تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
زهرة بن كلاب ، و بنو أسد بن عبد العزى بن قصي ، و بنو عبد الدار ، و بنو عبد مناف بن قصي .
فأجمع بنو عبد مناف انتزاع ما بأيدي بني عبد الدار مما جعل لهم قصي ، و قام بأمرهم عبد شمس أسن ولده و اجتمع له من قريش : بنو أسد بن عبد العزى ، و بنو زهرة ، و بنو تيم ، و بنو الحرث . و اعتزل بنو عامر ، و بنو المحارب الفريقين . و صار الباقي من بطون قريش مع بني عبد الدار و هم : بنو سهم ، و بنو جمح ، و بنو عدي ، و بنو مخزوم . ثم عقد كل من الفريقين على أحلافه عقداً مؤكداً ، و أحضر بنو عبد مناف و حلف قومهم عند الكعبة جفنة مملؤة طيباً غمسوا فيها أيديهم تأكيداً للحلف ، فسمي حلف المطيبين . و أجمعوا للحرب و سووا بين القبائل و أن بعضها إلى بعض ، فعبت بنو عبد دار لبني الأسد ، و بنو جمح لبني زهرة ، و بنو مخزوم لبني تيم ، و بنو عدي لبني الحرث . ثم تداعوا للصلح على أن يسلموا لبني عبد مناف السقاية و الرفادة ، و يختص بنو عبد الدار بالحجابة و اللواء فرضي الفريقان و تحاجز الناس .
و قال الطبري قيل ورثها من أبيه . ثم قام بأمر بني عبد مناف هاشم ليساره و قراره بمكة ، و تقلب أخيه عبد شمس في التجارة إلى الشام ، فأحسن هاشم ما شاء في إطعام الحاج و إكرامهم وفدهم . و يقال : إنه أول من أطعم الثريد الذي كان يطعم فهو ثريد قريش الذي قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " . و الثريد لهذا العهد ثريد الخبز بعد أن يطبخ في المقلاة و التنور و ليس من طعام العرب ، إلا أن عندهم طعاماً يسمونه البازين يتناوله الثريد لغة ، و هو ثريد الخبز بعد أن يطبخ في الماء عجيناً رطباً إلى أن يتم نضجه ، ثم يدلكونه بالمغرفة حتى تتلاحم أجزاؤه و تتلازج . و ما أدري هل كان ذلك الطعام كذلك أو لا إلا أن لفظ الثريد يتناوله لغة .و يقال : إن هاشم بن عبد المطلب أول من سن الرحلتين في الشتاء و الصيف للعرب ذكره ابن إسحق ، و هو غير صحيح ، لأن الرحلتين من عوائد العرب في كل جيل لمراعي إبلهم و مصالحها لأن معاشهم فيها ، و هذا معنى العرب و حقيقتهم أنه الجيل الذي معاشهم في كسب الإبل و القيام عليها في ارتياد المرعى وانتجاع المياه و النتاج والتوليد و غير ذلك من مصالحها ، و الفرار بها من أذى البرد عند التوليد إلى القفار و دفئها ، و طلب التلول في المصيف للحبوب و برد الهواء ، و تكونت على ذلك طباعهم فلابد لهم منها ظعنوا أو أقاموا و هو معنى العروبية ، و شعارها أن هاشماً لما هلك و كان مهلكه بغزة من أرض الشام ، تخلف عبد المطلب صغيراً بيثرب فأقام بأمره من بعده بعده ابنه المطلب ، و كان ذا شرف و فضل ، و كانت قريش تسمية الفضل لسماحته ، و كان هاشم قدم يثرب فتزوج في بني عدي و كانت قبلة عند أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفه بن عوف بن عمرو بن عوف بن
فأجمع بنو عبد مناف انتزاع ما بأيدي بني عبد الدار مما جعل لهم قصي ، و قام بأمرهم عبد شمس أسن ولده و اجتمع له من قريش : بنو أسد بن عبد العزى ، و بنو زهرة ، و بنو تيم ، و بنو الحرث . و اعتزل بنو عامر ، و بنو المحارب الفريقين . و صار الباقي من بطون قريش مع بني عبد الدار و هم : بنو سهم ، و بنو جمح ، و بنو عدي ، و بنو مخزوم . ثم عقد كل من الفريقين على أحلافه عقداً مؤكداً ، و أحضر بنو عبد مناف و حلف قومهم عند الكعبة جفنة مملؤة طيباً غمسوا فيها أيديهم تأكيداً للحلف ، فسمي حلف المطيبين . و أجمعوا للحرب و سووا بين القبائل و أن بعضها إلى بعض ، فعبت بنو عبد دار لبني الأسد ، و بنو جمح لبني زهرة ، و بنو مخزوم لبني تيم ، و بنو عدي لبني الحرث . ثم تداعوا للصلح على أن يسلموا لبني عبد مناف السقاية و الرفادة ، و يختص بنو عبد الدار بالحجابة و اللواء فرضي الفريقان و تحاجز الناس .
و قال الطبري قيل ورثها من أبيه . ثم قام بأمر بني عبد مناف هاشم ليساره و قراره بمكة ، و تقلب أخيه عبد شمس في التجارة إلى الشام ، فأحسن هاشم ما شاء في إطعام الحاج و إكرامهم وفدهم . و يقال : إنه أول من أطعم الثريد الذي كان يطعم فهو ثريد قريش الذي قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " . و الثريد لهذا العهد ثريد الخبز بعد أن يطبخ في المقلاة و التنور و ليس من طعام العرب ، إلا أن عندهم طعاماً يسمونه البازين يتناوله الثريد لغة ، و هو ثريد الخبز بعد أن يطبخ في الماء عجيناً رطباً إلى أن يتم نضجه ، ثم يدلكونه بالمغرفة حتى تتلاحم أجزاؤه و تتلازج . و ما أدري هل كان ذلك الطعام كذلك أو لا إلا أن لفظ الثريد يتناوله لغة .و يقال : إن هاشم بن عبد المطلب أول من سن الرحلتين في الشتاء و الصيف للعرب ذكره ابن إسحق ، و هو غير صحيح ، لأن الرحلتين من عوائد العرب في كل جيل لمراعي إبلهم و مصالحها لأن معاشهم فيها ، و هذا معنى العرب و حقيقتهم أنه الجيل الذي معاشهم في كسب الإبل و القيام عليها في ارتياد المرعى وانتجاع المياه و النتاج والتوليد و غير ذلك من مصالحها ، و الفرار بها من أذى البرد عند التوليد إلى القفار و دفئها ، و طلب التلول في المصيف للحبوب و برد الهواء ، و تكونت على ذلك طباعهم فلابد لهم منها ظعنوا أو أقاموا و هو معنى العروبية ، و شعارها أن هاشماً لما هلك و كان مهلكه بغزة من أرض الشام ، تخلف عبد المطلب صغيراً بيثرب فأقام بأمره من بعده بعده ابنه المطلب ، و كان ذا شرف و فضل ، و كانت قريش تسمية الفضل لسماحته ، و كان هاشم قدم يثرب فتزوج في بني عدي و كانت قبلة عند أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفه بن عوف بن عمرو بن عوف بن
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
مالك سيد الأوس لعهده ، فولدت عمرو بن أحيحة و كانت لشرفها تشترط أمرها بيدها في عقد النكاح ، فولت عبد المطلب فسمته شيبة ، و تركه هاشم عندها حتى كان غلاماً . و هلك هاشم فخرج إليه أخوه المطلب فأسلمته إليه بعد تعسف و اغتباط به ، فاحتمله و دخل مكة فرفده على بعيره فقالت قريش : هذا عبد ابتاعه المطلب فسمي شيبة عبد المطلب من يومئذ .
ثم أن المطلب بردمان من اليمن ، فقام بأمر بني هاشم بعده عبد المطلب بن هاشم ، و أقام الرفادة و السقاية للحاج على أحسن ما كان قومه يقيمونه بمكة من قبله ، و كانت له وفادة على ملوك اليمن من حمير و الحبشة ، و قد قدمنا خبره مع ابن ذي يزن و مع أبرهة . و لما أراد حفر زمزم للرؤيا التي رآها ، اعترضته قريش دون ذلك ، ثم حالوا بينه و بين ما أراد منها . فنذر لئن ولد له عشرة من الوالد ثم يبلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم قرباناً لله عند الكعبة ، فلما كملوا عشرة ضرب عليهم القداح عند هبل الصنم العظيم الذي كان في جوف الكعبة على البئر التي كانوا ينحرون فيها هدايا الكعبة ، فخرجت القداح على ابنه عبد الله والد النبي صلى الله عليه و سلم ، وتحير في شأنه ، ومنعه قومه من ذلك ، و أشار بعضهم و هو المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بسؤال العرافة التي كانت لهم بالمدينة على ذلك ، فألفوها بخيبر و سألوها . فقالت : قربوه و عشراً من الإبل و أجيلوا القداح فإن خرجت على الإبل فذلك و إلا فزيدوا في الإبل حتى تخرج عليها القداح و انحروها حينئذ فهي الفدية عنه و قد رضي إلهكم . ففعلوا و بلغت الإبل مائة فنحرها عبد المطلب ، و كانت من كرامات الله به . و عليه قوله صلى الله عليه و سلم " أنا ابن الذبيحين " يعني عبد الله أباه و إسمعيل بن إبراهيم جده اللذين قربا للذبح ، ثم فديا بذبح الأنعام .
ثم إن عبد المطلب زوج ابنه عبد الله بآمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فدخل بها وحملت برسول صلى الله عليه و سلم ، و بعثه عبد المطلب يمتار لهم تمراً فمات هنالك ، فلما أبطأ عليهم خبره بعث في إثره . و قال الطبري : عن الواقدي : الصحيح أنه أقبل من الشام في حي لقريش ، فنزل بالمدينة و مرض بها و مات . أقام عبد المطلب في رياسة قريش بمكة و الكون يصغي لملك العرب و العالم يتمخض بفصال النبوة ، إلى أن وضح نور الله من أفقهم ، و سرى خبر السماء إلى بيوتهم ، و اختلفت الملائكة إلى أحيائهم ، و خرجت الخلافة في أنصبائهم ، و صارت العزة لمضر و لسائر العرب بهم ، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . و عاش عبد المطلب مائة و أربعين سنة و هو الذي احتفر زمزم . قال السهيلي : و لما حفر عبد المطلب زمزم استخرج منه تمثالي غزالين من ذهب و أسيافاً كذلك ، كان ساسان ملك الفرس أهداها إلى الكعبة ، و قيل سابور . و دفنها الحرث بن مضاض في زمزم لما خرج بجرهم من مكة ، فاستخرجها عبد المطلب ، و ضرب الغزالين حليه للكعبة فهو أول من ذهب حلية الكعبة بها ، و ضرب من تلك الأسياف باب حديد و جعله
ثم أن المطلب بردمان من اليمن ، فقام بأمر بني هاشم بعده عبد المطلب بن هاشم ، و أقام الرفادة و السقاية للحاج على أحسن ما كان قومه يقيمونه بمكة من قبله ، و كانت له وفادة على ملوك اليمن من حمير و الحبشة ، و قد قدمنا خبره مع ابن ذي يزن و مع أبرهة . و لما أراد حفر زمزم للرؤيا التي رآها ، اعترضته قريش دون ذلك ، ثم حالوا بينه و بين ما أراد منها . فنذر لئن ولد له عشرة من الوالد ثم يبلغوا معه حتى يمنعوه لينحرن أحدهم قرباناً لله عند الكعبة ، فلما كملوا عشرة ضرب عليهم القداح عند هبل الصنم العظيم الذي كان في جوف الكعبة على البئر التي كانوا ينحرون فيها هدايا الكعبة ، فخرجت القداح على ابنه عبد الله والد النبي صلى الله عليه و سلم ، وتحير في شأنه ، ومنعه قومه من ذلك ، و أشار بعضهم و هو المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بسؤال العرافة التي كانت لهم بالمدينة على ذلك ، فألفوها بخيبر و سألوها . فقالت : قربوه و عشراً من الإبل و أجيلوا القداح فإن خرجت على الإبل فذلك و إلا فزيدوا في الإبل حتى تخرج عليها القداح و انحروها حينئذ فهي الفدية عنه و قد رضي إلهكم . ففعلوا و بلغت الإبل مائة فنحرها عبد المطلب ، و كانت من كرامات الله به . و عليه قوله صلى الله عليه و سلم " أنا ابن الذبيحين " يعني عبد الله أباه و إسمعيل بن إبراهيم جده اللذين قربا للذبح ، ثم فديا بذبح الأنعام .
ثم إن عبد المطلب زوج ابنه عبد الله بآمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فدخل بها وحملت برسول صلى الله عليه و سلم ، و بعثه عبد المطلب يمتار لهم تمراً فمات هنالك ، فلما أبطأ عليهم خبره بعث في إثره . و قال الطبري : عن الواقدي : الصحيح أنه أقبل من الشام في حي لقريش ، فنزل بالمدينة و مرض بها و مات . أقام عبد المطلب في رياسة قريش بمكة و الكون يصغي لملك العرب و العالم يتمخض بفصال النبوة ، إلى أن وضح نور الله من أفقهم ، و سرى خبر السماء إلى بيوتهم ، و اختلفت الملائكة إلى أحيائهم ، و خرجت الخلافة في أنصبائهم ، و صارت العزة لمضر و لسائر العرب بهم ، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . و عاش عبد المطلب مائة و أربعين سنة و هو الذي احتفر زمزم . قال السهيلي : و لما حفر عبد المطلب زمزم استخرج منه تمثالي غزالين من ذهب و أسيافاً كذلك ، كان ساسان ملك الفرس أهداها إلى الكعبة ، و قيل سابور . و دفنها الحرث بن مضاض في زمزم لما خرج بجرهم من مكة ، فاستخرجها عبد المطلب ، و ضرب الغزالين حليه للكعبة فهو أول من ذهب حلية الكعبة بها ، و ضرب من تلك الأسياف باب حديد و جعله
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
للكعبة . و يقال : إن أول من كسى الكعبة و اتخذا لها غلقاً تبع إلى أن جهله لها عبد المطلب هذا الباب . ثم اتخذا عبد المطلب حوضاً لزمزم يسقي منه ، و حسده قومه على ذلك و كانوا يخرجون بالليل ، فلما غمه ذلك رأى في النوم قائلاً يقول : قل لا أحلها لمغتسل و هي لشارب حل و بل فإذا قلتها فقد كفيتهم . فكان بعد إذا أرادها أحد بمكروه رمى بداء في جسده ، ولما علموا بذلك تناهوا عنه . و قال السهيلي : أول من كسا البيت المسوح و الخصف و الأنطاع تبع الحميري . و يروى أنه لما كساها انتقض البيت فزال ذلك عنه ، و فعل ذلك حين كساه الخصف فلما كساه الملاء و الوصائل قبلة و سكن . و ممن ذكر هذا الخبر قاسم بن ثابت في كتاب الدلائل . و قال ابن إسحق : أول من كسا البيت الديباج الحجاج . و قال الزبير بن بكار بل عبد الله بن الزبير أول من كساها ذلك . و ذكر جماعة منهم الدارقطني : أن نتيلة بنت جناب أم العباس بن عبد المطلب كانت أضلت العباس صغيراً فنذرت إن وجدته أن تكسو الكعبة ، و كانت من بيت مملكة ، فوفت بنذرها.
هذه أخبار قريش و ملكهم بمكة ، و كانت ثقيف جيرانهم بالطائف يساجلونهم في مذاهب العروبية و ينازعونهم في الشرف ، و كانوا من أوفر قبائل هوزان ، لأن ثقيفاً هو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن ، و كانت الطائف قبلهم لعدوان الذين كان فيهم حكيم العرب عامر بن الظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن بكر بن عدوان و كثر عددهم حتى قاربوا سبعين ألفاً ، ثم بغى بعضهم على بعض فهلكوا و قل عددهم ، و كان قسي بن منبه صهراً لعامر بن الظرب ، و كان بنوه بينهم فلما قل عدد عدوان تغلب عليهم ثقيف و أخرجهم من الطائف و ملكوه إلى أن صبحهم الإسلام به . على ما نذكره و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين و البقاء لله وحده و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
أمر النبوة و الهجرة في هذه الطبقة الثالثة و ما كان من اجتماع العرب على الإسلام بعد الإباية و الحربلما استقر أمر قريش بمكة على ما استقر ، و افترقت قبائل مضر في أدنى مدن الشام و العراق و ما دونهما من الحجاز فكانوا ظعونا و أحياء ، و كان جميعهم بمسغبة و في جهد من العيش بحرب بلادهم و حرب فارس و الروم على تلول العراق و الشام ، و أربابهما ينزلون حاميتهم بثغورها ، و يجهزون كتائبهم بتخومها ، و يولون على العرب من رجالاتهم و بيوت العصائب منهم من يسومهم القهر ، و يحملهم على الإنقياد حتى يؤتوا جباية السلطان الأعظم و إتاوة ملك العرب ، و يؤدوا ما عليهم من الدعاء من الدماء و الطوائل من يسترهن أبناءهم على السلم و كف العادية ، و من انتجاع الأرباب و ميرة الأقوات ، و العساكر من وراء ذلك توقع بمن منع الخراج و تستأصل من يروم الفساد . و كان أمر مضر راجعا في ذلك إلى
هذه أخبار قريش و ملكهم بمكة ، و كانت ثقيف جيرانهم بالطائف يساجلونهم في مذاهب العروبية و ينازعونهم في الشرف ، و كانوا من أوفر قبائل هوزان ، لأن ثقيفاً هو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن ، و كانت الطائف قبلهم لعدوان الذين كان فيهم حكيم العرب عامر بن الظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن بكر بن عدوان و كثر عددهم حتى قاربوا سبعين ألفاً ، ثم بغى بعضهم على بعض فهلكوا و قل عددهم ، و كان قسي بن منبه صهراً لعامر بن الظرب ، و كان بنوه بينهم فلما قل عدد عدوان تغلب عليهم ثقيف و أخرجهم من الطائف و ملكوه إلى أن صبحهم الإسلام به . على ما نذكره و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين و البقاء لله وحده و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
أمر النبوة و الهجرة في هذه الطبقة الثالثة و ما كان من اجتماع العرب على الإسلام بعد الإباية و الحربلما استقر أمر قريش بمكة على ما استقر ، و افترقت قبائل مضر في أدنى مدن الشام و العراق و ما دونهما من الحجاز فكانوا ظعونا و أحياء ، و كان جميعهم بمسغبة و في جهد من العيش بحرب بلادهم و حرب فارس و الروم على تلول العراق و الشام ، و أربابهما ينزلون حاميتهم بثغورها ، و يجهزون كتائبهم بتخومها ، و يولون على العرب من رجالاتهم و بيوت العصائب منهم من يسومهم القهر ، و يحملهم على الإنقياد حتى يؤتوا جباية السلطان الأعظم و إتاوة ملك العرب ، و يؤدوا ما عليهم من الدعاء من الدماء و الطوائل من يسترهن أبناءهم على السلم و كف العادية ، و من انتجاع الأرباب و ميرة الأقوات ، و العساكر من وراء ذلك توقع بمن منع الخراج و تستأصل من يروم الفساد . و كان أمر مضر راجعا في ذلك إلى
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
ملوك كندة بني حجر آكل المرار منذ ولاه عليهم تبع حسان كما ذكرناه ، و لم يكن في العرب ملك إلا في آل المنذر بالحيرة للفرس و في آل جهينة بالشام للروم و في بني حجر هؤلاء على مضر و الحجاز . و كانت قبائل مضر مع ذلك بل و سائر العرب أهل بغي و إلحاد ، و قطع للأرحام ، و تنافس في الردى ، و إعراض عن ذكر الله ، فكانت عبادتهم الأوثان و الحجارة ، و أكلهم العقارب و الخنافس و الحيات و الجعلان ، و أشرف طعامهم أوبار الإبل إذا أمروها في الحرارة في الدم ، و أعظم عزهم وفادة على آل المنذر و آل جهينة و بني جعفر و نجعة من ملوكهم ، و إنما كان تنافسهم المؤودة و السائبة و الوصيلة و الحامي .
فلما تأذن الله بظهورهم و اشرأبت إلى الشرف هوادي أيامهم و تم أمر الله في إعلاء أمرهم و هبت ريح دولتهم و ملة الله فيهم ، تبدت تباشير الصباح من أمرهم و أونس الخير و الرشد في خلالهم و أبدل الله بالطيب الخبيث من أحوالهم و شرهم ، و استبدلوا بالذل عزا و بالمآثم متاباً و بالشر خيراً ، ثم بالضلالة هدى و بالمسغبة شبغاً و رياً و إيالةً و ملكا . و إذا أراد الله أمراً يسر أسبابه فكان لهم من العز و الظهور قبل المبعث ما كان ، و أوقع بنو شيبان و سائر بكر بن وائل و عبس بن غظفان بطيء ، و هم يومئذ ولاة العرب بالحيرة و أميرها منهم قبيصة بن إياس و معه الباهوت صاحب مسلحة كسرى ، فأوقعوا بهم الوقعة المشهورة بذي قار و التحمت عساكر الفرس ، و أخبر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه بالمدينة ليومها و قال : " اليوم انتصفت العرب من العجم و بي نصروا " . و وفد حاجب بن زرارة من بني تميم على كسرى في طلب الانتجاع و المسيرة بقومه في إباب العراق ، فطلب الأساورة منه الرهن عادتهم ، فأعطاهم قوسه و استكبر على استرهان ولده ، توقعوا منه عجزا عما سواها و انتقلت خلال الخير من العجم و رجالات فارس فصارت أغلب في العرب حتى كان الواحد منهم همه بخلافه و شرفه الشر و السفسفة على أهل دول العجم . و انظر فيما كتب به عمر إلى أبي عبيدة بن المثنى حين وجهه إلى حرب فارس : إنك تقدم على أرض المكر و الخديعة و الخيانة و الحيرة تقدم على أقوام قد جرؤا على الشر فعملوه و تناسوا الخير فجهلوه فانظر كيف تكون اهـ . و تنافست العرب في الخلال و تنازعوا في المجد و الشرف حسبما هو مذكور في أيامهم و أخبارهم . و كان حظ قريش من ذلك أوفر على نسبة حظهم من مبعثه و على ما كانوا ينتحلونه من هدى آبائهم ، و انظر ما وقع في حلف الفصول حيث اجتمع بنو هاشم و بنو المطلب و بنو أسد بن عبد العزى و بنو زهرة و بنو تميم ، فتعاقدوا و تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها ، و غيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه و كانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ، و سمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول .
و في الصحيح " عن طلحة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم و لو دعي به في الإسلام لأجبت . "
فلما تأذن الله بظهورهم و اشرأبت إلى الشرف هوادي أيامهم و تم أمر الله في إعلاء أمرهم و هبت ريح دولتهم و ملة الله فيهم ، تبدت تباشير الصباح من أمرهم و أونس الخير و الرشد في خلالهم و أبدل الله بالطيب الخبيث من أحوالهم و شرهم ، و استبدلوا بالذل عزا و بالمآثم متاباً و بالشر خيراً ، ثم بالضلالة هدى و بالمسغبة شبغاً و رياً و إيالةً و ملكا . و إذا أراد الله أمراً يسر أسبابه فكان لهم من العز و الظهور قبل المبعث ما كان ، و أوقع بنو شيبان و سائر بكر بن وائل و عبس بن غظفان بطيء ، و هم يومئذ ولاة العرب بالحيرة و أميرها منهم قبيصة بن إياس و معه الباهوت صاحب مسلحة كسرى ، فأوقعوا بهم الوقعة المشهورة بذي قار و التحمت عساكر الفرس ، و أخبر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه بالمدينة ليومها و قال : " اليوم انتصفت العرب من العجم و بي نصروا " . و وفد حاجب بن زرارة من بني تميم على كسرى في طلب الانتجاع و المسيرة بقومه في إباب العراق ، فطلب الأساورة منه الرهن عادتهم ، فأعطاهم قوسه و استكبر على استرهان ولده ، توقعوا منه عجزا عما سواها و انتقلت خلال الخير من العجم و رجالات فارس فصارت أغلب في العرب حتى كان الواحد منهم همه بخلافه و شرفه الشر و السفسفة على أهل دول العجم . و انظر فيما كتب به عمر إلى أبي عبيدة بن المثنى حين وجهه إلى حرب فارس : إنك تقدم على أرض المكر و الخديعة و الخيانة و الحيرة تقدم على أقوام قد جرؤا على الشر فعملوه و تناسوا الخير فجهلوه فانظر كيف تكون اهـ . و تنافست العرب في الخلال و تنازعوا في المجد و الشرف حسبما هو مذكور في أيامهم و أخبارهم . و كان حظ قريش من ذلك أوفر على نسبة حظهم من مبعثه و على ما كانوا ينتحلونه من هدى آبائهم ، و انظر ما وقع في حلف الفصول حيث اجتمع بنو هاشم و بنو المطلب و بنو أسد بن عبد العزى و بنو زهرة و بنو تميم ، فتعاقدوا و تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها ، و غيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه و كانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ، و سمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول .
و في الصحيح " عن طلحة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم و لو دعي به في الإسلام لأجبت . "
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
ثم ألقى الله في قلوبهم التماس الدين و إنكار ما عليه قومهم من عبادة الأوثان ، حتى لقد اجتمع منهم ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، و عثمان بن الحويرث بن أسد ، و زيد بن عمرو بن نفيل من بني عدي بن كعب عم عمر بن الخطاب ، و عبيد الله بن جحش من بني أسد بن خزيمة ، و تلاوموا في عبادة الأحجار و الأوثان و تواصلوا بالنفر في البلدان بالتماس الحنيفية دين إبراهيم نبيهم . فأما ورقة فاستحكم في النصرانية و ابتغى من أهلها الكتب حتى علم من أهل الكتاب ، و أما عبيد الله بن جحش فأقام على ما هو عليه حتى جاء الإسلام فأسلم و هاجر إلى الحبشة فتنصر و هلك نصرانياً و كان يمر بالمهاجرين بأرض الحبشة فيقول : فقحنا و صأصأتم أي أبصرنا و أنتم تلتمسون البصر مثل ما يقال في الجر و إذا فتح عينيه فقح و إذا أراد و لم يقدر صأصأ ، و أما عثمان بن الحويرث فقدم على ملك الروم قيصر فتنصر و حسنت منزلته عنده ، و أما زيد بن عمرو فما هم أن يدخل في دين و لا اتبع كتاباً و اعتزل الأوثان و الذبائح و الميتة و الدم و نهى عن قتل الموؤدة و قال : أعبد رب إبراهيم و صرح بعيب آلهتهم و كان يقول : اللهم لو أني أعلم أي الوجوه أحب إليك لعبدتك و لكن لا أعلم ثم يسجد على راحته . و قال ابنه سعيد و ابنه عمه عمر بن الخطاب : يا رسول الله استغفر الله لزيد بن عمرو قال : نعم إنه يبعث أمة واحدة .
ثم تحدث الكهان و الحزاة قبل النبوة و أنها كائنة في العرب و أن ملكهم سيظهر و تحدث أهل الكتاب من اليهود و النصارى بما في التوراة و الإنجيل من بعث محمد و أمته و ظهرت كرامة الله بقريش و مكة في أصحاب الفيل ارهاصاً بين يدي مبعثه . ثم ذهب ملك الحبشة من اليمن على يد ابن ذي يزن من بقية التبابعة ، و وفد عليه عبد المطلب يهنيه عند استرجاعه ملك قومه من أيدي الحبشة ، فبشره ابن ذي يزن بظهور نبي من العرب و أنه من ولده في قصة معروفة . و تحين الأمر لنفسه كثير من رؤساء العرب يظنه فيه ، و نفروا إلى الرهبان و الأحبار من أهل الكتاب يسألونهم ببلدتهم علم ذلك ، مثل أمية بن أبي الصلت الشقي و ما وقع له في سفره إلى الشام مع أبي سفيان بن حرب و سؤاله الرهبان و مفاوضته أبا سفيان فيما وقف عليه من ذلك ، يظن أن الأمر له أو لأشراف قريش من بني عبد مناف حتى تبين لهما خلاف ذلك في قصة معروفة ، ثم رجمت الشياطين عن استماع خبر السماء في أمره و أصغى الكون لاستماع أنبائه .
المولد الكريم و بدء الوحيثم ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ، لأربعين سنة من ملك كسرى أنوشروان و قيل لثمان و أربعين ، و لثمانمائة و اثنتين و ثمانين لذي القرنين . و كان عبد الله أبوه غائباً بالشام و انصرف فهلك بالمدينة ، و ولد سيدنا رسول
ثم تحدث الكهان و الحزاة قبل النبوة و أنها كائنة في العرب و أن ملكهم سيظهر و تحدث أهل الكتاب من اليهود و النصارى بما في التوراة و الإنجيل من بعث محمد و أمته و ظهرت كرامة الله بقريش و مكة في أصحاب الفيل ارهاصاً بين يدي مبعثه . ثم ذهب ملك الحبشة من اليمن على يد ابن ذي يزن من بقية التبابعة ، و وفد عليه عبد المطلب يهنيه عند استرجاعه ملك قومه من أيدي الحبشة ، فبشره ابن ذي يزن بظهور نبي من العرب و أنه من ولده في قصة معروفة . و تحين الأمر لنفسه كثير من رؤساء العرب يظنه فيه ، و نفروا إلى الرهبان و الأحبار من أهل الكتاب يسألونهم ببلدتهم علم ذلك ، مثل أمية بن أبي الصلت الشقي و ما وقع له في سفره إلى الشام مع أبي سفيان بن حرب و سؤاله الرهبان و مفاوضته أبا سفيان فيما وقف عليه من ذلك ، يظن أن الأمر له أو لأشراف قريش من بني عبد مناف حتى تبين لهما خلاف ذلك في قصة معروفة ، ثم رجمت الشياطين عن استماع خبر السماء في أمره و أصغى الكون لاستماع أنبائه .
المولد الكريم و بدء الوحيثم ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ، لأربعين سنة من ملك كسرى أنوشروان و قيل لثمان و أربعين ، و لثمانمائة و اثنتين و ثمانين لذي القرنين . و كان عبد الله أبوه غائباً بالشام و انصرف فهلك بالمدينة ، و ولد سيدنا رسول
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
الله صلى الله عليه و سلم بعد مهلكه بأشهر قلائل ، و قيل غير ذلك . و كفله جده عبد المطلب بن هاشم و كفالة الله من ورائه ، و التمس له الرضعاء و استرضع في بني سعد من بني هوازن ، ثم في بني نصر بن سعد أرضعته منهم حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحرث بن شحنة بن زراح بن ناظرة بن خصفة بن قيس ، و كان ظئره منهم الحارث بن عبد العزى و قد مر ذكرهما في بني عامر بن صعصعة ، و كان أهله يتوسمون فيه علامات الخير و الكرامات من الله ، و لما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم شق الملكين و استخراج العلقة السوداء من قبله و غسلهم حشاه و قلبه بالثلج ما كان ، و ذلك لرابعة من مولده ، و هو خلف البيوت يرعى الغنم فرجع إلى البيت منتقع اللون ، و ظهرت حليمة على شأنه فخافت أن يكون أصابه شيء من اللمم فرجعته إلى أمه . واسترابت آمنة برجعها إياه بعد حرصها على كفالته فأخبرتها الخبر ، فقالت : كلا و الله لست أخشى عليه . و ذكرت من دلائل كرامة الله له و به كثيراً .
و أزارته أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة أخوال جده عبد المطلب من بني عدي بن النجار بالمدينة ، و كانوا أخوالاً لها أيضاً . و هلك عبد المطلب لثمان سنين من ولادته ، و عهد به إلى إبنه أبي طالب فأحسن ولايته و كفالته ، و كان شأنه في رضاعه و شبابه و مرباه عجباً . و تولى حفظه و كلاءته من مفارقة أحوال الجاهلية ، و عصمته من التلبس بشيء منها حتى لقد ثبت أنه : مر بعرس مع شباب قريش ، فلما دخل على القوم أصابه غشي النوم ، فما أفاق حتى طلعت الشمس و افترقوا . و وقع له ذلك أكثر من مرة . و حمل الحجارة مع عمه العباس لبنيان الكعبة و هما صبيان ، فأشار عليه العباس بحملها في إزاره ، فوضعه على عاتقه و حمل الحجارة فيه و انكشف ، فلما حملها على عاتقه سقط مغشيا عليه ، ثم عاد فسقط فاشتمل إزاره و حمل الحجارة كما كان يحملها . و كانت بركاته تظهر بقومه و أهل بيته و رضعائه في شؤونهم كلهم .و حمله عمه أبو طالب إلى الشام و هو ابن ثلاث عشرة و قيل ابن سبع عشرة ، فمروا ببحيرا الراهب عند بصرى فعاين الغمامة تظله و الشجر تسجد له ، فدعا القوم و أخبرهم بنبوته و بكثير من شأنه و بكثير من شأنه في قصة مشهورة . ثم خرج ثانية إلى الشام تاجراً بمال خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى مع غلامها ميسرة و مروا بنسطور الراهب ، فرأى ملكين يظلانه من الشمس فأخبر ميسرة بشأنه ، فأخبر بذلك خديجة فعرضت نفسها عليه ، و جاء أبو طالب فخطبها إلى أبيها فزوجه ، و حضر الملأ من قريش ، و قام أبو طالب خطيبا فقال : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم و زرع إسمعيل و ضئضي معد و عنصر مضر و جعل لنا بيتا محجوما و حرماً آمنا و جعلنا أمناء بيته و سواس حرمه و جعلنا الحكام على الناس و أن ابن أخي محمد بن عبد الله من قد علمتم قرابته و هو لا يوزن بأحد إلا رجح به
و أزارته أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة أخوال جده عبد المطلب من بني عدي بن النجار بالمدينة ، و كانوا أخوالاً لها أيضاً . و هلك عبد المطلب لثمان سنين من ولادته ، و عهد به إلى إبنه أبي طالب فأحسن ولايته و كفالته ، و كان شأنه في رضاعه و شبابه و مرباه عجباً . و تولى حفظه و كلاءته من مفارقة أحوال الجاهلية ، و عصمته من التلبس بشيء منها حتى لقد ثبت أنه : مر بعرس مع شباب قريش ، فلما دخل على القوم أصابه غشي النوم ، فما أفاق حتى طلعت الشمس و افترقوا . و وقع له ذلك أكثر من مرة . و حمل الحجارة مع عمه العباس لبنيان الكعبة و هما صبيان ، فأشار عليه العباس بحملها في إزاره ، فوضعه على عاتقه و حمل الحجارة فيه و انكشف ، فلما حملها على عاتقه سقط مغشيا عليه ، ثم عاد فسقط فاشتمل إزاره و حمل الحجارة كما كان يحملها . و كانت بركاته تظهر بقومه و أهل بيته و رضعائه في شؤونهم كلهم .و حمله عمه أبو طالب إلى الشام و هو ابن ثلاث عشرة و قيل ابن سبع عشرة ، فمروا ببحيرا الراهب عند بصرى فعاين الغمامة تظله و الشجر تسجد له ، فدعا القوم و أخبرهم بنبوته و بكثير من شأنه و بكثير من شأنه في قصة مشهورة . ثم خرج ثانية إلى الشام تاجراً بمال خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى مع غلامها ميسرة و مروا بنسطور الراهب ، فرأى ملكين يظلانه من الشمس فأخبر ميسرة بشأنه ، فأخبر بذلك خديجة فعرضت نفسها عليه ، و جاء أبو طالب فخطبها إلى أبيها فزوجه ، و حضر الملأ من قريش ، و قام أبو طالب خطيبا فقال : الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم و زرع إسمعيل و ضئضي معد و عنصر مضر و جعل لنا بيتا محجوما و حرماً آمنا و جعلنا أمناء بيته و سواس حرمه و جعلنا الحكام على الناس و أن ابن أخي محمد بن عبد الله من قد علمتم قرابته و هو لا يوزن بأحد إلا رجح به
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
فإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل و قد خطب خديجة بنت خويلد و بذل لها من الصداق ما عاجله و آجله من مالي كذا و كذا ، وهو و الله بعد هذا له نبأ عظيم و خطر جليل . و رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ ابن خمس و عشرين سنة و ذلك بعد الفجار بخمس عشرة سنة .
و شهد بنيان الكعبة لخمس و ثلاثين من مولده حين أجمع كل قريش على هدمها و بنائها ، و لما انتهوا إلى الحجر تنازعوا أيهم يضعه و تداعوا للقتال ، و تحالف بنو عبد الدار على الموت ثم احتمعوا و تشاوروا ، و قال أبو أمية حكموا أول داخل من باب المسجد فتراضوا على ذلك . و دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : هذا الأمين ، و بذلك كانوا يسمونه ، فتراضوا به و حكموه . فبسط ثوباً و وضع فيه الحجر و أعطى قريشاً أطراف الثوب ، فرفعوه حتى أدنوه من مكانه ، و وضعه عليه السلام بيده . و كانوا أربعة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، و الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، و أبو حذيفة بن المغيرة بن عمر بن مخزوم ، و قيس بن عدي السهمي . ثم استمر على أكمل الزكاء و الطهارة في أخلاقه ، و كان يعرف بالأمين ، و ظهرت كرامة الله فيه و كان إذا أبعد في الخلاء لا يمر بحجر و لا شجر إلا و يسلم عليه .
بدء الوحيثم بدئ بالرؤيا الصالحة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم تحدث الناس بشأن ظهوره و نبوته ، ثم حببت إليه العبادة و الخلوة بها فكان يتزود للإنفراد حتى جاء الوحي بحراء لأربعين سنة من مولده و قيل لثلاث و أربعين . و هي حالة يغيب فيها عن جلسانه و هو كائن معهم ، فأحيانا يتمثل له الملك رجلاً فيكلمه و يعي قوله و أحيانا يلقي عليه ، و يصيبه أحوال الغيبة عن الحاضرين من الغط و العرق و تصببه كما ورد في الصحيح من أخباره ، قال : و هو أشد علي فيفصم عني و قد وعيت ما قال . و أحيانا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول . فأصابته تلك الحالة بغار حراء و ألقى عليه : " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم " و أخبر بذلك كما وقع في الصحيح . و آمنت به خديجة و صدقته و حفظت عليه الشأن . ثم خوطب بالصلاة و أراه جبريل طهرها ، ثم صلى به و أراه سائر أفعالها . ثم كان شأن الإسراء من مكة إلى بيت المقدس من الأرض إلى السماء السابعة إلى سدرة المنتهى و أوحى إليه ما أوحى ، ثم آمن به علي بن أبي طالب و كان في كفالته من أزمة أصابت قريشاً و كفل العباس جعفراً أخاه ، فجعفر أسن عيال أبي طالب . فأدركه الإسلام و هو في كفالته فآمن و كان يصلي معه ، في الشعاب مختفياً من أبيه حتى إذا ظهر عليهما أبو طالب دعاه
و شهد بنيان الكعبة لخمس و ثلاثين من مولده حين أجمع كل قريش على هدمها و بنائها ، و لما انتهوا إلى الحجر تنازعوا أيهم يضعه و تداعوا للقتال ، و تحالف بنو عبد الدار على الموت ثم احتمعوا و تشاوروا ، و قال أبو أمية حكموا أول داخل من باب المسجد فتراضوا على ذلك . و دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : هذا الأمين ، و بذلك كانوا يسمونه ، فتراضوا به و حكموه . فبسط ثوباً و وضع فيه الحجر و أعطى قريشاً أطراف الثوب ، فرفعوه حتى أدنوه من مكانه ، و وضعه عليه السلام بيده . و كانوا أربعة عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، و الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، و أبو حذيفة بن المغيرة بن عمر بن مخزوم ، و قيس بن عدي السهمي . ثم استمر على أكمل الزكاء و الطهارة في أخلاقه ، و كان يعرف بالأمين ، و ظهرت كرامة الله فيه و كان إذا أبعد في الخلاء لا يمر بحجر و لا شجر إلا و يسلم عليه .
بدء الوحيثم بدئ بالرؤيا الصالحة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم تحدث الناس بشأن ظهوره و نبوته ، ثم حببت إليه العبادة و الخلوة بها فكان يتزود للإنفراد حتى جاء الوحي بحراء لأربعين سنة من مولده و قيل لثلاث و أربعين . و هي حالة يغيب فيها عن جلسانه و هو كائن معهم ، فأحيانا يتمثل له الملك رجلاً فيكلمه و يعي قوله و أحيانا يلقي عليه ، و يصيبه أحوال الغيبة عن الحاضرين من الغط و العرق و تصببه كما ورد في الصحيح من أخباره ، قال : و هو أشد علي فيفصم عني و قد وعيت ما قال . و أحيانا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول . فأصابته تلك الحالة بغار حراء و ألقى عليه : " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم " و أخبر بذلك كما وقع في الصحيح . و آمنت به خديجة و صدقته و حفظت عليه الشأن . ثم خوطب بالصلاة و أراه جبريل طهرها ، ثم صلى به و أراه سائر أفعالها . ثم كان شأن الإسراء من مكة إلى بيت المقدس من الأرض إلى السماء السابعة إلى سدرة المنتهى و أوحى إليه ما أوحى ، ثم آمن به علي بن أبي طالب و كان في كفالته من أزمة أصابت قريشاً و كفل العباس جعفراً أخاه ، فجعفر أسن عيال أبي طالب . فأدركه الإسلام و هو في كفالته فآمن و كان يصلي معه ، في الشعاب مختفياً من أبيه حتى إذا ظهر عليهما أبو طالب دعاه
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لا أستطيع فراق ديني و دين آبائي ، و لكن لا ينهض إليك شيء تكره ما بقيت ، و قال لعلي : إلزمه فإنه لا يدعو إلا لخير .
فكان أول من أسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ، ثم أبو بكر ، و علي بن أبي طالب ، كما ذكرنا ، و زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و بلال بن حمامة مولى أبي بكر ، ثم عمر بن عنبسة السلمي ، و خالد بن سعيد بن العاص بن أمية . ثم أسلم بعد ذلك قوم من قريش اختارهم الله لصحابته من سائر قومهم و شهد لكثير منهم بالجنة . و كان أبو بكر محبباً سهلاً و كانت رجالات قريش تألفه فأسلم على يديه من بني أمية عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، و من عشيرة بني عمرو بن كعب بن سعد بن تيم طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو و من بني زهرة بن قصي سعد بن أبي وقاص و اسمه مالك بن وهب بن مناف بن زهرة و عبد الرحمن بن عوف بن عوف بن الحرث بن زهرة ، و من بني أسد بن عبد العزى الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد و هو ابن صفية عمة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أسلم من بني الحرث بن فهر أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحرث ، و من بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب أبو سلمة عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، و من بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح و أخوه قدامة ، و من بني عدي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد الله بن قرط بن رياح بن عدي و زوجته فاطمة أخت عمر بن الخطاب بن نفيل و أبوه زيد هو الذي رفض الأوثان في الجاهلية ودان بالتوحيد و أخبر صلى الله عليه و سلم أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده . ثم أسلم عمير أخو سعد بن أبي وقاص ، و عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ابن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة حليف بني زهرة ، كان يرعى غنم عقبة بن أبي معيط و كان سبب إسلامه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حلب من غنمه شاة حائلاً فدرت . ثم أسلم جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب و امرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن ملك بن قحافة الخثعمي ، و السائب بن عثمان بن مظعون ، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس و اسمه مهشم ، و عامر بن فهيرة أمه مولاة أبي بكر . و أفد بن عبد الله بن عبد مناف تميمي من حلفاء بني عدي . و عمار بن ياسر عنسي بن مذحج مولى أبي مخزوم و صهيب بن سنان من بني النمر بن قاسط حليف بني جدعان . و دخل الناس في الدين أرسالا و فشا الإسلام و هم ينتحلون به و يذهبون إلى الشعاب فيصلون .ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصدع بأمره و يدعوه إلى دينه بعد ثلاث سنين من مبدأ الوحي ، فصعد على الصفا و نادى يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش ، فقال : لو أخبرتكم
فكان أول من أسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ، ثم أبو بكر ، و علي بن أبي طالب ، كما ذكرنا ، و زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و بلال بن حمامة مولى أبي بكر ، ثم عمر بن عنبسة السلمي ، و خالد بن سعيد بن العاص بن أمية . ثم أسلم بعد ذلك قوم من قريش اختارهم الله لصحابته من سائر قومهم و شهد لكثير منهم بالجنة . و كان أبو بكر محبباً سهلاً و كانت رجالات قريش تألفه فأسلم على يديه من بني أمية عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، و من عشيرة بني عمرو بن كعب بن سعد بن تيم طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو و من بني زهرة بن قصي سعد بن أبي وقاص و اسمه مالك بن وهب بن مناف بن زهرة و عبد الرحمن بن عوف بن عوف بن الحرث بن زهرة ، و من بني أسد بن عبد العزى الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد و هو ابن صفية عمة النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أسلم من بني الحرث بن فهر أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحرث ، و من بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب أبو سلمة عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، و من بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح و أخوه قدامة ، و من بني عدي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد الله بن قرط بن رياح بن عدي و زوجته فاطمة أخت عمر بن الخطاب بن نفيل و أبوه زيد هو الذي رفض الأوثان في الجاهلية ودان بالتوحيد و أخبر صلى الله عليه و سلم أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده . ثم أسلم عمير أخو سعد بن أبي وقاص ، و عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ابن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة حليف بني زهرة ، كان يرعى غنم عقبة بن أبي معيط و كان سبب إسلامه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حلب من غنمه شاة حائلاً فدرت . ثم أسلم جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب و امرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن ملك بن قحافة الخثعمي ، و السائب بن عثمان بن مظعون ، و أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس و اسمه مهشم ، و عامر بن فهيرة أمه مولاة أبي بكر . و أفد بن عبد الله بن عبد مناف تميمي من حلفاء بني عدي . و عمار بن ياسر عنسي بن مذحج مولى أبي مخزوم و صهيب بن سنان من بني النمر بن قاسط حليف بني جدعان . و دخل الناس في الدين أرسالا و فشا الإسلام و هم ينتحلون به و يذهبون إلى الشعاب فيصلون .ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصدع بأمره و يدعوه إلى دينه بعد ثلاث سنين من مبدأ الوحي ، فصعد على الصفا و نادى يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش ، فقال : لو أخبرتكم
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أما كنتم تصدقوني ؟ قالوا : بلى . قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . ثم نزل قوله " و أنذر عشيرتك الأقربين " . و تردد إليه الوحي بالنذارة ، فجمع بني عبد المطلب و هم يومئذ أربعون على طعام صنعه لهم علي بن أبي طالب بأمره ، و دعاهم إلى الإسلام و رغبهم و حذرهم و سمعوا كلامه و افترقوا .
ثم إن قريشاً حين صدع و سب الآلهة و عابها نكروا ذلك منه و نابذوه و أجمعوا على عداوته ، فقام أبو طالب دونه محامياً و مانعاً ، و مشت إليه رجال قريش يدعونه إلى النصفة عتبة و شيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس ، و أبو البختري بن هشام بن الحرث ابن أسد بن عبد العزى ، و الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، و الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، و أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة ابن أخي الوليد ، و العاصي بن وائل بن هشام بن سعد بن سهم ، و نبيه بن منبه ابنا الحجاج بن علي بن حذيفة بن سعد بن سهم ، و الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة . فكلموا أبا طالب و عادوه فردهم رداً جميلاً ، ثم عادوا إليه فسألوه النصفة فدعا النبي صلى الله عليه و سلم إلى بيته بمحضرهم و عرضوا عليه قولهم فتلا عليهم القرآن و أيأسهم من نفسه و قال لأبي طالب : يا عماه لا أترك هذا الأمر حتى يظهره الله و أهلك فيه . و استعبر و ظن أبا طالب بداله في أمره ، فرق له أبو طالب و قال يا ابن أخي قل ما أحببت فوالله لا أسلمك أبداً .
هجرة الحبشةثم افترق أمر قريش و تعاهد بنو هاشم و بنو المطلب مع أبي طالب على القيام دون النبي صلى الله عليه و سلم و وثب كل قبيلة على من أسلم منهم يعذونهم و يفتنونهم و اشتد عليهم العذاب ، فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بالهجرة إلى أرض الحبشة فراراً بدينهم ، و كان قريش يتعاهدونها بالتجارة فيحمدونها ، فخرج عثمان بن عفان و امرأته رقية بنت النبي صلى الله عليه و سلم و أبو حذيفة بن كتبة بن ربيعة مراغماً لأبيه و امرأته سهلة بنت سهيل بن عامر بن لؤي و الزبير بن العوام و مصعب بن عمير بن عبد شمس و أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى العامري من بني عامر بن لؤي و سهيل بن بيضاء من بني الحرث بن فهر و عبد الله بن مسعود و عامر بن ربيعة العنزي حليف بن بني عدي و هو من عنز بن وائل ليس من عنزة و امرأته ليلى بنت أبي خيثمة . فهؤلاء الأحد عشر رجلاً كانوا أول من هاجر إلى أرض الحبشة ، و تتابع المسلمون من بعد ذلك ، و لحق بهم جعفر بن أبي طالب و غيره من المسلمين . و خرجت قريش في آثار الأولين إلى البحر فلم يدركوهم ، و قدموا إلى أرض الحبشة فكانوا بها ، و تتابع المسلمون في اللحاق بهم ، يقال إن المهاجرين إلى أرض الحبشة بلغوا ثلاثة و ثمانين رجلاً . فلما رأت قريش النبي صلى الله عليه و سلم قد امتنع بعمه و
ثم إن قريشاً حين صدع و سب الآلهة و عابها نكروا ذلك منه و نابذوه و أجمعوا على عداوته ، فقام أبو طالب دونه محامياً و مانعاً ، و مشت إليه رجال قريش يدعونه إلى النصفة عتبة و شيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس ، و أبو البختري بن هشام بن الحرث ابن أسد بن عبد العزى ، و الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى ، و الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، و أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة ابن أخي الوليد ، و العاصي بن وائل بن هشام بن سعد بن سهم ، و نبيه بن منبه ابنا الحجاج بن علي بن حذيفة بن سعد بن سهم ، و الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة . فكلموا أبا طالب و عادوه فردهم رداً جميلاً ، ثم عادوا إليه فسألوه النصفة فدعا النبي صلى الله عليه و سلم إلى بيته بمحضرهم و عرضوا عليه قولهم فتلا عليهم القرآن و أيأسهم من نفسه و قال لأبي طالب : يا عماه لا أترك هذا الأمر حتى يظهره الله و أهلك فيه . و استعبر و ظن أبا طالب بداله في أمره ، فرق له أبو طالب و قال يا ابن أخي قل ما أحببت فوالله لا أسلمك أبداً .
هجرة الحبشةثم افترق أمر قريش و تعاهد بنو هاشم و بنو المطلب مع أبي طالب على القيام دون النبي صلى الله عليه و سلم و وثب كل قبيلة على من أسلم منهم يعذونهم و يفتنونهم و اشتد عليهم العذاب ، فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم بالهجرة إلى أرض الحبشة فراراً بدينهم ، و كان قريش يتعاهدونها بالتجارة فيحمدونها ، فخرج عثمان بن عفان و امرأته رقية بنت النبي صلى الله عليه و سلم و أبو حذيفة بن كتبة بن ربيعة مراغماً لأبيه و امرأته سهلة بنت سهيل بن عامر بن لؤي و الزبير بن العوام و مصعب بن عمير بن عبد شمس و أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى العامري من بني عامر بن لؤي و سهيل بن بيضاء من بني الحرث بن فهر و عبد الله بن مسعود و عامر بن ربيعة العنزي حليف بن بني عدي و هو من عنز بن وائل ليس من عنزة و امرأته ليلى بنت أبي خيثمة . فهؤلاء الأحد عشر رجلاً كانوا أول من هاجر إلى أرض الحبشة ، و تتابع المسلمون من بعد ذلك ، و لحق بهم جعفر بن أبي طالب و غيره من المسلمين . و خرجت قريش في آثار الأولين إلى البحر فلم يدركوهم ، و قدموا إلى أرض الحبشة فكانوا بها ، و تتابع المسلمون في اللحاق بهم ، يقال إن المهاجرين إلى أرض الحبشة بلغوا ثلاثة و ثمانين رجلاً . فلما رأت قريش النبي صلى الله عليه و سلم قد امتنع بعمه و
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
عشيرته و أنهم لا يسلمونه طفقوا يرمونه عند الناس ممن يفد على مكة بالسحر و الكهانة و الجنون و الشعر يرومون بذلك صدهم عن الدخول في دينه ، ثم انتدب جماعة منهم لمجاهرته صلى الله عليه و سلم بالعداوة و الأذاية ، منهم : عمه أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب أحد المستهزئين ، و ابن عمه أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب ، و عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، و عقبة بن أبي معيط أحد المستهزئين ، و أبو سفيان من المستهزئين ، و الحكم بن أبي العاص بن أمية من المستهزئين أيضاً ، و النضر بن الحرث من بني عبد الدار ، و الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى من المستهزئين و ابنه زمعة ، و أبو البختري العاص بن هشام ، و الأسود بن عبد يغوث ، و أبو جهل بن هشام و أخوه العاص و عمهما الوليد و ابن عمهما قيس بن الفاكة بن المغيرة ، و زهير بن أبي أمية بن المغيرة ، و العاص بن وائل السهمي و ابنا عمه نبيه و منبه ، و أمية و أبي ابنا خلف بن جمح . و أقاموا يستهزئون بالنبي صلى الله عليه و سلم و يتعرضون له بالاستهزاء و الأذاية حتى لقد كان بعضهم ينال منه بيده ، و بلغ عمه حمزة يوماً أن أبا جهل بن هشام تعرض له يوماً بمثل ذلك و كان قوي الشكيمة ، فلم يلبث أن جاء إلى المسجد و أبو جهل في نادي قريش ، حتى وقف على رأسه و ضربه و شجه ، و قال له : تشتم محمداً و أنا على دينه ؟ و ثار رجال بني مخزوم إليه فصدهم أبو جهل و قال دعوه فإني سببت ابن أخيه سباً قبيحاً . و مضى حمزة على إسلامه ، و علمت قريش أن جانب المسلمين قد اعتز بحمزة فكفوا بعض الشر بمكانه فيهم ، ثم اجتمعوا و بعثوا عمرو بن العاص و عبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ليسلم إليهم من هاجر إلى أرضه من المسلمين فنكر النجاشي رسالتهما و ردهما مقبوحين .
ثم أسلم عمر بن الخطاب و كان سبب إسلامه أنه بلغه أن أخته فاطمة أسلمت مع زوجها سعيد ابن عمه زيد ، و أن خباب بن الأرت عندهما يعلمهما القرآن ، فجاء إليهما منكراً و ضرب أخته فشجها ، فلما رأت الدم قالت : قد أسلمنا و تابعنا محمداً فافعل ما بدا لك ، و خرج إليه خباب من بعض زوايا البيت فذكره و وعظه و حضرته الإنابة فقال له : اقرأ علي من هذا القرآن ، فقرأ من سورة طه و أدركته الخشية فقال له : كيف تصنعون إذا أردتم الإسلام ؟ فقالوا له و أروه الطهور . ثم سأل على مكان النبي صلى الله عليه و سلم فدل عليه ، فطرقهم في مكانهم ، و خرج إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : مالك يا ابن الخطاب ؟ فقال : يا رسول الله جئت مسلماً ، ثم تشهد شهادة الحق و دعاهم إلى الصلاة عند الكعبة فخرجوا و صلوا هنالك ، و اعتز المسلمون بإسلامه . و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه :
اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين يعنيه أو أبا جهل .
ثم أسلم عمر بن الخطاب و كان سبب إسلامه أنه بلغه أن أخته فاطمة أسلمت مع زوجها سعيد ابن عمه زيد ، و أن خباب بن الأرت عندهما يعلمهما القرآن ، فجاء إليهما منكراً و ضرب أخته فشجها ، فلما رأت الدم قالت : قد أسلمنا و تابعنا محمداً فافعل ما بدا لك ، و خرج إليه خباب من بعض زوايا البيت فذكره و وعظه و حضرته الإنابة فقال له : اقرأ علي من هذا القرآن ، فقرأ من سورة طه و أدركته الخشية فقال له : كيف تصنعون إذا أردتم الإسلام ؟ فقالوا له و أروه الطهور . ثم سأل على مكان النبي صلى الله عليه و سلم فدل عليه ، فطرقهم في مكانهم ، و خرج إليه النبي صلى الله عليه و سلم فقال : مالك يا ابن الخطاب ؟ فقال : يا رسول الله جئت مسلماً ، ثم تشهد شهادة الحق و دعاهم إلى الصلاة عند الكعبة فخرجوا و صلوا هنالك ، و اعتز المسلمون بإسلامه . و كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه :
اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين يعنيه أو أبا جهل .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
و لما رأت قريش فشو الإسلام و ظهوره أهمهم ذلك ، فاجتمعوا و تعاقدوا على بني هاشم و بني المطلب ألا يناكحوهم و لا يبايعوهم و لا يكلموهم و لا يجالسوهم ، و كتبوا بذاك صحيفة و ضعوها في الكعبة ، و انحاز بنو هاشم و بنو المطلب كلهم كافرهم و مؤمنهم فصاروا في شعب أبي طالب محصورين متجنبين ، حاشا أبي لهب فإنه كان مع قريش على قومهم ، فبقوا كذلك ثلاث سنين لا يصل إليهم شيء ممن أراد صلتهم إلا سراً و رسول الله صلى الله عليه و سلم مقبل على شأنه من الدعاء إلى الله و الوحي عليه متتابع . إلى أن قام في نقض الصحيفة رجال من قريش كان أحسنهم في ذلك أثراً هشام بن عمرو بن الحرث من بني حسل بن عامر بن لؤي ، لقي زهير بن أبي أمية بن المغيرة و كانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فعيره بإسلامه أخواله إلى ما هم فيه فأجاب إلى نقض الصحيفة . ثم مضى إلى مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف و ذكر رحم هاشم و المطلب ثم إلى أبي البختري بن هشام و زمعة بن الأسود فأجابوا كلهم ، و قاموا في نقض الصحيفة ، و قد بلغهم عن النبي صلى الله عليه و سلم أن الصحيفة أكلت الأرضة كتابتها كلها حاشا أسماء الله ، فقاموا بأجمعهم فوجدوها كما قال ، فخزوا و نقض حكمها .
ثم أجمع أبو بكر الهجرة و خرج لذلك فلقيه ابن الدغنة فرده ، ثم اتصل بالمهاجرين في أرض الحبشة خبر كاذب بأن قريشاً قد أسلموا ، فرجع إلى مكة قوم منهم عثمان بن عفان و زوجته و أبو حذيفة و امرأته و عبد الله بن عتبة بن غزوان و الزبير بن العوام و عبد الرحمن بن عوف و مصعب بن عمير و أخوه و المقداد بن عمرو و عبد الله بن مسعود و أبو سلمة بن عبد الأسد و امرأته أم المؤمنين و سلمة بن هشام بن المغيرة و عمار بن ياسر و بنو مظعون عبد الله و قدامة و عثمان و ابنه السائب و خنيس بن حذافة و هشام بن العاص و عامر بن ربيعة و امرأته و عبد الله بن مخرمة من بني عامر بن لؤي و عبد الله بن سهل بن السكران بن عمرو و سعد بن خولة و أبو عبيدة بن الجراح و سهيل بن بيضاء و عمرو بن أبي سرح ، فوجدوا المسلمين بمكة على ما كانوا عليه مع قريش من الصبر على اذاهم ، و دخلوا إلى مكة بعضهم مختفياً و بعضهم بالجوار ، فأقاموا إلى أن كانت الهجرة إلى المدينة بعد أن مات بعضهم بمكة .ثم هلك أبو طالب و خديجة و ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين فعظمت المصيبة ، و أقدم عليه سفهاء قريش بالأذاية و الاستهزاء و إلقاء القاذورة في مصلاه . فخرج إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام و النصرة و المعونة و جلس إلى عبد يا ليل بن عمر بن عمير و أخويه مسعود و حبيب و هم يومئذ سادات ثقيف و أشرافهم ، و كلمهم فأساءوا الرد ، و يئس منهم فأوصاهم بالكتمان فلم يقبلوا و أغروا به سفهائهم فاتبعوه حتى ألجأوه إلى حائط عتبة و شيبة ابني ربيعة ، فأوى إلى ظله حتى اطمأن ثم رفع طرفه إلى السماء يدعو : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي
ثم أجمع أبو بكر الهجرة و خرج لذلك فلقيه ابن الدغنة فرده ، ثم اتصل بالمهاجرين في أرض الحبشة خبر كاذب بأن قريشاً قد أسلموا ، فرجع إلى مكة قوم منهم عثمان بن عفان و زوجته و أبو حذيفة و امرأته و عبد الله بن عتبة بن غزوان و الزبير بن العوام و عبد الرحمن بن عوف و مصعب بن عمير و أخوه و المقداد بن عمرو و عبد الله بن مسعود و أبو سلمة بن عبد الأسد و امرأته أم المؤمنين و سلمة بن هشام بن المغيرة و عمار بن ياسر و بنو مظعون عبد الله و قدامة و عثمان و ابنه السائب و خنيس بن حذافة و هشام بن العاص و عامر بن ربيعة و امرأته و عبد الله بن مخرمة من بني عامر بن لؤي و عبد الله بن سهل بن السكران بن عمرو و سعد بن خولة و أبو عبيدة بن الجراح و سهيل بن بيضاء و عمرو بن أبي سرح ، فوجدوا المسلمين بمكة على ما كانوا عليه مع قريش من الصبر على اذاهم ، و دخلوا إلى مكة بعضهم مختفياً و بعضهم بالجوار ، فأقاموا إلى أن كانت الهجرة إلى المدينة بعد أن مات بعضهم بمكة .ثم هلك أبو طالب و خديجة و ذلك قبل الهجرة بثلاث سنين فعظمت المصيبة ، و أقدم عليه سفهاء قريش بالأذاية و الاستهزاء و إلقاء القاذورة في مصلاه . فخرج إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام و النصرة و المعونة و جلس إلى عبد يا ليل بن عمر بن عمير و أخويه مسعود و حبيب و هم يومئذ سادات ثقيف و أشرافهم ، و كلمهم فأساءوا الرد ، و يئس منهم فأوصاهم بالكتمان فلم يقبلوا و أغروا به سفهائهم فاتبعوه حتى ألجأوه إلى حائط عتبة و شيبة ابني ربيعة ، فأوى إلى ظله حتى اطمأن ثم رفع طرفه إلى السماء يدعو : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
و قلة حيلتي و هواني على الناس أنت أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين أنت ربي إلى من تكلني إلى بغيض يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي و لكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه بأمر الدنيا و الآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة إلا بك " .
و لما انصرف من الطائف إلى مكة بات بنخلة ، و قام يصلي من جوف الليل ، فمر به نفر من الجن و سمعوا القرآن . ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة في جوار المطعم بن عدي بعد أن عرض ذلك على غيره من رؤساء قريش فاعتذروا بما قبله منهم . ثم قدم عليه الطفل بن عمرو الدوسي فأسلم و دعا قومه فأسلم بعضهم و دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجعل الله له علامة للهداية فجعل في وجهه نوراً ثم دعا له فنقله دعا له فنقله إلى سوطه و كان يعرف بذي النور .
و قال ابن حزم : ثم كان الإسراء إلى بيت المقدس ثم إلى السموات ، و لقي من لقي من الأنبياء ، و رأى جنة المأوى و سدرة المنتهى في السماء السادسة ، و فرضت الصلاة في تلك الليلة . و عند الطبري الإسراء و فرض الصلاة كان أول الوحي .
ثم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض نفسه على وفود العرب في الموسم يأتيهم في منازلهم ليعرض عليهم السلام و يدعوهم إلى نصره و يتلو عليهم القرآن ، و قريش مع ذلك يتعرضونهم بالمقابح إن قبلوا منه و أكثرهم في ذلك أبو لهب . و كان من الذين عرض عليهم في الموسم بنو عامر بن صعصعة من مضر و بنو شيبان و بنو حنيفة من ربيعة و كندة من قحطان و كلب من قضاعة و غيرهم من قبائل العرب ، فكان منهم من يحسن الاستماع و العذر ، و منهم من يعرض و يصرح بالأذاية ، و منهم من يشترط الملك الذي ليس هو من سبيله فيرد صلى الله عليه و سلم الأمر إلى الله . و لم يكن فيهم أقبح رداً من بني حنيفة . و قد ذخر الله الخير في ذلك كله للأنصار ، فقدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف بن الأوس ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فلم يبعد و لم يجب ، و انصرف إلى المدينة فقتل في بعض حروبهم و ذلك قبل بعاث . ثم قدم بمكة أبو الحيسر أنس بن رافع في فتية من قومه من بني عبد الأشهل يطلبون الحلف ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام ، فقال إياس بن معاذ منهم و كان شاباً حدثاً : هذا و الله خير مما جئنا له ، فانتهره أبو الحيسر فسكت . ثم انصرفوا إلى بلادهم و لم يتم لهم الحلف و مات إياس فيقال : إنه مات مسلماً .ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر من الخزرج و هم : أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعبلة بن غنم بن مالك ابن النجار ، و عوف
و لما انصرف من الطائف إلى مكة بات بنخلة ، و قام يصلي من جوف الليل ، فمر به نفر من الجن و سمعوا القرآن . ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة في جوار المطعم بن عدي بعد أن عرض ذلك على غيره من رؤساء قريش فاعتذروا بما قبله منهم . ثم قدم عليه الطفل بن عمرو الدوسي فأسلم و دعا قومه فأسلم بعضهم و دعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يجعل الله له علامة للهداية فجعل في وجهه نوراً ثم دعا له فنقله دعا له فنقله إلى سوطه و كان يعرف بذي النور .
و قال ابن حزم : ثم كان الإسراء إلى بيت المقدس ثم إلى السموات ، و لقي من لقي من الأنبياء ، و رأى جنة المأوى و سدرة المنتهى في السماء السادسة ، و فرضت الصلاة في تلك الليلة . و عند الطبري الإسراء و فرض الصلاة كان أول الوحي .
ثم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض نفسه على وفود العرب في الموسم يأتيهم في منازلهم ليعرض عليهم السلام و يدعوهم إلى نصره و يتلو عليهم القرآن ، و قريش مع ذلك يتعرضونهم بالمقابح إن قبلوا منه و أكثرهم في ذلك أبو لهب . و كان من الذين عرض عليهم في الموسم بنو عامر بن صعصعة من مضر و بنو شيبان و بنو حنيفة من ربيعة و كندة من قحطان و كلب من قضاعة و غيرهم من قبائل العرب ، فكان منهم من يحسن الاستماع و العذر ، و منهم من يعرض و يصرح بالأذاية ، و منهم من يشترط الملك الذي ليس هو من سبيله فيرد صلى الله عليه و سلم الأمر إلى الله . و لم يكن فيهم أقبح رداً من بني حنيفة . و قد ذخر الله الخير في ذلك كله للأنصار ، فقدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف بن الأوس ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام فلم يبعد و لم يجب ، و انصرف إلى المدينة فقتل في بعض حروبهم و ذلك قبل بعاث . ثم قدم بمكة أبو الحيسر أنس بن رافع في فتية من قومه من بني عبد الأشهل يطلبون الحلف ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الإسلام ، فقال إياس بن معاذ منهم و كان شاباً حدثاً : هذا و الله خير مما جئنا له ، فانتهره أبو الحيسر فسكت . ثم انصرفوا إلى بلادهم و لم يتم لهم الحلف و مات إياس فيقال : إنه مات مسلماً .ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر من الخزرج و هم : أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعبلة بن غنم بن مالك ابن النجار ، و عوف
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
موضوع وثائقى اكثر من رائع
محمداحمد- عضو جديد
- رقم العضوية : 45
عدد المساهمات : 3
المهارة : 5309
تاريخ التسجيل : 05/05/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى