تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صفحة 3 من اصل 3
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
خلع رافع محمد الليث بما وراء النهر
كان رافع بن نصر بن سيار من عظماء الجند فيما وراء النهر و كان يحيى بن الأشعث قد تزوج ببعض النساء المشهورات الجمال و تسرى عليها و أكثر ضرارها و تشوقت إلى التخلص منه ، فدس إليها رافع بن الليث بأن تحاول من يشهد عليها بالكفر لتخلص منه و تحل للأزواج ثم ترجع و تتوب ، فكان و تزوجها و شكا يحيى بن الأشعث إلى الرشيد و أطلعه على جل الأمر ، فكتب إلى علي بن عيسى أن يفرق بينهما و يقيم الحد ىعلى رافع و يطوف به في سمر قند مقيداً على حمار ليكون عظة لغيره ، ففعل ذلك و لم يجده رافع و حبس بسمرقند فهرب من الحبس و لحق بعلي بن عيسى في بلخ فهم بضرب عنقه ، فشفع فيه ابنه عيسى فأمره بالإنصراف إلى سمر قند فرجع إليها و وثب بعاملها فقتله و ملكها و ذلك سنة تسعين . فبعث علي لحربه ابنه عيسى فلقيه رافع و هزمه و قتله ، فخرج علي بن عيسى لقتله و سار من بلخ إلى مرو مخافة عليها من رافع ابن الليث . ثم كانت نكبة علي بن عيسى و ولاية هرثمة بن أعين على خراسان و كان مع رافع بن الليث جماعة من القواد ففارقوه إلى هرثمة منهم عجيف بن عنبسة و غيره . و حاصر هرثمة رافع بن الليث في سمرقند و ضايقه ، و استقدم طاهر ابن الحسين من خراسان فحضر عنده و عاث حمزة الخارجي في نواحي خراسان لخلائها من الجند ، و حمل إليه عمال هراة و سجستان الأموال . ثم خرج عبد الرحمن إلى نيسابور سنة أربع و تسعين و جمع نحواً من عشرين ألفاً ، و سار إلى حمزة فهزمه و قتل من أصحابه خلقاً و أتبعه إلى هراة حتى كتب المأمون إليه و رده عن ذلك . و كانت سنة ثلاث و تسعين بين هرثمة و بين أصحاب رافع وقعة كان الظفر فيها لهرثمة و أسر بشراً أخا رافع و بعث به إلى الرشيد و افتتح بخاري . و كان الرشيد قد سار من الرقة بعد مرجعه من الصائفة التي بنى فيها طرسوس على اعتزام خراسان لشأن رافع ، و كان قد أصابه المرض ، فاستخلف على الرقة ابنه القاسم و ضم إليه خزيمة بن خازم ، و جاء إلى بغداد . ثم سار منها إلى خراسان في شعبان سنة اثنتين و تسعين و استخلف عليها ابنه الأمين ، و أمر المأمون بالمقام معه فأشار عليه الفضل بن سهل بأن يطلب المسير مع الرشيد ، و حذره البقاء من الأمين فأسعفه الرشيد بذلك و سار معه .
وفاة الرشيد و بيعة الأمينو لما سار عن بغداد إلى خراسان بلغ جرجان في سفر سنة ثلاث و تسعين و قد اشتدت عليه ، فبعث ابنه المأمون إلى مرو جماعة من القواد عبد الله بن مالك و يحيى بن معاذ و أسد بن خزيمة و العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث و السدي و الحريشي و نعيم بن خازم ، ثم سار الرشيد إلى موسى و اشتد به الوجع و ضعف عن الحركة و ثقل فأرجف الناس بموته ، و بلغه ذلك فأراد الركوب ليراه الناس فلم يطق النهوض فقال : ردوني . و وصل إليه و هو بطوس بشير أخو رافع أسيراً بعث به هرثمة بن أعين فأحضره و قال : لولم يبق من أجلي إلاحركة شفتي بكلمة لقلت اقتلوه . ثم أمر قصاباً ففصل أعضاءه ثم أغمي عليه و افترق الناس . و لما يئس من نفسه أمر بقبره فحفر في الدار التي كان فيها و أنزل فيه قوماً قرؤا فيه القرآن حتى ختموه و هو في محفة على شفيره إليه و ينادي واسو أتاه من رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم مات و صلى عليه ابنه صالح و حضر وفاته الفضل بن الربيع و إسمعيل بن صبيح و مسرور و حسين و رشيد . و كانت خلافته ثلاثاً و عشرين سنة أو تزيد و ترك في بيت المال تسعمائة ألف ألف دينار . و لما مات الرشيد بويع الأمين في العسكر صبيحة يومه ، و المأمون يومئذ بمرو و كتب حموية مولى المهدي صاحب البريد إلى نائبه ببغداد و هو سلام أبو مسلم يعلمه بوفاة الرشيد و هنأه بالخلافة فكان أول من فعل ذلك . و كتب صالح إلى أخيه الأمين مع رجاء الخادم بوفاة الرشيد ، و بعث معه بالخاتم و البردة و القضيب ، فانتقل الأمين من قصره بالخلد إلى قصر الخلافة و صلى بالناس الجمعة و خطب ثم نعى الرشيد و عزى نفسه و الناس ، و بايعته جملة أهله و وكل سليمان بن المنصور و هو عم أبيه و أمه بأخذ البيعة على القواد و غيرهم . و وكل السندي بأخذ البيعة على الناس سواهم ، و فرق في الجند ببغداد رزق سنين . و قدمت أمه زبيدة من الرقة فلقيها الأمين بالأنبار في جمع من بغداد من الوجوه ، و كان معها خزائن الرشيد ، و كان قد كتب إلى معسكر الرشيد و هو حي مع بكر بن المعتمر لما اشتدت علة الرشيد و إلى المأمون بأخذ البيعة لهم و للمؤتمن أخيهما ، و إلى أخيه صالح بالقدوم بالعسكر و الخزائن و الأموال برأي الفضل . و إلى الفضل بالاحتفاظ على ما معه من الحرم و الأموال ، و أقر كل واحد على عمله كصاحب الشرطة و الحرس و الحجابة . و كان الرشيد قد سمع بوصول بكر بالكتاب فدعاه ليستخرجها
كان رافع بن نصر بن سيار من عظماء الجند فيما وراء النهر و كان يحيى بن الأشعث قد تزوج ببعض النساء المشهورات الجمال و تسرى عليها و أكثر ضرارها و تشوقت إلى التخلص منه ، فدس إليها رافع بن الليث بأن تحاول من يشهد عليها بالكفر لتخلص منه و تحل للأزواج ثم ترجع و تتوب ، فكان و تزوجها و شكا يحيى بن الأشعث إلى الرشيد و أطلعه على جل الأمر ، فكتب إلى علي بن عيسى أن يفرق بينهما و يقيم الحد ىعلى رافع و يطوف به في سمر قند مقيداً على حمار ليكون عظة لغيره ، ففعل ذلك و لم يجده رافع و حبس بسمرقند فهرب من الحبس و لحق بعلي بن عيسى في بلخ فهم بضرب عنقه ، فشفع فيه ابنه عيسى فأمره بالإنصراف إلى سمر قند فرجع إليها و وثب بعاملها فقتله و ملكها و ذلك سنة تسعين . فبعث علي لحربه ابنه عيسى فلقيه رافع و هزمه و قتله ، فخرج علي بن عيسى لقتله و سار من بلخ إلى مرو مخافة عليها من رافع ابن الليث . ثم كانت نكبة علي بن عيسى و ولاية هرثمة بن أعين على خراسان و كان مع رافع بن الليث جماعة من القواد ففارقوه إلى هرثمة منهم عجيف بن عنبسة و غيره . و حاصر هرثمة رافع بن الليث في سمرقند و ضايقه ، و استقدم طاهر ابن الحسين من خراسان فحضر عنده و عاث حمزة الخارجي في نواحي خراسان لخلائها من الجند ، و حمل إليه عمال هراة و سجستان الأموال . ثم خرج عبد الرحمن إلى نيسابور سنة أربع و تسعين و جمع نحواً من عشرين ألفاً ، و سار إلى حمزة فهزمه و قتل من أصحابه خلقاً و أتبعه إلى هراة حتى كتب المأمون إليه و رده عن ذلك . و كانت سنة ثلاث و تسعين بين هرثمة و بين أصحاب رافع وقعة كان الظفر فيها لهرثمة و أسر بشراً أخا رافع و بعث به إلى الرشيد و افتتح بخاري . و كان الرشيد قد سار من الرقة بعد مرجعه من الصائفة التي بنى فيها طرسوس على اعتزام خراسان لشأن رافع ، و كان قد أصابه المرض ، فاستخلف على الرقة ابنه القاسم و ضم إليه خزيمة بن خازم ، و جاء إلى بغداد . ثم سار منها إلى خراسان في شعبان سنة اثنتين و تسعين و استخلف عليها ابنه الأمين ، و أمر المأمون بالمقام معه فأشار عليه الفضل بن سهل بأن يطلب المسير مع الرشيد ، و حذره البقاء من الأمين فأسعفه الرشيد بذلك و سار معه .
وفاة الرشيد و بيعة الأمينو لما سار عن بغداد إلى خراسان بلغ جرجان في سفر سنة ثلاث و تسعين و قد اشتدت عليه ، فبعث ابنه المأمون إلى مرو جماعة من القواد عبد الله بن مالك و يحيى بن معاذ و أسد بن خزيمة و العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث و السدي و الحريشي و نعيم بن خازم ، ثم سار الرشيد إلى موسى و اشتد به الوجع و ضعف عن الحركة و ثقل فأرجف الناس بموته ، و بلغه ذلك فأراد الركوب ليراه الناس فلم يطق النهوض فقال : ردوني . و وصل إليه و هو بطوس بشير أخو رافع أسيراً بعث به هرثمة بن أعين فأحضره و قال : لولم يبق من أجلي إلاحركة شفتي بكلمة لقلت اقتلوه . ثم أمر قصاباً ففصل أعضاءه ثم أغمي عليه و افترق الناس . و لما يئس من نفسه أمر بقبره فحفر في الدار التي كان فيها و أنزل فيه قوماً قرؤا فيه القرآن حتى ختموه و هو في محفة على شفيره إليه و ينادي واسو أتاه من رسول الله صلى الله عليه و سلم . ثم مات و صلى عليه ابنه صالح و حضر وفاته الفضل بن الربيع و إسمعيل بن صبيح و مسرور و حسين و رشيد . و كانت خلافته ثلاثاً و عشرين سنة أو تزيد و ترك في بيت المال تسعمائة ألف ألف دينار . و لما مات الرشيد بويع الأمين في العسكر صبيحة يومه ، و المأمون يومئذ بمرو و كتب حموية مولى المهدي صاحب البريد إلى نائبه ببغداد و هو سلام أبو مسلم يعلمه بوفاة الرشيد و هنأه بالخلافة فكان أول من فعل ذلك . و كتب صالح إلى أخيه الأمين مع رجاء الخادم بوفاة الرشيد ، و بعث معه بالخاتم و البردة و القضيب ، فانتقل الأمين من قصره بالخلد إلى قصر الخلافة و صلى بالناس الجمعة و خطب ثم نعى الرشيد و عزى نفسه و الناس ، و بايعته جملة أهله و وكل سليمان بن المنصور و هو عم أبيه و أمه بأخذ البيعة على القواد و غيرهم . و وكل السندي بأخذ البيعة على الناس سواهم ، و فرق في الجند ببغداد رزق سنين . و قدمت أمه زبيدة من الرقة فلقيها الأمين بالأنبار في جمع من بغداد من الوجوه ، و كان معها خزائن الرشيد ، و كان قد كتب إلى معسكر الرشيد و هو حي مع بكر بن المعتمر لما اشتدت علة الرشيد و إلى المأمون بأخذ البيعة لهم و للمؤتمن أخيهما ، و إلى أخيه صالح بالقدوم بالعسكر و الخزائن و الأموال برأي الفضل . و إلى الفضل بالاحتفاظ على ما معه من الحرم و الأموال ، و أقر كل واحد على عمله كصاحب الشرطة و الحرس و الحجابة . و كان الرشيد قد سمع بوصول بكر بالكتاب فدعاه ليستخرجها
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
سنة فجحدها فضربه و حبسه . ثم مات الرشيد و أحضره الفضل فدفعها إليه و لما قرؤا الكتاب تشاوروا في اللحاق بالأمين و ارتحل الفضل بالناس لهواهم في وطنهم تركوا عهود المأمون . فجمع المأمون من كان عنده من قواد أبيه و هم عبد الله بن مالك و يحيى بن معاذ و شبيب بن حميد بن قحطبة و العلاء مولى الرشيد و كان على حجابته و العباس بن المسيب بن زهير و كان على شرطته و أيوب بن أبي سمير و هو على كتابته و عبد الرحمن بن عبد الملك ابن صالح و ذو الرياستين الفضل بن سهل و هو أخصهم به و أحظاهم عنده ، فأشار بعضهم أن يركب في أثرهم و يردوهم و منعه الفضل من ذلك و قال : أخشى عليك منهم و لكن تكتب و ترسل رسولك إليهم تذكرهم البيعة و الوفاء ، و تحذرهم الحنث ، فبعث سهل بن صاعد و نوفلاً الخادم بكتابه إليهم بنيسابور فقرأ الفضل كتابة و قال : أنا واحد من الجند . و شد عبد الرحمن برجليه على سهل ليطعنه بالرمح و قال : رلم كان صاحبك حاضراً لوضعته فيه و سب المأمون و انصرفوا ، و رجع سهل و نوفل بالخبر إلى المأمون فقال له الفضل بن سهل . هؤلاء أعداء استرحت منهم و أنت بخراسان ، و قد خرج بها المقنع و بعده يوسف البر فتضعضعت لهما الدولة ببغداد ، و أنت رأيت عند خرج رافع بن الليث كيف كان الحال ، و أنت اليوم نازل في أخوالك و بيعتك في أعناقهم ، فاصبر و أنا أضمن لك الخلافة . فقال المأمون : قد فعلت و جعلت الأمر إليك فقال : إن عبد الله بن مالك و القواد أنفع مني لشهرتهم و قوتهم و أنا خادم لمن يقوم بأمرك منهم حتى ترى رأيك . و جاءهم الفضل في منازلهم و عرض عليهم البيعة للمأمون ، فمنهم من امتنع منهم من طرده ، فرجع
إلى المأمون و أخبره فقال أنت بالأمر و أشار عليه الفضل أن يبعث على الفقهاء و يدعوهم إلى الحق و العمل به و إحياء السنة و رد المظالم و يعقد على الصفوف ففعل جميع ذلك ، و أكرم القواد . و كان يقول للتميمي نقيمك مقام موسى ابن كعب و للربعي مكان أبي داود و خالد بن إبراهيم ، و لليماني مكان قحطبة و مالك بن الهيثم ، و كل هؤلاء نقباء الدولة . و وضع عن خراسان ربع الخراج فاغتبط به أهلها و قالوا : ابن أختنا و ابن عم نبينا . و أقام المأمون يتولى ما كان بيده من خراسان و الري و أهدى إلى الأمين و كتب إليه و عظمه . ثم إن الأمين عزل لأول ولايته أخاه القاسم المؤتمن عن الجزيرة و استعمل عليها خزيمة بن خازم و أقر المؤتمن على قنسرين و العواصم . و كان على مكة داود بن عيسى بن موسى ابن محمد ، و على حمص إسحق بن سليمان فخالف عليه أهل حمص و انتقل عنهم إلى سلمية فعزله الأمين و ولى مكانه عبد الله بن سعيد الحريشي ، فقتل عدة منهم و حبس عدة ، و اضرم النار في نواحيها ، و سألوا الأمان فأجابهم ، ثم انتقضوا فقتل عدة منهم ثم ولى عليهم إبراهيم بن العباس .
أخبار رافع و ملوك الروم
و في سنة ثلاث و تسعين دخل هرثمة بن أعين سمرقند و ملكها و قام بها و معه طاهر ابن الحسين فاستجاش رافع بالترك فأتوه بهم . ثم انصرفوا و ضعف أمره ، و بلغه الحسن سيرة المأمون فطلب الأمان و حضر عند المأمون فأكرمه . ثم قدم هرثمة على المأمون فولاه الحرس و أنكر الأمين ذلك كله . و في هذه السنة قتل يقفور ملك الروم في حرب برجان لسبع سنين من ملكه ، و ملك بعده ابنه استبراق و كان جرياً فمات لشهرين و ملك بعده صهره على أخته ميخاييل بن جرجيس ، و وثب عليه الروم سنة أربع و تسعين بعد اثنتين من ملكه فهرب و ترهب و ولوا بعده إليوق القائد .
إلى المأمون و أخبره فقال أنت بالأمر و أشار عليه الفضل أن يبعث على الفقهاء و يدعوهم إلى الحق و العمل به و إحياء السنة و رد المظالم و يعقد على الصفوف ففعل جميع ذلك ، و أكرم القواد . و كان يقول للتميمي نقيمك مقام موسى ابن كعب و للربعي مكان أبي داود و خالد بن إبراهيم ، و لليماني مكان قحطبة و مالك بن الهيثم ، و كل هؤلاء نقباء الدولة . و وضع عن خراسان ربع الخراج فاغتبط به أهلها و قالوا : ابن أختنا و ابن عم نبينا . و أقام المأمون يتولى ما كان بيده من خراسان و الري و أهدى إلى الأمين و كتب إليه و عظمه . ثم إن الأمين عزل لأول ولايته أخاه القاسم المؤتمن عن الجزيرة و استعمل عليها خزيمة بن خازم و أقر المؤتمن على قنسرين و العواصم . و كان على مكة داود بن عيسى بن موسى ابن محمد ، و على حمص إسحق بن سليمان فخالف عليه أهل حمص و انتقل عنهم إلى سلمية فعزله الأمين و ولى مكانه عبد الله بن سعيد الحريشي ، فقتل عدة منهم و حبس عدة ، و اضرم النار في نواحيها ، و سألوا الأمان فأجابهم ، ثم انتقضوا فقتل عدة منهم ثم ولى عليهم إبراهيم بن العباس .
أخبار رافع و ملوك الروم
و في سنة ثلاث و تسعين دخل هرثمة بن أعين سمرقند و ملكها و قام بها و معه طاهر ابن الحسين فاستجاش رافع بالترك فأتوه بهم . ثم انصرفوا و ضعف أمره ، و بلغه الحسن سيرة المأمون فطلب الأمان و حضر عند المأمون فأكرمه . ثم قدم هرثمة على المأمون فولاه الحرس و أنكر الأمين ذلك كله . و في هذه السنة قتل يقفور ملك الروم في حرب برجان لسبع سنين من ملكه ، و ملك بعده ابنه استبراق و كان جرياً فمات لشهرين و ملك بعده صهره على أخته ميخاييل بن جرجيس ، و وثب عليه الروم سنة أربع و تسعين بعد اثنتين من ملكه فهرب و ترهب و ولوا بعده إليوق القائد .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
الفتنة بين الأمين و المأمون
و لما قدم الفضل بن الربيع على الأمين و نكث عهد المأمون خشي غائلته ، فأجمع قطع علائقه من الأمور و أغرى الأمين بخلعه و البيعة للعهد لابنه موسى ، و وافقه في ذلك علي بن عيسى بن ماهان و السندي و غيرهما ممن يخشى المأمون . و خالفهم خزيمة بن خازم و أخوه عبد الله و ناشدوا الأمين في الكف عن ذلك و أن لا يحمل الناس على نكث العهود فيطرقهم لنكث عهده . ولج الأمين في ذلك ، و بلغه أن المأمون عزل العباس بن عبد الله بن مالك عن الري و أنه ولى هرثمة بن أعين على الحرس و أن رافع بن الليث أستأمن له فآمنه و سار في جملته فكتب إلى العمال بالدعاء لموسى ابنه بعد الدعاء للمأمون و المؤتمن ، فبلغ ذلك المأمون فأسقط اسم الأمين من الطرد و قطع البريد عنه . و أرسل الأمين إليه العباس بن موسى بن عيسى و خاله عيسى بن جعفر بن المنصور و صالحا الموصل ، و محمد بن عيسى بن نهيك يطلب منه تقديم ابنه موسى عليه في العهد و يستقدمه . فلما قدموا على المأمون استشار كبراء خراسان فقالوا : إنما بيعتنا لك على أن لا تخرج من خراسان فأحضر الوفد و أعلمهم بامتناعه مما جاؤا فيه . و استعمل الفضل بن سهل العباس بن موسى ليكون عيناً لهم عند الأمين ففعل ، و كانت كتبه تأتيهم بالأخبار . و لما رجع الوفد عاودوه بطلب بعض كور خراسان و أن يكون له بخراسان صاحب بريد يكاتبه ، فامتنع المأمون من ذلك و أوعد إلى قعوده بالري و نواحيها يضبط الطرق و ينقذها من غوائل الكتب و العيون ، وهو مع ذلك يتخوف عاقبة الخلاف . و كان خاقان ملك التبت قد التوى عليه و جيفونة فارق الطاعة ، و ملوك الترك منعوا الضريبة ، فخشي المأمون ذلك و حفظ عليه الأمر بأن يولى خاقان و جيفونة بلادهما ، و يوادع ملك كابل ،و يترك الضربية لملوك الترك الآخرين . و قال له بعد ذلك ثم أضرب الخيل بالخيل و الرجال بالرجال فإن ظفرت و إلا لحقت بخاقان مستجيراً فقبل إشارته و فعلها ، و كتب إلى الأمين يخادعه بأنه عامله على هذا الثغر الذي أمره الرشيد بلزومه و أن مقامه به أشد غناء و يطلب إعفاء من الشخوص إليه ، فعلم الأمين أنه لا يتابعه على مراده فخلعه و بايع لولده في أوئل سنة خمس و تسعين و سماه الناطق بالحق ، و قطع ذكر المأمون و المؤتمن من المنابر و جعل ولده موسى في حجر علي بن عيسى و على شرطته محمد بن عيسى بن نهيك و على حرسه أخوه عيسى ، و على رسائله صاحب القتلى . و كان يدعى له على المنابر و لابنه الآخر عبد الله و لقبه القائم بالحق ، و أرسل إلى الكعبة من جاء بكتابي العهد للأمين و المأمون اللذين وضعهما الرشيد هنالك ، و سارت الكتب من ذلك إلى المأمون ببغداد من عيونه بها ، فقال المأمون : هذه أمور أخبر الرائي عنها و كفاني أنا أن أكون مع الحق و بعث الفضل بن سهل إلى جند الري بالأقوات و الإحسان ، و جمع إليهم من كان بأطرافهم . ثم بعث على الري طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق أسعد الخزاعي أبا العباس أميراً و ضم إليه القواد و الأجناد فنزلها و وضع المسالح و المراصد ، و بعث الأمين عصمة بن حماد بن سالم إلى همذان في ألف رجل ، و أمره أن يقيم بهمذان و يبعث مقدمته إلى ساوة .
خروج ابن ماهان لحرب طاهر و مقتلهثم جهز الأمين علي بن ماهان إلى خراسان لحرب المأمون ، يقال دس بذلك الفضل ابن سهل العين له عند الفضل بن الربيع ، فأشار به عليهم لما في نفوس أهل خراسان من النفرة عن ابن ماهان فجدوا في حربه . و يقال حرض أهل خراسان على الكتب إلى ابن ماهان و مخادعته إن جاء . فأمره الأمين بالمسير و أقطعه نهاوند و همذان و قم و أصبهان و سائر كور الجبل حرباً و خراجاً ، و حكمه في الخزائن و أعطاه الأموال و جهز معه خمسين ألف فارس . و كتب إلى أبي دلف القاسم بن عيسى بن إدريس العجلي و هلال بن عبد الله الحضرمي في الإنضمام ، و ركب إلى باب زبيدة ليودعها فأوصته بالمأمون بغاية ما يكون أن يوصى به ، و أنه بمنزلة ابنها في الشفقة و الموصلة و ناولته قيداً من فضة و قالت له : إن سار إليك فقيده به مع المبالغة في البرد و الأدب معه . ثم سار علي بن عيسى من بغداد في شعبان و ركب الأمين يشيعه في القواد و الجنود ولم ير عسكر مثل عسكره . و لقي السفر بالسابلة فأخبروه أن طاهرا بالري يعرض أصحابه ، و هو مستعد للقتال . و كتب إلى ملوك الديلم و طبرستان يعدهم و يمنيهم ، و أهدى لهم التيجان و الأسورة على أن يقطعوا الطريق عن خراسان فأجابوا ، و نزل أول بلاد الري فأشار عليه أصحابه باذكاء العيون و الطلائع ، و التحصن بالخندق فقال : مثل طاهر لا يستعد له ، و هو إما أن يتحصن بالري فيثب إليه أهلها ، و إما أن يفر إذا قربت منه خيلنا . و لما كان من الري على عشرة فراسخ استشار أصحاب طاهر في لقائه فمالوا إلى التحصن بالري فقال : أخاف أن يثب بنا أهلها . و خرج
و لما قدم الفضل بن الربيع على الأمين و نكث عهد المأمون خشي غائلته ، فأجمع قطع علائقه من الأمور و أغرى الأمين بخلعه و البيعة للعهد لابنه موسى ، و وافقه في ذلك علي بن عيسى بن ماهان و السندي و غيرهما ممن يخشى المأمون . و خالفهم خزيمة بن خازم و أخوه عبد الله و ناشدوا الأمين في الكف عن ذلك و أن لا يحمل الناس على نكث العهود فيطرقهم لنكث عهده . ولج الأمين في ذلك ، و بلغه أن المأمون عزل العباس بن عبد الله بن مالك عن الري و أنه ولى هرثمة بن أعين على الحرس و أن رافع بن الليث أستأمن له فآمنه و سار في جملته فكتب إلى العمال بالدعاء لموسى ابنه بعد الدعاء للمأمون و المؤتمن ، فبلغ ذلك المأمون فأسقط اسم الأمين من الطرد و قطع البريد عنه . و أرسل الأمين إليه العباس بن موسى بن عيسى و خاله عيسى بن جعفر بن المنصور و صالحا الموصل ، و محمد بن عيسى بن نهيك يطلب منه تقديم ابنه موسى عليه في العهد و يستقدمه . فلما قدموا على المأمون استشار كبراء خراسان فقالوا : إنما بيعتنا لك على أن لا تخرج من خراسان فأحضر الوفد و أعلمهم بامتناعه مما جاؤا فيه . و استعمل الفضل بن سهل العباس بن موسى ليكون عيناً لهم عند الأمين ففعل ، و كانت كتبه تأتيهم بالأخبار . و لما رجع الوفد عاودوه بطلب بعض كور خراسان و أن يكون له بخراسان صاحب بريد يكاتبه ، فامتنع المأمون من ذلك و أوعد إلى قعوده بالري و نواحيها يضبط الطرق و ينقذها من غوائل الكتب و العيون ، وهو مع ذلك يتخوف عاقبة الخلاف . و كان خاقان ملك التبت قد التوى عليه و جيفونة فارق الطاعة ، و ملوك الترك منعوا الضريبة ، فخشي المأمون ذلك و حفظ عليه الأمر بأن يولى خاقان و جيفونة بلادهما ، و يوادع ملك كابل ،و يترك الضربية لملوك الترك الآخرين . و قال له بعد ذلك ثم أضرب الخيل بالخيل و الرجال بالرجال فإن ظفرت و إلا لحقت بخاقان مستجيراً فقبل إشارته و فعلها ، و كتب إلى الأمين يخادعه بأنه عامله على هذا الثغر الذي أمره الرشيد بلزومه و أن مقامه به أشد غناء و يطلب إعفاء من الشخوص إليه ، فعلم الأمين أنه لا يتابعه على مراده فخلعه و بايع لولده في أوئل سنة خمس و تسعين و سماه الناطق بالحق ، و قطع ذكر المأمون و المؤتمن من المنابر و جعل ولده موسى في حجر علي بن عيسى و على شرطته محمد بن عيسى بن نهيك و على حرسه أخوه عيسى ، و على رسائله صاحب القتلى . و كان يدعى له على المنابر و لابنه الآخر عبد الله و لقبه القائم بالحق ، و أرسل إلى الكعبة من جاء بكتابي العهد للأمين و المأمون اللذين وضعهما الرشيد هنالك ، و سارت الكتب من ذلك إلى المأمون ببغداد من عيونه بها ، فقال المأمون : هذه أمور أخبر الرائي عنها و كفاني أنا أن أكون مع الحق و بعث الفضل بن سهل إلى جند الري بالأقوات و الإحسان ، و جمع إليهم من كان بأطرافهم . ثم بعث على الري طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق أسعد الخزاعي أبا العباس أميراً و ضم إليه القواد و الأجناد فنزلها و وضع المسالح و المراصد ، و بعث الأمين عصمة بن حماد بن سالم إلى همذان في ألف رجل ، و أمره أن يقيم بهمذان و يبعث مقدمته إلى ساوة .
خروج ابن ماهان لحرب طاهر و مقتلهثم جهز الأمين علي بن ماهان إلى خراسان لحرب المأمون ، يقال دس بذلك الفضل ابن سهل العين له عند الفضل بن الربيع ، فأشار به عليهم لما في نفوس أهل خراسان من النفرة عن ابن ماهان فجدوا في حربه . و يقال حرض أهل خراسان على الكتب إلى ابن ماهان و مخادعته إن جاء . فأمره الأمين بالمسير و أقطعه نهاوند و همذان و قم و أصبهان و سائر كور الجبل حرباً و خراجاً ، و حكمه في الخزائن و أعطاه الأموال و جهز معه خمسين ألف فارس . و كتب إلى أبي دلف القاسم بن عيسى بن إدريس العجلي و هلال بن عبد الله الحضرمي في الإنضمام ، و ركب إلى باب زبيدة ليودعها فأوصته بالمأمون بغاية ما يكون أن يوصى به ، و أنه بمنزلة ابنها في الشفقة و الموصلة و ناولته قيداً من فضة و قالت له : إن سار إليك فقيده به مع المبالغة في البرد و الأدب معه . ثم سار علي بن عيسى من بغداد في شعبان و ركب الأمين يشيعه في القواد و الجنود ولم ير عسكر مثل عسكره . و لقي السفر بالسابلة فأخبروه أن طاهرا بالري يعرض أصحابه ، و هو مستعد للقتال . و كتب إلى ملوك الديلم و طبرستان يعدهم و يمنيهم ، و أهدى لهم التيجان و الأسورة على أن يقطعوا الطريق عن خراسان فأجابوا ، و نزل أول بلاد الري فأشار عليه أصحابه باذكاء العيون و الطلائع ، و التحصن بالخندق فقال : مثل طاهر لا يستعد له ، و هو إما أن يتحصن بالري فيثب إليه أهلها ، و إما أن يفر إذا قربت منه خيلنا . و لما كان من الري على عشرة فراسخ استشار أصحاب طاهر في لقائه فمالوا إلى التحصن بالري فقال : أخاف أن يثب بنا أهلها . و خرج
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
فعسكر على خمسة فراسخ منها في أقل من أربعة آلاف فارس . و أشار عليه أحمد بن هشام كبير جند خراسان أن ينادي بخلع الأمين و بيعة المأمون لئلا يخادعه علي بن عيسى بطاعة الأمين و أنه عامله ففعل ، و قال علي لأصحابه بادروهم فإنهم قليل و لا يصبرون على حد السيوف و طعن الرماح ، و أحكم تعبية جنده و قدم بين يديه عشر رايات مع كل راية ألف رجل ، و بين كل رايتين غلوة سهم ليقتاتلوا نوباً . و عبى طاهر أصحابه كراديس و حرضهم و أوصاهم ، و هرب من أصحابه طاهر جماعة فجلدهم علي و أهانهم ، فأقصر الباقون و جدوا في قتاله . و أشار أحمد بن هشام على طاهر بأن يرفع كتاب البيعة على رمح و يذكر علي بن عيسى بها نكثه . ثم اشتد القتال و حملت ميمنة علي فانهزمت ميسرة طاهر و كذلك ميسرته على ميمنة طاهر فأزالوها ، و اعتمد طاهر القلب فهزموهم و رجعت المجنبتان منهزمة و انتهت الهزيمة إلى علي و هو ينادي بأصحابه فرماه رجل من أصحابه طاهر بسهم فقتله و جاء برأسه إلى طاهر ، و حمل شلوه على خشبة و ألقي في بئر بأمر طاهر . و اعتق طاهر جميع غلمانه شكراً لله و تمت الهزيمة . و اتبعهم أصحاب طاهر فرسخين واقفوهم فيها اثنتين عشرة مرة يقتلونهم في كلها و يأسرونهم حتى جن الليل بينهم . و رجع طاهر إلى الري و كتب إلى الفضل : كتابي إلى أمير المؤمنين و رأس علي بين يدي و خاتمه في إصبعي ، و جنده متصرفون تحت أمري و السلام . و ورد الكتاب على البريد في ثلاثة أيام فدخل الفضل على المأمون و هنأه بالفتح و دخل الناس فسلموا عليه بالخلافة و وصل رأس علي بعدها بيومين و طيف به خراسان ، و وصل الخبر إلى الأمين بمقتل علي هزيمة العسكر فأحضر الفضل بن الربيع وكيل المأمون ببغداد و هو نوفل الخادم فقبض ما بيده من ضياعه و غلاته و خمسين ألف ألف درهم كان الرشيد وصاه بها و ندم الأمين على فعله ، و سعت الجند و القواد في طلب الأرزاق فهم عبد الله بن حاتم بقتالهم فمنعه الأمين و فرق فيهم أموالاً .
مسير ابن جبلة غلى طاهر و مقتله
و لما قتل علي بن عيسى بعث الأمين عبد الرحمن بن الأنباري في عشرين ألف فارس إلى همذان ، و ولاه عليها و على كل ما يفتحه من بلاد خراسان و أمده بالمال ، فسار إلى همذان و حصنها و جاءه طاهر فبرز إليه و لقيه ، فهزمه إلى البلد . ثم خرج عبد الرحمن ثانية فانهزم إلى المدينة و حاصره طاهر حتى ضجر منه أهل المدينة و طلب الأمان من طاهر و خرج من همذان . و كان طاهر عند نزوله عليها قد خشى من صاحب قزوين أن يأتيه من ورائه فجهز العسكر على همذان و سار إلى قزوين في ألف فارس ففر عاملها و ملكها ثم ملك همذان و سار أعمال الجبل و أقام عبد الرحمن بن جبلة في أمانه . ثم أصاب منه بعض الأيام غرة فركب و هجم عليه في عسكر فقاتله طاهر أشد القتال حتى انهزم أصحابه و قتل و لحق فلهم بعبد الله و أحمد ابني الحريشي في عسكر عظيم بعثهما الأمين مدداً لعبد الرحمن فانهزموا جميعاً إلى بغداد . و أقبل طاهر نحو البلاد و حده و أخذه إلى حلوان فخندق بها و جمع أصحابه .
بيعة المأمون
و أمر المأمون عندها بأن يخطب له على المنابر و يخاطب بأمير المؤمنين و عقد للفضل بن سهل على المشرق كله من جبل همذان إلى البيت طولاً و من بحر فارس إلى بحر الديلم و جرجان عرضاً و حمل له عماله ثلاثة آلاف ألف درهم . و عقد له لواء ذا شعبتين و لقبه ذا الرياستين يعني الحرب و العلم ، و حمل اللواء علي بن هشام ، و حمل العلم نعيم بن حازم و ولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج .
ظهور السفيانيهو علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية و يلقب أبا العميطر لأنه زعم أنها كنية الحردون فلقبوه بها ، و كانت أمه نفيسه بنت عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب و كان يقول أنا ابن شيخي صفين يعني علياً و معاوية ، و كان من بقايا بني أمية بالشام و كان من أهل العلم و الرواية فادعى لنفسه بالخلافة آخر سنة خمس و تسعين و أعانه الخطاب بن وجه العلس مولى بني أمية ، كان متغلباً على صيدا فملك دمشق من يد سليمان بن المنصور ، و كان أكثر أصحابه من كلب . و كتب إلى محمد بن صالح بن بيهس يدعوه و يتهدده فأعرض عنه و قصد السفياني القيسية فاستجاشوا بمحمد بن صالح فجاءهم في ثلثمائة فارس من الصبات و مواليه . و بعث السفياني يزيد بن هشام للقائهم في اثنتي عشر ألفاً فانهزم يزيد و قتل من أصحابه ألفان و أسر ثلاثة آلاف أطلقهم ابن بيهس و حلقهم . ثم جمع جمعاً مع ابنه القاسم و خرجوا إلى ابن بيهس فانهزموا و قتل القاسم و بعث برأسه إلى الأمين . ثم جمع جمعاً آخر و خرجوا مع مولاه المعتمر فانهزموا و قتل المعتمر فوهن أمر السفياني و طمعت فيه قيس . ثم إن ابن بيهس مرض فجمع رؤساء بني نمير و أوصاهم بيعة مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعد بن مسلمة عبد الملك بالخلافة . و قال لهم : تولوه و كيدوا به السفياني فإنكم لا تتقون بأهل بيته . و عاد ابن بيهس إلى حوران و اجتمعت نمير على مسلمة فبايعوه فقتل منهم و جمع مواليه و دخل على السفياني فقيده و حبس رؤساء بني أمية ، و أدنى القيسية و جعلهم بطانة . و أفاق ابن بيهس من مرضه فجاء إلى دمشق و حاصرها و
مسير ابن جبلة غلى طاهر و مقتله
و لما قتل علي بن عيسى بعث الأمين عبد الرحمن بن الأنباري في عشرين ألف فارس إلى همذان ، و ولاه عليها و على كل ما يفتحه من بلاد خراسان و أمده بالمال ، فسار إلى همذان و حصنها و جاءه طاهر فبرز إليه و لقيه ، فهزمه إلى البلد . ثم خرج عبد الرحمن ثانية فانهزم إلى المدينة و حاصره طاهر حتى ضجر منه أهل المدينة و طلب الأمان من طاهر و خرج من همذان . و كان طاهر عند نزوله عليها قد خشى من صاحب قزوين أن يأتيه من ورائه فجهز العسكر على همذان و سار إلى قزوين في ألف فارس ففر عاملها و ملكها ثم ملك همذان و سار أعمال الجبل و أقام عبد الرحمن بن جبلة في أمانه . ثم أصاب منه بعض الأيام غرة فركب و هجم عليه في عسكر فقاتله طاهر أشد القتال حتى انهزم أصحابه و قتل و لحق فلهم بعبد الله و أحمد ابني الحريشي في عسكر عظيم بعثهما الأمين مدداً لعبد الرحمن فانهزموا جميعاً إلى بغداد . و أقبل طاهر نحو البلاد و حده و أخذه إلى حلوان فخندق بها و جمع أصحابه .
بيعة المأمون
و أمر المأمون عندها بأن يخطب له على المنابر و يخاطب بأمير المؤمنين و عقد للفضل بن سهل على المشرق كله من جبل همذان إلى البيت طولاً و من بحر فارس إلى بحر الديلم و جرجان عرضاً و حمل له عماله ثلاثة آلاف ألف درهم . و عقد له لواء ذا شعبتين و لقبه ذا الرياستين يعني الحرب و العلم ، و حمل اللواء علي بن هشام ، و حمل العلم نعيم بن حازم و ولى أخاه الحسن بن سهل ديوان الخراج .
ظهور السفيانيهو علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية و يلقب أبا العميطر لأنه زعم أنها كنية الحردون فلقبوه بها ، و كانت أمه نفيسه بنت عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب و كان يقول أنا ابن شيخي صفين يعني علياً و معاوية ، و كان من بقايا بني أمية بالشام و كان من أهل العلم و الرواية فادعى لنفسه بالخلافة آخر سنة خمس و تسعين و أعانه الخطاب بن وجه العلس مولى بني أمية ، كان متغلباً على صيدا فملك دمشق من يد سليمان بن المنصور ، و كان أكثر أصحابه من كلب . و كتب إلى محمد بن صالح بن بيهس يدعوه و يتهدده فأعرض عنه و قصد السفياني القيسية فاستجاشوا بمحمد بن صالح فجاءهم في ثلثمائة فارس من الصبات و مواليه . و بعث السفياني يزيد بن هشام للقائهم في اثنتي عشر ألفاً فانهزم يزيد و قتل من أصحابه ألفان و أسر ثلاثة آلاف أطلقهم ابن بيهس و حلقهم . ثم جمع جمعاً مع ابنه القاسم و خرجوا إلى ابن بيهس فانهزموا و قتل القاسم و بعث برأسه إلى الأمين . ثم جمع جمعاً آخر و خرجوا مع مولاه المعتمر فانهزموا و قتل المعتمر فوهن أمر السفياني و طمعت فيه قيس . ثم إن ابن بيهس مرض فجمع رؤساء بني نمير و أوصاهم بيعة مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعد بن مسلمة عبد الملك بالخلافة . و قال لهم : تولوه و كيدوا به السفياني فإنكم لا تتقون بأهل بيته . و عاد ابن بيهس إلى حوران و اجتمعت نمير على مسلمة فبايعوه فقتل منهم و جمع مواليه و دخل على السفياني فقيده و حبس رؤساء بني أمية ، و أدنى القيسية و جعلهم بطانة . و أفاق ابن بيهس من مرضه فجاء إلى دمشق و حاصرها و
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
سلمها له القيسية في محرم سنة ثمان و تسعين و هرب مسلمة و السفياني إلى المزة و ملك ابن بيهس دمشق إلى أن قدم عبد الله بن طاهر دمشق و سار إلى مصر ثم عاد إليها فاحتمل ابن بيهس معه إلى العراق و مات بها .
مسير الجيوش إلى طاهر و رجوعهم بلا قتال
و لما قتل عبد الرحمن بن جبلة أرسل الفضل بن الربيع إلى أسد بن يزيد بن مزيد و دعاه لحرب طاهر بعد أن ولي الأمين الخلافة ، و شكر لأسد فضل الطاعة و النصيحة و شدة البأس و يمن التقية ، و طلب منه أرزاق الجند من المال لسنة ، و ألف فرس تحمل من معه بعد إزاحته عللهم بالأموال ، و أن لا يطلب بحسبان ما يفتتح . فقال قد أشططت و لا بد من مناظرة أمير المؤمنين ثم ركب و دخل على الأمين فأمره بحبسه ، و قيل إنه طلب ولدي المأمون كانا عند أمهما ابنه الهادي ببغداد بحملهما معه ، فإن أطاعه المأمون و إلا قتلهما . فغضب الأمين لذلك و حبسه ، و استدعى عبد الله بن حميد بن قحطبة فاشتط و كذلك فاستدعى أحمد بن مزيد و اعتذر له عبس أسد و بعثه لحرب طاهر ، و أمر الفضل بأن يجهز له عشرين ألف فارس و شفع في أسد ابن أخيه فأطلقه . ثم سار و سار معه عبد الله بن حميد بن قحطبة في عشرين الفاً أخرى ، و انتهوا إلى حلوان و أقاموا و طاهر بموضعه و دس المرجفين في عسكرهم بأن العطاء و المنع ببغداد و الجند و يقبضون أرزاقهم . حتى مشى الجند بعضهم إلى بعض ، و اختلفوا و اقتتلوا و رجعوا من غير لقاء . و تقدم طاهر فنزل حلوان و جاءه هرثمة في جيش من عند المأمون و معه كتاب بأن يسلم إلى هرثمة ما ملكه من المدن و يتقدم إلى الأهواز ففعل ذلك .
أمر عبد الملك بن صالح و موته
قد تقدم لنا حبس عبد الملك بن صالح إلى أن مات الرشيد و أخرجه الأمين ، و لما كان أمر طاهر جاء عبد الملك إلى الأمين و أشار عليه بأن يقدم أهل الشام لحربه ، فهم أجرأ من أهل العراق و أعظم نكاية في العدو ، و ضمن طاعتهم بذلك ، فولاه الأمين أهل الشام و الجزيرة و قر له بالمال و الرجال و استحثه ، فسار إلى الرقة و كاتب أهل الشام فتسالموا إليه فأكرمهم و خلع عليهم و كثرت جموعه . ثم مرض و اشتد مرضه و وقعت فتنة في عسكره بين الخراسانيين و أهل الشام بسبب دابة أخذت لبعضهم في وقعة سليمان بن أبي جعفر و عرفها عند أهل الشام ، فقتتلوا و أرسل إليهم عبد الملك بالقتل فلم يقتلوا ، و كثر القتل و أظهر عبد الملك النضرة للشاميين و انتقض الحسين ابن علي للخراسانيين ، و تنادى الناس بالرجوع إلى بلادهم فمضى أهل حمص و قبائل كلب فانهزم أهل الشام و أقام عبد الملك بن صالح بالرقة ، توفي بها .
خلع الأمين و أعادته
و لما مات عبد الملك بن صالح نادى الحسين بن علي في الجند بالرحيل إلى بغداد و قدمها فلقيه القواد و وجوه الناس و دخل منزله و استدعاه الأمين من جوف الليل فامتنع و أصبح ، فوافى باب الجسر و أغراهم بخلع الأمين و حذرهم من نكثة ثم أمرهم بعبور الجسر فعبروا و لقيه أصحاب الأمين فانهزموا ، ذلك منتصف رجب سنة ست ، و أخذ البيعة للمأمون من الغد و وثب العباس بن عيسى بن موسى بالأمين فأخرجه من قصر الخلد و حبسه بقصر المنصور و معه أمه زبيدة ، فلما كان من الغد طلب الناس أرزاقهم من الحسين و ماج بعضهم في بعض ، و قام محمد بن أبي خالد فنكر استداد الحسين بخلع الأمين و ليس بذي منزلة و لا حسب و لا نسب و لا غنائم . و قال أسد الحربي قد ذهب أقوام بخلع الأمين فاذهبوا أنتم بفكه يا معشر الحربية ، فرجع الناس على أنفسهم باللائمة و قالوا ما قتل قوم خليفتهم إلا سلط الله عليهم السيف . ثم نهضوا إلى الحسين و تبعهم أهل الأرض فقاتلوه قتالاً شديداً و أسروه و دخل أسد الحربي إلى الأمين و كسر قيوده و أجلسه على أريكته ، و أمرهم الأمين بلبس السلاح فانتهبه الغوغاء و جيء بالحسين إليه أسيراً ، فاعتذر إليه و أطلقهم و أمره بجمع الجند و المسير إلى طاهر و خلع عليه ما وراء بابه و وقف الناس يهنئونه بباب الجسر حتى إذا خف عنه الناس قطع الجسر و هرب . و ركب الجند في طلبه و أدركوه على فرسخ من بغداد و قتلوه و جاؤا برأسه إلى الأمين و اختفى الفضل بن الربيع عند ذلك فلم يوقف له على خبر .
استلاء طاهر على البلادو لما جاء كتاب المأمون بالمسير إلى الأهواز قدم إليها الحسين بن عمر الرستمي و سار في أثره و أتته عيونه بأن محمد بن يزيد بن حاتم قد توجه من قبل الأمين في جند ليحمي الأهواز من أصحابه طاهر ، فبعث من أصحابه محمد بن طالوت و محمد بن العلاء و العباس بن بخارا خذاه مدداً للرستمي . ثم أمدهم بقريش بن شبل ثم سار بنفسه حتى كان قريباً منهم و أشرفوا على محمد بن يزيد مكرم و قد أشار إليه أصحابه بالرجوع إلى الأهواز و التحصن بها حتى تأتيه قومه الأزد من البصرة ، فرجع طاهر قريش شبل باتباعه قبل أن يتحصن بالأهواز ، فخرج لذلك وفاته محمد بن يزيد إلى الأهواز و جاء على أثره فاقتتلوا قتالاً شديداً ، و فر أصحاب محمد و استمات هو و مواليه حتى قتلوا . و ملك طاهر الأهواز و ولى على
مسير الجيوش إلى طاهر و رجوعهم بلا قتال
و لما قتل عبد الرحمن بن جبلة أرسل الفضل بن الربيع إلى أسد بن يزيد بن مزيد و دعاه لحرب طاهر بعد أن ولي الأمين الخلافة ، و شكر لأسد فضل الطاعة و النصيحة و شدة البأس و يمن التقية ، و طلب منه أرزاق الجند من المال لسنة ، و ألف فرس تحمل من معه بعد إزاحته عللهم بالأموال ، و أن لا يطلب بحسبان ما يفتتح . فقال قد أشططت و لا بد من مناظرة أمير المؤمنين ثم ركب و دخل على الأمين فأمره بحبسه ، و قيل إنه طلب ولدي المأمون كانا عند أمهما ابنه الهادي ببغداد بحملهما معه ، فإن أطاعه المأمون و إلا قتلهما . فغضب الأمين لذلك و حبسه ، و استدعى عبد الله بن حميد بن قحطبة فاشتط و كذلك فاستدعى أحمد بن مزيد و اعتذر له عبس أسد و بعثه لحرب طاهر ، و أمر الفضل بأن يجهز له عشرين ألف فارس و شفع في أسد ابن أخيه فأطلقه . ثم سار و سار معه عبد الله بن حميد بن قحطبة في عشرين الفاً أخرى ، و انتهوا إلى حلوان و أقاموا و طاهر بموضعه و دس المرجفين في عسكرهم بأن العطاء و المنع ببغداد و الجند و يقبضون أرزاقهم . حتى مشى الجند بعضهم إلى بعض ، و اختلفوا و اقتتلوا و رجعوا من غير لقاء . و تقدم طاهر فنزل حلوان و جاءه هرثمة في جيش من عند المأمون و معه كتاب بأن يسلم إلى هرثمة ما ملكه من المدن و يتقدم إلى الأهواز ففعل ذلك .
أمر عبد الملك بن صالح و موته
قد تقدم لنا حبس عبد الملك بن صالح إلى أن مات الرشيد و أخرجه الأمين ، و لما كان أمر طاهر جاء عبد الملك إلى الأمين و أشار عليه بأن يقدم أهل الشام لحربه ، فهم أجرأ من أهل العراق و أعظم نكاية في العدو ، و ضمن طاعتهم بذلك ، فولاه الأمين أهل الشام و الجزيرة و قر له بالمال و الرجال و استحثه ، فسار إلى الرقة و كاتب أهل الشام فتسالموا إليه فأكرمهم و خلع عليهم و كثرت جموعه . ثم مرض و اشتد مرضه و وقعت فتنة في عسكره بين الخراسانيين و أهل الشام بسبب دابة أخذت لبعضهم في وقعة سليمان بن أبي جعفر و عرفها عند أهل الشام ، فقتتلوا و أرسل إليهم عبد الملك بالقتل فلم يقتلوا ، و كثر القتل و أظهر عبد الملك النضرة للشاميين و انتقض الحسين ابن علي للخراسانيين ، و تنادى الناس بالرجوع إلى بلادهم فمضى أهل حمص و قبائل كلب فانهزم أهل الشام و أقام عبد الملك بن صالح بالرقة ، توفي بها .
خلع الأمين و أعادته
و لما مات عبد الملك بن صالح نادى الحسين بن علي في الجند بالرحيل إلى بغداد و قدمها فلقيه القواد و وجوه الناس و دخل منزله و استدعاه الأمين من جوف الليل فامتنع و أصبح ، فوافى باب الجسر و أغراهم بخلع الأمين و حذرهم من نكثة ثم أمرهم بعبور الجسر فعبروا و لقيه أصحاب الأمين فانهزموا ، ذلك منتصف رجب سنة ست ، و أخذ البيعة للمأمون من الغد و وثب العباس بن عيسى بن موسى بالأمين فأخرجه من قصر الخلد و حبسه بقصر المنصور و معه أمه زبيدة ، فلما كان من الغد طلب الناس أرزاقهم من الحسين و ماج بعضهم في بعض ، و قام محمد بن أبي خالد فنكر استداد الحسين بخلع الأمين و ليس بذي منزلة و لا حسب و لا نسب و لا غنائم . و قال أسد الحربي قد ذهب أقوام بخلع الأمين فاذهبوا أنتم بفكه يا معشر الحربية ، فرجع الناس على أنفسهم باللائمة و قالوا ما قتل قوم خليفتهم إلا سلط الله عليهم السيف . ثم نهضوا إلى الحسين و تبعهم أهل الأرض فقاتلوه قتالاً شديداً و أسروه و دخل أسد الحربي إلى الأمين و كسر قيوده و أجلسه على أريكته ، و أمرهم الأمين بلبس السلاح فانتهبه الغوغاء و جيء بالحسين إليه أسيراً ، فاعتذر إليه و أطلقهم و أمره بجمع الجند و المسير إلى طاهر و خلع عليه ما وراء بابه و وقف الناس يهنئونه بباب الجسر حتى إذا خف عنه الناس قطع الجسر و هرب . و ركب الجند في طلبه و أدركوه على فرسخ من بغداد و قتلوه و جاؤا برأسه إلى الأمين و اختفى الفضل بن الربيع عند ذلك فلم يوقف له على خبر .
استلاء طاهر على البلادو لما جاء كتاب المأمون بالمسير إلى الأهواز قدم إليها الحسين بن عمر الرستمي و سار في أثره و أتته عيونه بأن محمد بن يزيد بن حاتم قد توجه من قبل الأمين في جند ليحمي الأهواز من أصحابه طاهر ، فبعث من أصحابه محمد بن طالوت و محمد بن العلاء و العباس بن بخارا خذاه مدداً للرستمي . ثم أمدهم بقريش بن شبل ثم سار بنفسه حتى كان قريباً منهم و أشرفوا على محمد بن يزيد مكرم و قد أشار إليه أصحابه بالرجوع إلى الأهواز و التحصن بها حتى تأتيه قومه الأزد من البصرة ، فرجع طاهر قريش شبل باتباعه قبل أن يتحصن بالأهواز ، فخرج لذلك وفاته محمد بن يزيد إلى الأهواز و جاء على أثره فاقتتلوا قتالاً شديداً ، و فر أصحاب محمد و استمات هو و مواليه حتى قتلوا . و ملك طاهر الأهواز و ولى على
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
اليمامة و البحرين و عمان ثم سار إلى واسط و بها السندي بن يحيى الحريشي و الهيثم بن شعبة خليفة خزيمة بن حازم ، فهربا عنها و ملكها طاهر و بعث قائداً من قواده إلى الكوفة و بها العباس بن الهادي ، فخلع الأمين و بايع للمأمون و كتب بذلك إلى طاهر فعل المنصور بن المهدي بالبصرة و المطلب بن عبد الله بن مالك بالموصل ، و أقرهم طاهر على أعمالهم . و بعث الحرث بن هشام و داود بن موسى إلى قصر ابن هبيرة و أقام بجرجابا و لما بلغ الخبر بذلك إلى الأمين بعث محمد بن سليمان القائد و محمد بن حماد البربري إلى قصر ابن هبيرة فقاتلهم الحرث و داود قتالاً شديداً و هزموهم إلى بغداد . و بعث الأمين أيضاً الفضل بن موسى على الكوفة ، فبعث إليه طاهر بن العلاء في جيش فلقيه في طريقه فأراد مسالمته بطاعة المأمون كياداً ثم قاتله فانهزم إلى بغداد . ثم سار طاهر إلى المدائن و عليها البرمكي و المدد متصل له كل يوم . فقدم قريش بن شبل ، فلما أشرف عليهم و أخذ البرمكي في التعبية فكانت لا يتم له ، فأطلق سبيل الناس و ركب بعضهم بعضاً نحو بغداد ، و ملك طاهر لمدائن و نواحيها ثم نزل صرصر و عقد بها جسراً .
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
رد: تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثالث - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
بيعة الحجاز للمأمون
و لما أخذ الأمين كتب العهد من مكة و أمر داود بن عيسى ، و كان على مكة و المدينة بخلع المأمون قام في الناس و نكر نقض العهد ، و ذكرهم ماأخذ الرشيد عليهم من الميثاق لابنيه في المسجد الحرام أن يكونوا على الظالم ، و أن محمداً بدأ بالظلم و النكث و خلع أخويه و بايع لطفل صغير رضيع ، و أخذ الكتابين من الكعبة فحرقهما ظلماً ثم دعا إلى خلعه و البيعة للمأمون فأجابوه ، نادى بذلك في شعاب مكة و خطبهم . و كتب إلى ابنه سليمان بالمدينة بمثل ذلك ففعله ، و ذلك في رجب سنة ست و تسعين . و سار من مكة على البصرة و فارس و كرمان إلى المأمون و أخبره فسر بذلك و ولاه مكانه و أضاف إليه ولاية عك و أعطاه خمسمائة ألف درهم و سير معه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى على الموسم و يزيد بن جرير بن مزيد بن خالد القسري في جند كثيف عاملاً على اليمن و مروا بطاهر و هو محاصر بغداد فأكرمهم و أقام يريد اليمن فبايعوه للمأمون و أطاعوه .
حصار بغداد و استلاء طاهر عليها و مقتل الأمينو لما اتصلت بالأمين هذه الأحوال و قتل الحسين بن علي بن عيسى ، شمر لحرب طاهر و استعد له و عقد في شعبان سنة ست و تسعين و أربعمائة شتى و أمر عليهم علي بن محمد بن عهيسى نهيك ، و أمرهم بالمسير إلى هرثمة فساروا إليه و التقوا بنواحي النهروان في رمضان فانهزموا و أسر قائدهم علي بن محمد فبعث به هرثمة إلى المأمون و ترك النهروان ، و أقام طاهر بصرصر و الجيوش تتعاقب من قبل الأمين فيهزمها . ثم بذل الأمين الأموال ليستفسد بها عساكرهم فسار إليه من عسكر طاهر نحو من خمسة آلاف ففرق فيهم الأموال و قود جماعة من الحربية و دس إلى رؤساء الجند في عسكر طاهر و رغبهم فشغبوا على طاهر و سار كثير منهم إلى الأمين ، و انضموا إلى قواد الحربية و قواد بغداد و ساورا إلى صرصر . فعبى أصحابه كراديس و حرضهم و وعدهم . ثم تقدم فقاتلهم ملياً من النهار و انهزم أصحاب الأمين ، و غنم أصحاب طاهر عسكرهم . و لما وصلوا إلى الأمين فرق فيهم الأموال و قود منهم جماعة ولم يعط المنهزمين شيئاً و دس إليهم طاهر و استمالهم فشغبوا على الأمين فأمر هؤلاء المحدثين بقتالهم و طاهر يراسلهم و قد أخذ رهائنهم على الطاعة ، و أعطاهم الأموال . فسار فنزل باب الأنبار بقواده و أصحابه و استأمن إليه كثير من جند الأمين ، و ثارت العامة و فتقت السجون ، و وثب الشطار على الأخيار و نزل زهير مسيب الضبي من ناحية و نصب المجانيق و العرادات ، و حفر الخنادق و نزل هرثمة بناحية أخرى و فعل مثل ذلك . و نزل عبيد الله بن الوضاح بالشماسية و نزل طاهر بباب الأنبار فضيق على الأمين بمنزلة و نفد ما كان بيد الأمين من الأموال ، و أمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة و ضرب آنية الذهب و الفضة لفرقها في الجند ، و أحرق الحديثة فمات بها خلق ، و استأمن سعيد ابن مالك بن قادم إلى طاهر فولاه الأسواق و شاطئ دجلة ، و أمره بحفر الخنادق و بناء الحيطان و كل ما غلب عليه من الدروب ، و أمده بالرجال و الأموال . و وكل الأمين بقصر صالح و قصر سليمان بن المنصور إلى دجلة بعض قواده فألح في إحراق الدور و الرمي بالمجانيق و فعل طاهر مثل ذلك . و كثر الخراب ببغداد و صار طاهر يخندق على ما يمكنه من النواحي و يقاتل من لم يجبه ، و قبض ضياع من لم يخرج إليه من بني هاشم و القواد و عجز الأجناد عن القتال .و قام به الباعة و العيارون و كانوا ينهون أموال الناس .و استأمن إليه القائد الموكل بقصر صالح فأمنه و سلم إليه ما كان بيده من تلك الناحية في جمادى الأخيرة من سنة سبع . و استأمن إليه محمد بن عيسى صاحب الشرطة فوهن الأمين . و اجتمع العيارون و الباعة و الأجناد و قاتلوا أصحاب طاهر في قصر صالح ، و قتلوا منهم خلقاً و كاتب طاهر القواد بالأمان و بيعة المأمون فأجابه بنو قحطبة كلهم و يحيى بن علي بن ماهان و محمد بن أبي العباس الطائي و غيرهم . و فشل الأمين و فوض الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك و إلى الحسن الهرش ، و معهم الغوغاء يتولون أمر تلك الفتنة . و أجفل الناس من بغداد و افترقوا في البلاد . و لما وقع بطاهر في قصر صالح ما وقع بأصحابه شرع في هدم المباني و تخريبها ثم قطع الميرة عنهم و صرف السفن التي تحمل فيها إلى الفرات . فغلت الأسعار و ضاق الحصار و اشتد كلب العيارين فهزموا عبيد الله بن الوضاح و غلبوه على الشماسية . و جاء هرثمة ليعينه فهزموه أيضاً و أسروه ثم خلصه
و لما أخذ الأمين كتب العهد من مكة و أمر داود بن عيسى ، و كان على مكة و المدينة بخلع المأمون قام في الناس و نكر نقض العهد ، و ذكرهم ماأخذ الرشيد عليهم من الميثاق لابنيه في المسجد الحرام أن يكونوا على الظالم ، و أن محمداً بدأ بالظلم و النكث و خلع أخويه و بايع لطفل صغير رضيع ، و أخذ الكتابين من الكعبة فحرقهما ظلماً ثم دعا إلى خلعه و البيعة للمأمون فأجابوه ، نادى بذلك في شعاب مكة و خطبهم . و كتب إلى ابنه سليمان بالمدينة بمثل ذلك ففعله ، و ذلك في رجب سنة ست و تسعين . و سار من مكة على البصرة و فارس و كرمان إلى المأمون و أخبره فسر بذلك و ولاه مكانه و أضاف إليه ولاية عك و أعطاه خمسمائة ألف درهم و سير معه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى بن موسى على الموسم و يزيد بن جرير بن مزيد بن خالد القسري في جند كثيف عاملاً على اليمن و مروا بطاهر و هو محاصر بغداد فأكرمهم و أقام يريد اليمن فبايعوه للمأمون و أطاعوه .
حصار بغداد و استلاء طاهر عليها و مقتل الأمينو لما اتصلت بالأمين هذه الأحوال و قتل الحسين بن علي بن عيسى ، شمر لحرب طاهر و استعد له و عقد في شعبان سنة ست و تسعين و أربعمائة شتى و أمر عليهم علي بن محمد بن عهيسى نهيك ، و أمرهم بالمسير إلى هرثمة فساروا إليه و التقوا بنواحي النهروان في رمضان فانهزموا و أسر قائدهم علي بن محمد فبعث به هرثمة إلى المأمون و ترك النهروان ، و أقام طاهر بصرصر و الجيوش تتعاقب من قبل الأمين فيهزمها . ثم بذل الأمين الأموال ليستفسد بها عساكرهم فسار إليه من عسكر طاهر نحو من خمسة آلاف ففرق فيهم الأموال و قود جماعة من الحربية و دس إلى رؤساء الجند في عسكر طاهر و رغبهم فشغبوا على طاهر و سار كثير منهم إلى الأمين ، و انضموا إلى قواد الحربية و قواد بغداد و ساورا إلى صرصر . فعبى أصحابه كراديس و حرضهم و وعدهم . ثم تقدم فقاتلهم ملياً من النهار و انهزم أصحاب الأمين ، و غنم أصحاب طاهر عسكرهم . و لما وصلوا إلى الأمين فرق فيهم الأموال و قود منهم جماعة ولم يعط المنهزمين شيئاً و دس إليهم طاهر و استمالهم فشغبوا على الأمين فأمر هؤلاء المحدثين بقتالهم و طاهر يراسلهم و قد أخذ رهائنهم على الطاعة ، و أعطاهم الأموال . فسار فنزل باب الأنبار بقواده و أصحابه و استأمن إليه كثير من جند الأمين ، و ثارت العامة و فتقت السجون ، و وثب الشطار على الأخيار و نزل زهير مسيب الضبي من ناحية و نصب المجانيق و العرادات ، و حفر الخنادق و نزل هرثمة بناحية أخرى و فعل مثل ذلك . و نزل عبيد الله بن الوضاح بالشماسية و نزل طاهر بباب الأنبار فضيق على الأمين بمنزلة و نفد ما كان بيد الأمين من الأموال ، و أمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة و ضرب آنية الذهب و الفضة لفرقها في الجند ، و أحرق الحديثة فمات بها خلق ، و استأمن سعيد ابن مالك بن قادم إلى طاهر فولاه الأسواق و شاطئ دجلة ، و أمره بحفر الخنادق و بناء الحيطان و كل ما غلب عليه من الدروب ، و أمده بالرجال و الأموال . و وكل الأمين بقصر صالح و قصر سليمان بن المنصور إلى دجلة بعض قواده فألح في إحراق الدور و الرمي بالمجانيق و فعل طاهر مثل ذلك . و كثر الخراب ببغداد و صار طاهر يخندق على ما يمكنه من النواحي و يقاتل من لم يجبه ، و قبض ضياع من لم يخرج إليه من بني هاشم و القواد و عجز الأجناد عن القتال .و قام به الباعة و العيارون و كانوا ينهون أموال الناس .و استأمن إليه القائد الموكل بقصر صالح فأمنه و سلم إليه ما كان بيده من تلك الناحية في جمادى الأخيرة من سنة سبع . و استأمن إليه محمد بن عيسى صاحب الشرطة فوهن الأمين . و اجتمع العيارون و الباعة و الأجناد و قاتلوا أصحاب طاهر في قصر صالح ، و قتلوا منهم خلقاً و كاتب طاهر القواد بالأمان و بيعة المأمون فأجابه بنو قحطبة كلهم و يحيى بن علي بن ماهان و محمد بن أبي العباس الطائي و غيرهم . و فشل الأمين و فوض الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك و إلى الحسن الهرش ، و معهم الغوغاء يتولون أمر تلك الفتنة . و أجفل الناس من بغداد و افترقوا في البلاد . و لما وقع بطاهر في قصر صالح ما وقع بأصحابه شرع في هدم المباني و تخريبها ثم قطع الميرة عنهم و صرف السفن التي تحمل فيها إلى الفرات . فغلت الأسعار و ضاق الحصار و اشتد كلب العيارين فهزموا عبيد الله بن الوضاح و غلبوه على الشماسية . و جاء هرثمة ليعينه فهزموه أيضاً و أسروه ثم خلصه
أحمد بدوى- سوبر ستار المنتدى
- رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 7431
المهارة : 45422
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
الكفاءة : 0
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
مواضيع مماثلة
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
» تابع تاريخ بن خلدون الجزء الثانى - جعلة الله مفيدا لنا ولكم 0000
صفحة 3 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى