alnazer
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

4 مشترك

صفحة 11 من اصل 19 الصفحة السابقة  1 ... 7 ... 10, 11, 12 ... 15 ... 19  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:09 pm

صفحة رقم : 1304




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> عصر الفنانين -> الخزف الصيني


الصماء ولعله لن يفيق منها أبداً. ذلك أن عوامل أخرى قد ضاعفت من آثار


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:09 pm

صفحة رقم : 1305




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> عصر الفنانين -> الخزف الصيني


الحرب المخربة ومن امتناع الرعاية الامبراطورية؛ منها ان نمو تجارة الصادرات قد اغرى الفنانين بان يخرجوا قطعاً خزفية توائم ذوق المشترين الاوربيين.
واذ كان ذلك الذوق لايبلغ من السمو ما بلغه ذوق اهل الصين فان القطع المنحطة قد طردت القط الثمينة من التداول، كما تطرد العملة الرديئة العملة الطيبة حسب قانون جريشام .
وما ان حل عام 1840 حتى شرع مصنع انجليزي اقيم في مدينة كانتون يخرج انواعاً منحطة من الخزف ويصدرها إلى اوربا ويسميها "الاواني الصينية". ثم قامت مصانع في سيفر بفرنسا، ومايسن في المانيا وبورسلم في انجلترا تحاكي خزف الصينيين، وقللت من نفقات الانتاج باستخدام الآلات، واخذت تستحوذ عاماً بعد عام على تجارة الخزف الصينية الخارجية.
وكل ما بقى حتى الان هو ذكرى ذلك الفن الذي خسره العالم خسارة كاملة لاتكاد تقل عن خسارته لزجاج العصور الوسطى الملون. ولقد عجز الخزافون الاوربيون رغم ما بذلوه من محاولات وجهود جبارة عن ان يبلغوا ما بلغه الخزافون الصينيون من الدقة والمهارة. وحسب الفنانين الصينيين فخراً ان الخبراء العالميين يضاعفون في كل عقد من السنين اثمان ما بقى من روائع فن الخزف الصيني، فتراهم يطلبون خمسمائة ريال ثمناً لقدح الشاي، ويبيعون المزهرية التي يفي صورة شجرة العوسج بثلاثة وعشرين ألف ريال، وفي عام 1767 وصل ثمن إناءين من الخزف بلون العقيق يعرفان "بكلبي فو" في احد المزادات إلى خمسة اضعاف ما وصل اليه ثمن صورة "الطفل يسوع" لجيدورتي، والى ثلاثة امثال ما وصل اليه ثمن صورة "الاسرة المقدسة" لرفائيل(115). على أن كل من أحس بعينيه وأصابعه، وبكل عصب من اعصاب جسمه، جمال الخزف الصيني يغضب


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:10 pm

صفحة رقم : 1306




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> عصر الفنانين -> الخزف الصيني


بلا ريب من هذا التقدير الضئيل ويعده إهانة للفن الصيني وازدراء به وتدنيساً لقدسيته. ذلك ان دنيا الجمال ودنيا المال لا تلتقيان ابداً حتى في الوقت الذي تباع فيه الاشياء الجميلة. وحسبنا تقديراً للخزف الصيني ان نقول ان هذا الخزف هو ذروة الحضارة الصينية ورمزها، وانه من انبل ما صنعه الجنس البشري ليبرز به وجوده على ظهر الارض.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:10 pm

صفحة رقم : 1307




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان



الباب السادس والعشرون




الشعب والدولة




الفصل الأول




نبذة تاريخية




1- ماركو بولو يزور كوبلاي خان




رحالة لا يصدَّقون - بندقي في الصين - جمال هانجتشان




ورخاؤها - قصور بيجنج - فتح المغول - جنكيز خان -




كوبلاي خاي - أخلاقه وسياسته - نساؤه - "ماركو الملايين"


في عصر البندقية الذهبي حوالي عام 1295م أقبل على المدينة رجلان طاعنان في السن ومعهما رجل كهل وقد أنهكهم التعب وأضنتهم الأسفار، يحملون متاعهم على ظهورهم ويلبسون أسمالاً بالية، ويعلوهم العثير، ثم طلبوا إلى أهل المدينة أن يأذنوا لهم بدخول موطنهم الذي غادروه كما زعموا منذ ستة وعشرين عاماً، فلما تردد مواطنوهم في الإذن لهم دخلوا المدينة على الرغم منهم. وقال ثلاثتهم إنهم جابوا بحاراً مفعمة بالأخطار، وصعدوا فوق جبال وهضاب شامخة، واجتازوا صحاري ملأى باللصوص وقطاع الطريق، واخترقوا السور العظيم أربع مرات، وأقاموا عشرين عاماً في الخطأ ، وخدموا أعظم ملك في العالم كله. وأخذوا يحدثون مواطنيهم عن إمبراطورية أوسع رقعة، ومدن أكثر سكاناً، وحاكماً


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:11 pm

صفحة رقم : 1308




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


أعظم ثروة، من كل ما عرفته قارة أوربا؛ وعن حجارة تتخذ للتدفئة، وورق يتعامل به الناس بدل الذهب، وعن بندق الواحدة منه أكبر من رأس الإنسان، وعن أمم تقف بكارة الفتيات فيها حجر عثرة في سبيل الزواج، وأمم غيرها يقدم المضيف فيها لضيوفه أزواجه وبناته ليستمتعوا بهنّ وهنّ راضيات(1). ولم يجد هؤلاء القادمون من أهل المدينة من يصدقهم، وأطلقوا على أصغر الثلاثة وأكثرهم ثرثرة لقب "ماركو الملايين" لأن ما كان يرويه لهم من القصص كان مملوءاً بالأعداد الكبيرة العجيبة(2).
ولم يبتئس ماركو وأبوه وعمه من هذا المصير، بل رضوا به مسرورين، لأنهم جاءوا معهم بكثير من الأحجار الكريمة من حاضرة البلاد القاصية، وأتت لهم هذه الأحجار بثروة رفعت منزلتهم في مدينتهم. ولما دارت رحى الحرب بين البندقية وجنوى في عام 1298م عقد لواء إحدى السفن الحربية لماركو، فلما أن استولى الأعداء على هذه السفينة وزج هو في أحد سجون جنوى حيث مكث عاماً كاملاً، أخذ يسلي نفسه بأن يملي على أحد الكتبة أشهر كتاب في الأسفار في آداب العالم؛ وقد قص فيه بأسلوب ساحر جميل خال من التكلف والتعقيد كيف غادر هو وأبوه نيقولو وعمه مافيو مدينة عكا ولما يتجاوز السابعة عشرة من عمره، وكيف تسلقوا جبال لبنان واجتازوا أرض الجزيرة إلى الخليج الفارسي، ثم اخترقوا بلاد فارس وخراسان وبلخ حتى وصلوا إلى هضبة البامير، ثم انضموا إلى بعض القوافل وساروا معها سيراً بطيئاً إلى كاشغر وخوتان، ثم اجتازوا صحراء جوبي إلى تنجوت، ثم اخترقوا السور العظيم إلى شانجتو حيث استقبلهم الخان الأكبر بوصفهم رسلاً أذلاء من الغرب الناشئ .

أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:11 pm

صفحة رقم : 1309




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


ولم يكونوا يظنون أنهم سيقيمون في الصين أكثر من عام أو عامين، ولكنهم وجدوا في تلك البلاد من الأعمال المجزية والفرص التجارية المربحة تحت حكم كوبلاي ما حملهم على البقاء فيها ما يقرب من خمسة وعشرين عاماً. وأثري ماركو بنوع خاص وارتقى في مناصب الدولة حتى عين حاكماً على هانجنشاو. ويصفها ماركو في كتابه وصف المعجب بها الحافظ لعهدها، فيقول إنها أرقى من بلاد أوربا بأجمعها في جمال مبانيها وجسورها وفي عدد مستشفياتها العامة ورشاقة دورها ذات الحدائق، وكثرة ما فيها من وسائل المتعة والفساد، وجمال سراريها وسحرهن، وقدرة حكامها على الاحتفاظ بالأمن العام والنظام، ورقة أهلها وحسن أخلاقهن، ويقول إن محيط المدينة يبلغ مائة ميل وإن:
طرقاتها وقنواتها عريضة تتسع أولاها لمرور العربات وأخراها لمرور السفن محملة بالبضائع التي يحتاج إليها ساكنوها. والشائع على ألسنة الناس أن عدد ما فيها من الجسور على اختلاف أحجامها يبلغ اثني عشر ألفاً، وأن الجسور الممتدة فوق القنوات الكبرى والمتصلة بالشوارع الرئيسية مقامة على عقود عالية وبمهارة فائقة تستطيع معها السفن أن تمر من تحتها مبسوطة الشراع، كما تستطيع العربات والخيول أن تمر من فوقها لتدرج انحدارها من الشوارع إلى أعالي العقود ... وفي داخل المدينة عشرة ميادين رئيسية وأسواق عامة غير ما فيها من الحوانيت التي يخطئها الحصر، والممتدة على جانبي شوارعها ... ويبلغ طول كل ضلع من أضلاع هذه الميادين نصف ميل، وأمام الميدان يمتد الشارع الرئيسي ويبلغ عرضه أربعين خطوة، ويسير مستقيماً من أحد طرفي المدينة إلى الطرف الآخر. وتجري في اتجاه مواز إلى اتجاه الشارع الرئيسي... قناة كبيرة أقيمت على شاطئها المجاور للمدينة مخازن واسعة مشيدة من الحجارة يأوي إليها التجار القادمون من الهند وغيرها من الأقطار، ومعهم بضائعهم ومتاعهم. وبهذه الطريقة يسهل عليهم الاتصال بالأسواق العامة. ويجتمع في كل سوق من هذه الأسواق مدة ثلاثة أيام


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:12 pm

صفحة رقم : 1310




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


في كل أسبوع نحو أربعين أو خمسين ألف شخص ...
والشوارع كلها مرصوفة بالحجارة والآجر ... والشارع الرئيسي في المدينة مرصوف منه على الجانبين مسافة قدرها عشر خطوات، أما ما بينهما فمملوء بالحصباء الصغيرة ومن تحتها مصارف مقبية تجري فيها مياه الأمطار تنقلها إلى القنوات المجاورة بحيث يبقى الشارع جافاً على الدوام. والمركبات لا ينقطع مرورها على هذه الحصباء جيئة وذهاباً. وهي طويلة الشكل مغطاة من أعلاها، ولها ستائر ووسائد من الحرير وتتسع لستة أشخاص، يستأجرها أهل المدينة رجالاً كانوا أو نساء ممن يميلون إلى التنزه والاستمتاع بركوبها ...
ومن حول الأماكن في جميع الجهات مسارح لصيد الحيوان على اختلاف أنواعه ... ولا يبعد البحر عن المدينة أكثر من خمسة عشر ميلاً، وتحمل إليها منه في كل يوم عن طريق النهر كميات كبيرة من السمك ... وإذا رأى الإنسان هذا السمك حين يأتي إلى المدينة ظن أول وهلة أنه لن يباع كله فيها، ولكنه لا تمضي على مجيئه إليها إلا ساعات قليلة حتى يباع عن آخره وذلك لكثرة من فيها من السكان ... والشوارع المتصلة بالسوق كثيرة العدد وفي الكثير منها حمامات باردة يشرف عليها خدم وخادمات. وقد اعتاد من يتردد عليها من رجال ونساء أن يستحموا فيها بالماء البارد منذ صغرهم لاعتقادهم أن الاستحمام بالماء البارد مفيد لأجسامهم. ولكن هذه الحمامات قد أعدت بجوارها مع ذلك حجرات مجهزة بالماء الساخن ليستحم فيها الغرباء الذين لا يتحملون الماء البارد. ومن عادة الأهلين كلهم أن يغتسلوا في كل يوم وخاصة قبل وجبات الطعام ...
وخصصت في شوراع أخرى من المدينة أحياء للعاهرات وهن يبلغن من الكثرة حداً لا أجرؤ على ذكره ... وهؤلاء النسوة يلبسن الملابس الجميلة، ويتعطرن، ويسكن في بيوت جميلة الأثاث، ويقوم على خدمتهن كثيرات من الخادمات.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:12 pm


صفحة رقم : 1311




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


وفي شوارع أخرى يقيم الأطباء والمنجمون ... وقد أنشئت على جانبي شارع المدينة الرئيسي بيوت وقصور رحبة ... وأهل المدينة كلهم رجالاً كانوا أو نساء بيض الوجوه على جانب كبير من الجمال، يرتدي معظمهم ملابس من الحرير ... والنساء ذوات جمال بارع ويُعَوَّدْنَ من صغرهن الرقة والنحافة، وليس في وسع من لم يشهد هؤلاء النسوة أن يتصور ما يتحلين به من حرير وجواهر(3).
وقد أعجب ماركو بولو بمدنية بيجنج (أو كمبلوك كما كانت تسمى وقتئذ) أكثر من إعجابه بهانجتشاو نفسها، فهو إذا ما تحدث عنها عجزت ملايينه عن وصف ثروتها وتعداد عامرها. وكانت ضواحي المدينة الاثنتي عشرة أجمل منها نفسها، ذلك لأن رجال الأعمال قد شادوا في هذه الضواحي كثيراً من البيوت الجميلة(4). وكان في المدينة نفسها كثير من الفنادق وآلاف المتاجر الثابتة والمتنقلة. وكان الطعام فيها على اختلاف أنواعه موفوراً، وكان يدخلها في كل يوم ألف حمل من الحرير الخام لتصنع منه الملابس لأهلها. وقد كان للخان قصور في هانجتشاو وشانجتو وغيرهما من المدن ولكن أكبر قصوره كان في بيجنج نفسها. وكان يحيط بهذا القصر سور من الرخام ويصعد إليه بدرج من الرخام أيضاً. وكان مبناه الرئيسي كبيراً "يتسع لأن تمد فيه موائد الطعام لجماعات كبيرة من الناس". وقد أعجب ماركو بتنظيم الغرف، وبنوافذها البراقة الدقيقة الشفافة، وبما يغطي سقفها من قرميد مختلف الألوان. ويقول أنه لم ير في حياته مدينة في مثل غناها ولا مَلِكاً في عظمة ملكها(5).
وما من شك في أن الشاب البندقي قد تعلم اللغة الصينية حتى استطاع أن يتحدث بها ويقرأها. ولعله عرف من المؤرخين الرسميين كيف فتح كوبلاي وأسلافه المغول بلاد الصين. وكان سبب غزوات المغول أن ما أصاب الأقاليم الممتدة بإزاء حدود الصين الشمالية الغربية من جفاف قد أحالها صحراء جدباء



أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:13 pm

صفحة رقم : 1312




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


عاجزة عن الوفاء بحاجة أهلها الأقوياء، فاندفع المغول (أي البواسل) إلى شن الغارات المستيئسة لامتلاك بلاد أخصب من بلادهم وأوفر منها أرزاقاً. وكان نجاحهم في غاراتهم سبباً في تقوية روحهم العسكرية ونزعتهم الحربية، فلم يقفوا في فتوحهم إلا بعد أن اكتسحت جحافلهم بلاد آسية كلها إلا القليل منها، وأجزاء من أوربا. وتقول الروايات إن قائدهم الجبار جنكيز خان قد ولد وفي كفه جلطة من الدماء، فلما بلغ الثالثة عشرة من عمره أخذ يؤلف بين قبائل المغول ويجمعها تحت لوائه، واتخذ الإرهاب وسيلة إلى هذا الجمع، فكان يصلب الأسرى على حمير من الخشب، أو يقطعهم إرباً، أو يقلي أجسامهم في القدور، أو يسلخ جلودهم وهم أحياء. ولما تلقى من إمبراطور الصين تنج دزونج رسالة يدعوه فيها للخضوع بصق في اتجاه عرش التنين، وبدأ من فوره حملته مجتازاً ألفاً ومائتين من الأميال في قلب صحراء جوبي، وهجم على ولايات الصين الغربية، ودمر من مدائنها تسعين مدينة سواها بالأرض حتى يستطيع الفرسان أن يسيروا فوق الأراضي المخربة في الظلام دون أن تعثر خيولهم. وظل "عاهل العالم" خمس سنين كاملة يخرب في بلاد الصين الشمالية. ثم أزعجه اقتران كوكبين من الكواكب رأى في اقترانهما نذير شؤم، فقفل راجعاً إلى قريته، ولكنه مرض ومات في الطريق.
وواصل خلفاؤه أو جوداي، ومانجو، وكوبلاي حملاته بقوة همجية؛ وكان الصينيون قد أهملوا فنون الحرب ووجهوا همهم كله مدة قرون عدة إلى الثقافة، فلم يثبتوا أمام الغزاة بل خروا صرعى يجللهم العار القومي والبطولة الفردية، وثبت أحد حكام الصين في جويتنج - فو وصمد للحصار حتى قتل المحاصرون كل من كان في المدينة من الشيوخ والعاجزين وأكلوا لحومهم، وهلك جميع القادرين على القتال ولم يبق لحراسة الأسوار إلا النساء، ثم أشعل النار في المدينة واحترق هو نفسه في قصره. واجتاحت جيوش كوبلاي بلاد الصين حتى وقفت أمام


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:13 pm

صفحة رقم : 1313




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


كنتون آخر ملجأ لجأت إليه أسرة سونج الحاكمة. فلما عجزت الجيوش الصينية عن المقاومة حمل لوشي يوفو القائد الصيني الإمبراطور الغلام على ظهره وألقى به وبنفسه في البحر فماتا معاً. ويقال إن مائة ألف من الصينيين آثروا الموت غرقاً على التسليم للفاتح المغولي. وأمر كوبلاي أن يحتفل بجنازة الإمبراطور احتفالاً رسمياً كبيراً، وشرع يؤسس الأسرة اليوانية "الأصيلة" وهي الأسرة المغولية التي حكمت الصين أقل من مائة عام.
ولم يكن كوبلاي نفسه بربرياً همجياً. وليس أهم ما يستثنى من هذا الوصف هو سياسته الغادرة لأن الغدر كان من الأخلاق الشائعة في تلك الأيام، بل أهم ما يستثنى منه هو ما عامل به ون تيان - شيانج، وهو عالم وطني أبى أن يعترف بحكومة كوبلاي وفاء منه لأسرة سونج. فألقاه كوبلاي في السجن ومكث فيه ثلاث سنين ولكنه أبى أن يخضع وكتب في سجنه تلك القطعة التي تعد من أشهر ما كتب في الأدب الصيني كله:
إن سجني لا يضيئه إلا الصيهد ولا تدخله نسمة من نسمات الربيع لتؤنسني في وحدتي وتخفف بعض ظلمته ... وكثيراً ما فكرت في أن أقضي على نفسي من فرط ما أثر في من الضباب والندى، ولكن الموت ظل عامين كاملين يحوم حولي ولا يقضي عليَّ؛ وأضحت الأرض الرطبة المضرة بالصحة جنة الفردوس نفسها. ذلك بأنه كان يستقر بين جوانحي ما لا تستطيع النائبات أن تغتصبه مني، ولهذا بقيت مطمئن القلب ثابت الجنان أتطلع إلي السحب البيضاء فوق رأسي وأطوي قلبي على آلام لا حد لها كما لا حد للسماء.
واستدعاه كوبلاي آخر الأمر إلى المثول بين يديه وسأله الملك قائلاً: "أي شيء تريد؟" فأجابه ون بقوله: "لقد عطف عليَّ إمبراطور سونج فجعلني وزيراً لجلالته، وليس في وسعي أن أخدم سيدين، وكل ما أطلبه أن أموت!". وأجابه كوبلاي إلى ما طلب؛ وبينما كان ون ينتظر أن يهوي سيف الجلاد على



أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:14 pm

صفحة رقم : 1314




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


عنقه انحنى في خضوع واحترام نحو الجنوب كأن الإمبراطور من آل سونج لا يزال يحكم في نانكنج العاصمة الجنوبية(7).
ومع هذا فقد أوتي كوبلاي من الحكمة ما جعله يعترف بتفوق الصينيين على المغول في ميدان الحضارة، ويعمل من أجل هذا على مزج عاداتهم بعادات أهل بلاده. وكان لابد له أن يلغي نظام تقلد المناصب العامة بالامتحان، وذلك لأنه لو أتبع هذا النظام لكان جميع الموظفين في حكومته من الصينيين، ثم قصر معظم الوظائف الكبرى على أتباعه من المغول وحاول وقتاً ما أن يدخل إلى البلاد الحروف الهجائية المغولية، ولكنه قَبِل هو وأتباعه في معظم شئونهم حضارة الصين، وما لبثوا أن استحالوا بفضل هذه الحضارة أمة صينية. ومما يذكر له أن أباح ما كان في الصين من ديانات وشجع دخول الديانة المسيحية في البلاد لأنه رأى فيها أداة صالحة لتهدئتها وبسط سلطانه عليها. وأعاد فتح القناة العظمى بين تينتسين وهنجتشاو، وأصلح الطرق الكبرى وأنشأ نظاماً سريعاً للبريد في أقاليم أوسع رقعة من البلاد التي خضعت لحكومة الصين مذ جلس على عرشها، وأقام في البلاد أهراء عامة عظيمة ليخزن فيها ما يفيض عن حاجة البلاد من المحصولات الزراعية ليوزعها على الأهلين في أيام القحط، وألغى الضرائب عن جميع الزراع الذين أضر بمزروعاتهم الجفاف والعواصف والحشرات ، وأوجد نظاماً تعين الدولة بمقتضاه الشيوخ من العلماء والأيتام والعجزة، وكان سخياً في تشجيع التعليم والآداب والفنون وبسط رعايته عليها. وقد عدل التقويم في أيامه، وافتتح المجمع العلمي الإمبراطوري(9)، وشاد عاصمة جديدة للبلاد في بيكين كانت لروعتها وكثرة

أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:14 pm

صفحة رقم : 1315




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


عامرها موضع إعجاب من يزورها من الغرباء، وشيدت القصور وازدهرت العمارة ازدهاراً لم تر الصين له مثيلاً من قبل.
ويقول ماركو بولو: "وقد كان بولو حاضراً في البلاد حيث كان هذا كله يحدث فيها"(10) واتصل الشاب بالخان وتقرب إليه واستطاع بذلك أن يصف لنا ضروب تسليته وصفاً مفصلاً ينم عن إعجابه الشديد به؛ ويقول إن كان للخان فضلاً عن زوجاته الأربع اللاتي يسمين بالإمبراطورات عدد كبير من السراري جيء بهن من أنجوت في بلاد التتار لأن الإمبراطور كان يعجب بجمال نساء تلك البلاد. ويضيف ماركو إلى هذا قوله إن عدداً من الموظفين المشهود لهم بحسن الذوق كانوا يرسلون إلى هذا الإقليم ليجندوا لخدمة جلالة الإمبراطور مائة من الفتيات حسب الأوصاف التي كان هو نفسه يعنى بوصفها أشد العناية.
فإذا ما مثلن أمامه، أمر أن تختبرهن اختباراً جديداً طائفة أخرى من الباحثين وأن يختار من بينهن ثلاثون أو أربعون فتاة يستبقين في قصره ... ثم يعهد بكل واحدة منهن إلى إحدى كبار السيدات في القصر لتتأكد من أنها ليس فيها شيء من العيوب التي تخفى عن الأعين وأنها تنام نوماً هادئاً، ولا تغط في أثناء نومها، ولا تنبعث رائحة كريهة من أي جزء من أجزاء جسمها. فإذا ما نجحن في هذا الاختبار الدقيق قسمن جماعات كل منها مؤلفة من خمس تقيم كل منها في حجرة جلالته الداخلية ثلاثة أيام وثلاث ليال يؤدين في خلالها كل ما يطلب إليهن من خدمات ويفعل بهن ما يشاء. فإذا ما انقضت هذه الفترة حلت محل تلك الجماعة جماعة أخرى وهكذا دواليك حتى تأخذ كل جماعة دورها ثم تعود الجماعة الأولى إلى الخدمة من جديد(11).
وبعد أن أقام ماركو بولو هو وأبوه وعمه عشرين سنة في بلاد الصين أغتنم ثلاثتهم فرصة قيامهم بمهمة إلى الفرس، أوفدهم بها الخان، فعادوا إلى بلادهم بأقل


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:15 pm


صفحة رقم : 1316




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> ماركو بولو يزور كوبلاي خان


النفقات وأقل ما يمكن أن يتعرضوا له من الأخطار. وبعث معهم كوبلاي برسالة إلى البابا، وحباهم بجميع ما كان معروفاً في ذلك الوقت من التسهيلات للمسافرين، وقضوا في طوافهم بحراً حول جزيرة الملايو إلى الهند وفارس وفي رحلتهم البرية إلى طربزون على البحر الأسود وأخيرا في رحلتهم البحرية إلى البندقية ثلاث سنين. ولما وصلوا إلى أوربا عرفوا أن الخان والبابا قد توفيا . وعمر ماركو طويلاً فلم يستسلم للموت حتى بلغ السبعين من عمره. فلما حضرته الوفاة طلب إليه أصدقائه أن ينجي نفسه من العذاب في الدار الآخرة بمحو ما ورد في كتابه من العبارات الواضحة البطلان ولكنه أفحمهم برده عليهم: "أني لم أذكر في كتابي نصف ما شاهدته".
ولم يمض على وفاته إلا وقت قصير حتى أصبح من العادات المألوفة في حفلات البندقية الساخرة أن يرتدي شخص ثياب المهرجين ليسر الناس في تلك الاحتفالات بما ينطق به من المبالغات غير المعقولة؛ وكان يطلق على هذا المهرج الماجن اسم "ماركو الملايين".


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:16 pm

صفحة رقم : 1317




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> أسر منج وجنج



2- أسرتا منج وجنج




سقوط المغول - أسرة منج - غزو المنشو - أسرة




جنج - ملك مستنير - شين لونج يأبى قبول الأفكار الغريبة


ولم تعرف الصين بعدئذ مثل هذا العهد الزاهر إلا بعد أربعة قرون، فسرعان ما دب الاضمحلال في أسرة يوان متأثرة بانهيار سلطان المغول في أوربا وغرب آسية وفي ذوبان المغول في جسم الشعب الصيني نفسه، إذا جاز أن نلجأ إلى هذه العبارة السهلة المتحذلقة لنعلل بها هذه الظاهرة التي تتكرر في جميع الأوقات. وهناك أسباب أخرى لا تقل عن هذين السببين قوة وخطراً؛ ذلك أن إمبراطورية
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:16 pm

صفحة رقم : 1318




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> أسر منج وجنج


كالصين متسعة الرقعة قليلة التماسك من الناحية الطبيعية تفصلها الجبال والصحراوات والبحار لا يمكن أن تخضع إلى ما شاء الله لحكومة واحدة. وقد كان المغول رجال حرب خيراً منهم رجال حكم وإدارة، ولذلك اضطر خلفاء كوبلاي خان أن يعودوا إلى نظام الامتحان وإلى الانتفاع بكفاية الصين الإدارية، ولم يحدث الفتح المغولي أثراً يذكر في عادات الصينيين وأفكارهم إلا ما عسى أن يكون قد أدخله في الأدب الصيني من الروايات والمسرحيات. وتزوج الصينيون مرة أخرى من فاتحيهم ومدنوهم وغلبوهم على أمرهم، حتى إذا كان عام 1368م تزعم أحد الكهنة البوذيين السابقين ثورة على هؤلاء الفاتحين ودخل بيكين منتصراً وأعلن نفسه أول إمبراطور من أسرة السنج (أي المتألقين). وجلس على العرش في الجيل التالي ملك قدير من ملوك هذه الأسرة، واستمتعت الصين في عهد يونج لو مرة أخرى بعهد جديد من عهود الرخاء، وعادت إلى تشجيع الفنون، بيد أن عهد الأسرة "المتألقة" انتهى مع ذلك بفترة من الفوضى والاضطراب والغزو الخارجي: وبينما كانت البلاد منقسمة إلى أحزاب متنافرة متعادية اجتاحتها جحافل جديدة من الغزاة الفاتحين واقتحمت السور العظيم وحاصرت بيكين. تلك هي جحافل المنشو.
وكان المنشو شعبا تنجوسياً ظل قروناً كثيرة يعيش في البلاد التي تعرف الآن باسم منشو كو (أي مملكة المنشو)، ومدوا فتوحهم في أول الأمر نحو الشمال حتى وصلوا إلى نهر عامور، ثم اتجهوا نحو الجنوب وهجموا على عاصمة الصينيين. وجمع آخر أباطرة المنج أسرته حوله وشرب نخبهم، وأمر زوجته أن تنتحر ، ثم شنق نفسه بمنطقته بعد أن كتب آخر أوامره على طية ثوبه: "نحن الفقراء في الفضيلة، ذوي الشخصية الحقيرة، قد استحققنا غضب الله العلي القدير.
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:16 pm

صفحة رقم : 1319




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> أسر منج وجنج


"لقد غرر بي وزرائي، وإني لأستحي أن ألقى في الآخرة آبائي وأجدادي، ولهذا فإني أخلع بيدي تاجي عن رأسي، وأنتظر وشعري يغطي وجهي أن يقطع الثوار أشلائي، لا تؤذوا أحداً من أبناء شعبي"(15). ودفنه المنشو باحتفال يليق بكرامته وأسسوا أسرة الشنج ( الطاهرة) التي حكمت الصين حتى عهدنا الثوري الحاضر.
وسرعان ما أصبحوا هم أيضا صينيين واستمتعت البلاد تحت حكم كانج شي بعهد من الرخاء والسلم والاستنارة لم تعرف له مثيلاً في تاريخها كله. جلس هذا الإمبراطور على العرش وهو في السابعة من عمره، فلما بلغ الثالثة عشرة أمسك بيده زمام الأمور في إمبراطورية لم تكن تشمل وقتئذ بلاد الصين وحدها بل كانت تشمل معها بلاد المغول ومنشوريا وكوريا والهند الصينية وأنام والتبت والتركستان. وما من شك في أنها كانت أكبر إمبراطوريات ذلك العهد وأكثرها ثروة وسكاناً. وحكمها كانج شي بحكمة وعدل حسدها عليهما معاصراه أورنجزيب ولويس الرابع عشر. وكان الإمبراطور نفسه رجلاً نشيطاً قوي الجسم والعقل، ينشد الصحة في الحياة العنيفة خارج القصور ويعمل في الوقت نفسه على أن يلم بعلوم تلك الأيام وفنونها. وكان يطوف في أنحاء مملكته ويصلح ما فيها من العلوم حيثما وجدها، ومن أعماله أنه عدل قانونها الجنائي. وكان يعيش عيشة بسيطة ليس فيها شيء من الإسراف أو الترف، ويقتصد في نفقات الدولة الإدارية ويفخر بالعمل على رفاهية شعبه(16). وازدهرت الآداب والعلوم في أيامه بفضل تشجيعه إياها ومناصرتها؛ وعاد فن الخزف إلى أعلى ما وصل إليه في أيام مجده السابقة. وكان متسامحاً في الأمور الدينية فأجاز كل العبادات ودرس اللغة اللاتينية على القساوسة اليسوعيين، وصبر على الأساليب الغربية التي كان يتبعها التجار الأوربيون في ثغور بلاده. ولما مات بعد حكمه الطويل الموفق (1661- 1722) كان آخر ما نطق به هو هذه الألفاظ: "إني


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:17 pm

صفحة رقم : 1320




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> أسر منج وجنج


لأخشى أن تتعرض الصين في مئات أو آلاف السنين المقبلة إلى خطر الاصطدام مع مختلف الأمم الغربية التي تفد إلى هذه البلاد من وراء البحار" (17).
وبرزت هذه المشاكل الناشئة من ازدياد التبادل التجاري والاتصال بين الصين وأوربا مرة أخرى في عهد إمبراطور آخر قدير من أسرة المنشو هو شين لونج. وكان هذا الإمبراطور شاعراً أنشأ 000ر34 قصيدة إحداها في "الشاي" وصلت إلى مسامع فلتير فأرسل "تحياته إلى ملك الصين الفاتن"(18)، وصوره المصورون الفرنسيون وكتبوا تحت صورته باللغة الفرنسية أبياتاً من الشعر لا توفيه حقه من الثناء يقولون فيها:
"إنه يعمل جاهداً دون أن يخلد إلى الراحة للقيام بأعمال حكومته المختلفة التي يعجب الناس بها. وهذا الملك أعظم ملوك العالم وهو أيضاً أعلم الناس في إمبراطوريته بفنون الأدب".
وحكم الصين جيلين كاملين (1737- 1796م)، ونزل عن الملك لما بلغ الثامنة والخمسين، ولكنه ظل يشرف على حكومة البلاد حتى توفي (1799م). وحدثت في آخر سني حكمه حادثة كان من شأنها أن تذكر المفكرين من الصينيين بما أنذرهم به كانج- شي، فقد أرسلت إنجلترا بعد أن أثارت غضب الإمبراطور باستيراد الأفيون إلى بلاد الصين بعثة برياسة لورد مكارنتي لتفاوض شين لونج في عقد معاهدة تجارية بين البلدين. وأخذ المبعوثون الإنجليز يشرحون للإمبراطور المزايا التي تعود عليه من تبادل التجارة مع إنكلترا وأضافوا إلى أقوالهم أن المعاهدة التي يريدون عقدها سيفترض فيها مساواة ملك بريطانيا بإمبراطور الصين. فما كان من شين لونج إلا أن أملى هذا الجواب ليرسل إلى جورج الثالث:
"إن الأشياء العجيبة البديعة لا قيمة لها في نظري؛ وليس لمصنوعات بلادكم فائدة لدي. هذا إذن هو ردي على ما تطلبون إليَّ من تعيين ممثل لكم في بلاطي

أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:18 pm

صفحة رقم : 1321




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> نبذة تاريخية -> أسر منج وجنج


وهو طلب يتعارض مع عادات أسرتي ولا يعود عليكم إلا بالمتاعب. لقد شرحت لك آرائي مفصلة وأمرت مبعوثيك أن يغادروا البلاد في سلام عائدين إلى بلادهم، وخليق بك أيها الملك أن تحترم شعوري هذا، وأن تكون في المستقبل أكثر إخلاصاً وولاء مما كنت في الماضي، حتى يكون خضوعك الدائم لعرشي من أسباب استمتاع بلادك بالسلم والرخاء في مستقبل الأيام"(19).
بهذه العبارات القوية الفخورة حاولت الصين أن تدرأ عنها شر الانقلاب الصناعي. ولكننا سنعرف في الفصول التالية كيف غزت الثورة الصناعية البلاد رغم هذا الاحتياط. ولندرس الآن قبل الكلام عن هذه الثورة العناصر الاقتصادية والسياسية والخلقية التي تتألف منها تلك الحضارة الفذة المستنيرة الجديرة بالدرس، والتي يبدو أن الثورة الصناعية ستقضي عليها القضاء الأخير.



أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:18 pm

صفحة رقم : 1322




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> الصينيون ولغتهم



الفصل الثاني




الصينيون ولغتهم




تعداد السكان - مظهرهم الخارجي - ملبسهم -




خصائص اللغة الصينية - خصائص الكتابة الصينية


إن أول عنصر من عناصر الصورة التي سنرسمها في هذا الفصل هو عنصر العدد؛ فالصينيون كثيرون، وليس عددهم معروفاً بالضبط، وكل ما يقال عنه من قبيل الحدس والتخمين. ويظن بعض العلماء أن سكان الصين في عام 280 ق.م كانوا يبلغون حوالي 000ر000ر14 وأنهم وصلوا في عام 200 ق.م إلى 000ر000ر28 وفي عام 726 ق.م إلى 000ر500ر41 وفي عام 1644 بعد الميلاد إلى 000ر000ر89 وفي عام 1743 إلى 000ر000ر150 وفي عام 1919 إلى 000ر000ر330 (20). ويقول أحد الرحالة الأوربيين إنه أحصى في الصين في القرن الرابع عشر "مائتي مدينة كل واحدة منها أكبر من مدينة البندقية"(21). وإحصاء السكان في الصين يحدث تنفيذاً لقانون يحتم على كل صاحب بيت أن ينقش اسم كل ساكن فيه على لوحة عند مدخله(22). ولسنا نعلم بطبيعة الحال مدى صحة هذه اللوحات، ولا مدى صحة التقريرات التي يقال إنها توضع على أساسها، وحسبنا أن نقول إن سكان الصين يبلغون الآن حوالي أربعمائة مليون من الأنفس.
ويختلف الصينيون في أجسامهم، فهم في الجنوب أقصر قامة وأضعف أجساماً منهم في الشمال، غير أنهم بوجه عام أنشط أهل قارة آسية وأكثرهم حيوية، ذوو بأس وصبر على الشدائد والآلام، شديدو المقاومة للأمراض، سريعو التأقلم في كل مناخ؛


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:21 pm

صفحة رقم : 1323




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> الصينيون ولغتهم


وقد استطاعوا بفضل هذه الصفة أن يعيشوا ويثروا في مناطق العالم كلها تقريباً. ولم يقو الأفيون ولا الزهري ولا عدم الزواج بغيرهم من الشعوب على إضعاف صحتهم؛ وإذا كان نظامهم الاجتماعي قد انهار في الأيام الأخيرة فإن هذا الانهيار لم يكن نتيجة ضعف ظاهر في قواهم الجسمية أو العقلية.
ووجه الصيني ينم عن أنه أذكى خلق الله طراً، وإن لم يكن هذا الوجه على الدوام جميلاً جذاباً. نعم إن بعض الطبقات المعدمة تبدو في أعين الغربيين بشعة شديدة القبح، وإن لبعض المجرمين منهم نظرات خبيثة ما أجدر أصحابها بأن يكونوا ممثلين هزليين في دور الخيالة، ولكن كثرتهم العظمى ذات ملامح منتظمة متناسبة هادئة زادها هدوءاً عاملان أحدهما جثماني وهو انخفاض الجفون وثانيهما اجتماعي وهو ما نعموا به من الحضارة التي دامت عدة قرون. وليس انحراف العينين كبيراً واضحاً إلى الحد الذي يتصوره المرء مما يقال أو يكتب عنهم، وكثيراً ما تؤثر الشمس في بشرتهم الصفراء فتخلع عليها لوناً أسمر جميلاً. ونساء الزراع منهم لا يكدن ينقصن عن الرجال قوة في الأجسام، كما أن نساء الطبقات العليا رقيقات الحاشية جميلات يبيضن وجوههن بالمساحيق، ويحمرن شفاههن وخدودهن، ويسودن حواجبهن ويزججنها حتى تكون أشبه بورقة الصفصاف أو الهلال(23). وشعر الرأس خشن قوي عند الرجال والنساء، خال من التجاعيد يعقصه النساء ويزينه عادة بالأزهار. ولقد أراد الرجال في عهد آخر الأسر الحاكمة أن يسروا حكامهم فاتبعوا عادة المنشو وهي حلق شعر نصف الرأس الأعلى. ثم أرادوا أن يعوضوا هذا النقص فتركوا شعر النصف الخلفي وجمعوه في غديرة طويلة أصبحت على مر الزمن أداة لتقويم المخطئ ومظهراً من مظاهر الكبرياء(24). ولحاهم لا تطول، وكانوا يحلقونها على الدوام، وقلما كان الواحد منهم يحلق لحيته بيده، فقد كان من عادة الحلاقين أن يطوفوا بالناس ومعهم أدواتهم، وكانوا طائفة موفورة الكسب.


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:24 pm

صفحة رقم : 1324




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> الصينيون ولغتهم


وكانوا عادة يتركون رؤوسهم عارية؛ فإذا غطى الرجال رؤوسهم اتخذوا لهم في الشتاء قلانس من المخمل أو الفراء ذوات حافات منثنية إلى أعلى، وفي الصيف قلانس مخروطية الشكل مصنوعة من خيوط الخيزران تعلو الواحدة منها إذا كان صاحبها ذا شأن كرة ملونة وشريط حريري.
أما النساء فكن يضعن على رءوسهن، إذا مكنتهن من ذلك مواردهن، أشرطة من نسيج الحرير أو القطن مزينة بالبهرجان والحلي أو الأزهار الصناعية، وكانت الأحذية تتخذ عادة من الأقمشة المدفئة، ولما كانت أرض المنازل تصنع في كثير من الأحيان من القرميد البارد أو الطين فإن الصيني كان يحمل معه أينما سار طنفسة صغيرة يضعها تحت قدميه. وقد نبتت في بلاط الإمبراطور لي هو- جو (حوالي 970 ب.م) عادة ربط أقدام البنات وهن في سن السابعة بأربطة ضيقة لكي تبقى صغيرة فتمشي السيدة الكبيرة تخطو خطواً يعجب به الرجال. وكان يعد من سوء الأدب أن يتحدث الناس عن قدم السيدة كما كان يعد من الإهانة الفاضحة أن ينظر الرجل إلى هذه القدم؛ بل إن الكلمة الصينية التي معناها القدم كان يحرم ذكرها في حضرة السيدات(25).
وانتشرت هذه العادة بين جميع الطبقات والجماعات عدا المنشو والتتار وأصبحت من العادات الثابتة الجامدة، حتى لقد كان الكذب في حجم قدم العروس كافياً لإلغاء عقد الزواج(26). وحاول كانج شي أن يبطل هذه العادة ولكنه أخفق وظلت حتى أبطلتها الثورة فكان إبطالها أثراً من آثارها الصالحة.
وكانت ملابس الرجال هي السراويل والجلابيب، ويكاد لونها أن يكون على الدوام هو اللون الأزرق. وفي الشتاء كان السروال يغطى بالطماق ويضاعف عدد القمصان حتى يبلغ الثلاثة عشر في بعض الأحيان، وكانت كلها تبقى على الجسم ليلاً ونهاراً طوال فصل الشتاء، فإذا أقبل الربيع خلعت تدريجاً واحدة بعد واحدة(27). وكان المئزر مختلف الطول فكان يصل حيناً إلى الحقوين وحيناً إلى
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:25 pm

صفحة رقم : 1325




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> الصينيون ولغتهم


الركبتين وتارة إلى القدمين، وكان يزرر إلى العنق، وكان له كُمّان كبيران يغنيان عن الجيوب، والصينيون لا يقولون إن الرجل وضع شيئاً ما في "جيبه" بل يقولون إنه وضعه في "كمه". أما القمصان والملابس الداخلية فلسنا نخطئ كثيراً إذا قلنا إنها كانت غير معروفة. وكانت النساء في الريف يلبسن سراويل كسراويل الرجال لأنهن قد اعتدن أن يعملن أعمال الرجال وأكثر من أعمال الرجال. أما في المدن فكن يلبسن فوق السراويل نقباً . وكان الحرير كثيراً في المدن يستوي في ذلك هو والقطن.
ولم تكن للنساء مناطق تضغط على خصرهن أو مشدات تمسك ثديهن، وبذلك كانت ملابس الصينيين بوجه عام أكثر انطباقاً على مقتضيات العقل وأكثر ملاءمة لصحة الجسم وراحته من ملابس الغربيين في هذه الأيام. ولم يكن لأنماط الملابس سلطان قوي على المرأة الصينية كما لم تكن الملابس وسيلة لتباين الطبقات ورفع بعضها فوق بعض. ذلك لأن أهل المدن مهما اختلفت أقدارهم كانوا لا يختلفون في ملابسهم، كما أن هذه الملابس لا تكاد تختلف في الأجيال المختلفة. نعم قد يختلف القماش الذي يصنع منه الثوب، أما شكله فقد كان واحداً على الدوام، ولم تكن طبقة من الطبقات تشك في أن نمطاً من الأنماط سيبقى إلى أن يبلى الثوب.
ولغة الصينيين تختلف عن سائر لغات العالم أكثر مما تختلف ملابسهم عن ملابس سائر الناس. ذلك أنها ليست لها حروف و لا هجاء ولا نحو ولا تنقسم إلى أسماء وأفعال وحروف، وإنا لنعجب كيف استطاعت هذه الأمة وهي أقدم أمم الأرض وأكثرها عدداً أن تعيش من غير هذه البلايا التي أبتلي بها شبان الأمم الغربية. ومن يدري فلربما كان لهذه اللغة في الأيام الخالية المنسية اشتقاق ونحو وصرف وإعراب وتثنية وجمع وأفعال ماضية وحاضرة ومستقبلة، ولكننا لا نجد

أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:25 pm


صفحة رقم : 1326




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> الصينيون ولغتهم


أثراً لشيء من هذا في أقدم ما عرفنا من عهود هذه اللغة، فكل كلمة فيها قد تكون اسما أو فعلاً أو صفة أو ظرفاً بحسب سياقها وطريقة النطق بها. ولما كانت اللهجات الكلامية لا تحتوي على أكثر من ثلاثمائة أو أربعمائة لفظ صوتي ذي مقطع واحد، ولما كانت هذه المقاطع هي التي تستعمل للتعبير عن الأربعين ألف حرف المستخدمة في اللغة الكتابية فإن لكل واحد من الألفاظ الصوتية "نغمات" تختلف من أربع إلى تسع بحيث يختلف معناه باختلاف طريقة التغني به.
وتوضح حركات الجسم وسياق الكلام هذه النغمات، وتجعل كل صوت يؤدي أغراضاً متعددة، فحرف الباء وحده مثلاً قد يؤدي تسعة وستين معنى كما أن اللفظ شي تسعة وخمسين، وللفظ كو تسعة وعشرين(30). ولسنا نعرف لغة من اللغات قد بلغت ما بلغته اللغة الصينية من التعقيد والدقة والاختصار.
وكانت لغة الكتابة أكثر اختلافاً عن سائر لغات العالم من لغة الكلام. تشهد بذلك الأدوات التي استخرجت من هونان والتي يرجعها المؤرخون إلى عهد أسرة شانج وإن لم يكونوا واثقين من ذلك كل الثقة، فقد وجدوا على هذه الأدوات كتابة برموز لا تختلف كثيراً عن الرموز المستعملة في هذا الجيل. ولهذا فإننا إذا استثنينا عدداً قليلاً من الأقباط الذين يتكلمون اللغة المصرية القديمة فإن اللغة الصينية هي أقدم اللغات التي ينطق بها الناس في هذه الأيام وأوسعها انتشاراً. وكان الصينيون في بادئ الأمر يعقدون عقداً في خيوط لينقلوا بها رسائلهم، وأكبر الظن أن حاجة الكهنة إلى نقل الطلاسم السحرية وحاجة الفخرانيين إلى تمييز آنيتهم بعضها من بعض هي التي أدت إلى الرموز المصوِّرة(32).
أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:26 pm

صفحة رقم : 1327




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> الصينيون ولغتهم


وكانت هذه الرموز المصورة البدائية منشأ العلامات الستمائة وهي الرموز الأساسية في الكتابة الصينية؛ وقد سمي نحو مائتين وأربعة عشر رمزاً منها "أصولاً" لأنها عناصر أساسية. وجميع حروف اللغة الدارجة، والحروف المستعملة في الوقت الحاضر، رموز معقدة غاية التعقيد أثقل فيها العنصر التصويري البدائي بزيادات كثيرة يقصد بها تحديد معنى اللفظ تحديداً واضحاً، ويكون ذلك في العادة ببيان ما يطرأ من تغيير على نغمته. ولم يكتف الصينيون بأن يجعلوا لكل كلمة ينطقون بها علامة بل أنهم يجعلون لكل فكرة أيضاً علامة خاصة، فهذه علامة يرمز بها للحصان وهذه علامة أخرى يرمز بها "للحصان الأحمر الأسود ذي البطن الأبيض" كما يرمز برمز آخر للحصان ذي البقعة البيضاء على جبهته . ولا تزال بعض هذه الرموز بسيطة بساطة نسبية، فالقوس فوق خط مستقيم (أي الشمس فوق الأفق) معناهما "الصباح". والشمس والقمر مجتمعين يمثلان "الضوء"؛ والفم والطائر معاً معناهما "الغناء"، والمرأة تحت سقف معناها "السلام"؛ والمرأة والفم والعلامة الدالة على "الالتواء" يتكون منها الرمز الذي منه "خَطِر"؛ والرجل والمرأة مجتمعين يعنيان "شرشرة"؛ والنزاع يعبر عنه بامرأة ذات فمين، والزوجة يعبر عنها بالعلامات الدالة على امرأة ومكنسة وزوبعة(33).
وهذه لغة بدائية من بعض الوجود استطاع أهلها بمحافظتهم الشديدة على القديم أن يبقوها حية في هذه الأوقات "الحاضرة". والصعوبات الكامنة في هذه اللغة أوضح من مزاياها وفضائلها، ويقال إن الصيني يحتاج إلى ما بين عشر سنين وخمسين سنة ليتعلم فيها جميع الأربعين ألف رمز التي تتكون منها


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت  - صفحة 11 Empty رد: الجزء الثانى من - قصة الحضارة ول ديورانت

مُساهمة من طرف أحمد بدوى السبت يوليو 23, 2011 8:27 pm

صفحة رقم : 1328




قصة الحضارة -> التراث الشرقي -> الشرق الأقصى -> الصين -> الشعب والدولة -> الصينيون ولغتهم


لغته؛ ولكننا إذا عرفنا أن هذه الرموز ليست حروفاً بل أفكاراً، ثم فكرنا في طول الوقت الذي نحتاجه لكي نعرف أربعين ألف فكرة من الأفكار أو حتى أربعين ألف كلمة من الكلمات، رأينا أن في العبارات التي نستخدمها للمفاضلة بين اللغة الصينية وغيرها من اللغات ظلماً شديداً للصينيين، وأن من واجبنا إذا كنا ننشد الإنصاف أن نقول إن الصيني يحتاج إلى خمسين عاماً ليعرف أربعين ألف فكرة. والواقع أن الصيني العادي يكفيه ثلاثة آلاف علامة أو أربعة آلاف، وأن من السهل عليه أن يعرف هذا العدد بمعرفة "أصولها" السالفة الذكر. وأوضح ميزة لهذه اللغة- التي لا تعبر عن الأصوات بل عن الأفكار-هي أن الكوريين واليابانيين يسهل عليهم أن يقرؤوها كما يسهل على الصينيين، وأنها تعد لغة كتابة دولية لبلاد الشرق الأقصى. يضاف إلى هذا أنها تجمع في نظام واحد من نظم الكتابة بين جميع سكان الصين الذين تختلف لهجاتهم اختلافاً يجعل التفاهم بينهم يكاد أن يكون مستحيلاً، حتى أن الرمز الواحد يقرأ بأصوات مختلفة وكلمات مختلفة في مختلف البيئات. وهذه الميزة تنطبق على مختلف الأزمنة انطباقها على مختلف الأمكنة؛ ذلك بأن لغة الكتابة قد بقيت واحدة في جوهرها على حين أن لغة الكلام قد تفرعت إلى ما ينيف على مائة من اللهجات. ومن أجل هذا كان في وسع الصيني غير الأمي أن يقرأ الأدب الصيني الذي ظل يكتب بهذه الحروف نحو ألفي عام كاملة، وإن كنا لا نعلم كيف كان الكتاب الأقدمون ينطقون بالألفاظ التي كتبوها أو يعبرون عن الأفكار التي ترمز لها هذه العلامات. ولقد كان هذا الإصرار الشديد على الاحتفاظ بالكتابة الموحدة القديمة بين هذا الفيض الدافق من اللهجات الكلامية المتباينة عاملاً قوياً على الاحتفاظ بالأفكار الصينية والثقافة الصينية إلى هذه الأيام كما كانت عاملاً قوياً في تمسك الصينيين بعاداتهم وتقاليدهم القديمة. ذلك أن الأفكار القديمة قد رسخت في البلاد، وكانت هي القالب الذي صبت فيه عقول الشباب.


أحمد بدوى
أحمد بدوى
سوبر ستار المنتدى

رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 11 من اصل 19 الصفحة السابقة  1 ... 7 ... 10, 11, 12 ... 15 ... 19  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى