تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
ثم هلك نابت بن إسمعيل ، و ولى أمر البيت جده الحرث بن مضاض ، و قيل وليها مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن هنء ابن نبت بن جرهم ، ثم ابنه الحرث بن عمرو . ثم قسمت الولاية بين ولد إسمعيل بمكة و أخوالهم من جرهم ولاة البيت لا ينازعهم ولد إسمعيل إعظاماً للحرم أن يكون به بغي أو قتال . ثم بغت جرهم في البيت ، و وافق بغيهم تفرق سبأ و نزول بني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر أرض مكة ، فأرادوا المقام مع جرهم فمنعوهم و اقتتلوا فغلبهم بنو حارثة ، و هم فيما قيل خزاعة ، و ملكوا البيت عليهم ، و رئيسهم يومئذ عمرو بن لحي و شرد بقية جرهم . و لحي هذا هو ربيعة بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقيا بن عامر ، و قيل : إنما ثعلبة بن حارثة بن عامر . و في الحديث " رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار " يعني أحشاءه ، أنه الذي بجر البحيرة و سيب السائبة و حمى الحامي و غير دين إسمعيل و دعا إلى عبادة الأوثان . و في طريق آخر رأيت عمرو بن عامر . قال عياض المعروف في نسب أبي خزاعة ، هذا هو عمرو محمد لحي بن قمعة بن إلياس و إنما عامر اسم أبيه أخو قمعة ، و هو مدركة بن إلياس ، و قال السهيلي : كان حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر خلف على أم لحي بعد أبيه قمعة و لحي تصغير و اسمه ربيعة تبناه حارثة و انتسب إليه فالنسب صحيح بالوجهين ، و أسلم بن أفصى بن حارثة أخو خزاعة .
و عن ابن إسحق أن الذي أخرج جرهم من البيت ليست خزاعة وحدها ، و إنما تصدى للنكير عليهم خزاعة و كنانة . و تولى كبره بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة و بنو غبشان بن عبد عمرو بن بوى بن ملكان بن أفصى بن حارثة فاجتمعوا لحربهم و اقتتلوا ، و غلبهم بنمو بكر و بنو غبشان بن كنانة و خزاعة على البيت و نفوهم من مكة . فخرج عمرو ، و قيل عامر بن الحرث بن مضاض الأصغر بمن معه من جرهم إلى اليمن بعد أن دفن حجر الركن و جميع أموال الكعبة بزمزم . ثم أسفوا على ما فارقوا من أمر مكة و حزنوا حزناً شديداً . و قال عمرو بن الحرث و قيل عامر :
كان لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس و لم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأزالنا صروف الليالي و الجدود العواثر
و كنا ولاة البيت من بعد نابت نطوف فما تحظى لدنيا المكاثر
ملكنا فعززنا فأعظم ملكنا فليس لحي عندنا ثم فاخر
ألم تنكحوا من خير شخص علمته فأبناؤنا منا و نحن الأصاهر
فأن تنثني الدنيا علينا بحالها فإن لها حالاً و فيها التشاجر
فأخرجنا منها المليك بقدرة كذلك يا للناس تجري المقادر
أقول إذا نام الخلي و لم أنم أذا العرش لا يبعد سهيل و عامر
و عن ابن إسحق أن الذي أخرج جرهم من البيت ليست خزاعة وحدها ، و إنما تصدى للنكير عليهم خزاعة و كنانة . و تولى كبره بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة و بنو غبشان بن عبد عمرو بن بوى بن ملكان بن أفصى بن حارثة فاجتمعوا لحربهم و اقتتلوا ، و غلبهم بنمو بكر و بنو غبشان بن كنانة و خزاعة على البيت و نفوهم من مكة . فخرج عمرو ، و قيل عامر بن الحرث بن مضاض الأصغر بمن معه من جرهم إلى اليمن بعد أن دفن حجر الركن و جميع أموال الكعبة بزمزم . ثم أسفوا على ما فارقوا من أمر مكة و حزنوا حزناً شديداً . و قال عمرو بن الحرث و قيل عامر :
كان لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس و لم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأزالنا صروف الليالي و الجدود العواثر
و كنا ولاة البيت من بعد نابت نطوف فما تحظى لدنيا المكاثر
ملكنا فعززنا فأعظم ملكنا فليس لحي عندنا ثم فاخر
ألم تنكحوا من خير شخص علمته فأبناؤنا منا و نحن الأصاهر
فأن تنثني الدنيا علينا بحالها فإن لها حالاً و فيها التشاجر
فأخرجنا منها المليك بقدرة كذلك يا للناس تجري المقادر
أقول إذا نام الخلي و لم أنم أذا العرش لا يبعد سهيل و عامر
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
و بدلت منها أوجها لا أحبها قبائل منها حمير و بحائر
و صرنا أحاديثاً و كنا بغطة بذلك عضتنا السنون الغوابر
فساحت دموع العين تبكي لبلدة بها حرم أمن و فيها المشاعر
و نبكي لبيت ليس يؤذي حمامه يظل بها أمناً و فيها العصافر
و فيه و حوش لا ترام أنيسة إذا خرجت منه فليست تغادر
ثم غلبت بنو حبشية على أمر البيت بقومهم من خزاعة ، و استقلوا بولايتها دون بني بكر عبد مناة ، و كان الذي يليها لآخر عهدهم عمرو بن الحرث و هو غبشان .
و ذكر الزبير : أن الذين أخرجوا جرهم من البيت من ولد إسمعيل من ولد إياد بن نزار . و من بعد ذلك وقعت الحرب بين مضر و إياد فأخرجتهم مضر ، و لما خرجت إياد قلعوا الحجر الأسود و دفنوه في بعض المواضع ، و رأيت ذلك امرأة من خزاعة فأخبرت قومها فاشترطوا على مضر إن دولوهم عليه أن لهم ولاية البيت دونهم ، فوفوا لهم بذلك . و صارت ولاية البيت لخزاعة إلى أن باعها أبو غبشان لقصي . و يذكر أن من وليها منهم عمرو بن لحي و نصب الأصنام و خاطبه رجل من جرهم :
يا عمرو لا تظلم بمكة إنها بلد حرام
سائل بعاد أين هم ـ و كذاك تحترم الأنام
و هي العماليق الذين لهم بها كان السوام
و كانت ولاية البيت لخزاعة و كان لمضر ثلاث خصال : الإجازة بالناس يوم عرفة لبني الغوث بن مرة إخوتهم و هو صوفة ، و الإفاضة بالناس غداة النحر من جمع إلى منى لبني زيد بن عدي و انتهى ذلك منهم إلى أبي سيارة عميرة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحرث بن كانس بن زيد فدفع من مزدلفة أربعين سنة علىحمار ، و نسء الشهور الحرم ، كان لبني مالك بن كنانة و انتهى إلى القلمس كما مر . و كان إذا أراد الناس الصدور من مكة قال : اللهم إني أحللت أحد الصغرين و نسأت الآخر للعام المقبل قال عمرو بن قيس من بني فراس :
و نحن الناسئون على معد شهور الحل نجعلها حرما قال ابن إسحق : فأقام بنو خزاعة و بنو كنانة على ذلك مدة الولاية لخزاعة دونهم كما قلناه . و في أثناء ذلك تشعبت بطون كنانة و من مضر كلها و صاروا جرما و بيوتات متفرقين في بطن قومهم من بني كنانة ، و كلهم إذ ذاك أحياء حلول بظواهرها . و صارت قريش على فرقتين : قريش البطاح و قريش الظاهر . فقريش البطاح ولد قصي بن كلاب و سائر بني كعب بن لؤي ، و قريش الظواهر من سواهم و كانت خزاعة بادية لكنانة ، ثم صار بنو كنانة لقريش ، ثم صارت قريش الظواهر بادية لقريش البطاح ، و قريش الظواهر من كان على
و صرنا أحاديثاً و كنا بغطة بذلك عضتنا السنون الغوابر
فساحت دموع العين تبكي لبلدة بها حرم أمن و فيها المشاعر
و نبكي لبيت ليس يؤذي حمامه يظل بها أمناً و فيها العصافر
و فيه و حوش لا ترام أنيسة إذا خرجت منه فليست تغادر
ثم غلبت بنو حبشية على أمر البيت بقومهم من خزاعة ، و استقلوا بولايتها دون بني بكر عبد مناة ، و كان الذي يليها لآخر عهدهم عمرو بن الحرث و هو غبشان .
و ذكر الزبير : أن الذين أخرجوا جرهم من البيت من ولد إسمعيل من ولد إياد بن نزار . و من بعد ذلك وقعت الحرب بين مضر و إياد فأخرجتهم مضر ، و لما خرجت إياد قلعوا الحجر الأسود و دفنوه في بعض المواضع ، و رأيت ذلك امرأة من خزاعة فأخبرت قومها فاشترطوا على مضر إن دولوهم عليه أن لهم ولاية البيت دونهم ، فوفوا لهم بذلك . و صارت ولاية البيت لخزاعة إلى أن باعها أبو غبشان لقصي . و يذكر أن من وليها منهم عمرو بن لحي و نصب الأصنام و خاطبه رجل من جرهم :
يا عمرو لا تظلم بمكة إنها بلد حرام
سائل بعاد أين هم ـ و كذاك تحترم الأنام
و هي العماليق الذين لهم بها كان السوام
و كانت ولاية البيت لخزاعة و كان لمضر ثلاث خصال : الإجازة بالناس يوم عرفة لبني الغوث بن مرة إخوتهم و هو صوفة ، و الإفاضة بالناس غداة النحر من جمع إلى منى لبني زيد بن عدي و انتهى ذلك منهم إلى أبي سيارة عميرة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحرث بن كانس بن زيد فدفع من مزدلفة أربعين سنة علىحمار ، و نسء الشهور الحرم ، كان لبني مالك بن كنانة و انتهى إلى القلمس كما مر . و كان إذا أراد الناس الصدور من مكة قال : اللهم إني أحللت أحد الصغرين و نسأت الآخر للعام المقبل قال عمرو بن قيس من بني فراس :
و نحن الناسئون على معد شهور الحل نجعلها حرما قال ابن إسحق : فأقام بنو خزاعة و بنو كنانة على ذلك مدة الولاية لخزاعة دونهم كما قلناه . و في أثناء ذلك تشعبت بطون كنانة و من مضر كلها و صاروا جرما و بيوتات متفرقين في بطن قومهم من بني كنانة ، و كلهم إذ ذاك أحياء حلول بظواهرها . و صارت قريش على فرقتين : قريش البطاح و قريش الظاهر . فقريش البطاح ولد قصي بن كلاب و سائر بني كعب بن لؤي ، و قريش الظواهر من سواهم و كانت خزاعة بادية لكنانة ، ثم صار بنو كنانة لقريش ، ثم صارت قريش الظواهر بادية لقريش البطاح ، و قريش الظواهر من كان على
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
الأقل من مرحلة ، و من الضواحي ما كان على الأكثر من ذلك . و صار من سوى قريش و كنانة من قبائل مضر في الضواحي أحياء بادية و ظعوناً ناجعة من بطون قيس ، و خندق من أشجع و عبس و فزارة و مرة و سليم و سعد بن بكر و عامر بن صعصعة و ثقيف . و من تميم و الرباب و ضبعي بني أسد و هذيل و القارة و غير هؤلاء من البطون الصغار ، و كان التقدم في مضر كلها لكنانة ثم لقريش ، و التقدم في قريش لبني لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، و كان سيدهم قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي كان له فيهم شرف و قرابة و ثروة و ولد . و كان له في قضاعة ثم في بني عروة بن سعد بن زيد من بطونهم نسب ظئر و رحم كلالة كانوا أجلها فيه شيعة ، و ذلك بما كان ربيعة بن حرام بن عذرة قدم مكة قبل مهلك كلاب بن مرة . و كان كلاب خلف قصياً في حجر أمه فاطمة بنت سعد بن باسل بن خثعمة الأسدي من اليمن فتزوجها ربيعة و قصي يومئذ فطيم فاحتملت إلى بلاد بني عذرة و تركت ابنها زهرة بن كلاب لأنه كان رجلاً بالغاً ، و ولدت لربيعة بن حزام رزاح بن ربيعة . و لما شب قصي و عرف نسبه رجع إلى قومه ، و كان الذي يلي أمر البيت لعهده من خزاعة حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو ، فأصهر إلى قصي في ابنته حبى فأنكحه إياها فولدت له عبد الدار و عبد مناف و عبد العزى و عبد قصي . و لما انتشر ولد قصي و كثر ماله و عظم شرفه هلك حليل ، فرأى قصي أنه أحق بالكعبة و بأمر مكة و خزاعة و بني بكر لشرفه في قريش . و لما كثرت قريش سائر الناس و اعتزت عليهم و قيل أوصى له بذلك حليل ، و لما بدا له ذلك مشى في رجالات قريش و دعاهم إلى ذلك فأجابوه ، و كتب إلى أخيه زاح في قومه عذرة مستجيشاً بهم فقدم مكة في إخوته من ولد ربيعة و من تبعهم من قضاعة في جملة الحاج مجمعاً نصر قصي .
قال السهيلي : و ذكر غير ابن إسحق أن حليلاً كان يعطي مفاتيح البيت بنته حبى حين كبر و ضعف فكانت بيدها ، و كان قصي ربما أخذها يفتح البيت للناس و يغلقه . فلما هلك حليل أوصى بولاية البيت إلى قصي و أبت خزاعة أن يمضي ذلك لقصي ، فعند ذلك هاجت الحرب بينه و بين خزاعة و أرسل إلى رزاح أخيه يستنجده عليهم .و قال الطبري : لما أعطى حليل مفاتيح الكعبة لابنته حبى لما كبر و ثقل قالت : إجعل ذلك لرجل يقوم لك به . فجعله إلى أبي غبشان سليمان بن عمرو بن لؤي بن ملكان بن قصي ، و كانت له ولاية الكعبة . و يقال : إن أبا غبشان هو ابن حليل باعه من قصي بزق خمر ، قيل فيه . أخسر من صفقة أبي غبشان . فكان من أول ما بدؤا به نقض ما كان لصوفة من إجازة الحاج ، و ذلك أن بني سعد بن زيد مناة بن تميم كانوا يلون الإجازة للناس بالحج من عرفة ينفر الحاج لنفرهم و يرمون الجمار لرميهم ، و رثوا ذلك من بني الغوث بن مرة ، كانت أمه من جرهم و كانت لا تلد ، فنذرت إن ولدت أن تتصدق به على الكعبة عبداً يخدمها ، فولدت
قال السهيلي : و ذكر غير ابن إسحق أن حليلاً كان يعطي مفاتيح البيت بنته حبى حين كبر و ضعف فكانت بيدها ، و كان قصي ربما أخذها يفتح البيت للناس و يغلقه . فلما هلك حليل أوصى بولاية البيت إلى قصي و أبت خزاعة أن يمضي ذلك لقصي ، فعند ذلك هاجت الحرب بينه و بين خزاعة و أرسل إلى رزاح أخيه يستنجده عليهم .و قال الطبري : لما أعطى حليل مفاتيح الكعبة لابنته حبى لما كبر و ثقل قالت : إجعل ذلك لرجل يقوم لك به . فجعله إلى أبي غبشان سليمان بن عمرو بن لؤي بن ملكان بن قصي ، و كانت له ولاية الكعبة . و يقال : إن أبا غبشان هو ابن حليل باعه من قصي بزق خمر ، قيل فيه . أخسر من صفقة أبي غبشان . فكان من أول ما بدؤا به نقض ما كان لصوفة من إجازة الحاج ، و ذلك أن بني سعد بن زيد مناة بن تميم كانوا يلون الإجازة للناس بالحج من عرفة ينفر الحاج لنفرهم و يرمون الجمار لرميهم ، و رثوا ذلك من بني الغوث بن مرة ، كانت أمه من جرهم و كانت لا تلد ، فنذرت إن ولدت أن تتصدق به على الكعبة عبداً يخدمها ، فولدت
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
الغوث و خلى أخواله من جرهم و بينه و بين من نافسه بذلك ، فكان له و لولده و كان يقال لهم صوفة .
و قال السهيلي : عن بعض الإخباريين : إن ولاية الغوث بن مرة كانت من قبل ملوك كندة ، ولما انقرضوا و رث بالتعدد بنو سعد بن زيد مناة ، و لما جاء الإسلام كانت تلك الإجازة منهم لكرب بن صفوان بن حتات بن سجنة و قد مر ذكره في بطون تميم . فلما كان العام الذي أجمع فيه قصي الإنفراد بولاية البيت و حضر إخوته من عذرة ، تعرض لبني سعد أصحاب صوفة في قومهم من قريش و كنانة و قضاعة عند الكعبة ، فلما وقفوا للأجازة و قال : لا نحن أولى بهذا منكم فتناجزا و غلبهم قصي على ما كان بأيديهم ، و عرفت خزاعة و بنو بكر عند ذلك أنه سيمنعهم من ولاية البيت كما منع الآخرين ، فانجازوا لحربه و تناجزوا و كثر القتل ، ثم صالحوه على أن يحكموا من أشرف العرب ، و تنافروا إلى يعمر بن عوف بن كعب بن عمرو بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فقضى لقصي عليهم ، فولى قصي البيت و قر بمكة و جمع قريشاً من منازلهم بين كنانة إليها و قطعها أرباعاً بينهم ، فأنزل كل بطن منهم بمنزلة الذي صحبهم به الإسلام و سمي بذلك مجمعاً قال الشاعر :
قصي لعمري كان يدعى مجمعاً به جمع الله القبائل من فهر فكان أول من أصاب من بني لؤي بن غالب ملكاً أطاع له به قومه ، فصار له لواء الحرب و حجابة البيت ، و تيمنت قريش برأيه فصرفوا مشورتهم إليه في قليل أمورهم و كثيرها ، فاتخذوا دار الندوة إزاء الكعبة في مشاوراتهم و جعل بابها إلى المسجد فكانت مجتمع الملاء من قريش في مشاوراتهم و معاقدهم . ثم تصدى لإطعام الحاج و سقايته لما رأى أنهم ضيف الله و زوار بيته ، و فرض على قريش خراجاً يؤدونه إليه زيادة على ذلك كانوا يردفونه به فحاز شرفهم كله ، و كانت الحجابة و السقاية و الرفادة و الندوة و اللواء له . و لما أسن قصي وكان بكره عبد الدار و كان ضعفاً ، و كان أخوه عبد مناف شرف عليه في حياة أبيه ، فأوصى قصي لعبد الدار بما كان له من الحجابة و اللواء و الندوة و الرفادة و السقاية يجبر له بذلك ما نقصه من شرف عبد مناف ، و كان أمره في قومه كالدين المتبع لا يعدل عنه . ثم هلك و قام بأمره في قومه بنوه من بعده و أقاموا على ذلك مدة و سلطان مكة لهم و أمر قريش جميعاً ، ثم نفس بنو عبد مناف على بني عبد الدار ما بأيديهم و نازعوهم ، فافترق أمر قريش و صاروا في مظاهرة بني قصي بعضهم على بعض فرقتين و كان بطون قريش قد اجتمعت لعهدها ذلك اثني عشر بطناً : بنو الحرث بن فهر ، و بنو محارب بن فهر ، و بنو عامر بن لؤي ، و بنو عدي بن كعب ، و بنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، و بنو جمح بن عمرو بن هصيص ، و بنو تيم بن مرة ، و بنو مخزوم بن يقظة بن مرة ، و بنو
و قال السهيلي : عن بعض الإخباريين : إن ولاية الغوث بن مرة كانت من قبل ملوك كندة ، ولما انقرضوا و رث بالتعدد بنو سعد بن زيد مناة ، و لما جاء الإسلام كانت تلك الإجازة منهم لكرب بن صفوان بن حتات بن سجنة و قد مر ذكره في بطون تميم . فلما كان العام الذي أجمع فيه قصي الإنفراد بولاية البيت و حضر إخوته من عذرة ، تعرض لبني سعد أصحاب صوفة في قومهم من قريش و كنانة و قضاعة عند الكعبة ، فلما وقفوا للأجازة و قال : لا نحن أولى بهذا منكم فتناجزا و غلبهم قصي على ما كان بأيديهم ، و عرفت خزاعة و بنو بكر عند ذلك أنه سيمنعهم من ولاية البيت كما منع الآخرين ، فانجازوا لحربه و تناجزوا و كثر القتل ، ثم صالحوه على أن يحكموا من أشرف العرب ، و تنافروا إلى يعمر بن عوف بن كعب بن عمرو بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة فقضى لقصي عليهم ، فولى قصي البيت و قر بمكة و جمع قريشاً من منازلهم بين كنانة إليها و قطعها أرباعاً بينهم ، فأنزل كل بطن منهم بمنزلة الذي صحبهم به الإسلام و سمي بذلك مجمعاً قال الشاعر :
قصي لعمري كان يدعى مجمعاً به جمع الله القبائل من فهر فكان أول من أصاب من بني لؤي بن غالب ملكاً أطاع له به قومه ، فصار له لواء الحرب و حجابة البيت ، و تيمنت قريش برأيه فصرفوا مشورتهم إليه في قليل أمورهم و كثيرها ، فاتخذوا دار الندوة إزاء الكعبة في مشاوراتهم و جعل بابها إلى المسجد فكانت مجتمع الملاء من قريش في مشاوراتهم و معاقدهم . ثم تصدى لإطعام الحاج و سقايته لما رأى أنهم ضيف الله و زوار بيته ، و فرض على قريش خراجاً يؤدونه إليه زيادة على ذلك كانوا يردفونه به فحاز شرفهم كله ، و كانت الحجابة و السقاية و الرفادة و الندوة و اللواء له . و لما أسن قصي وكان بكره عبد الدار و كان ضعفاً ، و كان أخوه عبد مناف شرف عليه في حياة أبيه ، فأوصى قصي لعبد الدار بما كان له من الحجابة و اللواء و الندوة و الرفادة و السقاية يجبر له بذلك ما نقصه من شرف عبد مناف ، و كان أمره في قومه كالدين المتبع لا يعدل عنه . ثم هلك و قام بأمره في قومه بنوه من بعده و أقاموا على ذلك مدة و سلطان مكة لهم و أمر قريش جميعاً ، ثم نفس بنو عبد مناف على بني عبد الدار ما بأيديهم و نازعوهم ، فافترق أمر قريش و صاروا في مظاهرة بني قصي بعضهم على بعض فرقتين و كان بطون قريش قد اجتمعت لعهدها ذلك اثني عشر بطناً : بنو الحرث بن فهر ، و بنو محارب بن فهر ، و بنو عامر بن لؤي ، و بنو عدي بن كعب ، و بنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب ، و بنو جمح بن عمرو بن هصيص ، و بنو تيم بن مرة ، و بنو مخزوم بن يقظة بن مرة ، و بنو
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى