تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صفحة 1 من اصل 1
تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
من الخزرج . و صرخ الشيطان بمكانهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم و تنطست قريش الخبر فوجدوه قد كان فخرجوا في طلب القوم ، و أدركوا سعد بن عبادة و أخذوه و ربطوه حتى أطلقه جبير بن مطعم بن عدي ابن نوفل و الحرث بن حرب بن أمية بن عبد شمس لجوار كان عليهما ببلده . فلما قدم المسلمون المدينة أظهروا الإسلام ثم كانت بيعة الحرب حتى أذن الله لرسوله صلى الله عليه و سلم في القتال ، فبايعوه على السمع و الطاعة في العسر و اليسر و المنشط و المكره و أثرته عليهم ، و أن لا ينازعوا الأمر أهله و أن يقوموا بالحق أينما كانوا و لا يخافوا في الله لومة لائم . و لما تمت بيعة العقبة و أذن الله لنبيه في الحرب أمر المهاجرين الذين كانوا يؤذنون بمكة أن يلحقوا بإخوانهم من الأنصار بالمدينة ، فخرجوا أرسالاً و أقام هو بمكة ينتظر الإذن في الهجرة فهاجر من المسلمين كثير سماهم ابن إسحق و غيره .
و كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيمن هاجر هو و أخوه زيد و طلحة بن عبيد الله و حمزة بن عبد المطلب و زيد بن حارثة و أنيسة و أبو كبشة موالي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و عبد الرحمن بن عوف و الزبير بن العوام و عثمان بن عفان رضي الله عنهم . ثم أذن لرسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة فهاجر و صحبه أبو بكر رضي الله عنه ، فقدم المدينة و نزل في الأوس على كلثوم بن مطعم بن امرئ القيس بن الحرث بن زيد بن عبيد بن مالك بن عوف . و سيد الخزرج يومئذ عبد الله بن أبي ابن سلول و أبي هو ابن مالك بن الحرث بن عبيد و إسم أم عبيد سلول و عبيد هو ابن مالك بن سالم بن غانم بن عوف بن غانم بن مالك بن النجار ، وقد نظموا له الخرز ليملكوه على الحيين ، فغلب على أمره و اجتمعت أبناء قيلة كلهم على الإسلام ، فضغن لذلك لكنه أظهر أن يكون له اسم منه ، فأعطى الصفقة و طوى على النفاق كما يذكر بعد . و سيد الأوس يومئذ أبو عامر بن عبد عمرو بن صيفي بن النعمان أحد بني ضبيعة بن زيد ، فخرج إلى مكة هارباً من الإسلام حين رأى اجتماع قومه إلى النبي صلى الله عليه و سلم بغضاً في الدين ، و لما فتحت مكة فر إلى الطائف ، و لما فتح الطائف فر إلى الشام فمات هنالك . و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي أيوب الأنصاري حتى ابتنى مساكنه و مسجده ثم انتقل إلى بيته . و تلاحق به المهاجرون و استوعب الإسلام سائر الأوس و الخزرج و سموا الأنصار يومئذ بما نصروا من دينه ، و خطبهم النبي صلى الله عليه و سلم و ذكرهم و كتب بين المهاجرين و الأنصار كتاباً وادع فيه يهود و عاهدهم و أقرهم على دينهم و أموالهم ، و اشترط عليهم شرط لهم كما يفيده كتاب ابن إسحق فلينظر هنالك . ثم كانت الحرب بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين قومه فغزاهم و غزوه و كانت حروبهم سجالاً ، ثم كان الظهور لرسول الله صلى الله عليه و سلم آخراً كما نذكر في سيرته
و كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيمن هاجر هو و أخوه زيد و طلحة بن عبيد الله و حمزة بن عبد المطلب و زيد بن حارثة و أنيسة و أبو كبشة موالي رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و عبد الرحمن بن عوف و الزبير بن العوام و عثمان بن عفان رضي الله عنهم . ثم أذن لرسول الله صلى الله عليه و سلم في الهجرة فهاجر و صحبه أبو بكر رضي الله عنه ، فقدم المدينة و نزل في الأوس على كلثوم بن مطعم بن امرئ القيس بن الحرث بن زيد بن عبيد بن مالك بن عوف . و سيد الخزرج يومئذ عبد الله بن أبي ابن سلول و أبي هو ابن مالك بن الحرث بن عبيد و إسم أم عبيد سلول و عبيد هو ابن مالك بن سالم بن غانم بن عوف بن غانم بن مالك بن النجار ، وقد نظموا له الخرز ليملكوه على الحيين ، فغلب على أمره و اجتمعت أبناء قيلة كلهم على الإسلام ، فضغن لذلك لكنه أظهر أن يكون له اسم منه ، فأعطى الصفقة و طوى على النفاق كما يذكر بعد . و سيد الأوس يومئذ أبو عامر بن عبد عمرو بن صيفي بن النعمان أحد بني ضبيعة بن زيد ، فخرج إلى مكة هارباً من الإسلام حين رأى اجتماع قومه إلى النبي صلى الله عليه و سلم بغضاً في الدين ، و لما فتحت مكة فر إلى الطائف ، و لما فتح الطائف فر إلى الشام فمات هنالك . و نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي أيوب الأنصاري حتى ابتنى مساكنه و مسجده ثم انتقل إلى بيته . و تلاحق به المهاجرون و استوعب الإسلام سائر الأوس و الخزرج و سموا الأنصار يومئذ بما نصروا من دينه ، و خطبهم النبي صلى الله عليه و سلم و ذكرهم و كتب بين المهاجرين و الأنصار كتاباً وادع فيه يهود و عاهدهم و أقرهم على دينهم و أموالهم ، و اشترط عليهم شرط لهم كما يفيده كتاب ابن إسحق فلينظر هنالك . ثم كانت الحرب بين رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين قومه فغزاهم و غزوه و كانت حروبهم سجالاً ، ثم كان الظهور لرسول الله صلى الله عليه و سلم آخراً كما نذكر في سيرته
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صلى الله عليه و سلم ، و صبر الأنصار في المواطن كلها و استشهد من أشرافهم و رجالاتهم كثير هلكوا في سبيل الله و جهاد عدوه . و نقض أثناء ذلك اليهود الذين بيثرب على المهاجر و الأنصار ما كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم ظاهروا عليه ، فأذن الله لنبيه صلى الله عليه و سلم فيهم و حاصرهم طائفة بعد أخرى ، و أما بنو قينقاع فإنهم تثاوروا مع المسلمين بسيوفهم و قتلوا مسلماً ، و أما بنو النضير و قريظة فمنهم من قتله الله و أجلاه ، فأما بنو النضير فكان من شأنهم بعد أحد و بعد بئر معونة جاءهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يستعينهم في دية العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية من القرى ، و لم يكن علم بعقدهم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حسبما نذكره ، فهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جاءهم لذلك خديعة منهم و مكراً ، فحاصرهم حتى نزلوا على الجلاء و أن يحملوا ما استقلت به الإبل من أموالهم إلا الحلقة و افترقوا في خبير و بني قريظة .
و أما بنو قريظة فظاهروا قريشاً في غزوة الخندق فلما فرج الله كما نذكره حاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم خمساً و عشرين ليلة حتى نزلوا على حكمه و كلمته و شفع الأوس فيهم ، و قالوا تهبهم لنا كما وهبت بني قينقاع للخزرج ، فرد حكمهم إلى سعد بن معاذ و كان جريحاً في المسجد أثبت في غزوة الخندق ، فجاء " و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بم تحكم في هؤلاء بعد أن استحلف الأوس أنهم راضون بحكمه ، فقال : يا رسول الله تضرب الأعناق و تسبي الأموال و الذرية ، فقال حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة . " فقتلوا عن آخرهم و هم ما بين الستمائة و التسعمائة .
ثم خرج إلى خيبر بعد الحديبية سنة ست فحاصرهم و افتتحها عنوة و ضرب رقاب اليهود و سبى نساءهم ، و كان في السبي صفية بنت حيي بن أخطب ، و كان أبوها قتل مع بني قريظة و كانت تحت كنانة بن الربيع عبد بن أبي الحقيق و قتله محمد بن مسلمة غزاه من المدينة بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في ستة نفر فبيته . فلما افتتحت خيبر اصطفاها رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه و قسم الغنائم في الناس من القمح و التمر ، و كان عدد السهام التي قسمت عليها أموال خيبر ألف سهم و ثمانمائة سهم برجالهم و خيلهم الرجال ألف و أربعمائة و الخيل مائتان . و كانت أرضهم الشق و نطاة و الكتيبة ، فحصلت الكتيبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و الخمس ففرقها على قرابته و نسائه و من وصلهم من المسلمين ، و أعمل أهل خيبر على المسافاة و لم يزالوا كذلك حتى
أجلاهم عمر رضي الله عنه . و لما فتح مكة سنة ثمان غزوة حنين على أثرها و قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم الغنائم فيمن كان يستألفه على الإسلام من قريش و سواهم ، وجد الأنصار في أنفسهم و قالوا : سيوفنا تقطر من دمائهم و غنائمنا تقسم فيهم مع أنهم كانوا ظنوا أن رسول الله صلى الله
و أما بنو قريظة فظاهروا قريشاً في غزوة الخندق فلما فرج الله كما نذكره حاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم خمساً و عشرين ليلة حتى نزلوا على حكمه و كلمته و شفع الأوس فيهم ، و قالوا تهبهم لنا كما وهبت بني قينقاع للخزرج ، فرد حكمهم إلى سعد بن معاذ و كان جريحاً في المسجد أثبت في غزوة الخندق ، فجاء " و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بم تحكم في هؤلاء بعد أن استحلف الأوس أنهم راضون بحكمه ، فقال : يا رسول الله تضرب الأعناق و تسبي الأموال و الذرية ، فقال حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة . " فقتلوا عن آخرهم و هم ما بين الستمائة و التسعمائة .
ثم خرج إلى خيبر بعد الحديبية سنة ست فحاصرهم و افتتحها عنوة و ضرب رقاب اليهود و سبى نساءهم ، و كان في السبي صفية بنت حيي بن أخطب ، و كان أبوها قتل مع بني قريظة و كانت تحت كنانة بن الربيع عبد بن أبي الحقيق و قتله محمد بن مسلمة غزاه من المدينة بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في ستة نفر فبيته . فلما افتتحت خيبر اصطفاها رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه و قسم الغنائم في الناس من القمح و التمر ، و كان عدد السهام التي قسمت عليها أموال خيبر ألف سهم و ثمانمائة سهم برجالهم و خيلهم الرجال ألف و أربعمائة و الخيل مائتان . و كانت أرضهم الشق و نطاة و الكتيبة ، فحصلت الكتيبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم و الخمس ففرقها على قرابته و نسائه و من وصلهم من المسلمين ، و أعمل أهل خيبر على المسافاة و لم يزالوا كذلك حتى
أجلاهم عمر رضي الله عنه . و لما فتح مكة سنة ثمان غزوة حنين على أثرها و قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم الغنائم فيمن كان يستألفه على الإسلام من قريش و سواهم ، وجد الأنصار في أنفسهم و قالوا : سيوفنا تقطر من دمائهم و غنائمنا تقسم فيهم مع أنهم كانوا ظنوا أن رسول الله صلى الله
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
عليه و سلم إذا فتح بلاده و جمع على الدين قومه إنه سيقيم بأرضه و له غنية عنهم . و سمعوا ذلك من بعض المنافقين . و " بلغ ذلك كله رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمعهم و قال : يامعشر الأنصار ما الذي بلغكم عني ؟ فصدقوه الحديث ، فقال : ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ، و عالة فأغناكم الله و متفرقين فجمعكم الله ؟ فقالوا الله و رسوله آمن . فقال : لو شئتم لقلتم جئتنا طريداً فآويناك و مكذباً فصدقناك و لكن و الله إني لأعطي رجالاً استألفهم على الدين و غيرهم أحب إلي ، ألا ترضون أن ينقلب الناس بالشاء و البعير و تنقلبون برسول صلى الله عليه و سلم إلى رحالكم ؟ أما و الذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ، الناس دثار و أنتم شعار ، و لو سلك الناس شعباً و سلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار .ففرحوا بذلك و رجعوا برسول صلى الله عليه و سلم إلى يثرب فلم يزل بين أظهرهم إلى أن قبضه الله إليه . "
و لما يوم وفاته صلى الله عليه و سلم اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة بن كعب و دعت الخزرج إلى بيعة سعد بن عبادة ، و قالوا لقريش : منا أمير و منكم أمير ضناً بالأمر أو بعضه فيهم لما كان من قيامهم بنصر رسول الله صلى الله عليه و سلم و امتنع المهاجرون ، و احتجوا عليهم بوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم إياهم بالأنصار في الخطبة و لم يخطب بعدها . قال : أوصيكم بالأنصار إنهم كرشي و عيبتي وقد قضوا الذي عليهم و بقي الذي لهم فأوصيكم بأن تحسنوا إلى محسنهم و تتجاوزوا عن مسيئهم فلو كانت الأمارة لكم لكانت و لم تكن الوصية بكم فحجوهم . فقام بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحرث بن الخزرج فبايع لأبي بكر و اتبعه الناس ، فقال حباب بن المنذر بن الجموع بن حرام بن كعب بن غانم بن سلمة بن سعد يا بشير أنفست بها ابن عمك يعني الأمارة ، قال لا و الله و لكني كرهت أن أنازع الحق قوماً جعله لهم . فلما رأى الأوس ما صنع بشير بن سعد و كانوا لا يريدون الأمر للخزرج قاموا فبايعوا أبا بكر ، و وجد سعد فتخلف عن البيعة و لحق بالشام إلى أن هلك و قتله الجن فيما يزعمون و ينشدون من شعر الجن .
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ضربناه بسهم فلم تخط فؤاده
و كان لابنه قيس من بعده غناء في الأيام و أثراً في فتوحات الإسلام
و كان له انحياش إلى علي في حروبه مع معاوية ، و هو القائل لمعاوية بعد مهلك علي رضي الله عنه وقد عرض به معاوية في تشيعه فقال : و الآن ماذا يا معاوية ؟ و الله إن القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، و عن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا . و كان أجود العرب و أعظمهم جثماناً ، يقال : إنه كان إذا ركب تخط رجلاه الأرض .
و لما يوم وفاته صلى الله عليه و سلم اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة بن كعب و دعت الخزرج إلى بيعة سعد بن عبادة ، و قالوا لقريش : منا أمير و منكم أمير ضناً بالأمر أو بعضه فيهم لما كان من قيامهم بنصر رسول الله صلى الله عليه و سلم و امتنع المهاجرون ، و احتجوا عليهم بوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم إياهم بالأنصار في الخطبة و لم يخطب بعدها . قال : أوصيكم بالأنصار إنهم كرشي و عيبتي وقد قضوا الذي عليهم و بقي الذي لهم فأوصيكم بأن تحسنوا إلى محسنهم و تتجاوزوا عن مسيئهم فلو كانت الأمارة لكم لكانت و لم تكن الوصية بكم فحجوهم . فقام بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحرث بن الخزرج فبايع لأبي بكر و اتبعه الناس ، فقال حباب بن المنذر بن الجموع بن حرام بن كعب بن غانم بن سلمة بن سعد يا بشير أنفست بها ابن عمك يعني الأمارة ، قال لا و الله و لكني كرهت أن أنازع الحق قوماً جعله لهم . فلما رأى الأوس ما صنع بشير بن سعد و كانوا لا يريدون الأمر للخزرج قاموا فبايعوا أبا بكر ، و وجد سعد فتخلف عن البيعة و لحق بالشام إلى أن هلك و قتله الجن فيما يزعمون و ينشدون من شعر الجن .
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ضربناه بسهم فلم تخط فؤاده
و كان لابنه قيس من بعده غناء في الأيام و أثراً في فتوحات الإسلام
و كان له انحياش إلى علي في حروبه مع معاوية ، و هو القائل لمعاوية بعد مهلك علي رضي الله عنه وقد عرض به معاوية في تشيعه فقال : و الآن ماذا يا معاوية ؟ و الله إن القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، و عن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا . و كان أجود العرب و أعظمهم جثماناً ، يقال : إنه كان إذا ركب تخط رجلاه الأرض .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
و لما ولي يزيد بن معاوية و ظهر من عسفه و جوره و إدالته الباطل من الحق ما هو معروف ، امتعضوا للدين و بايعوا لعبد الله بن الزبير حين خرجوا بمكة ، و اجتمعوا على حنظلة بن عبد الله الغسيل ابن أبي عامر بن عبد عمر و بن صيفي بن النعمان بن مالك ابن صيفي بن أمية بن ضبيعة بن زيد ، و عقد ابن الزبير لعبد الله بن مطيع بن إياس على المهاجرين معهم ، و سرح يزيد إليهم مسلم بن عقبة المري ، و هو عقبة بن رباح ابن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مرة بن عوف ابن سعد بن دينار بن بغيض بن ريث ابن غطفان ، فيمن فرض عليه من بعوث الشام و المهاجرين . فالتقوا بالحرة ، حرة بني زهرة ، و كانت الدبرة على الأنصار و استلحمهم جنود يزيد ، و يقال إنه قتل في ذلك اليوم من المهاجرين و الأنصار سبعون بدرياً و هلك عبد الله بن حنظلة يومئذ فيمن هلك ، و كانت إحدى الكبر التي أتاها يزيد .
و استفحل ملك الإسلام من بعد ذلك و اتسعت دولة العرب ، و افترقت قبائل المهاجرين و الأنصار في قاصية الثغور بالعراق و الشام و الأندلس و أفريقية و المغرب حامية و مرابطين ، فافترق الحي أجمع من أبناء قيلة و افترقت و أقفرت منه يثرب ، و درسوا فيمن درس من الأمم . و تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين . لا خالق سواه و لا معبود إلا إياه و لا خير إلا خيره و لا رب غيره ، و هو نعم المولى و نعم النصير . و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين .
القسم الأول من الخبر عن بني عدنان و أنسابهم و شعوبهم و ما كان لهم من الدول و الملك في الإسلام و أولية ذلك و مصايره
قد تقدم لنا أن نسب عدنان إلى إسمعيل عليه السلام باتفاق من النسابين ، و أن الآباء بينه و بين إسمعيل غير معروفة ، و تنقلب في غالب الأمر مخلطة مختلفة بالقلة و الكثرة في العدد حسبما ذكرناه ، فأما نسبته إليه فصحيحة في الغلب و نسب النبي صلى الله عليه و سلم منها إلى عدنان صحيح باتفاق من النسابين . و أما بين عدنان و إسمعيل فبين الناس فيه اختلاف كثير ، فقيل من ولد نابت بن إسمعيل و هو عدنان بن أدد المقدم ابن ناحور بن تنوخ بن يعرب بن يشجب بن نابت قاله البيهقي ، و قيل من ولد قيذار ابن إسمعيل و هو عدنان بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل ابن قيذار قاله الجرجاني علي بن عبد العزيز النسابة ، و قيل عدنان بن أدد بن يشجب ابن أيوب بن قيذار ، و يقال إن قصي بن كلاب كان يومي شعره بالانتساب إلى قيذار .
و استفحل ملك الإسلام من بعد ذلك و اتسعت دولة العرب ، و افترقت قبائل المهاجرين و الأنصار في قاصية الثغور بالعراق و الشام و الأندلس و أفريقية و المغرب حامية و مرابطين ، فافترق الحي أجمع من أبناء قيلة و افترقت و أقفرت منه يثرب ، و درسوا فيمن درس من الأمم . و تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين . لا خالق سواه و لا معبود إلا إياه و لا خير إلا خيره و لا رب غيره ، و هو نعم المولى و نعم النصير . و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين .
القسم الأول من الخبر عن بني عدنان و أنسابهم و شعوبهم و ما كان لهم من الدول و الملك في الإسلام و أولية ذلك و مصايره
قد تقدم لنا أن نسب عدنان إلى إسمعيل عليه السلام باتفاق من النسابين ، و أن الآباء بينه و بين إسمعيل غير معروفة ، و تنقلب في غالب الأمر مخلطة مختلفة بالقلة و الكثرة في العدد حسبما ذكرناه ، فأما نسبته إليه فصحيحة في الغلب و نسب النبي صلى الله عليه و سلم منها إلى عدنان صحيح باتفاق من النسابين . و أما بين عدنان و إسمعيل فبين الناس فيه اختلاف كثير ، فقيل من ولد نابت بن إسمعيل و هو عدنان بن أدد المقدم ابن ناحور بن تنوخ بن يعرب بن يشجب بن نابت قاله البيهقي ، و قيل من ولد قيذار ابن إسمعيل و هو عدنان بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل ابن قيذار قاله الجرجاني علي بن عبد العزيز النسابة ، و قيل عدنان بن أدد بن يشجب ابن أيوب بن قيذار ، و يقال إن قصي بن كلاب كان يومي شعره بالانتساب إلى قيذار .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
و نقل القرطبي عن هشام بن محمد فيما بين عدنان و قيذار نحواً من أربعين أباً ، و قال سمعت رجلاً من أهل تدمر من مسلمة يهود و ممن قرأ كتبهم يذكر نسب معد بن عدنان إلى إسمعيل من كتاب إرمياء النبي عليه السلام و هو يقرب من هذا النسب في العدد و الأسماء إلا قليلاً ، و لعل الخلاف إنما جاء من قبل اللغة لأن الأسماء ترجمت من العبرانية . و نقل القرطبي عن الزبير بن بكار بسنده إلى ابن شهاب فيما بين عدنان و قيذار قريباً من ذلك العدد ، و نقل عن بعض النسابين أنه حفظ لمعد بن عدنان أربعين أباً إلى إسمعيل ، و أنه قابل ذلك بما عند أهل الكتاب في نفسه فوجده موافقاً و إنما خالف في بعض الأسماء ، قال : و استمليته فأملاه علي و نقله الطبري إلى آخره . من النسابين من بعد بين عدنان و إسمعيل عشرين أو خمسة عشر ونحو ذلك . و في الصحيح " عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : معد بن عدنان بن أدد بن زيد بن براً بن أعراق الثراء " . قالت أم سلمة : و زيد هو الهميسع و براً هو نبت أو نابت و أعراق الثرى هو إسمعيل ، و قد تقدم هذا أول الكتاب ، و أن السهيلي رد تفسير أم سلمة و قال : ليس المراد بالحديث عد الآباء بين معد و إسمعيل و إنما معناه معنى قوله الحديث الآخر : أنتم بنو آدم و آدم من التراب ، و عضد ذلك باتفاق النسابين على بعد المدة بين عدنان و اسمعيل بحيث يستحيل في العادة أن يكون بينهما أربعة آباء أو خمسة أو عشرة إذ المدة أطول من هذا كله بكثير . و كان لعدنان من الولد على ما قال الطبري ستة : الريب و هو عك و عرق و به سميت عرق اليمن و أدو أبي و الضحاك و عبق و أمهم مهدد ، قال هشام بن محمد هي من جديس و قيل من طسم و قيل من الطواسيم من نسل لفشان بن إبراهيم .
قال الطبري : و لما قتل أهل حضورا شعيب بن مهدم نبيهم أوحى الله إلى إرميا و أبرخيا من أنبياء بني إسرائيل بأن يأمر بختنصر يغزو العرب و يعلماه أن الله سلطه عليهم ، و أن يحتملا معد بن عدنان إلى أرضهم و يستنقذاه من الهلكة لما أراده من شأن النبوة المحمدية في عقبه ، كما مر ذلك من قبل ، فحملاه على البراق ابن اثنتي عشرة سنة و خلصا به إلى حران فأقام عندهما و علماه علم كتابهما ، و سار بختنصر إلى العرب فلقيه عدنان فيمن اجتمع إليه من حضورا و غيرهم بذات عرق فهزمهم بختنصر و قتلهم أجمعين ، و رجع إلى بابل بالغنائم و السبي و ألقاها بالأنبار . و مات عدنان عقب ذلك و بقيت بلاد العرب خرابا حقباً من الدهر حتى إذا هلك بختنصر خرج معد في أنبياء بني إسرائيل إلى مكة ، فحجوا و حج معهم و وجد أخويه و عمومته من بني عدنان قد لحقوا بطوائف اليمن و تزوجوا فيهم ، و تعطف عليهم أهل اليمن بولادة جرهم فرجعهم إلى بلادهم ، و سأل عمن بقي من أولاد الحرث بن مضاض الجرهمي فقيل له بقي جرهم بن جلهة فتزوج ابنته معانة و لدت له نزار بن معد .
قال الطبري : و لما قتل أهل حضورا شعيب بن مهدم نبيهم أوحى الله إلى إرميا و أبرخيا من أنبياء بني إسرائيل بأن يأمر بختنصر يغزو العرب و يعلماه أن الله سلطه عليهم ، و أن يحتملا معد بن عدنان إلى أرضهم و يستنقذاه من الهلكة لما أراده من شأن النبوة المحمدية في عقبه ، كما مر ذلك من قبل ، فحملاه على البراق ابن اثنتي عشرة سنة و خلصا به إلى حران فأقام عندهما و علماه علم كتابهما ، و سار بختنصر إلى العرب فلقيه عدنان فيمن اجتمع إليه من حضورا و غيرهم بذات عرق فهزمهم بختنصر و قتلهم أجمعين ، و رجع إلى بابل بالغنائم و السبي و ألقاها بالأنبار . و مات عدنان عقب ذلك و بقيت بلاد العرب خرابا حقباً من الدهر حتى إذا هلك بختنصر خرج معد في أنبياء بني إسرائيل إلى مكة ، فحجوا و حج معهم و وجد أخويه و عمومته من بني عدنان قد لحقوا بطوائف اليمن و تزوجوا فيهم ، و تعطف عليهم أهل اليمن بولادة جرهم فرجعهم إلى بلادهم ، و سأل عمن بقي من أولاد الحرث بن مضاض الجرهمي فقيل له بقي جرهم بن جلهة فتزوج ابنته معانة و لدت له نزار بن معد .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45421
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى