تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
كروبيين من الخشب مصفحتين بالذهب و هما تمثالان للملائكة الكروبيين ، و جعل للبيت أبوابا من خشب الصنوبر ، و نقش عليها تماثيل من الكروبيين و النرجس و النخل و السوسن و غشاها كلها بالذهب . و أتم بناء الهيكل في سبع سنين ، و جعل لها باباً من ذهب ، ثم بنى بيتاً لسلاحه أقامه على أربعة صفوف من العمد من خشب الصنوبر في كل صف خمسة عشر عموداً ، و وضع فيه مائتي ترس من الذهب ، في كل ترس ستمائة من حجر الجوهر و الزمر ، و ثلثمائة درقة من الذهب ، في كل درقة ثلثمائة من حجر الياقوت ، و سمى هذا البيت غيضة لبنان . و صنع منبراً لجلوسه تحت رواق و كراسي كثيرة كلها من العاج ملبسة من الذهب . ثم بنى من فوق هذا البناء بيتاً لابنه فرعون التي تزوج بها ، و صنع بها أوعية النحاس لسائر ما يحتاج إليه البيت ، و استرضى الصناع لذلك من مدينة صور . و عمل مذبح القربان بالبيت من الذهب ، و مائدة الخبز الوجوه من الذهب ، و خمس منابر عن يمين الهيكل ، و خمساً عن يساره بجميع آلاتها من الذهب ، و مجامر من الذهب . و أحضر موروث أبيه من الذهب و الفضة و الأوعية الحسنة فأدخلها إلى البيت ، و بعث إلى تابوت العهد من صهيون قرية داود إلى البيت الذي بناه له ، فحمله رؤساء الأسباط و الكهنونية على كواهلهم حتى وضعوه تحت أجنحة التمثالين للكروبيين بالمسجد . و كان في التابوت اللوحان من الحجارة اللذين صنعهما موسى عليه السلام بدل الألواح المنكسرة ، و حملوا مع تابوت العهد قبة القربان و أوعيتها إلى المسجد . و أقام سليمان أمام المذبح يدعو في يوم مشهود ، اتخذ فيه وليمة لذلك ذبح فيها اثنتين و عشرين ألفاً من البقر ، ثم كان يقرب ثلاث مرات من السنة قرابين و ذبائح كاملة ، و يبخر البخور و جميع الأوعية لذلك كلها ذهب . و كانت جبايته في كل سنة ستمائة قنطار و ستة و ستون قنطاراً من الذهب ، غير الهدايا و القربان إلى بيت المقدس . و كانت له سفن بحر الهند تجلب الذهب و الفضة و البضائع و الفيلة و القرود و الطواويس ، و كانت له خيل كثيرة مرتبة تجلب من مصر و غيرها تبلغ ألفاً و ستمائة فرس معدة كلها للحرب . و كانت له ألف امرأة لفراشه ما بين حرة و سرية منها ثلثمائة سرية . و في الأخبار للمؤرخين أنه تجهز للحج فوافى الحرم و أقام به ما شاء الله ، و كان يقرب كل يوم خمسة آلاف بدنة و خمسة آلاف بقرة و عشرين ألف شاة . ثم سما إلى ملك اليمن و سار إليه فوافى صنعاء من يومه ، و طلب الهدهد لالتماس الوضوء ، و كانت قناقه أي ملتمس الوضوء له في الأرض فافتقده ، و رجع إليه بخبر بلقيس كما قصه القرآن . و دافعته بالهدية فلم يقبلها ، فلاذت بطاعته و دخلت في دينه و طاعته و ملكته أمرها و وافته بملك اليمن ، و أمرها بأن تتزوج فنكرت ذلك لمكان الملك فقال لا بد في الدين من ذلك . فقالت زوجني ذا تبع ملك همدان فزوجها إياه و ملكه على اليمن و استعملها فيه و رجع إلى الشام . و قيل تزوجها و أمر الجن فبنوا لها سليمين و غمدان . و كان يزورها في الشهر مرة يقيم عندها ثلاثاً ، و علماء بني إسرائيل ينكرون وصوله إلى الحجاز و اليمن ، و إنما ملك اليمن عندهم بمراسلة ملكة سبأ ، و أنها وفدت عليه في أورشليم ، و أهدت إليه مائة و عشرين قنطاراً من الذهب ، و لؤلؤاً و جوهراً و أصنافاً من الطيب و المسك و العنبر فأجازها و أحسن إليها . و انصرفت ، هكذا في كتاب الأنساب من كتبهم .
ثم انتفض على سليمان آخر هدرور ملك الأرمن بدمشق ، و هداد ملك أدوم ، و كان قد ولى على ضواحي بيت المقدس و جميع أعماله يربعان بن نباط من سبط أفرايم ، و استكفى به في ذلك ، و كان جباراً فعوتب بالوحي على لسان أخيا النبي في توليته فأراد قتله ، و شعر بذلك يربعان فهرب إلى مصر ، فأنكحه فرعون ابنته و ولدت له ابنه ناباط و أقام بمصر .
و قبض سليمان صلوات الله عليه لأربعين سنة من ملكه ، و قيل اثنتين و خمسين ، و دفن عند أبيه داود صلوات الله عليهما . و افترق ملك بني إسرائيل من بعده كما نذكره إن شاء الله تعالى .
الخبر عن افتراق بني إسرائيل منهم ببيت المقدس على سبط يهوذا و بنيامين إلى انقراضه
لما قبض سليمان صلوات الله عليه و سلامه ، ولي ابنه رحبعم ، و ضبطه براء مهملة و جاء مهملة مضمومتين و باء موحدة ساكنة و عين مهملة مضمومة و ميم ، فقام بأمره و زاد في عمارة بيت لحم و فزة و صور و أيلة ، و اشتد على بني إسرائيل و طلبوا منه تخفيف الضرائب ، فامتنع و طالبهم بالوظائف ، و أخذ فيهم برأي الغواة من بطانته ، فنقموا عليه ذلك و انتقضوا . و جاءهم يربعم بن نباط من مصر ، فبايعوه و ولوه عليهم ، و اجتمع عليه سائر الأسباط العشرة من بني إسرائيل ، ما عدا سبط يهوذا و بنيامين ، و تزاحفوا للحرب . ثم دعاهم بعض أنبيائهم للصلح فتواضعوا و اصطحوا .
و في السنة الخامسة من ملك رحبعم زحف شيشاق ملك مصر إلى بيت المقدس ، فهرب رحبعم ، و استباحها شيشاق و رجع و ضرب عليهم الجزية ، ثم دفعوه و منعوه . فأقام بنو داود في سلطانهم على بني يهوذا و بنيامين ببيت المقدس و عسقلان و غزة و دمشق و حلب و حمص و حماة و ما إلى ذلك من أرض الحجاز ، و ملك الأسباط العشرة بنواحي نابلس و فلسطين ، ثم نزلوا مدينة شومرون و هي شمرة و سامرة في الناحية الشرقية الشمالية من الشام مما يلي الفرات و الجزيرة ، و اتخذوها كرسياً لملكهم ذلك ، و أقاموا على هذا الافتراق إلى حين انقراض أمراض أمرهم ، و وقعوا في الجلاء الذي كتب الله عليهم كما نذكره .ثم هلك رحبعم لسبع عشرة سنة من دولته ، و ولي بعده على سبط يهوذا و بنيامين بأرض القدس ابنه أفيا ، و ضبطه بهمزة مفتوحة و متوسطة بين الفاء و الذال من لغتهم و ياء مثناة من تحت مشددة و ألف ، و كان على مثل سيرة أبيه . و كان عابدا صواماً ، و كانت أيامه
ثم انتفض على سليمان آخر هدرور ملك الأرمن بدمشق ، و هداد ملك أدوم ، و كان قد ولى على ضواحي بيت المقدس و جميع أعماله يربعان بن نباط من سبط أفرايم ، و استكفى به في ذلك ، و كان جباراً فعوتب بالوحي على لسان أخيا النبي في توليته فأراد قتله ، و شعر بذلك يربعان فهرب إلى مصر ، فأنكحه فرعون ابنته و ولدت له ابنه ناباط و أقام بمصر .
و قبض سليمان صلوات الله عليه لأربعين سنة من ملكه ، و قيل اثنتين و خمسين ، و دفن عند أبيه داود صلوات الله عليهما . و افترق ملك بني إسرائيل من بعده كما نذكره إن شاء الله تعالى .
الخبر عن افتراق بني إسرائيل منهم ببيت المقدس على سبط يهوذا و بنيامين إلى انقراضه
لما قبض سليمان صلوات الله عليه و سلامه ، ولي ابنه رحبعم ، و ضبطه براء مهملة و جاء مهملة مضمومتين و باء موحدة ساكنة و عين مهملة مضمومة و ميم ، فقام بأمره و زاد في عمارة بيت لحم و فزة و صور و أيلة ، و اشتد على بني إسرائيل و طلبوا منه تخفيف الضرائب ، فامتنع و طالبهم بالوظائف ، و أخذ فيهم برأي الغواة من بطانته ، فنقموا عليه ذلك و انتقضوا . و جاءهم يربعم بن نباط من مصر ، فبايعوه و ولوه عليهم ، و اجتمع عليه سائر الأسباط العشرة من بني إسرائيل ، ما عدا سبط يهوذا و بنيامين ، و تزاحفوا للحرب . ثم دعاهم بعض أنبيائهم للصلح فتواضعوا و اصطحوا .
و في السنة الخامسة من ملك رحبعم زحف شيشاق ملك مصر إلى بيت المقدس ، فهرب رحبعم ، و استباحها شيشاق و رجع و ضرب عليهم الجزية ، ثم دفعوه و منعوه . فأقام بنو داود في سلطانهم على بني يهوذا و بنيامين ببيت المقدس و عسقلان و غزة و دمشق و حلب و حمص و حماة و ما إلى ذلك من أرض الحجاز ، و ملك الأسباط العشرة بنواحي نابلس و فلسطين ، ثم نزلوا مدينة شومرون و هي شمرة و سامرة في الناحية الشرقية الشمالية من الشام مما يلي الفرات و الجزيرة ، و اتخذوها كرسياً لملكهم ذلك ، و أقاموا على هذا الافتراق إلى حين انقراض أمراض أمرهم ، و وقعوا في الجلاء الذي كتب الله عليهم كما نذكره .ثم هلك رحبعم لسبع عشرة سنة من دولته ، و ولي بعده على سبط يهوذا و بنيامين بأرض القدس ابنه أفيا ، و ضبطه بهمزة مفتوحة و متوسطة بين الفاء و الذال من لغتهم و ياء مثناة من تحت مشددة و ألف ، و كان على مثل سيرة أبيه . و كان عابدا صواماً ، و كانت أيامه
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
كلها حرباً مع يربعم بن نباط و بني إسرائيل ، و هلك لثلاث سنين . و ولى ابنه أسا ، بضم الهمزة و فتح السين المهملة و ألف بعدها ، ابن أفيا . و طال أمد ملكه ، و كان رجلاً صالحاً ، و كان على مثل سيرة جده داود صلوات الله عليه ، و تعددت الأنبياء في بني إسرائيل على عهده ، و مات يربعم بن نباط لسنتين من ملكه ، وملك بعده ابنه ناداب و قتله يعشا بن أحياكما نذكر في أخبارهم . ثم وقعت بينه و بين أسا حروب ، و استمد أسا بملك دمشق فزحف معه ، و كان يعشا ملك السامرة في ناحية يثرب لبنائها ، فهرب و ترك آلات البناء ، فنقلها أسا ملك القدس و بنى بها الحصون . ثم خرج عليهم زادح ملك الكوش في ألف ألف مقاتل ، و لقيهم أسا فهزمهم و أثخن فيهم . و لم تزل الحرب قائمة بين أسا و بين الأسباط بالسامرة سائر أيامه ، و على عهده اختطت السامرة كما نذكر بعد .
ثم هلك أسا بن أفيا لإحدى و أربعين سنة من ملكه ، و ولي بعده ابنه يهوشاظ ، بياء مفتوحة مثناة تحتانية و هاء مضمومة و واو ساكنة و شين معجمة بعدها ألف ثم ظاء بين الذال و الظاء المعجمتين ، فكان على مثل سيرة أبيه ، و كانت أيامه مع أهل السامرة و ملوكهم سلماً . و اجتمع ملوك العمالقة ، و يقال أروم ، و خرج لحربهم فهزمه و غنم أموالهم . و كان لعهده من الأنبياء إلياس بن شوياق ، و اليسع بن شوبوات . وقال ابن العميد : إيليا و منحيا و عبوديا . و كانت له سفن في البحر يجلب له فيها بضائع الهند فأصابها قاصف الريح فتكسرت و غرقت . ثم هلك لخمسة و عشرين سنة من ملكه ، و ولي ابنه يهورام ، بفتح المثناة التحتية ثم هاء مضمومة تجلب واوا ثم راء مفتوحة تجلب ألفاً و بعدها ميم ، و انتقض عليه أروم ، و ولوا عليهم ملكاً منهم ، فزحف إليهم و وقع بهم في سفيراً أوسط بلادهم ، و أثخن فيهم بالسبي و القتل . ثم رجع عنهم ، و أقاموا في عصيانهم . و على عهده زحف ملك الموصل إلى الأسباط بالسامرة ، فكانت بينه و بينهم حروب كما نذكر .
و قال ابن العميد : كانت على بني مؤاب جزية مضروبة لبني يهوذا ، مائتان من الغنم كل سنة ، فمنعوها ، و اجتمع ملوك القدس و السامرة لحربهم و حاصروهم سبعة أيام ، و فقدوا الماء فاستسقى لهم اليسع و جرى الوادي . فخرج أهل مؤاب فظنوه ماء ، فقتلهم بنو إسرائيل و أثخنوا فيهم . و في أيام يهورام رفع إيليا النبي و انتقل سره إلى اليسع ، و كان على عهده من الأنبياء أيضاً عبوديا .
ثم هلك يورام لثمان سنين من ملكه ، و دفن عند جد داود ، و ولي بعده ابنه أحزياهو ، بهمزة مفتوحة و حاء مهملة مضمومة و زاي معجمة ساكنة ثم ياء مثناة تحتية بفتحة تجلب ألفا ثم هاء مضمومة تجلب واواً ، و أمه غثليا بنت عمري أخت أجاب و سار سيرة خاله ، و ملك سنة واحدة ، و قيل سنتين ، و خرج لقتال ملك الجزيرة و الموصل و استنفر معه صاحب السامرة يورام ابن خاله أجاب ، فاقتتلوا معه ثم انصرفوا و ابن خاله جريح . و جاءه أحزياهو في بعض الأيام يعوده و كان ابن يهوشافاض بن منشي من سبط منشا بن يوسف يترصد قتل يورام بن أجاب ملك السامرة ، فأصاب فرصة في ذلك الوقت فقتلهما جميعا . وقال ابن العميد أن يورام بن أجاب ملك السامرة خرج لحرب أروم ، في رواية كلعاد و خرج معه أحزياهو فقتلا في تلك الحرب . قال : و قيل أن ياهو عشا رمى بسهم فأصاب يورام بن أجاب ، و كان لعصره من الأنبياء اليسع و عامور و فنحاء .
ثم ملك بعد أحزيا أمه عثليا بنت عمري كذا وقع اسمها في كتاب الطبري ، و في كتاب الاسرائيليات اسمها أضالية . و يقال كانت من جواري سليمان ، ثم استفحل ملكها بالقدس و قتلت بني داود كلهم ، و أغفلت ابناً رضيعاً من ولد أبيها أحزيا هو اسمه يؤاش ، بضم الياء المثناة التحتية ثم همزة مفتوحة تجلب ألفاً ثم شين معجمة ، أخفته عمته يهوشيع بنت يهورام في بعض زوايا القدس ، و علم بمكانه زوجها يهود يادع و هم يومئذ الكوهن الأعظم . حتى إذا كملت له سبع سنين ، و نقم بنو يهوذا سيرة عثليا ، اجتمعوا إلى يهود يادع الكوهن لهم يؤاش بن أحزياهو من مكانه ، و استحلفهم فبايعوا له و قتلوا جدته عثليا و من معها لسبع سنين من ملكها .
و قام يؤاش بملكه في تدبير يهوديادع الكوهن ، ثم أراد عبادة الأصنام ، فمنعه زكريا النبي فقتله . و كان لعهده من الأنبياء إليسع و عوفريا و زكريا بن يهودياع . و هلك يهوديادع لثلاث و عشرين سنة من ملك يؤاش بعد أن جدد يؤاش بيت المقدس ، و لثمان و ثلاثين من ملكه قبض إليسع النبي صلوات الله عليه، و على عهده زحف شريال ملك الكلدانيين ببابل إلى بيت المقدس ، و يقال له ملك نينوى و الموصل . و قال ابن العميد : ملك الشام فأعطاهم جميع ما في خزائن الملك و بيت المقدس من الأموال ، و دخل في طاعتهم إلى أن قتله وزراؤه و أهل دولته لأربعين سنة من ملكه .
و ولوا مكانه ابنه أمصياهو ، بفتح الهمزة و الميم و سكون الصاد المشمة بالزاي بعدها ياء مثناة تحتانية بفتحة تجلب ألفا ثم هاء مضمومة تجلب واواً ، و استبدوا عليه ثم ثار عليهم بأمه و قتلهم أجمعين . و سار إلى أروم فظفر بهم ، و قتل منهم نحواً من عشرين ألفاً ، ثم زحف إليه ملك الأسباط بالسامرة و لقيه فهزمه و حصل في أسره . و سار إلى بيت المقدس فحاصرها ، و هدم من سورها نحواً من أربعمائة ذراع ، و اقتحمها فغنم ما في خزائن بيت السلطان ، و بيت الهيكل من الأموال و الأواني و الذخائر و رجع إلى السامرة ، فأطلق أمصياهو ملك القدس ، فرجع إلى قومه و رم تثلم من سورها . و لم يزل مملكا حتى نقموا عليه أفعاله فقتلوه لسبع و عشرين سنة من ملكه . و كان لعهده من الأنبياء يونان و ناحوم ، و تنبأ لعصره عاموص .
ثم هلك أسا بن أفيا لإحدى و أربعين سنة من ملكه ، و ولي بعده ابنه يهوشاظ ، بياء مفتوحة مثناة تحتانية و هاء مضمومة و واو ساكنة و شين معجمة بعدها ألف ثم ظاء بين الذال و الظاء المعجمتين ، فكان على مثل سيرة أبيه ، و كانت أيامه مع أهل السامرة و ملوكهم سلماً . و اجتمع ملوك العمالقة ، و يقال أروم ، و خرج لحربهم فهزمه و غنم أموالهم . و كان لعهده من الأنبياء إلياس بن شوياق ، و اليسع بن شوبوات . وقال ابن العميد : إيليا و منحيا و عبوديا . و كانت له سفن في البحر يجلب له فيها بضائع الهند فأصابها قاصف الريح فتكسرت و غرقت . ثم هلك لخمسة و عشرين سنة من ملكه ، و ولي ابنه يهورام ، بفتح المثناة التحتية ثم هاء مضمومة تجلب واوا ثم راء مفتوحة تجلب ألفاً و بعدها ميم ، و انتقض عليه أروم ، و ولوا عليهم ملكاً منهم ، فزحف إليهم و وقع بهم في سفيراً أوسط بلادهم ، و أثخن فيهم بالسبي و القتل . ثم رجع عنهم ، و أقاموا في عصيانهم . و على عهده زحف ملك الموصل إلى الأسباط بالسامرة ، فكانت بينه و بينهم حروب كما نذكر .
و قال ابن العميد : كانت على بني مؤاب جزية مضروبة لبني يهوذا ، مائتان من الغنم كل سنة ، فمنعوها ، و اجتمع ملوك القدس و السامرة لحربهم و حاصروهم سبعة أيام ، و فقدوا الماء فاستسقى لهم اليسع و جرى الوادي . فخرج أهل مؤاب فظنوه ماء ، فقتلهم بنو إسرائيل و أثخنوا فيهم . و في أيام يهورام رفع إيليا النبي و انتقل سره إلى اليسع ، و كان على عهده من الأنبياء أيضاً عبوديا .
ثم هلك يورام لثمان سنين من ملكه ، و دفن عند جد داود ، و ولي بعده ابنه أحزياهو ، بهمزة مفتوحة و حاء مهملة مضمومة و زاي معجمة ساكنة ثم ياء مثناة تحتية بفتحة تجلب ألفا ثم هاء مضمومة تجلب واواً ، و أمه غثليا بنت عمري أخت أجاب و سار سيرة خاله ، و ملك سنة واحدة ، و قيل سنتين ، و خرج لقتال ملك الجزيرة و الموصل و استنفر معه صاحب السامرة يورام ابن خاله أجاب ، فاقتتلوا معه ثم انصرفوا و ابن خاله جريح . و جاءه أحزياهو في بعض الأيام يعوده و كان ابن يهوشافاض بن منشي من سبط منشا بن يوسف يترصد قتل يورام بن أجاب ملك السامرة ، فأصاب فرصة في ذلك الوقت فقتلهما جميعا . وقال ابن العميد أن يورام بن أجاب ملك السامرة خرج لحرب أروم ، في رواية كلعاد و خرج معه أحزياهو فقتلا في تلك الحرب . قال : و قيل أن ياهو عشا رمى بسهم فأصاب يورام بن أجاب ، و كان لعصره من الأنبياء اليسع و عامور و فنحاء .
ثم ملك بعد أحزيا أمه عثليا بنت عمري كذا وقع اسمها في كتاب الطبري ، و في كتاب الاسرائيليات اسمها أضالية . و يقال كانت من جواري سليمان ، ثم استفحل ملكها بالقدس و قتلت بني داود كلهم ، و أغفلت ابناً رضيعاً من ولد أبيها أحزيا هو اسمه يؤاش ، بضم الياء المثناة التحتية ثم همزة مفتوحة تجلب ألفاً ثم شين معجمة ، أخفته عمته يهوشيع بنت يهورام في بعض زوايا القدس ، و علم بمكانه زوجها يهود يادع و هم يومئذ الكوهن الأعظم . حتى إذا كملت له سبع سنين ، و نقم بنو يهوذا سيرة عثليا ، اجتمعوا إلى يهود يادع الكوهن لهم يؤاش بن أحزياهو من مكانه ، و استحلفهم فبايعوا له و قتلوا جدته عثليا و من معها لسبع سنين من ملكها .
و قام يؤاش بملكه في تدبير يهوديادع الكوهن ، ثم أراد عبادة الأصنام ، فمنعه زكريا النبي فقتله . و كان لعهده من الأنبياء إليسع و عوفريا و زكريا بن يهودياع . و هلك يهوديادع لثلاث و عشرين سنة من ملك يؤاش بعد أن جدد يؤاش بيت المقدس ، و لثمان و ثلاثين من ملكه قبض إليسع النبي صلوات الله عليه، و على عهده زحف شريال ملك الكلدانيين ببابل إلى بيت المقدس ، و يقال له ملك نينوى و الموصل . و قال ابن العميد : ملك الشام فأعطاهم جميع ما في خزائن الملك و بيت المقدس من الأموال ، و دخل في طاعتهم إلى أن قتله وزراؤه و أهل دولته لأربعين سنة من ملكه .
و ولوا مكانه ابنه أمصياهو ، بفتح الهمزة و الميم و سكون الصاد المشمة بالزاي بعدها ياء مثناة تحتانية بفتحة تجلب ألفا ثم هاء مضمومة تجلب واواً ، و استبدوا عليه ثم ثار عليهم بأمه و قتلهم أجمعين . و سار إلى أروم فظفر بهم ، و قتل منهم نحواً من عشرين ألفاً ، ثم زحف إليه ملك الأسباط بالسامرة و لقيه فهزمه و حصل في أسره . و سار إلى بيت المقدس فحاصرها ، و هدم من سورها نحواً من أربعمائة ذراع ، و اقتحمها فغنم ما في خزائن بيت السلطان ، و بيت الهيكل من الأموال و الأواني و الذخائر و رجع إلى السامرة ، فأطلق أمصياهو ملك القدس ، فرجع إلى قومه و رم تثلم من سورها . و لم يزل مملكا حتى نقموا عليه أفعاله فقتلوه لسبع و عشرين سنة من ملكه . و كان لعهده من الأنبياء يونان و ناحوم ، و تنبأ لعصره عاموص .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
و لما قتلوا أمصياهو ولوا ابنه عزياهو ، بعين مهملة مضمومة و زاي معجمة مكسورة مشددة و ياء مثناة تحتانية تجلب ألفا و هاء تجلب واواً ، و طالت مدته ثلاثا و خمسين سنة ، و اختلفت فيها أحواله . قال ابن العميد : و لخمس من ملكه كان ابتداء وضع سني الكبس التي هي سنة بعد أربع تزيد يوما على الماضية بحساب ربع يوم في كل سنة الذي اقتضاه حساب مسير الشمس عندهم . قال : و ليست من ملكه انقرض ملك الأرمانيين من الموصل و صارت إلى بابل ، لاثنتين و عشرين من ملكه غزا ملك بابل و اسمه فول مدينة السامرة فاقتحمها ، و أعطاه ملكها بدرة من المال فرجع عنه . قال : و لعهده ملك على بابل رينوس و يلقب قطب الملك ، و لعهده ملك على اليونانيين ملكهم الأول من مدينة أنقياس لثلاث و عشرين سنة من تملك عزياهو . قال : و لإحدى و خمسين من ملكه ملك ببابل بختنصر الأول . قال : و لعهده أيضا كان الملك الأول من الروم المقدويس و يسمى فروس . و لعده كان من الأنبياء يوشع و غوزيا و أموص و أشعيا و يونس بن متى . قال ابن العميد و انتهت عساكر عزياهو إلى ثلثمائة ألف ، و أصابه البرص بدعاء الكوهن لما أراد أن يخالف التوراة في استعمال البخور و هو محرم على سبط لاوى ، فبرص و لزم بيته سنة و صار ابنه يؤام ينظر في أمر الملك إلى أن تغلب على أبيه . قال هروشيوش : و على عهده أيضا قتل شرديال آخر ملوك بابل من الكلدنيين على يد قائده أرباط بن المادس ، و استبد بملك بابل و أصاره إلى قومه بعد حروب طويلة ، ثم زحف إلى القوط و العرب من قضاعة فحاربهم طويلا و انصرف عنهم .
ثم هلك عزيا هو لثلاث و خمسين سنة من ملكه ، و ملك بعده ابنه يؤاب و كان صالحا تقيا ، و كان لعهده من الأنبياء هو شيع و أشعيا و بويل و عوفد . و في أيامه ابتدأ غلب ملك الجزيرة على اليهود و كانوا يعرفون بالسوريانيين . ثم هلك يوآب لست عشرة من ملكه ، و ملك ابنه أحاز ، بهمزة مفتوحة ممالة و حاء مهملة و تجلب ألفا و زاي معجمة ، فخالف سنة آبائه ، و عبد بنو إسرائيل الأوثان في أيامه ، و حارب الأرمن و استجاش عليهم بملك الموصل ، فزحف معه و حاصر دمشق و ملكها منهم و استباحها ، و رجع إلا بلاده . ثم خرج أحاز لحربهم فهزموه و قتلوا من اليهود مائة و عشرين ألفا و نحوها ، و أرجعوا أحاز إلى دمشق أسيراً . قال هروشيوش : و على عهد أحاز كان انقراض ملك الماريس على يد كيرش ملك الفرس ، و رجعت أعمالهم إليه و يقال : إن آخر ملوكهم هو اشتانيش ، و كان جد كيرش لأمه ، و كفله صغيرا فلما شب و ملك حارب جده فقتله و انتزع ملكه . و قال ابن العميد عن المسبحي : و لذلك العهد ملك على الروم الفرنجة غير اليونان ، الأخوان روملس و رومانس ، و اختط مدينة رومة . و قال هروشيوش : و لعهده ملك على الروم اللطينينين بأرض أنطاكية روملس ، ثم مركة و بنى مدينة رومة .
ثم هلك أحاز لست عشرة من ملكه ، و ولى ابنه حزقيا هو ، بحاء مهملة مكسورة و زاي معجمة ساكنة و قاف مكسورة و ياء مثناة تحتانية مشددة تحلب ألفاً و هاء مضمومة تجلب واواً ، فقطع عبادة الأوثان و سار سيرة جده داود ، و لم يكن في ملوك بني يهوذا مثله . و عصى على ملك الموصل و بابل و كوريش و هزم فلسطين و خرب قراهم . و في أيامه و أيام أبيه سار شليشار ملك الجزيرة و الموصل إلى الأسباط بالسامرة ، فضرب عليهم الجزية . ثم سار في أيامه فأزال ملكهم . و لأربع من ملكه زحف إليه رضين ملك دمشق و رجع عنه من غير قتال . و لأربع عشرة من ملكه زحف إليه سنجاريف ملك الموصل بعد فتح السامرة ، فافتتح أكثر مدائن يهوذا و حاصرهم ببيت المقدس . و صانعه حزقيا هو بثلثمائة قنطار من الفضة و ثلاثين من الذهب أخرج فيها ما كان في الهيكل ، و بيت الملك من المال و نثر الذهب من أبواب المسجد ، دفع ذلك له و رجع عنه . ثم فسد ما بينهما و زحف إليه سنجاريف ثانياً و حاصره و امتنع من قبول مصانعته ، و قال : من ذا الذي خلصه إلهه من يدي حتى يخلصكم أنتم إلهكم . فخافوا منه و فزعوا إلى النبي شعياء في الدعاء فأمنهم منه و دعا عليه فوقع الطاعون في عسكره ، ثم تواقعوا في بعض الليالي ، فبلغ قتلاهم مائة و عشرين ألفاً و رجع سنجاريف إلى نينوى و الموصل ، فقتله أبناؤه و هربوا إلى بيت المقدس و ملك ابنه السرمعون .
و قال الطبري إن ملك بني إسرائيل أسر سنجاريف و أوحى الله إلى شعياء أن يطلقه فأطلقه . قال : وقيل إن الذي سار إليه سنجاريف من ملوك بني إسرائيل كان أعرج ، و أن سنجاريف لعهد ملك أذربيجان ، و كان يدعى سليمان الأعسر ، فلما نزل بيت المقدس صار بينهما أحقاد كامنة ، فتواقعوا و هلك عامة عسكرهما ، و صار ما معهما غنيمة لبني إسرائيل ، و بعث ملك بابل إلى حزقيا ملك الفرس بالهدايا و التحف ، فأعظم موصلها ، و بالغ في كرامة الوفد و فخر عليهم بخزانته و طوفهم عليها ، فنكر ذلك عليه شعياء النبي و أنذره بأن ملوك بابل يغنمون جميع هذه الخزائن ، و يكون من أبنائك خصيان في قصرهم .
ثم هلك حزقيا هو لتسع و عشرين سنة من ملكه ، و ولي ابنه منشا ، بميم مكسورة و نون مفتوحة و شين معجمة مشددة و ألف ، و كان عاصياً قبيح السيرة ، و كانت آثاره في الدين شنيعة ، و أنكر عليه شعيا النبي أفعاله ، فقتله نشراً بالمناشير من رأسه إلى مغرق ساقيه ، و قتل جماعة من الصالحين معه . و في التاسعة و الثلاثين من ملكه ، ملك سنجاربف الصغير مملكة الموصل قاله ابن العميد و في الثانية و الخمسين بنيت بوزنطية بناها بورس الملك ، و هي التي جددها قسطنطين و سماها باسمه . و في أيامه ملك برومة قنوقرسوس الملك ، وفي الحادية و الخمسين من ملكه زحف سنجاريف ملك الموصل إلى القدس فحاصرها ثلاث سنين ، و افتتحها في الرابعة و الخمسين من ملكه . و ولي بعده ابنه
ثم هلك عزيا هو لثلاث و خمسين سنة من ملكه ، و ملك بعده ابنه يؤاب و كان صالحا تقيا ، و كان لعهده من الأنبياء هو شيع و أشعيا و بويل و عوفد . و في أيامه ابتدأ غلب ملك الجزيرة على اليهود و كانوا يعرفون بالسوريانيين . ثم هلك يوآب لست عشرة من ملكه ، و ملك ابنه أحاز ، بهمزة مفتوحة ممالة و حاء مهملة و تجلب ألفا و زاي معجمة ، فخالف سنة آبائه ، و عبد بنو إسرائيل الأوثان في أيامه ، و حارب الأرمن و استجاش عليهم بملك الموصل ، فزحف معه و حاصر دمشق و ملكها منهم و استباحها ، و رجع إلا بلاده . ثم خرج أحاز لحربهم فهزموه و قتلوا من اليهود مائة و عشرين ألفا و نحوها ، و أرجعوا أحاز إلى دمشق أسيراً . قال هروشيوش : و على عهد أحاز كان انقراض ملك الماريس على يد كيرش ملك الفرس ، و رجعت أعمالهم إليه و يقال : إن آخر ملوكهم هو اشتانيش ، و كان جد كيرش لأمه ، و كفله صغيرا فلما شب و ملك حارب جده فقتله و انتزع ملكه . و قال ابن العميد عن المسبحي : و لذلك العهد ملك على الروم الفرنجة غير اليونان ، الأخوان روملس و رومانس ، و اختط مدينة رومة . و قال هروشيوش : و لعهده ملك على الروم اللطينينين بأرض أنطاكية روملس ، ثم مركة و بنى مدينة رومة .
ثم هلك أحاز لست عشرة من ملكه ، و ولى ابنه حزقيا هو ، بحاء مهملة مكسورة و زاي معجمة ساكنة و قاف مكسورة و ياء مثناة تحتانية مشددة تحلب ألفاً و هاء مضمومة تجلب واواً ، فقطع عبادة الأوثان و سار سيرة جده داود ، و لم يكن في ملوك بني يهوذا مثله . و عصى على ملك الموصل و بابل و كوريش و هزم فلسطين و خرب قراهم . و في أيامه و أيام أبيه سار شليشار ملك الجزيرة و الموصل إلى الأسباط بالسامرة ، فضرب عليهم الجزية . ثم سار في أيامه فأزال ملكهم . و لأربع من ملكه زحف إليه رضين ملك دمشق و رجع عنه من غير قتال . و لأربع عشرة من ملكه زحف إليه سنجاريف ملك الموصل بعد فتح السامرة ، فافتتح أكثر مدائن يهوذا و حاصرهم ببيت المقدس . و صانعه حزقيا هو بثلثمائة قنطار من الفضة و ثلاثين من الذهب أخرج فيها ما كان في الهيكل ، و بيت الملك من المال و نثر الذهب من أبواب المسجد ، دفع ذلك له و رجع عنه . ثم فسد ما بينهما و زحف إليه سنجاريف ثانياً و حاصره و امتنع من قبول مصانعته ، و قال : من ذا الذي خلصه إلهه من يدي حتى يخلصكم أنتم إلهكم . فخافوا منه و فزعوا إلى النبي شعياء في الدعاء فأمنهم منه و دعا عليه فوقع الطاعون في عسكره ، ثم تواقعوا في بعض الليالي ، فبلغ قتلاهم مائة و عشرين ألفاً و رجع سنجاريف إلى نينوى و الموصل ، فقتله أبناؤه و هربوا إلى بيت المقدس و ملك ابنه السرمعون .
و قال الطبري إن ملك بني إسرائيل أسر سنجاريف و أوحى الله إلى شعياء أن يطلقه فأطلقه . قال : وقيل إن الذي سار إليه سنجاريف من ملوك بني إسرائيل كان أعرج ، و أن سنجاريف لعهد ملك أذربيجان ، و كان يدعى سليمان الأعسر ، فلما نزل بيت المقدس صار بينهما أحقاد كامنة ، فتواقعوا و هلك عامة عسكرهما ، و صار ما معهما غنيمة لبني إسرائيل ، و بعث ملك بابل إلى حزقيا ملك الفرس بالهدايا و التحف ، فأعظم موصلها ، و بالغ في كرامة الوفد و فخر عليهم بخزانته و طوفهم عليها ، فنكر ذلك عليه شعياء النبي و أنذره بأن ملوك بابل يغنمون جميع هذه الخزائن ، و يكون من أبنائك خصيان في قصرهم .
ثم هلك حزقيا هو لتسع و عشرين سنة من ملكه ، و ولي ابنه منشا ، بميم مكسورة و نون مفتوحة و شين معجمة مشددة و ألف ، و كان عاصياً قبيح السيرة ، و كانت آثاره في الدين شنيعة ، و أنكر عليه شعيا النبي أفعاله ، فقتله نشراً بالمناشير من رأسه إلى مغرق ساقيه ، و قتل جماعة من الصالحين معه . و في التاسعة و الثلاثين من ملكه ، ملك سنجاربف الصغير مملكة الموصل قاله ابن العميد و في الثانية و الخمسين بنيت بوزنطية بناها بورس الملك ، و هي التي جددها قسطنطين و سماها باسمه . و في أيامه ملك برومة قنوقرسوس الملك ، وفي الحادية و الخمسين من ملكه زحف سنجاريف ملك الموصل إلى القدس فحاصرها ثلاث سنين ، و افتتحها في الرابعة و الخمسين من ملكه . و ولي بعده ابنه
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
أمون ، بهمزة قريبة من العين و الميم مضمومة تجلب واواً ثم نون ، و كانت حاله مثل حال أبيه فملك سنتين ، و قيل اثنتي عشرة ، ثم اغتاله عبيده فقتلوه ، و اجتمع بنو يهوذا فقتلوا أولئك العبيد ، و أقاموا ابنه يوشيا مكانه ، و ضبطه بياء مثناة تحتية مضمومة تجلب واواً بعدها شين معجمة مكسورة ثم ياء مثناة تحتية بفتحة تجلب ألفا . فلما ملك أحسن السيرة و هدم الأوثان و كان صالح الطريقة مستقيم الدين ، و قتل كهنة الأصنام و هدم البيوت و المذابح التي بناها يربعام بن نباط بالبرابرة . و كان في أيامه من الأنبياء صفونا و كلدي امرأة شالوم و ناحوم . و تنبأ لعهده أرمياء بن ألحيا من نسل هارون ، و أخبرهم بالجلاء إلى بابل سبعين سنة ، فأخذ يوشيا قبة القربان و تابوت العهد و أطبق عليهما في مغارة فلم يعرف مكانهما من بعد ذلك . و في أيامه ملك المجوس بابل . و لإحدى و ثلاثين من دولته ملك فرعون الأعرج مصر و زحف لقتال مسيح بالفرات ، فخرج يوشيا لحربه و انهزم يوشيا فهلك بسهم أصابه لاثنتين و ثلاثين من دولته .
و ولى بعده ابنه يوآش ، و يقال اسمه يهوياحاز فعطل أحكام التوراة ، و أساء السيرة ، فزحف إليه فرعون الأعرج ، و أخذه و رجع به إلى مصر فمات هنالك . و ضرب على أرضهم الخراج مائة قنطار فضة و عشرة ذهبا ، و كانت ولايته ثلاثة أشهر . و ولوا مكانه أخاه ألياقيم بن يوشيا ، بهمزة مفتوحة و لام ساكنة و ياء مثناة تحتانية يجلب فتحها ألفا و قاف مكسورة تجلب ياء ثم ميم ، و كان عاصياً كافراً ، و كان يأخذ الخراج لفرعون من بني يهوذا على قدر أحوالهم . ثم زحف إليه بختنصر ملك بابل لسبع من ولاية ألياقيم فملك الجزيرة و سار إلى بيت المقدس فضرب عليهم الجزية أولا ، و دخل ألياقيم في طاعته ثلاثة سنين ، و سلط الله عليه أروم و عمون و مؤاب و الكلدانييين ، ثم انتقض عليه فسرح الجيوش ، فقبضوا عليه و احتملوه إلى بابل ، فهلك في طريقه لإحدى عشرة سنة من ملكه . و ولى بختنصر مكانه ابنه يخنيو ، بفتح الياء المثناة التحتانية بعدها خاء معجمة مضمومة ثم نون ساكنة و بعدها ياء تحتانية تجلب ضمتها واواً ، فأقام ثلاثة أشهر ، ثم زحف إليه و حاصره ، و أخرج إليه أمه و أشراف مملكته فأشخصهم إلى بلده . و جمع أهله و رجال دولته و سائر بني إسرائيل نحواً من عشرة آلاف ، و احتملهم أسارى إلى بابل ، و غنم جميع ما كان في الهيكل و الخزائن من الأموال و جميع الأواني التي صنعها سليمان للمسجد ، و لم يترك بمدينة القدس إلا الفقراء و الضعفاء و بقي يخنيو ملك بني إسرائيل محبوساً سبعاً و ثلاثين سنة .
و قال ابن العميد : إن بختنصر سار إلى القدس في الثالثة من مملكة ألياقيم ، وسبى طائفة منها ، و انتهب جميع ما في بيت الهيكل . و كان في سنة دانيال و خانيا و عزاريا و ميصائل . و إن في السنة الخامسة من ملكه قاتل بختنصر فرعون الأعرج ملك مصر ، و في الثانية من ملك الياقيم غزا بختنصر القدس و وضع عليهم الخراج و أبقى الياقيم في ملكه و هلك لثلاث سنين بعد ذلك و ملك ابنه يخينو . و كان لعهده من الأنبياء أرميا و أوربا بن شعيا و موري والد حزقيا . و في أيامه تنبأ دانيال ، ثم سار بختنصر ليخنيو فأشخصه إلى بابل كما مر .
و قال الطبري و وافقه نقل هروشيوش : إن بختنصر ولى مكان يخينو بن الياقيم عمه متنيا ، بميم مفتوحة و تاء مثناة فوقانية مشددة و نون ساكنة و ياء مثناة تحتانية بفتحة تجلب ألفاً ، و يسمى صدقياهو ، و كان عاصياً قبيح السيرة ، و لتسع سنين من ولايته انتقض على بختنصر ، فزحف إليه في العساكر و حاصر بيت المقدس و بنى عليها المدار للحصار ، و أقام ثلاث سنين و اشتد الحصار بهم ، فخرجوا هاربين منها إلى الصحراء و اتبعهم العساكر من الكلدانيين و أدركوهم في أريحا ، فقبض على ملكهم صدقيا هو و أتى به أسيراً فسمل عينيه . و قال الطبري : و ذبح ولده بمرأى منه ، ثم اعتقله ببابل إلى أن مات . و لحق بعض من بني إسرائيل بالحجاز فأقاموا مع العرب ، و كان لعهده من الأنبياء أرميا و حبقون و باروح . و بعث بختنصر قائده نبو زراذون ، بنون مفتوحة و باء موحدة مضمومة تجلب واواً بعدها زاي وراء مفتوحة تجلب ألفا و ذال مضمومة تجلب واوا بعدها نون ، بعثه إلى مدينة القدس ، و كانوا يدعونها مدينة بروشالم ، فخربها و خرب الهيكل و كسر عمد الصفر التي نصبها سليمان في المسجد طول كل عمود منها ثمانية عشر ذراعا و طول رؤوسها ثلاثة أذرع ، و كسر صرح الزجاج و سائر ما كان بها من آثار الدين و الملك ، و احتمل بقية الأواني و ما كان وجده من المتاع ، و سبى الكوهن سارية و الحبر منشا و خدمة الهيكل إلى بابل . قال هروشيوش : و أبقى صدقيا هو محبوسا ببابل إلى أن أطلقه بزداق قائد بهمن ملك الفرس حين غلبوا على بابل فأطلقه و وصله و أقطعه .
و قال مؤرخ حماة و وافقه المسعودي : إن بختنصر بعد تخريب القدس هرب منه بعض ملوك بني اسرائيل إلى مصر و بها فرعون الأعرج ، و طلبه بختنصر فأجاره فرعون و سار إليه بختنصر فقتله و ملك مصر . و افتتح من المغرب مدائن و بث فيها دعاته ، و كان إرمياء نبي بني اسرائيل من سبط لاوى ، و يقال اسمه إرمياء بن خلقيا ، و كان على عهده صدقيا هو و وجده بختنصر في محبسهم فأطلقه و احتمله معه في السبي إلى بابل ، و قيل إنه مات في محبسه و لم يدركه بختنصر . و كذلك احتمل معهم دانيال بن حزقيل من أنبيائهم .و قال ابن العميد : و ولي جدليا بن أحان علي من بقي من ضعفاء اليهود بالقدس ، و لسبعة أشهر من ولايته قال إسمعيل من بيت الملك فقتل جدليا و اليهود و الكلدانيين الذي معهم ، ثم هرب إلى مصر و هرب معه إرميا ، و هرب حبقون إلى الحجاز فمات و كان قيما و لحقهم بمصر . و تنبأ إرمياء في مصر و بابل و أورشليم و صور و صيدا و عمون ثمانية و ثلاثين
و ولى بعده ابنه يوآش ، و يقال اسمه يهوياحاز فعطل أحكام التوراة ، و أساء السيرة ، فزحف إليه فرعون الأعرج ، و أخذه و رجع به إلى مصر فمات هنالك . و ضرب على أرضهم الخراج مائة قنطار فضة و عشرة ذهبا ، و كانت ولايته ثلاثة أشهر . و ولوا مكانه أخاه ألياقيم بن يوشيا ، بهمزة مفتوحة و لام ساكنة و ياء مثناة تحتانية يجلب فتحها ألفا و قاف مكسورة تجلب ياء ثم ميم ، و كان عاصياً كافراً ، و كان يأخذ الخراج لفرعون من بني يهوذا على قدر أحوالهم . ثم زحف إليه بختنصر ملك بابل لسبع من ولاية ألياقيم فملك الجزيرة و سار إلى بيت المقدس فضرب عليهم الجزية أولا ، و دخل ألياقيم في طاعته ثلاثة سنين ، و سلط الله عليه أروم و عمون و مؤاب و الكلدانييين ، ثم انتقض عليه فسرح الجيوش ، فقبضوا عليه و احتملوه إلى بابل ، فهلك في طريقه لإحدى عشرة سنة من ملكه . و ولى بختنصر مكانه ابنه يخنيو ، بفتح الياء المثناة التحتانية بعدها خاء معجمة مضمومة ثم نون ساكنة و بعدها ياء تحتانية تجلب ضمتها واواً ، فأقام ثلاثة أشهر ، ثم زحف إليه و حاصره ، و أخرج إليه أمه و أشراف مملكته فأشخصهم إلى بلده . و جمع أهله و رجال دولته و سائر بني إسرائيل نحواً من عشرة آلاف ، و احتملهم أسارى إلى بابل ، و غنم جميع ما كان في الهيكل و الخزائن من الأموال و جميع الأواني التي صنعها سليمان للمسجد ، و لم يترك بمدينة القدس إلا الفقراء و الضعفاء و بقي يخنيو ملك بني إسرائيل محبوساً سبعاً و ثلاثين سنة .
و قال ابن العميد : إن بختنصر سار إلى القدس في الثالثة من مملكة ألياقيم ، وسبى طائفة منها ، و انتهب جميع ما في بيت الهيكل . و كان في سنة دانيال و خانيا و عزاريا و ميصائل . و إن في السنة الخامسة من ملكه قاتل بختنصر فرعون الأعرج ملك مصر ، و في الثانية من ملك الياقيم غزا بختنصر القدس و وضع عليهم الخراج و أبقى الياقيم في ملكه و هلك لثلاث سنين بعد ذلك و ملك ابنه يخينو . و كان لعهده من الأنبياء أرميا و أوربا بن شعيا و موري والد حزقيا . و في أيامه تنبأ دانيال ، ثم سار بختنصر ليخنيو فأشخصه إلى بابل كما مر .
و قال الطبري و وافقه نقل هروشيوش : إن بختنصر ولى مكان يخينو بن الياقيم عمه متنيا ، بميم مفتوحة و تاء مثناة فوقانية مشددة و نون ساكنة و ياء مثناة تحتانية بفتحة تجلب ألفاً ، و يسمى صدقياهو ، و كان عاصياً قبيح السيرة ، و لتسع سنين من ولايته انتقض على بختنصر ، فزحف إليه في العساكر و حاصر بيت المقدس و بنى عليها المدار للحصار ، و أقام ثلاث سنين و اشتد الحصار بهم ، فخرجوا هاربين منها إلى الصحراء و اتبعهم العساكر من الكلدانيين و أدركوهم في أريحا ، فقبض على ملكهم صدقيا هو و أتى به أسيراً فسمل عينيه . و قال الطبري : و ذبح ولده بمرأى منه ، ثم اعتقله ببابل إلى أن مات . و لحق بعض من بني إسرائيل بالحجاز فأقاموا مع العرب ، و كان لعهده من الأنبياء أرميا و حبقون و باروح . و بعث بختنصر قائده نبو زراذون ، بنون مفتوحة و باء موحدة مضمومة تجلب واواً بعدها زاي وراء مفتوحة تجلب ألفا و ذال مضمومة تجلب واوا بعدها نون ، بعثه إلى مدينة القدس ، و كانوا يدعونها مدينة بروشالم ، فخربها و خرب الهيكل و كسر عمد الصفر التي نصبها سليمان في المسجد طول كل عمود منها ثمانية عشر ذراعا و طول رؤوسها ثلاثة أذرع ، و كسر صرح الزجاج و سائر ما كان بها من آثار الدين و الملك ، و احتمل بقية الأواني و ما كان وجده من المتاع ، و سبى الكوهن سارية و الحبر منشا و خدمة الهيكل إلى بابل . قال هروشيوش : و أبقى صدقيا هو محبوسا ببابل إلى أن أطلقه بزداق قائد بهمن ملك الفرس حين غلبوا على بابل فأطلقه و وصله و أقطعه .
و قال مؤرخ حماة و وافقه المسعودي : إن بختنصر بعد تخريب القدس هرب منه بعض ملوك بني اسرائيل إلى مصر و بها فرعون الأعرج ، و طلبه بختنصر فأجاره فرعون و سار إليه بختنصر فقتله و ملك مصر . و افتتح من المغرب مدائن و بث فيها دعاته ، و كان إرمياء نبي بني اسرائيل من سبط لاوى ، و يقال اسمه إرمياء بن خلقيا ، و كان على عهده صدقيا هو و وجده بختنصر في محبسهم فأطلقه و احتمله معه في السبي إلى بابل ، و قيل إنه مات في محبسه و لم يدركه بختنصر . و كذلك احتمل معهم دانيال بن حزقيل من أنبيائهم .و قال ابن العميد : و ولي جدليا بن أحان علي من بقي من ضعفاء اليهود بالقدس ، و لسبعة أشهر من ولايته قال إسمعيل من بيت الملك فقتل جدليا و اليهود و الكلدانيين الذي معهم ، ثم هرب إلى مصر و هرب معه إرميا ، و هرب حبقون إلى الحجاز فمات و كان قيما و لحقهم بمصر . و تنبأ إرمياء في مصر و بابل و أورشليم و صور و صيدا و عمون ثمانية و ثلاثين
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
سنة ، و رجمه أهل الحجاز فمات . و كان فيما أخبرهم به مسير بختنصر إلى مصر و تخريبه هياكلها و قتله أهلها . و لما دخل بختنصر مصر نقل جسده إلى الإسكندرية و دفنه بها ، و قيل دفن بالقدس لوصيته . و أما
حزقيا هو فقتله اليهود في السبي .
قال الطبري : و افترقت جالية بني إسرائيل في نواحي العراق إلى أن ردهم ملوك الفرس إلى القدس فعمروه و بنوا مسجده . و كان لهم فيه ملك في دولتين متصلتين إلى أن وقع بهم الخراب الثاني و الجلوة الكبرى على يد طيطش من ملوك القياصرة كما نذكر بعد .
و لنذكر هنا ما وقع من الخلاف في نسب بختنصر هذا ، و إلى من يرجع من الأمم : فقد ذهب قوم إلى أنه من عقب سنجاريف ملك الموصل الذي كان يقاتل بني إسرائيل و السامرة بالقدس . قال هشام بن محمد الكلبي فيما نقل الطبري : هو بختنصر بن نبوزراذون بن سنجاريف ، ثم نسب سنجاريف إلى نمروذ بن كوش بن حام الذي وقع ذكره في التوراة في ولد كوش وعد بين سنجاريف و النمروذ ستة عشر أبا أو نحوها أولهم داريوش بن فالغ و عصا بن نمروذ ، أسماء غير مضبوطة يغلب على الظن تصحيفها لعدم دارية الأصول و قلة الوثوق بضبطها . و قيل إن بختنصر من نسل أشوذ بن سام ، و لم يقع إلينا رفع هذا النسب و لعله أصح من الأول لأنه قد تقدم نسب سنجاريف في الجرامقة ثم في الموصل منهم و هم من ولد أشوذ باتفاق من أهل فارس ، نقله أيضا الطبري عن ابن الكلبي ، و إن اسمه بختمرسه فسمي بختنصر ، و كان يملك ما بيم الأهواز و الروم من غربي دجلة أيام هراسب و يستاسب و بهمن من ملوك الفرس ، و إنه افتتح ما يليه من بلاد بابل و الشام ثم سار إلى القدس فافتتحها كما تقدم ، و قيل إن بهمن بعث رسله إلى القدس في طلب الطاعة منهم فقتلوه ، فبعث بهمن أصبهبذاً للناحية القربية من مملكته ، و بعث معه داريوش من ملوك مارى بن نابت ، و كيرش بن كيكوس من ملوك بني غليم بن سام ، و أحشوارش بن كيرش بن جاماهن من قرابته . و سار معهم بختنصر بن نبوزراذون بن سنجاريف صاحب الموصل الذي لقومه البرآت في أهل المقدس فكان ما وقع من الفتح . و قيل كان بختنصر صاحب الموصل في مقدمتهم و كان الفتح على يده .
و أما بنو إسرائيل فيزعمون أن بختنصر من الكلدانيين ، و هم ولد ناحور بن آزر أبي إبراهيم عليه السلام ، و كان لهم الملك ببابل و كان بختنصر هذا من أعقابهم ، و كان مدة دولته خمساً و أربعين سنة ، و كان فتحة المقدس لثمانية عشر من دولته . و مللك بعده أويل مر وماخ ثلاثا و عشرين سنة ، ثم بعده ابنه فيلسنصر بن أويل ثلاث سنين ، ثم غلب عليهم كوروش و أزال ملكهم و هو الذي رد بني اسرائيل إلى بيت المقدس فعمروه و جددوا به ملكاً كما نذكره .
و قد اختلف في كيرش الذي رد بني إسرائيل إلى القدس من هو بعد اتفاقهم على أنه من الفرس ، فقيل هو يستاسب و لم يكن ملكها و إنما كان مملكاً على حوزستان و أعمالها من قبل كيقوس و بنجسون بن سياوش و لهراسب من بعدهما ، و كان عظيم الشأن و لم يكن ملكاً . و قيل إن كيرش هو ابن احشوارش بن جاماسب بن لهراسب ، و أبوه أحشروارش هذا الذي بعثه بهمن . و لما رجع من ذلك الفتح بعثه إلى ناحية الهند و السند و انصرف إلى حصن الأبر فولاه بابل و تزوج من سبي بني إسرائيل ابنة أبي حاويل الرحا و أخت مردخاي من الرضاع ، و هو من أنبياء بني إسرائيل . فتزعم النصارى إنها ولدت عند حيرا حوارس إلى بابل ابنه كيرش هذا فحضنه مردخاي و لقنه دين اليهودية ، و لزم سائر أنبيائهم مثل متنيا و عازريا و ميثائل و عزيز . و ولي دانيال أحكام دولته ، و جعل إليه أمره و أذن له أن يخرج ما في الخزائن من السبي و الذخائر و الآنية و يرده إلى مكانه و يقوم في بناء القدس فعمره . و راجعه بنو إسرائيل و سأله هؤلاء الأنبياء أن يرجعوا إلى بيت المقدس فمنعهم اغتباطا بمكانهم .
و قيل إن كيرش هو كيرش بن كيكو بن غليم بن سام ، و هو الذي كنا قدمنا أن بهمن بعثه مع قائده بختنصر إلى فتح بيت المقدس ، و أن بختمرس ملكه بهمن على بابل ، و كان يسمى بختمرسي كما ذكرنا ، فملكها و ملك ابنه من بعده ثلاثاً و عشرين سنة ، ثم ابنه بلتنصر سنة واحدة ، ثم بلغ بهمن سوء سيرته فعزله و ولى على بابل داريوش ألماذة بن ماداي ، ثم عزله و ولى كيرش بن كيكو ، و كتب إليه بهمن بأن يرفق بيني إسرائيل و يحسن ملكتهم و أن يردهم إلى أرضهم و يولي عليهم من يختارونه ، ففعل ، فاختاروا دانيال من أنبيائهم فولاه . و قيل و هو لعلماء بني إسرائيل أن بلتنصر حافد بختنصر و هو ملك بابل و الكلدانيين ، و أن دارا و يسمى داريوش ملك ماري ، و كورش و هو كيرش ملك فارس ، كان في طاعته فانتقضا عليه و خرج إليهم في العساكر فانهزم أولاً ، ثم بعث عساكره و قواده إليهم فهزمهم ثم قتله خادمه على فراشه . و لحق بداريوش و كورش و زحفا إلى بابل فغلبا الكلدانيين عليها ، و اختص دارا و قومه مادي و أظنهم الديلم ببابل و نواحيها . و اختص كورش و قومه فارس بسائر الأعمال و الكور ، و كان كورش نذر ببناء بيت المقدس و إطلاق الجالية و رد الآنية ، ثم هلك دارا و انفرد كورش بالملك على فارس و مادي ووفى بنذره هذا محصل الخلاف في بختنصر و كيرش و الله أعلم .
الخبر عن دولة الأسباط العشرة و ملوكهم إلى حين انقراض أمرهمقد تقدم لنا في دولة سليمان عليه السلام أن يربعام بن نباط من سبط افرائيم كان والياً لسليمان على جميع نواحي يورشيلم و هي بيت المقدس ، و قيل إنما كان والياً على عمل بني يوسف
حزقيا هو فقتله اليهود في السبي .
قال الطبري : و افترقت جالية بني إسرائيل في نواحي العراق إلى أن ردهم ملوك الفرس إلى القدس فعمروه و بنوا مسجده . و كان لهم فيه ملك في دولتين متصلتين إلى أن وقع بهم الخراب الثاني و الجلوة الكبرى على يد طيطش من ملوك القياصرة كما نذكر بعد .
و لنذكر هنا ما وقع من الخلاف في نسب بختنصر هذا ، و إلى من يرجع من الأمم : فقد ذهب قوم إلى أنه من عقب سنجاريف ملك الموصل الذي كان يقاتل بني إسرائيل و السامرة بالقدس . قال هشام بن محمد الكلبي فيما نقل الطبري : هو بختنصر بن نبوزراذون بن سنجاريف ، ثم نسب سنجاريف إلى نمروذ بن كوش بن حام الذي وقع ذكره في التوراة في ولد كوش وعد بين سنجاريف و النمروذ ستة عشر أبا أو نحوها أولهم داريوش بن فالغ و عصا بن نمروذ ، أسماء غير مضبوطة يغلب على الظن تصحيفها لعدم دارية الأصول و قلة الوثوق بضبطها . و قيل إن بختنصر من نسل أشوذ بن سام ، و لم يقع إلينا رفع هذا النسب و لعله أصح من الأول لأنه قد تقدم نسب سنجاريف في الجرامقة ثم في الموصل منهم و هم من ولد أشوذ باتفاق من أهل فارس ، نقله أيضا الطبري عن ابن الكلبي ، و إن اسمه بختمرسه فسمي بختنصر ، و كان يملك ما بيم الأهواز و الروم من غربي دجلة أيام هراسب و يستاسب و بهمن من ملوك الفرس ، و إنه افتتح ما يليه من بلاد بابل و الشام ثم سار إلى القدس فافتتحها كما تقدم ، و قيل إن بهمن بعث رسله إلى القدس في طلب الطاعة منهم فقتلوه ، فبعث بهمن أصبهبذاً للناحية القربية من مملكته ، و بعث معه داريوش من ملوك مارى بن نابت ، و كيرش بن كيكوس من ملوك بني غليم بن سام ، و أحشوارش بن كيرش بن جاماهن من قرابته . و سار معهم بختنصر بن نبوزراذون بن سنجاريف صاحب الموصل الذي لقومه البرآت في أهل المقدس فكان ما وقع من الفتح . و قيل كان بختنصر صاحب الموصل في مقدمتهم و كان الفتح على يده .
و أما بنو إسرائيل فيزعمون أن بختنصر من الكلدانيين ، و هم ولد ناحور بن آزر أبي إبراهيم عليه السلام ، و كان لهم الملك ببابل و كان بختنصر هذا من أعقابهم ، و كان مدة دولته خمساً و أربعين سنة ، و كان فتحة المقدس لثمانية عشر من دولته . و مللك بعده أويل مر وماخ ثلاثا و عشرين سنة ، ثم بعده ابنه فيلسنصر بن أويل ثلاث سنين ، ثم غلب عليهم كوروش و أزال ملكهم و هو الذي رد بني اسرائيل إلى بيت المقدس فعمروه و جددوا به ملكاً كما نذكره .
و قد اختلف في كيرش الذي رد بني إسرائيل إلى القدس من هو بعد اتفاقهم على أنه من الفرس ، فقيل هو يستاسب و لم يكن ملكها و إنما كان مملكاً على حوزستان و أعمالها من قبل كيقوس و بنجسون بن سياوش و لهراسب من بعدهما ، و كان عظيم الشأن و لم يكن ملكاً . و قيل إن كيرش هو ابن احشوارش بن جاماسب بن لهراسب ، و أبوه أحشروارش هذا الذي بعثه بهمن . و لما رجع من ذلك الفتح بعثه إلى ناحية الهند و السند و انصرف إلى حصن الأبر فولاه بابل و تزوج من سبي بني إسرائيل ابنة أبي حاويل الرحا و أخت مردخاي من الرضاع ، و هو من أنبياء بني إسرائيل . فتزعم النصارى إنها ولدت عند حيرا حوارس إلى بابل ابنه كيرش هذا فحضنه مردخاي و لقنه دين اليهودية ، و لزم سائر أنبيائهم مثل متنيا و عازريا و ميثائل و عزيز . و ولي دانيال أحكام دولته ، و جعل إليه أمره و أذن له أن يخرج ما في الخزائن من السبي و الذخائر و الآنية و يرده إلى مكانه و يقوم في بناء القدس فعمره . و راجعه بنو إسرائيل و سأله هؤلاء الأنبياء أن يرجعوا إلى بيت المقدس فمنعهم اغتباطا بمكانهم .
و قيل إن كيرش هو كيرش بن كيكو بن غليم بن سام ، و هو الذي كنا قدمنا أن بهمن بعثه مع قائده بختنصر إلى فتح بيت المقدس ، و أن بختمرس ملكه بهمن على بابل ، و كان يسمى بختمرسي كما ذكرنا ، فملكها و ملك ابنه من بعده ثلاثاً و عشرين سنة ، ثم ابنه بلتنصر سنة واحدة ، ثم بلغ بهمن سوء سيرته فعزله و ولى على بابل داريوش ألماذة بن ماداي ، ثم عزله و ولى كيرش بن كيكو ، و كتب إليه بهمن بأن يرفق بيني إسرائيل و يحسن ملكتهم و أن يردهم إلى أرضهم و يولي عليهم من يختارونه ، ففعل ، فاختاروا دانيال من أنبيائهم فولاه . و قيل و هو لعلماء بني إسرائيل أن بلتنصر حافد بختنصر و هو ملك بابل و الكلدانيين ، و أن دارا و يسمى داريوش ملك ماري ، و كورش و هو كيرش ملك فارس ، كان في طاعته فانتقضا عليه و خرج إليهم في العساكر فانهزم أولاً ، ثم بعث عساكره و قواده إليهم فهزمهم ثم قتله خادمه على فراشه . و لحق بداريوش و كورش و زحفا إلى بابل فغلبا الكلدانيين عليها ، و اختص دارا و قومه مادي و أظنهم الديلم ببابل و نواحيها . و اختص كورش و قومه فارس بسائر الأعمال و الكور ، و كان كورش نذر ببناء بيت المقدس و إطلاق الجالية و رد الآنية ، ثم هلك دارا و انفرد كورش بالملك على فارس و مادي ووفى بنذره هذا محصل الخلاف في بختنصر و كيرش و الله أعلم .
الخبر عن دولة الأسباط العشرة و ملوكهم إلى حين انقراض أمرهمقد تقدم لنا في دولة سليمان عليه السلام أن يربعام بن نباط من سبط افرائيم كان والياً لسليمان على جميع نواحي يورشيلم و هي بيت المقدس ، و قيل إنما كان والياً على عمل بني يوسف
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45401
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى