alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:52 pm

كروبيين من الخشب مصفحتين بالذهب و هما تمثالان للملائكة الكروبيين ، و جعل للبيت أبوابا من خشب الصنوبر ، و نقش عليها تماثيل من الكروبيين و النرجس و النخل و السوسن و غشاها كلها بالذهب . و أتم بناء الهيكل في سبع سنين ، و جعل لها باباً من ذهب ، ثم بنى بيتاً لسلاحه أقامه على أربعة صفوف من العمد من خشب الصنوبر في كل صف خمسة عشر عموداً ، و وضع فيه مائتي ترس من الذهب ، في كل ترس ستمائة من حجر الجوهر و الزمر ، و ثلثمائة درقة من الذهب ، في كل درقة ثلثمائة من حجر الياقوت ، و سمى هذا البيت غيضة لبنان . و صنع منبراً لجلوسه تحت رواق و كراسي كثيرة كلها من العاج ملبسة من الذهب . ثم بنى من فوق هذا البناء بيتاً لابنه فرعون التي تزوج بها ، و صنع بها أوعية النحاس لسائر ما يحتاج إليه البيت ، و استرضى الصناع لذلك من مدينة صور . و عمل مذبح القربان بالبيت من الذهب ، و مائدة الخبز الوجوه من الذهب ، و خمس منابر عن يمين الهيكل ، و خمساً عن يساره بجميع آلاتها من الذهب ، و مجامر من الذهب . و أحضر موروث أبيه من الذهب و الفضة و الأوعية الحسنة فأدخلها إلى البيت ، و بعث إلى تابوت العهد من صهيون قرية داود إلى البيت الذي بناه له ، فحمله رؤساء الأسباط و الكهنونية على كواهلهم حتى وضعوه تحت أجنحة التمثالين للكروبيين بالمسجد . و كان في التابوت اللوحان من الحجارة اللذين صنعهما موسى عليه السلام بدل الألواح المنكسرة ، و حملوا مع تابوت العهد قبة القربان و أوعيتها إلى المسجد . و أقام سليمان أمام المذبح يدعو في يوم مشهود ، اتخذ فيه وليمة لذلك ذبح فيها اثنتين و عشرين ألفاً من البقر ، ثم كان يقرب ثلاث مرات من السنة قرابين و ذبائح كاملة ، و يبخر البخور و جميع الأوعية لذلك كلها ذهب . و كانت جبايته في كل سنة ستمائة قنطار و ستة و ستون قنطاراً من الذهب ، غير الهدايا و القربان إلى بيت المقدس . و كانت له سفن بحر الهند تجلب الذهب و الفضة و البضائع و الفيلة و القرود و الطواويس ، و كانت له خيل كثيرة مرتبة تجلب من مصر و غيرها تبلغ ألفاً و ستمائة فرس معدة كلها للحرب . و كانت له ألف امرأة لفراشه ما بين حرة و سرية منها ثلثمائة سرية . و في الأخبار للمؤرخين أنه تجهز للحج فوافى الحرم و أقام به ما شاء الله ، و كان يقرب كل يوم خمسة آلاف بدنة و خمسة آلاف بقرة و عشرين ألف شاة . ثم سما إلى ملك اليمن و سار إليه فوافى صنعاء من يومه ، و طلب الهدهد لالتماس الوضوء ، و كانت قناقه أي ملتمس الوضوء له في الأرض فافتقده ، و رجع إليه بخبر بلقيس كما قصه القرآن . و دافعته بالهدية فلم يقبلها ، فلاذت بطاعته و دخلت في دينه و طاعته و ملكته أمرها و وافته بملك اليمن ، و أمرها بأن تتزوج فنكرت ذلك لمكان الملك فقال لا بد في الدين من ذلك . فقالت زوجني ذا تبع ملك همدان فزوجها إياه و ملكه على اليمن و استعملها فيه و رجع إلى الشام . و قيل تزوجها و أمر الجن فبنوا لها سليمين و غمدان . و كان يزورها في الشهر مرة يقيم عندها ثلاثاً ، و علماء بني إسرائيل ينكرون وصوله إلى الحجاز و اليمن ، و إنما ملك اليمن عندهم بمراسلة ملكة سبأ ، و أنها وفدت عليه في أورشليم ، و أهدت إليه مائة و عشرين قنطاراً من الذهب ، و لؤلؤاً و جوهراً و أصنافاً من الطيب و المسك و العنبر فأجازها و أحسن إليها . و انصرفت ، هكذا في كتاب الأنساب من كتبهم .

ثم انتفض على سليمان آخر هدرور ملك الأرمن بدمشق ، و هداد ملك أدوم ، و كان قد ولى على ضواحي بيت المقدس و جميع أعماله يربعان بن نباط من سبط أفرايم ، و استكفى به في ذلك ، و كان جباراً فعوتب بالوحي على لسان أخيا النبي في توليته فأراد قتله ، و شعر بذلك يربعان فهرب إلى مصر ، فأنكحه فرعون ابنته و ولدت له ابنه ناباط و أقام بمصر .

و قبض سليمان صلوات الله عليه لأربعين سنة من ملكه ، و قيل اثنتين و خمسين ، و دفن عند أبيه داود صلوات الله عليهما . و افترق ملك بني إسرائيل من بعده كما نذكره إن شاء الله تعالى .



الخبر عن افتراق بني إسرائيل منهم ببيت المقدس على سبط يهوذا و بنيامين إلى انقراضه

لما قبض سليمان صلوات الله عليه و سلامه ، ولي ابنه رحبعم ، و ضبطه براء مهملة و جاء مهملة مضمومتين و باء موحدة ساكنة و عين مهملة مضمومة و ميم ، فقام بأمره و زاد في عمارة بيت لحم و فزة و صور و أيلة ، و اشتد على بني إسرائيل و طلبوا منه تخفيف الضرائب ، فامتنع و طالبهم بالوظائف ، و أخذ فيهم برأي الغواة من بطانته ، فنقموا عليه ذلك و انتقضوا . و جاءهم يربعم بن نباط من مصر ، فبايعوه و ولوه عليهم ، و اجتمع عليه سائر الأسباط العشرة من بني إسرائيل ، ما عدا سبط يهوذا و بنيامين ، و تزاحفوا للحرب . ثم دعاهم بعض أنبيائهم للصلح فتواضعوا و اصطحوا .

و في السنة الخامسة من ملك رحبعم زحف شيشاق ملك مصر إلى بيت المقدس ، فهرب رحبعم ، و استباحها شيشاق و رجع و ضرب عليهم الجزية ، ثم دفعوه و منعوه . فأقام بنو داود في سلطانهم على بني يهوذا و بنيامين ببيت المقدس و عسقلان و غزة و دمشق و حلب و حمص و حماة و ما إلى ذلك من أرض الحجاز ، و ملك الأسباط العشرة بنواحي نابلس و فلسطين ، ثم نزلوا مدينة شومرون و هي شمرة و سامرة في الناحية الشرقية الشمالية من الشام مما يلي الفرات و الجزيرة ، و اتخذوها كرسياً لملكهم ذلك ، و أقاموا على هذا الافتراق إلى حين انقراض أمراض أمرهم ، و وقعوا في الجلاء الذي كتب الله عليهم كما نذكره .ثم هلك رحبعم لسبع عشرة سنة من دولته ، و ولي بعده على سبط يهوذا و بنيامين بأرض القدس ابنه أفيا ، و ضبطه بهمزة مفتوحة و متوسطة بين الفاء و الذال من لغتهم و ياء مثناة من تحت مشددة و ألف ، و كان على مثل سيرة أبيه . و كان عابدا صواماً ، و كانت أيامه
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:54 pm

كلها حرباً مع يربعم بن نباط و بني إسرائيل ، و هلك لثلاث سنين . و ولى ابنه أسا ، بضم الهمزة و فتح السين المهملة و ألف بعدها ، ابن أفيا . و طال أمد ملكه ، و كان رجلاً صالحاً ، و كان على مثل سيرة جده داود صلوات الله عليه ، و تعددت الأنبياء في بني إسرائيل على عهده ، و مات يربعم بن نباط لسنتين من ملكه ، وملك بعده ابنه ناداب و قتله يعشا بن أحياكما نذكر في أخبارهم . ثم وقعت بينه و بين أسا حروب ، و استمد أسا بملك دمشق فزحف معه ، و كان يعشا ملك السامرة في ناحية يثرب لبنائها ، فهرب و ترك آلات البناء ، فنقلها أسا ملك القدس و بنى بها الحصون . ثم خرج عليهم زادح ملك الكوش في ألف ألف مقاتل ، و لقيهم أسا فهزمهم و أثخن فيهم . و لم تزل الحرب قائمة بين أسا و بين الأسباط بالسامرة سائر أيامه ، و على عهده اختطت السامرة كما نذكر بعد .

ثم هلك أسا بن أفيا لإحدى و أربعين سنة من ملكه ، و ولي بعده ابنه يهوشاظ ، بياء مفتوحة مثناة تحتانية و هاء مضمومة و واو ساكنة و شين معجمة بعدها ألف ثم ظاء بين الذال و الظاء المعجمتين ، فكان على مثل سيرة أبيه ، و كانت أيامه مع أهل السامرة و ملوكهم سلماً . و اجتمع ملوك العمالقة ، و يقال أروم ، و خرج لحربهم فهزمه و غنم أموالهم . و كان لعهده من الأنبياء إلياس بن شوياق ، و اليسع بن شوبوات . وقال ابن العميد : إيليا و منحيا و عبوديا . و كانت له سفن في البحر يجلب له فيها بضائع الهند فأصابها قاصف الريح فتكسرت و غرقت . ثم هلك لخمسة و عشرين سنة من ملكه ، و ولي ابنه يهورام ، بفتح المثناة التحتية ثم هاء مضمومة تجلب واوا ثم راء مفتوحة تجلب ألفاً و بعدها ميم ، و انتقض عليه أروم ، و ولوا عليهم ملكاً منهم ، فزحف إليهم و وقع بهم في سفيراً أوسط بلادهم ، و أثخن فيهم بالسبي و القتل . ثم رجع عنهم ، و أقاموا في عصيانهم . و على عهده زحف ملك الموصل إلى الأسباط بالسامرة ، فكانت بينه و بينهم حروب كما نذكر .

و قال ابن العميد : كانت على بني مؤاب جزية مضروبة لبني يهوذا ، مائتان من الغنم كل سنة ، فمنعوها ، و اجتمع ملوك القدس و السامرة لحربهم و حاصروهم سبعة أيام ، و فقدوا الماء فاستسقى لهم اليسع و جرى الوادي . فخرج أهل مؤاب فظنوه ماء ، فقتلهم بنو إسرائيل و أثخنوا فيهم . و في أيام يهورام رفع إيليا النبي و انتقل سره إلى اليسع ، و كان على عهده من الأنبياء أيضاً عبوديا .

ثم هلك يورام لثمان سنين من ملكه ، و دفن عند جد داود ، و ولي بعده ابنه أحزياهو ، بهمزة مفتوحة و حاء مهملة مضمومة و زاي معجمة ساكنة ثم ياء مثناة تحتية بفتحة تجلب ألفا ثم هاء مضمومة تجلب واواً ، و أمه غثليا بنت عمري أخت أجاب و سار سيرة خاله ، و ملك سنة واحدة ، و قيل سنتين ، و خرج لقتال ملك الجزيرة و الموصل و استنفر معه صاحب السامرة يورام ابن خاله أجاب ، فاقتتلوا معه ثم انصرفوا و ابن خاله جريح . و جاءه أحزياهو في بعض الأيام يعوده و كان ابن يهوشافاض بن منشي من سبط منشا بن يوسف يترصد قتل يورام بن أجاب ملك السامرة ، فأصاب فرصة في ذلك الوقت فقتلهما جميعا . وقال ابن العميد أن يورام بن أجاب ملك السامرة خرج لحرب أروم ، في رواية كلعاد و خرج معه أحزياهو فقتلا في تلك الحرب . قال : و قيل أن ياهو عشا رمى بسهم فأصاب يورام بن أجاب ، و كان لعصره من الأنبياء اليسع و عامور و فنحاء .

ثم ملك بعد أحزيا أمه عثليا بنت عمري كذا وقع اسمها في كتاب الطبري ، و في كتاب الاسرائيليات اسمها أضالية . و يقال كانت من جواري سليمان ، ثم استفحل ملكها بالقدس و قتلت بني داود كلهم ، و أغفلت ابناً رضيعاً من ولد أبيها أحزيا هو اسمه يؤاش ، بضم الياء المثناة التحتية ثم همزة مفتوحة تجلب ألفاً ثم شين معجمة ، أخفته عمته يهوشيع بنت يهورام في بعض زوايا القدس ، و علم بمكانه زوجها يهود يادع و هم يومئذ الكوهن الأعظم . حتى إذا كملت له سبع سنين ، و نقم بنو يهوذا سيرة عثليا ، اجتمعوا إلى يهود يادع الكوهن لهم يؤاش بن أحزياهو من مكانه ، و استحلفهم فبايعوا له و قتلوا جدته عثليا و من معها لسبع سنين من ملكها .

و قام يؤاش بملكه في تدبير يهوديادع الكوهن ، ثم أراد عبادة الأصنام ، فمنعه زكريا النبي فقتله . و كان لعهده من الأنبياء إليسع و عوفريا و زكريا بن يهودياع . و هلك يهوديادع لثلاث و عشرين سنة من ملك يؤاش بعد أن جدد يؤاش بيت المقدس ، و لثمان و ثلاثين من ملكه قبض إليسع النبي صلوات الله عليه، و على عهده زحف شريال ملك الكلدانيين ببابل إلى بيت المقدس ، و يقال له ملك نينوى و الموصل . و قال ابن العميد : ملك الشام فأعطاهم جميع ما في خزائن الملك و بيت المقدس من الأموال ، و دخل في طاعتهم إلى أن قتله وزراؤه و أهل دولته لأربعين سنة من ملكه .

و ولوا مكانه ابنه أمصياهو ، بفتح الهمزة و الميم و سكون الصاد المشمة بالزاي بعدها ياء مثناة تحتانية بفتحة تجلب ألفا ثم هاء مضمومة تجلب واواً ، و استبدوا عليه ثم ثار عليهم بأمه و قتلهم أجمعين . و سار إلى أروم فظفر بهم ، و قتل منهم نحواً من عشرين ألفاً ، ثم زحف إليه ملك الأسباط بالسامرة و لقيه فهزمه و حصل في أسره . و سار إلى بيت المقدس فحاصرها ، و هدم من سورها نحواً من أربعمائة ذراع ، و اقتحمها فغنم ما في خزائن بيت السلطان ، و بيت الهيكل من الأموال و الأواني و الذخائر و رجع إلى السامرة ، فأطلق أمصياهو ملك القدس ، فرجع إلى قومه و رم تثلم من سورها . و لم يزل مملكا حتى نقموا عليه أفعاله فقتلوه لسبع و عشرين سنة من ملكه . و كان لعهده من الأنبياء يونان و ناحوم ، و تنبأ لعصره عاموص .
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:56 pm

و لما قتلوا أمصياهو ولوا ابنه عزياهو ، بعين مهملة مضمومة و زاي معجمة مكسورة مشددة و ياء مثناة تحتانية تجلب ألفا و هاء تجلب واواً ، و طالت مدته ثلاثا و خمسين سنة ، و اختلفت فيها أحواله . قال ابن العميد : و لخمس من ملكه كان ابتداء وضع سني الكبس التي هي سنة بعد أربع تزيد يوما على الماضية بحساب ربع يوم في كل سنة الذي اقتضاه حساب مسير الشمس عندهم . قال : و ليست من ملكه انقرض ملك الأرمانيين من الموصل و صارت إلى بابل ، لاثنتين و عشرين من ملكه غزا ملك بابل و اسمه فول مدينة السامرة فاقتحمها ، و أعطاه ملكها بدرة من المال فرجع عنه . قال : و لعهده ملك على بابل رينوس و يلقب قطب الملك ، و لعهده ملك على اليونانيين ملكهم الأول من مدينة أنقياس لثلاث و عشرين سنة من تملك عزياهو . قال : و لإحدى و خمسين من ملكه ملك ببابل بختنصر الأول . قال : و لعهده أيضا كان الملك الأول من الروم المقدويس و يسمى فروس . و لعده كان من الأنبياء يوشع و غوزيا و أموص و أشعيا و يونس بن متى . قال ابن العميد و انتهت عساكر عزياهو إلى ثلثمائة ألف ، و أصابه البرص بدعاء الكوهن لما أراد أن يخالف التوراة في استعمال البخور و هو محرم على سبط لاوى ، فبرص و لزم بيته سنة و صار ابنه يؤام ينظر في أمر الملك إلى أن تغلب على أبيه . قال هروشيوش : و على عهده أيضا قتل شرديال آخر ملوك بابل من الكلدنيين على يد قائده أرباط بن المادس ، و استبد بملك بابل و أصاره إلى قومه بعد حروب طويلة ، ثم زحف إلى القوط و العرب من قضاعة فحاربهم طويلا و انصرف عنهم .

ثم هلك عزيا هو لثلاث و خمسين سنة من ملكه ، و ملك بعده ابنه يؤاب و كان صالحا تقيا ، و كان لعهده من الأنبياء هو شيع و أشعيا و بويل و عوفد . و في أيامه ابتدأ غلب ملك الجزيرة على اليهود و كانوا يعرفون بالسوريانيين . ثم هلك يوآب لست عشرة من ملكه ، و ملك ابنه أحاز ، بهمزة مفتوحة ممالة و حاء مهملة و تجلب ألفا و زاي معجمة ، فخالف سنة آبائه ، و عبد بنو إسرائيل الأوثان في أيامه ، و حارب الأرمن و استجاش عليهم بملك الموصل ، فزحف معه و حاصر دمشق و ملكها منهم و استباحها ، و رجع إلا بلاده . ثم خرج أحاز لحربهم فهزموه و قتلوا من اليهود مائة و عشرين ألفا و نحوها ، و أرجعوا أحاز إلى دمشق أسيراً . قال هروشيوش : و على عهد أحاز كان انقراض ملك الماريس على يد كيرش ملك الفرس ، و رجعت أعمالهم إليه و يقال : إن آخر ملوكهم هو اشتانيش ، و كان جد كيرش لأمه ، و كفله صغيرا فلما شب و ملك حارب جده فقتله و انتزع ملكه . و قال ابن العميد عن المسبحي : و لذلك العهد ملك على الروم الفرنجة غير اليونان ، الأخوان روملس و رومانس ، و اختط مدينة رومة . و قال هروشيوش : و لعهده ملك على الروم اللطينينين بأرض أنطاكية روملس ، ثم مركة و بنى مدينة رومة .

ثم هلك أحاز لست عشرة من ملكه ، و ولى ابنه حزقيا هو ، بحاء مهملة مكسورة و زاي معجمة ساكنة و قاف مكسورة و ياء مثناة تحتانية مشددة تحلب ألفاً و هاء مضمومة تجلب واواً ، فقطع عبادة الأوثان و سار سيرة جده داود ، و لم يكن في ملوك بني يهوذا مثله . و عصى على ملك الموصل و بابل و كوريش و هزم فلسطين و خرب قراهم . و في أيامه و أيام أبيه سار شليشار ملك الجزيرة و الموصل إلى الأسباط بالسامرة ، فضرب عليهم الجزية . ثم سار في أيامه فأزال ملكهم . و لأربع من ملكه زحف إليه رضين ملك دمشق و رجع عنه من غير قتال . و لأربع عشرة من ملكه زحف إليه سنجاريف ملك الموصل بعد فتح السامرة ، فافتتح أكثر مدائن يهوذا و حاصرهم ببيت المقدس . و صانعه حزقيا هو بثلثمائة قنطار من الفضة و ثلاثين من الذهب أخرج فيها ما كان في الهيكل ، و بيت الملك من المال و نثر الذهب من أبواب المسجد ، دفع ذلك له و رجع عنه . ثم فسد ما بينهما و زحف إليه سنجاريف ثانياً و حاصره و امتنع من قبول مصانعته ، و قال : من ذا الذي خلصه إلهه من يدي حتى يخلصكم أنتم إلهكم . فخافوا منه و فزعوا إلى النبي شعياء في الدعاء فأمنهم منه و دعا عليه فوقع الطاعون في عسكره ، ثم تواقعوا في بعض الليالي ، فبلغ قتلاهم مائة و عشرين ألفاً و رجع سنجاريف إلى نينوى و الموصل ، فقتله أبناؤه و هربوا إلى بيت المقدس و ملك ابنه السرمعون .

و قال الطبري إن ملك بني إسرائيل أسر سنجاريف و أوحى الله إلى شعياء أن يطلقه فأطلقه . قال : وقيل إن الذي سار إليه سنجاريف من ملوك بني إسرائيل كان أعرج ، و أن سنجاريف لعهد ملك أذربيجان ، و كان يدعى سليمان الأعسر ، فلما نزل بيت المقدس صار بينهما أحقاد كامنة ، فتواقعوا و هلك عامة عسكرهما ، و صار ما معهما غنيمة لبني إسرائيل ، و بعث ملك بابل إلى حزقيا ملك الفرس بالهدايا و التحف ، فأعظم موصلها ، و بالغ في كرامة الوفد و فخر عليهم بخزانته و طوفهم عليها ، فنكر ذلك عليه شعياء النبي و أنذره بأن ملوك بابل يغنمون جميع هذه الخزائن ، و يكون من أبنائك خصيان في قصرهم .

ثم هلك حزقيا هو لتسع و عشرين سنة من ملكه ، و ولي ابنه منشا ، بميم مكسورة و نون مفتوحة و شين معجمة مشددة و ألف ، و كان عاصياً قبيح السيرة ، و كانت آثاره في الدين شنيعة ، و أنكر عليه شعيا النبي أفعاله ، فقتله نشراً بالمناشير من رأسه إلى مغرق ساقيه ، و قتل جماعة من الصالحين معه . و في التاسعة و الثلاثين من ملكه ، ملك سنجاربف الصغير مملكة الموصل قاله ابن العميد و في الثانية و الخمسين بنيت بوزنطية بناها بورس الملك ، و هي التي جددها قسطنطين و سماها باسمه . و في أيامه ملك برومة قنوقرسوس الملك ، وفي الحادية و الخمسين من ملكه زحف سنجاريف ملك الموصل إلى القدس فحاصرها ثلاث سنين ، و افتتحها في الرابعة و الخمسين من ملكه . و ولي بعده ابنه
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 9:59 pm

أمون ، بهمزة قريبة من العين و الميم مضمومة تجلب واواً ثم نون ، و كانت حاله مثل حال أبيه فملك سنتين ، و قيل اثنتي عشرة ، ثم اغتاله عبيده فقتلوه ، و اجتمع بنو يهوذا فقتلوا أولئك العبيد ، و أقاموا ابنه يوشيا مكانه ، و ضبطه بياء مثناة تحتية مضمومة تجلب واواً بعدها شين معجمة مكسورة ثم ياء مثناة تحتية بفتحة تجلب ألفا . فلما ملك أحسن السيرة و هدم الأوثان و كان صالح الطريقة مستقيم الدين ، و قتل كهنة الأصنام و هدم البيوت و المذابح التي بناها يربعام بن نباط بالبرابرة . و كان في أيامه من الأنبياء صفونا و كلدي امرأة شالوم و ناحوم . و تنبأ لعهده أرمياء بن ألحيا من نسل هارون ، و أخبرهم بالجلاء إلى بابل سبعين سنة ، فأخذ يوشيا قبة القربان و تابوت العهد و أطبق عليهما في مغارة فلم يعرف مكانهما من بعد ذلك . و في أيامه ملك المجوس بابل . و لإحدى و ثلاثين من دولته ملك فرعون الأعرج مصر و زحف لقتال مسيح بالفرات ، فخرج يوشيا لحربه و انهزم يوشيا فهلك بسهم أصابه لاثنتين و ثلاثين من دولته .

و ولى بعده ابنه يوآش ، و يقال اسمه يهوياحاز فعطل أحكام التوراة ، و أساء السيرة ، فزحف إليه فرعون الأعرج ، و أخذه و رجع به إلى مصر فمات هنالك . و ضرب على أرضهم الخراج مائة قنطار فضة و عشرة ذهبا ، و كانت ولايته ثلاثة أشهر . و ولوا مكانه أخاه ألياقيم بن يوشيا ، بهمزة مفتوحة و لام ساكنة و ياء مثناة تحتانية يجلب فتحها ألفا و قاف مكسورة تجلب ياء ثم ميم ، و كان عاصياً كافراً ، و كان يأخذ الخراج لفرعون من بني يهوذا على قدر أحوالهم . ثم زحف إليه بختنصر ملك بابل لسبع من ولاية ألياقيم فملك الجزيرة و سار إلى بيت المقدس فضرب عليهم الجزية أولا ، و دخل ألياقيم في طاعته ثلاثة سنين ، و سلط الله عليه أروم و عمون و مؤاب و الكلدانييين ، ثم انتقض عليه فسرح الجيوش ، فقبضوا عليه و احتملوه إلى بابل ، فهلك في طريقه لإحدى عشرة سنة من ملكه . و ولى بختنصر مكانه ابنه يخنيو ، بفتح الياء المثناة التحتانية بعدها خاء معجمة مضمومة ثم نون ساكنة و بعدها ياء تحتانية تجلب ضمتها واواً ، فأقام ثلاثة أشهر ، ثم زحف إليه و حاصره ، و أخرج إليه أمه و أشراف مملكته فأشخصهم إلى بلده . و جمع أهله و رجال دولته و سائر بني إسرائيل نحواً من عشرة آلاف ، و احتملهم أسارى إلى بابل ، و غنم جميع ما كان في الهيكل و الخزائن من الأموال و جميع الأواني التي صنعها سليمان للمسجد ، و لم يترك بمدينة القدس إلا الفقراء و الضعفاء و بقي يخنيو ملك بني إسرائيل محبوساً سبعاً و ثلاثين سنة .

و قال ابن العميد : إن بختنصر سار إلى القدس في الثالثة من مملكة ألياقيم ، وسبى طائفة منها ، و انتهب جميع ما في بيت الهيكل . و كان في سنة دانيال و خانيا و عزاريا و ميصائل . و إن في السنة الخامسة من ملكه قاتل بختنصر فرعون الأعرج ملك مصر ، و في الثانية من ملك الياقيم غزا بختنصر القدس و وضع عليهم الخراج و أبقى الياقيم في ملكه و هلك لثلاث سنين بعد ذلك و ملك ابنه يخينو . و كان لعهده من الأنبياء أرميا و أوربا بن شعيا و موري والد حزقيا . و في أيامه تنبأ دانيال ، ثم سار بختنصر ليخنيو فأشخصه إلى بابل كما مر .

و قال الطبري و وافقه نقل هروشيوش : إن بختنصر ولى مكان يخينو بن الياقيم عمه متنيا ، بميم مفتوحة و تاء مثناة فوقانية مشددة و نون ساكنة و ياء مثناة تحتانية بفتحة تجلب ألفاً ، و يسمى صدقياهو ، و كان عاصياً قبيح السيرة ، و لتسع سنين من ولايته انتقض على بختنصر ، فزحف إليه في العساكر و حاصر بيت المقدس و بنى عليها المدار للحصار ، و أقام ثلاث سنين و اشتد الحصار بهم ، فخرجوا هاربين منها إلى الصحراء و اتبعهم العساكر من الكلدانيين و أدركوهم في أريحا ، فقبض على ملكهم صدقيا هو و أتى به أسيراً فسمل عينيه . و قال الطبري : و ذبح ولده بمرأى منه ، ثم اعتقله ببابل إلى أن مات . و لحق بعض من بني إسرائيل بالحجاز فأقاموا مع العرب ، و كان لعهده من الأنبياء أرميا و حبقون و باروح . و بعث بختنصر قائده نبو زراذون ، بنون مفتوحة و باء موحدة مضمومة تجلب واواً بعدها زاي وراء مفتوحة تجلب ألفا و ذال مضمومة تجلب واوا بعدها نون ، بعثه إلى مدينة القدس ، و كانوا يدعونها مدينة بروشالم ، فخربها و خرب الهيكل و كسر عمد الصفر التي نصبها سليمان في المسجد طول كل عمود منها ثمانية عشر ذراعا و طول رؤوسها ثلاثة أذرع ، و كسر صرح الزجاج و سائر ما كان بها من آثار الدين و الملك ، و احتمل بقية الأواني و ما كان وجده من المتاع ، و سبى الكوهن سارية و الحبر منشا و خدمة الهيكل إلى بابل . قال هروشيوش : و أبقى صدقيا هو محبوسا ببابل إلى أن أطلقه بزداق قائد بهمن ملك الفرس حين غلبوا على بابل فأطلقه و وصله و أقطعه .

و قال مؤرخ حماة و وافقه المسعودي : إن بختنصر بعد تخريب القدس هرب منه بعض ملوك بني اسرائيل إلى مصر و بها فرعون الأعرج ، و طلبه بختنصر فأجاره فرعون و سار إليه بختنصر فقتله و ملك مصر . و افتتح من المغرب مدائن و بث فيها دعاته ، و كان إرمياء نبي بني اسرائيل من سبط لاوى ، و يقال اسمه إرمياء بن خلقيا ، و كان على عهده صدقيا هو و وجده بختنصر في محبسهم فأطلقه و احتمله معه في السبي إلى بابل ، و قيل إنه مات في محبسه و لم يدركه بختنصر . و كذلك احتمل معهم دانيال بن حزقيل من أنبيائهم .و قال ابن العميد : و ولي جدليا بن أحان علي من بقي من ضعفاء اليهود بالقدس ، و لسبعة أشهر من ولايته قال إسمعيل من بيت الملك فقتل جدليا و اليهود و الكلدانيين الذي معهم ، ثم هرب إلى مصر و هرب معه إرميا ، و هرب حبقون إلى الحجاز فمات و كان قيما و لحقهم بمصر . و تنبأ إرمياء في مصر و بابل و أورشليم و صور و صيدا و عمون ثمانية و ثلاثين
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى Empty رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى

مُساهمة من طرف أحمد بدوى الثلاثاء يونيو 29, 2010 10:01 pm

سنة ، و رجمه أهل الحجاز فمات . و كان فيما أخبرهم به مسير بختنصر إلى مصر و تخريبه هياكلها و قتله أهلها . و لما دخل بختنصر مصر نقل جسده إلى الإسكندرية و دفنه بها ، و قيل دفن بالقدس لوصيته . و أما

حزقيا هو فقتله اليهود في السبي .

قال الطبري : و افترقت جالية بني إسرائيل في نواحي العراق إلى أن ردهم ملوك الفرس إلى القدس فعمروه و بنوا مسجده . و كان لهم فيه ملك في دولتين متصلتين إلى أن وقع بهم الخراب الثاني و الجلوة الكبرى على يد طيطش من ملوك القياصرة كما نذكر بعد .

و لنذكر هنا ما وقع من الخلاف في نسب بختنصر هذا ، و إلى من يرجع من الأمم : فقد ذهب قوم إلى أنه من عقب سنجاريف ملك الموصل الذي كان يقاتل بني إسرائيل و السامرة بالقدس . قال هشام بن محمد الكلبي فيما نقل الطبري : هو بختنصر بن نبوزراذون بن سنجاريف ، ثم نسب سنجاريف إلى نمروذ بن كوش بن حام الذي وقع ذكره في التوراة في ولد كوش وعد بين سنجاريف و النمروذ ستة عشر أبا أو نحوها أولهم داريوش بن فالغ و عصا بن نمروذ ، أسماء غير مضبوطة يغلب على الظن تصحيفها لعدم دارية الأصول و قلة الوثوق بضبطها . و قيل إن بختنصر من نسل أشوذ بن سام ، و لم يقع إلينا رفع هذا النسب و لعله أصح من الأول لأنه قد تقدم نسب سنجاريف في الجرامقة ثم في الموصل منهم و هم من ولد أشوذ باتفاق من أهل فارس ، نقله أيضا الطبري عن ابن الكلبي ، و إن اسمه بختمرسه فسمي بختنصر ، و كان يملك ما بيم الأهواز و الروم من غربي دجلة أيام هراسب و يستاسب و بهمن من ملوك الفرس ، و إنه افتتح ما يليه من بلاد بابل و الشام ثم سار إلى القدس فافتتحها كما تقدم ، و قيل إن بهمن بعث رسله إلى القدس في طلب الطاعة منهم فقتلوه ، فبعث بهمن أصبهبذاً للناحية القربية من مملكته ، و بعث معه داريوش من ملوك مارى بن نابت ، و كيرش بن كيكوس من ملوك بني غليم بن سام ، و أحشوارش بن كيرش بن جاماهن من قرابته . و سار معهم بختنصر بن نبوزراذون بن سنجاريف صاحب الموصل الذي لقومه البرآت في أهل المقدس فكان ما وقع من الفتح . و قيل كان بختنصر صاحب الموصل في مقدمتهم و كان الفتح على يده .

و أما بنو إسرائيل فيزعمون أن بختنصر من الكلدانيين ، و هم ولد ناحور بن آزر أبي إبراهيم عليه السلام ، و كان لهم الملك ببابل و كان بختنصر هذا من أعقابهم ، و كان مدة دولته خمساً و أربعين سنة ، و كان فتحة المقدس لثمانية عشر من دولته . و مللك بعده أويل مر وماخ ثلاثا و عشرين سنة ، ثم بعده ابنه فيلسنصر بن أويل ثلاث سنين ، ثم غلب عليهم كوروش و أزال ملكهم و هو الذي رد بني اسرائيل إلى بيت المقدس فعمروه و جددوا به ملكاً كما نذكره .

و قد اختلف في كيرش الذي رد بني إسرائيل إلى القدس من هو بعد اتفاقهم على أنه من الفرس ، فقيل هو يستاسب و لم يكن ملكها و إنما كان مملكاً على حوزستان و أعمالها من قبل كيقوس و بنجسون بن سياوش و لهراسب من بعدهما ، و كان عظيم الشأن و لم يكن ملكاً . و قيل إن كيرش هو ابن احشوارش بن جاماسب بن لهراسب ، و أبوه أحشروارش هذا الذي بعثه بهمن . و لما رجع من ذلك الفتح بعثه إلى ناحية الهند و السند و انصرف إلى حصن الأبر فولاه بابل و تزوج من سبي بني إسرائيل ابنة أبي حاويل الرحا و أخت مردخاي من الرضاع ، و هو من أنبياء بني إسرائيل . فتزعم النصارى إنها ولدت عند حيرا حوارس إلى بابل ابنه كيرش هذا فحضنه مردخاي و لقنه دين اليهودية ، و لزم سائر أنبيائهم مثل متنيا و عازريا و ميثائل و عزيز . و ولي دانيال أحكام دولته ، و جعل إليه أمره و أذن له أن يخرج ما في الخزائن من السبي و الذخائر و الآنية و يرده إلى مكانه و يقوم في بناء القدس فعمره . و راجعه بنو إسرائيل و سأله هؤلاء الأنبياء أن يرجعوا إلى بيت المقدس فمنعهم اغتباطا بمكانهم .

و قيل إن كيرش هو كيرش بن كيكو بن غليم بن سام ، و هو الذي كنا قدمنا أن بهمن بعثه مع قائده بختنصر إلى فتح بيت المقدس ، و أن بختمرس ملكه بهمن على بابل ، و كان يسمى بختمرسي كما ذكرنا ، فملكها و ملك ابنه من بعده ثلاثاً و عشرين سنة ، ثم ابنه بلتنصر سنة واحدة ، ثم بلغ بهمن سوء سيرته فعزله و ولى على بابل داريوش ألماذة بن ماداي ، ثم عزله و ولى كيرش بن كيكو ، و كتب إليه بهمن بأن يرفق بيني إسرائيل و يحسن ملكتهم و أن يردهم إلى أرضهم و يولي عليهم من يختارونه ، ففعل ، فاختاروا دانيال من أنبيائهم فولاه . و قيل و هو لعلماء بني إسرائيل أن بلتنصر حافد بختنصر و هو ملك بابل و الكلدانيين ، و أن دارا و يسمى داريوش ملك ماري ، و كورش و هو كيرش ملك فارس ، كان في طاعته فانتقضا عليه و خرج إليهم في العساكر فانهزم أولاً ، ثم بعث عساكره و قواده إليهم فهزمهم ثم قتله خادمه على فراشه . و لحق بداريوش و كورش و زحفا إلى بابل فغلبا الكلدانيين عليها ، و اختص دارا و قومه مادي و أظنهم الديلم ببابل و نواحيها . و اختص كورش و قومه فارس بسائر الأعمال و الكور ، و كان كورش نذر ببناء بيت المقدس و إطلاق الجالية و رد الآنية ، ثم هلك دارا و انفرد كورش بالملك على فارس و مادي ووفى بنذره هذا محصل الخلاف في بختنصر و كيرش و الله أعلم .



الخبر عن دولة الأسباط العشرة و ملوكهم إلى حين انقراض أمرهمقد تقدم لنا في دولة سليمان عليه السلام أن يربعام بن نباط من سبط افرائيم كان والياً لسليمان على جميع نواحي يورشيلم و هي بيت المقدس ، و قيل إنما كان والياً على عمل بني يوسف
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى