإحصاء بني إسرائيل من يطيق حمل السلاح منهم من ابن عشرين فما فوقها فكانوا ستمائة ألف أو يزيدون ، و ضرب عليهم الغزو رتب المصاف و الميمنة و الميسرة ، و عين مكان كل سبط في التعبية و جعل فيه التابوت و المذبح في القلب ، و عين لخدمتها بني لاوى من أسباطهم ، و أسقط عنهم القتال لخدمة القبة ، و سار على التعبية سالكاً على برية فاران ، و بعثوا منهم اثني عشر نقيبا من جميع الأسباط فأتوهم بالخبر عن الجبارين كان منهم كالب بن يوفنا بن حصرون بن بارص بن يهوذا بن يعقوب ، و يوشع بن نون بن أليشامع بن عميهون بن بارص بن لعدان بن تاحن بن تالح بن أراشف بن رافح بن بريعا بن أفرايم بن يوسف بن يعقوب ، فاستطابوا البلاد و استعظموا العدو من الكنعانيين و العمالقة ، و رجعوا إلى قومهم يخبرونهم الخبر و خذلوهم ، إلا يوشع و كالب فقالا لهم ما قالا و هما الرجلان اللذان أنعم الله عليهما . و خامر بنو إسرائيل عن اللقاء ، و أبوا من السير إلى عدوهم ، و الأرض التي ملكهم الله ، إلى أن يهلك الله عدوهم على غير أيديهم .

فسخط الله ذلك منهم و عاقبهم بأن لا يدخل الأرض المقدسة أحد من ذلك الجيل إلا كالبا و يوشع . و إنما يدخلها أبناؤهم و الجيل الذي بعدهم ، فأقاموا كذلك أربعين سنة في برية سينا و فاران ، يترددون حوالي جبال الشراة ، و أرض ساعير ، و أرض بلاد الكرك و الشوبك ، و موسى صلوات الله عليه بين ظهرانيهم يسأل الله لطفه بهم و مغفرته و يدفع عنهم مهالك سخطه ، و شكوا الجوع ، فبعث الله لهم المن حبات بيض منتشرة على الأرض مثل ذرير الكزبرة ، فكانوا يطحنونه و يتخذون منه الخبز لأكلهم . ثم قرموا إلى اللحم فبعث لهم السلوى طيراً يخرج من البحر ، و هو طير السماني ، فيأكلون منه ، و يدخرون ثم طلبوا الماء ، فأمر أن يضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً ، و أقاموا على ذلك ثم ارتاب واحد منهم اسمه فودح بن إيصهر بن قاهث ، و هو ابن عم موسى بن عمران بن قاهث ، فارتاب هو وجماعة منهم من بني إسرائيل بشأن موسى ، و اعتمدوا مناصبته فأصابتهم قارعة و خسفت بهم و به الأرض و أصبحوا عبرة للمعتبرين . و اعتزم بنوا إسرائيل على الاستقالة مما فعلوه و الزحف إلى العدو ، و نهاهم موسى عن ذلك فلم ينتهوا و صعدوا جبل العمالقة فحاربهم أهل ذلك الجبل فهزموهم و قتلوهم في كل وجه . فأمسكوا و أقام موسى على الاستغفار لهم ، فأرسل إلى ملك أدوم يطلب الجواز عليه إلى الأرض المقدسة فمنعهم ، و حال دون ذلك .ثم قبض هارون صلوات الله عليه لمائة و ثلاثة و عشرين سنة من عمره ، و لأربعين سنة من يوم خروجهم من مصر ، و حزن له بنو إسرائيل لأنه كان شديد الشفقة عليهم ، و قام بأمره الذي كان يقوم به ابنه العيزار ، ثم زحف بنو إسرائيل إلى بعض ملوك كنعان ، فهزموهم و قتلوهم و غنموا ما أصابوا معهم ، و بعثوا إلى سيحون ملك العموريين من كنعان في الجواز في أرضه إلى الأرض المقدسة فمنعهم و جمع قومه و غزا بني اسرائيل في البرية ، فحاربوه و هزموه و ملكوا بلاده إلى حد بني عمون ، و نزلوا مدينته و كانت لبني مؤاب . و تغلب عليها سيحون . ثم قاتلوا عوجا و قومه من كنعان و هو المشهور بعوج بن عوق ، و كان شديد البأس فهزموه و قاتلوه و بنيه و أثخنوا في أرضه ، و ورثوا أرضهم إلى الأردن بناحية أريحا . و خشي ملك بني مؤاب من بني إسرائيل ، و استجاش بمن يجاوره من بني مدين و جمعهم ، ثم أرسل إلى بلعام بن باعورا و كان ينزل في التخم بين بلاد بني عمون و
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:34 pm

بني مؤاب ، و كان مجاب الدعوة معبراً للأحلام . و استدعاه ليستعين بدعائه ، و أتاه الوحي بالنهي عن الدعاء ، و ألح عليه ذلك الملك و أصعده إلى الأماكن الشاهقة ، و أراه معسكر بني إسرائيل منها ، فدعا لهم و أنطقه الله بظهورهم و أنهم يملكون إلى الموصل . ثم تخرج أمة من أرض الروم فيغلبون عليهم ، فغضب الملك و انصرف بلعام إلى بلاده .

و فشا بني إسرائيل الزنا ببنات مؤاب و مدين فأصابهم الموتان ، فهلك منهم أربعة و عشرون ألفاً . و دخل فحناص بن لغزرا على رجل من بني إسرائيل في خيمته و معه امرأة من بني مدين قد أدخلها للزنا بمرأى من بني إسرائيل ، فطعنها برمحه و انتظمها و ارتفع الموتان عن بني إسرائيل . ثم أمر الله موسى و ألعازر بن هارون بإحصاء بني اسرائيل بعد فناء الجبل الذي أحصاهم موسى و هارون ببربة سينا ، و انقضاء الأربعين سنة التي حرم الله عليهم فيها دخول تلك الأرض ، و أن يبعث بعثا من بني إسرائيل إلى مدين الذين أعانوا بني مؤاب ، فبعث اثني عشر ألفا من بني إسرائيل و عليهم فنحاص بن العيزر بن العزر بن هارون ، فحاربوا بني مدين و قتلوا ملوكهم و سبوا نساءهم و ملكوا أموالهم ، و قسم ذلك في بني إسرائيل بعد أن أخذ منه الله ، و كان فيمن قتل بلعام بن باعورا ، ثم قسم الأرض التي ملك من بني مدين و العموريين و بني عمون و بني مؤاب ، ثم ارتحل بنو إسرائيل و نزلوا شاطئ الأردن ، و قال الله قد ملكتكم ما بين الأردن و الفرات كما وعدت آباءكم . و نهوا عن قتال عيصو الساكنين ساعير و بني عمون و عن أرضهم . و أكمل الله الشريعة و الأحكام و الوصايا لموسى عليه السلام ، و قبضه إليه لمائة و عشرين سنة من عمره ، بعد أن عهد إلى فتاه يوشع أن يدخل بيني إسرائيل إلى الأرض المقدسة ليسكنوها ، و يعملوا بالشريعة التي فرضت عليهم فيها ، و دفن بالوادي في أرض مؤاب و لم يعرف قبره لهذا العهد .

و قال الطبري : مدة عمر موسى صلوات الله عليه مائة و عشرون سنة ، منها في أيام أفريدون عشرون ، و منها في أيام منوجهر مائة . قال : ثم سار يوشع من بعد موسى إلى أريحا ، فهزم الجبارين و دخلها عليهم . و قال السدي : إن يوشع تنبأ بعد موسى ، و سار إلى أريحا فهزم الجبارين ، و دخلها عليهم ، و أن بلعام بن باعورا كان مع الجبارين يدعو على يوشع ، فلم يستجب له ، و صرف دعاؤه على الجبارين . و كان بلعام من قرى البلقاء ، و كان عنده الاسم الأعظم ، فطلبه الكنعانيون في الدعاء على بني إسرائيل فامتنع ، و ألحوا عليه فأجاب ، و دعا فصرف دعاؤه ، و كان قيامه للدعاء على جبل حسان مطلا على عسكر بني إسرائيل ، هذا خبر السدي في أن دعاء بلعام كان لعهد يوشع . و الذي في التوراة إنه كان لعهد موسى ، و أن بلعام قتل لعهد موسى كما مر في خبر الطبري .

و قال السدي : إن يوشع بعد وفاة موسى صلوات الله عليه أمر أن يعبر ، فسار و معه التابوت تابوت الميثاق ، حتى عبر الأردن ، و قاتل الكنعانيين فهزمهم ، و أن الشمس جنحت للغروب يوم قتالهم و دعا الله يوشع فوقفت الشمس حتى تمت عليهم الهزيمة ، ثم نازل أريحاء ستة أشهر ، و في السابع نفخوا في القرون ، و ضج الشعب ضجة واحدة ، فسقط سور المدينة فاستباحوها و أحرقوها . و كمل الفتح و اقتسموا بلاد الكنعانيين كما أمرهم الله . هذا مساق الخبر عن سيرة موسى صلوات الله عليه و بني إسرائيل أيام حياته و بعد مماته حتى ملكوا أريحا .

و في كتب الإخباريين أن العمالقة الذي كانوا بالشام قاتلهم يوشع فهزمهم و قتل آخر ملوكهم و هو السميدع بن هوبر بن مالك ، و كان لقاؤهم إياه مع بني مدين في أرضهم و في ذلك يقول عوف بن سعد الجرهمي :

ألم تر أن العلقمي بن هوبر بأيلة أمسى لحمه قد تمزعا

ترامت عليه من يهود جحافل ثمانون ألفا حاسرين و درعاً

ذكره المسعودي و قد تقم لنا خلاف النسابة في هؤلاء العمالقة و أنه لعمليق بن ولاذ أو لعمالق بن أليفاز بن عيصو الثاني ، لنسابة بني إسرائيل سار إليه علماء العرب . و أما الأمم الذين كانوا بالشام لذلك العهد ، فأكثرهم لبني كنعان و قد تقدمت شعوبهم ، و بنو أروم أبناء عمون ، و بنو مؤاب أبناء لوط ، و ثلاثتهم أهل يستعير و جبال الشراة و هي بلاد الكرك و الشوبك و البلقا ، ثم بنو فلسطين من بني حام و يسمى ملكهم جالوت هو من الكنعانيين منهم ، ثم بنو مدين ثم العمالقة . و لم يؤذن لبني إسرائيل في غير بلاد الكنعانيين فهي التي اقتسموها و ملكوها و صارت لهم تراثا ، و أما غيرها فلم يكن لهم فيها إلا الطاعة و المغارم الشرعية من صدقة و غيرها .

و في كتب الأخباريين أن بني إسرائيل بعد ملكهم الشام ، بعثوا بعوثهم إلى الحجاز ، و هنالك يومئذ أمة من العمالقة يسمون جاسم ، و كان اسم ملكهم الإرم بن الأرقم ، و كان أوصاهم أن لا يستبقوا منهم من بلغ الحلم فلما ظهروا على العمالقة و قتلوا الأرقم ، استبقوا ابنه وضنوا به عن القتل لوضاءته . و لما رجعوا من بعد الفتح ، وبخهم إخوانهم و منعوهم دخول الشام و أرجعوهم إلى الحجاز ، و ما تملكوا من أرض يثرب ، فنزلوها و استتم لهم فتح في نواحيها ، و من بقاياهم يهود خيبر و قريظة و النضير . قال ابن إسحق قريظة و النضير و التحام و عمرو هو هزل من الخزرج . و قال ابن الصريح : ابن التومان بن السبط بن أليسع بن سعد ابن لاوى بن النمام بن يحتوم بن عازر بن عزر بن هارون عليه السلام . و اليهود لا يعرفون هذه القصة و بعضهم يقول كان ذلك لعهد طالوت و الله أعلم .

الخبر عن حكام بني إسرائيل بعد يوشع إلى أن صار أمرهم إلى الملك و ملك عليهم طالوت
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:38 pm

و لما قبض يوشع صلوات الله عليه بعد استكمال الفتح ، و تمهيد الأمر ، ضيع بنو إسرائيل الشريعة ، و ما أوصاهم به و حذرهم من خلافه ، فاستطالت عليهم الأمم الذين كانوا بالشام ، و طمعوا فيهم من كل ناحية . و كان أمرهم شورى فيختارون للحكم في عامتهم من شاءوا ، و يدفعون للحرب من يقوم بها من أسباطهم ، و لهم الخيار مع ذلك على من يلي شيئاً من أمرهم ، و تارة يكون نبياً يدبرهم بالوحي ، و أقاموا على ذلك نحوا من ثلثمائة سنة لم يكن لهم فيها ملك مستفحل ، و الملوك تناوشهم من كل جهة ، إلى أن طلبوا من نبيهم شمويل أن يبعث عليهم ملكاً ، فكان طالوت ، و من بعده داود ، فاستفحل ملكهم يومئذ و قهروا أعداءهم ، على ما يأتي ذكره بعد . و تسمى هذه المدة بين يوشع و طالوت مدة الحكام و مدة الشيوخ .

و أنا الآن أذكر من كان فيها من الحكام على التتابع معتمداً على الصحيح منه ، على ما وقع في كتاب الطبري و المسعودي ، و مقابلا به صاحب حماة من بني أيوب في تاريخه عن سفر الحكام و الملوك من الإسرائيليات ، و ما نقله أيضاً هروشيوش مؤرخ الروم في كتابه الذي ترجمه للحكم المستنصر من بني أمية قاضي النصارى و ترجمانهم بقرطبة و قاسم بن أصبغ . قالوا كلهم : لما فتح يوشع مدينة أريحاء سار إلى نابلس فملكها و دفن هنالك شلو يوسف عليه السلام ، و كانوا حملوه معهم عند خروجهم من مصر . و قد ذكرنا أنه كان أوصى بذلك عند موته . و قال الطبري : إنه بعد فتح أريحاء نهض إلى بلد عاي من ملوك كنعان ، فقتل الملك و أحرق المدينة ، و تلقاه خيقون ملك عمان ، و بارق ملك أروشليم بالجزي و استذموا بأمانه فأمنهم . و زحف إلى خيقون ملك الأرمانيين من نواحي دمشق فاستنجد بيوشع ، فهزم يوشع ملك الأرمن إلى حوران و استلحمهم و صلب ملوكهم ، و تتبع سائر الملوك بالشام فاستباح منهم واحداً و ثلاثين ملكا . و ملك قيسارية ، و قسم الأرض التي ملكها بين بني إسرائيل ، و أعطى جبل المقدس لكالب ابن يوفنا فسكن مدينة أورشليم ، و أقام مع بني يهودا ، و وضع القبة التي فيها تابوت العهد و المذبح و المائدة و المنارة على الصخرة التي في بيت المقدس . و أما بنو أفرايم فكانوا يأخذون الجزية من الكنعانيين ، ثم قبض يوشع و في سفر الحكام أنه قبض لثمان و عشرين سنة من ملكه ، و هو ابن مائة و عشرين سنة . و قال الطبري : ابن مائة و ستة و عشرين سنة . و الأول أصح . قال : و كان تدبير يوشع لبني اسرائيل في زمن منوشهر عشرين سنة ، و في زمن أفراسياب سبع سنين . و قال أيضا : إن ملك اليمن شمر بن الأملوك من حمير كان لعهد موسى و بني أظفار و أخرج منها العمالقة . و يقال أيضا : كان من عمال الفرس على اليمن . و زعم هشام بن محمد الكلبي أن الفل من الكنعانيين بعد يوشع احتملهم أفريقش بن قيس بن صيفي من سواحل الشام ، في غزاته إلى المغرب التي قتل فيها جرجيس الملك ، و أنه أنزلهم بأقريقية ، فمنهم البربر و ترك معهم صهاجة و كتامة من قبائل حمير انتهى .

و قام بأمر بني إسرائيل بعد يوشع كالب بن يوفنا بن حصرون بن بارص بن يهودا و قد مر نسبه ، و كان فنحاص بن العيزر بن هارون كوهنا ، يتولى أمر صلاتهم و قربانهم ، ثم تنبأ و تنبأ أبوه العيزر و كان كالب مضعفا فأقاما كذلك سبع عشرة سنة . و قال الطبري كان مع كالف في تدبيرهم حزقيل بن يودي ، و يقال له ولد العجوز لأنه ولد بعد أن كبرت أمه و عقمت . و حدث عن وهب بن منبه أن حزقيل هذا دبرهم بعد كالب و لم يقع لهذا ذكر في سفر الحكام . ثم بعد يوشع اجتمع بنو يهودا و بنو شمعون لحرب الكنعانيين ، فغلبوهم و قتلوهم ، و فتحوا أورشيلم و قتلوا ملكها ، ثم فتحوا غزة و عسقلان و ملكوا الجبل كله ، و لم يقتلوا الغور . و أما سبط بنيامين فكان في قسمهم بلد اليونانيين في أرضهم ، و أخذوا منهم الخراج و اختلطوا بهم ، و عبدوا آلهتهم فسلط الله عليهم ملك الجزيرة و اسمه كوشان شقنائم ، و معناه أظلم الظالمين . و يقال إنه ملك الأرمن في الجزيرة و دمشق و ملك حوران و صيدا و حران و يقال و البحرين و يقال أنه من أدوم .

و قال الطبري : من نسل لوط فاستعبد بني إسرائيل ثمان سنين بعد وفاة كالب بن يوفنا ، ثم ولى الحكم فيها عثينئال ابن أخيه قناز ابن يوفنا فحاربهم كوشان هذا ، وأزال ملكته عن بني إسرائيل ، ثم حاربه فقتله و كان له بعد ذلك حروب سائر أيامه مع بني مؤاب و بني عمون أسباط لوط و مع العماليق إلى أن هلك لأربعين سنة من دولته . ثم عبد بنو إسرائيل الأوثان من بعده فسلط الله عليهم ملك بني مؤاب و اسمه عفلون ، بعين مهملة و معجمة ساكنة و لام مضمومة تجلب واواً ساكنة و نون بعدها ، فاستعبدهم ثماني عشرة سنة . ثم قام بتدبيرهم أيهوذ بن كارا من سبط أفرايم ، و قال ابن حزم : من بنيامين ، و ضبط بهمزة ممالة تجلب ياء ثم هاء مضمومة تجلب واوا ثم ذال معجمة فأنقذهم من يد بني مؤاب و قتل ملكهم عفلون بحيلة تمت لهم في ذلك . و هو أنه جاءه رسولا عن بني إسرائيل متنكرا بهدايا و تحف منهم حتى إذا خلا به طعنه فأنقذه و لحق بمكانه من جبل أفرايم ، ثم اجتمعوا و نزلوا فقتلوا من الحرس نحوا من عشرة آلاف ، و غلب ببني إسرائيل بني مؤاب واستلحمهم و هلك لثمانين سنة من دولته .و قام بتدبيرهم بعده شمكار بن عناث من سبط كاد ، و ضبطه بفتح الشين المثلثة بعدها ميم ساكنة و كاف تقرب من مخرج الجيم و يجلب فتحها ألفا و بعدها راء مهملة ، و مات لسنة من ولايته و بنو إسرائيل على حيالهم من المخالفة ، فسلط الله عليهم ملك كنعان و اسمه يافين ، بفاء شفوية تقرب من الباء ، فسرح إليهم قائده سميرا فملك عليهم أمرهم و استعبدهم عشرين سنة . و كانت فيهم كوهنة امرأة متنبئة اسمها دافورا بفاء هوائية تقرب من الباء ، و هي من
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:40 pm

سبط نفطالي ، و قيل من سبط أفرايم ، و قيل كان زوجها بارق ابن أبي نوعم من سبط نفطالي و اسمه البيدوق ، فدعته إلى حرب سميرا فأبى إلا أن تكون معه فخرجت ببني إسرائيل ، و هزموا الكنعانيين ، و قتل قائدهم سميرا و قامت بتدبيرهم أربعين سنة يرادفها زوجها بارق بن أبي نوعم . قال هروشيوش : و على عهدها كان أول ملوك الروم اللطينيين بأنطاكية بنقش بن شطونش و هو أبو القياصرة . ثم توفيت دافورا و بقي بنو إسرائيل فوضى و عادوا إلى كفرهم فسلط الله عليهم أهل مدين و العمالقة .

قال الطبري : و بنو لوط الذي بتخوم الحجاز قهروهم سبع سنين ، ثم تنبأ فيهم من سبط منشى بن يوسف كدعون بن يواش ، و ضبطه بفتح الكاف القريبة من الجيم و سكون الدال المهملة بعدها و عين مهملة مضمومة تجلب واوا بعدها نون ، فقام بتدبيرهم . و قد كان لمدين ملكان أحدهما اسمه رابح و الآخر صلمناع ، فبعث إلى بني إسرائيل عساكره مع قائدين عوديب و زديف ، و أهم بني إسرائيل شأنهم ، فخرج بهم كدعون فهزموا بني مدين ، و غنموا منهم أموالا جمة ، و مكثوا أيام كدعون هذا على استقامة في دينهم ، و غلب لأعدائهم أربعين سنة ، و كان له من الولد سبعون ولدا ، و على عهده بنيت مدينة طرسوس . و قال جرجيس بن العميد : و ملطية أيضا . و لما هلك قام بتدبيرهم ولده أبو مليخ ، و كانت أمه من بني شخام ابن منشى بن يوسف من أهل نابلس ، فأنجدوه بالمال و قتل بني أبيب كلهم ثم نازعوه بنو شخام أخواله الأمر ، و طالت حروبه معهم ، و هلك محاصرا لبعض حصونهم بحجر طرحته عليه امرأة من السور فشدخه . فقال لصاحب سلاحه أجهز علي لئلا يقال قتلته امرأة . و ذلك لثلاث سنين من ولايته .

ثم دبر أمرهم بعده طولاع بن فوا بن داود من سبط يساخر ، و ضبطه بطاء قريبة من التاء تجلب ضمتها واوا ثم لام ألف ثم عين . و قال الطبري هو ابن خال أبي مليخ و ابن عمه . قلت : و الظاهر أنه ابن خاله لأن سبط هذا غير سبط هذا غير ذاك . و قال ابن العميد : هو من سبط يساخر إلا أنه كان نازلا في سائر من جبل أفراييم . فمن هنا و الله أعلم وقع اللبس في نسبه ، و دبرهم ثلاثا و عشرين سنة . قال هروشيوش : و على عهده كان بمدينة طرونية من ملوك الروم اللطينيين برمامش بن بنقش . و ملك ثلاثين سنة و قد مضى ذكره . و لما هلك طولاع قام بتدبيرهم بعده يائير بن كلعاد من سبط منشى بن يوسف و ضبطه بياء مثناة تحتية مفتوحة و ألف ثم همزة مكسورة بعدها ياء أخرى ثم راء مهملة ، و قام في تدبيرهم اثنتين و عشرين سنة ، و نصب أولاده كلهم حكاما في بني إسرائيل و كانوا نحوا من ثلاثين ، فلما هلك طغوا و عبدوا الأصنام ، فسلط الله عليهم بني فلسطين و بني عمون فقهروهم ثماني عشرة سنة .

و قام بتدبيرهم يفتاح من سبط منشى ، و ضبطه بياء مثناة تحتانية و فاء ساكنة و تاء مثناة من فوق بفتحة تجلب ألفا ثم حاء مهملة ، فلما قام بأمرهم طلب ضريبة النحل من بني عمون فامتنعوا من إعطائها و كانوا ملوكاً منذ ثلثمائة سنة ، فقاتلهم و غلبهم عليها و على اثنتين و عشرين قرية معها ، ثم حارب سبط أفراييم و كانوا مستبدين وحدهم عن بني إسرائيل ، فأرادهم على اتفاق الكلمة و الدخول في الجماعة حتى استقاموا على ذلك ، و أقام في تدبيرهم ست سنين . و على عهده أصابت بلاد يونان المجاعة العظيمة التي هلك فيها أكثرهم .

و لما هلك قام بتدبيرهم أبصان من سبط يهودا من بيت لحم ، و ضبطه بهمزة مفتوحة و باء موحدة ساكنة و صاد مهملة بفتحة تجلب ألفا و بعدها نون ، و يقال أنه جد داود عليه السلام ، بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناذاب بن رم بن حصرون بن بارص بن يهودا . و حصرون هذا هو جد كالب بن يوفنا الذي دبرهم بعد يوشع . و نحشون كان سيد بني يهود العهد خروجهم من مصر مع موسى عليه السلام ، و هلك في التيه . و دخل ابنه سلمون أريحا مع يوشع و نزل بيت لحم على أربعة أميال من بيت المقدس . قال هروشيوش : في أيام أبصان هذا كان انقراض ملك السريانيين ، و خروج القوط و حروبهم مع النبط .

و أقام أبصان في تدبير بني إسرائيل سبع سنين ثم هلك . فقام بتدبيرهم إيلون من سبط زبولون و ضبطه بهمزة مكسورة تجلب ياء ثم لام مضمومة تجلب واوا ثم نون ، فدبرهم عشر سنين ثم هلك . فدبرهم عبدون بن هلال بن سبط أفراييم ثمان سنين . و قال ابن العميد اسمه عكرون بن هليان و كان له أربعون ابنا و ثلاثون حافدا . قال هروشيوش : و في أيامه خربت مدينة طرونة قاعدة الروم اللطينيين خربها الروم الغريقيون في فتنة بينهم . و لما هلك عبدون دفن بأرض أفراييم في جبال العمالقة و اختلف بنو إسرائيل بعده و عبدوا الأصنام و سلط الله عليهم بني فلسطين فقهروهم أربعين سنة ، ثم تخلصهم من أيديهم شمشون بن مانوح من سبط دان ، و يعرف بشمشون القوي لفضل قوة كانت في يده و يعرف أيضاً بالجبار و كان عظيم سبطه ، و دبر بني إسرائيل عشر سنين بل عشرين سنة ، و كثرت حروبه مع بني فلسطين ، و أثخن فيهم و

أتيح لهم عليه في بعض الأيام فأسروه ثم حملوه و حبسوه . استدعاه ملكهم بعض الأيام إلى بيت آلهتهم ليكلمه فامسك عمود البيت ، و هزه بيده فسقط البيت على من فيه و ماتوا جميعا . و لما هلك اضطربت بنو إسرائيل و افترقت كلمتهم و انفرد كل سبط بحاكم يولونه منهم ، و الكهونية فيهم جميعا في عقب العيزار بن هرون من لدن وفاة هرون عليه السلام بتوليته موسى صلوات الله عليه بالوحي ، و معنى الكهنونية إقامة القرابين من الذبح و البخور على شروطها و أحكامها الشرعية عندهم . و قال ابن العميد : إنه ولي تدبيرهم بعد شمشمون حاكم
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:44 pm

آخر اسمه ميخائيل بن راعيل ، دبرهم ثمان سنين ، و لم تكن طاعته فيهم مستحكمة ، و أن الفتنة وقعت بين بني إسرائيل ففني فيها سبط بنيامين عن آخرهم .

ثم سكنت الفتنة و كان الكوهن فيهم لذلك العهد عالي بن بيطات بن حاصاب بن إليان بن فنحاص بن العيزار بن هرون ، و قيل من ولد ايتامار بن هرون ، و ضبطه بعين مهملة مفتوحة تجلب ألفا ثم لام مكسورة تجلب ياء تحتانية . فلما سكنت الفتنة كانوا يجرعون إليه في أحكامهم و حروبهم . و كان له ابنان عاصيان ، فدفعهما إلى ذلك ، و كثر لعهده قتال بني فلسطين ، و فشا المنكر من ولديه ، و أمر بدفعهم عن ذلك فلم يزدادوا إلا عتوا و طغيانا ، و أنذر الأنبياء بذهاب الأمر عنه و عن ولده ، ثم هزمهم بنو فلسطين في بعض أيامهم و أصابوا منهم ، فتذامر بنو إسرائيل ، و احتشدوا و حملوا معهم تابوت العهد ، و لقيهم بنو فلسطين ، فانهزم بنو إسرائيل أمامهم و قتلوا ابنا عالي كوهن كما أنذر به أبوهما و شمويل . و بلغ أباهما الكوهن خبر مقتلهما فمات أسفا لأربعين سنة من دولته ، و غنم بنو فلسطين التابوت فيما غنموه ، و احتملوه إلى بلادهم بعسقلان و غزة ، و ضربوا الجزية على بني إسرائيل ، ولما مضى القوم بالتابوت فيما حكى الطبري ، وضعوه عند آلهتهم فقلاها مرارا فأخرجوه إلى ناحية من القرية ، فأصيبوا فتبادروا بإخراجه و حملوه على بقرتين لهما تبيعان و وضعتاه عند أرض بني إسرائيل ، و رجعتا إلى ولديهما و أقبل إليه بنو إسرائيل فكان لا يدنوا منه أحد إلا مات حتى أذن شمويل لرجلين منهم حملاه إلى بيت أمهما و هي أرملة فكان هنالك حتى ملك طالوت . و كان ردهم التابوت لسبعة أشهر من يوم حملوه ، و كان عالي الكوهن قد كفل ابن عمه بن الكنابن يوام بن إلياهد بن ياو بن سوف . و سوف هو أخو حاصاب بن البلى بن يحاص .

و قيل إن شمويل من عقب فورح و هو قارون بن يصهار بن قاهاث بن لاوى . و نسبه إليه شمويل بن القنا بن يروحام بن أليهوذ بن يوحا بن صوب بن ألقانا بن يويل بن عزيز ابن صنعينا بن ثاحت بن أسر بن القانا بن النشاسات بن قارون . و كانت أمه نذرت أن تجعله خادما في المسجد ، و ألقته هنالك فكلفه عالي و أوصى له بالكهونية ، ثم أكرمه الله بالنبوة ، و ولاه بنو إسرائيل أحكامهم فدبرهم عشر سنين . و قال جرجيس بن العميد : عشرين سنة و نهاهم عن عبادة الأوثان فانتهوا و حاربوا أهل فلسطين و استردوا ما كانوا أخذوا لهم من القرى و البلاد ، و استقام أمرهم ثم دفع الأمر إلى ابنيه يؤال و أبيا ، و كانت سيرتهما سيئة . فاجتمع بنو إسرائيل إلى شمويل ، و طلبوه أن يسأل الله في ولاية ملك عليهم ، فجاء الوحي بولاية طالوت . فولاه و صار أمر بني إسرائيل ملكا بعد أن كان مشيخة ، و الله معقب الأسر بحكمته لا رب غيره .



الخبر عن ملوك بني إسرائيل بعد الحكام ثم افترق أمرهم و الخبر عن دولة بني سليمان بن داود على السبطين يهوذا و بنيامين بالقدس إلى انقراضها

لما نقم بنو إسرائيل على يؤال و أبيا ابني شمويل ما نقموا من أمورهم ، و اجتمعوا إلى شمويل ، و سألوه من الله أن يبعث لهم ملكا يقاتلون معه أعداءهم و يجمع نشرهم و يدفع الذل عنهم ، فجاء الوحي بأن يولي الله طالوت و يدهنه بدهن القدس ، فأبوا بعد أمر شمويل بأن يستهموا عليه ، فاستهموا على بني آبائهم ، فخرج السهم على طالوت و كان أعظمهم جسما فولوه ، و اسمه عند بني إسرائيل شاول بن قيس بن أفيل ، بالفاء الهوائية القريبة من الباء ، ابن صاروا بن نحورت بن أفياح ، فقام بملكهم ، و استوزر أفنين ابن عمه نير بن أفيل . و كان لطالوت من الولد يهوناتان و ملكيشوع و تشبهات و أنبياداف . و قام طالوت بملك بني إسرائيل ، و حارب أعداءهم من بني فلسطين و عمون و مؤاب و العمالقة و مدين فغلب جميعهم ، و نصر بنو إسرائيل نصراً لا كفاء له . و أول من زحف إليهم ملك بني عمون و نازل قرية بلقاء فهجم عليهم طالوت ، و هو في ثلثمائة ألف من بني إسرائيل فهزمهم و استلحمهم ، ثم أغزى ابنه في عساكر بني إسرائيل إلى فلسطين فنال منهم ، و اجتمعوا لحرب بني إسرائيل فزحف إليهم طالوت و شمويل فانهزموا و استلحمهم بنو اسرائيل ، و أمر شمويل أن يسير إلى العمالقة و أن يقتلهم و دوابهم ففعل ، و استبقى ملكهم أعاع مع بعض الأنام ، فجاء الوحي إلى شمويل بأن الله قد سخطه و سلبه الملك فخبره بذلك ، و هجره شمويل فلم يره بعد .و أمر شمويل أن يقدس داود ، و بعث له بعلامته فسار إلى بني يهوذا في بيت لحم ، و جاء به أبوه أيشا فمسحه شمويل ، و سلب طالوت روح الجسد ، و حزن لذلك ثم قبض شمويل و زحف جالوت و بنو فلسطين إلى بني إسرائيل فبرز إليهم طالوت في العساكر و فيهم داود بن إيشا من سبط يهوذا ، و كان صغيرا يرعى الغنم لأبيه ، و كان يقذف بالحجارة في مخلاته فلا تكاد تخطئ . قال الطبري : و كان شمويل قد أخبر طالوت بقتل جالوت ، و أعطاه علامة قاتلة ، فاعترض بني إسرائيل حتى رأى العلامة فيه فسلمه و أقام في المصاف . و قد احتمل الحجارة في مخلاته ، فلما عاين جالوت قذفه بحجارة فصكه في رأسه و مات ، و انهزم بنو فلسطين ، و حصل النصر . فاستخلص طالوت حينئذ داود و زوجه ابنته ، و جعله صاحب سلاحه ، ثم ولاه على الحروب فاستكفى به . و كان عمره حينئذ فيما قال الطبري ثلاثين سنة . و أحبه بنو إسرائيل ، و اشتملوا عليه ، و ابتلي طالوت و بنوه بالغيرة منه ، و هم بقتله و نفذ لذلك مراراً ، ثم حمل ابنه يهونتان على قتله ، فلم يفعل لخلة و مصافاة كانت بينهما ودس إلى داود بدخيلة أبيه فيه ، فلحق بفلسطين و أقام فيهم أياما ، ثم إلى بني مؤاب كذلك ، ثم رجع إلى سبطه يهوذا بنواحي بيت المقدس ، فأقام فيهم يقاتل معهم بني فلسطين في
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:47 pm

سائر حروبهم ، حتى إذا شعر به طالوت طلب بني يهوذا بإسلامه إليه ، فأبوا فزحف إليهم فأخرجوه عنهم ، و لحق ببني فلسطين و قاتلهم طالوت في بعض الأيام فهزموه ، و اتبعوه و أولاده يقاتلون دونه حتى قتل يهونتان و مشوى و ملكيشوع و بنو فلسطين في اتباعه حتى إذا أيقن بالهلكة قتل نفسه بنفسه . و ذكر فيما قال الطبري لأربعين سنة من ملكه .

ثم جاء داود إلى بني يهوذا فملكوه عليهم ، و هو داود بن إيشا بن عوفذ ، بالفاء الهوائية ، ابن بوغر و اسمه أفصان بالفاء الهوائية و الصاد المشمة . و قد قدمنا ذكره في حكام بني اسرائيل بن سلمون الذي نزل بيت لحم لأول الفتح ابن نحشون سيد بني يهوذا عند الخروج من مصر ابن عميناذاب بن إرم بن حصرون بن بارص بن يهوذا ، هكذا نسبه في كتاب اليهود و النصارى ، و أنكره ابن حزم قال : لأن نحشون مات بالتيه و إنما دخل القدس ابنه سلمون ، و بين خروج بني إسرائيل من مصر و ملك داود ستمائة سنة باتفاق منهم ، و الذي بين داود و نحشون أربعة آباء ، فإذا قسمت الستمائة عليهم يكون كل واحد منهم إنما ولد له بعد المائة و الثلاثين سنة و هو بعيد .

و لما ملك داود على بني يهوذا نزل مدينتهم حفرون بالفاء الهوائية ، و هي قرية الخليل عليه السلام لهذا العهد ، و اجتمع الأسباق كلهم إلى يشوشات بن طالوت ، فملكه في أورشليم و قام بأمره وزير أبيه أفنيد و قد مر نسبه .

و في كتاب أسفار الملوك من الإسرائيليات أن رجلا جاء الداود بعد وفاة طالوت ، فأخبره بمهلكه و مهلك أولاده في هزيمتهم أمام بني فلسطين ، و أمر هذا الرجل أن يقتله لما أدركوه ، فقتله و جاء بتاجه و دملجه إلى داود ، و انتسب إلى العمالقة ، فقتله داود بقتله ، و بكى على طالوت ، و ذهب إلى سبط يهوذا بأرض حفرون بالفاء القريبة من الباء ، و هي قرية الخليل لهذا العهد ، و أقام شيوشيات بن طالوت في أورشليم ، و الأسباط كلهم مجتمعون عليه ، و أقامت الحرب بينهم و بين داود أكثر من سنتين ، ثم وقع الصلح بينهم و المهادنة ، و أذعن الأسباط إلى داود و تركوه ، ثم اغتاله بعض قواده و جاء برأسه إلى داود فقتله به . و أظهر عليه الحزن و الأسف و كفل أخواته و بنيه أحسن كفالة .

و استبد داود بملك بني إسرائيل لثلاثين سنة من عمره و قاتل بني كنعان فغلبهم ، ثم طالت حروبه مع بني فلسطين ، و استولى على كثير من بلادهم ، ورتب عليهم الخراج ، ثم حارب أهل مؤاب و عمون و أهل أدوم و ظفر بهم و ضرب عليهم الجزية ، ثم خرب بلادهم بعد ذلك ، و ضرب الجزية على الأرمن بدمشق و حلب ، و بعث العمال لقبضها . و صانعه ملك أنطاكية بالهدايا و التحف ، و اختط مدينة صهيون و سكنها و اعتزم على بناء مسجد في مكان القبة التي كانوا يضعون بها تابوت العهد و يصلون إليها . فأوحى الله إلى دانيال نبي على عهده أن داود لا يبني و إنما يبنيه ابنه و يدوم ملكه فسر داود بذلك . ثم انتفض عليه ابنه ابشلوم ، و قتل أخاه أمون غيه منه على شقيقه بأمان و هرب . ثم استماله داود و رده ، و أهدر دم أخيه و صير له الحكم بين الناس . ثم رجع ثانيا لأربع سنين بعدها و خرج معه سائر الأسباط ، و لحق داود بأطراف الشام و قيل لحق بخيبر و ما إليها من بلاد الحجاز ، ثم تراجع للحرب فهزمه داود و أدركه يؤاب وزير داود و قد تعلق بشجرة فقتله ، و قتل في الهزيمة عشرون ألف من بني إسرائيل ، و سيق رأس قشلوط لولي أبيه داود فبكى عليه و حزن طويلا ، و استألف الأسباط و رضي عنهم و رضوا عنه . ثم أحصى بني إسرائيل فكانوا ألف ألف و مائة ألف ، و سبط يهوذا أزيد من أربعمائة ألف . و عوتب في الوحي لأنه أحصاهم بغير إذن ، و أخبره بذلك بعض الأنبياء لعهده .

و أقام داود صلوات الله عليه في ملكه و الوحي يتتابع عليه ، و سور الزبور تنزل . و كان يسبح بالأوتار و المزامير ، و أكثر المزامير المنسوبة إليه في ذكر التسبيح و شأنه . و فرض على الكهنونية من سبط لاوى التسبيح بالمزامير قدام تابوت العهد اثني عشر كوهناً لكل ساعة . ثم عهد عند تمام أربعين سنة من دولته لابنه سليمان صلوات الله عليهما ، و مسحه مابان النبي و صادوق الخبر مسحة التقديس ، و أوصى ببناء بيت المقدس . ثم قبض صلوات الله عليه و دفن في بيت لحم ، و كان لعهده من الأنبياء نامان و كاد و آصاف . و كان الكهنون الأعظم أفيثار بن أحليج من عقب عالي الكوهن الذي ذكرناه في الحكام ، و كان من بعده صادوق .

ثم قام بالملك من بعده من بني إسرائيل ابنه سليمان صلوات الله عليه و هو ابن اثنتين و عشرين سنة ، فاستفحل ملكه و غالب الأمم ، و ضرب الجزية على جميع ملوك الشام مثل فلسطين و عمون و كنعان و مؤاب و أدوم و الأرمن ، و أصهر إليه لملوك من كل ناحية ببناتهم ، و كان ممن تزوج بنت فرعون مصر . و كان وزيره يؤاب بن نيثرا و هو ابن أخت داود اسمها صوريا ، و كان وزيرا لداود فلما ولي سليمان استوزره فقام بدولته ثم قتله بعد ذلك ، و استوزر يشوع بن شيداح ، و لأربع سنين من ملكه شرع في بيت المقدس بعهد أبيه إليه بذلك ، فلم يزل إلى آخر دولته بعد أن هدم مدينة انطاكية و بنى مدينة تدمر في البرية و بعث إلى ملك صور ليعينه في قطع الخشب من لبنان ، و أجرى على الفعلة فيه في كل عام عشرين ألف كر من الطعام و مثلها من الزيت و مثلها من الخمر . و كان الفعلة في لبنان سبعين ألفا و لنحت الحجارة ثمانين ألفا و خدمه المناولة سبعون ألفاً ، و كان الوكلاء و العرفاء على ذلك العمل ثلاثة آلاف و ثلثمائة رجل .ثم بنى الهيكل و جعل ارتفاعه مائة ذراع في طول ستين و عرض عشرين . و جعل بدائره كله أروقة و فوقها مناظر ، و جعل بدائر البيت ابريداً من خارج ، و نمقه و جعل الظهر مقورا ليودع فيه تابوت العهد . و صف البيت من داخله و سقفه بالذهب ، و صنع في البيت
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى